|
Re: عمر القراى: عندما تختل الموازين !!: تعقيب على د. الطيب زين العابدين (Re: عبدالله عثمان)
|
ويعترض د. الطيب ،على مطالبة الحركة الشعبية ، بإدخال السؤال عن العرق والدين ، في الإحصاء ، ويقول ( ولا ينبغي في سودان اليوم تشجيع الانتماءات العرقية أو الطائفية ومن الغريب ان يأتي طلب السؤال عن الدين من حركة تدعي العلمانية والثورية وتبشر بسودان جديد ) .. ولو كان الواقع في السودان ، غير ما نعرفه ، ويعرفه د. الطيب جيداً ، لكان حديثه هذا مقبولاً . ولكن هنالك إدعاء عريض ، من دعاة أسلمة وتعريب الجنوب ، بأن معظم المواطنين الجنوبيين مسلمين، ويتكلمون اللغة العربية !! وهنالك مبالغة عن حجم المجموعات ذات العرق العربي ، في مختلف نواحي السودان .. وهنالك قوانين إسلامية ، ما زالت تطبق في الشمال ، ويتضرر منها مواطنون جنوبيون ، ما كان ينبغي ان تطبق عليهم . وهنالك مناهج تعليم ، تحتوي على الدين الإسلامي ، تدرس في معسكرات النازحين لأطفال غير مسلمين . كل هذه المفارقات ، اقتضت المطالبة بتحديد الهوية العرقية ، والدينية ، للمواطنين السودانيين ، حتى لا يجور عليهم جائر، باسم دين أو عرق، وحتى تتأكد حرية الاعتقاد ، والمساواة بين المواطنين ، رغم اختلاف أعراقهم ، وأديانهم ، كما نص الدستور ..
وعن مطالبة الحركة بإرجاع وزرائها ، الذين طردهم ولاة سنار والجزيرة ، يقول د. الطيب (عندما قرأت هذا الطلب تذكرت المقولة المشهورة التاجر عندما يفلس يبدأ البحث في دفاتر ديونه القديمة لعل وعسى أن يسترد منها شيئاً . وعلى كل من حق الحركة أن تأخذ حصتها في السلطة كاملة في الولايتين فأما أن تعيد حكومتا الولايتين الوزيرين المعنيين أو أن تغيرهما الحركة بآخرين فالقضية لا تستحق التصعيد ولا مقاطعة الحكومة المركزية ) و د. الطيب يقصد بهذه السخرية ، أن طرد الوزراء موضوع صغير، لا أهمية له ، ولا يستحق أن يذكر في مذكرة الحركة ، وما كانت الحركة لتثيره ، لولا أنها أفلست سياسياً ، ولم يكن لديها مواضيع أهم لتثيرها .. وكل هذا التحليل خال من الصحة ، وبالغ السطحية في تقدير الوضع السياسي ، واثر التغول الذي يمارسه المؤتمر الوطني على شريكه .. فالحركة لديها مسئولين ووزراء ، يعمل تحتهم ، من هم من المؤتمر الوطني ، فلماذا لم تقم بفصلهم ، وطردهم لمجرد الخلافات السياسية ، والتضارب في وجهات النظر، ولماذا يجنح المؤتمر الوطني لطرد وزراء الحركة لأيسر خلاف ؟! إن الرسالة التي أراد المؤتمر الوطني أن يوصلها للحركة ، هي التعدي على الحركة ، وازدراء هيبتها ، بين أفرادها ، واختبار قدرتها على المقاومة .. فإذا صمتت ، وقبلت اهانة وزرائها ، استطال عليها المؤتمر الوطني ، وعمم هذه الممارسة ، في الأقاليم الأخرى !! وإذا وقفت بصلابة في وجهها ، تنازل عنها المؤتمر، واخذ يفكر في تكتيك آخر !! فهل الحل هو ما طرحه د. الطيب ، ان تختار الحركة وزراء آخرين ؟! وماذا لو أن هؤلاء الوزراء مؤهلين ، ويشكل وجودهم ، تحدياً لولاة الحركة ومراقبة لأدائهم ، أفتبعدهم الحركة ، وتأتي بالوزراء الضعاف ، الذين يريدهم المؤتمر الوطني ؟!
|
|
|
|
|
|
|
|
|