|
شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب
|
كشأن كثير من أهل شمال القارة السمراء من يطيب لهم تسمية أنفسهم (جغرافيا) بعرب افريقيا، نشأت على كره (الشرطة) في بلادي، وما احسبني أذكر فعلا (قانونيا) جعلني في وداد مع أهل الشرطة السودانية، خصوصا رجال المرور، فلقد كرهتهم قبل أن ييسر لي المولى شراء عربة، وكرهتهم أبان تشعبطي على (حافلات) و (دفارات) الخرطوم. ورأيت من فسادهم ما أزكم أنفي وأثقل هم قلبي على وطني. إلا أن نزولي في دولة الامارات العربية المتحدة، ومكوثي في (دبي) قد أفهمني للمرة الأولى-وبصورة عملية- ماهية عمل الشرطة ومقولتهم الشهيرة(الشرطة في خدمة الشعب) لا في اذلاله ولا ضربه. والشعب!! ياله من شعب تخدمه تلك الشرطة، فإن كان امر الشرطة غريب فأمر الشعب أغرب، بلد تجتمع فيها كل شعوب الأرض من افريقي وأوربي شرقي وغربي وآسيوي وأمريكي واسترالي ولاتيني! بلد فيها الهنود يكثرون كما في دلهي وفيها الفلبين بصورة جعلت "التقالو" لغة يتحدثها النيجيري وفيها المسلم والمسيحي والبوذي واليهودي يعيشون وكأن المسيح قد نزل فلا يلاقون في دينهم فتنة ولا في تعبدهم رهقا. بالاضافة لأهل البلاد الذين ينمازون برقيهم في التعامل وأدبهم الجم وكرههم للضوضاء والأزعاج وساقط القول فما سمعت مواطنا يلفظ لفظا نابيا ، وأقسى ما يبلغه المواطن الاماراتي اذا ما أثير وأخرج عن حفيظته هو ان يقول لمخاصمه (يا مينون) -اي مجنون-! ولقد سحت في كثير من بلاد العرب فسمعت من الألفاظ ما يشيب له الرأس.. -وكسوداني تربى على ان الكلمة النابية لا يصح لفظها في حضور الكبير والصغير الحدث والنساء، وكانت تداول في عهدنا بيننا كأنها سر خطير واذا (ظبطك) أي رجل كبير ودون سابق معرفة متحدثا بها فهو ضاربك لا محالة وسائل عن بيتك فيدخلك فيه عنوة فتنال حظك من الضرب مرة أخرى- أقول كسوداني كنت أرتاع لسماع الاخوة العرب -صغارهم وكبارهم- يشتمون باقذع العبارات بعضهم البعض.. وحين تعودت أذني على شتائم الأعراب اتيت ففجأت بعفة الإمارات!
هذا هو الشعب الذي تخدمه تلك الشرطة، ومن ذلك الشعب خرجت..فكيف ظنكم بها ؟ وما تلد النجب؟! --------------------------------------------------- سابدأ بالمرور :) عقدتي السودانية هنالك اشياء ان فعلتها في (دبي) فلن يسطع أي شخص مهما بلغ أن يعصمك من العقاب صغر أو كبر كأن يضربك (الرادار) مثلا وهذا غالبا ما يضرب غير السودانيين لتهورهم في قيادة مركباتهم، وتحصيل تلك المخالفات يتم في رئاسة الشرطة. ولكنك ان ارتكبت ذلك النوع من الاخطاء الذي يجوز فيه العقاب أو الترك مع النصح فاعلم أنك لن تتمنى ان تفعله في السودان، وستسأل الله ان كتب لك الخطأ ان يكون في بلاد الامارات. في يوم كنت أقود عربة العمل في السودان وما أن وصلت الى شارعي المعهود حتى تبينت أنهم قد غيروا من خط سيره وصار (اتجاه واحد) ! كان الوقت ليلا على ليل الخرطوم الدامس وكانت الاضواء شبه مقطوعة وكنت اسير بسرعة معقولة جدا بل بطيئة لسوء شوارعنا، وسرعان ما رأيت عربة شرطة توقفني وطلب الشرطي رخصتي وقال لي عليك غرامة لانك تسير خاطئا! دهشت وقلت له هذا الشارع هو طريقي اليومي! قال لي لقد تغير بالأمس! قلت له لم اكن اعلم ذلك؟ قال لي : الجهل لا يعفي من العقوبة. والحق ان الجهل لا يعفي من العمولة.
