أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 01:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-24-2012, 12:10 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: Deng)

    الأخ عبد الله الحبيب
    يازول مالك علىّ
    Quote: فكنت أقول لها أننى أشتغل محاضراً فى جامعة أمريكية عريقة .. وحينما تسمع أصوات الزبائن والمسافرين فى المطار أو الغسالة أو أصحاب التكاسى تسألنى ماهذى الجوغة؟ فأقل لها هم طلبتى! فقد كانت مرتاحة البال أن زوجها صار محاضراً فى إحد الجامعات الأمريكية، فتحدث صديقاتها وجيرانهم فى الحى. لم تعرف زوجتى على مدار حوالى تسعة أشهر أن نومى كان فى ركن قصى فى الغسالة وفى مكان ملابس الزبائن المهملة التى تشتم منها الصابون الجاف أو تشتم روائحها النتنه جراء عدم نشافها.
    ---------------------------------
    Shame on you Biraima
    ?? why would you do that


    يا أخ عايزنى نكتب غير الحقيقة ولا شنو؟ .. هذه تجربة وأنا أهديها لأى إنسان لم يزر أمريكا بعد وعنده شهادات زى شهاداتى وقاعد يتبوبر بها، هنا لا تأكله عيش. ثانياً هناك الفهم السودانى المغلوط بالنسبة لناس أمريكا الذين يعيشون فى نعيم .. وأن لديهم أحسن الوظائف وجيبوبهم تنز من الدولارات .. هذا الفهم لو أقسمت قلت لهم أنك مفلّس لا يصدقونك .. فى النقطة أعلاها أنا أجارى توقعات زوجتى لوظيفتى .. فهى رأتنى باحث وأحاضر طلبة الماجستير فى اليونان .. كيف فى أمريكا تقبل بأن أكون شغال فى غسالة؟ .. وأراك تخطيت حكاية المذيعون والمدراء والتنفيذيون وغيرها من جميع أشكال طيف المجتمع السودانى الذين يشتغلون فى البيتزا "ديلفرى" ونقل الجرائد فى الساعات الأولى من الصباح .. وحوالى 3 ألاف تكاسى من حملة شهادات جامعية من دول مثل السودان وأثيوبيا كنا ننظم حركتهم داخل المطار ..

    أنتظر عشان ترى رأى زوجتى حينما حضرت .. القصة طويييلة .. ومازلت أكتب فيها.

    بريمة
                  

02-24-2012, 12:17 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)


    العبار دينق
    Quote: العبار بريمة بلل.

    من الذي يكذب يا مسكين؟
    بعدين أنت فهمت بكلمة نشر الغسيل دي شغلك يتاع الغسالة؟
    نشر الغسيل أنا قاصد بيهو أنك فضحت نفسك بنفسك وكتبت أنك بقيت تمشي تقابض وتكابس في البنات وتحضن من طرف؟
    فهمت ولا داير لك فهامة يا بتاع "الحك" أنت؟

    قدام قراءنا فى البورد، آذن لى أن أكتب قصتك فى أمريكا .. ولو كتبت فيها شيئ واحد خطأ أمسحها كلها وحقك علىّ .. والله إلا الناس مصارينهم تتقطع من الضحك.

    ثم مستعجل مالك .. أنا جاى لمدينة ليزبيرغ وما جاورها فى سياق ترتيب الأحداث .. شايفك مشتاق شديد تعرف قصة "ليز" هو أسم الفتاة وما حصل فيها.

    بريمة
                  

02-24-2012, 12:35 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)


    مرحب بالأخ أسماعيل عباس
    Quote: تسلم أخى بريمةة..بالجد حكى جميل جداً وممتع ومشوق...واصل ومتابع بشغف.

    تقديرى وإحترامى.

    بارك الله فيك يا أخى .. وألف شكر على المرور والمتابعة والمؤآذرة .. دينق ورمنى ورم.


    بريمة
                  

02-24-2012, 07:49 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    Quote: قدام قراءنا فى البورد، آذن لى أن أكتب قصتك فى أمريكا .. ولو كتبت فيها شيئ واحد خطأ أمسحها كلها وحقك علىّ .. والله إلا الناس مصارينهم تتقطع من الضحك.

    ثم مستعجل مالك .. أنا جاى لمدينة ليزبيرغ وما جاورها فى سياق ترتيب الأحداث .. شايفك مشتاق شديد تعرف قصة "ليز" هو أسم الفتاة وما حصل فيها.


    العبار بريمة بلل.

    طبعاالبقرا كلامك في البورد ده بفتكرك بتعرفني حق المعرفة. أنت يا بريمة أنا لم أقابلك في أمريكا حتى الأن سوى 3 مرات فقط ولا غير مرتين تحدثت معك فيها ومرة لم أتحدث معك فيها. لذلك لا تحاول أن تعطي القراء أنطباع بأنك تعرفني جيدا. بعدين أنت داير تكتب عن شخص قصة وأن حتى لا تعرفه ولا تعرف قبيلته!

    أنا لا أشتاق لسماع سلوكك الساذج والقبيح الذي كان من الممكن أن يعرضك لمسألة قانونية حقيقية في البلد دي.
    يا بريمة واضح جدا بأنه لديك مشكلة حقيقية.

    لكن شايف خلال كتابتك هنا أنك أعترفت ضمنيا بأنك أسود. لأنني شايفك كررت عبارة برظر (Brother) أكثر من مرة.
    وأكيد أنت عارف الكلمة دي بستعملها منو وبستعملوها كيف يا برظر.
                  

02-24-2012, 08:55 PM

ذواليد سليمان مصطفى
<aذواليد سليمان مصطفى
تاريخ التسجيل: 12-14-2008
مجموع المشاركات: 9551

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    Quote: الجنس

    معلم عديل
    الحكاية ما بقت واضحة قاعد في امريكا في عمائلك ديل
    الله يستر
                  

02-24-2012, 09:19 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: ذواليد سليمان مصطفى)

    Quote: دينق ورمنى ورم.


    العبار بريمة بلل.

    في ورم أكتر من بوستاتك المهببة البتكتب فيها في البورد ده؟
    أنت يا بريمة بتجرم نفسك بنفسك. لو في زول قصدك في البورد ده غايتو بدخلك السجن عديل كده.

    دير بالك يا أخا العرب، أسف. أقصد يا برظر.
                  

02-24-2012, 10:59 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: Deng)


    العبار دينق
    Quote: العبار بريمة بلل.

    طبعاالبقرا كلامك في البورد ده بفتكرك بتعرفني حق المعرفة. أنت يا بريمة أنا لم أقابلك في أمريكا حتى الأن سوى 3 مرات فقط ولا غير مرتين تحدثت معك فيها ومرة لم أتحدث معك فيها. لذلك لا تحاول أن تعطي القراء أنطباع بأنك تعرفني جيدا. بعدين أنت داير تكتب عن شخص قصة وأن حتى لا تعرفه ولا تعرف قبيلته!

    أنا لا أشتاق لسماع سلوكك الساذج والقبيح الذي كان من الممكن أن يعرضك لمسألة قانونية حقيقية في البلد دي.
    يا بريمة واضح جدا بأنه لديك مشكلة حقيقية.

    لكن شايف خلال كتابتك هنا أنك أعترفت ضمنيا بأنك أسود. لأنني شايفك كررت عبارة برظر (Brother) أكثر من مرة.
    وأكيد أنت عارف الكلمة دي بستعملها منو وبستعملوها كيف يا برظر.

    سيرتك كلها عندى ومن ناس موثوقين ... يا أخ العرب .. أقصد البراظر.

    بريمة
                  

02-24-2012, 11:02 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)


    عيييك .. ذو اليد سليمان

    مشرف البوست ..
    Quote: معلم عديل
    الحكاية ما بقت واضحة قاعد في امريكا في عمائلك ديل
    الله يستر

    ذو اليد، أنت عارفنى أنا أخوك .. ومن أحبابك الجد جد .. أها قيم لنا هذا البوست، هل نواصل نفضح ناس أمريكا أم نتوقف؟


    بريمة
                  

02-24-2012, 11:12 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    نواصل .. قصتى ..

    عدت إلى منزل البنغلاديشى لأخذ قصداً من الراحة .. وأىّ راحة فى هذا المكان! .. مقامنا فى ال "بيزمنت" فى الطابق الأسفل إما أن يعجبك أو أن تكرهه لدرجة البغض. الطابق الأسفل كان رطباً طوال العام، درجة حرارته تتغير قليلاً سواء كان فى فصل الصيف الحار أو الشتاء البارد الذى تغمره الثلوج. ثبات معدل درجة الحرارة شيئ يعجب الكثيرون. مشكلتى فى هذا المنزل قد أحسن وصفها الشاعر أبن الأعمى فى قوله:

    دار سكنت بها أقل صفاتها ** أن تكثر الحشرات فى جنباتها
    الخير عنها نازح متباعد ** والشرّ دان من جميع جهاتها
    وبها من الجرذان ما قد قصرت ** عنه العتاق الجرد فى حملاتها
    وبها خنافس كالطنافس أفرشت ** فى أرضها وعلت على جنباتها
    لو شم أهل الحرب منتن فسوها ** أردى الكماة الصيد عن صهواتها
    وبنات وردان وأشكال لها ** مما يفوت العين كنه ذواتها
    أبداً تمص دماءنا فكأنها ** حجامة لبدت على كاساتها
    كيف السبيل إلى النجاة ولا نجاة ** ولا حياة لمن رأى حياتها
    منسوجة بالعنكبوت سماؤه ** والأرض قد نسجت على آفاتها
    فضجيجها كالرعد فى جنباتها ** وترابها كالرمل فى خشناتها
    والبوم عاكفة على أرجائها ** والدود يبحث فى ثرى عرصاتها
    والجن تأتيها إذا جن الدجى ** تحكى الخيول الجرد فى حملاتها
    شاهدت مكتوباً على أرجاءها ** ورأيت مسطوراً على جنباتها
    لا تقربوا منها وخافوها ولا ** تلقوا بأيديكم إلى هلكاتها
    أبداً يقول الداخلون ببابها ** يا رب نج الناس من آفاتها
    دار تبيت الجن تحرس نفسها ** فيها وتندب بأختلاف لغاتها
    كم بت فيها مفرداً والعين من ** شوق الصباح تسح من عبراتها
    وأقول يا رب السموات العلا ** يا رازقاً للوحش فى فلواتها
    أسكنتنى بجهنم الدنيا ففى ** أخراى هب لى الخلد فى جناتها

    هذا الوصف البليغ لإبن الأعمى يعجز عن يصّور حقيقة الدار التى نسكن بها، فإذا ما أحضرت طعاماً من عينة الحبوب مثل العدس أو البقوليات ثم تركته فى الأدراج تأتى الصراصير تقرشه حبة حبة وتترك روثها وبرازها أسوداً يملاً الأكياس .. فى ذات يوم نزلت إلينا زوجة البنغلاديشى من علياءها وحينما فتحت إحد الأدراج تساقطت الصراصير بكميات تفوق رمال صحراء بيوضة، هرأت المرأة لتأتى بزوجها وظلت تبكى وتنتحب وكان زوجها يصبرها بأنه سوف يأتى بالبيف باف لإبادتها وسوف يلزم ساكنى المنزل بنظافته .. ومن يجد وقت لنظافة منزل البنغلاديشى ونحن لا نجد زمناً ننام فيه! .. أنا فى هذا المنزل وغيرى ليس للسكن والراحة ولكن لأيجاد مكان نقضى فيه حاجاتنا من الأستحمام وطباخة طعاماً سريعاً .. ومن؟ يأتى إلى أمريكا وهو يطلب الراحة والنوم! .. ساكنى هذا المنزل لا تهمهم الصراصير والخنافس والعناكب والعنكبوت الذى يعشعش، ما يهمنا هو شيئ أخر، الراحة هنا راحة الجيب ولا شيئ غيره. درج السودانيون فى الغرب وأوروبا للسكن فى الطوابق السفلى فى منازل الطبقات الوسطى فى الغرب؛ فالطبقات الوسطى تبحث عن وسيلة لزيادة دخلها وتدبير دفع سداد مستحقات منازلها ونحن ندفع الثمن ضياع صحتنا من أمراض الروماتزيوم وأورام المفاصل وضيق التنفس وغيرها.

