هكذا يحلم أصحاب المصالح الدنسة. المصالح التي رضي أصحابها لأنفسهم أن يلعقوها ويلحسوها ممزوجة بدم الملايين وبدموع عشرات الملايين. وكيف يموت وهو الذي من أجله واتكالا عليه كذبوا وسرقوا وقتلوا واغتصبوا وأخفوا مئة حق وأظهروا ألف باطل ؟ قلنا لهم أن الرجل ربما ، ربما ليس إلا ، أصابته بعض دعوات ملايين المظلومين في طول البلاد وعرضها فقالوا لنا إنما أنتم حاقدون؟ أو لم يكن البشير حاكما ؟ أو لا يعتري الحاكم أيا كان الخطأ والسهو والنسيان ناهيك عن العمد المعلوم بعضه للكافة وجله لبعض الخواص ؟ البشير ومن معه من المفسدين ظالمون دون شك والمظلومون ، كما أخبرنا المعصوم وحده صلوات الله وسلامه عليه ، تتفتح لدعواتهم أبواب السماء ولا ينهض حجاب بينها وبين المعبود وحده ، المتصرف وحده في العالمين موتا وحياة وبرءا وسقما ، فلم لا يكون أصاب الظالم ، هذا الظالم ، بعض دعوات الملايين من المظلومين ؟ كان البشير في ظن هؤلاء الحالمين بغير ما سيكون حتما. مطلق السلطة مطلق السيطرة مطلق الحياة وكنا نقول لهم أنه خاطئ فان وما كانوا يعقلون فإلى أين – من المنتقم العزيز الجبار – سيهربون؟ قال بعض المعارضين : ليته لا يموت ، ليته يحيا ليشهد بأم عينه سلطانه يزول من تحت قدميه المرتعدتين.. ويمثل ذليلا مهانا – مثل مبارك – أمام قضاء عادل أمين؟ قلنا لهم : دعوا الله يفعل ما يشاء به ، سيمثل غيره دون شك أمام هذا القضاء العادل الأمين إن قدر الله ذلك . لكن الرهق والضيق والعنت والظلم قد طال واستطال على السودانيين غربا وشرقا وشمالا وجنوبا ووسطا ولا شك أن النظام لن يسقط بموته تلقائيا ولكنه لاشك سيضعف ويضمحل إذا لم يدخل في انهيار تدريجي حتمي ، بداهة أنهم قوم لم تعد تجمعهم غير المصالح الدنسة التي ربما اجتمعت وتوافقت في وجود المجرم . والتي تشي مؤشرات قوية عديدة بأنها ستتضارب حالما يختفي. حتى لو لم يمت البشير الآن فإنه ميت دون شك وإنكم جميعا ، فاسدين وصالحين ، لميتون فأنى تؤفكون؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة