حكى يحيى فضل الله الجميل

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 07:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-13-2012, 01:03 PM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3920

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكى يحيى فضل الله الجميل (Re: نصر الدين عثمان)

    تداعيات
    يحيي فضل الله
    مستقبحون في خبث الثعالب


    ها هم الآن يتحسسون أغنيتي و يفسرونها علي حد نواياهم - والنية زاملة سيدها - نواياهم تلك التي لا تستقيم مع تجليات الجمال، هاهم يحيلونها إلى تفاسيرهم الجامدة، هؤلاء هم أولئك المستقبحون و أعوذ بالله مما يفعلون، المستقبحون الذين يرتجفون لمجرد النظر لمحة أو إشارة جمالي ، يرتجفون و يغطون ارتجافهم بزعيق الحناجر والتلويح بالخناجر و حركات الأطراف المتشنجة، عن هؤلاء المستقبحين أود أن أحكي هذه الحكاية، لاشك أن مدخلي هذا يعتبر خاص جداً و ذلك باعتبار أنه يخص أغنيتي وحتى لا أتورط متداعياً في بحر السياسة المتلاطم الشواطئ وليس الأمواج عاملاً بتلك النصيحة العفوية والطيبة والتي تقول أن نبعد الكتابات عن الأجواء السياسية وأن نبعد عن الكتابة في السياسة و متذكراً ذلك التحذير الداوي والمتماهي مع الإستراتجية العسكرية - كلما أسمع كلمة الثقافة أتحسس مسدسي -، لا بأس ، فالأشقاء المصريين وجدوا تبريراً تحليلياً عن كيف أن السودانيين أصبحوا مبدعين في فن النكتة، أعرف أنني سأحكي عن المستقبحين ولكن لابد من الإشارة أو تجدر الإشارة أن علي الكاتب أن يسلي القراء و يجعلهم يقهقهون ما شاءت لهم القهقهة ناسين أن وراء كل ضحكة ألم عظيم و ألوذ هنا بالشاعر المسرحي أستاذي هاشم صديق في جمعه الشفاف بين النقائض
    كل الحروف بت الألم
    أعتى الرياح
    تتغني وتفوت
    ويرجع عمار الدنيا
    و تقوم البيوت
    حتى الحزن
    يزهر يشيل
    يفرد فروع الفرحة
    للناس اليتامى
    بالمناسبة التحليل المصري عن كون السودانيين أبدعوا في النكتة هو -أنهم جاعوا - شفتو إزاي، تري أين يمكن أن نبعد السياسة عن الـ موضوع، عن المشهد، عن المسمع، عن اللوحة، عن القصيدة، عن الرؤى، عن الانفعال؟؟؟
    المجنون السوداني، ذلك الذي كان يصطاد و هو يجلس مسترخياً أمام البلاعة، لاحظ الطبيب في جولته ذلك المجنون وسنارته تتدلى داخل البلاعة، و بعد تمحيص و تحليل للموقف قرر الطبيب أن يتعامل معه بمداخل عفوية لا سيما أن الطبيب تجريبي ومتخصص في الطب النفسي، اقترب الطبيب من محمد أحمد - خليهو اسمو محمد أحمد عشان نكثف الرمز - اقترب الطبيب من محمد أحمد المجنون وسأله بعفوية:
    - اصطدت كم سمكة؟
    نظر محمد أحمد المجنون للطبيب من أسفل ماراً بجزمته السوداء اللامعة إلى أعلى حتى لاحظ انعكاس شمس ما بعد الظهيرة علي زجاج نظارته، هكذا وبتمهل شديد قال محمد أحمد المجنون للطبيب بعد أن رفرف حاجبيه دهشة و صفر بفمه نغماً قصيراً - إنت مجنون؟ هنا في سمك؟
    وأنزل محمد أحمد المجنون نظراته المنهمكة نحو سنارته المفتوحة الاحتمال بصيد ثمين.
