|
Re: المهدى (م) المنتظر م. خ (Re: shaheen shaheen)
|
العزيز شاهين شاهين تحياتى و تقديرى
انا أعتبر ان الطامة الكبري، و الكارثة الكونية هى تديين السياسة فى السودان، اي اشتغال رجال الدين و اتباعهم بكيفية ادارة الدولة و صياغة القوانيين بصبغة دينية. الدين و الافكار الدينية مكانها المجتمع، حيث يمكن ان تؤدى دورها المرسوم لها من دون تدخل من الدولة. و بالاسلام عدة فرق و جماعات، كما فى السودان، تدعو كلٍ منها الي ما تراه انه الصحيح من الدين الاسلامى، و تدعو اتباعها الي الدعوة الي مبادئها و خياراها فيما يختص بالجماعة الواحدة، و تتخذ من الزوايا و المساجد مرتكزاً لها. و مع ظهور الاسلام السياسى مع سيد قطب وابوالاعلي المودودى و حسن قطب فى العالم العربى و الاسلامى، و انتشار هذه الدعوة الي السودان، و ما اعقبها من تكون مجموعاتهم السياسية، مثل الجبهة الاسلامية و جماعات الاخوان المسلمين المختلفة، دخل السودان الي الشعوذة الحقيقية، و ارتد الي فضاءات موغلة فى التخلف و الرجعية، لن يخرج منها إلا بارجاع الدين الي المجتمع، و خلع مظاهر التدين و القوانيين من الدولة.
الاسلام دعوة الي الاخلاق ( انما بعثت لاكمل مكارم الاخلاق)، عدم الكذب ووالصدق و التراحم و التواضع الخ. جوهر الدين هو العبادات الخمس و الايمان بالله الواحد و عدم الاشراك به و الايمان بالرسل و اليوم الآخر. ياتى الناس يوم القيامة فراداً، كل بمفرده، و لا يسألون عن الدولة او الحزب الاسلامى و تطبيق قوانيين دينية بواسطة الحكومة، و انما يسالون عن جوهر الدين و اعمالهم و اخلاقهم. هذا الكلام عن الاخلاق و جوهر الدين يبدو بسيطاً بعض الشئ و لكنه عميقاً لابعد حد ممكن فى التأمل البشري لدور الاديان فى الحياة العامة. و لكننا الآن نستمع الي هؤلاء القوم الآفاكون الذين يبغون شيئاً آخراً غير الدين من دعوتهم الي تديين السياسة و تسيس الدين، و هذه هى الشعوذة و الدجل الحقيقى الذى يجب علي الجميع الالتفات اليه..و حتي يتقدم السودان الي آفاق اوسع من تنمية و تطور و رفاهية، فانه لابد من ابعاد الدين من السياسة فى السودان، و ارجاعه الي المجتمع، لانه مكانه الطبيعى الذى جاءت عليه رسالته، و بغير هذا ( عينك ما تشوف الا النور).
و انا من المؤمنيين جداً بالفسلفة التجريبية - جون لوك - فالعقل وحده غير قادر علي معرفة الحقائق، و لابد من التجربة، حتي نصل الي حقائق الاشياء و الوصول الي خلاصات يمكن التأكد منها متي ما اردنا ذلك عن طريق تكرار التجربة نفسها، و عن طريق هذا المنهج الاستقرائى الحدسى التجريبى، وصل العالم الي نحن عليه الآن من نهضة و تقدم مذهل فى كافة العلوم. و لا ننسي فى هذا الصدد العالم الاسلامى جابر بن حيان الذى وضع مبادئ هذا المنهج التجريبى و من جاء بعده من العلماء و المفكرين امثال فرانسيس بيكون و روجر بيكون و غيرهم، اما فى العلوم المجتمعية و السياسية فلا اؤمن إلا بالتجربة البشرية فى هذه العلوم، و استخلاص الدروس من تطبيقها علي ارض الواقع، لذا اقتنع بمبدا تبادل السلطة السلمى عبر النظام الديمقراطية، و كل ما يعضد من مساواة البشر و عدم تمييزهم علي اساس الجنس و العرق، مستفيداً فى كل ذلك من التجارب البشرية و ليس من الدوغمائية الدينية، التى يريد رجال الدين اضفاء القداسة علي مجال القوانيين و العلوم مما يؤدي الي تكلسها و تحجرها، و عدم تطورها، مع الاخذ فى الاعتبار ان النقد هنا لا فكر دينى ( ليس للدين نفسه) يرفض علي الدوام بدعوي القدسية و السردمية و الحتمية، مما يؤدى الي وقوف العالم فى نقطة صماء لا يتحرك بعدها ابداً.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
المهدى (م) المنتظر م. خ | سعد مدني | 12-18-12, 05:44 PM |
Re: المهدى (م) المنتظر م. خ | Muna Khugali | 12-18-12, 05:59 PM |
Re: المهدى (م) المنتظر م. خ | محسن خالد | 12-18-12, 09:34 PM |
Re: المهدى (م) المنتظر م. خ | صلاح عباس فقير | 12-18-12, 10:00 PM |
Re: المهدى (م) المنتظر م. خ | سعد مدني | 12-18-12, 10:42 PM |
Re: المهدى (م) المنتظر م. خ | shaheen shaheen | 12-18-12, 10:50 PM |
Re: المهدى (م) المنتظر م. خ | سعد مدني | 12-19-12, 01:04 AM |
Re: المهدى (م) المنتظر م. خ | AMNA MUKHTAR | 12-19-12, 03:55 AM |
Re: المهدى (م) المنتظر م. خ | محسن خالد | 12-19-12, 05:19 AM |
Re: المهدى (م) المنتظر م. خ | AMNA MUKHTAR | 12-19-12, 05:26 AM |
Re: المهدى (م) المنتظر م. خ | سعد مدني | 12-19-12, 04:18 PM |
Re: المهدى (م) المنتظر م. خ | حسن الطيب يس | 12-19-12, 05:01 PM |
Re: المهدى (م) المنتظر م. خ | Abdlaziz Eisa | 12-19-12, 05:17 PM |
Re: المهدى (م) المنتظر م. خ | سعد مدني | 12-20-12, 05:31 PM |
|
|
|