|
لــيس عيباً أن تدافــع عن البشــير !!!
|
لكل الذين تفور دمائهم وتغلي غلي المراجل في هذه الأيام دفاعاً عن عمر البشير , وعن ما سببه من أذى وجرائم دُونت في لائحة الإتهام التي فاقت عدد سنين حكمه , فأن دفاعهم عنه لا عيب فيه طالما أن الإحساس بالوطن ما زال غائباً , وأن الإنفعال بالآخر الوطني يحدده لون وعرق ودين ,ويستوي مع هذا الإنفعال المعاملة والمعايشة والتداخل , ولزمن طويل هذا هو حالنا وليس هنالك جديد وهو مفهوم تغلغل في وجدان الكثيرين , وطبقوا الحديث النبوي (أنصر أخاك ظالماً أومظلوماً ) بنصه الحرفي وليس المعنى , فقد وقفوا مع عمر البشير ظالماً حينما سكتوا عندما كان أنين الأطفال يصم الأذان في مختلف بقاع الحروب التي قادتها الإنقاذ , وهؤلاء الأطفال هم وأبائهم من تراب هذا السودان ,وسكتوا عن الظالم عندما صرخت النساء وهن في قمة المعآناة تحت أيدي المرضي الذين يتلذذون بالإغتصاب ,وهؤلاء النسوة هم أيضاً من تراب هذا السودان , وغطوا أعينهم عن الظالم وعسكره وهم يحرقون القرى ويفزعون سكانها بغرض تهجيرهم . واليوم يروون أن البشير مظلوماً وها هم يقفون معه بغرض دفع الظلم عنه , وفي كل هذا فإن المقياس الأساسي لايخرج من اللون أو العرق أو الدين , ويمكن أن تستمر هذه المفاضلة حتى تصل إلى المثل القائل ( أنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب) . وهنا لاحق لنا أن نتكلم عن سيادة أو وطنية أو أي شيئ آخر , فالسيادة أو الوطنية لامعنى لها دون الإحساس بالآخر أياً كان وبغض النظر عن اللون والعرق والدين , فلا حديث للسيادة طالما أن ممثلها هو الذي أفقدها المعنى الحقيقي منذ أن أجج الحرب أو تغاضى عن تصرفات البعض بالظلم تجاه الآخرين وفي الحالتين وجب حسابه , ولا حديث عن الوطنية طالما أن هنالك معيار مختل يحدد المواطنة , وليعلم الكل أن السودان ليس ملك لمجموعة دون آخرى أو لأحد منه مقاماً أرفع على آخر , فالكل لهم ماعليهم من حقوق وواجبات . لذلك ليس عيباً أن يدافع البعض عن البشير وهم يروونه مظلوماً ولكن العيب أن يكون هذا الدفاع من أجل اللون أو العرق أو الدين , والعيب أن يكون هذا الدفاع نصرة للمظلوم وهو ظالم , والعيب أن يكون هذا الدفاع نقصاً على حقوق آخرين يجب أن تُرد , والعيب كله في إنتقاء الدفاع بين أبناء الوطن الواحد ...
نواصل ...
|
|
|
|
|
|