العم شوقي بدري في حوار شامل (موقع سودانيات2008 )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 02:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-17-2012, 08:27 PM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العم شوقي بدري في حوار شامل (موقع سودانيات2008 )
                  

10-17-2012, 08:32 PM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العم شوقي بدري في حوار شامل (موقع سودانيات2008 ) (Re: Ridhaa)

    Quote: اشياء معينه تؤثر على تفكير الانسان , وقيمه وادوات الضبط والقياس عنده . وبما ان الوالد ابراهيم بدرى كان ادارياً وصار اول مفتش سودانى ,فلقد كنا متنقلين . وقضى ابراهيم بدرى جل حياته فى الجنوب . وولدنا فى مدن سودانيه مختلفه . انا ولدت فى الابيض وتفتحت عينى على الحياة واول ذكريات لى ارتبطت برمبيك الجميله . وانتقلنا الى مريدى وامادى . وكانت الرحلات الى امدرمان فى الاجازه تعنى السفر باللوارى الى النيل ثم الباخره والقطار . وآخر محطات فى عمل الوالد كانت جبيت ثم سنجا التى كانت لى فيها ذكريات واحدى المحطات المهمه فى حياتى . فلقد ذهبت فيها للمدرسه منتسباً لصغر سنى . وكان الناظر الاستاذ حسن نجيله مؤلف كتاب ملامح من المجتمع السودانى .
    هذا التنقل وتعاليم ابراهيم بدرى ابعدتنى من الشوفينيه والتعصب القبلى الذى كان ولا يزال متواجداً فى السودان . ولان الدينكا الاقر هم سكان رمبيك . فان شكل الانسان فى مخيلتى هو الدينكاوى . ورائحه الارض والاشجار والطعام واللغه هى الاشياء التى رسخت فى عقلى . بالرغم من اننى قد نسيت لغه الدينكا الا من بعض الكلمات . الا ان سماعها يمس وتراً خاصاً فى وجدانى . وعندما يشتد الحر فى السويد وهذا نادر , اذهب الى الغابات واشتم نفس الرائحه التى التصقت بذهنى منذ ايام رمبيك .
    الوالده امينه خليل ابتر هى حفيده تاجر الرقيق المشهور ابتر الذى كان حاكماً على الرجاف . الا انها نشأت وترعرعت فى جبال النوبه عندما صار والدها خليل ابتر سر تجار تلودى . وكثير من اهلها ارتبطوا بجبال النوبه احدهم خالى محمد عبد الرحمن الذى كان سر تجار كادقلى والنائب البرلمانى . الوالده رحمه الله عليها كانت تحب جبال النوبه وتتحدث عنها بوله . وتعتبر النوبه اهلها . وهذه المعادله جعلتنى اكاد ان اكون خالياً من كل النعرات القبليه او النظره الدونيه نحو الآخرين . التى يعانى منها كثير من اهل الشمال . وهى السبب الرئيسى فى نكبه السودان .
    قبل اسبوع تحدثت مع ابن امدرمان الرائع الوجيه معتصم قرشى . وسمعت منه ان احد معارفى الذى كان فى انتظاره سأله عن سبب تأخره . وعندما قال له انه كان فى عزاء الاستاذ فليب غبوش . كان الرد يعنى خليتنا مشيت تعزى فى العب ده . هذا النوع من الظلم . وكل انواع الظلم هم اكبر عامل فى تشكيل شخصيتى . ولا اظن ان هنالك ما هو اسوأ من الظلم . واظن ان محور حياتى هو الظلم ومواجهته . خاصه وان جل حياتى كانت فى مواجهه الظلم كأفريقى يعيش فى دول البيض . وكلما اتعرض لظلم او اهانه اتذكر ما يتعرض له بعض السودانيين فى بلادهم ووسط اهلهم . ونحن نعين عوامل الطبيعه والكوارث ضد اهلنا .
    اول مظهر للبؤس والشقاء لمسته كان الحريق الهائل الذى قضى على جزء كبير من بلده يرول . ولا تزال صورة البشر تحت الاشجار وفى العراء ملتصقه بذاكرتى . واذكر السوق الذى قضت عليه النار . واذكر العم الزبير صالح وهو يقف امام دكانه ولم يبقى منه الا الواح الزنك وهيكل ماكينه الخياطه سنجر . واذكر ابى يحاول ان يهون على الناس ويعدهم بمساعدة الحكومه . وهذه الحرائق شاهدتها كثيراً فى اماكن مختلفه من السودان . ففى عام 1958 رجعنا من مدرسه ملكال . وكان كما تبقى من منزل زميلى على عيسى هو صفيحه تحوى بعض الرماح ولقد احترق الخشب وبقى الحديد اما المنزل فقد اختفى تماماً . وجزء كبير من فريق الجلابه الذى هو اكبر حى فى ملكال .
    الجلابه كانوا يملكون المال ويهبون لنصره ومساعده بعضهم البعض . ولكن فى حى الملكيه وفى الدليب والتوفيقيه وصنقعت . كان الناس يبقون فى العراء . ولا يهتم بهم انسان . وهم اهل البلد واصحاب الارض , الا انهم مهمشون فى بلادهم وفى ديارهم .
    اذكر ان زميلى فى المدرسه وهو الشلكاوى الوحيد فى الفصل فاروق دينق ان قال لى مفتخراً ان بعض سكان الملكيه يمتلكون سراير . ووقتها كنت اسكن عند خالى اسماعيل خليل ومنزلنا من الاسمنت والطوب لا نخشى اى حريق . حتى عندما حضر الرئيس الازهرى لزياره ملكال اقيم السوق الخيرى فى ذلك المنزل . ولا ازال عندما اشاهد الكوارث فى التلفزيون او الاخبار اتذكر حريق يرول فى بحر الغزال او حرائق اعالى النيل او النيل الازرق . وعدم اهتمام الدوله او المسئولين . ولهذا نحتضن الفكر الاشتراكى .
    ونواصل
    شوقى
                  

