|
مسرح اللامعقول: فشل الانتفاضة الحالية قد يكون كارثة ماحقة على الانقاذ
|
على عكس ما يعتقد الكثيرون, فان فشل التظاهرات الاخيرة فى احداث اى اختراق من جهة تغيير النظام او احداث حراك ذى مغزى فبقدر ما يشكل احباطا لاعداء النظام فانه يشكل مصدر خطر عظيم على نظام الانقاذ قد يصل حد الكارثة (فى ظل تفاقم الوضع الاقتصادى و المعيشى لاغلب السودانيين). فقصارى ما كان سوف ينوب اهل الانقاذ ان نحجت التحركات فى تغيير نظامهم لن يزيد عن فترات اعتقالات محدودة فى محابس خمس نجومية و محاكمات ناعمة لن تنتهى الى اعدامات او حتى مصادرات للممتلكات. الاوضاع الان وصلت حد الكارثة التى تحتم التغيير الفورى. فان فشلت المظاهرات السلمية, فالخيارات الاخرى ربما تكون جد كارثية على اهل الانقاذ فى ظل انعدام اى امل لتجاوز المازق الاقتصادى الخانق الذى يطوقهم و يستحيل عليهم هذه المرة النجاة من طرقات التغيير. ان الخيارات الاخرى و الكارثية تتكثل فى الاتى: 1. قيام تحالف جاد بين احزاب شمالية و تحالف كاودا الذى يضم الحركات التى تقاتل حاليا فى جنوب كردفان و النيل الازرق و دارفور يعتمد الية الخيار العسكرى للزخف على المركز و المدن الكبرى وصولا لانهاء نظ شرعية ثوريةام الانقاذ. هذا الخيار سوف يعتم, ان وصل للحكم, سوف تؤدى بالانقاذ و الانقاذيين الى المجهول. قد يترافق مع هذا الخيار قيام تنسيق بين القوى السياسية مع قوى دولية يؤدى الى خيار تدخل دولى مجدود مثل الذى اطاح بالقذافى. 2. قد يؤدئ ياس القوى المسلحة فى المناطق الثلاث من اى حلول (قومية) الى اعتماد حل يفضى الى نيفاشا جديدة توصل الوضع فى تلك المناطق الى وضع اشبه بوضع الجنوب قبل الانفصال (اى ان تستفرد بحكم ذاتى اقرب للاستقلال تحت حماية الجيوش و الميليشبات يحيل السودان الى دولة صحراوية جرداء تكاد تكون خلوا من الاراضى الخصبة و المعادن علاوة على فقدان ما لايقل عن 12 مليونا من السكان. هذا الخيار سوف ينتهى على الارجح الى انفصال تلك المناطق فى غضون سنوات او حتى شهور قليلة. 3. الخيار الثالث و مع ازدياد وتيرة التدهور الاقتصادى و الضائقة المعيشية هو ارتفاع معدلات الجريمة التى تزدهر فى ازمان الفقر و الجوع و الفاقة مثل السرقة و السطو و النهب و القتل التى ربما تشارك فيها حتى افراد القوات النظامية باسلحتهم (اذ لن يكون احد بمنجاة من الجوع الذى هو بمنزلة الكفر) و حيث لا اخلاق و لا قيم و لا فضائل مع الجوع الكافر و الفقر المزرى فسوف تنهار الاسرة كنظام اجتماعى ضابط و كابح للتفلتات وصولا الى انهيار الدولة نفسها فى نهاية المطاف.
|
|
|
|
|
|