|
للناس الحلوين .... هذا التاريخ لكم و لغيركم
|
خالد كان مولعاً بلبس هذا القميص ... خاصة في المناسبات التي تثير في نفسه مشاعر الإرتياح ... فهو يحمل ذكرى محببة إلى نفسه ... اليوم المناسبة تدفعه للبسه إحتفاءً بها ... انتابه بعض الضيق و هو يكمل ارتداء القميص بصعوبة فمن الواضح أن وزنه و خاصة ( كرشه ) قد زادا بصورة ملحوظة ... غمره شعور بالإكتئاب بعد أن طار أحد أزرار القميص إلى ناحية مجهولة من الغرفة معكراً صفوه و مزاجه العالي ... هل يبحث عنه و يعيد تثبيته في مكانه ؟؟؟ قرر أن يلبس قميصاً آخراً و قد أثناه عن البحث عن الزر إحساس بالتعب و الكسل أصبح يلازمه منذ عدة أشهر ... نظر إلى ساعته فأدرك أنه سيصل متأخراً للقاء مخطوبته فايزة ... إتصل بها مخبراً إياها عن أنه سيتأخر قليلاً . بالكاد تمكن من ارتداء أحد الأقمصة الفضفاضة ... جلس على حافة الفراش ليرتدي حذائه ... شعر بالألم و هو يدخل قدمه بسبب جرح لم يندمل رغم مرور أسبوعين على اصابته به ... قاوم الألم حتى لا يتأخر أكثر من ذلك ثم غادر المنزل متعجلاً لقاء فايزة لوضع اللمسات الأخيرة تحضيراً لزواجهما ... من بعيد وقع نظرها عليه و هو يدخل من باب النادي و يمشي بحركة وشت بالألم الناتج عن لبس الحذاء على جرحه ... وصل إلى حيث جلست فايزة التي قامت لتحيته متسائلة عن سبب تأخره ... حكى لها قصة القميص و الحذاء و هو يضحك من الموقف بينما كست ملامح القلق وجه مخطوبته ... فايزة و التي كانت تعمل ممرضة بأحد المستوصفات القريبة من مكان التقائهما طلبت منه دون أن توضح ما يجول بخاطرها أن يرافقها إلى المستوصف الذي تعمل به و أن يعودا بعد ذلك للتحدث حول تفاصيل احتفال الزواج ... جلس ينتظر فايزة و التي رفضت أن تخبره عن دواعي حضورهما للمستوصف و التي لم تكن ضمن برنامجهما اليوم ... بعد أن غابت لدقائق داخل المختبر أطلت و أشارت اليه بيدها تناديه ... سلم على كمال و هو يجلس بجانبه و الذي أخبره بأنه سيجري له فحصاً للدم بناءً على طلب فايزة ... خلال دقيقة واحدة رفع كمال رأسه و نظر بأسف إلى فايزة نظرة بها أسف واضح و قد أومأ ايجاباً لتنتقل حالة الأسف و الحزن إلى ملامحها ... هذه كانت أول مرة يدرك خالد فيها أنه أصيب بداء السكر و بدأ رحلة حياة مختلفة كواحد من الناس الحلوين ....
|
|
|
|
|
|
|
|
|