    أنا ساحكي عن المستقبحين، يبدو أن لا فكاك من فكرة النقائض، لا مناص من ذلك و تقفز إلى ذاكرتي تلك المقولة - إن في القبح جمال - النكتة تنتمي إلى مرجعية واقعية، تنتمي إلى ذلك الامتصاص السياسي أو تسييس الامتصاص لتفاصيل الحياة، النكتة تنتمي إلى فكرة الملخص، النكتة ملخص أعظم، نكتة طفولية عذبة تنتمي إلى - ود نفاش - لم أكن أتصور أن ود نفاش شخصية من لحم ودم و أنه أمدرماني أصيل، أي مشبع بكمياء المدينة السودانية - موسى ود نفاش -
    كان في ود نفاش، كان قاعد تحت الشجرة و كان حالق صلعه، في طيرة فوق الشجرة، قامت الطيرة خرت في راسو، قام قال ليها - يخسي عليك ما لابسه لباس
    ترى هل بإمكاني أن أقول أن هذه النكتة لن تضطرني إلى أن أتوهم عذوبة هذا النص الضاحك البسيط، لا شك أنها عذوبة طفولية، يبدو أن الضحك عملية سياسية وأتحدى أصحاب كل النظريات في أن يثبتوا عكس ذلك، وبعدين الموضوع السياسي يمتلك مقدرة أن يضحك الناس، أخاف من ذلك العبء علي كاهل الكوميدي السوداني و هو يراقب تجليات الكوميديا السياسية ذات العرض المتواصل، عرض كوميدي لا نهائي.
    أحد أصحاب البحبوحة جاء ذات صباح إلى أحد الخضرجية وأعطاه مبلغ 100 ألف جنيه، آسف، 10 ألف دينار و طلب منه أن يسأل كل من يشتري منه هذا الصباح عن حاله فإذا أجاب أحد المشترين أنه بخير عليه أن يعطيه هذا المبلغ.
    حاجة أم سهمين حين سألها الخضرجي -كيف حالك - مصمصت شفتيها و بصوت متوجس ونظرة أحست بالخبث أجابت علي سؤال المنافسة - شوفوا المحن يا أخواتي -
    نظر الخضرجي بنصف ابتسامة في وجه جون وقال بحياد - كيفك يا جون؟
    وبصق جون علي الأرض قائلاً - زي الزفت -.
    علي الحمري مارس عناده اليومي و هو يفاصل في أسعار الخضروات حين انتهي الخلاف بينه وبين الخضرجي حول سعر قطعة القرع رد علي سؤال الخضرجي – إن شا الله إنت بخير يا حمري؟ -، رد و بنفس حماس المفاصلة - مسكين دقل -.
    النذير استاذ التاريخ في مدرسة البنين، بعد أن اشتري خضار و سلطة فطور زملائه المدرسين، أجاب علي السؤال و هو يقرقش جزرة - يعني إنت شايف شنو؟ - .
    تيه، جرسون المقهي المتجول في السوق لم ينتظر حتى يكمل الخضرجي سؤال المنافسة بل وضع أمامه كوب القهوة الصباحي و دار بسرعة نحو الجزارة وهو يصيح - تعبتا أأأأأأ تعبتا،دور يا -.
    و مرت شخصيات وشخصيات و تمادى الخضرجي في مهمته فذهب بسؤاله في تلك الظهيرة نحو جيرانه الخضرجية و تجول في زنك اللحمة و دكاكين التشاشة و تنوعت لديه طرق إلقاء ذلك السؤال لكن لا أحد يجيب - بخير -، تماهت كل الإجابات مع سوء الحال، حين جاء صاحب البحبوحة في آخر اليوم ليسأل عن مصير هبته المشروطة بخير الحال، سأل المتبحبح الخضرجي - أها حصل شنو؟
    - والله أي زول أسالوا ألقاهو كرهان الدنيا، أي زول أسالوا يكون متكربن أخلاقوا في نخرتو، ياخي في واحد قرب يديني كف عشان سألتوا، واحد جدع في وشي الجرجير، يا زول حاجة صعبه -
    ـ كلهم يعني في أسوأ حال؟
    ـ يا اخي حمد العتالي سالتوا تعرف قال لي شنو ؟ ، قال لي اغرب كلام
    ـ قال ليك شنو ؟
    ـ قال لي، أقرع ما بخاف من قوب
    وأشهر ذلك المتبحح ضحكة متخمة وسأل الخضرجي
    ـ وإنت حالك كيف؟
    ـ راقد سلطة
    ـ خلاص جيب المبلغ
    و مد صاحب البحبوحة يداً ناعمة يلمع في أحد أصابعها خاتم مزخرف في وسطه فيروزة تتلامع بالبنفسجي.
