|
Re: محمد الامين(ملحمة اكتوبر) (Re: ناظم ابراهيم)
|
تفاصيل قصة ثورة (الملحمة)
قصة ثورة او الملحمة كانت تجربة رائدة في الغناء الوطني السوداني من حيث حجمها والطاقة البشرية والابداعية المرتكزة عليها وفي المساحة التالية والقول هنا على لسان الموسيقار محمد الأمين يحدثنا عن قصتها والمراحل التي مرت بها أثناء تلحينها وحتى إكتمالها وذلك من خلال حوار قامت صحيفة عالم النجوم بإجرائه معه في 3/8/1998 م
بعد تقديمي لعدد من الأعمال والأناشيد الوطنية بدء من اكتوبر 21 والمتاريس والانطلاقة والمبادئ بدات أتامل ماقدم في الساحة من أعمال وطنية مني ومن زملائي الفنانين الذين قدموا أعمال لاكتوبر وعلى راس هؤلا الأخ الفنان محمد وردي. فقد نمت لدي فكرة تقديم شئ جديد ومختلف في هذا المجال وأن اقدم عملا كبيرا في إحتفالات اكتوبر وطرحت الفكرة على الأصدقاء والمقربين وبعض الشعراء وعلى رأسهم هاشم صديق ولم يكن هناك تصور محدد سوى انني أنوي تقديم عمل كبير في هذه المناسبة. جاءني بعدها بفترة الشاعر هاشم صديق بالنص الذي سمي بالملحمة وقد سماه هشم صديق بقصة ثورة وقد طرح الأخ مكي سنادة ان يتبنى المسرح القومي تنفيذ العمل وقد تكفل هو بالإخراج المسرحي .... ألخ.
عندما أطلعت على ماكتبه الأخ هاشم صديق شعرت أن هذا ماكنت أبحث عنه وكبرت الفكرة في ان يكون هذا العمل عنائيا استعراضيا وساعد في ذلك وجود الأخ مكي سنادة ثم بدأت في حفظ العمل الذي أستهواني إذ نظرت اليه كشعر فهو عمل كبير وقد قبلت التحدي وبدات عملية التلحين والبحث عن المجموعة التي سوف تؤدي العمل.
لم يكن هناك معهد للموسيقى الذي أفتتح في العام 1969 وكنا نحن في العام 1968 وبالتالي لم تكن هناك جهة تتوافر فيها تلك الأصوات النسائية والرجالية فكانت مسالة تجميع الكورس والمجموعات التي تكونت مسالة شاقة فكنا نجوب المدارس الثانوية بنين وبنات ونقوم بإختيار الأصوات وقد نختار في هذه المدرسة إثنين ومن تلك أربعة وكان معي لإنجاز هذه المرحلة الأخ المرحوم علي ميرغني وتكونت المجموعة وبدأنا تحفيظهم اللحن.
كانت الفكرة مبنية على مشاركة أصوات غنائية متعددة مما يتطلب اختيار هذه الأصوات واجراء التلحين حسب إمكانيات هؤلا الإخوة والأخوات ومقدراتهم ونوعية أصواتهم وقد تم ذلك وبدأت البروفات مع الفرقة الموسيقية التي كانت تتكون من عدد من الموسيقيين من القوات المسلحة والشرطة ومن فرقة الإذاعة وفرقة التلفزيون وموسيقيين من خارج هذه الفرق وعندما أتكلم عن الجانب الموسيقي أذكر أخي وصديقي موسى محمد إبراهيم الذي كان عضدا لي وكان له دور كبير في تجميع الموسيقيين من كل الفرق وقد قام بكتابة النوتة الموسيقية والتوزيع لآلات النحاسية.
كانت المشكلة في التقيد بالزمن ونحن في خضم هذا العمل في تحفيظ الكورس والفرقة الموسيقية بينما لم يكتمل اللحن فكنت أختلي بنفسي لكي أواصل التلحين ووضع الموسيقى الأساسية للعمل كنا نذهب للبروفة مع الموسيقيين وبروفة للكورس لوحده ثم نجمعهم مع بعض وهكذا .. أحيانا كانت تنتهي البروفة وأجد الجزء الثاني لم يلحن وكان لزاما علي بعد إنتهاء البروفة في العاشرة ليلا ان أذهب لكي اقوم بالتلحين حتى يجد الموسيقيين والمغنيين مايحفظونه في اليوم التالي لاحظ أن الزمن يسابقنا والحمد لله تمت التجربة واود أن أذكر الاخوة الفنانين الذين شاركوا في الملحمة حسب ترتيب ظهورهم في البداية كان اخونا بهاء الدين عبد الرحمن ( أبو شلة ) ثم أم بلينا السنوسي وعثمان مصطفى وخليل إسماعيل وقد ادى الجميع دورهم بنجاح واكسبوا العمل روح الاختلاف في الأصوات وطريقة الأداء وقد قمت بإختيارهم والإصرار على مشاركتهم رغم محاولات إدارة المسرح الضغط علي وفرض بعض الأصوات الأخرى والتي لم تفلح بإعتبار أنني صاحب العمل ويهمني أمره.
