«أم هاني».. (معلِّمة) في ورشة حدادة .....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-20-2024, 03:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-17-2012, 04:35 AM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
«أم هاني».. (معلِّمة) في ورشة حدادة .....


    أم درمان: محمد أحمد الكباشي
    من الطبيعي أن يكون وسط الرجال حداد ماهر يجيد فنون الصنعة ويشتهر بذلك وسط عامة الناس، أما أن تكون هناك «معلمة حدادة» تتقن فنون الحدادة بكل مراحلها بدءًا من التوضيب فاللحام انتهاء بطلاء البوهية فهذا ما يمثل غاية في الغرابة والدهشة خاصة في المجتمع السوداني حينما كان عمل المرأة ايًا كان خارج المنزل يعد خروجًا عن القيم والتقاليد، بيد ان سوق حلايب القابع بمحلية كرري بأم درمان يؤكد وجود الظاهرة التي أشرنا إليها.. فأم هاني ــ تلك المرأة الحديدية ــ حجزت لنفسها موقعًا وسط سوق عُرف نشاطه بالحرفيين من الرجال فقط إلا أن الظروف القاهرة هي التي رسمت مشهد قصة «أم هاني» وما كانت تدري أن قدرها سيرمي بها يومًا ما في «ورشة حدادة»، لكن أحيانًا تختار «المهن» من تريد، لذا أتتها الحدادة طائعة تجرجر لحامها وحديدها وطلاءها حتى تكللت جهودها وأفضت بها إلى قصة نجاح عبرت بها وبأبنائها الذين رضعوا من ثديها ثم ورشتها التي اختارت لها «ورشة المحبة» تصنع الأسرَّة والأبواب والشبابيك وغيرها، فكان الطريق ممهدًا لصناعة أجيال هم ثمرة أحشائها:


    أولاً نتعرف عليك
    أنا «أم هاني خوجلي بشير» من مواليد كرري العجيجة، تزوجت صغيرة كعادة ناس زمان، وأنجبت «5» من البنين والبنات أصغرهم كان عمره «9» أشهر الآن خريج من الجامعة، وفي خضم معركتنا مع الحياة وتربية الأولاد قرر زوجي الهجرة إلى العراق ولم يعد حتى سمعنا خبر وفاته في أواخر 1988م
    كيف كانت بدايتك مع الحديد؟
    قررت العمل وكنت أشتري بعض الأشياء «المكسرة» من الحديد مثل السراير والكراسي وأذهب إلى «الحدادين» لإصلاحها ومعالجتها ثم أبيعها وقد نجحت في ذلك، وخطرت لي فكرة أن أقوم بفتح «ورشة»، وبعد مشاورات مع الأهل توكلت على الله، وبدأت في العمل داخل منزلي بالحارة «21» الثورة وأحضرت متخصصًا ليعمل معي في هذا المجال خاصة التوضيب واللحام بينما كنت أقوم بعمليات طلاء السراير والكراسي، إضافة لإدارتي للورشة كنت أراقب العمال وأتعلم في صمت، حتى صرتُ حدّادة محترفة فعلّمت أبنائي وكثيرين دخلوا مجال الحدادة.
    ألم يكن هناك اعتراض من الأهل على ولوجك هذا المجال؟
    لا.. بالعكس، فمنذ أن توفي زوجي وقبل ذلك آليت على نفسي أن أجدّ وأجتهد لتربية أبنائي وتعليمهم دون الاستسلام للظروف وعدم الالتفات إلى الكفاف والهبات من أي جهة كانت ولأجل ذلك قمت ببيع ثلاجة البيت بمبلغ «200» جنيه فقط في بداية العام «1990م» وكان هذا بمثابة رأس المال وقد وجدت تشجيعًا من الأهل والعشيرة حتى وصلت لافتتاح هذه الورشة
    وماذا عن أبنائك؟
    بحمد الله استطعت من خلال عملي هذا أن أقوم بتعليم أبنائى بعدد من الجامعات وزوّجت البنتين بعد تخرجهما، أما ولدي الكبير «أحمد» فقرر بعد إكماله الثانوية الالتحاق بالورشة لمساعدتي وهو الآن عضدي وساعدي الأيمن هذا فضلاً عن أن الورشة خرَّجت شبابًا كثرًا أولادًا استوعبتهم من الشارع وبذلك أسهمت في الحيلولة بينهم وبين المشردين، وتركوا الدراسة بعد ما أجبرتهم ظروفهم وشغّلتهم معي وصاروا من كبار المعلمين في مجال الحدادة وبعضهم فتح ورشة.
    ماذا تقولين لمن تمر بها نفس هذه الظروف؟
    يا ولدي الفي إيدو صنعة ما بتغلبو المعيشة، وعلى النساء تجاوز حالات الحياء والخوف من الفشل، فالعمل ليس عيباً ولا توجد مهن رجاليّة ومهن نسائيّة، لكنّ المهم الجودة والحرص على إتقان المهنة مهما كانت صعوبتها.
    هل هناك أي جهة قامت بتكريمك وأنت تقومين بهذا الدور؟
    لا.. ليس هناك أي جهة قامت بتكريمي، وكنت أتمنى أن أكون ضمن من رشحتهم شركة زين في مسابقة الأم المثالية، بل إن عددًا من الشخصيات والمسؤولين يرتادون ورشتي لأجل شراء بعض المنتجات إلا أنني أشيد بتعاون أفراد محلية كرري وتساهلهم معي فيما يختص بأمر النفايات والعوائد..
    مواقف طريفة مرت بك وأنت تمارسين هذا النشاط؟
    كثيرة هي المواقف، لكن المتكرر منها دايمًا حينما يأتي زبون أقف إلى جوار المعروض وأقول لهم «أيوا اتفضل داير سراير وللا كراسي»؟ فيجيبني معليش يا أخت أنا داير صاحب المعرض ويندهش حينما أخبره بأنني صاحبة الموقع ويقول أول مرة أشوف لي مرا حدادية، أما النساء فكثيرًا ما يداعبنني بي يا أوسطة
    فخورون بالوالدة
    وداخل الورشة ظل «أحمد إدريس» الابن الأكبر لأم هاني ممسكًا بماكينة اللحام منهمكًا في العمل لا يأبه للحوار مع والدته وكأنه ينفذ في تعليمات صادرة عن معلم لا تربطه به قرابة ناهيك أن تكون والدته، فيقول: «نحن فخورون بوالدتنا وبنجاحها في عملها ونعتز عندما ينادوننا أولاد أم أحمد الحدادية» وحين كنت طالبًا تعلمت العمل في الورشة بعد انتهاء اليوم الدراسي وكان أهل «زملائي الطلبة» يقفون إلى جانبنا ويقومون بأعمال الصيانة التي يحتاجون إليها في ورشة أمي.



    http://alintibaha.net/portal/%D8%B1%D9%8A%D8%...B1%D8%A7%D8%B1%D9%8A
                  

العنوان الكاتب Date
«أم هاني».. (معلِّمة) في ورشة حدادة ..... Ridhaa10-17-12, 04:35 AM
  Re: «أم هاني».. (معلِّمة) في ورشة حدادة ..... أحمد الشايقي10-17-12, 11:46 AM
    Re: «أم هاني».. (معلِّمة) في ورشة حدادة ..... Yasir Elsharif10-17-12, 02:59 PM
      Re: «أم هاني».. (معلِّمة) في ورشة حدادة ..... Ridhaa10-17-12, 06:48 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de