الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 10:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-20-2010, 05:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. (Re: Alshafea Ibrahim)

    الاخ الشفيع
    تحياتى
    حكاية المبيدات الفاسدة دى اول مرة اسمع بها امس الاول والتفاصيل مجهولة حتى الان واتمنى ان تكشف لنا كل الحقائق لان الاجرام واستغلال انسان الجزيرة وصل مداه ..
    مهما تكونت لجان التحقيق وعملت وبحثت فانها محاطة بعناصر الفساد من كل الاتجاهات وكما قلت لن يسفر التحقيق عن شىء وسوف تتم ترقية المجرم واعطائه حوافز بما فيها بعثة حج سياحى وداهية فيكم وفى وطنيتكم المزعجة دى

    لكن اعطيك هدية قيمة هنا كتبها احد الغيورين على المشروع وتعتبر دراسة جاهزة لنيل درجة الدكتوراة لو عادت الشهادات كما كان زمان تعطى لمن اتى برؤية جديدة وكشف عن خبايا علمية جديدة

    اقرا معى


    هذا التقرير "الإدانة"، سيلاحقكم أينما ذهبتم !!!.


    الحلقة الأولى




    صديق عبد الهادي

    [email protected]



    تناول العديد من الاقتصاديين السودانيين والعديد من المهتمين بقضايا السودان الوطنية ما حدث ويحدث الآن في مشروع الجزيرة بإعتبار ان ما جرى يمثل احدى الجرائم الكبرى في تاريخ السودان المعاصر مثله والحرب في الجنوب ووقوف البلاد على حافة الانفصال، مثله والحرب الدموية الظالمة في دارفور كذلك. لا غرو ان منهم منْ كتب بعاطفة جياشة ضاع بين ثناياها بعض من مقاصد توصيل الحقائق عن أبعاد الجريمة التي ارتكبت في حق المشروع وحق أهل الجزيرة، ولكن هناك أيضاً ، وبكل تأكيد، منْ كتب بموضوعية سارداً الحقائق في علميةٍ وتجردٍ حقيقيين. ومن بين اولئك يحتل اعضاء اللجنة التي قامت بصياغة تقرير "مشروع الجزيرة... الحالة الراهنة وكيفية الإصلاح" مكانهم اللائق. هذا اقرار تمليه ضرورة "التجرد" نفسها التى تحلى بها افراد تلك اللجنة، هذا من جانب، اما من الجانب الآخر وبصدد القضايا المرتبطة بتطور وتاريخ مشروع الجزيرة أُعد الكثير من التقارير المتميزة والمهمة، إن كان بواسطة لجان محلية او منظمات عالمية مثل البنك الدولي، والفاو وغيرهما، او بواسطة لجان مشتركة من إختصاصيين محليين ودوليين. فمن بين كل هذه التقارير سيظل هذا التقرير الذي نحن بصدده احد اهمها، إن لم يكن الاميز من بينها جميعاً. وذلك لثلاثة اسباب:

    أولاً/ ان كل اعضاء اللجنة عملوا بالمشروع وكانت لهم علاقة وطيدة به ومن مراكز مهنية وإدارية رفيعة، وذلك امر لم تغفل اللجنة نفسها ضرورة ذكره في قلب تقريرها، مما اضاف الكثير من الثقل والمصداقية على محتواه حيث ذكرت، "اللجنة سوف تعكس بكل علمية وتجرد ثم تجري تحليلاً لكافة القضايا المطروحة بناءاً على تجربة المشروع الطويلة ما قبل عام 2005م، وما يجري بعد ذلك، ثم تخلص إلى رؤية تساعد على الخروج من الواقع الذي يعيشه الآن المشروع مستخدمة الخبرة الثرة التي تراكمت لدى اعضاء فريق الدراسة حيث أن جميعهم لهم سابق خبرة مع مشروع الجزيرة وفي فترات مختلفة"، (التقرير ص 6).

    ثانياً/ ان البعض من اعضاء لجنة التقرير إن لم يكن أغلبهم، كما يعلم الناس، معروفون بخلفيتهم الاسلامية. وهذه حقيقة لها وزنها واهميتها خاصة حين العلم بانهم آثروا قول الحق في زمن تعدى فيه الاسلاميون على كل حق للحد الذي كادوا فيه ان يوهموا الناس بانهم، اي الاسلاميون، هم المقصودون بـ"خلافة الأرض" لوحدهم لا سواهم !!!.

    ثالثاً/ وهذا هو الاهم، أن هذا التقرير يكاد ان يكون التقرير الوحيد الصادر من جهةٍ مكلفةٍ من قبل "السلطان" ويجئ متضمناً لحجم التجاوزات والدمار بالأرقام وبالشواهد، ومحدداً للجهات المسئولة عنه. هذا منحى غير مألوف في تاريخ اللجان الرسمية وتقاريرها في ظل السلطات الباطشة والمتعسفة، وغير الديمقراطية!!!. ولكن هذا المنحى بقدر ما انه كان السمة المائزة لهذا التقرير إلا انه وفي الوقت نفسه كان القشة التي قصمت ظهر الاهتداء به، بل وقد اصبح ذلك المنحى من الشفافية سبباً كافياً لطمره ودفنه!!!.

    لابد من مقدمة تساعد على فهم أبعاد ما ورد فى هذا التقرير والذي يمثل وثيقة إدانه لسلطة الانقاذ التي تكتمت عليه بالرغم من انها قامت، وهي ممثلة في والي ولاية الجزيرة الزبير بشير طه ووزير الزراعة عبد الحليم المتعافي، "بتكليف" هذه اللجنة و"مباركة" شروعها في إعداده. ومعلومٌ، انه قد تمّ إنجازه وتسليمه بالفعل في يوليو 2009م.

    والمقدمة التي نقصدها، هي ان الحركة الاسلامية السودانية حين اعدت العدة لاجل الاستيلاء على السلطة بالقوة في السودان كان أن إعتمدت دعامتين اساسيتين ليقوم عليهما إحكام السيطرة، الاولى في الجانب السياسي وهى إعتماد العنف الدموي بلا هوادة وإستخدام وسائل التعذيب بلا رحمة ضد الجميع وذلك لإهانة ولكسر ارادة اي معارضة للتغيير. والدعامة الثانية في الجانب الاقتصادي، وهي إعتماد سياسة "التمكين"، وهي سياسة ذهبوا بها إلي حدود ما بعد مصاف النهب والسلب، ولحدٍ تقاصرت عنه تجربة السودانيين التاريخية تحت السيطرة الاستعمارية للإدارة التركية البغيضة.