    كان فى ذلك الوقت لم ينظم السودانيون أنفسهم فى منطقة واشنطن الكبرى ولم ينشئوا الجاليات السودانية أو لم تكن هناك حفلات عامة .. كانت الأمكنة التى تجمعنا هى أماكن المساجد والصلوات مثل مسجد دار الهجرة فى مدينة "فولس جيرج" أو المركز الأسلامى فى واشنطن دى سى أو المركز السعودى فى منطقة "ميرى فيلد" أو أدم سنتر فى منطقة ريستون .. وقتها لم يبن مسجد أدم سنتر فى مكانه الحالى فى مدينة "أسترلينج". بعد أن أخذت قصداً من الراحة ذهبت إلى مسجد دار الهجرة لأداء صلاة الجماعة. كان المسجد عامراً وكان شيخ سراج وهاج، الأمريكى الأسود الذى أسلم يستطيع أن يجمع ما يعادل مئة وخمسون ألفاً من الدولارات فى خلال ساعة واحدة يقدمها طلباً للدعم المادى لتسير شئون المسجد. تنتهج المساجد فى أمريكا هذا النهج الذى يشبه النهج الكنسى فى جمع التبرعات لسداد فواتيرها من الكهرباء والغاز وتسير أعمالها ومرافقها. كان المسجد مكاناً للراحة النفسية والطمأنينة كما كان عهده فى الهجرة الى المدينة. فى مطار رولاند ريغن كنا نتجتمع لصلاة الجمعة فى داخل المطار فى القسم الجنوبى حيث يجتمع كل التكاسا لأداء صلواتهم وكانت الجمعة عامرة ومشهودة من قبل الأخرين.

    فى منزلنا جعلنا الأخ السودانى، صديقى أماماً لنا، وكان الباكستان يحبونه ويقولون له "بهايى" وهى تعنى "أخى" بالغة الباكستانية الأوردو، فأطلقنا عليه جميعنا أسم "بهايى" وكنا نتدارس الحديث والسيرة مع "بهايى" متى ما سنحت الفرصة .. وكانت سيرة المصابرة والجلد وتحمل المصائب حاضرة فى كل محاضراته ونقاشاتنا معه .. وكنا بذلك نحافظوا على أنفسنا وأصدقاءنا الذين يسكنون معنا من المزالق وما أكثرها. كان الذين لا يأتون إلى أماكن العبادة كالقاصية من القطيع وهم عرضة للأنجراف أكثر من غيرهم.

    حضرت زوجة "بهايى" من السودان ورحل من المنزل ولكن لم يمض وقت حتى أحضر البنغلاديشى شاب ينتمى لإحد الدول العربية التى يهاجر إليها السودانين كثيراً، يدعى "أسعد"؛ فقد تفاءلنا خيراً لكن قد خاب فألنا، فقد كان الرجل يتعاطى جيمع أنواع المخدرات ويسهر طوال الليل فى المواخير وأماكن الرقص ويأتى فى ساعات الصباح الأولى وهو معطوناً من الخمور يصرخ وينوح بأعلى صوته ويلعن سلسبيل والدته التى دوماً يصفها بأنها فى النار وبأنها السبب وراء مقتل شقيقه .. وكان الرجل فى غمرات سكره يدو لوالده بالصحة والعافية وطول العمر وكان يصفه لنفسه فى مناحته وفى حديثه الماجن أنه "رجل طيب .. كبير القلب .. يحبنا ويحب الخير للأخرين .." ثم يكرر الدعاء له ثم يبكى بصورة هستيرية. فى الصباح يصلى الصبح ويصبّح على كل من يقابله ولا يستذكر شيئاً مما كان يتفوه به ليلاً. سألته لماذا يلعن والدته؟ كان ينكر ذلك بغلظة ويقل لى لم أقل شيئاً عن والدتى ويتشنج ويريد أن يضاربنى! .. حضر ذات رجل يخدم فى سفارة بلده يبحث عنه ويريد أن يتفقد أحواله، فقد كانت تلك الدولة ترحل رعاياها الذين ليس لهم أعمال تجارية أو لم يكونوا طلاباً، فكان سعد يخشى مثل تلك الزيارة ويقول لنا ضارونى إذا حضر هؤلاء اللئام. حضر الرجل ووجدنى بالمنزل فأخبرته أنه يسكن معنا هنا ولكنى لم أشرح له شيئاً عنه وأكتفى الرجل بأنه بخير ثم عاد ولم يأت ولكن كان واضحاً لم يعجبه حال سكن قريبه فى المواطنة.
    لقد حول العربى حياتنا إلى جحيم فوق جحيم المكان وسوء أحوالنا.

    بدأت أنفتح رويداً إلى تجمعات السودانين وقد عرفت أن أفشلهم هم الذين خدموا فى الدولة فى السودان، فهم يكابرون مكابرة ظاهرة بأنهم كانوا كذا وكذا .. ويقومون بالمعارضة التى أحسبها أنها بسبب أحباطاتهم من سوء الأحوال التى آلت إليه حالهم بعد أن كانوا جزء من الدولة مترفين ومنعمين بأموال وأبهات الدولة .. والأن يا داااااب عرفوا الله واحد لا شريك له! .. وعرفوا كيف يعيش الشعب السودانى حياة الكفاف التى لا تعجبهم. شخصى من غمار أبناء الشعب السودانى، فقد كنت راعياً للأغنام حينما كنت طفلاً ثم ترقيت لرعى الأبقار قبل دخولى الجامعة وكنا ننام تحت الأشجار سواء ليلاً أو نهاراً نفترش الأرض ونلتحف السماء وكنا نأكل فى وقت المجاعات وأوقات الأصيل فى فترات الرعى عروق الأشجاء ولحاءها وثمارها وأوراقها ونصطاد الحيوانات البرية لحماً طرياً ونشرب مما تجود لنا به بهائمنا من ألبان؛ لم يكن مكان النوم والدعة والراحة أصلاً صفات البقارى الرعوى أو أىّ أنسان رعوى أخر، ما يهمنا فى أمر الرعى مرتع بهائمنا وصحتها؛ فماذا يضيرنى أن نمت فى نجايل أمريكا أو فى أىّ مكان العراء. كانت الغسالة مكان جيد بالنسبة لى.

    واحدة من تلك الأشياء التى تعرفت عليها مبكراً هى أن السودانين أبناء العاصمة يتعاملون بوجهين فى حراكهم الساسيى المعارض هنا فى أمريكا، فهم معارضون من الطراز الأول حينما يكن هناك تجمعات سودانية؛ فهم يهِيجون ويُهيّجون شجون الأخرين للموت وقتال الحكومة الظالمة كما يقولون .. ولم يمض شهر أو نحوه حتى يعود أحدهم إلى الخرطوم ويقضى أجازته هناك بين أهله وأصدقاءه هانئاً ومطمئناً ومرتاح البال ثم يعود ليحتل مقعدة فى زمام المعارضة. كان هناك بعضهم يناطحون ليستلموا الأموال القليلة التى يجمعها السودانين من عرق جبينهم الخالص ويستأسدون بها أنهم معارضون أفذاذ أو محاربون أشاوس. لم أر أحدهم منذ حضورى وإلى يومنا هذا ترك واشنطن ليذهب إلى الميدان وظلوا هنا فى ملهاة وتجارة بخسة بأسم ودماء أبناء الشعب السودانى الذين أوقعهم حظهم العاثر فى الأماكن التى يدور بها القتال. بالطبع ليس كل المعارضين هكذا، بل هناك منهم الصادقون فى معارضتهم ولكن تقهرهم غلبة المتنطعين وأصحاب الغرض .. المعارضون السياسيون فى أمريكا جلهم نمور من ورق، إلا ما رحم ربى. إذا ما ضج ضجيجهم عدت إلى حيث سكنى المتواضع لا تشغلنى إلا الصراصير والبراغث، التى أوكلت برشها رش بلا هوادة من قبل صاحب المنزل، فأغفو فى قبوى.

    غداً نواصل ..

    بريمة

    (عدل بواسطة بريمة محمد on 02-24-2012, 11:16 PM)
    (عدل بواسطة بريمة محمد on 02-24-2012, 11:30 PM)

                  

02-24-2012, 11:38 PM

Amin Salim
<aAmin Salim
تاريخ التسجيل: 02-03-2012
مجموع المشاركات: 677

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    Quote: واحدة من تلك الأشياء التى تعرفت عليها مبكراً هى أن السودانين أبناء العاصمة يتعاملون بوجهين فى حراكهم الساسيى المعارض هنا فى أمريكا، فهم معارضون من الطراز الأول حينما يكن هناك تجمعات سودانية؛ فهم يهِيجون ويُهيّجون شجون الأخرين للموت وقتال الحكومة الظالمة كما يقولون .. ولم يمض شهر أو نحوه حتى يعود أحدهم إلى الخرطوم ويقضى أجازته هناك بين أهله وأصدقاءه هانئاً ومطمئناً ومرتاح البال ثم يعود ليحتل مقعدة فى زمام المعارضة


    Well said ya Braima
                  

02-25-2012, 00:17 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: Amin Salim)

    شكراً يا أخ أمين

    بريمة
                  

02-25-2012, 00:19 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)


    إلى قرائى خارج المنبر ..

    هنا أيميلى للتواصل .. [email protected]

    أراءكم وتوجيهاتكم تهمنى ..


    بريمة
                  

02-25-2012, 00:37 AM

Amin Salim
<aAmin Salim
تاريخ التسجيل: 02-03-2012
مجموع المشاركات: 677

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    الاخ بريمه سلامات

    ما تشتغل بصحبك العبار دا

    You can take him out of the jungle, but you can not take the jungle out of him
                  

02-25-2012, 00:18 AM

Abd Alla Elhabib
<aAbd Alla Elhabib
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 3806

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: Deng)

    ول أبّا بريمـة .. سلام
    ليتك أخبرت زوجـتك بحقيقة عملك يا بريمة
    أغلب المهاجرين المؤهلين شغلوا أعمالاً يدوية لا
    تتناسب ومؤهلاتهم العلمية لكنها شريفة وليس هناك ما يعيبها
    العيب فقط في عقليتنا وعقلية أهـلنا التي لا تحـترم العمـل كقيمة
    فيها شنو بالله كونك تكون إنسان مؤهل إضطـرتك ظروف قاهرة
    كإجادة اللغة ومعادلة الشهادات والتأقلم للرضي بعمـل يدوي بسيط
    وشريف ريثما تسمح الظروف المحيطة بك بعمل يتناسب ومؤهلاتك
    الأكاديمـية ?!..لماذا نراها نحن وزوجاتنا وأهلنا منقصة وشبه فضيحة ?
    عني أخي بريمـة :
    غادرت السودان في التسعينات بمؤهلين أكاديميين .. أنفقت عامين في
    إيطاليا ; عملت بالمزارع وطرمبات البنزين وأعمال البناء ..حدثت
    أصدقائي وأهلي وزوجتي من بعـد عن كل ذلك بصدقٍ وفخـرٍ شديد
    حاولت مواصلة الدراسة بإيطاليا ولكن تعذرذلك لأسباب متعددة.
    حالما إستقر بي المقام في كندا واصلت دراستي وأكملت لأعمل حتي
    اللحظة في مجالي ولله الحمـد.
    الpoint من كلامي ده كلو ... كمتعلمين ومثقفين يجب نسهم بفاعلية
    لرفع مستوي الوعي لدي مجتمعنا ليحترم قيمة العمـل مهما كانت طبيعته
    والكسب الشريف مهما قلّ ... ليس من البصيرة في شئ مسايرة ذاك
    المجتمع بالكذب والتحايل لنرضي غرور هذه ونجعل ذاك ينتفخ فخـراً.
    قد نتفق ولربما نختلف يا بريمـة ...
    ولكن يبقي الود
    ------------------
    ول أبّا .. أنت والأخ دينق
    أرجو أن تتفقا علي وقف العدائيات
    والتراشق المستفز فأهل مناطق التماس
    في السودانين في إنتظار تعاونكما وإسهامكما
    الإيجابي في حلحـلة المشاكل العالقة.
                  

02-25-2012, 00:43 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: Abd Alla Elhabib)

    Quote: سيرتك كلها عندى ومن ناس موثوقين ... يا أخ العرب .. أقصد البراظر.


    العبار بريمة بلل.

