|
أرتيريا تعرف جيداً مقدار إستفادتها من أزمة السودان !!
|
لاشك أن الأزمة التي حلت بالرئيس السوداني عمر البشير سوف تتفاعل وتكبر يوماً بعد الآخر كلما سار النظام بطريقته الفوضوية للتعامل معها , ولن تكون الأزمة فقط بين النظام والمحكمة الجنائية كما يفترض وهماً قادة النظام , ولكن سوف تشمل الأزمة مع المحكمة الجنائية الكثير من الدول التي تتقاطع مصالحها مع كل من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة , وعلى أقل تقدير سوف يفرون من الوقوف مع النظام السوداني كفرار الصحيح من الأجرب , وليس أدل على ذلك من الصمت المريب الذي تتمثله الكثير من الدول , وخصوصاً تلك التي يعول عليها النظام في محيطه الإقليمي والعالمي , فمصر التي أوكلها النظام هذا الملف الخطير إعترفت اخيراً بأنها شكت لطوب الأرض ولم تجد حتى مجرد أذاناً صاغية تسمع لها , وهو ما يعني أن الورطة التي بها النظام السوداني لابد من أن تسير وفق ما هو مجدول بنصوص القانون , والشيئ الآخر هو أن مصر لم تجد أي إيجابية خلال سعيها من النظام السوداني نفسه , لأن عدم الإعتراف من النظام السوداني بالمشكلة نفسها والمحكمة كان عائقاً كبيراً لنجاح الجهود المصرية وغيرها . ولذلك ظهرت مصر بموقف هو أقرب للمتفرج من الذي يخاف على مصالحه لأن دارفور في الأساس ليس لها أي تأثير على المصالح والأمن القومي المصري مثل جنوب السودان . وسوف تتلبس مصر لباس الحياد تجاه هذه القضية لأنه حسب المعطيات الكثيرة ومنها الأزمة العالمية الإقتصادية سوف يدفع مصر أن تبتعد عن كل ما يمكن أن يؤثر على مصالحها الإقتصادية وخصوصاً شراكتها مع المجموعة الأوربية , وكذلك الكثير من دول الجوار الآخري , وكلٍ حسب مصالحه الإقليمية والدولية , ولن تجد دولة غير إرتيريا ليس لديها ما تخسره من ذلك , ولذلك كان لها موقفها الذي دعت له البشير بالسرعة التي لاتُعقل في التعاطي السياسي , فالدعوة التي قدمها أسياس أفورقي للبشير لزيارة أرتيريا ليعرب عن تضامنه مع النظام السوداني والسرعة التي تمت لها دعوةً وإستجابة تكشف بجلاء عن الدهاء السياسي الذي تتمثله الحكومة الأرتيرية , والغباء الكبير الذي به النظام السوداني والذي أصبح كالذي يحاول البحث عن قشة ليتعلق بها خوف الغرق . وارتيريا تعرف جيداً أن النظام سائر لامحالة لتأزيم الأزمة , وأن النظام غدا كزبون معه الأموال ويريد أن يشتري بضاعة دون أن يعرف نوع البضاعة التي يريدها . أن أرتيريا لها الكثير من المصالح التي يمكن أن تجنيها من خلال أزمة النظام وأولها تأمين موقفها تجاه خصيمتها أثيوبيا , وثانياً فإن أي فرض حظر على السودان سوف تكون هي المستفيد الأول من الصادر والوارد , وسوف يشكل ذلك لها إنعاشاً إقتصادياً تفتقده كثيراً , وثالثاً وهو الأهم سوف تبرز كدولة قائدة داخل المحيط الإقليمي وهو ما تسعي لها منذ زمن طويل ..
نواصل ...
|
|
|
|
|
|