محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 11:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-05-2012, 08:27 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان

    محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان



    أتدربُ ، مذ عرفتكِ ، على أن أكون خاسرا \ أضفتكِ ، مذ أول لهفة ، إلى مفقوداتي ، قبل أن يحصلَ ذلك ، وأفقدكِ فعلا .
    لم احبكِ \ إلا لأن الحبَّ تنشره الصبايا ، \على حبال الغسيل ، \لتتبخرَ ، من أرواحهن ، الطعناتُ تحت الشمس .


    لم أغرم بك\ إلا لأنكِ مخمورة ٌ بالألمِ وبالتوبيخِ ِ ، حدّ الثمالة . \وها أني أشربُ خمرَ غيابكِ ،

    واضعا وجهكِ على طاولة مخيلتي لأسكرَ :
    أسكرُ
    من أجل أن اجرجرَ العالمَ من شَعره ،
    وأرميه بين قدميكِ :
    يصفعونكِ في البيتِ ،
    فأسقط ُ ، بدلا عنكِ ، في الشارع .
    أما امكِ فلن يغفر لها الشِعرُ ،
    وستفرّ الجنة من تحت أقدامها نحو الشيطان ، لأنها تراني ، عندما تبكين ، طافرا من بين دموعكِ ، فلا تحرّك ساكنا .

    تطبخكِ وجبة من تعاليم ،
    وتبني ،
    من صفعاتها على خديكِ ،
    مطبخا تأكلكِ فيه العائلة ُ ..

    احبكِ .
    اقسمُ بالقمر ،
    وهو يرفرفُ جريحا فوق رؤوس العشاق ،
    إثر انفجار عبوّة ناسفة في قلبه .
    اقسمُ بالخوف :
    ينشرُ راياتِه فوق رؤوس متظاهرين ،
    في مسيرة ٍ لا يعرفُ فيها أحدٌ أحدا .
    لا يعرفون لِمَ هم هكذا محمولين على أكتاف الهتافات بدون فائدة .

    احبكِ حتى الأخير .
    حتى الأخير ، حتى الأخير
    رغم أننا نعيشُ مرحلة ما بعده .
    حتى عندما يأتي يومٌ
    ترشّنا فيه خراطيمُ المياه بدموع الحكومة ،
    حتى في وشايات الأصدقاء على بعضهم البعض ، من أجل عضّةٍ من تفاحتكِ المنهوبة منذ أول غابة .

    ماذا أكثر من هذا شِعر ؟
    ماذا أكثر من هذا جنون ؟

    غير أني لا أعرفُ كيف احبكِ دون أن أسكرَ .
    دون أن أبيتَ ليلتي عند عتبة اسمكِ ، فلا تمرين إلا وأنتِ مبتورة العواطف ، في سيارة طواريء .

    أحسبُكِ تنادين الأقاصي من مستوصف الزمن ، وتحسبيني انادي الشِعرَ ، ممتطيا حصان الرصيف ، لكنني اغنيّكِ أيتها الشقية .

    أخسركِ يوميا ، وأكتبُ :
    إذا كنتِ امرأة ، فكوني امرأة حقا ، لأنني إذا ما سكبتُ عليكِ من مياه فرحي ، فلن تفيض على وجهكِ إلا صفعات اخرى ، يزرعها الأصدقاءُ على خديكِ ، واحدا تلو الآخر ، فتدفعني لأشرب من أقرب غيمة ترفرفُ فوق رأسكِ :
    أسكرُ
    كي أحطم أنفَ العالم ،
    فلا يتحطم سوى رأسي ، وأنا أضربه بالحائط .

    لكِ
    أن تختفين في شِعري دائما ،
    ولي
    أن أقطعَ المسافة بين القصيدة والشـِعر حافيا .

    أمشي على شظايا مرآة هاويتي المنثورة طول الكتابة ، فألمحكِ تقفزين ، من جملةٍ إلى جملةٍ ، وخلفكِ يقفزُ ثعلبٌ ، سيواصل لعبته ، حتى وأنا أحذفه من هذا المقطع .

    غير أني مللتُ .

    مللتُ أن احبكِ بهذا الشكل ،
    حتى صرختُ ثانية :
    إذا كنتِ امرأة ، فكوني امرأة حقا .
    فخرجتِ من غرفة النقاط :
    مشيتِ ، كالحِبر ، في عروق الحروف ، ولم أجد لكِ معنى عندما وضعتُ كلماتكِ ، تحت عدسة مكبرة :

    يحتلني غيابـُكِ ،
    واقترابي يحعلكِ تفلتين من قبضة الحضور .

    احبكِ .
    اقسمُ بكل ما فقدتُ من أصدقاء في الحروب ، وبكل جرعة خذلان كرعتها ، وأنا جالسٌ على شرفة الحب في الشوارع الخلفية .