    فالذي حدث في مشروع الجزيرة حدث في إطار هتين الدعامتين، ثمّ ان التجاوزات المهولة والصادمة في حق بنياته الاساسية وممتلكاته العينية التي وردت في هذا التقرير لا تجد تفسيرها هي الاخرى إلا في ذلك الاطار نفسه. وقبل الغوص في التقرير وإضاءة ما ورد فيه تجدر الاشارة إلى ان تجربة الحركة الاسلامية خلال العشرين سنة الماضية لم تورث غير التخريب السياسي والعنف في الجانب الاول ولم تنتج غير التخريب الاقتصادي والإنهيار في الجانب الثاني. وذلك شيئ لم يتخط، بالقطع، في حدوثه حدود تجربة الحركة الاسلامية الضيقة بل كان محكوماً بمحدوديتها، لان التجربة لا تقاس بمقياس عمر التنظيم من السنوات لوحده، بقدر ما انها تعتمد ولحد كبير على التجربة في ايٍ من حقول النشاط كانت وفي أيٍ من ميادين الممارسة أكتسبت؟، ولهذه الحقيقة بالذات تعزى كيفية إدارة الحركة الاسلامية للبلاد وبعقلية "الطلبة"!!!، حيث يبهت ويتواضع الحس بعظم المسئولية ويضعف التقدير لحجم الكارثة. وذلك بالضبط ما كشف عن جزء منه تقرير هذه اللجنة في فضحه لتعامل سلطة الانقاذ مع قضية مشروع الجزيرة.

    إن الملاحظة الدقيقة الاولى التي وردت في التقرير هي ان قانون مشروع الجزيرة الجديد الذي تمت إجازته في العام 2005م لم يجر تطبيقه حتى وقت كتابة تقريرهم، اي ان اربع سنوات مرت على المشروع دون الاحتكام لاي قانون، حيث قال التقرير في صفحة (6) "وخلاصة القول ان المشروع فقد البوصلة تماماً لا النظام القديم يجري تطبيقه (وقد تمّ إيقافه تماماً)، ولا النظام الجديد يجري تطبيقه، حيث تعترضه معضلات ومشاكل إستعصت على الحل، وربما كل عاقل كان يعلم خطل ما يجري قبل وقوعه."

    هذه الملاحظة المهمة لا يمكن المرور عليها عابراً. فهذا الوضع "اللاقانوني" كان مقصوداً وبترتيبٍ كامل لاجل خلق حالة من الفوضى وبث مناخ من اليأس يسهل فيه الخروج على ما الفه الناس والمزارعون بالتحديد فيما يتعلق بسير العمل الزراعى والانتاج في المشروع. وبالفعل قد نجحت هذه السياسة حيث انها خلقت وضعاً اشبه بوضع الزراعة الآلية المطرية خارج التخطيط!!!. قد يعلم الناس ان الزراعة المطرية الآلية المخططة تخضع لقانون المؤسسة العامة للزراعة الآلية ولقوانين الاستثمار المختلفة غير ان الزراعة الآلية خارج التخطيط فتتم ممارستها بوضع اليد مما اصبح تقليداً سائداً ادى بالفعل إلى انهيار كامل القطاع الزراعي الآلي المطري. وذلك وضعٌ تمت بالفعل إعادة تطبيقه في مشروع الجزيرة من خلال الحالة التي اشار إليها التقرير.

    كانت سلطة الانقاذ ترتب لتهيئة الوضع الاقتصادي المتردي في مشروع الجزيرة، بل ولتهيئة الوضع النفسي نتيجة اشاعة ذلك الجو من الاحباط، وهي تهيئة مطلوبة لتمرير كل السياسات التي تم التخطيط لها مسبقاً غض النظر إن كانت تلك السياسات ذات صلة بقانون المشروع الجديد لعام 2005م، ام خارجه!!!.

    إن الفترة التي يشير إليها التقرير شهدت أسوأ سنوات المشروع إدارياً وإقتصادياً. فقد كان المشروع جسداً مفصول الرأس. كانت إدارته في مدينة بركات لا علاقة لها بما يجري في المشروع او فيما يخص العمل اليومي والعملية الانتاجية بمجملها، لانها كانت في حقيقة الامر مستوعبة تماماً في تآمرها مع الحكومة المركزية والنافذين فيها لوضع الخطط الكفيلة بتصفية المشروع، بعد ان غدا ذلك هو هدفها الاساس وفقاً لقانون العام 2005م. وعلى هذه الخلفية، فإن بيع المليون فدان للمصريين، مثلاً، لم يكن مفاجئاً بقدرما انه مثَّلَ خطوة مهمة في إصطفاف المدافعين عن وجود المشروع وحق اهله، وساهم في وضع الصراع مع الراسمالية الطفلية الاسلامية وسلطتها السياسية في مجراه الحقيقي والصحيح.

    ------------------------

    هذا التقرير الإدانة، سيلاحقكم أينما ذهبتم !! ..

    بقلم: صديق عبد الهادي
    الأحد, 10 تشرين1/أكتوير 2010 19:36
    مقال الاحد


    الحلقة الثانية

    [email protected]

    أشرنا في الحلقة الاولى إلى البعض من الحقائق التي تسند ما ذهبنا إليه في شأن الموضوعية التي تحلى بها تقرير اللجنة التي عُرفت بلجنة "بروفيسور عبد الله عبد السلام"، وتقريرها الذي عُرِفَ هو الآخر بعنوان "مشروع الجزيرة...الحالة الراهنة وكيفية الإصلاح". وتلك الحقائق كان اقلها إرتباط أعضاء اللجنة بمشروع الجزيرة حيث عملوا فيه ومن مواقع مختلفة. واشرنا كذلك للملاحطة الدقيقة التي افترعت بها اللجنة تقريرها وهي أن عاش المشروع فترة اربع سنوات بالتمام والكمال دون ان يكون محكوماً بأي قانون، بالرغم من إجازة المجلس الوطني لقانون مشروع الجزيرة لسنة 2005م ، ومصادقة رئيس الجمهورية عليه. والفترة المقصودة التي عاشها المشروع وشهدها اهل الجزيرة من مزارعين وعاملين مرتبطين بالعمل الانتاجي في المشروع، هي تلك الفترة التي إمتدت من سنة 2005م إلى 2009م. وقد اشرنا إلى ان خلق ذلك الوضع كان مقصوداً ومخططاً له بواسطة حكومة الانقاذ وبمساندة أذرعها الخفية والمرئية، إن كان أن مثَّلتها إدارة المشروع او جسَّدها إتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل العميل وغير الشرعي!!!. عليه لابد لنا، وبل من حق الناس علينا ان نكشف الدوافع ونبين المرامي التي تمّ تحقيقها نتيجة لخلق ذلك الوضع "العجيب" في المشروع!!!.
    إن خلق ذلك الوضع من "الفراغ القانوني" الذي ساد مشروع الجزيرة لفترة اربع سنوات، كان كافياً لتتمكن الرأسمالية الطفيلية الاسلامية من إكمال ما بدأته سابقاً من إعتداء على اصول المشروع ومن ثمّ مصادرة كامل ممتلكاته، وذلك ببيعها لمحسوبي النظام ولنافذيه من الراسماليين الاسلاميين!!!. قدمت اللجنة في تقريرها رصداً دقيقاً لممتلكات المشروع حيث انها اوردت في جانب العقارات فقط ان مشروع الجزيرة كان يمتلك 6,943 عقاراً بما فيها العمارتان الكائنتان بمدينة بورتسودان. وهذه الاحصائية تشمل المكاتب والسرايات والورش وغيرها، ولكنها، بالقطع، لم تشر إلى العقارات الكائنة بمدينة مانشستر في المملكة المتحدة والتي وردت في كتابات بعض المهتمين والمتابعين، الذين ذهبوا للقول بأن ملكيتها آلت لعائلة احد رموز سلطة الانقاذ!!!.


    أورد التقرير أنه ومن ضمن هذه العقارات تصل قيمة المنازل والورش التابعة لسكك حديد الجزيرة لوحدها مايقارب الـ 25 مليون دولار!!!. اما القيمة الحقيقية لسكك حديد مشروع الجزيرة في مجملها، والتي تمّ بيع قضبانها وقاطراتها وعرباتها عن طريق الدلالة بإعتبار انها خردة، قد بلغت 225 مليون دولار!!!. ففي حديث سابق مع الشيخ الجليل شيخ عبد الله الشيخ احمد الريح، "أزرق طيبة"، كان ان قمنا بنشره في العام 2009م، أشار بانه قد نما لعلمهم بانه قد تمَّ التصرف ودون وجه حق في كامل الآليات والمعدات التي قامت بإحضارها إلى السودان من بريطانيا شركة "اتش بي إي" التي كان مناطاً بها إعادة تأهيل سكك حديد الجزيرة. إن الذي ورد في هذا التقرير الذي نحن بصدده الآن يؤكد ما ذهب إليه شيخ عبد الله "ازرق طيبة" في حديثه ذاك!!!. ولكن تصل الدهشة مداها حين العلم بأن الحكومة وبموافقتها على، وبإشتراكها في السطو على مرفق سكك حديد الجزيرة ، وقد أكد التقرير كذلك، كانت تطأ وبكلتا قدميها على قرارها الرئاسي رقم 308 لسنة 2006م بتاريخ 20/8/ 2006م، والقاضي بان يتم تكوين او تأسيس شركة مساهمة لسكك حديد الجزيرة اطرافها حكومة الولاية، مشروع الجزيرة والمواطنون. وهنا لابد من الاشارة إلى ان جذر ذلك القرار الرئاسي يرجع في اصله إلى ما قدمته لجنة دكتور تاج السر مصطفى من توصيات، في عام 1998م، تضمنت تحويل كل مشروع الجزيرة، وليس فقط أحد مرافقه، إلى شركة مساهمة!!!. ولقد كانت تلك اللجنة، وبحق، اللجنة الاسوأ في تاريخ مشروع الجزيرة، لانها هي وليست سواها، التي فتحت الباب على مصراعية للمؤسسات التي كانت تتربص بمشروع الجزيرة وعلى رأسها البنك الدولي. وقد مهدت فعلاً وليس قولاً الطريق لتلك المؤسسات لتعمل على اصدار قانون سنة 2005م سيئ الذكر.


    يقول التقرير في صدد ما تمَّ من تعدي على سكك حديد الجزيرة ، "فرأينا كيف بيعت قاطرات عاملة(بنظام طن الحديد خردة؟)، فتم تدمير مرفق حيوي هام يصعب إعادته ثانية، فأعقب هذا سرقة منظمة ونهب لكل مقتنيات سكك حديد الجزيرة والآن البلاغات بالمئات. إنها النهاية المؤلمة والمأساوية" ـ التقرير ص 18 ـ.
    إن الاحصائيات التي قدمها التقرير حول ما حدث من نهب خاص بهذا المرفق في مشروع الجزيرة، اي ما جملته 225 مليون دولار، يبين ان الذي جرى لا يتفق حتى وما جاء في قانون سنة 2005م نفسه بخصوص موضوع اصول المشروع. وهو موضوعٌ قد شاب معالجة القانون له الكثير من الحيف والظلم ، حيث آلت ، ودونما سند، اصول المشروع للدولة ممثلة في وزارة المالية والاقتصاد الوطني، وذلك وفقاً لمنطوق البند (2)، المادة (4) من الفصل الثاني من القانون المذكور.


    إن إشارة تقرير اللجنة إلى حقيقة التناقض الفاجع بين ما ورد في القانون، برغم سوءه، وبين ما تمّ في واقع مرفق السكك الحديدية للمشروع، هي إشارة تفضح، وفي أدنى مستوياتها، الكيفية التي تدير بها الرأسمالية الطفيلية الاسلامية أمر الدولة في السودان، إذ أن اوامرها الرئاسية التي تصدرها وقوانينها التي تجيزيها هي غير معنية بها، وإنما تصدرها فقط لإضفاء هيبة كاذبة على وجودٍ كاذب للدولة نفسها!!!.


    إنه من اميز مما ورد في التقرير هو الإضاءة لبعدٍ غاية في الاهمية وهو إمكانيات التشغيل والتوظيف التي كان يوفرها المشروع منذ تأسيسه. قدم التقرير تقديراتٍ رصينة لمجمل القوى العاملة التي كان يستوعبها المشروع من مزارعين، وعمال زراعيين دائمين وموسميين وموظفين، والتي تصل جملتها إلى 300 الف عامل. وهذه التقديرات، بالقطع، لا تشمل القوى العاملة في المرافق الخدمية الاخرى التابعة للدولة ومنهم العاملين في مرافق التعليم، الصحة، الشرطة والجيش وفي السلك الاداري في كامل الولاية، وكذلك لا تشمل افراد اسر المزارعين الملتحقين بالعملية الزراعية في حقولهم. فإذا ما تمت مقارنة إحصائيات التخديم هذه بعدد سكان المنطقة والبالغ عددهم حوالي 6 مليون نسمة فإننا سنجد ان نسبة العمالة المنتجة في الجزيرة من اعلى النسب على مستوى البلاد. هذا الجانب ذو الإنعكاسات الاجتماعية المهمة الذي ابانته الإحصائيات الواردة في التقرير، غاب او بالاحرى تمّ تغييبه عمداً بواسطة الآخرين، والدليل الفاقع على ذلك التغييب هو ما إقترحه الاتراك في دراستهم التي إعتمدتها سلطة الانقاذ، والتي توصلت وبقدرة قادر إلى ان العمالة التي يتطلبها المشروع هي 328 عاملاً فقط!!!. (راجع النص الكامل لتلك الدراسة في كتابنا "مشروع الجزيرة وجريمة قانون 2005م"، الطبعة الاولى ابريل 2010م، الخرطوم).


    إنه، وبإضاءتها لذلك البعد الاجتماعي فقد اكدت لجنة "بروفيسور عبد الله عبد السلام" حقيقة مهمة، وهي ان مشروع الجزيرة في صميميته هو مشروع تنموى في الاساس اكثر منه مؤسسة إقتصادية ربحية في مقامها الاول.
    ومن جانبنا نضيف بأن تلك الحقيقة كانت، دائماً، هي الحد الفاصل بين الاطراف الاصيلة في الصراع التاريخي في مسار وتطور مشروع الجزيرة، حيث كان المزارعون والعاملون وكل اهل الجزيرة يقفون، دائماً وأبداً، على جانب التمسك بأن مشروعهم له علاقة بحياة الناس وإستقرارهم وتنميتهم، بينما على الجانب الآخر ظلت تعلو وترفرف راية تحويل المشروع لمؤسسة ربحية ، وهي راية ما برحت تقف تحتها تلك القلة من أرباب المصالح، ومن خلفهم دوائر راس المال الغربية. وقد لا يفوتنا القول بأنه وبفضل عملية الاحلال والابدال الاجتماعي القسري التي مارستها سلطة الانقاذ طيلة العشرين سنة الماضية فقد اصبحت الراسمالية الطفيلية الاسلامية هي تلك القلة من ارباب المصالح الآن!!!.


    وليس هناك من خاتمةٍ سديدة لهذه الحلقة أكثر مما جاء في تقرير لجنة "برفيسور عبد الله عبد السلام" حول مهزلة الدراسة التركية التي إحتفت بها حكومة الانقاذ وعلى ضوئها قامت بتصفية القوى العاملة في المشروع، فلقد كان التقرير موفقاً في قوله، " لا يصدق أحد ان مشروعاً بهذا الاتساع ومتعدد الاغراض يمكن ان يدار بهذا الفهم ضعيف المبنى، ضحل التصور، قاصر عن قراءة المستقبل. فالدراسة التركية التي خلصت إلى ان العمالة المطلوبة للمشروع 328 عاملاً تنمُّ عن سوء الفهم ومجانبة الواقع ومجافاة العلمية" ـ التقرير ص 21 ـ.
    ـــــــــــ.
    (*) نشرته الأيام في 10 أكتوبر 2010م.

    -------------------------


    هذا التقرير "الإدانة"، سيلاحقكم أينما ذهبتم -3- ...

    بقلم: صديق عبد الهادي
    الثلاثاء, 19 تشرين1/أكتوير 2010 20:43
    مقال الاحد

    الحلقة الثالثة وقبل الاخيرة
    [email protected]

    عرضنا في الحلقة الفائته، اي الثانية، وبتركيزٍ، لقضيتين هامتين تناولهما تقرير "لجنة بروفيسور عبد الله عبد السلام". الأولى، كانت هي قضية التصرف الجزافي في ممتلكات وأصول المشروع بذلك الشكل غير القانوني الذي وصل حد النهب والسرقة، وذلك ببيعها لمحظيِّ سلطة الانقاذ من الرأسماليين الطفيليين الاسلاميين، مما نتج عنه إستيلاؤهم وبالكامل على البني الاساسية للمشروع ، وواحدٌ من أمثلتها الحية مرفق سكك حديد الجزيرة الذي بيع على قاعدة "الحديد الخردة"!!!. أما القضية الثانية فهي مجزرة تصفية الخدمة المدنية بكل جوانبها الفنية والمهنية والإنتاجية وتشريد كل العاملين بمشروع الجزيرة. وهي التصفية الاكبر في تاريخ السودان. ولقد تمت الاشارة إلى حقيقة أنها أًنجزت ونُفذت على ضوء الدراسة التي تقدم بها الأتراك في هذا الشأن!!!. وفي كلتا القضيتين إنطوى نقد التقرير على بيناتٍ صلبة وإحصائياتٍ دقيقة اغنت علميته وأكدت موضوعيته للحد الذي جعل من الصعب جداً الطعن في مصداقيته هذا اولاً، او التقليل من جدواه ثانياً. وذلك بالقطع مما سنشير إليه في خاتم هذا العرض.
    التقرير و"مخاضة" أو "مخادة" قانون سنة 2005م، سيئ الذكر!!!:


    قدم التقرير نقداً للقانون في اهم جوانبه. واول تلك الجوانب كانت تجربة "روابط مستخدمي المياه". ويمكن في هذا المقام القول بأن فكرة "روابط مستخدمي المياه" كانت هي احد اهم الفوارق بين قانون 2005م وما سبقه من قوانيين في تاريخ مشروع الجزيرة. جاء نقد اللجنة عميقاً حيث انه لم يتوسل ما هو نظري بقدر ما انه إعتمد على واقع تجربة الري وكيفية إدارة التصرف في المياه في المشروع ، وهي تجربة وضح انها لا تنفصل عن مجمل الجوانب الفنية التي صمم عليها المشروع نفسه. ولقد اوضحت اللجنة بأن عملية الري وإدارتها التي تبدأ من تحت والى اعلى ليست بتلك البساطة حتى يتم تركها لنفر لا يربط بينهم تدرجٌ في المسئولية يعين فى التعامل مع قضية مثل قضية المياه، وفي مشروعٍ على قدر عال من الاهمية على كل المستويات، وفي وقت اصبحت فيه "المياه" قضية امن قومي ليست للسودان وحسب وانما لكل الدول المشاركة في حوض النيل، بل وللعالم حيث جاء في التقرير،" وأيضاً هناك سبب اساسي لم توضع له التحوطات اللازمة وهو ما يتعلق بطلب المياه، فقد ألغيّ دور مكاتب التفتيش الزراعية والتي كانت تقوم بعملية طلب المياه من اقسام الري في المنطقة المعنية. فهناك صعوبة حقيقية لطلب المياه بواسطة الروابط ولا توجد الآلية المناسبة لعملية طلب المياه كما كانت سابقاً، تتم عبر 114 مكتب تفتيش لـ 23 قسم مرة واحدة في الاسبوع (الثلاثاء) ويومياً حسب الضرورة أثناء فترة الخريف،

    والآن فإن وزارة الري تمد المشروع بالمياه إجتهاداً منها أو إستجابة للشكاوى الواردة لها وليس هناك طلب رسمي بكميات محددة من اى جهة حسب العقود الموقعة مع الروابط لان هذه الطلبات يفترض ان تتغير اسبوعياً حسب نمو المحاصيل مكاناً وزماناً". وتمضي اللجنة وتقريرها خطوة أبعد في نقد فكرة وتجربة الروابط وذلك بتسليط الضوء على ارث المشروع وعلى ما هو مجرب من نظمه فى مجال الري، " وحسب نظم الري المعمول بها منذ نشأة المشروع أن تتم طلبات المياه من الخلف إلى الامام بمعنى ان تجمع طلبات الاقسام الطرفية في نهاية المشروع وترسل إلى الاقسام التي امامها لتضاف إلى احتياجاتها ومن ثم ترفع إلى الاقسام الامامية قرب الخزان، وبعد تجميع كل إحتياجات المشروع تطلب بواسطة القنطرة الرئيسية عند الكيلو 57 من الخزان (على الترعة الرئيسية) من ادارة الخزان، وبعد تنفيذ طلبات المياه تأخذ الاقسام الامامية إحتياجاتها وتمرر الباقي للخلف ليأخذ كل قسم إحيتاجاته. هذه العملية توقفت بعد تنفيذ قانون عام 2005م، ولم تنشأ آلية جديدة لتحل محلها لذا هناك فوضى وإهدار للمياه بالمشروع، وقد ذكر السيد مدير خزان سنار أن المياه التي مرت من خلال الخزان خلال الموسم 2008 ـ 2009 قد تجاوزت الـ 36 مليون متر مكعب في اليوم الواحد وهذا يشكل خطورة حقيقية على الترعة الرئيسة للمشروع ويزيد عن الاحتياج الحقيقي بحوالي 8 مليون متر مكعب وفي هذا إهدار لمورد عزيز وغالي" ـ التقرير ص 27 ـ. هذا المقتطف المطول حتمته ضرورة تبيان الخطر الماثل من وراء التوقعات غير الواقعية وإعطاء دور لروابط مستخدمي المياه هو في واقع الامر اكبر منها ولا يمكن لها ان تطلع به بأية حال من الاحوال.



    جاء هذا النقد في شأن روابط مستخدمي المياه مختلفاً عن نقد متعدد قام به آخرون، ومن ضمنهم كاتب هذا المقال، حيث لم يكن نقدهم بعمق ما تضمنه تقرير هذه اللجنة. هناك ثلاثة ملاحظات متعلقة بنقد هذا التقرير لتجربة روابط مستخدمي المياه/
    اولاً/ على ضوء الحقائق والواقع الذي تعيشه حالة الري اليوم في المشروع يبدو انه لابد من إعادة النظر في دور وطبيعة روابط مستخدمي المياه، هذا إن لم يكن في وجودها نفسه، لانه قد وضح ان قضية المياه والري اكثر تعقيداً من ان يتم التصدى لها بواسطة أشكال تفتقر للتخصص العلمي والتأهيل الفني، وتلك متطلبات لايمكن المزايدة حولها.
    ثانياً/ وضح من تجربة السنوات القليلة الماضية ان العمل الذي تقوم به روابط مستخدمي المياه فعلياً حتى يومنا هذا هو اقرب لعمل الجبايات منه لاي شيئٍ آخر، بل وانه وبإستقدام شركة الهدف الامنية التابعة للنافذين من الرأسماليين الطفيليين الاسلامين أضحت الروابط وهذه الشركة اقرب لان يكونا وجهين لعملة واحدة مما دفع بالروابط إلى خارج حيز العمل الذي كان مناطاً بها القيام به اصلاً. وهذا بدوره يعضد مما جاء في النقطة السابقة حول دور وطبيعة وجدوى روابط مستخدمي المياه!!!.
    ثالثاًً/ يبدو من الإضاءات الواردة في التقرير حول مسألة الروابط أن إستشارة ذوي الدراية والخبرة لم تكن ركناً اساساً في صياغة قانون 2005م، خاصة فيما يتعلق بإدراج فكرة روابط مستخدمي المياه، وإلا لما تمّ إغفال مثل تلك الملاحظات بالغة الخطورة في شأن الري وقضية المياه التي لخصتها اللجنة بالاستناد إلى ما كان حادثاً في المشروع، هذا من جانب التطبيق.


    أما من ناحية التنظير فهناك العديد من الاستفهامات، ومن بينها ذلك السؤال الذي اوردناه من قبل في التعقيب على المقالات الموسومة للدكتور سلمان محمد احمد سلمان، خبير البنك الدولي المعروف، حول مشروع الجزيرة، والمنشورة في يونيو 2008م، وقد جاء فيه، "نعلم أن د.سلمان واحدٌ من المنظرين على مستوى العالم لمسألة المياه ولروابط مستخدميها على وجه الخصوص. التساؤل هو كيف سيتسنى له حل التناقض أو بالسوداني حل "الشِبْكة"، على الأقل، على المستوى النظري بين حُلمِه بأن تضع "روابط مستخدمي المياه" وبما لها من طبيعة تضامنية وتعاونية مسألة المياه بين أيدي المنتجين والعامة من الناس، وبين مبدأ سياسة الخصخصة التي يتبناها البنك الدولي كوسيلة للتعديل الهيكلي للاقتصاد ويحاول بشتى السبل الضغط على الدول النامية والفقيرة الإلتزام بها كشرط لمنح المساعدة؟. أسأل هذا السؤال واضعاً في الإعتبار طبيعة الملكية الحالية للأرض والحواشات في مشروع الجزيرة، والتي تؤهله دون شك لتطبيق فكرة روابط مستخدمي المياه حيث يوجد حوالي 128 ألف مزارع. وذلك وضعٌ ستلغيه الخصخصة حين يصبح المشروع مملوكاً لمؤسسات رأسمالية ضخمة محدودة العدد!!. وأمر خصخصة مشروع الجزيرة أصبح اليوم ممكن الحدوث أكثر من أي وقتٍ مضى وبنص قانون سنة 2005م الذي إستند في صياغته على توصيات البنك الدولي".(راجع كتاب مشروع الجزيرة وجريمة قانون 2005م، (ص100- 101).


    ومن الملاحظات الدقيقة التي ابداها أعضاء اللجنة في تقريرهم أن "قانون مشروع الجزيرة لعام 2005م لم يحدد اجلاً او قيداً زمنياً لمجلس الإدارة وهو من الامور البديهية مما يدل ان القانون وضع على عجل" (التقرير ـ ص 28). وهذه ملاحظة لا يمكن غير الاتفاق معها وخاصة فيما يتعلق بـ"وضع القانون على عجل" وهناك شواهد أخرى عديدة على ذلك أقلها عدم تفصيل القانون فيما يخص اصول المشروع وعدم إعترافه بأن هناك ممتلكات خاصة من تلك الاصول تابعة للمزارعين وبسندات توضح اسهمهم الفردية فيها!!!.
    ومن ضمن قضايا كثيرة تتفاوت في اهميتها تعرض التقرير لما سُميّ بمبدأ "إختيار المحاصيل" وخلص إلى انه يتعارض مع طبيعة المشروع والاسس التي قام عليها تصميمه.
    وفي ختام هذه الحلقة لابد من التوضيح بأن موضوعة "روابط مستخدمي المياه" حظيت بالتوقف المطول والتناول الخاص لان الفكرة نفسها وتطبيقها في مشروع الجزيرة مثَّلا واحدة من اوجه الاختلاف بين قانون سنة 2005م والقوانيين الاخرى التي تمّ العمل بها في مشروع الجزيرة منذ إنشائه. وقد كان نقد اللجنة لها هو الاكثر دقة بحسب ان اعضاء اللجنة إتخذوا من تجربة المشروع في الثمانين عاماً الماضية معياراً في الحكم عليها وذلك كان، بالقطع، منحاً اكثر موضوعية من سواه.
    ـــــــــــــــ.
    (*) نشرته الايام في يوم الأحد الموافق 17 أكتوبر 2010م.
    -----------------

    ]هذا التقرير "الإدانة"، سيلاحقكم أينما ذهبتم !!! ...
    صديق عبد الهادي
    الإثنين, 25 تشرين1/أكتوير 2010 19:45
    هذا التقرير "الإدانة"، سيلاحقكم أينما ذهبتم !!! (*)
    الحلقة الرابعة والاخيرة
    [email protected]

    ملاحظات نقدية حول التقرير /


    اوضحنا في الحلقات السابقات كل المناحي التي اصاب فيها التقرير، وكذلك القضايا التي طرحتها اللجنة وبتلك الشجاعة المهنية مما اهَّل التقرير ولجنته ليتبوءا مكانهما في تاريخ معالجة القضايا المتعلقة بمشروع الجزيرة سيما وفي هذه الفترة الحرجة من تاريخه، إذ هي وبكل المقاييس تمثل حداً فاصلاً في ان يكون المشروع او لا يكون. وقد تمثل، بالقدر نفسه، نقطة تحول في تاريخ السودان الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. ولكن وبالرغم مما حفل به التقرير من موضوعية، ومما حظِيَ به من رضا لكلٍ ممنْ إطلع عليه، بالطبع، إلا منْ في ذائقته سقمٌ، إلا اننا نرى ان هناك بعض الملاحظات النقدية يستوجب علينا القول بها في شأن هذا التقرير. وتتعلق تلك الملاحظات بثلاث مسائل. الاولى تتصل بقضايا أُخرى هامة وضاغطة، الثانية خاصة بموقف التقرير من قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005م، اما الثالثة فتتعلق بموقف التقرير من قضية تحديد المسئولية في جريمة إنهيار المشروع.


    () القضايا الهامة التي غفلتها اللجنة/


    إتبعت اللجنة التقاليد البحثية الفاعلة والمعروفة في الحصول على المعلومة وفي الوقوف على الحال، حيث انها قامت بزيارات ميدانية ولفترة طويلة، كما ورد في التقرير، وفيها إلتقت بكل منْ يهمهم الامر من أعضاءٍ لإدارة المشروع ومدراء اقسام ومفتشين ومزارعين وممثلي نقابات، إستأنست بآرائهم وبمفيد تجربتهم، إلا ان اللجنة وفيما يبدو انها لم تخرج هي الاخرى من تقاليد اللجان السابقة إن كانت الحكومية المحلية او الاجنبية في إسقاطها مقابلة ذلك القطاع ممنْ هم جزء من المشروع، أي العمال الزراعيين، أولئك الذين يعيشون في "الكنابي" المنتشرة على طول المشروع وعرضه. نعم، هناك فارق كبير بين الوضع التاريخي للعمال الزراعيين وبين وضع المزارعين بشكلٍ عام، إلا ان تجربة كلا الطرفين لا تنفصل عن بعض، وخاصةً ما يربط من قضايا ومصير مشترك بين العمال الزراعيين وفقراء المزارعين.

    إن قيمة آراء العمال الزراعيين لا تقل، بأي حال، عن آراء الفئات الاجتماعية الاخرى التى تكوِّن مشروع الجزيرة، بالرغم مما يميز تجربتهم. فالعمال الزراعيون، وجودهم ليس وجوداً طارئاً وإنما هم جزء من هذا المشروع ويرجع وجودهم فيه، كما هو معلومٌ، لاكثر من ثمانين عام، وذلك هو، بالقطع، عمر المشروع. ساهم العمال الزراعيون في بناء المشروع، بل في بقائه إلى يومنا هذا، وتلك حقيقة كاملة السطوع. لم تكن مساهمتهم تقتصر على العملية الانتاجية وحسب وإنما أثروا التنوع الاثني والثقافي في المشروع وتلك هي واحدة من المميزات التي جعلت منطقة الجزيرة مثالاً للتسامح والتعايش السلمى الذي إفتقدته وتفتقده مناطق اخرى من السودان، بل انه لو تمّ بالفعل استلهام تجربة التنوع الإثني والتساكن الاجتماعي في منطقة الجزيرة لكان ان تمّ تفادي الانهيار الوشيك والمحدق بالدولة السودانية اليوم.

    إن تجاهل العمال الزراعيين والذي ظلت ممارسته هي ديدن جل اللجان التي إهتمت بالمشروع، هو تجاهلٌ يند من منطلقاتٍ متباينة، وصلت عند بعضهم حد القول بأن "اهل الكنابي" يمثلون قنبلةً موقوتة!!!، وذلك بالتأكيد قولٌ بغيض. لا اقول ذلك في حق هذه اللجنة، إلا انني لم اجد سبباً واحداً يمكنني تمحله لتبرير عدم وقوف اللجنة عند مداخل "الكنابي" كما فعلوا في القرى وفي ما تبقي من مكاتب واقسام المشروع، خاصة وأن اعضاء اللجنة ليسوا فقط خبراء عملوا في المشروع مؤقتاً بحكم المنصب، وإنما هم أبناء المشروع ترعرعوا فيه، وإختلفوا على مدارسه، وتمشوا في اسواقه، بل و"سمَّكوا" فوق "ترعه" و "كناراته"!!!.
    إننا لا نرمي النقد جزافاً ولكن أعضاء اللجنة اوردوا انفسهم ذلك المورد بقولهم، "وعلى مدى الثلاثة شهور الماضية قامت اللجنة بالعديد من الزيارات واللقاءات والتي شملت معظم اصحاب الشأن فيما يلي إدارة المشروع وما يدور فيه من نشاط زراعي وما هو مرتبط به" (التقرير ص 5). وبعد هذا القول فصَّلت اللجنة كل الجهات التي قامت بالالتقاء بها والتحاور معها غير مشيرة لاهل "الكنابي". فإن لم يكن "اهل الكنابي"، اي العمال الزراعيين، لهم علاقة بـ "شأن" مشروع الجزيرة، فما مقياس صاحب "الشأن" عند اللجنة إذن؟!!!.


    تطرق التقرير لقضايا مهمة مثل التمويل والتسويق وبالرغم من انه لم يقف عندها بقدر اهميتها، إلا ان هناك قضايا قد تكون في ذات المستوى من الاهمية إن لم تكن الاهم، لم يتعاطاها التقرير قط لا من قريب او بعيد، ومن تلك القضايا قضية التأمين الزراعي، والذي تديره وتستحوذ عليه شركة شيكان للتأمين. وهي التي اصبحت، أي شركة شيكان، وبفضل النفوذ السياسي للحركة الاسلامية، لا يعلى عليها. اضحى مجال التأمين الزراعي بالنسبة لهذه الشركة "إقطاعاً" بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى. لم تعر لجنة التقرير إنتباهاً لهذه القضية المفصلية التي اصبحت في يومنا هذا، بالنسبة للنشاط الزراعي، لاتقل في اهميتها ووزنها عن قضية الري والتمويل والتسويق. ما كان للتقرير أن يخلو منها.( ستكون قضية التأمين الزراعي هي مجال بحثنا في المقالات القادمة).


    () موقف التقرير من قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005م/


    لاشك في ان التقرير تضمن نقداً رصيناً لقانون مشروع الجزيرة لسنة 2005م وفي اهم جوانبه، بل انه خلخل الارضية التي يقوم عليها القانون وخاصة فيما يتعلق بالتعامل مع البنيات الاساسية للمشروع،وروابط مستخدمي المياه. وقد كان نقدهم لهذه الاخيرة هو الأرفع ، ولكننا نجد ان اللجنة ارجعت، وبدون توضيحٍ يذكر، فشل الروابط إلى كيفية إنشائها !!! حيث قالت، "وبغض النظر عن رأي هذا التقرير في قيام الروابط اصلاً فإن كيفية إنشاء هذه الروابط هو سر فشلها".(التقرير ص 33). إن الطريقة او الكيفية التي تقوم بفضلها الروابط قد تكون هي الجانب المشرق الاوحد في مسألة الروابط بمجملها، حسب الفكرة في أصلها، لان اختيار عضويتها يتم بشكل ديمقراطي من قبل المزارعين بحسب أنها تنظيم مزارعين، حيث ورد في نص القانون، الفصل الاول، المادة (3)،" رابطة مستخدمي المياه: يقصد بها تنظيم المزارعين الذي يضطلع بمهام حقيقية في إدارة وتشغيل وإستخدامات المياه". لم توضح اللجنة كيف تكون "كيفية إنشاء الروابط" هي سر فشلها؟!. في حقيقة الامر لم تكن اللجنة في حاجة للحديث عن تلك "الكيفية" لان ذلك يضعف نقدها للفكرة الأصل، وليتها لو إكتفت برصانة ما اوردته في عجز تلك الفقرة حيث قال، " أضف الى ذلك ان طبيعة الرى داخل المشروع لا تساعد قيام مثل تلك الروابط اصلاً، فتصميم شبكة الري ليست بالمرونة التي تتيح التدخل غير المدروس الذي يناقض طبيعتها وطريقة إدارة الرى داخل تلك الشبكة المعقدة" (التقرير ص33).


