|
Re: إحتيال السفارة السودانية بأمريكا إعلامياً / دليل السكنى في بيت المجتمع الدولي .. (Re: مجاهد عبدالله)
|
Quote:
واشنطن تايمز صحيفة حديثة الصدور نسبياً صدر العدد الأول منها يوم 17 مايو 1982 م وهي مملوكة لكنيسة الريفرند سن مايونق موون التوحيدية عبر شركتها (نيوز وورلد كوميونيكيشن) وعرف عنها تأييدها السافر للحرب الباردة على الإتحاد السوفياتي السابق ومساندتها لعصابات الكونترا المدعومة من قبل المخابرات الأمريكية و التي كانت تحارب في نيكاراغوا إضافة إلى إلتباس علاقتها مع اللوبي اليهودي الأمريكي المتنفذ بسبب آراء مؤسسها في موضوع المحرقة النازية. إذن أهدرت السفارة السودانية أموالنا وأودعتها في المكان الخطأ تماماًُ فليتها اكتفت بنشر الرسالة عبر الإنترنت أو منحت المقابل المالي لصحيفة لها موقف يستحق الإشادة. أما القول بإن السيد المستشار الإعلامي كان ينسق الأمر مع رئاسته فهذا لايضيف شيئاً وأنما ينتقص، ففيم كان ينسق مع رئاسته ولماذا وافقت الرئاسة على نشر الإعلان في ملحق إعلاني في صحيفة مغمورة تصدر عن كنيسة متناهية الصغر يزعم مؤسسها (وهو كوري الجنسية) أنه مكلف من قبل السيد المسيح مباشرة بالعمل على إكمال مهمته وإنشاء مملكة الرب على الأرض. إستخدمت الرسالة الشعار الرئيسي لحملة أوباما الإنتخابية عنواناً لها بعد أن أضافت إليه ما يشير إلى السودان فجاء عنوانها " نعم نستطيع: معاً نستطيع تحقيق السلام في السودان". لا يمكن إغفال أن الرسالة تمت كتابتها ببراعة وبلغة رفيعة رغم احتوائها على بعض المعلومات غير الصحيحة مثل الحديث عن تأريخ "الصداقة والتعاون بين الولايات المتحدة والسودان" وغير ذلك مما قد يمكن التغاضي عنه في إطار "الضرورة الدبلوماسية". على كل فإن الرسالة تشكل نقلة نوعية في التعاطي مع الولايات المتحدة بشكل علني وتمليك الشعب الحقيقة عما يحدث وراء الأبواب المغلقة فساسة واشنطن لا يحترمون رجال الدولة القادمين من العالم الثالث لأن هؤلاء لا يحترمون شعوبهم. لا تحترم الولايات المتحدة ولا أي بلد آخر الساسة والدبلوماسيين الذين يقدمون الصفقات من وراء ظهر شعوبهم. إن أكثر ما تخشاه القوى العظمى هو الساسة الذين يعبرون عن إرادة مواطنيهم لذا فهي ترفض التعامل مع شافيز وموراليس. الدول العظمى تحترم القادة الأقوياء فقط وممثليهم الأقوياء لذا فإن التعاطي إنابة عن الشعب وليس من وراء الشعب مع الولايات المتحدة أمر لاغبار عليه وإن لم يكن الأفضل. في 8/3/2007 م نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية أن الرئيس الأمريكي جورج بوش رد بشكل مختصر على رسالة مطولة بعث بها الرئيس عمر البشير حول الوضع في دارفور. وصف دبلوماسي (وقح) الرسالة بأنها كانت " أنيناً مكتوباً بعناية من الضغوط الأمريكية على السودان لتوسيع قوة الإتحاد الأفريقي القليلة العدد ضمن قوة أكبر تتضمن قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة". وذكرت الصحيفة أن مستشاري البيت الأبيض أشاروا على الرئيس –حينها- جورج بوش في البداية بتجاهل الرد على الرسالة لكنهم إتفقوا أخيراً على القيام بالرد بسبب أن الرسالة كانت الثانية حيث أفادت الصحيفة أن بوش تلقى رسالة مماثلة عام 2006 م و لم يرد عليها. كان من الممكن أن يتم الإلتفاف حول الرسالة وتأييدها بشكل شعبي واسع في السودان إذا اختارت جهات الإختصاص نشرها على الرأي العام بحكم أن تلك الرسالة مرسلة إنابة عن الشعب لكن الأجهزة المغرمة بالسرية إختارت حجبها دون وجه حق. كان من الممكن أن تحصل الرسالة على تأييد مشابه للتأييد الذي حازت عليه رسالة محمود أحمدي نجاد المفتوحة في نوفمبر 2006 م للشعب الأمريكي و التي أحدثت إستقطاباً حاداً وحظيت بتغطية واسعة في الإعلام الأمريكي وكسب الرئيس الإيراني زخم الزعيم الذي يعمل تحت الضوء لتحقيق مصالح شعبه. ليس هناك أفضل من التعاطي العلني في القضايا التي تمس البلاد ولعل تجربة المصارحة التي إتبعتها الحكومة في المراحل الأخيرة من قضية المحكمة الجنائية الدولية أتت ثماراً دانية جعلت الرئيس البشير يحصل على مساندة غير مسبوقة بما في ذلك تأييد الخصوم التقليديين وهو ما كان يستشعره حين عبر عن ذلك بوضوح في حواره المنشور مع صحيفة الشرق الأوسط (29/1/2009 م). |
|
|
|
|
|
|
|
|
|