    أضمّكِ إلى مفقوداتي ، واغنيكِ ،
    ثم أضحكُ جزعا ،
    لأن اللعبة هذه لا يفهمها أحدٌ سواي :

    أنا الخاسرُ مذ قلتِ : احبكَ ،
    لأنني خالي الوفاض إلا من عطش الرحيل ،
    ولستُ بنادم .

    أنا الرابحُ الأزلي مذ تدرّبتُ على اضطرابكِ بين مقبض الوردة وغصن الخنجر ،
    ولستُ فرحا :

    لا فرق ،
    ففي الحالتين يصفعكِ أحدٌ ما ،
    فأسقطُ ، بدلا عنكِ ، في الشارع :
    تجمعني امكِ مع دموعكِ ،
    لأعودَ مثل نهر ٍ
    ترمين زوارقكِ الورقية الى مجراه ،
    ولا أفعلُ شيئا سوى أن أسكرَ :

    أرفعُ قبضتي عاليا لأحطم انف العالم ،
    فأرتطم بأول حاجز .
    يركلني الجندُ على مؤخرتي فأطيرُ ،
    كقنبلة تنوير في ساحة حرب .

    اراقبكِ تغرقين غيابا ، واراقبني أفيضُ حبا لكِ ،
    يوما بعد آخر ، حتى آخر ركلة

                  

12-05-2012, 09:03 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان (Re: بله محمد الفاضل)

    العصفور




    لأنكِ تتوحدين مع الغيوم ، أشعرُكِ تمطرين حالما أتمُّ عرسَ قصيدتكِ .. لكن ، لأنكِ تتعارضين مع كل شكل : تخلقين أطوارا غير مخلوقة من قبل ، أكتبكِ ثانية فأشعرُكِ كالنار ، تقلبين مزاج الجهات ، بحثا عن شكل يلعب بالريح ، فيقلبُ شكلها ..

    أكتبكِ ثالثة ورابعة وخامسة ، ثم أجلسُ القرفصاء داخل الكتابة ، فلستُ أعرف لغة تطلق سراحي من أسر حريتكِ غير أن اخرّبَ الخيال والعقل معا ، لأكتبكِ على لاهدى.

    أكتبُ : احبكِ ، وأعني : لا أشعر بالأمان ولا بالخوف .

    احبكِ تعني : إنني أطلبُ اعجوبة السقوط على مهل ، مثل عصفور ضربته العاصفة ، فلم يعد يُحسن الامساكَ حتى بجناحيه ..

                  

12-05-2012, 09:40 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان (Re: بله محمد الفاضل)

    قصيدة نثر عن حمامةٍ ميتةٍ



    أتيتِ من المكان الصحيح ، إلى المكان الخطأ ، لكن كيف ..
    كيف يُخطأ القلبُ الحقيقي الطريقََ إلى النبلة التي ستمزقه ؟
    لستُ الرجل المطلوب ، لستُ المناسب :
    ربما كنتُه قبل أن تطرقي النافذة ، قبل أن أرفع رأسي من وديان غيابكِ العميقة ، وأنظرُ إلى ما خلف طـَرقاتكِ من متاهات تنتظرني .
    ربما كنتُ ذلك الرجل ، عندما كان الليلُ ينقلُ ، عبر أسلاكه ، ذبذبات شوقكِ الحار ، تأوهات جسدك ، وحنانك العاصف .
    ربما كنته قبل أن أقوم ، مترددا ، لأفتح البابَ .
    ربما كنته بعد أن خرجتُ ولم أجد أحدا .
    ربما استعدتُ الرجل ، ربما صرتُه ، آه .. ذلك الرجل الذي أحبكِ بكل ما يملكُ من يأس ، عندما وقفتُ حائرا في العراء أنظرُ إلى شظايا زجاج النافذة ، وبين أقدامي حمامة ، مضرجة بالدم ، وميتة .

                  

12-05-2012, 10:23 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان (Re: بله محمد الفاضل)

    ما بعد التحطيم :

    احبكِ .
    اقسمُ بالقمر ،
    وهو يرفرفُ جريحا فوق رؤوس العشاق ،
    إثر انفجار عبوّة ناسفة في قلبه .
    اقسمُ بالخوف :
    ينشرُ راياتِه فوق رؤوس متظاهرين ،
    في مسيرة ٍ لا يعرفُ فيها أحدٌ أحدا .
    لا يعرفون لِمَ هم هكذا محمولين على أكتاف الهتافات بدون فائدة .


    ***

    بعد الإفاقة من أثر التحطيم :
    سلام يا صاحب
                  

12-05-2012, 10:41 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان (Re: ابو جهينة)

    مرحب حبابك والله
    في سوح
    هذا الرجل العازف
    بمهارة
    على إيقاعات قريبة نائية
    يناولك الشعر
    بسلاسة
    كأنه سيرتك في الكلام


    عبد العظيم فنجان
    بديع في خلقه
    واستثنائي...