    في سياق نقدها للقانون تحاشت اللجنة ان تحدد موقفاً واضحاً من مسألة إنتزاع الاراضي من مالكيها على اساس قاعدة " المصلحة العامة" المفترى عليها!!!. إكتفت اللجنة بإشارتين فقط في هذه القضية تاركة الامر للقراءة بين السطور. اشارتها الاولى هي انها، اي اللجنة، ترى ان موضوع تمليك المزارعين لحواشاتهم لمدة 99 عاماً هو امرٌ،" ليس له تاثير كبير على العمليات الزراعية بالمشروع وكذلك الانتاج والانتاجية" ( التقرير ص 33). أما الاشارة الثانية فهي الموقف من ايجار الاراضي حيث انها ترى "أن يتم فوراً رفع الايجارة إلى قيمة مناسبة ثم النظر في كيفية معالجة الفترة الماضية"( التقرير ص33). فإن اكتفى اعضاء هذه اللجنة بدعوتنا للقراءة فيما بين السطور فهناك منْ في مصافهم ولم يكتف بذلك حين قالها صراحةً، "إذا سلمنا جدلاً بأن الصالح العام قد اقتضى ذلك ، فهل كان الصالح العام غائباً عند إنشاء المشروع أم جاء الآن نظام عادل يراعي الصالح العام،

    وهو ما لم يحدث وما يكذبه الواقع المعاش المتمثل في إستغلال قانون الصالح العام وتوظيفه للتدمير لا للبناء كما كان الحال في الفصل الجماعي من الخدمة وتشريد الاسر وقطع الارزاق وتدمير الخدمة المدنية، الشيئ الذي يدحض هذه الحجة"( راجع مقال السيد عبد الله الزبير ، محافظ مشروع الجزيرة سابقاً، تحت عنوان "وقفات مع قانون الجزيرة لسنة 2005م").
    على اية حال لابد لنا من القول وبشكل مباشر، وقد لا يكون ذلك فائتاً على اعضاء اللجنة، أن المسألة وما فيها هي خصخصة المشروع وإنتزاعه من اهله، وذلك هو محتوى وهدف قانون سنة 2005م النهائي!!!. إذن فإن الحديث من نوع "ان قانون مشروع الجزيرة لعام 2005م تمت صياغته بصورة جعلته حمَّال اوجه مما اتاح لعديد من قيادات المشروع وغيرهم تفسيره كل حسب رؤيته الخاصة، وإن لم نحسن الظن نقول كل حسب هواه."(ص 28)، او مثل الخلاصة والتوصية بـ" معالجة الآثار السالبة التي تسبب فيها قانون مشروع الجزيرة لعام 2005م مع تعديل القانون بما يتماشى وهذه المعالجات...الخ" (3)، كلها اقوال لن تجد فتيلا!!!. فالحل الوحيد هو إلغاء هذا القانون السيئ لأنه، وليس غيره، مثّلَ ويمثِّلُ الخطوة الاولى في تلك الحملة "العنصرية" "المقدسة"، ألا وهي حملة "الاقتلاع من الجذور" لكل اهل المنطقة. إن الخلاصات الامينة التي توصلت إليها اللجنة في هذا التقرير واوصت بها تتناقض ووجود قانون سنة 2005م!!!، وذلك بالقطع كان السبب من وراء حجب هذا التقرير عن اهل السودان عامة واهل الجزيرة بشكلٍ خاص، ولكن هيهات!!!.
    () موقف التقرير من قضية تحديد المسئولية في جريمة إنهيار المشروع/


    تضمن التقرير، وكما اشرنا من قبل، جزءاً كبيرأً من تفاصيل التخريب الذي لحق بالمشروع مما اضاء جوانب مهمة من جريمة إنهيار مشروع الجزيرة. مما لاشك فيه أن إستهداف المشروع لم يبدأ بتطبيق قانون سنة 2005م وإن يكن قد مثَلَ الخطوة الابعد في ذلك الاستهداف. إن الاستهداف كان نتاجاً تراكمياً، فمثلما كان قانون 2005م خطوة حاسمة فإن قانون سنة 1984م كان هو المقدمة المنطقية لاخذ تلك الخطوة الحاسمة، وذلك بإلغائه لمبدأ الحساب المشترك الذي كان يحكم علاقات الانتاج في المشروع، فالدولة بكل إداراتها بما فيها إدارة مشروع الجزيرة كان لها نصيبها في تلك العملية التراكمية. فأعضاء لجنة التقارير ساهموا هم انفسهم بقدر او بآخر فيما وصل اليه حال المشروع وذلك بحكم مسئولياتهم التي تولوها والتي كانت وثيقة الصلة بمشروع الجزيرة، برفيسور عبدالله عبد السلام كان مديراً عاماً لمشروع الجزيرة سابقاً، د. احمد محمد آدم وكيلاً لوزارة الري والموارد المائية سابقاً، دكتور عمر عبد الوهاب مديراً للادارة الزراعية بالمشروع ووكيلاً لوزارة الزراعة والغابات سابقاً، وأخيراً د. مامون ضوء البيت الذي كان مديراً لمحطة بحوث الجزيرة فيما مضى. اولم يكن من الشفافية والعدل لو ان اعضاء اللجنة إنتقدوا ادوارهم التي لعبوها ومساهماتهم فيما آل اليه حال المشروع؟!، لانه لا يمكن ان يستلوا ايديهم من وحل تدهور المشروع كما السبيبة من العجين!!!.


    مما يستوقف القارئ في التقرير هو محاولة اللجنة تفاديها تقديم الانتقاد المباشر للسلطة لما إرتكبته في حق المشروع وأهله، كما فعلت مع إدارة المشروع وإتحاد المزارعين، ليس ذلك وحسب بل وصل الامر باللجنة للقول " عليه ترى اللجنة أنه لابد من تقصي الحقائق لمعرفة سر ما جرى وأن تعمل الدولة على إصلاح ما افسده الآخرون بإسمها" (التقرير ص 20). تتحدث اللجنة عن "الدولة" كما وأن تلك "الدولة" طلسم او شيئ غامض هبط على الوطن من السماء!!!. لابد من القول بوضوح أن هذه الدولة هي سلطة الانقاذ التي اسستها الحركة الاسلامية في السودان، قوامها والقوى المسيطرة عليها هي الرأسمالية الطفيلية الاسلامية (رطاس)، التي تهيمن الآن على كل مفاصل البلاد إقتصادياً وسياسياً وامنياً. وهي صاحبة المصلحة الحقيقية في خصخصة مشروع الجزيرة، ذلك الحُلم الذي لا تقوى على مقاومة الرغبة في تحقيقه ولو كان ثمنه القضاء على الاخضر واليابس.
    هذه الوجهة من التحليل الاقتصادي السياسي، واضحٌ ان اللجنة لم تكن معنية بها، بقدر ما انها مكتفية بالتوصيف ووضع الحقائق، ومبتعدة بذلك عن الذهاب في التشخيص إلى نهاياته والذي لا يمكن ان يكون مكتملاً، في حالة مشروع الجزيرة، بغير بيان القوى الاجتماعية ذات المصلحة فيما جرى ويجري.
    وفي الختام، لابد من القول بأن هذا التقرير ومهما إعتوره من نقصان سيظل واحداً من التقارير الموضوعية النادرة المهمة، ليس فقط لما إنطوى عليه من حقائق، وإنما لدقة الظرف التاريخي الذي جاء فيه. إنه واحد من الشهادات التي سيتزود بها أهل الجزيرة في تصديهم لحملة "الإقتلاع من الجذور"، تلك الحملة الظالمة التي تقودها الراسمالية الطفيلية الاسلامية.


