|
محاولة لرؤية (حُمّيدة) في ثنايا الفوضى.....!
|
قراءة في جوانب من (فوضى جنسية على ضفاف النيل) للكاتب طه جعفر
عن تجربته مع التابوهات يقول القاص سعيد الكفراوي:Quote: «نحن ضحايا المقدس بكل صوره، والمقدس ينسحب معناه على كل القيم الجامدة، ومنها قيم عائلية، وأخرى مجتمعية ومذهبية وطائفية، تحرمك الخوض في مناطق جديدة، كما تقف حائلا دون التجريب. يقدس الناس القائم ولا يغيرونه، وبالتالي فقدنا فعل الحرية، وفقدنا النقد الذي يقودنا إلى قيم إيجابية خلاقة» |
زمن السرد( فضاء الحكاية) عام كامل، مر هذا العام برتابة دلت عليها اللغة في تكرار(نفس المكان) في موضعين مختلفين. المكان الذى دارت فيه الأحداث هو ليس المشار إليه في بداية السرد، بل المكان نفسه مأزق لأنه خليط من ( منطقة مطر ورواكيب وخريف) وابقار وعجول، اقرب لريف القضارف ، منطقة مشاريع زراعية، ممزوجة بمكان آخر، مكان فيه ( طلمبات) غالبا ماتكون مناطق الري على ضفاف النيل، زيت المكاينات الرابط الوحيد بين المكانيين ، مناطق الزراعة المطرية حيث مكينات الحراتة والحاصدات، حتى الرائحة هي ( خليط رائحة الجروف وورش الصيانة) و ( العمالة ايام الحصاد والكديب والحراتة) اقرب لمشاريع القضارف موسم الحصاد . وفي جزء آخر: فهي بيئة صحراء ورمال بالرغم من كلمة (ليل) وظلالها القوية؟؟ ( كانت قريتهم الأقرب للمركز يفصلها ليلٌ و رمالٌ حارقةٌ من مركز المديرية )
الوصف البصري: صورة (الراكوبة) (كان حميدة خلف الراكوبة، تحيط به سيقان عيش الريف العالية بأوراقها غنية الخضرة و القناديل التي تتجهز للحصاد بفرح، تحيط به من إتجاهين ، لا يمكن رؤية حُميدة ألا إذا إقتربت من الراكوبة التي إبتلع قِصَر قامتها طولُ سيقان عيش الريف و سَتَر جانبها الثالث صف من أشجار النيم التي تضم في أفرعها أزيار الماء و تمسك بالحبال التي يمكن أن يُعَلّق فيها أي شيء إبتداءً من الملابس إنتهاء بعمود الطعام و الراديو) راكوبة قصيرة، و الرواكيب تحكي عن حالة أهلها في قصرها و بؤسها، وحتى هذا (القُصْر) تم ابتلاعه بسيقان عيش الريف الطويلة، امعانا في تخفي مكان (الخرابة) واكتمال تآمر الطبيعة لتهيئة مسرح (المقهور –حميدة-) وتجربته مع الأرض والسلطة. الشخصيات في الرواية نمطية ونموذج لقيم مقصودة في ذاتها: حاجة (الرّضية) محور اساسي في الحكي، ورمزيتها مكشوفة رغم محاولة تلوينها و تكثيف وجودها كأنّ هنالك عمق آخر ، فهي ببساطة ووضوح نموذج (لجيل امهاتنا بشلوخهن، و صبرهن الطويل،الصف الأمامي لضحايا الأنسحاق الاجتماعي والطبقي الديني الذكوري). تقدم بها العمر، انقضى فعل الإنجاب، مهجورة و متروكة ، تمارس الخدمة وتجهيز الطعام للنسيب و (تباري الجداد) أحيانا، ولكنها و بذكائها الفطري الخاص تقلق على مستقبل تعليم البنات. للكاتب ذخيرة مليانة بتجارب هؤلاء النساء العظيمات، تتبدى في كتابات سردية تسجيلية عن نساء في محيط اسرته نشرت على صفحات سودانيز اون لاين. حاجة الرضية تحيا بمنلوج داخلي ، تحت نير (التأنيب) على عدم قدرتها على (ممارسة الإيجاب) والذي كان على الكاتب الا يستعجل في ذكره مباشرة و كان يترك للنص و حركته لتوصيل هذه الفكره، والإيجاب فعل وعمل حركة للتغير، وكأنّ الكاتب بخفاء يشير للجناس غير الكامل بين (فعل الإنجاب) و (الإيجاب) و كيف تعطل (التابوهات فعل الانثى القادرة بيلوجيا على بذر الحياة)؟ . و حاجة الّرضية لا تستطيع فعل (الإيجاب) وأنّى لها، وهل تمتلك أدواته في مجتمع ذكوري قهري، يمتلك فيه الرجل (حريم) ثلاث زوجات.
يتبع.........
|
|
|
|
|
|
|
|
|