|
Re: دستور الحركة الاسلامية السودانية..قراءة نقدية (Re: بدر الدين اسحاق احمد)
|
قبل التحليل و القراءة النقدية نرود بعض العبارات و الكلمات التى وردت فى هذا الدستور، و مقارنته مع ادى اليه حكم الحركة الاسلاموية للسودان، و قد نورد بعض المقتطفات من النقد الموجه لها من بعض الكتاب - السودانيين و غيرهم:
Quote: نشر الدعوة الإسلامية |
Quote: ويعمل في إطار تيار إسلامي عام في المجتمع يقترب منه ويتناصر معه في تحقيق مبادئ و أهداف قاصدةإلي نشر الإسلام وتمكينه وحمايته. |
لم تضع الحركة الاسلاموية السودانية (ح.ا.س) (حاس) نشر الدعوة فى مقدمة اولوياتها الحركية، بقدر ما اعطت للسياسى، فالحركة يقوم منهجها العام علي كيفية التحكم فى المجتمع السودانى من أعلي، لنشر ما تدعيه من تحقيق النهضة الشاملة عبر رد الحاكمية لله.
لذا جاء تكوينها و دستورها و برامجها محشو بالتنظير فى كيفية ( اسلمة المجتمع) السودانى، و ذلك عن طريق الوصول الي السلطة السياسية. و لم يكن برنامجها قائماً بشكل اساسى علي الدعوة الي الدين الاسلامى - علي حسب مذهبها الدينى - كما كانت تفعل الطرق الدينية الاخري مثل الصوفية و انصار السنة المحمدية و غيرهم.
لذا يمكن القول ان السياسى مقدم فى حاس علي الدعوى بشكل جوهرى، و انها اثناء استقطابها للطلاب فى المدراس الثانوية و الجامعات او اي من مكونات المجتمع السودانى الأخري، كان اهم شعارتها هو ( الحاكمية لله) و ( لا حكم الا لله) و الوصول الي الحكم حتي يتم (تحكيم الشريعة الاسلامية) و (حكم الله علي الناس)، و لم يكن الجانب الدعوى الي الدين نفسه وسط المجتمع إلا جزءاً ضئيلاً فى اولويات اهتمامها و برامج حركتها المجتمعية، فالسياسى طغي علي معظم برامجها و انشطتها وسط المجتمع.
سعد مدنى
فهذه قصة مروية عن محمد عثمان محجوب: "في أيام الإنقاذ الأولي كنا حريصين علي أن تسير الإنقاذ علي هدى الإسلام وسيرة الصحابة والخلفاء الراشدين في القدوة الحسنة، وتقديم النموذج الحسن للقيادة السياسية، لذلك كان لنا يوم في كل أسبوع – صيام – نلتقي فيه نحن مجموعة من الإخوان ونختار أحد القيادات السياسية وندعوه لهذا اللقاء، ونقوم بنصحه وتوجيه الانتقادات اللازمة له، وتذكيره بأمانة التكليف والمسؤولية". ويقول أن الأمور سارت بلا مشكلات إلا أن (الجاز) يبدو أنه لم يقبل هذه الطريقة، فذهب إلى (الترابي) محرضا بأن الحركة قد انشقت بقيادة محمد عثمان محجوب. وارسل إليه (الترابي) ودار بينهم الحديث الغاضب التالي: "قال له الترابي: البلد دي فيها أنصار سنة؟ قلت: نعم! هل فيها جماعة بلاغ ودعوة؟ قلت نعم! هل فيها طرق صوفية؟ قلت: نعم! قال الترابي: من هذه الطرق والتنظيمات يجب أن تختار ليك واحدة!.. قلت: لكن الحركة الإسلامية ليست ملكك ولا ملك أبيك ونحن شركاء فيها وليس أجراء". ثم هدأت الامور وأخبره (الترابي) أن (الجاز) قد أوغر صدره. (عبد الرحيم، ص146). دحيدر ابراهيم، مراجعات الإسلاميين السودانيين، كسب الدنيا وخسارة الدين
Quote: رد الحاكمية لله تعالى في الدولة والمجتمع لتحقيق النهضة الشاملة للأمة على مبادئ الإسلام. |
رغم اللعب بالالفاظ الواضح اعلاه، بان الحاكمية لله، فان حكم الحركة الاسلاموية السودانية (حاس)، لم يؤدى فى خاتمة الامر الي تحقيق اي نهضة شاملة فى المجتمع السودانى، بل ادي الي نتائج كارثية الجميع يعلم بمحتواها، و قد ناتى اليها لاحقاً.
|
|
|
|
|
|
|
|
|