    (عدل بواسطة الكيك on 10-26-2010, 05:18 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-18-09, 08:11 PM
  Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-18-09, 08:13 PM
  Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-18-09, 08:21 PM
    Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-18-09, 09:02 PM
      Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-18-09, 09:34 PM
        Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-19-09, 04:24 AM
          Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-19-09, 07:37 AM
            Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-19-09, 09:51 AM
              Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-19-09, 10:55 AM
                Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-19-09, 03:33 PM
                  Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. عمر عبد الله فضل المولى10-19-09, 03:47 PM
                    Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. Alshafea Ibrahim10-19-09, 04:12 PM
                      Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. أحمد الصديق10-19-09, 06:08 PM
                        Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-19-09, 09:41 PM
                          Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-20-09, 09:12 AM
                            Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-20-09, 10:10 AM
                              Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. Yousif A Abusinina10-20-09, 11:01 AM
                                Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-20-09, 03:07 PM
                                  Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. ibrahim alnimma10-20-09, 03:42 PM
                                    Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. سعد مدني10-20-09, 04:23 PM
                                      Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-20-09, 10:05 PM
                                        Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-21-09, 09:58 AM
                                          Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-21-09, 11:04 AM
                                            Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. Zoal Wahid10-21-09, 11:28 AM
                                            Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. nabielo10-21-09, 11:32 AM
                                              Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الطيب مصطفى10-21-09, 11:39 AM
                                                Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. فتحي الصديق10-21-09, 12:15 PM
                                                  Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-21-09, 03:24 PM
                                                    Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. Yousif A Abusinina10-21-09, 04:12 PM
                                                      Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. ibrahim alnimma10-21-09, 04:36 PM
                                                        Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-21-09, 06:38 PM
                                                          Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-22-09, 06:02 AM
                                                            Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-22-09, 09:49 AM
                                                            Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-22-09, 09:51 AM
                                                              Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-22-09, 09:59 AM
                                                                Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-22-09, 10:13 AM
                                                                  Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-22-09, 10:18 AM
                                                                    Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-22-09, 03:13 PM
                                                                      Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-22-09, 09:01 PM
                                                                        Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-22-09, 10:50 PM
                                                                          Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-23-09, 09:39 AM
                                                                            Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-23-09, 11:09 AM
                                                                              Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. فتحي الصديق10-23-09, 12:09 PM
                                                                                Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-23-09, 10:17 PM
                                                                                  Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-23-09, 10:30 PM
                                                                                    Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-23-09, 10:45 PM
                                                                                      Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-23-09, 11:01 PM
                                                                                        Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-24-09, 08:06 PM
                                                                                          Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-24-09, 09:32 PM
                                                                                            Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-25-09, 04:55 AM
                                                                                              Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. عبدالأله زمراوي10-25-09, 06:33 AM
                                                                                                Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-25-09, 11:29 AM
                                                                                                  Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-26-09, 06:52 AM
                                                                                                    Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-26-09, 10:43 AM
                                                                                                      Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-26-09, 10:54 AM
                                                                                                        Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-26-09, 05:36 PM
                                                                                                          Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-26-09, 07:56 PM
                                                                                                            Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-27-09, 06:55 AM
                                                                                                              Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-27-09, 11:18 AM
                                                                                                                Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-27-09, 04:43 PM
                                                                                                                  Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. جلال نعمان10-27-09, 06:15 PM
                                                                                                                    Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-27-09, 08:01 PM
                                                                                                                      Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. Nazik Eltayeb10-27-09, 10:27 PM
                                                                                                                        Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-28-09, 07:11 AM
                                                                                                                          Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-30-09, 11:23 PM
                                                                                                                            Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك10-31-09, 09:02 PM
                                                                                                                              Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. Tragie Mustafa11-01-09, 01:58 AM
                                                                                                                                Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الفاتح سليمان11-01-09, 03:53 AM
                                                                                                                                  Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. عاطف مكاوى11-01-09, 04:03 AM
                                                                                                                                    Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-01-09, 06:28 AM
                                                                                                                                      Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. Yousif A Abusinina11-01-09, 07:44 AM
                                                                                                                                        Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-01-09, 03:33 PM
                                                                                                                                          Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-02-09, 06:00 AM
                                                                                                                                            Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-02-09, 06:40 PM
                                                                                                                                              Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-03-09, 09:05 AM
                                                                                                                                                Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-03-09, 04:39 PM
                                                                                                                                                  Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-03-09, 04:53 PM
                                                                                                                                                    Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-03-09, 07:29 PM
                                                                                                                                                      Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. سعد مدني11-03-09, 08:05 PM
                                                                                                                                                        Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-04-09, 06:25 AM
                                                                                                                                                          Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. أحمد الصديق11-04-09, 06:45 AM
                                                                                                                                                            Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. أحمد الصديق11-04-09, 06:52 AM
                                                                                                                                                              Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. Yousif A Abusinina11-04-09, 08:57 AM
                                                                                                                                                                Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-04-09, 03:16 PM
                                                                                                                                                                  Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-04-09, 05:04 PM
                                                                                                                                                                    Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. أحمد الصديق11-04-09, 07:23 PM
                                                                                                                                                                      Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. أحمد الصديق11-04-09, 07:29 PM
                                                                                                                                                                        Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-05-09, 05:40 AM
                                                                                                                                                                          Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-05-09, 09:45 AM
                                                                                                                                                                          Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. Yousif A Abusinina11-05-09, 09:57 AM
                                                                                                                                                                            Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-05-09, 10:58 AM
                                                                                                                                                                              Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-05-09, 07:49 PM
                                                                                                                                                                                Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-06-09, 09:21 AM
                                                                                                                                                                                  Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. سعد مدني11-06-09, 02:43 PM
                                                                                                                                                                                    Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-06-09, 10:29 PM
                                                                                                                                                                                      Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-07-09, 00:26 AM
                                                                                                                                                                                        Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-07-09, 08:07 AM
                                                                                                                                                                                          Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. Yousif A Abusinina11-07-09, 02:47 PM
                                                                                                                                                                                            Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-07-09, 06:57 PM
                                                                                                                                                                                              Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-08-09, 09:13 AM
                                                                                                                                                                                                Re: الخيانة العظمى لمن يتجرا ...ويشارك فى جريمة بيع مشروع الجزيرة .. الكيك11-09-09, 03:53 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de