    سأحكي عن المستقبحين و لكن لابد من التداعي في عالم النكتة، لم أصادف نكتة تتجمل بالتكنيك و تختزل العلائق السياسية والاجتماعية وتعري ذلك الهذيان السياسي مثل هذه النكتة - صبراً، فحتماً سأحكي عن المستقبحين و لكن، هاهو لوري يقف محملاً بالدواجن أمام إحدى نقاط التفتيش، كان صاحب هذه الشحنة قد لاذ بالريف مستثمراً أموال غربته الطويلة في مشروع مزرعة دواجن تنتج البيض و بعقلية استثمارية مركزاً على الدجاج اللاحم - فراخ للأكل - وهذه الشحنة التي وقفت أمام نقطة التفتيش هي أول فوج من تلك الدواجن التي كانت تشهر عافيتها من خلال الأقفاص، في نقطة التفتيش التف المفتشون حول اللوري، داروا حوله من جميع الجهات و همس أحدهم في أذن زميله - ده جداد مدوعل -
    وسئل صاحب الدجاج - الجداد ده بتأكلوا شنو؟
    - باكلوا علف.
    ـ ياسلام، تأكلوا علف؟ ، إنت بتأكل الجداد علف؟ إنت ما عارف إنوا البلد دي بتمر بي ظروف صعبة، تأكلوا علف والناس بتموت من المجاعة وخاصة المجاهدين، إنت أصلك ما سمعت بي زاد المجاهد، بي مال الكرامة -
    واضطر صاحب تلك الشحنة الداجنة أن يدجن نقطة التفتيش تلك بمبلغ من المال و ديكين وثلاثة دجاجات.
    و في نقطة التفتيش التالية سئل نفس السؤال
    - بأكلوا عيش -
    و غير الإجابة مستنداً علي تجربته السابقة
    - عيش ي مفتري؟ أما عالم غريب، تأكل الجداد عيش؟ إنت عايش وي ؟ إنت ما عارف الناس ما لاقية تاكل عيش و وإنت تأكل الجداد عيش؟ وين زاد المجاهد؟ ولا أظنك ما سمعت بيهو -
    ودجنت نقطة التفتيش الثانية و تخلى صاحبنا عن ثلاثة أقفاص كبيرة، و هكذا نقطة التفتيش الثالثة و الرابعة و الخامسة، و حين شارف علي دخول العاصمة و هو أمام نقطة التفتيش الأخيرة قرر صاحبنا أن يكون ماكراً بعد أن لاحظ أن نصف شحنته قد تركها تكاكي و تضرب الديوك بأجنحتها في أماكن عبرها و بعد أن جرب إجابات مختلفة لذلك السؤال - إنت الجداد ده بتأكلوا شنو؟
    حينها أجاب و في باله مكر التعالب بالدجاج وأشار إلى ديك ضخم - شايفين الديك ده أنا بديهو نثريات الأكل و هو بتصرف معاهم.
    و لكم أن تفكروا في مصير ذلك الديك.
    أعرف أنهم يتحسسون أغنيتي، المستقبحون يتهامزون و يتغامزون حول أغنيتي تلك التي صادفتني في كنبات الطفولة وتحت ظلال أشجار النيم حول المدرسة الأولية، المهم سأحكي عن المستقبحين.
    جاءت محتشمة بثوبها السوداني المورد، جاءت إلى تلك المؤسسة، جاءت محتشمة مضطرة لتقابل ابن خالتها كي تأخذ منه نقود كي تشتري دواء لابنتها التي تتخابث عليها الملاريا .
    جاءت محتشمة جداً، لا غبار عليها و لا ما يوحي بتلك الأنوثة التي كانت تظن و بوسواس قهري أنها توارت خلف ذلك الثوب، كان الثوب مورداً ومتفائلاً، ذلك الثوب الذي غطي جسدها و غطي تلك البلوزة ذات الأكمام الطويلة والتي بالكاد تسمح لأصابع يديها أن تظهر و بذلك الإسكيرت الطويل الذي كاد أن يغطي أصابع قدميها لولا أن تولت الجزمة تلك المهمة، الجزمة التي تعاني من خلل في توازن كعب الفردة اليسرى.
    محتشمة وصلت إلى مكتب استقبال تلك المؤسسة، تحدثت مع موظف الاستقبال الذي ضجت منه الدواخل حين دلفت الي الداخل.
    ـ لو سمحت عايزة عبد الرحمن الفاتح
    ـ عبد الرحمن الفاتح مالو ؟ أقول ليه شنو
    ـ موضوع خاص
    انتقل موظف الاستقبال و انحني أمام مكتب زميله، تهامسا، كانت محتشمة قد لاحظت ذلك بطرف خفي، انضم إليهما ثالث وتهامسوا، محتشمة و هي تلاحظ وهي تخفض نظرها أحست بعرق دافئ يسيل علي عنقها، رجع إليها ذلك الأول، اقترب منها بينما كان الثلاثة يحدقون فيها بطريقة غريبة، غريبة جداً و فجأة قال لها الأول
    ـ آسفين ما ممكن تدخلي
    ـ ليه؟ طيب ممكن تنادي لي
    ـ ما ممكن
    ـ ليه؟
    محتشمة تكاد تسمع ضربات قلبها
    ـ ليه؟
    ـ لأنك مثيرة للفتنة
    نظرت إليه محتشمة بحدة و كأنها تنتقم من نظراتها المنخفضة تلك و هي في انتظار أن يلبي طلبها، خرجت محتشمة تفكر في حل آخر لازمتها، و حين كانت تحاول أن تداري دمعة محتملة اختل توازن الفردة اليسرى من جزمتها فسقطت علي الأرض و حين لملمت نفسها و وقفت كان موظف الاستقبال قد وصل إليها قائلا - إنت عارفة إنك ما ممكن تدخلي لأنك سمحة أكتر من اللازم ـ
    و وأشاحت محتشمة وجهها و ابتعدت و لم تستطع أن تكبح دمعتها وهي تحاول أن تطرد عن ذاكرتها صوت أزاهر ابنتها ذات الثمانية أعوام و هي تهلوس بخبث من الملاريا.
    هل عرفتم من هم الذين يتحسسون أغنيتي الطفولية هذي
    خرج الثعلب يوماً في ثياب الواعظين
    و مشى في الأرض يهدي ويسب الماكرين
                  

العنوان الكاتب Date
حكى يحيى فضل الله الجميل mohmmed said ahmed11-11-12, 05:47 AM
  Re: حكى يحيى فضل الله الجميل aydaroos11-11-12, 05:57 AM
    Re: حكى يحيى فضل الله الجميل mohmmed said ahmed11-11-12, 09:11 AM
      Re: حكى يحيى فضل الله الجميل ahmed haneen11-11-12, 10:30 AM
        Re: حكى يحيى فضل الله الجميل mohmmed said ahmed11-13-12, 06:36 AM
          Re: حكى يحيى فضل الله الجميل ايهاب11-13-12, 08:42 AM
            Re: حكى يحيى فضل الله الجميل نصر الدين عثمان11-13-12, 10:40 AM
              Re: حكى يحيى فضل الله الجميل نصر الدين عثمان11-13-12, 12:28 PM
                Re: حكى يحيى فضل الله الجميل نصر الدين عثمان11-13-12, 01:03 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de