شكراً الطاهر ساتي فعلاً المبدعون مظلومون في بلادي ..

Quote: الطاهر ساتي [email protected] اليكم أثرياء..لكنهم يتوسدون الفقر. ...!! ** انتشال المبدع من قاع الفقر الي ستر الحال ليس مسؤولية الدولة فقط ، ولكنه من صميم مهام المجتمع أيضا ، ومعاناة المبدع السودانى لم تعد تولد ابداعا بقدر ما أصبحت تولد حزنا في نفوس الناس والحياة ، اذ ليس من العدل أن يهبك انسان شفيف أغلى ماعنده - عمرا مبدعا ، احساسا نبيلا ، زمنا رائعا - ثم يبحث عنك عند الضيق ولا يجد حاجته عندك ، فالمبدعون في بلدي يموتون في اليوم ألف مرة ومرة ، ولا يشعر باحتضارهم أحد ، حتى الذي يشعر بهم لا يفعل ذلك الي حين يتمدد أحدهم على فراش المرض أعواما ، أو حين يرتحل أحدهم عن الدنيا حزينا تاركا آل بيته على تلال من القصائد الحسان ، أو مورثا اياهم أنهارا من الموسيقى العذبة ، أو مخلفا وراءه دررا من الدراما ، فقط لا غير ... والحياء - من النفس والحياة - فقط هو الذي يمنعنا من ذكر الأسماء وكيف انها كانت ، ولاتزال ، وستظل نجوما في سماء بلدى ، ولكنها حالا - اقتصاديا ومعيشيا - تتوسد التعفف وتلتحف القناعة و ...« الصبر الجميل » ..!! ** ليس من الانسانية أن يغض المجتمع الطرف والضمير عن حالهم وحال أسرهم ، وننتظر يوم رحيلهم لنشكرهم ثم نلطم خدود الصحف والمنابر لفقدهم ، يجب علينا أن نتفقدهم وهم أحياء يمشون بيننا بابداعهم قبل أن يأتى «يوم شكرهم » .. والي متى يوم الشكر هذا يضحى مؤجلا الى حين مغادرة آذانهم هذه الفانية ..؟.. وكأن الناس في بلدى تستحي أن تقدم الشكر- لمن يستحق - عاجلا قبل أن يجف مداد ابداعه .. ولا نعني بالشكر ذاك التصفيق على جوانب المسرح ، ولا ذاك التلذذ أمام التلفاز ، ولا ذاك الاستمتاع حين يطل ابداعهم عبر الأثير .. لا نعني بالشكر شيئا كذاك .. بل نعني به الرعاية ثم الرعاية والرعاية ... في رعاية المبدع رعاية لابداعه .. ويخطئ من يتكئ على جدار القول المعوج « المعاناة تولد الابداع » .. فالمعاناة المراد بها في ذاك القول ليست هى من شاكلة أن يتجول مبدعا بفواتير العلاج بالخارج من وزير الى مدير ، ليعطوه ثمن العلاج أو يمنعوه ، والنماذج ماثلة أمامنا ولكن لن نوغر الصدور .. وكذلك المعاناة التى تولد الابداع هى ليست من شاكلة الا يجد المبدع بيتا يأويه من الطرد حين يعجز عن سداد قيمة ايجار لبيت طين في طرف المدينة ، وكذلك النماذج شامخة أمامنا ، ولكن الحياء - من أنفسنا - يمنعنا من التوضيح و الاحصاء ، فهم ..« كثر »....!! ** تلك ليست هى المعاناة التي تولد الابداع ، بل تلك هى المعاناة التى تكشف شرخا في مؤسسات الدولة ذات الصلة بالابداع ، وكذلك تكشف شرخا في منظمات المجتمع المدنى وقطاعاته الاقتصادية ، فالدولة والمجتمع شريكان فى واجب «رعاية الابداع والمبدعين » ، ولكنهما في بلدى يتناسيان واجبهما تجاه المبدع والابداع ... وزارة الثقافة الاتحادية ، هى ذاتها بحاجة الي رعاية ، فحالها يرثى له ، فنتجاوزها .. صندوق رعاية المبدعين ، بقيادة اللواء الخير المشرف ، شئ خير من لا شئ ، ولكن حال الصندوق ومايقدمه للمبدع غير مشرف ، آخر مكرمته كانت « مائة جنيه» لبعض الشعراء في عيد الفطر الماضي ، وكفى .. اتحاد الكتاب السودانيين ، بقيادة اللواء قدور ، فقط يقدم « الفاتحة » و« كلمات الرثاء » حين يتوفى مبدع .. أما أجورهم في الاذاعة والتلفزيون فهى بالكاد ترتقي الى مراقي « الهبات » ..!! ** هكذا الحال ، وما خفي أعظم ..وعليه ، نقترح على .. سوداتل ، زين ، mtn، كنار ، جياد ، كنانة ، وغيرها - وهن كثر - المساهمة في رعاية المبدعين ، وذلك بتخصيص جزء من أرباحها لانتاج ابداعاتهم .. هذا أفضل من انتظار افتتاح « بنك المبدعين » الذي وعدت به الدولة مبدعيها قبل ....« كذا سنة » ...!!