10-17-2012, 08:48 PM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العم شوقي بدري في حوار شامل (موقع سودانيات2008 ) (Re: Ridhaa)

    Quote: مواصلة موضوع الإحساس بالظلم :

    أول مرة أحس بالعنصرية واختلاف الناس وأنا لم أبلغ الخامسة من عمري كان ماكرجوك وهو أحد أهلنا الدينكا وكان يعمل كجنايني في منزل الحكومة الضخم الذي كنا نسكن فيه لأن إبراهيم بدري كان مفتش المركز في زمن الإستعمار كانت هذه وظيفة لا يبلغها السودانيون ، كان ماكرجوك يتسلق شجرة المنقة الضخمة وأختي نضيفة تشير عليه . وفجأة اتجه إلي الإتجاه المضاد فسألته نضيفة ماشي وين وكان رده في منقة هنا لونها زي لون شوقي . وكنت أحسب وقتها أن كل الناس هم نفس الناس وليس هنالك إختلاف في الألوان وتلك كانت أول مرة أعرف أن هنالك إختلاف بين الناس . وماكرجوك كان أقرب شخص إلي في المنزل لا أفترق عنه طيلة اليوم. وكنت أتعبه بالأسئلة . وهو أول إنسان يشير إلي أن رأسي قوي .
    بدأت بعدها أفهم المشاكل العنصرية واسمع الجلابة والشماليين يتحدثون بطريقة مسئة عن الجنوبيين وكان هذا يؤلمني أشد الألم .
    كان معنا طيلة الوقت من عرفت بعمتي فضل الموجود وهي والدة نضيفة وفضل الله وخلف الله وهو إبن صافيات وكنت كل الوقت أظن أنهم عماتي وأولاد عماتي إلي أن أتينا إلي أم درمان وبدأت أسمع الآخرين يتحدثون عن الخدم والعبيد . وحتى هنا في السويد أضطررت عدة مرات أن أحسم بعض الشماليين عندما كانوا يرددون بالله السويدية الجميلة دي تسمي ليها بتها "نضيفة" اسم خدم ؟ .