    تعرف أنت من المستحيل أن تترك سلوكك الوقـــح والخبيث ده أبدا. فعلا الطبع يغلب التطبع.
    لا تحاول أن ترسل إيحائات أو أشارات. لو عندك كلام قولو عديل كده. الزينا ديل ما عندنا حاجة بنخاف منها أو عليها.
    خليك في وســـخـــك وفي عـــفـــنك البتكتب فيهو ده أحسن لك. أنت الذي تجرم في نفسك في هذا البورد، وأنت مسئول من كل كلمة تكتبها هنا. الجرسة لك شنو؟ اللي موجود في مكتبتك يكفي لأدانتك في المحاكم.
    طبعا أنت حرقك شديد كلامي عن سلوكك في مقابضة البنات ومحاولاتك لحضنهن. ده سلوكك أنت وأنت اللي مسئول عن أي كلمة تكتبها هنا.
                  

02-25-2012, 00:59 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: Deng)

    Quote: كان فى ذلك الوقت لم ينظم السودانيون أنفسهم فى منطقة واشنطن الكبرى ولم ينشئوا الجاليات السودانية أو لم تكن هناك حفلات عامة .. كانت الأمكنة التى تجمعنا هى أماكن المساجد والصلوات مثل مسجد دار الهجرة فى مدينة "فولس جيرج" أو المركز الأسلامى فى واشنطن دى سى أو المركز السعودى فى منطقة "ميرى فيلد"


    هذه معلومة تضليلية وغير صحيحة.
    سوف أترك الأخ كوستاوي يأتي ويعطيك نبذة سريعة عن تاريخ الجالية بمنطقة واشنطن الكبرى.
                  

02-25-2012, 01:04 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: Deng)

    Quote: واحدة من تلك الأشياء التى تعرفت عليها مبكراً هى أن السودانين أبناء العاصمة يتعاملون بوجهين فى حراكهم الساسيى المعارض هنا فى أمريكا، فهم معارضون من الطراز الأول حينما يكن هناك تجمعات سودانية؛ فهم يهِيجون ويُهيّجون شجون الأخرين للموت وقتال الحكومة الظالمة كما يقولون .. ولم يمض شهر أو نحوه حتى يعود أحدهم إلى الخرطوم ويقضى أجازته هناك بين أهله وأصدقاءه هانئاً ومطمئناً ومرتاح البال ثم يعود ليحتل مقعدة فى زمام المعارضة. كان هناك بعضهم يناطحون ليستلموا الأموال القليلة التى يجمعها السودانين من عرق جبينهم الخالص ويستأسدون بها أنهم معارضون أفذاذ أو محاربون أشاوس. لم أر أحدهم منذ حضورى وإلى يومنا هذا ترك واشنطن ليذهب إلى الميدان وظلوا هنا فى ملهاة وتجارة بخسة بأسم ودماء أبناء الشعب السودانى الذين أوقعهم حظهم العاثر فى الأماكن التى يدور بها القتال. بالطبع ليس كل المعارضين هكذا، بل هناك منهم الصادقون فى معارضتهم ولكن تقهرهم غلبة المتنطعين وأصحاب الغرض .. المعارضون السياسيون فى أمريكا جلهم نمور من ورق، إلا ما رحم ربى. إذا ما ضج ضجيجهم عدت إلى حيث سكنى المتواضع لا تشغلنى إلا الصراصير والبراغث، التى أوكلت برشها رش بلا هوادة من قبل صاحب المنزل، فأغفو فى قبوى.


    أنت لم تعمل أي عمل معارض ضد هذ النظام المجرم ولم تشارك حتى فيأي مظاهرة. فمن أين جمعت هذه المعلومات الغير صحيحة عن المعارضة بواشنطن؟ بريمة أترك هذا الكذب الذي تمارسه.
                  

02-25-2012, 04:11 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: Deng)

    العبار دينق
    Quote: أنت لم تعمل أي عمل معارض ضد هذ النظام المجرم ولم تشارك حتى فيأي مظاهرة. فمن أين جمعت هذه المعلومات الغير صحيحة عن المعارضة بواشنطن؟ بريمة أترك هذا الكذب الذي تمارسه.

    أنت ذاتك كواحد من أبناء العاصمة تلعن وتسب فى هذ الحكومة .. وأخيراً ذهبت الخرطوم وأتيت دون أن تسألك الحكومة .. أليس هذا صحيح؟ الأوزون يشهد بذلك ..

    الناس الذين يكابرون مثلك يجب أن لا يذهبوا السودان .. حفاظاً على مصداقيتهم.


    وبعدين يا دينق .. كلمة "بك حك" .. ممكن تقولها لأى إنسان وليس خلفها أى إيحاءات أخرى ..


    بريمة
                  

02-25-2012, 04:27 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)


    العبار دينق
    Quote: العبار بريمة بلل.

    تعرف أنت من المستحيل أن تترك سلوكك الوقـــح والخبيث ده أبدا. فعلا الطبع يغلب التطبع.
    لا تحاول أن ترسل إيحائات أو أشارات. لو عندك كلام قولو عديل كده. الزينا ديل ما عندنا حاجة بنخاف منها أو عليها.
    خليك في وســـخـــك وفي عـــفـــنك البتكتب فيهو ده أحسن لك. أنت الذي تجرم في نفسك في هذا البورد، وأنت مسئول من كل كلمة تكتبها هنا. الجرسة لك شنو؟ اللي موجود في مكتبتك يكفي لأدانتك في المحاكم.
    طبعا أنت حرقك شديد كلامي عن سلوكك في مقابضة البنات ومحاولاتك لحضنهن. ده سلوكك أنت وأنت اللي مسئول عن أي كلمة تكتبها هنا.

    شايف أنا كدى جبت كثافتك .. يا أخ العرب! .. أقصد البراظر.


    بريمة
                  

02-25-2012, 04:30 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)


    أخى أمين
    Quote: الاخ بريمه سلامات

    ما تشتغل بصحبك العبار دا

    You can take him out of the jungle, but you can not take the jungle out of him

    الزول دا أحسن يختانى .. هسى يشوف إلا النور ..

    بريمة
                  

02-25-2012, 04:45 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)


    ول أبا عبد الله الحبيب
    سلام ..
    Quote: الpoint من كلامي ده كلو ... كمتعلمين ومثقفين يجب نسهم بفاعلية
    لرفع مستوي الوعي لدي مجتمعنا ليحترم قيمة العمـل مهما كانت طبيعته
    والكسب الشريف مهما قلّ ... ليس من البصيرة في شئ مسايرة ذاك
    المجتمع بالكذب والتحايل لنرضي غرور هذه ونجعل ذاك ينتفخ فخـراً.
    نقطة مهمة .. وكتابتى للقصة تؤكد أننى مهيأ لأىّ شيئ علماً أننى كنت باليونان لمدة طويلة وأشتغلت فى حصاد الزيتون والبطيخ والبرتقال وغيرها كطالب حينما جاءت الحكومة وأوقفت منا المصاريف التى تصلنا من الأهل من السودان .. يعنى أنا أستطيع أتخطى كل التحديات التى تواجهنى فى الغربة ..

    المصيبة تأتى لما تكن هناك تصورات مسبقة من قبل الأهل والأقارب .. هناك مصيبتنا .. وأنا فى كتابتى هنا أظننى طرقت مسكوت عنه فى غربتنا .. نحن الشعب السودانى دوماً لدينا مسكوت عنه. ولا شنو؟

    بريمة
                  

02-25-2012, 05:20 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)


    الحبيب عبدالعظيم
    Quote: ابو احمد
    قراصنة النرويج



    خطرين لكن فى النرويج .. معاكم واحد من القراصنة اليونانين السودانين إن شاء الله سوف أجدع لك أسمه، سلم لى عليه.


    تسلم يا حبيب على الطلة
    بريمة
                  

02-25-2012, 04:59 AM

Amin Salim
<aAmin Salim
تاريخ التسجيل: 02-03-2012
مجموع المشاركات: 677

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    Quote: شايف أنا كدى جبت كثافتك .. يا أخ العرب! .. أقصد البراظر
                  

02-25-2012, 05:45 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: Amin Salim)

    نواصل .. قصتى

    العبد الله مديراً.

    فى مدينة أرلغنتون بولاية فرجينيا وفى تقاطع شارع "غليب روود" مع شارع "لييى هاى ويي"، وفى الناحية الشمالية لشارع "لييى هاى ويى" متجهاً غرباً إلى منطقة الألكسندرية من ذلك التقاطع، يقع الموقع الذى أصبحت فيه مديراً حتى عودة البنغلاديشى من بلاده. مهمتى هى إدارة شئون المحل كلها من ناحية العمل اليومى وصرف مواهى العمال وتعيين العمال ورفدهم وطلب المواد الغذائية وأستلامها وكتابة الشيكات الصادرة وتوريد المتحصل إلى البنك فى الحساب المخصص. النقطة الأخيرة، توريد المتحصل، سوف تعرفون أننى وحدى وضعتها ضمن مهامى، فقد قال لى البنغالى، لا أرغب فى القروش بقدر أرغب فى أستمرار المكان وزبائنه ونظافته وأن تكون الشركة المالكة التى يخلّص منها البنغالى أقصاده سعيدة بأستمرار العمل. قلت للبنغالى لا أرغب فى أى شيئ أكثر من ماهيتى، وهكذا فعلت حتى عودته. ولكنى عرفت سبب البنغلاديشى فى أنه لا يرغب فى القروش!

    لم تقابلنى أىّ مشكلة إدارية؛ لقد أحكمت قبضتى على العمال وسير عمل المكان .. وكان هناك حسابات معقدة هى حسابات الداخل من المواد الغذائية وحسابات ما تم أستهلاكه، ويتم ذلك بمعدل الساندوتش الواحد، فالشركة تريد أن تعرف أى رغيفه أستلمناها أين ذهبت أو أى مادة غذائية أستلمنا أين وكيف أستهلكت. وقد كنت موفقاً فى ذلك. وحرص الشركة المالكة هو لأنها تأخذ ما يسمى بالعوائد الجليلة من مجموع الدخل أو ما يسمى "الرويالتى فييس"، فقد أحكمت الحسابات بصورة أدق مما كان يفعل البنغلاديشى، قبل أن أكتشف أن البنغلاديشى يتلاعب بدخل المكان لأسباب عدة وأساسية لم يطلعنى إليها قبل سفره وقد جاءت الصدف لتكشف لى تلك الأسباب. واحد من تلك الأسباب هو عدم رغبة البنغالى فى تحصيل رأس مال حتى يتفادى دفوعات الأقصاد .. الشيئ الأخر، البنغالى الذى أوكلنى المكان ليس هو المالك الحقيقى من الشركة المالكة .. كان نسيبه زوج شقيقته هو صاحب المكان وهو بدوره أوكل نسيبه الذى أوكلنى المكان. لم يأت المالك الحقيقى ولم يظهر فى الصورة حتى حصل ما لم أرغب فيه: فقد كسر حرامية المكان ونهبوا قليل من القروش وبعض المأكولات وكنت لا أترك فى الخزينة غير مئة وخمسون دولاراً فكة لعمال الصباح حتى حضورى وكل ما يتم تحصليه إما أودعته البنك قبل أن يقفل أبوابه أو أخذه معى فى خزينة صغيرة إلى المنزل، وفى الغالب لن تتعدى الأموال التى أحملها معى أكثر من خمسائة دورلار فهى حصيلة ما بعد الساعة التاسعة حيث يقفل البنك أبوابه. كان للبنغالى حساب خاص بأسمه وقد أعطانى دفتر حسابه الخاص خالياً وقال لى ذا ما قمت بعمل خارج المكان لأرسال عدد كبير من الساندوتشات للشركات فى شكل وجبات غداء أو أفطار جماعى، فأودع المبالغ فى هذا الحساب. عرفت أن أغلب دخل المكان يأتى من تلك الزيارات التى أقوم بها للشركات الكبيرة وأوزّع لهم المنشورات وأعمل لهم بعض التخفضيات، فتأتينى الطلبات بكمية كبيرة حتى عمالى لا يستحملون طاقتها، حيث قمت بأضافة نفرين إضافيين فوق الذين عينهم البنغلاديشى بنفسه. نجح المكان نجاح منقطع النظير فى ظرف شهرين فقط وصارت تصلنا شهادات تقديرية من الشركة المالكة .. وأخوكم لم يعرف لعبة البنغلادشى بعد فى أخفاء حساباته! أخوكم كاشف كل الأوراق.

