|
Re: إحتيال السفارة السودانية بأمريكا إعلامياً / دليل السكنى في بيت المجتمع الدولي .. (Re: مجاهد عبدالله)
|
Quote: لا يتمتع السودان و لم يتمتع في الواقع عبر تأريخه بعلاقات صداقة مع القوى الكبرى. فالسودان ليس صديق الولايات المتحدة مثلما هو ليس صديق بريطانيا وفرنسا وروسيا. السودان لا يتمتع بصداقة المانيا أو الهند أو البرازيل أو اليابان أو حتى الصين التي لا يمكنها التفكير في التضحية بمصالحها مع دول أخرى مقابل علاقاتها بالسودان خصوصاً مع تراجع أسعار النفط وإهتزاز موقف السودان في ظل إزدياد وتيرة الحديث عن الإنتخابات والإستفتاء على تقرير المصير في الجنوب الأمر الذي قد يطرح السودان كبلدين منتجين للنفط بدلاً عن واحد خلال أقل من عامين أي مع بداية التعافي المتوقع من الأزمة المالية العالمية. في الحقيقة يصعب العثور على دولة صديقة للسودان بالمعنى الذي يشتمل على علاقات سياسية ودبلوماسية وتجارية وثقافية إلخ. على كل فإن الصداقة بين الدول ممكنة من حيث التنظير والممارسة في العلاقات الدولية. بالنسبة للسودان فإن القطر الأكثر شسوعاً في أفريقيا لديه مقومات علاقات وثيقة وصداقة مع كثير من دول العالم خصوصاً في إطار ما يعرف بالقوى الدبلوماسية المتوسطة إضافة إلى الدول الصغرى. ليس في هذا أي بدعة وحجم المشاكل التي يعاني منها السودان حالياً في الساحة الدولية أقل بكثير من تلك التي كانت تواجهها ليبيا ( التي يمكن تصنيفها كقوة متوسطة هي نفسها) في الساحة الدولية. كانت لليبيا مشكلات عالقة ودماء مع الولايات المتحدة وبريطانيا و ألمانيا وفرنسا وغيرها لكن الجماهيرية حلت مشاكلها على دفعات عبر صداقتها مع قوى دبلوماسية متوسطة هي السعودية وجنوب أفريقيا والإمارات وقطر ومن خلال مؤسسة القذافي الخيرية التي يرأسها نجل الزعيم الليبي الدكتور سيف الإسلام. في التجربة الليبية مثل يمكن القياس عليه ففيما كانت الجماهيرية تواصل مساعيها للعودة إلى المسرح الدولي من خلال العمل على حل قضاياها العالقة مع القوى الكبرى فإنها بذلت جهداً كبيراً للتواصل مع القوى المتوسطة والصغرى وشهدت مطارات طرابلس وسرت وبنغازي تدافعاً غير مسبوق بالطائرات الأفريقية في تحدٍ جماعي تجاوز الرمزية في كثير من الأحيان نحو الفعل إزاء الحصار الذي كان مفروضاً على الجماهيرية. في أقاصي الدنيا حصلت تيمور الشرقية التي تعتبر نصف جزيرة ، يسكنها ما يزيد قليلاً عن المليون فقير من ذوي المشارب والسحن والتوجهات المختلفة، على إستقلالها من أكبر دولة إسلامية في العالم وهي إندونيسيا (حوالي 237 مليون نسمة) بسبب الدعم الذي تلقته قواها السياسية من قوى دبلوماسية متوسطة مثل البرتغال وأستراليا في وقت كانت إندونيسيا فيه على وئام كامل مع الولايات المتحدة. السودان ليس في حاجة تيمور الشرقية أيضاً بل لديه مزايا(سياسية) يمكن أن تجعل منه بلداً جاذباً لصداقة القوى الدبلوماسية المتوسطة التي ينبغي إدراك وجودها وتقصيه عوضاً عن التعاطي المستحيل مع القوى الكبرى ولعل تجربة حصول السودان على رئاسة مجموعة دول ال(77) والصين هذا العام قد تصلح للتدليل على فلاح هذه التوجه. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|