    أول مظهر من الظلم يقع علي شخصيا وأظن أنه أثر علي حياتي وهو أن خالتي أيقظتنا في الصباح وارتدينا أحسن الثياب وكنت أسأل : ماشين جنينة النزهة ؟ وكان الرد أيوة . وهيأت نفسي ليوم جميل في حديقة الحيوان مع الشقيق الشنقيطي ، وفجأة تتوقف السيارة والسائق ليقابلني العم أحمد الحاج إدريس وهو مساعد حكيم وتمت عملية الختان بدون أن أستشار أو يخبرني أي شخص بما يحدث . وعندما رجعنا إلي المنزل كنت في حالة هستيرية وكنت أبكي وأصرخ وأقول أنني أريد القطعة التي أخذوها إلي أن نمت من التعب .
    وكنت ولا أزال أعتبر أن هذا أكبر تعدي علي شخصي .

    المدرسة ب>ات بأن ذهبت إلي مدرسة سنجة الأولية وكان الناظر وقتها حسن نجيلة مؤلف كتاب( ملامح من المجتمع السوداني) . ولكن تلك الفترة كانت فترة إختيارية أذهب عندما أريد. وكان الأستاذ حسن نجيلة يحضر إلي الوالد الذي كان يملي عليه كتاب "ملامح من المجتمع السوداني" وحسن نجلة يذكر في الكتاب : وقال لي الشيخ وأشعل غليونه والشيخ هو إبراهيم بدري ، لأن أحداث الكتاب دارت عن فترة جمعية الإتحاد واللواء الأبيض وحوادث 24 وعندما تكونت جمعية الإتحاد لم يكن حسن نجيلة قد بلغ العاشرة من عمره .
    وإبراهيم بدري كان كذلك الجيل يرفض أن يذكر إسمه ويبعد عن الأضواء.
    عندما انتقلنا إلي أم درمان سكنا في حي الملازمين. وبالرغم من أن محمد شبيكة كان يدير مدرسة النهضة وعبيد عبد النور زوج عمتي يدير مدرسة بيت الآمانة والأحفاد مفتوحة أصر إبراهيم بدري علي إدخالنا مدرسة الأمريكان وأدخل شقيقاتي مدرسة الإرسالية. وكان يقول ديل أولاد مسلمين وحا يتعلموا الدين الإسلامي لكن كويس لو إتعلموا حياة المسيحيين وكيف يتعاملوا ويتقبلوا المسيحيين .
    وفي اليوم الأول إستقبلتنا مسذ ميري وهي بملامح شمالية صميمة . إلا أنني مدفوعا بظلم الختان كنت متمردا وغاضبا من كل الكبار فرفضت أن أمكس وهربت من المدرسة ، وعندما أرادت مسذ ميري الإمساك بي أسمعتها من الشتائم ما لم تمن تعرف أنه موجود إلا أنها لم تضربني ولم تغضب . وعندما دعوني في اليوم الثاني كانت في غاية اللطافة ونادت علي كمال محمد عبد الرحمن كبيدة وقالت لي هذا سيكون صديقك واعطتنا كرة تنس جديدة وطلبت منا أن نلعب في الحديقة ، وبما أن اليوم كان يوم إثنين يوليو فقد كانت الأرض مغطاة بالحشائش بسبب الخريف وكانت حديقة المدرسة مليئة بالزهور والفراشات والعصافير . وصار كمال أول صديق لي وتزاملنا في مدرسة الأحفاد الثانوية فيما بعد ، إلا أنه كان في مجموعة الأولاد الكويسين ومؤدبين .
