|
عمر القراى: عندما تختل الموازين !!: تعقيب على د. الطيب زين العابدين
|
تعقيب على د. الطيب زين العابدين
عندما تختل الموازين !!
طالعتنا صحيفة الصحافة الغراء ، بتاريخ 24/10/2007م ، بمقال للدكتور الطيب زين العابدين بعنوان " مطالب الحركة الشعبية في الميزان " .. ولقد عرفنا د. الطيب كاتباً حصيفاً ، وجم النشاط ، وفي الآونة الأخيرة ، اتسمت معظم مساهماته بالموضوعية ، ودقة التحري للحقائق ، التي يعتمد عليها .. ولكنه في هذا المقال ، الذي بين أيدينا ، سقط سقطة كبيرة ، ما كنت أود لمثله ، أن يتورط في مثلها .. واني لأرجو الله أن يعينني ، على أن أضع يده ، على مبلغ الخلل في ميزانه ، الذي وزن به مطالب الحركة الشعبية . لعله حينذاك يجد في نفسه من الصدق ، وفي قلمه من الشجاعة، ما يصحح به موقفه ، ويقوم به من كبوته ، حتى يعود لكتاباته وقعها ، بين كتابات المثقفين، الأحرار ..
الخصم والحكم :
إن موطن الخلل في مقال د. الطيب هو قوله ( ولنأخذ مطالب الحركة في ضوء المعلومات التي أدلى بها نائب رئيس الجمهورية وما استطعنا الحصول عليه من بعض المتصلين بتلك القضايا ) !! فلماذا قبل د. الطيب المعلومات التي قدمها السيد نائب رئيس الجمهورية كحقائق ، قيّم على أساسها مطالب الحركة الشعبية ؟؟ هل السيد نائب رئيس الجمهورية جهة محايدة ، موثوق بها ، حتى يؤخذ تصريحه دون التشكيك فيه ؟! أليس هو الخصم في القضية المطروحة ، والذي يمثل رأي الحكومة التي رفعت لها المطالب فلم تنفذها ، ربما بإيعاز منه ، هو نفسه ، باعتبار من أوائل قادة في المؤتمر الوطني ، الذي تتهمه الحركة بالتغول على حقوقها ؟! ولم يذكر د. الطيب المصادر الأخرى ، التي اعتمد عليها ، ووصفها بأنها متصلة بتلك القضايا ، ولم تظهر في المقال أي مصادر أخرى ، غير مصدر المؤتمر الوطني الذي هو نائب الرئيس ..
ولو كان د. الطيب زين العابدين محايداً ، لأتصل بالحركة الشعبية ، بعد استماعه لخطاب السيد نائب رئيس الجمهورية ، ولعرف رأيها فيما أثاره ، أو استمع لتعليق ممثليها على الخطاب ، ثم قدم لنا في مقاله هذا ، كلا الرأيين ثم وازن بينهما ، بدلاً من أن يرتضي لنفسه ، أن يصدّق ما طرحه نائب رئيس الجمهورية ويعتبره حججاً دامغة قبل أن يعرف حقها من باطلها ..
إن د. الطيب زين العابدين ، يعرف أكثر من غيره ، بحكم علاقته بالإسلاميين ، بأن حكومة الإنقاذ ونائب رئيسها ، ظلوا يكذبون على هذا الشعب ، طوال السنوات الماضية ، منذ أن رفعوا شعار (الجهاد) ضد إخواننا الجنوبيين ، وحتى عقدوا معهم اتفاقية السلام ، ورضوا بان من كانوا بالأمس يعتبرونهم ( كفاراً) ، أصبحوا اليوم ( شركاء) في حكومة الوحدة الوطنية !! ولقد كان نائب رئيس الجمهورية، يتحدث باسم الحكومة ، في حالة الحرب ، وحالة السلم .. فهل كان أمراً جديداً، أن يدّعي - وهو يدافع عن حكومته- أنهم أعطوا الحركة كل ما تنص عليه الاتفاقية ، وأنهم التزموا بالاتفاقية تماماً ، وان الحركة هي التي لم تلتزم بالاتفاقية ، وهي التي لم تحقق التحول الديمقراطي، ولم تقم بالتنمية في الجنوب ، الى غير ذلك من الاتهامات غير المؤسسة ، التي ردت عليها الحركة في تصريحات أعضائها ، مما لم يشأ د. الطيب أن يتعرض له ، في ميزانه هذا ، الذي قبل بالحكومة خصماً وحكماً !!
|
|
|
|
|
|
|
|
|