    تم كسر المكان وقامت الشرطة بالأتصال بصاحب المكان ولم يتصلوا بى مع أننى مسجل مدير للمحل وأسمى وصورتى فى البورد المخصص لذلك. أستغربت حينما أتصل بى عامل الصباح ليخبرنى أن المكان تم إنتهاكه. وحينما أتيت وجدت شخص ترك أسمه وتلفونه للأتصال به، ففعلت. قال لى من أنت؟ قلت له أنا مدير المكان .. قال أين نسيبى؟ قلت له إنه غادر فى إجازة صيفيه إلى بنغلاديش .. سألته من أنت؟ قال أنا صاحب المكان؟ وهناك أرتفعت كثافتى .. كيف تقل أنك صاحب المكان؟ قال لى نعم ومعى الخزنة وأستلمت دفتر الشيكات أيضاً .. قلت له سوف أبلغ البوليس فوراً .. قال لى أفعل ما شئت وإن إردت الخزينة فارغة ودفتر الشيكات خالى من أىّ حساب أئتنى فى المنزل وأكتب تعهد لى بما أريد ثم أسلمك مفتاح المكان وتباشر عملك معى. قلت فى قلبى مصيبة شنو التى وقعت فيها .. أتصلت بالبوليس وأطلعته على كل الأمر، فقال البوليس نعم أنه صاحب المكان فى الأوراق الرسيمة وعليك أن تؤتمر بأوامره. أتصلت بالبنغلاديشى فى بنغلاديش وأخبربته بما تم، وأن نسيبه أخذ الأشياء .. فقال لى لا تنزعج وأخذ منه الأشياء تحت شروطه .. وأخبرته بالمبلغ الذى أخذه كان حوالى ثلاثين ألف دولار .. قال لى هل الحساب الخاص فيه قروش قلت له نعم؛ قال لى دبر مشتريات المكان منه حتى عودتى. لم ألمه على أنه لم يخبرنى.
    ذهبتُ للرجل وكان فى معيتى الأخ السودانى "بهايى" فقد صار يشتغل معى فى المكان فى بعض الأيام .. أستقبلنا الرجل البنغلاديشى أستقبالاً سيئاً لكنى نجحت فى أخذ الخزانات ودفتر الشيكات الخالى ومفاتيح خزانات الأطعمة. وباشرت عملى لكنه ظل يأتى المكان ويأخذ كل الحساب من وقت لأخر دون أن يترك حتى مواهى العمال. الزول جشع، حينما يرى القروش يسيل لعابه. عرفت أن نسيبه الذى أوكلنى مخوفه من المكان خوف .. رجالة وحمرة عين. بدأ الرجل بعد أن عرف إننى ناجح فى المكان فى أستمالتى، وأنه سوف يثبتنى مديراً للمحل بديلاً لنسيبه وأن يكتب معى عقد منفصل .. كنت أقول له لا أرغب وسوف أشغل الوظيفة حتى يعود نسيبه. سعد الرجل سعادة كبيرة بوجودى وأحضر زوجته ومعارفه وبدأ يعرفنى بهم يوماً بعد أخر حتى عرفت أغلبهم. لكن فى الحقيقة لم يكن قلبى ولا سيفى معه؛ أنا منحاز أنحياز تام لنسيبه الذى أوكلنى.

    لقد مضت ثلاثة أشهر أو أزيد حتى عاد موكلى؛ قال لى سوف تستلم زوجته إدارة الموقع وشكرنى وقال لى تظل أنت المدير حتى تجد وظيفة أحسن من هنا. عرفت أنه طردنى بطريقة طيبه تقديراً لعملى له. قلت له ماذا تفعل أنت؟ قال لى دعنى أولاً أطرد الأنسان الذى نهب المكان ..؟ قلت له نسيبك! قال لى هل رأيته مر من هنا من قبل؟ قلت له بالطبع لا .. ذهبنا معه سوياً إلى المكان فى الصباح وعرف حجم القروش التى أستلمها الرجل .. وبعد ساعات قليلة جاء الرجل وزجته، شقيقة زولى البنغلاديشى؛ دخلا إلينا من الباب الخلفى الذى ندخل به الطلبات، وحينما رأى البنغلاديشى الذى معى نسيبه أحمرّت عيناه وأنتفخت اوداجه وتصارخا وهاجا هياج جنونى، أنتهى بهم الأمر أن رفع زولى نسيبه فوق رأسه وقبل أن ينبل به أرض المبنى قد تمكنا وبعد جهد جهيد أنا وشقيقته أنزال زوجها بقدرة قادر وأخراجناه من قبضة أخيها .. هرب الرجل خارج المكان ومازال زولى يزعر كالاسد. فقد كان مصارعاً ضخماً فى بلده البنغلاديش وقد نال جوائز كثيرة فى المصارعة وكان يعلقها فى المكان ويخبر بها الزبائن الذين يتحدثون إليه وكان نسيبه يعرف كل هذا، فقد أخرج تلفونه يريد أن يتصل بالشرطة وتدخلتُ وتدخلت معى زوجته حتى أستطعنا أثناءه من الأتصال بالشرطة، كان يقول لنا أنه يريد أن يقتلنى ولن أتركه .. ذهب الرجل غاضباً هو وزوجته وذلك كان أخر عهدى بهم؛ أستلم موكلى عمله.

    قمنا بمراجة الحسابات وبقية الأعمال .. قال لى سوف أخصم منه المبلغ على دائرة المليم ولن أعطه سنتاً حتى أستخلص كل الأموال؛ عرفت من صاحب المكان الأصلى أن مؤكلى يشتغل مقابل خمسة وعشرون فى المئة من قيمة دخل المكان لكنه كان يكاوش كل دخل المكان.

    فى فترة عملى توفقت فى أن أنال رضى الزبائن ووكلاء الشركة المالكة والشركات الكبيرة التى تطلب منا السندوتشات وفوق ذلك كسبت ثقة العمال .. فكنت أنادى الواحد منهم إذا أخطأ لمفرده فى مكتبى فى مؤخرة المكان .. وأبدأ بتعداد أيجابياته وكيف يمكن أن يطورها ويبنى على نجاحاته ثم أعرج إلى النقطة المهمة التى جعلتنى أئتى به .. وأطلب منه أن لا يكرر مثل ذلك الخطأ حتى لا يخزلنى مع زبائن المكان وذلك سوف يكون خصماً عليه وأننى أرغب فى مساعدته لتطوير نفسه. ثم أمضيه على تعهد. هكذا كنت أفعل مع أى أنسان يخطئ ولم يرنى أحداً إننى رفعت صوتى مهما تعاظمت المشكلة لكنى أتدخل لحلها بصورة مرضية حتى يتثنى لى الوقت لأراجع موظفى. كان نجاحى فى الإدارة مدخل لى لأعمال كثيرة قمت بها فى المستقبل وقد ساعدتنى خبرتى كثيراً .

    تركت المكان بعد حوالى شهر من حضور البنغلاديشى وغادرت إلى قاهرة المعز لأحضار المدام لتعيش الواقع بنفسها معى ..

    غداً نواصل ..

    بريمة

    (عدل بواسطة بريمة محمد on 02-25-2012, 05:47 AM)

                  

02-25-2012, 10:03 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    Quote: أنت ذاتك كواحد من أبناء العاصمة تلعن وتسب فى هذ الحكومة .. وأخيراً ذهبت الخرطوم وأتيت دون أن تسألك الحكومة .. أليس هذا صحيح؟ الأوزون يشهد بذلك ..

    الناس الذين يكابرون مثلك يجب أن لا يذهبوا السودان .. حفاظاً على مصداقيتهم.


    العبار بريمة بلل.

    المشكلة وين لو أنا معارض النظام وسافرت للسودان؟ هل يجب علي أن أخاف من بطش الحكومة وأن لا أسافر؟


    Quote: وبعدين يا دينق .. كلمة "بك حك" .. ممكن تقولها لأى إنسان وليس خلفها أى إيحاءات أخرى ..


    ياخي أنت أوقفت عربيتك في الشارع وسألت لك بت بتشتغل معك إذا كانت تحتاج الى حضنة منك أم لا؟
    ده سلوك غير حضاري وغير محترم. وقد يتم تفسيره بعدة طرق ومن بينها بأنك بتعاكس في البت معاكسة جنسية.
    هل أنت يا بريمة بتتجراء وتسأل بت سودانية بمثل هذه الطريقة؟
                  

02-25-2012, 07:02 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: Deng)

    العبار دينق
    Quote: ياخي أنت أوقفت عربيتك في الشارع وسألت لك بت بتشتغل معك إذا كانت تحتاج الى حضنة منك أم لا؟
    ده سلوك غير حضاري وغير محترم. وقد يتم تفسيره بعدة طرق ومن بينها بأنك بتعاكس في البت معاكسة جنسية.
    هل أنت يا بريمة بتتجراء وتسأل بت سودانية بمثل هذه الطريقة؟

    شايف أنا وصلت أخرك ..
    كلمة "بك حك" بنقولها لأطفالنا صباح مساء .. هل فى ذلك شيئ؟ .. ليه يا العبار مرات تحاول إستدرار عطف الناس نتيجة جهلهم الحقائق.
    فى الغرب مثل هذه الكلمة يقلها الرئيس فى لقاء عام وتقلها زوجة الرئيس فى لقاءها لأطفال المدارس .. هل هناك شيئ خطأ فى قولهم؟ هل أنت تغالط كل الشعب الأمريكى الذى يستعمل الكلمة كل يوم وفى كل مكان؟

    يا أخ العرب! .. أقصد البراظر، كف عن هذا .. هداك الله.

    بريمة
                  

03-01-2012, 12:57 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)


    أستراحة محارب .. سوف أعود لمواصلة .. قصتى ..


    مع أشد أعتذارى لقرائى ..

    دمتم بألف خير ..


    بريمة
                  

03-01-2012, 01:05 PM

Amin Salim
<aAmin Salim
تاريخ التسجيل: 02-03-2012
مجموع المشاركات: 677

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    واصل با بربمه
                  

03-10-2012, 04:46 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    نواصل .. قصتى ..

    حان الوقت أن أضيف لمعانى معاناة أخرى، على حد قول المثل الساخر: ضاقت حتى أحكمت حلقاتها حتى ظننها تفرجِ قامت ضاقت تانى. لم تدر المدام إننى أسوقها إلى حيث لا تعلم شيئاً. ومن جانبها، كما عودتى من قبل فى اليونان، أنه لا يهمها أن تعلم ما لا يهمها فى يومها؛ لديها الأشياء تأخذ برزق اليوم باليوم؛ ولا داعى لشيل هموم الغد أو ما بعده ما دام حتماً ذلك الغد سوف يأتى ويتم التعامل معه فى حينه. تلك الوصفه لا أتبعها فى حياتى قط. فأنا أحسب حسابات فلكية عن الغد إلى حيث ينتهى بى المقام فى توهان أهل الصوفية فى معرفة أسرار الغيبيات. ومع تلك المفارقات، ما بين العيش فى الحاضر برزق اليوم باليوم، والعيش فى المستقبل لغد زاهر، تتكامل حياتنا على حد قول الشاعر: أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا. وهذا لعمرى، فى وجهة نظرى، إنه تفاعل كبير من الشاعر، الذى يمكن له أن يتفاعل هذا التفاعل الأبدى. وفى ظنى، أن وجهة نظر المدام، فى أستثمار أقصى ما تملك فى يومها لتجعل منه يوماً كاملاً فى أدق صوره، هى فلسفة تنبنى على تجويد الجزء لإجادة الكل. فالحياة ثوانى ودقائق ثم ساعات ثم أيام ثم شهور ثم سنين. وتجويد الثانية أو الدقيقة هو مدخل لتجويد عمل الساعة وهكذا دواليك. فى الجانب الأخر، شخصى، أبنى حياتى على نظام فوقى. لو نظرنا إلى نظاماً فوقياً فى الحياة تجده يتمثل فى الهرم الغذائى .. وهو عبارة عن مثلث تمثل قاعدته العريضة النباتات .. وتأتى فوق النباتات الحيوانات التى تقتات على النبات .. وتأتى فوق أكلات الأعشات تلك الحيونات التى تأكل اللحوم والأعشاب معاً ثم الحيونات التى تأكل اللحوم فقط .. وهكذا يتناقص حجم الهرم كلما صعدنا فى السلم إلى أعلى .. على سبيل المثال: أن النمور تأتى فى قمة الهرم ثم تأتى القرود (لأن النمور تقتات على القرود، فالنمور فى أى منطقة ما ذات نظام بيئى سليم دوما تكون أقل عدداً من القرود وإذا أختل هذا المعيار فإن البيئة فى حالة تدهور)، ثم تأتى النباتات التى تقتات عليها القرود مثل الموز والطماطم .. فإن كنت أيها القارئ مثلى لنظرتك للحياة فإنك تحسب النمور فى منطقة ما لتعرف عدد القرود إن هى أوشكت للأنقراض أو لا. أما إن كنت مثل المدام، فأنت تكتفى بوجود قرد واحد لتدلل أن القرود بخير مادام هناك قرد موجود. تطبيقياً إن هذه النظرة تعنى أن المدام تصرف كل ما بيدها فى يومها لا يهما أمر غدها، فهى متوكلة ما دام اليوم مر بسلام فإن الغد لا يختلف عنه كثيراً ويمكن تدبيره فى حينه. أما شخصى يجمع السنتات والملاليم لمجابهة حاجة ما فى الغد. فالمدام إنسان مستهلك وشخصى إنسان إدخارى؛ وهذين لعمرى نقضين، أحدهما يبنى والأخر يهدم. وما أسهل الهدم .. وما أصعب البناء!