    مسذ فيث كانت مدرسة مساعدة وهي أول من درسنا الحروف والكلمات الإنجليزية ، كانت رقيقة يحبها الإنسان وكانت تقول أن إسمها ليس فيس ولكن بالثاء لأن فيس تعني بالإنجليزية وجه ولكن اسمها يعني إيمان أو ثقة وهي كذلك كانت بملامح أقرب لملامح شمال السودان أو الأثيوبيات . وبعد سنتين إنتقلت إلي مسسذ هيلين وهي إمرأة بيضاء طويلة القامة وفي هذه المدرسة لم يكنوا يضربوننا بل يحذروننا من الكذب وأكثر شيء كان مكروها في تلك المدارس كان الكذب . وفجأة يقع الظلم مرة أخري فلقد ظهر الأستاذ عبيد عبد النور فجأة في مدرستنا وهو متجهم وطلب مني وشقيقي الشنقيطي أن نتبعه ووجدنا نفسنا في مدرسة بيت الأمانة ، وكان الأستاذ شعيب بحجمه الضخم هو ناظر المدرسة الأولية وضابط المدرسة كان الشيخ الرياحي الذي صار ناظر مدرسة حي العرب الأولية . ووجد كل منا نفسه وسط أكثر من سبعين طالبا محشورين في فصل صغير ومع أقل كلمة أو لفتة يقع السوط علي الرأس والظهر وكانت النقلة كبيرة ومزعجة . وعندما حضر السائق لأخذنا من المدرسة قالوا له إنهم قد انتقلوا إلي مدرسة جديدة وحتى والدي لم يكن يعرف وكنت أستغرب مالذي كان يعطي الأستاذ عبيد عبد النور الحق في أن يتصرف فينا . وفجأة صار والدي مفتش المركز والذي يحترمه ويهابه الجميع ويناديه الدينكا بماريل وتعني الثور الكبير الأبيض أو بنج وتعني الرجل الكبير أو الشيخ . هذا الرجل كان يخضع لعبيد عبد النور الذي كان أكبر منه سنا وتربطهم مدينة رفاعة .
    أذكر أن شقيقي الشنقيطي كان يبكي بحرقة لأنه ترك أصدقائه ولكن بالنسبة لي كانت المدرسة جيدة فأغلب طلبة المدرسة كانوا أولاد الإشلاق وهو إشلاق البوليس أو إشلاق سجن أم درمان وكان الكثر من الأولاد يحضرون بدون قرش الفطور وقد يستجدون من الآخرين أو يختفون فطورهم أو يخيفونهم لتقاسم الفطور واستدعي الأمر التمرس علي الدفاع عن النفس وأخذ الحق باليد ولا يزال حاجبي الأيسر يحمل قطعا من ضربة زجاجة من زميلي علي جاد الله .
    من مظاهر الظلم كذلك أن الأستاذ التقلاوي كان يأتي لإعطاء دروس مسائية لشقيقي الشنقيطي وهذا قبل أن ألتحق أنا بالمدرسة وأذكر أنه طلب مني قائلآ أمش جيب مصاص تمر فجريت سعيدا حاسبا أن نوي التمر سيستعمل في الحساب ولكنه كان يضع النوي بين أصابع شقيقي الشنقيطي الذي كان نحيف القامة والأستاذ الشقلاوي ضخم ويدوس علي أصابعه . والشنقيطي يصرخ ويتلوي من الألم . وتألمت أنا أكثر من الشنقيطي لأنني شعرت أنني شاركت في جريمة عقاب شقيقي.
    وفي أحد الأيام أبلغ أحد التلاميذ ضابط المدرسة شيخ الرياحي بأنه شاهد الشنقيطي يلعب بلي في العصر . وأخرج أستاذ الرياحي الشنقيطي في طابور الصباح وقام بجلده وأنا بالقرب منه ثم قال لي شيخ الرياحي : تاني كان شفت أخوك ده بيلعب بلي تجي تكلمنا . فسكتت . فسألني : لو شفت أخوك ده بيلعب بلي حا تجي تكلمنا ؟ فقلت لا . متجنبا الكذب كما تعلكمت في مدرسة المسيحين . فانهال علي بالكرباج وكأني حصان جامح إلي أن صرت أزحف علي الأرض من الألم وكل ما يسألني أرد ب لا ، وكنت وقتها في التاسعة وبدأت أتسائل لماذ أعاقب علي قول الصدق ؟ وأي سلطة لأستاذ الرياحي لما يفعل الشنقيطي وغيره بعد ترك المدرسة ؟ ولكن قديما كان المفهوم أن الوالدين يسلمون الطفل للمدرسة ويقولون لهم : ليكم اللحم ولينا العضم.

