كنت فى مصر .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي - أبوظبي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 03:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-24-2012, 04:14 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كنت فى مصر .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي - أبوظبي

    كنت فى مصر .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي - أبوظبي
    الخميس, 23 آب/أغسطس 2012 19:06
    قضيت الشهر المنصرم بأرض الكنانة ، إجازة لوجه الله تعالي، بالإضافة لتسليم الأستاذ فتحي هاشم صاحب ومدير مؤسسة النشر (مكتبة جزيرة الورد) مسودة كتابي: "السودان: يكون أم لا يكون؟!"، وهو عبارة عن مجموعة المقالات التى نشرتها لي بعض الصحف السيارة والإسفيرية بالعقدين المنصرمين؛ وسيرى هذا الكتاب النور بإذن الله خلال الأسابيع القادمة، مساهمة متواضعة فى نضال الشعب السوداني على طريق إشاعة الوعي ورفع درجات اليقظة إزاء المخاطر التى تتهدد البلد، ومن أجل تشديد المقاومة ضد النظام الراهن....مع الاستعداد الكامل والمبرمج للبديل، لكي لا نؤخذ على حين غرة هذه المرة.
    وفى مصر كان فى استقبالي الصديق الدكتور حيدر ابراهيم علي الذى أحاط بي إحاطة السوار بالمعصم وأكرم وفادتي حتى شرقت من الخجل وقدّم لي أكثر مما قدّمت للثورة السودانية، وعرفني بجهابذة المثقفين المصريين الذين أعترف بأني سمعت بهم وقرأت لهم الكثير، ولكنهم لم يسمعوا بي من قبل؛ فالتجربة المصرية على كل حال مهمة جداً فى تعليم التواضع. كما حضرت أمسية مع االبروف حيدر بدار حزب التجمع تأكدت فيها من أن النخبة السياسية المصرية مدركة تماماً لألاعيب الإخوان المسلمين ومحاولاتهم التسلق عبر الثورة الشعبية للوصول للسلطة...وعبر السلطة للتمكين وإقصاء الآخرين...ثم التخلص من السلم نفسه الذى صعدوا به للسلطة...وذلك بتغيير قواعد اللعبة وإعادة صياغة الدستور بما يتماشى مع مفاهيمهم وحدهم...مفاهيم "الحاكمية لله"...و"أطيعوا أولي الأمر منكم...ومن لا يفعل ذلك يقاتل ويقتل". إذ يقول أهل التجمع وغيرهم من المصريين المعارضين للإخوان إن مربط الفرص المصري يكمن فى الشارع الذى كسر طوق الدكتاتورية وتعلم كيف يعبر عن نفسه بلا خوف أو وجل...وهذا ما ستشهد به مسيرات المثقفين الديمقراطيين فى الجمعات القادمة، بعد عيد الفطر.
    وفى ميدان التحرير رأيت الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ... عند الثالثة من صباح يوم بأواخر شعبان...وهششت نحوه وحييته بصوت جهير:"هلا بالدكتور!"...ولكنه أشاح بوجهه وردّ ببرود :(عليكم السلام)...ومضى نحو فندق سميرأميس لا يلوى على شيء...علماً بأنه عندما لقيني قبل ذلك بأبوظبي أقبل نحوى هاشاً باشاً كأنا أصدقاء العمر...فقلت بيني وبين نفسي: هي واحدة من ثلاثة:
    • إما أن الوزير الهمام قد فطن أخيراً إلى أني أكتب معارضاً لنظامه بالصحف والمواقع الإسفيرية منذ مجيئهم للسلطة..
    • أو أنه غاضب من ردي على محاضرته عن "الأمن القومي العربي" التى قدمها بأبوظبي قبل عامين..والذى ذكرته فيه بأصله الدنقلاوي..وبأنه تعلم العربية فى المدرسة...إلخ.
    • أو أن النظام برمّته فقد الأعصاب والبوصلة وأصبح يشخصن المسائل، وصار مسكوناً بالوساوس والبرانويا كالحرمة التى سمعت بأن بعلها بصدد الزواج فوقها...