    مسلحاً بتلك القيم النيبلة: قيم الأدخار والتوفير، ومتحصناً تحصناً معرفياً ضد قيم البزار والأستهلاك، قررت أن أتى بالمدام إلى القاهرة فى أجازة لمدة شهر قبل الحضور إلى الولايات المتحدة وفيها أختبر حكمتى فى توفير معينات الأستهلاك المطلوبة مع المحافظة على جو متعافى يغمره الفرح والبهجة مع إبقاء عينى مفتحه قدر القرش أبو عشرة.

    ذهبت القاهرة وأخترت فندقاً فى وسط القاهرة، وكان نزولى فى الفندق ليس عبثاً، فالمدام لم تعتاد حياة الفنادق إلا لماماً حينما كانت معى فى اليونان، هذه فرصة لكى تتعرف على الفنادق فهى فى السنوات القادمة سوف تكون مقبلة على سفر بين السودان والولايات المتحدة لوحدها وهذه تعتبر فرصة لها لمعرفة أسرار بعض السكن فى الفنادق . وهذه مقدمة للتغيير النفسى إذا ما أشتدت الخطب فى المنزل مستقبلاً سوف يسهل أستذكار حياة القاهرة فى الفندق ويمكننى عمل عطلة فى نهاية الأسبوع فى فندق ما وسوف تكون العطلة كيفلة بإعادة المياه إلى مجاريها. وكان لى هدف أخر خفى، هو نفض غبار السودان وأعطاء المدام فرصة لتكتشف أهمية الأبهات فى الهوتيلات عن طريق مرورنا بالرسبشن وأماكن تناولنا الوجبات وإلتقاءنا بزبائن كبار ينزلون فى الفندق أثناء جلوسنا فى غرف الجلوس فى الهوتيل وغيرها. وقد ضبطت حبكتى! فإن المدام ظلت طوال المدة تحافظ على مستو عالى من الأناقة فى كل شيئ ترتديه أو تحمله فى يدها وتخطت ذلك لتبدأ هندمتى، بقولها: "يا راجل القميص دا ما عامل ماتشنج مع البنطلون؛ الحزام لا يطابق الجزمة؛ الكرفته مشاترة" .. وهكذا. أخوكم مبسوط أن المدام أستلمت مهمة كبيرة فى الحياة الزوجية: اللبس والزى؛ وهذه الأشياء تهمنى فأنا أقتنى فى المتوسط ثلاثين ربطة عنق فى أىّ لحظة.

    كان فى الفندق الذى نزلنا به، والذى يقع مطلاً على شارع "طلعت حرب" من الناحية الجنوبية ومواجهاً من الناحية الشرقية لمركز الأمريكين فى وسط القاهرة، تجلس أمرأة مصرية فى غاية الجمال والأناقة فى الرسبشن وحينما عرفت إننى قادم من الولايات المتحدة زاد أهتمامها بى؛ كانت البسمات توزع تتراً أينما مررت بالرسبشن صاعداً أو هابط أو داخلاً أو خارجاً. كان شخصى لا تفوت عليه تلك البسمات، فأنا أجيد البسمات حتى لو مجاملة .. فأخوكم كان يحضر بسمة كبيرة قبل أن يخرج من المصعد .. فإذا لم أجدها سألت عنها. كانت الأنسة تكون أول المتصلين إذا حان وقت الأفطار أو الغداء وإن لم نكن موجودين تسأل أحد العمال يحمل الوجبة إلى حيث غرفتنا .. بدأت المرأة تدخل للمدام تحت أظفارها .. كما تقول. ذهبت ذات مرة إلى الرسبشن مصطعناً غرضاً ما وظللت أتونس مع الأنسة والتى صارت توزع كل العمال ليخلو لها الجو .. فعرفت منها إنها طالبة تود إكمال دارستها فى الخارج وكانت تود لو أننى أستطع مساعدتها للحضور إلى الولايات المتحدة لمواصلة دراستها .. فأخبرت المدام، لكنها رفضت الحجة قالت لى أن نغيروا الفندق فوراً أو أن نخلى التحدث أو حتى المعاينة فى الأنسة فى الرسبشن .. والمثل يقول خادم الفكى مجبورة على الصلاة .. فصرت أخفى وجهى أو أصطنع إننى أنظر إلى شيئ ما فى الجهة الأخرى حتى أمر. وإذا ما حاولت أستراق النظر، تتنحنح المدام وتقول لى: "يا راجل نزل شنبك دا تحت" دلالة على قفل الفم أو كتمان البسمة. أخوكم هرش! .. كنا من قبل مع المدام فى اليونان وكان لى أصدقاء كثر، سودانيين ويونانين وغيرهم كثير .. فإذا ما حضرت زميلة تظل المدام ترقب نمط الحديث بشغف، فهى لا تعرف اللغة اليونانية ولكنها تتابع كيمياء الحديث بدقة، فإذ ظهر شيئ فى الحديث ظنته لا يعجبها .. قالت أشرح الكلام دا معناه شنو؟ .. وأنا أشيل وأخط أشياء أخرى لا صلة لها بالموضوع .. ومن هناك شرعت المدام فى تعلم اليونانية لأتقاء شر اليونانيات .. فى فترة وجيزة عرفت كثير من الكلمات وبالباقى تتمه تخمين. كان من بين أولائك الصديقات اليونيات واحدة تسمى "فانى"، فإذا ما حضرت "فانى" تأخذ بشكيراً ثم تذهب إلى الحمام للتتشطف ثم تأتى تعمل مكياجها أمام المرآة بكل دقة وأناقة .. وكنت أرى أن هذا مدخل للمدام لمعرفة المرأة اليونانية، لكن المدام ظلت تفكر تفكيراً نسوياً وتأبى أن تقبل أن أولائى الصديقات هن صديقات دراسة وزمالة .. وكان من بين أصدقائنا رجل شرطة سابق يدعى "بترو" وزوجته تدعى "مينا" وبنته الأمورة من أمرأة أخرى تسمى الطفلة "ماريا" هم أصدقاء يأتوننا بأستمرار وكان حضورهم لغرض. "بترو" كان عاطلاً عن العمل وهو يأتى يقول لنا أنه شرطى نظام عام وهو يراقب الطلبة وهو بذلك يستطيع الدخول إلى سفرة الطعام هو زوجته وطفلته ليتناولون وجباتهم الثلاثة ملح .. ولو عرفتم أن داخليات جامعة سالونيكا فى شمال اليونان يقوم بتوفير مصادر تموينها الغذائى الرئيس معمر القذافى. وحينما يحضر "بترو" باسرته يجتمع عدد كبير من الأصدقا وتتعالى الأصوات بالضحك والنكات .. وهكذا .. لم يمض طويلاً حتى بدأت زوجتى تدخل فى "السستم" اليونانى الجديد وصرن اليونانيات يمكيجنها كما يفعلن وبألوان وأشكال عجيبة كن يقلن أنها تناسب بشرتها. كان اليونانيات يأخذنها فى جولات طويلة إلى المتاجر والأسواق أماكن عرض الأزياء، فكانت تقضى أوقات جميلة.

    كانت القاهرة مكتظة أكتظاظ يفوق التصور، فأنا لم أشهد مدينة فى العالم أو حتى فى الأفلام بها كثافة سكانية مثل القاهرة إلا مدينة بومباى فى الهند؛ يقول لى صديقى الهندى أن الشرطى فى بومباى يوقف الناس عند شارة المرور بالحبل يشده شرطيين بطرفى الشارع حتى إذا فتحت شارت المرور ألقى الشرطيين الحبل ويتحرك البشر يتساوجون فى أمواج لا تنتهى كأمواج رمال صحراء "قوبى" فى شبه القارة الصينية أو تحسبهم ياجوج وماجوج. كانت القاهرة هكذا. كانت كثافة حركة الناس تبدأ متأخرة وتصل ذروتها فى المساء، فقد قررنا، شخصى والمدام أن نتفادوا هذا الزحام بالنوم نهاراً ثم الذهاب إلى المسرح أو السينماهات ليلاً. المدام مغرمة بالأفلام المصرية والهندية.

    بالأضافة للأنسة الأنيقة فى الرسبشن، كان هناك ثلاثة أشخاص أخرون يتابعون حركتى فى القاهرة بصورة لصيقة. أثنين منهم هم من عمال الفندق ويقومون بترتيب غرفتنا فى الفندق وهم شباب صعايدة، فإذا حضر أحدهم ورتب لنا الغرفة أعطيته بكشيشاً. كان البكشيش بالنسبة لهم أهم شيئ، فقد صار الشابان يتنافسان حتى وصل الأمر إذا قيل لهم نمرة غرفتنا يهرأون ركضاً فإذا أخذ أحدهم المصعد يجرى الأخر جرياً بالسلالم حتى غرفتنا وكنا نسمع دوى أقدامهم. فإذا دخل الأول منع الأخر من الدخول .. وكان كل واحد منهما يقول عن الأخر أنه كسول ولا ينظف ولا يهتم بأشياء الزبائن فأطلبنى "أنا" من المدام بالأسم .. وهكذا يفعل الأخر.

    كان الشخص الأخر، هو طفلة إعتادة الشحدة فى الجهة الجنوبية من الفندق بشارع طلعت حرب .. فالمساحة التى تحت غرفتنا مباشرة هى مكان مرابطتها طوال اليوم، فكانت تشبك كلتى يديها فى رجلى وتأبى أن تنفك منى أبداً حتى أدفع لها وحينها ترفع يديها إلى السماء تدعو لى وللمدام بصالح الدعاء وكان صوتها فى الدعاء جميلاً فهى تلقى أدعيتها بصورة تأثر المارة فيقفون ويدفعون لها المزيد. على مدار أربع وثلاثين يوماً قضيناها فى الفندق كانت الطفلة تشبك فينى ولا تفعل ذلك مع المدام ولا تقربها. فكنت أقول للمدام أن تتعلم الرأفة بالضعفاء .. فكان المدام تقول لى "هى عارفه أنا ضعيفة وهى شايفة محلة القروش وين .. تشبك فينى لى شنو؟" كنت أهرب من الطفلة وأدور حول المدام كما جمل العصًارة أو تور الساقية، فهى لا تنفك أن تدور معى حتى يدوخ رأسى ثم تشبك فى رجلى .. فهى لا تعرف أنا ملفس أو لا .. فهى تشبك فينى لا محالة ولا يحلنى منها إلا الدفع كاش .. فصرت أحضر لها قروشها قبل النزول، فإذا ما جاءت تركض نحوى مددت لها ما فيه النصيب فتقوم لى بالدعاء.

    غداً نواصل ..

    بريمة

    (عدل بواسطة بريمة محمد on 03-10-2012, 05:05 PM)

                  

03-10-2012, 07:13 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    نواصل .. قصتى ..