    من الأشياء المربكة أن الناظر شيخ شعيب كان يدرسنا الدين ووهو يلبس الجلابية والقفطان وكان يروي أشياء خيالية لا يمكن تصديقها حتى بالنسبة لينا نحن الصغار وكان يقول أن الكفار دخلوا الحصن وقفلوا الباب إلا أن سيدنا علي الكرار انتزع باب الحصن بيده اليسري وحمله كدرقة وصار يضرب بسيفه وعندما يضرب يمينا يقتل عشرة ويضرب شمالآ فيقتل عشرة ويتحمس ويرفع تربيزة المدرس التي علي المصطبة بيديه الإثنين مقلدا سيدنا علي الكرار. وكنت أتسائل كيف لا يتمكن شيخ شعيب الضخم من رفع التربيزة بيده الواحدة . بينما سيدنا علي رضي الله عنه كان يحمل باب الحصن بيده اليسري.
    شيخ شعيب ذكر لنا مرة أن أي قلم في العالم إذا ريشة أو قلم حبر أو قلم بوص لازم يكون مشقوق وإلا ما بيكتب . لأنو القلم زمان ما كان مشقوق وتلجلج في الكتابة فنهره الله إلي أن انشق من الخوف .
    وعندما رجع خالي مبارك خليل إلي السودان بعد الدراسة أحضر لنا أقلام حبر ناشف ولم تكن مشقوقة وبدأت أفكر في أن الكثير من كلام شيخ شعيب لم يكن صادقا .

    في بداية المرحلة الوسطي كان الأستاذ عبيد عبد النور قد قرر أن كل التلاميذ يكونوا حالقين صلعة وكان يشتم من لهم شعر طويل ويصفهم بالحبشية والسبب هو كان الخوف من الحمي الراجعة . التي فتكت بالناس في السودان في الخمسينيات . وكان الكثير من طلبت بيت الأمانة من أسر فقيرة والقمل كان منتشرا بينهم .
    ورفضت وشقيقي الشنقيطي حلق شعنا بالرغم من الجلد والتشديد ثم الحرمان من حضور يوم الآباء.
    وعمر أحمد العبيد حفيد عبيد عبد النور كان ذا شعرا طويل وعندما أشرنا إلي هذه الحقيقة كان رد الأستاذ عبد النور: عمر أمه بتريدو وما دايراه يحلق. فقال الشنقيطي : أنحنا ما مقطوعين من شجرة . ووالدة عمر هي بنت عمتي. وبابكر شقيق عمر الأصغر كان يحلق صلعة . وفي يوم من الأيام أخنا عبيد عبد النور إلي دكان عبد العزيز إسحق والذي صار صديقي فيما بعد وهو صديق شقيقي عبد الرازق (أبورقة) وجلس شنقيطي علي الكرسي وحلقوا له جبنة . ورفضت وكان يدور في رأسي كل الظلم في العالم الذي يتعرض له الطفل الصغير وقررت أن لا أتركهم يحلقون شعري حتى لو قتلوني ، ورفست أحد ألواح الزجاج في الدكان ولا أذكر بالظبط ولكني أذكر أني تخلصت وهربت والأستاذ عبيد عبد النور يتبعني بالسيارة إلي أن قفذت في خور الموردة . وتخلصت من المطاردة . وقد قال ألأاستاذ عبيد عبد النور أنني قد ضربته وهذه قصة لا أذكرها. فأرسلتني والدتي للدراسة والسكن عند خالي في ملكال وتلك كانت أجمل وأحسن محطة في حياتي لأنني عشت وتنفست وتفاعلت مع أشقائي من الجنوب.

    التحية شوقي .
                  

