|
Re: المصدر!! المصدر !! المصدر !! (هناك حق يقابله واجب) (Re: omer osman)
|
Quote: مواثيق ومبادئ دولية تنص مواثيق الصحافة الدولية على أن الأصل في نقل الأخبار هو ذكر هوية مصدرها، وذلك من شأنه أن يعزز ثقة القارئ في مصداقية الصحيفة، ويضع المسؤولية القانونية لمحتوى الخبر على المصدر، فلا تخلو المواثيق من المعايير التي تحدد آلية نشر الأخبار منسوبة إلى مصادر غير معرفة، كما أن لكل صحيفة معايير داخلية يلتزم بها صحافيوها، كأن تشترط الحصول على المعلومة نفسها من مصدرين أو أكثر، بينما توثيق الخبر من المصدر رسمياً حتى يتسنى الاستناد اليه قانونياً لو دعت الحاجة، كما تتبع صحف أخرى نظاماً معيناً في تقييم مصداقية مصادرها، ويتم تفضيل مصدر على آخر بناء عليه.
قوانين دولية يظل الالتزام بالمواثيق الصحفية اختيارياً، إلا أن الصحافة خطت خطوات كبيرة في بعض الدول المتقدمة، إذ ترجمت تلك المواثيق إلى قوانين أو سياسات عامة توفر غطاء قانونياً يحمي مصادرها، فعلى سبيل المثال، حددت وزارة العدل الأميركية معايير طلب المعلومات من الصحف من قبل السلطات، إذ تحثها على «استنفاذ كل السبل في الحصول على المعلومة قبل الطلب من الصحيفة»، وإذا كان الطلب متعلقاً بقضية منظورة في المحكمة، فيجب أن يكون هناك «اشتباه معقول، مبني على معلومات غير صحفية، بأن كشف هوية المصدر سيؤدي إلى إدانة أو تبرئة متهم جنائياً أو الفصل في القضايا المدنية»، كما يجب أن يكون الطلب «للتحقق من صحة معلومة تم نشرها، وليس الحصول على معلومة جديدة»، ولكن لا تحتوي على أي جزاءات تترتب على مخالفة السلطات لها.
كما توجد قوانين مشابهة في أوروبا، إذ تبنت بريطانيا عام 1981 قانوناً يمنع المحكمة من إلزام الصحافي بالكشف عن هوية مصادره، ما لم يتعلق الأمر بالأمن الوطني أو تحقيق العدالة أو منع حدوث جريمة، بينما ينعم الصحافيون في النمسا بتلك الحماية منذ عام 1922، والقانون الألماني المقر عام 1975 يعطي الصحافي حق رفض الإدلاء بأي معلومة تخص مهنته، بل تحظر على السلطات الوصول الى أي معلومة حتى عن طريق مصادرة مواد صحفية، أما البرلمان النرويجي فقد منح تلك الحماية منذ عام 1951 ما لم تستدع الضرورة، التي يحددها القاضي، بينما تعتبر تلك الحماية من المبادئ الأصيلة في الدستور السويدي. |
Quote: أمثلة مشهورة المثال الأبرز يتجسد بقيام صحيفة واشنطن بوست الأميركية بكشف تورط البيت الأبيض بفضيحة «ووترغيت» مطلع السبعينيات، ما أدى إلى استقالة الرئيس الأميركي آنذاك ريتشارد نيكسون، ولحساسية القضية استند الصحافيان بوب وودوارد وكارل بيرنستين الى مصدر حجبت هويته ولقب بـ«Deep Throat» وظلت هويته سراً حتى عام 2005 عندما قام بالكشف عن هويته بنفسه، عندها علم الناس أن Deep Throat هو مساعد مدير إدارة التحقيقات الفدرالية (FBI) الأسبق مارك فيلت، وكان دور الصحيفة في كشف ملابسات الفضيحة أكسبها مكانة بين أعرق الصحف في العالم، وتمسك وودوارد وبيرنستين بالحفاظ على سرية مصدرهما طوال ثلاثين عاماً صنع لهما ثقلاً جعل رأيهما مؤثراً في أميركا كمحللين سياسيين.
قضية أخرى هزت أركان البيت الأبيض اخيراً وهي قيام مسؤولين بتسريب هوية احدى عميلات الاستخبارات الأميركية CIA للصحافيين ماثيو كوبر وجوديث ميلر، اللذين رفضا الكشف عن هوية مصادرهما أمام المحكمة، ما أدى إلى الحكم على ميلر بالسجن عام ونصف، بينما قام مصدر كوبر بتسريحه من وعده له بالحفاظ على سرية هويته، ما جنب كوبر السجن، بعد أن فشلت محاولاتهما للتحصن بمواثيق العمل الصحفي.
قضية أخرى مشابهة تخص صحيفة دي تيليغراف الهولندية العريقة العام الماضي، عندما قام صحافيان بنشر خبر عن تسريب وثائق تخص الشرطة السرية، ووقوعها في يد أحد المجرمين، فأمر القاضي بالكشف عن مصدر الخبر بحجة حماية الأمن القومي، وأدى رفض الصحافيين تنفيذ الأمر إلى احتجازهما لثلاثة أيام، وفي وقت لاحق، قضت محكمة الاستئناف بأن حجة الأمن القومي ليست لها القوة الكافية لتطغى على مبدأ حماية المصدر، ما يسجل كإنجاز كبير للصحافة الأوروبية. |
* منقول
|
|
|
|
|
|
|
|
|