    كان الطفلة لا تأتى لمفردها، فقد كانت هناك أمرأة أظنها والدتها تأتى وتجلس فى الجانب الأخر من الشارع جوار حيطة. كانت المرأة تجلس بهدوء تام ولا تتدخل فى أىّ شيئ يخص الطفلة ولكن حينما تستلم الطفلة ملبغاً تجلس المرأة هنيهة ثم تنادى الطفلة لتستلم منها المبلغ. كانت المرأة تدير حركة أطفال كثر وكنت لا أعرف هل كلهم أطفالها أم أطفال أناس أخرين تأتى تمارس بهم الشحدة، فالمرأة لا تشحد بنفسها ولكنها توزع الأطفال فى كل المواقع الأستراتيجية فى ذلك المكان من منتصف القاهرة ثم تقوم بجمع ما تحصلوا إليه. كنت كثيراً ما أذهب إليها وأجلس فى التراب إلى جوارها وأتحدث إليها، فكنت أقول لها أن تدخل الأطفال المدارس وإن إرادت هى تمارس المهنة بنفسها فإن ذلك شيئ يخصها. كانت حجتها أن الناس يرأفون بالأطفال أكثر منها، فهى وحدها لا تستطع تحصيل حق أفطارهم ولكن بوجودهم تستطيع أن توفر لهم حق السكن والإعاشة. كنت أسألها عن والدهم أين ذهب؟ وأين أهلها؟ وأهل زوجها؟ فكانت تقول ليس هم موجودين هنا. كان من الحكم الغريبة أن الطفلة لا تشبك فينى أكثر من مرة فى اليوم، فإذا فعلت ذلك فى الصباح فإنا طوال يومى أمر بسلام وكلما مررت بها أستوقفتنى ودعت لى بدعاءً مختلفاً وصادقاً. وكنت أستغرب غاية الأستغراب أين تعلمت الأدعية وأين تعلمت الكلام الذى تقوله مثل أن والدها ميت أن أمها عمياء وأنها وأخوتها يعيشون على القمامة .. وكانت طريقة شحدتها عجيبة فهى تسألك بأسم الله الأعظم والنبى المصطفى وصحابته الميامين وجميع أمهات المسلمين والملائكة وأولى العزم من الرسل .. وهكذا تسترسل استرسالاً جزلاً حتى تخرج منك نصيبها .. وكلنا يعرف أن والدتها تجلس فى الطرف الأخر من الشارع وهى مفتحة عينونها مثل القرش أب عشرة وإذا سألتها عنها تقول لك عنها أمرأة شحادة أخرى لا تعرفها وتنافسها فى عيشها فى المكان. ذات مرة تأتى الطفلة مهندمة هنداماً جميلاً يشبه ملابس النورس (الحلب)، فإذا قلت لها أنتى اليوم عروسة حلوة تقول لى أن هذه الملابس أشتراها لها رجل صالح ثم تتسألنى أن كان أريد أهديها ملابس جميلة مثل هذه ولا تلبس أن تأخذنى من يدى وتحاول أستدراجى لأقرب دكان للملابس؛ تتدخل المدام "هى هى خليتى الشحدة بقيتى فى الملابس عديل؛ دى قوة عين عجيبه" ثم تقبل على المدام بالدعاء "الله يرحمك يا مدام ويرحم والديك وأخواتك ويرزقك بأطفال حلوين .. " والمدام تشيل وتأمن على دعائها ثم تقل لها : " كفاية خلاص الأديناك ليهو، الله يهديك أنفكى مننا خلينا نمشوا".

    كانت القاهرة جميلة بأهلها. ففى كل معنطف تجد من هو أظرف فى نكاته من الأخرين والمصريون هم أصحابة طرفة وخفيفى الظل بصورة متناهية. فى ذلك الوقت تمتاز القاهرة بأنها مدينة تجمع كل المتناقضات؛ فقد كان بأمكاننا أن نتاول الوجبة بمئة دولار أو جنيهين مصريين؛ كانت محلات الكشرى تعجبنى، وكان هناك محلات تبيع عيش بالطحنية أو الفول المصرى وهى رخيص رخص التراب ومحلات أخرى تأكل فيها لحمة طرية تسمى "موزة" بثمن غالى وهكذا .. يمكنك أن تصرف خمس جنيهات فقط فى اليوم أو تصرف مئتين وخمسين دولاً فى اليوم فى وجباتك.

    كانت مشكلة القاهرة فى التلوث، فقد كانت هناك سحابة بيضاء وفى بعض الأحيان سوداء تظلل سماء القاهرة. ولم أكن أعرف أن تلك الغمامة هى بسبب التلوث حتى سمعت رجل أمريكى فى الفندق يقول أن هذا التلوث يقتله بضيق التنفس .. وكان يحكى بأستغراب ويسأل من أين تأتى تلك الغمامة الغامضة ولماذا تظلل سماء القاهرة فى وسط المدينة دون الأطراف؟ .. كان من الأشياء التى أضحكتنى فى حديث الرجل الأمريكى أن الذباب هنا فى القاهرة هو أهم شيئ يشحذ همته وأنتباهه، وكان يقول لصديقة عليه أن يظل حاضر البديهة وإلا تخادن الذباب على أنفه وهو ساهى! وكان صاحبه يضحك ويقل له أنه يراه يمسح صلعته بأستمرار وقد عرف السر أن الذباب يسعملها مكاناً للهبوط والأقلاع كمطار رولاند رينغن بواشنطن. فى تلك الأثناء ضحكت بصوت عالى حتى أنتبهوا لى؛ فسألنى الذى كان يحكى إن كان قصة الذباب مسوى صلعة صديقة مطار رولاند رينغن قد تكون أعجبتنى؟ فقلت له أعرف كثافة الطائرات فى مطار رولاند ريغن فقد كنت أعمل به حتى قريباً.

    كان السودانيون دايشين دوشة شديدة فى القاهرة. فى الولايات المتحدة لا ترى السودانيين فى الطرقات العامة إلا نادراً فى حالة التجمعات السكنية حيث يجلس النسوة فى الأماكن العامة فى شكل تجمعات، أما فى القاهرة، فإن السودانين يتجمعون ويسرون فى مجموعات ويتسكعون فى الطرقات، فهم يبدو إليهم لا أعمال لهم، يعيشون كما فى السودان. جمعتنا الصدفة بأمرأة سودانية تنوى الحضور للولايات المتحدة فهى تحاول أستخراج فيزتها وكان يرافقها حماها وأطفالها. كانت دوماً تقول لنا أن الأطفال أتموا خمس سنوات من والدهم وأن الأطفال أشتاقوا لوالدهم وكنا والمدام نضحك على فكرتها أن الأطفال أشتاقوا لأبوهم وهى لا تجرأ هى أن تقول أنها أشتاقت لزوجها .. فكنا نسميها "الأطفال أشتاقوا لأبوهم" .. وفإذا أتصلت وسألت المدام من هى التى أتصلت تقول المدام هى: "الأطفال أشتاقوا لأبوهم" فأعرفها.

    القاهرة مركز ثقافى عالمى لا تنافسها فى الكتب والمجلات المعروضة على الطرقات إلا دمش أو بيروت. هنا تباع الكتب فى الأكشاك والطرقات بكميات كبيرة، كما توجد المكتبات العامرة. لم يكن هناك شيئ أرخص من الكتب إلا الكشرى والفول المصرى؛ فكان المصريون رغم ضيق حالهم إلا أنهم يقضون يومهم فى كثير من وسائل الترفيه وقضاء أوقات جملية حتى لو على رصيف كورنيشات النيل. كانت الرحلات السياحية التى كنا نقوم بها إلى كل المواقع الأثرية مثل الأهرامات وأماكن الملوك والمساجد والمكتبات العريقة كانت أشياء جيملة .. وبحسبان إننى عربى كنت أضع القُطرة على رأسى وأركب جملاً أصهباً فى أغلب زياراتنا لهرم أبو الهول، فقد كنت أسبق كل السياح حتى يتنطل الزبد من فم الجمل من الركض. فكان المرشدون السياحين يقولون والله هذا الزول ركيب .. والله ركيب. فإذا ما قضينا يومنا عدنا إلى الفندق فتقابلنا الطفلة بالدعاء قائله: "ببركت سيدى الحسن والحسين يحفظكم من شرور الأنس والجان ويختم أخراكم بصالح الأعمال ويرفع موازينكم ويعلى شأنكم .. " وفى الرسبشن تجلس الأنسة الأنيقة تسألنى كيف قضينا يومنا إن كان سعيداً وأين ذهبنا وهل نريد منها أن تعطينا معلومات سياحية إضافية.

    فى كل تلك الفترة ظلت المدام عائشة على فكرة أننى محاضر جامعى كبير فى الجامعات الأمريكية أو مدير لمحل تجارى فى واشنطن أحياناً .. فقلت فى نفسى كان جدى يوصينى بالنساء، فيقل لى يتزوج الرجال النساء بالكضب ويمسكوهن بالصاح .. ثم أقول دع المدامن تهنئ قليلاً ..

    وهكذا أستأنثنا القاهرة ومسارحها مثل تمثيليات هنيدى وغيرها حتى جاء موعد سفرنا .. فأقلعنا متجهين إلى الأردن عن طريق الخطوط الأردنية.

    غداً نواصل ..

    بريمة

    (عدل بواسطة بريمة محمد on 03-10-2012, 07:16 PM)
    (عدل بواسطة بريمة محمد on 03-10-2012, 07:25 PM)
    (عدل بواسطة بريمة محمد on 03-11-2012, 01:06 AM)

                  

03-10-2012, 09:07 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    Quote: كانت القاهرة جميلة بأهلها. ففى كل معنطف تجد من هو أظرف فى نكاته من الأخرين والمصريون هم أصحابة طرفة وخفيفى الظل بصورة متناهية. فى ذلك الوقت تمتاز القاهرة بأنها مدينة تجمع كل المتناقضات؛ فقد كان بأمكاننا أن نتاول الوجبة بمئة دولار أو جنيهين مصريين؛ كانت محلات الكشرى تعجبنى، وكان هناك محلات تبيع عيش بالطحنية أو الفول المصرى وهى رخيص رخص التراب ومحلات أخرى تأكل فيها لحمة طرية تسمى "موزة" بثمن غالى وهكذا .. يمكنك أن تصرف خمس جنيهات فقط فى اليوم أو تصرف مئتين وخمسين دولاً فى اليوم فى وجباتك.


    العبار بريمة بلل.

    قالو أول حاجة أنت أشتريتها في القاهرة كانت شبراويشي 555 ؟
    سمعنا تحت تحت كده أنت كنت بتمشي أفريكانا قبل وصول المدام.



    Quote: وبحسبان إننى عربى كنت أضع القُطرة على رأسى وأركب جملاً أصهباً فى أغلب زياراتنا لهرم أبو الهول، فقد كنت أسبق كل السياح حتى يتنطل الزبد من فم الجمل من الركض. فكان المرشدون السياحين يقولون والله هذا الزول ركيب .[/QUOTE]

    غطرة يا أخا العرب وليس قطرة. القطرة التنزل لك في عينك.
    بالمناسبة يا بريمة. بمناسبة أنك ركيب أو جوكي دي. أنا شفته زول بشبهك في موقعة الجمل بميدان التحرير ده أنت؟

    فتك عافية.
                      

03-11-2012, 00:39 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: Deng)

    أها يا العبار دينق
    Quote: العبار بريمة بلل.

    قالو أول حاجة أنت أشتريتها في القاهرة كانت شبراويشي 555 ؟
    سمعنا تحت تحت كده أنت كنت بتمشي أفريكانا قبل وصول المدام.

    يبدو الموضوع أخرج ليك شجون دفينة فى القاهرة .. يا أخى بالله فت الموضوع عشان الناس تعرف قدر المعاناة والمهانة التى نعيشها فى الغربة.
    Quote: بمناسبة أنك ركيب أو جوكي دي. أنا شفته زول بشبهك في موقعة الجمل بميدان التحرير ده أنت؟
    دا يكون من البلطجية بتاعين أمريكا ..

    بريمة
                  

03-24-2012, 01:28 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    نعود إلى قصتى ..

    وسوف تدلف القصة لتغوص بكم فى أعماق الحياة الأمريكية .. كما يعيشها أصحابها .. وكيف عايشتها فى أحسن وأسوء صورها.


