|
الدكتور سيسي في متاهته...متى ترحل
|
الدكتور سيسي في متاهته...متى ترحل اسماعيل حسن [email protected]
في زمن المحنه و الفجيعة يتذكر الناس صمت اﻻصدقاء، أكثر من عسف ووحشية اﻻعداء .. ان تحقيق السلام في السودان كان وما يزال من اكبر التحديات فى السودان ليس لاستحالة تحقيقه، بل ﻻن السلام ليس في مصلحة مثلث حمدي الذي يريد الكيكة بأكملها.اذ يشكل السلام في دارفور اليوم أكثر السلع طلبا، خاصة لأولئك الذين يعيشون حياة قائمة علي الرعب والخوف في معسكرات اقل ما توصف به، انها عار يندى له الجبين، فان اهوال الحرب وحدها تسبب ما يعرف بال post war traumatic stress disorder، دعك من القصف شبه اليومي و الاغتصاب، النقص المريع للغذاء، و ما يترتب عليه من امراض،اذ تجد فيها الأطفال، قد تمددت بطونهم كلحي التمكين، ففي الاولي مرض و في الاخرى غرض. فاذا كانت الخرطوم في احسن حالاتها لم تحترم قط اتفاقا بكل بنوده، حتى مع دعم المجتمع الدولي كما رأينا مع اتفاق السلام الشامل. لماذا نعتقد و النظام في اسوأ حالاته انه سيرضخ و ينفذ بنود اتفاق الدوحه؟.. اني لا اشكك في نوايا الدكتور التيجاني سيسي عند توقيعه لهذا الاتفاق، ولكن الحكمه تستدعي قليلا من التفكير، فاذا نظرنا لتاهيله العلمي، فبالضروره له منهجية البحث زد على ذلك كونه تكنوقراطي في الأمم المتحدة، فقراءته للتاريخ حتما تكون أفضل بكثير من قليلي الحظ و الدهماء. فهناك حكمه عظيمة تقول، إذا اردت ان تمشي قي ارضا مليئه بالالغام، اتبع خطوات من مشى قبلك فالمزالق في كل مكان، فلا غضاضه أن نخطئ ، و لكن عدم الاعتراف بأخطائنا والانتقال هي القضية، خاصة اذا كنا حريصين على نزاهتنا، ضمائرنا، و شخصيتنا، يقول ابراهام لنكن "لا يهمني ان فقدت كل شئ، الا صديقي الوحيد، استقامتي و نزاهتى" كما يقول أينشتاين "ان ما نواججه من مشاكل في الحياة اليومية لا يمكن حلها بنفس العقلية التي خلقتها "،وقال أيضا "الاشياء المهمه يجب أن تبقى دائما مهمة"، فدعنا نستعرض سريعا بعض جوانب اتفاق الدوحة على ضوء هذه الإضاءة و الذي نراه من اهم القضايا: الأمن، نزع سلاح المليشيات، التعويضات، تامين و تعمير القرى التي تم تدميرها.... فمنذ الاتفاق، قد ازدادت الهجمات، كثرت المذابح، ازداد تفكيك المعسكرات، الخطف، حالات الاغتصاب، الاوبئه و الامراض، سوء التغذيه، النقص الحاد في الغذاء و الادويه، استمرار عصابه الخرطوم في وضع عقبات و عراقيل امام المنظمات الانسانيه والذي يستخدم كسلاح للاباده، الاستمرار في قتل و سحل ابناء دارفور الابرياء، و ما وحشيه حوادث امدرمان الاسلاميه و جامعه الجزيره في الاسبوع المنصرم ببعيدة عن الاذهان و لاسباب هي في لب الاتفاق، يا اتفاق الدوحة. كما يجب الا يفوتنا الاعتداء على قوات تتبع للتحرير و العداله، فلنذكركم أيها الموقعون على اتفاق الدوحة، ان المعتدى عليه انتم. لمزيد من تفاصيل الاحداث في دارفور، تابع الرابط ادناه، هناك احداث لم تجد طريقها للتوثيق بالطبع. http://www.compromisingwithevil.org/pdf/Annex-VIII.pdf
يدوسوننا باقدامهم، يبصقوقن على وجوهنا و يصفونا بالعبيد، و لا نحرك ساكنا، فقط نشجب و ندين في خجل، كاننا لم نكن احفاد علي دينار،اين الحمية يا اهل الخير؟ ان ما يحزن حقا هو ان يقبل المرء بارادته هذا الذل و الهوان، اذ اكاننا نبرهن لهم هذه القصيدة المحببة الي نفوسهم "لا تشتري العبد الا و العصى معه ان العبيد لانجاس مناكيد"....... يقول المثل الصيني "أسمع انسى، ارى اتذكر، افعل افهم " لقد مر على هذا عام و نصف، فلربما نسيتم، او لم تتذكروا تجارب الاخرين ولكن اتمنى ان تكونوا قد فهمتم الآن و لو بمحض التجربة، ان الاتفاق قد كتب في لوح النظام، والان تشربون "المحاية" ليس الا. فالبقاء في سفينة غارقة ..انها هي حماقة ليس فقط تؤدي بحياتكم، انما نؤدي للمزيد من فقدان الانفس و اطالة عمر الازمة و خداع النفس والعالم. ان كثير من بلدان العالم قد اسقطوا قضية دارفور من رادراتهم (البتشوف بالليل). ظنا منهم ان القضية في طريقها للحل، خدعوا بالحمل الكاذب، و لكن ان نستمر في ادمان النكران!! ونظن ان الاتفاق سيلد سلاما .. فهذا في احسن الاحوال احلام زلوط. نعم ان للحرية ثمن، ولكن لدفع هذا الثمن لابد من شحذ طاقاتنا وتنظيم وتوحيد صفوفنا، حشد ما لدينا من انفس في نفس واحدة، ليس لاطماع ذاتية، وانما لحقن دماء اهلنا و اعادة الحياة لهم و الامل. و هذا يحتاج الي كثير من العناء و الجلد و بعض الوقت، و لكن في نهاية المطاف يكون المردود افضل من صراع طواحين الهواء. فان نسعى لعمل ما هو اجدى و نموت على قارعة الطريق من عناء المحاولة لهو افضل من ان نموت صدءا بالترخص الذليل فى دهاليز القصر وانتظار فتاته فى أروقة الإسلام السياسي ، لماذا نقتات من فتاتهم الملطخة بدماء اهلنا ونظل ننتظر عظامهم الخالية من اللحم التى يقذفوننا بها؟ فإن ما حدث اخيرا قد ابكى كل ضمير حي .....هذا كتابي ارجوك ان ترحل... اليوم و ليس غدا
اسماعيل حسن 12/14/2012
|
|
|
|
|
|