    حطم معنا العالم يا صاحبي
    وكُن بخير
                  

12-05-2012, 02:27 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان (Re: بله محمد الفاضل)

    Quote: يصفعونكِ في البيتِ ،
    فأسقط ُ ، بدلا عنكِ ، في الشارع .
    أما امكِ فلن يغفر لها الشِعرُ ،
    وستفرّ الجنة من تحت أقدامها نحو الشيطان ، لأنها تراني ، عندما تبكين ، طافرا من بين دموعكِ ، فلا تحرّك ساكنا .

    تطبخكِ وجبة من تعاليم ،
    وتبني ،
    من صفعاتها على خديكِ ،
    مطبخا تأكلكِ فيه العائلة ُ ..


    تسلم بله يدا وعقلا جلبت به هذه التحفة
    قرائتها فعلت انفاسي
    وزادت ضربات قلبي ,,

    ياريت لو تضع لنا لمحة عن عبدالعظيم فنجان (لتنير لي تقصيري المعرفي)
                  

12-05-2012, 02:50 PM

الطيب مصطفى

تاريخ التسجيل: 09-01-2009
مجموع المشاركات: 966

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    والله يا بلة ياخوي اليلة جبتا لينا كلام كبار خلاس... الله يعينا على الفهم والواحد على مشارف الخمسين بقا فهمنا طشاش طشاش... تحياتي يا وسيم الكلمة
                  

12-05-2012, 04:26 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان (Re: الطيب مصطفى)

    شكراً لحضورك يا قريبي
    لتخوض في سلسبيل الشعر
    مشمراً عن رغبة السبر
    فمرحباً بك
    ثم
    ألا تدري أنك في سن (ما بعد) النبوءة يا رجل
    سن النضج والمفهومية كلها

    شمر أكثر تبلغ


    وشعر صاحبنا ذا
    ممتع ورقراق
                  

12-05-2012, 02:58 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    وسلمك الله أيضاً عمار
    شكراً لوقوفك هنا
    وإطلاعك على التحطيم الأنيق
    لأنف العالم
    من لدن الجميل عبد العظيم فنجان

    هو شاعر عراقي
    التقينا في عدد من المنابر مثل
    فضاءات
    مدد
    شظايا أدبية

    نال مني شعره
    وروحه الخلاقة

    وتفرقت بنا السبل

    يمكن لقوقل أن يعينك أكثر على الأمر
    فالرجل مشارك بشعره في العديد من المواقع المهتمة بالشعر


    تحياتي واحترامي
                  

12-08-2012, 04:48 PM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان (Re: بله محمد الفاضل)

    جريدة الحياة
    8 ديسمبر 2012
    عبد العظيم فنجان يرصد الحب بغدادياً
    غسان علم الدين


    http://alhayat.com/Details/441902
                  

12-23-2012, 09:15 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لتحطيم أنف العالم - عبد العظيم فنجان (Re: بله محمد الفاضل)

    سلة الرحيق



    ملاحظة : القصيدة هذه، المفروض انها اغنية، رغم انها قصيدة نثر كتبتها، في ازمان واماكن ومدن عديدة، حتى انتهت صياغتها الاخيرة، قبل ايام، بايحاء من صديقتي العزيزة قمر، لذلك اهديتها لها بمناسبة عيد ميلادها : الاغنية- سلة الرحيق - يغنيها بطل مخطوطة روايتي المعنونة " صانع الأحلام "، التي تتحدث عن تجربتي في المنافي، التي عشت فيها مشردا، وانا اطارد وجه امرأة رأيته في منام - وهي واقعة حقيقية يعرفها خلان الصباح : خلصائي الحقيقيون - ومن المؤمل أن انشر مقاطع منها على احد المواقع الصديقة، بعد وضع اللمسات الاخيرة عليها.."


    الى سلتي بكامل رحيق حضورها : قمر.


    مرة اخرى، نتقابلُ أمام مرايا لاتعكس احدا.
    كنتُ أظن أنكِ قد قـُتلتِ في الحربِ،
    أو جُــنـنـتِ في المجاعةِ.
    اعتقدتُ أن روحكِ قد تصاعدتْ، مع الدخان،
    في الحرائق،
    فأسميتُ الدخان سلّـة الرحيق.
    تخيـّلتُ أن جسدكِ قد انصهر،
    مع القصف، تحت الأرض، وذاب مع العناصر :
    فتحوّل الى بقعة زيت،
    ستبعث الدفء يوما، في قلب العالم البارد العواطف،
    ومن اجلها، الآن، تتنافس الامم.
    وها أنتِ ثانية، على قيد الشعر، مأهولة بالزرقة :
    مكتظة بالقصب، والزوارق، وبط الشطوط.
    مليئة بغبطة الجاز الشرقي،
    بحـّة الناي، في حنجرة فيروز،
    وبريق الدر في صوتها.