    عموماً، تأكدت من أن إشادتي السابقة بالدكتور مصطفي لم تكن فى مكانها...وذلك عندما تحدثت فى المقال آنف الذكر (الأمن القومي العربي) عن علاقتى به عندما كنا فى البعثة بجامعة ليدز... وكيف أنه من النوع المهذب الذى يؤمن بأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية...فإذا به فى نهاية التحليل مجرد كوز آخر...يبيعك فى أقرب ملف...ولما ذكرت هذه الحادثة لصديق بالقاهرة..قال لي: "ياخى ده باع الترابى شيخه الذى علمه السحر..ما يبيعك إنت!؟"
    وبمناسبة الوساوس هذه، فقد سمعت وقرأت فى تلك الأيام بالقاهرة أن الأمريكان يعدّون لثمة تغيير فى السودان، وبالفعل جاء ذلك تلميحاً وتصريحاً فى محاضرة ألقاها مؤخراً مساعد وزير الخارجية الأمريكي والمبعوث الخاص للرئيس أوباما إلي السودان وجنوب السودان – السفير برنسون ليمان – فى مركز مايكل أنصاري بواشنطن، إذ قال السفير ليمان:
    "ستكون فى السودان حكومة على استعداد لمعالجة القضايا الأساسية التى سببت النزاعات ونتجت عنها هذه الظروف الإقتصادية الصعبة...حكومة مسؤولة وملتزمة بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان..وستعمل على مأسسة هذه المبادئ من خلال عملية دستورية تستند علي قاعدة واسعة...يتم فيها إشراك جميع السودانيين...وبقدرما ستكون هذه الحكومة ذات مصداقية بالنسبة لأهل السودان...بقدرما ستكون ذات مصداقية بالنسبة للمجتمع الدولي..."
    وتتوافق هذه السياسة الأمريكية الجديدة التى كشف عنها المبعوث الخاص مع طروحات تجمع المعارضة، بيد أن السفير ليمان أكد فى محاضرته أن بعض الدوائر المؤثرة بالنظام الحاكم وحزبه وأجهزته الأمنية على علم بهذا الطرح ...وتوافق عليه.
    هذا ما أورده الأستاذ عبدالله عبيد الحسن فى "الإتحاد" الظبيانية عدد الخميس 23 أغسطس 2012، فى مقال بعنوان: "ماذا تريد أمريكا من السودان؟"
    وما تريده أمريكا فيما يبدو هو ألا تؤخذ على حين غرة المرة تلو الأخرى..... فقد تهاوت عروش كثيرة بالشرق الأوسط فجأة ، وانهارت أنظمة عميلة للحكومة الأمريكية عن طريق ثورات سلمية وقفت أمامها المخابرات الأمريكية مكتوفة الأيدي...فإن هي تدخلت لنصرة عملائها... ستجد نفسها فى عراق أو فيتنام أخرى...وذلك آخر ما يريده الشعب الأمريكي...وإن هي وقفت على الرصيف... تتفرج.... ربما تعتلى السلطة فى هذه البلدان قوى معادية لأمريكا ...يرتج من جرائها ميزان القوى بالشرق الأوسط...بل فى العالم كله...
    على كل حال، قدر الله ولطف بالنسبة للأمريكان والغرب كله...فقد ذهبت الأنظمة العميلة فى بلدان التسونامي المسمي بالربيع العربي...ولكن السلطة تناهت إلى الأحزاب الإسلامية اليمينية...وهي أقرب للتفاهم مع الأمريكان..إن لم تكن أقرب للعمالة نفسها...فهي تكاد تكون إختراعاً أمريكياً قصد به فى السابق مكافحة الشيوعية فى الشرق الأوسط..وفى أفغانستان لاحقاً...وخير شاهد على ذلك هو النظام الإخوانجي السوداني الذى ما فتئ يتعاون مع المخابرات الأمريكية إلى أقصى الدرجات الممكنة...وليس هنالك أوضح من تسليمه لملفات الأصوليين الذين لاذوا بالسودان.. وتسليمه بعضاً منهم للسلطات الأمريكية أيام الرئيس بوش الإبن على إثر 11 سبتمبر وإعلانه الحرب على الإرهاب....وليس هنالك أوضح من التعاون مع الأمريكان فى مسألة فصل الجنوب..والجدير بالذكر أن السفير برنسون ليمان كان رئيس الوفد الأمريكي الذى أشرف على محادثات نيفاشا بكينيا عام 2004/2005 التى انتهت باتفاقية نيفاشا... التى تم بموجبها فصل الجنوب فى نهاية الأمر.