    تابعونا ..

    بريمة
                  

03-24-2012, 06:07 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    نواصل قصتى ..
    الخيار الصعب بين مثلث برمودا وناس الفضاء المرابطين به وبين بحر الشيطان فى شرق أسيا ..

    كانت المدام قبل سفرناإلى الولايات المتحدة، عائد أنا إلى الولايات المتحدة وقادمه هى لأول مرة، تقول لى أن لا نقطعوا المحيط الأطلنطى بالطائرة بتاتاً. كانت قد قرأت ضمن قراءاتها فى القاهرة عن مثلث برمودا وعن أن هناك سكان للفضاء الخارجى يختطفون الركاب والطائرات فى مثلث برمودا .. كانت تصر أصراراً أن الطائرة لا تمر بها بالمحيط الأطلنطى وكان علينا السفر شرقاً عن طريق أسيا وهى تقول "شوف يا راجل لو أنت قنعت من نفسك أنا ما قنعانه من نفسى وأمى ما قنعانه منى .. لو ما بتودينى أمريكا بغير طريق الحاجات التختف الناس أنا ح أرجع السودان" .. كنت أشرح لها "يا مدام كل الناس بمروا بالمحيط الأطنطلى ومثل برمودا يقع فى جنوب الولايات المتحدة نحن مرورنا يكون بالأتجاه الشرقى" .. تقول المدام "شوف إلا المحيط المخيف دا .. إن شاء الله نصلوا بألسكا أو بعد شهر ما مهم، المهم أننا نمرقوا بهناك سالمين" ..

    قلت فى نفسى أنتظر! أنا ألم أقل لها إننى محاضر جامعى فى واشنطن ومدير لمحلات تجارية وغيرها! ماذا يضير لو غيرت التذكرة إلى الأردنية وأتجهنا من القاهرة شرقاً إلى الأردن ثم من هناك عبرت بها المحيط دون علمها .. ذهبنا إلى الخطوط وغيرت أتجاه الرحلة قليلاً .. ثم تحدث مع المدام قائلاً: "أنا غيرك عندى مينو .. مش أنا جيت من أمريكا عشان أصطحبك معى .. ما تخافى وسوف أسافر بك شرقاً حتى تمرقى بهناك فى أمريكا" .. أنبلجت أسارير المدام وقالت لى سوف أتصل بالوالدة لأخبرها بأننا غيرنا طريقنا من المحيط المخيف داك إلى أسيا. المدام لا تدرى أن من أكثر البحار التى تلخبط للبحارة ملاحتهم هو بحر الشيطان فى شرق أسيا. فى بحر الشيطان تفقد البوصلة أتجاهاتها فهى لا تشير إلى القطب الشمالى، وأنما تشير إلى القطب المغناطيسى .. والفارق بين القطبين كبير ويضللل الملاح تضليلاً تاما ويدخله فى دوامة دائرية حتى ينفد وقوده ثم يغرق. لم أستطع أن أحدث المدام بهذه المغالطة المتمثلة فى بحر الشيطان، ربما ترفض السفر نهائياً.

    توكلنا على الحى القيوم ثم سافرنا، وحينما وصلنا هولندا هبطت بنا الطائرة وكانت المدام ترى كثير من العمال وهم من شرق أسيا، فكانت تسألنى أى دولة هذه، أقول لها هى اليابان .. كانت منبهرة بمطار أمستردام وكانت تظنه مطار طوكيو .. وكانت تقول أن بلادهم جميلة وجوها حلو .. وهى كذلك، هولند بلد الطبيعة الخلابة والزهور والرحيق والحدائق الغناء والخمائل والجداول ومراعى أبقار الفريزيان. طوال فترة طيران الطائرة فوق المحيط الأطلنطى، كانت الطائرة تدخل فى مضبات هوائية تزلزل الطائرة زلزالاً وترجها رجاً كما السيارة التى تسير فى شارع أمبدة، فهى كأنها تخبط عشوائياً فى حفر غمرتها مياه الفيضانات الموسمية. كانت المدام تقول لى "هووى يا راجل أنا شاكه فى الحركة بتاعت الطيارة دى وراها سبب ... أنت جبتنا بالمحيط الأطنطلى ولا شنو؟" .. وأنا أرد: "محيط شنو يا مدام، دا المحيط الهادئ". ثم ترد "دا ما محيط هادئ ولا أى حاجة!". وفى كل حين وأخر تقول لى: "أكتب أسم المحيط دا فى الورقة دى وخلينى نسأل منه المضيفة" وأناأئتى بحيلة بعد أخرى حتى لا تعرف. وحينما ظهرت اليابسة وظهر تمثال الحرية فى مدينة نيويورك، قلت لها لقد وصلنا أمريكا .. قالت لى نعم أرى المبانى والخضرة .. أشرت لها من أعلى أن الذى تشاهدينه هو تمثال الحرية فى نيويورك .. وهناك هاجت المدام وماجت "كيف يكون تمثال الحرية .. دا معناه أنت جبتنى بالساحل الشرقى" .. وأنا ارد: "خلاص خلاص يا مدام هونى على نفسك" ترد المدام: "لا ما بهون ولا حاجة، أنا ح أتصل بأمى وأخبرها أنك غشيتنى وعرضت حياتى للخطر وأنا هادئه ومستكينة وأتارى بس رب العالمين حارسنى" .. وأقول لها "يا مدام قولى نعمة بالله هو حارسنا كلنا، أشكرى الله على هذه العناية الألهية" .. تقول: "الحمد الله لولا عين الله كان رمونا فى المحيط وأنا حاسة بجرجروا فى الطيارة". وقتها كنا فى الجوازات فشغلها ناس الجوازات قليلاً ثم غادرت بها إلى طائرة "جيت" صغيرة إلى واشنطن دى سى وقد أشتريت ليها عدد من المجلات النسائية وأصبحت أعرفها على الأزياء والعطور والأحزية وغيرها فنسيت موضوع مثلث برمودا.

    وصلت المدام إلى أمريكا وكان كلما رأت أنسان أسود تقول داك واحد سودانى ..! يا مدام السود هنا راقدين مثل هواء الله البارد ليسوا كلهم سودانين. وكان من اول المحلات التى أخذتها لها هى محلات "الشوبر" لشراء مستلزمات المنزل، فصار لديها كل محلات الأطعمة تسميها "شوبر".

    قبل سفرنا بأيام قليلة قلت للمدام إننى كنت أشتغل فى غسالة وأشتغلت فى بوابات المطار وأخيراً أصبحت مدير لمحلات السابووى ولكن الأن سوف أكون مدير مبيعات فى محلات تسمى "هيكس" ولم أزد على ذلك. قالت لى ما كنت بتقول لى الحقيقة .. قلت لها نعم عشان ما أزعجك. قالت لى سوف أذهب معك لأشوف أمريكا وأقضى معك شهرين ثم أقرر هل تصلح معى أم لا تصلح وحينها ربما أعود إلى السودان حتى عودتك مثل عودتى من اليونان .. قلت لها حسناً ..

    نواصل ..

    بريمة



    (عدل بواسطة بريمة محمد on 03-24-2012, 06:12 PM)
    (عدل بواسطة بريمة محمد on 03-24-2012, 06:22 PM)

                  

04-05-2012, 08:00 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    نواصل قصتى ..

    نعد بالذاكرة إلى مطار رولاند ريغن مرة أخرى، وفى القسم الجنوبى، حيث كنا نعمل منظمين لحركة التاكسى فى المطار. كانت مديرتى المباشرة هى جامايكاية الأصل تدعى "واكيكى" .. وكان الجميع يلقبونها ب "كيكى" .. لكن شخصى أختار لها لقباً أخر هو واكى .. وأختيار لللقلب ينبنى أن كلمة (واك) الأنجليزية تعنى الجلد أو الضرب الخفيف غير المبرح .. كضرب الأطفال بباطن الكف فى موخراتهم .. ولكنى أرى معنى أخر هو"جلد الذات" فى حالة واكى .. فهى أنسانة غريبة الأطوار ومتقلبة الأحوال كما طقس الجبال فى جنوب كردفان .. تاتى واكى فى الصباح فى بعض الأحيان مسرورة سرور تام وتقضى يومها فرحة ومبتهجة ويطيب العمل والتحدث معها .. فهى شعلة متقدة منه النشاط وغاية فى الخفة وتمتاز بالحركة الدعوبة لا تكل ولا تمل "واكى" طوال يومها. فى أيام أخرى تأتى "واكى" مضطربة الأحوال ومبشتنه بشتنه ظاهرة وهدموها غير منسقه وغير مسرحة حتى شعرها، فإذا ما ظهرت بتلك الحالة البشعة يهابها جميع العمال ويكرهون اليوم الذى يجعلهم يخدمون معها فى تصرخ فى كل شيئ وتعيب وتتعظ وتلعن كل شيئ حتى نفسها .. يحتاج الأنسان أن يكن أنساناً غير عادياً فى تعامله مع البشر حتى يستطيع أن يفهم "واكى" ويعاملها أو يتعامل معها دون أن يحمل عليها أو يحمّل على نفسك ..

    معروف أن العلاقات بين الناس سواء فى العمل أو خارجه تبدأ على أساس أن هناك شيئ ما يجذبك نحو الأخر .. وأن لكك أنسان شيئ يجذب الأخرين نحوه .. وأكاد أكون صادقاً أن قلت أن "واكى" ليس فيها شيئ جاذب من ناحية جمالية أو حتى شيئ من أنوثة غير أنها ممتلئة الموخرة والساقين ومخنصرة الوسط ، كحال كل الجامايكايات.. وغير ذلك لا شيئ .. فهى صارمة الشخصية فى ملامحها وتبدو علي قسمات وجهها ونظرتها أنها "حية رقطاء" تسير على قدمين. وقبل حضورى إلى المكان حدثنى الذين خدموا معها بأننى مقدم على شر مستطير وعلى أن لا أشتغل أبداً فى ورديتها .. ولكن الله غالب، أنا أشتغل طوال اليوم وقد صادفت ورديتى ورديتها. وضعت خطة محكمة للتعامل مع "واكى" من أول يوم بأننى أكثر الأطراء عليها ومن جميع أشكال الأطراء حتى أستطيع معرفتها عن قرب .. ففى أول لقاء لى معها وجدت خلقة لم ألفها من قبل قط طوال حياتى، فهى فى أسوء حالاتها تأخذ أوراق ثم ترزعها بقوة ثم تأخذ أشياء أخرى ثم تأخذ سماعت التلفون تتحدث فيه بصوت عالى وتضحك بصورة غريبة .. مثلت المرأة جميع فنون الجنون أمامى حتى داخ رأسى من هول ما أرى وأسمع .. لكن من يغل بغم هى "واكى"! .. بعد كل تلك البروفات حيتنى "واكى" وطلبت منى الجلوس فى كرسى وبدأت تتحدث معى عن طبيعة عملى وما كان ترجوه منى .. وبعد خلاصها شكرتها على تعيينها لى وقلت لها أننى سمعت من أصدقاء كثر خدموا معك أنهم يشكرونك ويقولون أنك مديرة قديرة وشديدة الأحترام لعمالها وموظفيها وأنى أطمح أن أكون من أولئك الذين تحترمينهم؟ ضحكت "واكى" ضحكة طويلة .. ثم قالت "يبدو عليك أنسان ذكى .. ثم أضافت أنا أقدر الذكاء لكن لا تهتم كثيراً لقول الواشيين وسوف أنصفك" .. كلمة الواشيين جعلتنى أنتبه أن "واكى" هى ذكية جداً وهى تعرف سمعتها بين الموظفين ليس سيرة حميدة .. وكونى أعرف أنها ولدى أنطباع مسبق عنها جعلها هى ربما تضع خطتها للتعامل معى .. أستدركت نفسى وقلت لها "أنت أنسانه رائعة .. You look great Wakiki” قالت لى: "شكراً ولكن يبدو لى أن هناك أشياء خلف الأكمة .." قلت لها: "لا مجرد أنطباعى الأولى عن شخصيتك". سألتها إن كانت تريد أن تقل لى أنطباعها عنى: "قالت لى لا .. وسوف تحكم علىّ من خلال عملى". قلت حسناً لن أغلب الحيلة مع هذه المرأة البهلوانية .. فهى ترتدى زى رسمى للعمل ومع ذلك ملطخة وجهها بألوان وأشكال من المساحيق وترتدى حلقان وأشياء يصعب تآلفها.