من الأشياء الطريفة في قصة الملحمة أذكر ونحن في الأيام الأخيرة لتنفيذ العمل سألني أخي موسى محمد إبراهيم قائلا : وأين المقدمة الموسيقية لهذا العمل وبالفعل لم تكن هناك مقدمة موسيقية وأذكر انني أمسكت العود وبدأت أداعبه ثم قلت له بعد دقائق أن المقدمة ستكون هكذا وكان يدون النوتة وبدأنا وخرجت المقدمة الموسيقية في لحظتها رغم انني وحتى لحظة امساكي بالعود لم اكن أدري كيف ستكون المقدمة الموسيقية استفدنا من جزء موسيقي موجود في المقطع الثالث الذي يقول ( وطني انحنا يسيوف امجادك ) وهو على لحن ثلاثي ميزان 6 في 8 كلحن مارش فاخذنا هذا الجزء ومع بعض المعالجات خرجت المقدمة دون أن أنتبه لها ولست أدري كيف كانت.
كان التجربة ضخمة والمسئولية كبيرة وقد أستغرقت البروفات حوالي شهرين لتجمع فني يتجاوز المائة والخمسون مشاركا فتصور عدد كهذا يحضر يوميا ويجري البروفات وتم تقديم العمل وكان بالنسبة لي يوم لا ينسى لانني تحملت مسئولية تقديم عمل كبير لم يسبق أن قدم من قبل وفي لحظات التقديم كانت اعصابي متوترة فقد كان حفلا مشهودا وكان المسرح ملئ بالجمهور الذي يحتفل باكتوبر والذي عرف بان هناك عملا كبيرا سيقدم وكان الحضور ضخما وعلى رأسهم الزعيم إسماعيل الأزهرى الذى كان آنذاك رئيساً لمجلس السيادة ومحمد أحمد المحجوب رئيساً للوزراء وعبدالماجد أبو حسبو وزير الثقافة والاعلام.
ثم قدمت الملحمة ولقيت تجاوبا من الجمهور منذ بداية المقدمة الموسيقية للعمل من الصولو ( لآلة الترمبيت ) .. ضج المسرح بالتصفيق وهذا أراحني قليلا لانني كنت مشدود الأعصاب كما أراح التجاوب جميع المشتركين في العمل فاستطاعوا أن يقدموا اداء ممتاز وقد تم تهنئة كل من شارك في العمل من موسيقيين وفنانين وكورس وبعدها تم دعوتي والأخ هاشم صديق لمقابلة السيد وزير الثقافة والاعلام عبد الماجد أبو حسبو وقدم لنا جائزة تقديرية على تقديم هذا العمل وكان لذلك أثر طيب وكبير في نفوسنا.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
محمد الامين(ملحمة اكتوبر) | ناظم ابراهيم | 10-21-12, 04:15 AM |
Re: محمد الامين(ملحمة اكتوبر) | ناظم ابراهيم | 10-21-12, 04:20 AM |
Re: محمد الامين(ملحمة اكتوبر) | Emad Ahmed | 10-21-12, 10:49 AM |
Re: محمد الامين(ملحمة اكتوبر) | Emad Ahmed | 10-21-12, 10:53 AM |
Re: محمد الامين(ملحمة اكتوبر) | Emad Ahmed | 10-21-12, 10:56 AM |
Re: محمد الامين(ملحمة اكتوبر) | Emad Ahmed | 10-21-12, 02:28 PM |
Re: محمد الامين(ملحمة اكتوبر) | Mandingoo | 10-21-12, 02:59 PM |
Re: محمد الامين(ملحمة اكتوبر) | ناظم ابراهيم | 10-21-12, 08:16 PM |
Re: محمد الامين(ملحمة اكتوبر) | ناظم ابراهيم | 10-21-12, 07:58 PM |
Re: محمد الامين(ملحمة اكتوبر) | Emad Ahmed | 10-22-12, 09:05 AM |
Re: محمد الامين(ملحمة اكتوبر) | Emad Ahmed | 10-22-12, 09:06 AM |
|
|
|