    ها أنتِ مرة اخرى :
    مجنونة بالسهر قريبا من شهقة البرق،
    على سرير القصيدة.
    تخلعين على الغيوم القاب مطرٍ،
    مامر من تحته كائن ما، الا وهام باحثا عن قطرةٍ،
    هي كثافة الدمع، واختصار الوطن،
    عندما الغبار، على القدمين، هو الطابع الملصق على بريدكِ،
    تتنقلين مثل رسالة الى لااحد معين،
    بعد أن اتفق الملاك والشيطان، ان تكون ساحة حربهما حياتكِ،
    حياتكِ لوحدها،
    حياتكِ المفتوحة الابواب لكل قادم، سواك.
    لكنكِ، اخلاصا للملح، والتصاقا بجمرة الجمال،
    لم تأكلي من يد الوحش، حقا.
    لم تراقصي الشيطان قط،
    ولم تهزّي اليكِ شجرة الغروب،
    الا ليتساقط، بين احضانكِ، بصيص الغسق.
    لم أنسكِ يوما، طوال المنافي
    التي
    انطفأتُ مثل عود ثقاب، وتلاشيتُ وسط الزحام،
    في ظلام ظلامها.
    وجهكِ الذي رأيته، كما لو في منام،
    كان دليلي نحو وجهك المرسوم على اغلفة المجلات،
    في قسمات وجوه عاملات المطاعم،
    في وجوه النساء العابرات،
    في شوارع مفخخة بعبوات ناسفة،
    والمخبوء، ابدا، في مناطق منسية،
    من قصائد العابرين على مشهد الشعر، دون ان يقولوا.

    وجهكِ لوحده،
    وهو يفيض فوق كل السدود، كان زادي الدائم،
    حين الجوع، تحت شمس الاخرين،
    يدعوني الى وليمته الفاخرة، واقبل
    لأن جوعا في عينيكِ اليّ، ينتظر ان امد جوعي اليه.
    رغم انني كنت مكتفيا
    لأن في الهواء نسمة ما من رئتيك، لابد وان تمر يوما،
    فأشبع جوعي بجوعكِ لأن نعود معا الى البيت،
    الذي تركناه خاليا،
    يدخله اللصوص فلا يجدون فيه سوى قفص،
    يبيعونه، في الصباح :
    فيما انا وانتِ فيه، نتبادل القبل، ببراءة
    وسط قساوة العالم، وبلاهته.

    وجهكِ، وجهكِ.. آه
    كان حريا بي أن أركض وراء حافلة،
    في مدينة غريبة،
    ألصق سائقها وجه ممثلة تشبهكِ على احد جوانبها،
    لأنك، ساعتها، بكاملكِ، بكامل وجهكِ..
    بكامل حبكِ، الناصع كريشة تطير في فضاء الخنادق،
    بين حزمة من رصاص ومدافع،
    تجليتِ، واضحة، وسط كثافة منفاي،
    وتكاملتِ كـلّـكِ أمامي، برموشكِ
    تضغط على سفوحي بأمطارها، دمعة بعد اخرى،
    مثل
    مجرّة تسقط من يديها النجوم.
    لكن الحافلة ضاعت في زحام المنافي،
    التي استقبلتْ هيامي فيكِ
    بجرجرتي الى قيعانهاالمنخفضة،
    من مدينة الى مدينة، ولم اتوقف، رغم ذلك،
    عن البحث عن وجهكِ، بين الصور،
    على جدران الحافلات،
    حتى بعد ان توقف الوقت عن المشي في مدار الزمن،
    فواصلتُ الطيران وحيدا:
    وصلتُ مدنا تتسول تجاعيدها من المارة.
    تعزف فيها، ليلا، فرق غامضة موسيقى حزينة،
    تتسرب من الجدران،
    الى شوارع تمشي بنفسها داخل نفسها،
    مع جوقة من الاشباح،
    وراقصات انام بينهن، مفترشا غيابي عني،
    كمن نسيَ على اي حبل غسيل نشر جسده،
    ولم يبق من ذكراه الا ثيابا ترتديه،
    متسائلا على انغام موسيقى الفرق الغامضة،
    وهي تمر امامي، في الصحو او في المنام :
    مـَن الذي بقيتْ له كرامة الانسان :
    أنا أم ثيابي،
    التي بعتها، هي الاخرى، لأشترى صورتكِ اخيرا :
    معروضة كانت على رصيف ما،
    لم اعد اتذكر كم كان ثمن الموت فيه، ان لم أمر عاريا،
    أمام ساسة، سيقودون عربة حياتي من دون جياد ؟

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de