انطباعات أولية عن زعيم الحركة الإسلامية السودانية الجديد!

انطباعات أولية عن زعيم الحركة الإسلامية السودانية الجديد!
مثلي مثل ملايين السودانيين تابعت بترقب وتحفز شديد خلال الأيام الماضية مؤتمر الفئة الباغية التي سمت نفسها أخيرا “الحركة الإسلامية السودانية”، بعد أن ظللنا نرقب هذه الحركة وهي تتقلب في أطوارها من بيضة إلى يرقة إلى شرنقة ثم حشرة كاملة، كل طور له شكل جديد واسم جديد لكنه أخبث وأنكى مما سبقه! مثلي ومثل كل بني وطني كان في قلبي بعض الأمل أنه لازال داخل هذه الحركة من في قلبه مثقال ذرة من خير، وأنه لا زال فيها من لم يتملكه تماما الشيطان ويعميه الهوى وتقوده النفس الأمارة بالسوء ويحركه حب المال والجاه والنساء مثنى وثلاث ورباع والقصور والخيل المسومة والأنعام والحرث فباع آخرته بدنياه، كان في قلبي بعض أمل أن معجزة قد تحدث وأنه قد يكون بقي من أهل الخير فيها من ينتفض ويعيدها للصواب، وازداد الأمل في نفسي وأنا أقرأ خبر تنحي قيادات الحركة القديمة وصعود قائد جديد ظللت أنتظر بتشوق أن أراه وأقرأ برنامجه، إلى أن أطل علينا أخيرا عبر التلفزيون في لقائه الأول، ورغم أن اللقاء كان سريعا، لكنه بلاشك أعطى لمحات سريعة تكشف عن جوانب خطيرة في نفسية وعقلية وعقيدة الرجل! بخلاف قادة الحركة السابقين، لاشك أن الانطباع الأول الذي يتركه الرجل في نفس كل سوداني ينظر إليه هو انطباع إيجابي: وجه له التعبير الطيب الودود الذي هو سمة أهل القرية السودانية، ويشع منه نور الإيمان الذي يدخل مباشرة للقلب مع لحية رمادية تشهد بالحكمة، فلا يسع الناظر إليه إلا أن يطمئن له على الفور، بمجرد النظر لوجهه كدت أهلل فرحا واستبشر بنهاية مشاكل السودان، لكن ناقوس خطر رن في مكان نائي من عقلي كدت ألا أسمعه في البداية، ثم ما لبث أن تحول لصافرة إنذار هائلة: فقد أطلت على ذاكرتي وجوه بعض من عرفتهم من المحتالين وأتباع الشيطان: كان الوجه المشع بالطيبة ونور الإيمان و المزين باللحية الوقورة وسمة السجود على جباههم هو شركهم الأول للأيقاع بضحاياهم، يتخدر بها الناظر إليهم فينسى كل حذر فيسلم ماله وهو واثق كل الثقة، ولايفيق إلا بعد أن يتبخر المال ويهرب المحتال، وللأسف الشديد فإن طبيعتنا السودانية الطيبة لدرجة السذاجة تجعلنا ضعفاء جدا أمام هذا النوع من المحتالين فنقع في براثنهم المرة تلو الأخرى مثلما يقع الذباب في بيت العنكبوت! يجهد المحتال في إخفاء وجهه الشيطاني بقناعه ذو المظهر الرحماني الذي يخدر به ضحاياه، لكن مهما اجتهد في الاخفاء فلابد أن تبدو منه هفوة تكشف بعض دخيلته سرعان ما يسارع المحتال لتداركها والتعتيم عليها، وغالبا لا يلاحظها ضحيته ولا يتذكرها إلا بعد فوات الأوات حين يعض أصابع الندم، فهل بدر في تلك الدقائق من رئيس الحركة الجديد ما يكشف عن دخيلته ويدق ناقوس الخطر بأن في داخله شيطانا مريدا يحركه تنفيذا لخطة إبليس التي جعل بها ما يسمى بالحركة الإسلامية السودانية على رأس السودان لأكثر من عقدين من الزمان، فهدمت الدين أولا وهدمت الأخلاق ثانيا ثم قسمت السودان شيعا يذوق بعضها بأس بعض وقدمت القرابين على مذبح هيكل الشيطان مئات الألوف من الضحايا فيما أشعلته أو أذكت ناره من حروب! الهفوة الأولى التي كشفت بعض ما هو خلف خلف قناع الأمين العام الجديد هي التعبيرات التي تدل على عدم إدراكه لحقيقة المصيبة التي فيها السودان الآن فهو يعيش وهما جميلا بأن حركتهم الإسلامية خدمت الله بصدق وإخلاص وقدمت إنجازا عظيما ينحني له التاريخ ليس فيه إلا بعض الأخطاء البسيطة التي يمكن تداركها! الهفوة الثانية هي ظنه بأن حركتهم هي التي أتت بالإسلام للسودان الذي كان قبلهم وثنيا لايعرف لا إله إلا الله، يعمه الفسوق والفجور، تتدقف الخمور في جداوله أنهارا وتتثنى العاهرات في شوارعه، فأتوا هم بالنور الإلهي ليخرجوا الشعب السوداني من الظلمات إلى النور ويجب أن يستمر مشروعهم الدعوي، فصاحبنا يعيش في برج عاجي لم يسمع بالمايقوما ونسبة الايدز واستعمال المخدرات في السودان ولم يسمع بمن ارتدوا عن دينهم بعد أن رأوا من يقتلهم ويستعبدهم باسم الدين! لم يتطرق الرجل إلى الكارثة العرقية القبلية الجاهلية التي بعثتها حركتهم في السودان وكيفية معالجتها! وآخر الهفوات هي كون الرجل اقتصاديا وفي بلد استضافت قبل مدة قصيرة مهاتير محمد صاحب المعجزة الاقتصادية الماليزية، فهل بدر من اقتصادينا الفذ ولو مثقال ذرة تنبئ أن تحت القبة فكي كما يقول المثل السوداني، فكي اقتصادي في هذه الحالة، أنا شخصيا لم أسمع شيئا من ذلك! المدهش أنني ظللت أرتعش رعبا لساعات ليلة أمس بعد أن استمعت لساعتين للقاء إذاعي أجراه مذيع عالمي شهير مع أحد كبار كهنة عبدة الشيطان العالميين، وهو خبير رياضيات وكمبيوتر وملياردير كما وصف نفسه، تكلم فيها عن خطته لمحو الأديان السماوية التي هي حسب زعمه مضلله، و وكان آخر ما كشفه أن عددا من علماء الجينات يعملون لحسابه في مكان نائي في العالم لانتاج أطفال معدلين وراثيا يمتلكون قدرات عقلية هائلة سيكونون هم قادة المرحلة القادمة من تاريخ البشرية، كان الرجل من الذكاء والعبقرية بحيث أن الحوار بينه وبين المذيع كان كحوار بين تلميذ ابتدائي وبروفيسور جامعي، فكم كانت دهشتي شديدة بعدها وأنا أستمع لقائد الحركة الإسلامية السودانية! لكن في حقيقة الأمر لا فرق بين الاثنين فكل منهما يحقق أهداف إبليس ويجهز المسرح لقدوم الدجال، وإن اختلفت الوسائل والطرق! (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 11-20-2012, 07:38 PM)

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]