10-18-2012, 01:57 AM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العم شوقي بدري في حوار شامل (موقع سودانيات2008 ) (Re: Ridhaa)

    Quote: فعندما حضر النميرى الى براغ فى صيف 1970 مصحوباً بوفد ضخم من الوزراء والصحفيين والحرس والمريدين . كان الفريق رحمه الله عليه على صديق معه . كما كان معه الشهيد جوزيف قرنق وزير شئون الجنوب وقتها . الاستاذ فاروق ابو عيسى كوزير للخارجيه . احمد سليمان الذى كان فى طريقه ليتقلد منصب سفير السودان فى الاتحاد السوفيتى , خالد حسن عباس عضو مجلس قياده الثوره وآخرين .
    وقتها كان السفير فى براغ هو مصطفى مدنى ابشر شقيق زوجه فاروق ابو عيسى والذى صار وزيراً للداخليه فى ايام نميرى . وهو متزوج بابنه الدبلوماسى العالم الكاتب جمال محمد احمد . وكان القنصل قمر الانبياء رحمه الله عليه الذى توفى فى حادث سير فى بولندا . والسكرتير كان الشاعر محمد المكى متعه الله بالصحه , والذى صار صهراً فيما بعد لمصطفى مدنى ابشر .
    براغ وقتها كانت تعج بالسودانيين من مبعوثين وسياسيين فلقد كانت باريس الشرق . وكان المناضل ابراهيم ذكريا سكرتيراً عاماً لاتحاد النقابات العالمى . وهو زميل الشهيد الشفيع وقاسم امين وعبد القادر سالم وسلام والقرشى وكل عظماء مدرسه الصنائع فى عطبره , كما كان المناضل قاسم امين يسكن فى براغ وقتها . وجامعات ومعاهد براغ كانت تغص بالمبعوثين من الاذاعه والتلفزيون , وزاره الماليه , وزاره التجاره ,والتعاونيات , وجامعه الخرطوم والمعهد الفنى . ويأتيها شيخ الامين ممثل مزارعى الجزيره ووزير الصحه فى حكومه اكتوبر . وكل قطاعات المجتمع السودانى .
    كنت انا وقتها اسبح عكس التيار . وكنت انادى بمناصره نضال جنوب السودان وحق تقرير المصير . كما كنت اثير كثيراً من المشاكل السياسيه فى معهد اللغه وفى الجامعه . وكنت اعترض على اقحام اسم الاتحاد السوفيتى فى كل صفحه فى القانون الدولى وكنت اقول ان الاتحاد السوفيتى دوله من مائه وخمسين دوله وان الاتحاد السوفيتى قد تكون قبل خمسين سنه والقوانين العالميه ترجع الى الدوله الرومانيه واليونانيه , حتى الدوله البابليه . ووقفت فى مؤتمر طلابى وطالبت بادانه التدخل الروسى فى تشسلوفاكيا والدبابات لم تزل فى الشارع . والقضاء على حكومه الاكساندر دوبشك ومطالبته بالحريات . كما لم اخلو من بعض العناد والاندفاع .
    وعندما اصطدمنا بالطلبه الشيك فى عده معارك . قررت الجامعه نقل كل الطلاب الاجانب الى داخليه واحده مشتركه بعيداً عن المجمع الجامعى . ولاول مره بعد الحرب العالميه الثانيه قدنا مظاهره مكونه من الطلبه الاجانب متجهه نحو القصر الجمهورى . كما قمنا باعتصام فى مكتب عميد الكليه المرهوب الرفيق اسفيراك . وانتهى الامر بطردى واعتقالى ومضايقات من الشرطه . ورفض مفتش البوليس يوسف المسئول من الاجانب اعطائى جوازى لاغادر تشسلوفاكيا . وبما اننى كنت ادرس على حسابى . فلقد رفض البنك صرف فلوسى لعده شهور . بدعوه ان الحساب باسم محمد على شوقى ابراهيم بدرى والاسم المدون فى الجواز والبطاقه الشخصيه هو شوقى ابراهيم بدرى هذا بعد سته سنوات من المعامله مع البنك .
