|
Re: سلسة مناقشة حالة "حلقة 1" ال Lack of Recognition (Re: محمد جمال الدين)
|
الشعور باللاك أوف ريكوقنيشن أخطر وأشد فتنة في المجتمعات العشائرية مثل السودان كون إحساس الفرد بالمهانة "إمتهان الكرامة" مثلآ يلحق بالجماعة كلها "أو الشلة" لا الفرد وحده كون المجتمع لا يقوم على الفردانية بل على العشائرية... لهذا كثيرآ ما تتناطح الشلل عمليآ في مواجة بعضها البعض لمجرد شعورهم بإمتهان كرامة فرد محدد منهم من فرد آخر "هذا الآخر ذاتو عندو شلة طبعآ"!.
كيف تعمل هذه العشائرية: "مثال متخيل"
واحد مصري ماش مع خطبيته في ميدان التحرير ... فجأة وجد أحد الشباب يهاجه بنبوت في اللحظة التي كان يعلق يده اليمنى على خصر خطيبته وهما في منتهى الإنسجام والحميمية... ماذا نتوقع منه؟... أن يتصدى للمعتدي كونه الرجل!... هذا ربما كان منطقيآ في ذاكرة معظم البشر على وجه الأرض... قدر من أقدار الحياة... وربما فعل العكس... هرب وترك خطيبته... إحتمال وارد بدوره... إنها طبيعة الإنسان وغريزته في خلاص الذات. غير أنه إن هرب وترك خطيبته وحدها للأقدار فهو أمر لن يحترمه كثير من الناس في القاهرة. فقد يوصف الود بعدم الجدعنة.
هل يحدث ذات الأمر في الخرطوم في ميدان جاكسون مثلآ؟. نعم، ممكن!. غير أن عند الحالة الأولى المصرية "القاهرة لا صعيد مصر" فإن الود وحده سيوصف بأنه ما جدع وجباان فالامر لن يتعداه إلى أصله وفصله... ولكن في الحالة الثانية "الخرطوم" فإن العار سيلحق بأسرة الولد وعشيرته وربما كان أول سؤال يتبادر إلى أذهان الناس هو أصله العرقي "القبلي" قطع شك مو جعلي!.
كما موقف خطيبة المصري لن يكون بالحدة التي ستقابل به السودانية خطيبها... وربما وصفت أم الولد المصري ولدها بالفالح كونه خلص نفسه وجاءها سالمآ بلا أذى بينما من المتوقع أن ترى الأم السودانية أن ولدها ولد السجم والرماد كونه مرمط سمعة أهله "أبواته" بالتراب (لاحظ أبواته!). لماذا يكون هذا التصور ممكنآ في الواقع؟. ذاك لأن المجتمع المصري "السفلي لا الصعيدي" يقوم على قيم الفردانية لا العشيرة بينما مخلية الزول السوداني في الأساس وفي الريف كما المدينة تشكلها قيم الجماعة "العشيرة/القبيلة" قيم ما قبل الرأسمالية (قيم الجماعة لا الفردانية).
وذاك في نهاية المطاف ربما يفسر لنا أمور أخر من شاكلة الإنحيازات العمياء لسياسي محدد أو كاتب محدد أو مثقف محدد تؤمه الجماعة كشيخها ويؤيدونه ظالمآ أو مظلومآ كونه شيخ القبيلة فأن مسه الضر يمس الجميع!. وذاك مجرد مثال فقط ربما أيده الواقع الموضوعي وأنا شخصيآ لا أقف ضد الواقع "هكذا" فقط علينا الوعي به كي نتجاوزه إلى واقع أسمى!.
|
|
|
|
|
|
|
|
|