    أما الأحزاب الإخوانجية التى سرقت الثورات فى تونس ومصر، وإلى حد ما فى اليمن، فيمكن تدجينها فى نهاية التحليل، بحكم المصالح المشتركة بينها وبين الإمبريالية الأمريكية....والغرب الذى يتحدث كثيراً عن حقوق الإنسان ويدعي أنه يدعم الشعوب التى تتطلع إلي الحرية والديمقراطية...هو نفسه الذى كان يستعمر بلدان العالم الثالث طوال القرون المنصرمة...وبعد الإستقلال، ظل يدعم الأنظمة الدكتانورية فى أمريكا اللاتينية، مثل نظام باتستا فى كوبا وبينوشيه فى تشيلي، وظل صديقاً لكل الدكتاتوريات التى شهدتها إفريقيا وآسيا ، ولنظام الفصل العنصري فى جنوب إفريقيا ، وللإستعمار الإستيطاني الصهيوني فى فلسطين...وهنالك بالتحديد الكثير من الدول الإسلامية التى سارت فى ركاب أمريكا على مر العصور...مثل باكستان وتركيا وعراق نوري السعيد (ونور المالكي)...إلخ.
    وهناك أكثر من دليل على أن الإدارة الأمريكية الحالية راضية عن تسنم الإخوان المسلمين للسلطة فى مصر، بل هناك حديث عن صفقة صريحة تمت بينهم وبين الإخوان المصريين – لا تقتربوا من اتفاقية السلام مع إسرائيل...وسيستمر الدعم السنوي للقوات المسلحة المصرية.
    رغم ذلك، يبدو أن الإدرة الأمريكية فضلت أن تتحوط للتطورات السودانية ولا تترك الحبل على الغارب تماماً...وذلك لأن الأوضاع فى هذا البلد معقدة للغاية، وهي تقف رأساً على عقب بالنسبة للدول الأخرى التى تغشّاها الربيع العربي...فلقد نشبت ثورات شعبية فى الدول المجاورة وتمخضت فى معظمها عن أنظمة إسلامية...وفى السودان نظام إسلامي عمره ربع قرن تقريباً...فبأي شيطان جديد ستأتي الثورة الشعبية السودانية إذا اندلعت...وكل النذر تشير إلى أنها على وشك الاندلاع؟! لا بد والحالة هذه من إعداد سيناريو مناسب يتواءم مع الحالة السودانية...وفيما يبدو أن الإدارة الأمريكية تبشر بانقلاب قصر من داخل النظام... ولكنه فى تناغم مع رغبات القوى السياسة الأخرى...وغير مفاجئ يالطبع بالنسبة للأخ الأكبر BIG BROTHER :السادة الأمريكان.
    ولكن الحسابات الأمريكية ليست دائماً موفقة...أين الحلف المركزي (حلف بغداد)؟ أين العملاء الذين راهنت عليهم أمريكا بكل جبروتها...فى الصين الوطنية (فرموزا) وفى فيتنام؟ وأين حسني مبارك وبن علي؟
    وحتى عندما تتوغل أمريكا فى بلد ما بدعوى السعي وراء الاستقرار وتأسيس الديمقراطية...فإنها كالثور فى مستودع الخزف..لا تترك وراءها إلا الدمار المحض...كما حدث فى العراق وفى أفغانستان.
    فخير لهذا الأخ الأكبر أن يترك شعوب الله لحالها..وأن يترك عوامل التفاعل الداخلية الذاتية لتأخذ المجري الذى تريده لنفسها...فهي كما قال محمود درويش:

    (ولكن المنابع أبداً تهدر فى عروق الأرض
    تمتد وترتد وتدافع
    ولكن المنابع...أبدأً تلهم التيار مجرىً آخر نحو مصبه.)
    والسلام.
                  

08-25-2012, 05:08 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10836

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كنت فى مصر .. بقلم: الفاضل عباس محمد علي - أبوظبي (Re: Nasr)

    Up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de