اما في دبي والشارقة فقد حدث معي العكس تماما فالشرطي ان اخطأت فهو يعرف خطأك في لحظتها ويهب الى مكانك فيسألك أولا -قبل رخصتك- عن صحتك وحالك ثم يسألك عن اسباب فعلك فان تبين له جهلك التام فانه يتأكد من سلامة اوراقك ويدعك راشدا. قال لي احدهم وانا اسير في الطريق الخطأ: انت مو بتعرف انو الشارع غلط قلت: نعم ولكن الطريق مغلق قال: مغلق يعني تلف منه وتجي بالشارع الصحصح ثم أردف ضاحكا وكان نهار العيد: يعني مو بلازم اعطيج عيدية
اي والله ضحك.. كما يضحك الناس وكنت اظن من خلال تجربتي السودانية ان الشرطي جنس آخر. وهم ما كانوا بتاركي لو كان يوم القيامة لا العيد.
آخر رآني أقود مضطربا في شوارع لا اعرفها فقاد سيارته ومشى خلفي حتى علم من حاسوبه كل تفاصيل السيارة فوقف بقربي وقال: ترى "يازول" هذه السيارة باسم فلانة بنت فلان قلت: ايوا .. هي الزولة الجنبي دي! قال: ترى هذه السيارة عليها مخالفات أولا، وثانيا تأخرتم في تجديد رخصتها قلت: الله غالب والله بس الظروف صعبة شوية لما تتصلح قال: لا انتظرني عند "شيشة البنزين" كنت خائفا جدا وانا اسير نحو الطلمبة وافكر في الخروج من هذه الورطة (ولان السلطة في بلادنا غير انها فاسدة فهي ايضا مفسدة فاني فكرت في افساد المسكين ايضا والحمدلله ان عصمني والا لكانت وقعتي سوداء). اتى الرجل وقال: وريني رخصتك ورخصة العربية اعطيته الرخص فنظر فيها وقال: لازم اصادر العربية هنا بدأنا في شرح موقفنا، وان السيارة -مجازا- مهمة لعملنا، وانه لو أخذها فهذا يعني سواد ليلنا وعيشنا، وان وان وان وان قال: حسنا اروني التأمين وبعدها قال: لولا ظرفكم المفهوم لما تركتكم ولكن لا تكرروها، وانا شايف سواقتك فيها تبلبل بس راعيت انك جديد هنا ولا تعرف الطرق جيدا شكرا ياخ وكتر خيرك يلا مع السلامة وخلوا بالكم من الطريق وان احتجتم لأي مساعدة فمكاني في كذا كذا شكرا ياخ قلتها لنفسي وأنا اتحسر على بلدي ولم يشفي ما في صدري الا قوله: ترى نحن بنحب السودانيين جدا، وكل زملائنا في الشرطة سودانيين
قلت في نفسي: الحمد لله لا زال فينا الخير، وان كان دولتنا لا تحبنا، ولا يوجد شعب يحترمنا الآن لهوان حكمنا وحكامنا ولا زلت اردد في نفسي: بنحب السودانيين!! عجبي
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | قصي مجدي سليم | 09-08-12, 03:17 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | معتصم محمد صالح | 09-08-12, 03:46 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | باسط المكي | 09-08-12, 06:47 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | على بدرى حاج | 09-08-12, 08:02 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | عمران حسن صالح | 09-08-12, 08:23 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | Dr. Ahmed Amin | 09-08-12, 08:51 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | محمد جمال الدين | 09-08-12, 08:56 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | على بدرى حاج | 09-08-12, 08:59 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | يسرى معتصم | 09-08-12, 09:35 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | قصي مجدي سليم | 09-08-12, 10:53 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | داليا حافظ | 09-09-12, 08:14 AM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | الطيب عثمان يوسف | 09-09-12, 11:30 AM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | نادر النور آدم | 09-09-12, 11:57 AM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | قاسم المهداوى | 09-09-12, 12:39 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | Hisham Ibrahim | 09-09-12, 12:59 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | Yasir Aloob | 09-09-12, 01:47 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | مزمل خيرى | 09-09-12, 01:52 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | فيصل نوبي | 09-09-12, 02:16 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | مامون أحمد إبراهيم | 09-09-12, 07:33 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | أنور أدم | 09-09-12, 10:13 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | خضر حسين خليل | 09-09-12, 11:22 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | Rawia | 09-09-12, 11:44 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | حبيب نورة | 09-10-12, 00:45 AM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | محمد الزبير محمود | 09-10-12, 08:28 AM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | mohmmed said ahmed | 09-10-12, 03:58 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | قصي مجدي سليم | 09-11-12, 08:59 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | قصي مجدي سليم | 09-13-12, 01:34 AM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | قصي مجدي سليم | 09-13-12, 06:25 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | omer osman | 09-13-12, 06:43 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | قصي مجدي سليم | 09-13-12, 08:45 PM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | omer osman | 09-14-12, 04:31 AM |
Re: شرطة دبي، يالها من خدمة، ويا له من شعب | شهاب الفاتح عثمان | 09-14-12, 05:00 AM |
|
|
|