|
فتحي خليل
|
Quote: وفارس آخر استشهد!!....د. هاشم حسين بابكر
التفاصيل نشر بتاريخ الثلاثاء, 18 أيلول/سبتمبر 2012 13:00 جاء في الحديث الشريف ما معناه إن الله نظر إلى بني آدم سبعين مرة واختار منهم المسلمين، ونظر إلى المسلمين سبعين مرة واختار منهم المؤمنين، ونظر إلى المؤمنين سبعين مرة واختار منهم الشهداء!! رحبت به الشهادة وجزع لموته الجود وندبه الفضل إنه شهيدنا العزيز فتحي خليل!! سارت جنازته والجود في جزع.. والفضل يندبه مِن ضمن مَن ندبا رجل تواضع لله فرفعه فقد كانت البساطة رداءه والبساطة غذاءه الذي يتغذى عليه!! يحترم الصغير ويوقر الكبير، ويتعامل مع الجميع بأدب جم، وكان أول من احترمه هُم من كانوا له أعداء ومنافسين، فكان رغم التباينات السياسية من وجد القبول من كل الأطراف!! كيف تحدث عنه ود البلد والسوداني الأصيل الذي جعل من كلمة الحق رفيقاً دائماً له، إنه ذلك الحر الصادق الصنديد الأستاذ غازي سليمان، والذي قال في صدق وصراحة متناهية إنه أسمعه من الحديث ما لا يرضي أحداً، وقال لقد هزمني بأدبه الجم وأصبح في نظري كبيراً، حتى إنه سماه بالرجل عالي الجودة!! ولا يصدع بالحق إلا ذوو المعادن الأصيلة وكلاهما من معدن نادر ونفيس!! كان عليه رحمة الله عادلاً، لا يكره إلا الظلم، وكما حدثنا أستاذنا ود البلد غازي عن ذلك المحامي الذي أُقيم عليه حد الجلد، وقد جاءه البعض بغرض سحب رخصته فرفض الطلب متسائلاً وهل كان حكم الشرع ينص على عقوبة سحب الرخصة مع الجلد، لقد حوكم الرجل حكماً شرعياً، فلماذا تريدونني أن أرفق مع الحكم الشرعي حكماً آخر من عندي، لقد نال الرجل عقوبته كاملة فلماذا تريدون أن تعاقب أسرته وأهله وذووه بقطع مصدر رزقهم..؟! بعدها انصرف من تقدم بالطلب دون أي اعتراض..!! بحكم موقعه القانوني كان يمكنه امتلاك الأموال والعقارات، وأن يكون شخصية عالمية، وقد حاول هذا من هُم دونه بكثير من خلال ما يسمى باتحاد المحامين العرب وقد رجعوا مكبين على وجوههم، ولكن معدنه الأصيل النفيس أبى إلا أن يبقى سودانياً بسيطاً ومتواضعاً ومؤدباً، فضل أن يكون مناصراً للشعوب، فكانت بصماته في العراق والبوسنة وغزة وفي كل مكان وجد فيه شعب مظلوم ومقهور!! ما عهدته يوماً مهتمًا بمال وما سمعت ممن نافسوه اتهاماً له بثراء حرام، فقد جلس الرجل وامتلك أعظم ثروة وهي غنى النفس وهذه ثروة ترافق صاحبها بعد موته، تدافع عنه يوم الحساب الأعظم..!! إنها شهادة من نافسوه وحاولوا أن يكرهوه، وهزمهم بأدبه وتواضعه الجم، فأبدلوا كراهيتهم بالحب والاحترام لهذا الرجل ذي المعدن النادر!! إنه من القلائل الذين التزموا بأخلاق معلم البشرية سيدنا ومعلمنا عليه أفضل الصلاة وأجمل التسليم الذي دائماً ما كان يقابل السيئة بالحسنة!! مخير المولى جل وعلا في قضائه، وقد أراد لفتحي الشهادة، ليزيد من قدره، ويرفعه درجات عُلا إن شاء المولى عز وجل!! الموت حق على كل حي، وكل منا ملاقيه ويختلف من موت لآخر، هناك من يموت ميتة جاهلية وهناك من يموت ميتة اليائس، وهناك من يموت ونفسه راضية مرضية وهناك من يموت وعلى رأسه تاج الشهادة وإلى هؤلاء نظر المولى عز وجل سبعين مرة واختارهم خيار من خيار ونحسب أن فتحي أحدهم بإذن الله تعالى!! اللهم أرحم عبدك فتحي فقد أفنى حياته لخدمة الآخرين، اللهم إن عبدك فتحي تأدب بأخلاق نبينا عليه الصلاة والسلام الذي أدبته فاحسنت تأديبه اللهم ارفقه برفقة المصطفى الذي أحب!! اللهم إنك اخترت عبدك فتحي شهيدًا وحل عليك ضيفاً فاكرم ضيافته مع الصديقين والشهداء وأنت أكرم الأكرمين!! اللهم إن عبدك فتحي أتاك عفيف اليد واللسان، ومناصرًا لإخوته في الإسلام حيثما كانوا ومدهم بالعون المادي والعين المعنوي فتقبل منه عمله الصالح، واجزه عنه خير الجزاء!! اللهم أجرنا في مصيبتنا وابدلنا خيراً منها..!! اللهم أفرغ صبرك وطمأنينتك على آله وذريته وبارك لهم وعليهم وأجرهم في مصيبتهم!! وإنا لفراقك لمحزونون يا فتحي «إنا لله وإنا إليه راجعون»!!
|
|
|
|
|
|
|