|
Re: سياسة ود شوين والحجوج وعلامة انتصار فلسطين!! (Re: Balla Musa)
|
جاء العام 1967 والحجوج انتقل للسنة الرابعة.. الحجوج إسمه الحقيقى يوسف ولكنه ولد مابين الخيط الأسود والأبيض من عيد الأضحى فاطلقوا عليه الحاج ثم تحولت للحجوج ربما لكثير من الأسباب التى لاتتضمن أن يكون الدلع واحدا منها..
وشقيقه ود على إسمه على وانتهى به النطق الى ما لا يفهم دون تشكيل, محتمل أن تكون هذه مكيدة لتمرين الشفاه واللسان على لحس التعاريج اللغوية..
الحجوج أصبح مرجعنا وقدوتنا باعتباره كان يقرأ ويكتب معظم خطابات حلتنا وخصوصا بها خطابات لجنود كانوا بالجبهة المصرية فى سيناء, وقد لمح لنا الحجوج بأنه بقراءة تلك الخطابات يطلع على أسرار عليا عظيمة لا يصلح أن يتونس بها.. وكذلك كان الحجوج يجلس فى بعض الأحيان مع الكبار حينما يستمعون لعبد المحمود ود شوين وهو يحدثهم عن بطولاته وبطولات الجندى السودانى فى الحرب العالمية الثانية.. عبد المحمود كان بقوة دفاع السودان ومشهور بالشاويش فى حلتنا. وهو من الذين يمتلكون راديو 10 موجات ويستمع لإذاعة لندن.. ويقول الحجوج أنه يقرأ لهم فى بعض الأحيان الجرايد السودانية وأى خبر فيها لابد أن يؤكد عبد المحمود على صحته أو كذبه.. عبد المحمود كان طوربيدا من الزمن الجميل.. فقد كانت له مصادره الخاصة التى يعتبر السؤال عنها مكروه, إلا أن الحجوج اعتقد آنذاك أنه يعرف بعض أسرار الشاويش.. ومن المواقف التى زادت ثقتى فى الحجوج الموقف التالى سرده:
جئت الى المدرسة وموقن تماما أننى سيتم قبولى, وقتها لم يكن لدى شهادة ميلاد ولم يرد لعلمنا مايسمى بالتسنين, كان الأمر متروكا لفراسة المدرسين.. وما أدراك مامدرسين معهد التربية شندى والذى يحلو لنا أن نطلق عليه المحد.. فمدرسوا المحد كانوا أساتذة الأساتذة.. فالتلاميذ يدرسهم طلبة المحد وهم معلمين تحت التمرين فى سنتهم النهائية.. والأساتذة الذين يتفرسسوننا يدرسون هؤلاء المتدربين..
فعندما جئنا أنا وود على قابلنا أستاذ قسم البارى وهو كما نراه وقتها فارعا تعلو رأسه صلعة كبيرة أجزم الحجوج وأقرانه أنها لاتأتى إلا لمن هم ذوى عبقرية عالية مما جعلنا نتمنى الصلعة.. أستاذ قسم البارى وافق على قبول ود على ولكنه رأى أننى صغير ويجب أن أعود فى السنة القادمة.. خرجت من مكتبه باكيا وقابلنى الحجوج وعندما عرف سبب بكائى قادنى الى أحد فصول الصف الأول.. كان الفصل بحجم المكتب المتوسط وبه ثلاث أو أربع كنبات.. أوقفنى الحجوج قبالة الباب مواجها الكنبة الأخيرة وأمرنى أن أغمد عيونى وادخل لأجلس على المكان الفاضى فى الكنبة ففعلت.. لم يسألنى الأستاذ المتدرب, ولم يتذكرنى أستاذ قسم البارى فى مرورهم بالفصول لمراقبة المدرسين فكثير من الأحيان يقفون بالشباك ويدونون ملاحظاتهم ثم ينصرفوا.. ومن تلك اللحظة الغموتية استمريت حتى يومنا هذا والفضل يرجع للحجوج..
|
|
|
|
|
|
|
|
|