    وعندما طالبت من الملحق الثقافى الاستاذ عثمان محجوب عثمان ان يساعدنى كانت سكرتيرته تزعم انه غير موجود . وتواجد حضور ابن عمتى الاستاذ ابراهيم مجدوب مالك والذى تربطه صداقه بالسفير مصطفى مدنى فنحن جيران فى الحى . والعم مدنى ابشر من جلساء واصدقاء والدى . الغريبه ان السفير مصطفى مدنى اخبر ابراهيم مالك بأن المشكله اكبر من مضايقات البنك والطرد ..... الخ لاننى متهم باننى عميل للسى أى ايه .
    ولم يكلف السيد السفير / الوزير نفسه بمحاوله الدفاع عنى او مساعدتى ولقد كنت مخطئاً فى ان اتوقع مساعده من رجل نسب قصيده نزار قبانى ( مات ابى ) لنفسه . ولقد قرأها فى تأبين بابكر بدرى سنه 1954 ونشرت فى كتاب تأبين بابكر بدرى كقصيده للسيد السفير . ونزار قبانى لم يكن معروفاً الا للقليلين وقتها فى السودان .
    وبعد مكالمه تلفونيه مع السكرتيره فى السفاره عرفت بان السيد الملحق الثقافى غير موجود . وعندما اقتحمت مكتبه بعد خمسه دقائق ارتفع صوتى فأتى السيد السفير مستفسراً , وانتهى الامر بمواجهه وطلبت ان اعطى شهاده لا ازال احتفظ بها تؤكد اننى نفس الشخص معنونه للبنك .
    فى هذه الدوامه ذكر الامر للفريق رحمه الله عليه على صديق . فقال على رؤوس الاشهاد ... الولد ده تدونى ليه اشيلو حسه دى فى طيارتى دى على كوبر طوالى .
    الا اننى تمكنت من مغادره تشسلوفاكيا ودخلت السويد بدون فيزا . ثم تحصلت على فيزه دخول بعد ان انضممت لجامعه لوند وتحصلت على شهاده بنك من السودان ثم تحصلت على اقامه واذن عمل وعملت لمده سنتين كحمال فى ميناء مالمو . وفى بعض الاحيان كنت اتذكر الفريق على صديق الذى كان ضابطاً فى الامن وقريباً من نميرى . وكنت افكر ما هو مصيرى او مسار حياتى . اذا لم يوضع اسمى فى القائمه السوداء فى السودان . ؟؟
    لقد قال المربى محمد توم التجانى وهو صديق لاخى كمال ابراهيم بدرى . ( اخوك شوقى جابو اسمو فى القائمه السوداء محظور قالوا بيدعو لاستقلال الجنوب . اخوك ده مالو مع العبيد ديل . ) .
    لقد فكرت كثيراً فى الفريق على صديق وبين جوالات الاسمنت وبالات القطن وبراميل عصير البرتقال المثلج كنت افكر فى السودان واتذكر رجل الامن على صديق . وكثيراً ما احس بأنه قد اسدى الى خدمه خاصه عندما انظر الى ابنائى وبناتى . انا احب السودان . ولست من النوع الذى يمكن ان يتفرنج . لم اتذوق الخمر الى الآن ولم ادخن . لا اذهب الى الباليه او احب الاوبرا ولا امارس الدبلوماسيه ولا استطيع ان انافق حتى اذا اردت . اذا انا فى المكان الخطاء . لمدة سبعه وثلاثين سنه فكرت فى كل هذه الاحداث وتذكرت على صديق وكنت اقول لنفسى . هل كنت سأكون رجل اعمال فى السودان او سائق شاحنه . او صاحب فراشه او موظف . جالساً فى حوش كبير اراقب احفادى فى امدرمان ام هل كنت سأكون الآن ميتاً فلقد ذهب الكثير من ذملاء الصبا .
    هل كانت حياتى ستكون مختلفه اذا لم يأت الفريق على صديق الى براغ ؟ . هل فكر فى على صديق مره , ام كنت انا احد الارقام التى مرت عليه فى عمله ؟ .
    لقد كانت والدتى تتألم عندما عرفت اننى لا يمكن ان ارجع الى السودان فى سنين مايو الاولى , كما تألمت عندما ذكر لها بعض النساء باستخفاف بان ابنها قد صار عتالى فى السويد , فقالت قصيده قصيره مرتجله اذكر منها ..
    مالو شوقى ما راجل دخل مينا
    وما مده ايدو وقال لراجل ادينا

    شوقى ....
    __________________



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de