    مرت الأيام والشهور وصارت "واكى" تحب صداقتى، وصرت أنا أشد معرفة فى وسائل الأبتعاد عنها .. فهى لا تخجل ولا تعرف حدود فى أى شيئ، فهى تتحدث بصورة مكشوفة حتى عن ما يدور فى غرفة نومها وكيف أنها تغير أصداقاءها من الرجال أو تتحايل على أحدهم لتأتى بأخر .. فذكرت لنا على الملأ ذات مرة أنها مع "بوى فريند" أخر غير أب أطفالها .. وحضر والد أطفالها وهى مع الأخر وذهبت إلى الباب حينما سمعت الطرق فى الباب فوجدت "البوى فريند الأصلى" .. فى المنازل فى الولايات المتحدة توجد فتحة صغيرة فى كل الأبواب بها زجاج يشبه الزجاج المصفح على كل باب .. ويمكن للأنسان من داخل المنزل أن ينظر إلى أى أنسان يقف فى باب المنزل من خلال تلك الفتحة ويمكنك أن تفتح الباب إذا عرفت الشخص أو تتحدث إليه والباب مغلقاً إن لم تعرفه .. "واكى" نظرت من تلك الفتحة ووجدت "البوى فريند" الذى تعيش معه فى علاقة طوال حياتها .. تسللت عائدة إلى داخل غرفتها وأتصلت به بالموبايل وقالت له أنها مازالت فى مكان العمل لم تحضر بعد وعليه الذهاب إلى سوق الخضار لأحضار أطعمة للمنزل .. ذهب صديقها ثم خارجت الأخر من منزلها قبل عودة صديقها الأخر .. وكنت إذا ما حكت "واكى" مثل هذه الفزلقة وما أكثرهن أقول بصوت مسموع وبالعربى الذى لا تفهمه: "سبحان الله أن هؤلاء هم أهل النار ذاتهم .. الذين إذا فعلوا فاحشة تحدثوا بها بعد أن سترهم رب العالمين" .. كانت تقول أن تسيئ علىّ أو أن تترجم هذا الكلام .. وكنت أقول أنت أنسانة صريحة وطيبة .. تضحك "والى" وتقول: "إنها حياتى وأنا حرة بمن أجعله البوى فرند بتاعى".
    صرت حقيقةً لا أريد أن تتلخبط فينى "واكى"، فكنت أمرر لها كل شيئ .. بكلمة نعم وحاضر يا "مس واكى" .. وكانت كلمة "مس واكى" تعجبها .. ذات يوم تفتّقت عقلية "واكى" أن شخصى ليس لى "قيل فريند" لماذا؟ .. قلت لها إننى مسلم وأن دينى يحرم العلاقات غير الشرعية .. وسألتنى: "شنو الذى يجعل العلاقات شرعية فى دينكم" .. قلت لها الزواج .. قالت: "لو الأنسان لا يرغب فى الزواج؟" .. قلت لها أن يبتعد عن العلاقات غير الشرعية .. قالت: "هذا كلام غير سليم .. كيف تظل هكذا دون أن يكن لك قيل فريند؟" قلت لها أن الموضوع لا يخصها وأننى متزوج وسوف تأتى زوجتى .. أصرت "واكى" أن تساعدنى فى أيجاد أى أمرأة تليق بى حتى حضور زوجتى .. وكانت تصر بقولها: "أنت أجد واحدة تعجبك سواء بيضاء أو زنجية أو أسبانية أو أسيوية وخلى الباقى لى سوف أقنعها بأنك رجل ممتاز ومحترم" .. وظللت أقول لها طوال الوقت أننى لا أرغب قط فى أى علاقة .. وظلت هى تلح فى سؤالها لى وكانت تظن إننى حديث عهد بالولايات المتحدة وأننى لم أخبر طرق التعامل مع نساءها وهى تضع نفسها كصديقة تريد أن تساعدنى .. وأنا أرفض رفضاً باتاً .. ونسبة لجنون "واكيكى" .. فقد ركبها جن كلكى أن تغوص معى فى أدق تفاصيل العلاقات بين المرأة والرجل فى الأسلام .. كيف تنشأ؟ وكيف تتم؟ .. فهى كل يوم تأتى بصنوف من الأسئلة لو حصل كدا أو كذا .. وكذا وكذ .. وصارت تستمع بطرحى لها عن العلاقات الزوجين والمعاشرة الزوجية فى الأسلام .. فصارت تسمينى بال "رفرين أدم" .. وكلمة رفرين تعنى قسيس ..
    كان فى ذلك الوقت هناك رجل شرطى زنجى يراقب محلات عملنا وكأنه من ضمن عمله أن يتفقد مواقعنا .. وفى كثير من الأحيان يأتى ويجد "واكيكى" تقف معى فى مكان عملى وهى منتشية وتضحك بأعلى صوتها .. وكان الرجل يأتى وينادى "واكيكى" لكنها تقول له "ما عايزة أتحدث إليك" .. فكان يرمقها بعين حادة ثم يذهب .. سألتها لماذا يأتى هذا البوليس .. قالت "أنه يحبنى ولكنى أبغضه" .. قلت فى نفسى "واكى" ذاتها عندها خيار وفقوس فى الرجال!

    كان المدير العام لشركة تنظيم التاكسى فى المطار كان رجل أبيض ######## .. وهو لا يوراى سوءته ولا يخجل من كونه ########اً، مع ذلك كان محترماً ويعرف كيف يدير شئون العمل ولا يحابى ولا يجامل .. كانت "واكى" تكرهه كراهية لا يمكن تصورها وهى إذا ما رأته ماراً هربت من مكانها وتقول إذا سأل عنى قل له أنها ذهبت لتناول وجبة .. وفى بعض الأحيان حينما لا تجد أى مفر تحاول حشر نفسها خلف دواليب المكتب والتخفى خلف الستائر وغيرها حتى فى بعض الأحيان أنها تذهب وتجلس خلف مؤخرة العربة حتى يمر المدير العام .. وحينما يذهب تأتى "واكى" وهنا تعالوا شوفوا الزول عينه لا ترى إلا النور .. تكيل له سباً وتقذيماً .. فهى عينة المرأة السوداء التى تشاكل حتى تحرك رأسها فهى تسب وتكيل السباب بكل لغة قاع مدينة واشنطن ولغة الزنوج الأمريان دون تردد ..

    بعد أن عدت من القاهرة وبعد حوالى شهرين عدت مرة أخرى إلى مكان العمل فى المطار لأستلام أخر شيكة لى .. وحينما رأتنى "واكى" جاءت تركض نحو .. وأحتضنتنى بكلتى يديها من وسطى .. وهى تقول I really miss you reverent وكنت أقول لها "نو نو واكى . أنا متزوج ومسلم" .. وهى تفهم مثل تلك الأشياء طائرة .. وفجعه يطير شياطانها فى رأسها " أنت مازلت زول زيادة عدد ساكت للرجال" .. وأنا أقول لها: "أنا رجل والرجال قليل .. أيام ع مان" .. ثم تعقب واكى: "شو مي ناو .. يعنى شوفنى رجالتك هذه الأن" .. وأنا أردت ليها "لكن ما وصلت للدرجة دى".
    وحينما هممت بالمغادرة طلبت منى تلفوناتى وأعطيها أرقام لا أنزل الله بها من سلطان .. نجرتها من راسى ثم ودعتها.

    غداً نواصل ..

    بريمة
                  

04-05-2012, 08:33 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    نواصل قصتى ..

    أستلمت عملى الجديد فى منطقة "تايسون كورنر" التى تقع جوار الطرايق الدائرى حول واشنطن دى سى، فى ولاية فرجينيا، فى منطقة تسمى "مكلين" .. ومنطقة "مكلين" هى مدينة تشتهر بأن بها أكبر نسبة من الأمراء العرب من دول الخليج، ومع أنها منطقة قريبة من العاصمة واشنطن إلا إنها تكسوها غابات كثيفة من أشجار البلوط والصنوبريات وأشجار الشنار (البلاتانوس) ذات الأوراق الجهنمية فى بداية تساقط الأوراق .. ومنطقة "مكلين" هى عبارة عن منطقة سكنية فارهة تغوص فى الرفاه المادى والثراء والزخم الأجتماعى الغربى وتمتاز بهندسة بيئية وتنسيق حدائق متفرد .. فهى منطقة بها كثير من أغنياء العالم .. وبهذه المنطقة مول طخم يسمى "مول تايسون كرونر" .. وهو يعتبر سوق عالى الجودة ويأتيه الزوار من جيمع أنحاء الولاية .. أو الولايات المتحدة. مول تايسون كرونر تجد فيه كل شيئ تريده سواء أحدث أنواع الكمبيوترات أو الساعات أو الموضة وأخر تقليعات أزياء المشاهير .. وفى داخل المول هناك عدة مولات أو أسواق ومن تلك الأسواق هو مكان يسمى "هيكس" .. مكان عملى.

    حضرت إلى هذا المكان ، "هيكس" لا أعرف أى إنسان ولكن سرعان ما أكتشف أن هذا المكان كخلية النحل يعج بجميع أجناس الأرض .. وإن أردت تعرف عظمة الخالق أوعظمة أمريكا ما عليك إلا أن تأتى إلى مول "تايسون كرونر" وتجلس فى أحد ردحاته الكثيرة وهناك ترى جميع خلائق الأرض فى لوحة متنوعه رائعة تعكس عظمة الخالق الذى جعلنا شعوباً ودول وجعل لنا وسائل حياة وطرائق قدداً. فى هذا المول يمكنك أن تأكل جميع أطعمة شعوب الأرض من ال "هوت دوك الأمريكى" إلى ال "البيض الملفوف الفيتنامى" إلى "البط" الصينى وغيرها وجميع أصناف المأكلوات البحرية من سمك السالمون إلى المحار والأخطبوط .. وهناك أنواع وأشكال من المطاعم والمشروبات .. وتعج المحال بالحلويات والشكولاتات والمرطبات، منها ما هو حلال أو غير ذلك. وتكثر بالمول النساء اللائى يبحثن عن الإثارة والأزياء والأستمتاع بالتسوق وقضاء أوقات ترفيه وترف .. وكثير من أهل المجنون والأبتلاءات من الذين يرتدون الملابس المرخية والتاتيوهات وهناك كثير من رجال الأعمال والمحامون الذين يأتون لشراء أزياء عالية الجودة .. ويوجد قليل جداً من أهل الخير والصلاح، فنادراً من تجد شيخ ملتحى بينما يكثرن المجبات العربيات اللائى تستهويهن الحياة الأمريكية .. فالمول يعكس صورة تامة عن أمريكا برمتها .. تنوعها وتعددها ومفارقاتها وجميع صور حياتها ..

    كان أول مكان أشتغل فيه فى "هيكس" هو مكان ملابس رجال الأعمال ما يسمى بقسمMen dress .. كان على ضابط المبيعات مثلى أن يكن أنيقاً فى زيه بمستوى المكان .. وكان سبب تعينى أننى أقتنيت بدلة جديدة لنج من نفس المكان حينما أردت السفر للقاهرة لمقابلة المدام .. وحينما أرتديها ودبجتها بكرفته وحذاء من نفس المكان رآنى مدير المكان وهو أمريكى أبيض وسألنى ماذا أعمل فقلت له إننى أبحث عن عمل .. فقال لى هل ترغب أن تشتغل معنا؟ قلت له نعم لكنى ذاهب فى رحلة إلى خارج الولايات المتحدة .. قال لى قدم الأن إن أردت وأعرف النتيجة ونحن ننتظر عودتك! .. هكذا بكل بساطة تم تعينى فى قسم الرجال وبه أناس مهندمين وهم جميلى المظهر والهيئة .. وكنت أقول فى نفسى كيف أستطيع أن أدافر وسط هؤلاء الناس الذين يجيدون اللغة والأتكيت فى التجارة والمعاملة .. لكنى قلت فى نفسى أن مدير المكان أبيض وهو يعرف عينة من يختارهم والرجل أختارنى .. كان المدير يسمى "25" وهو ينطق "تونتى فايف" .. وكل إنسان يعرفه بهذا الأسم الرقم ولا يورى أسمه الحقيقى ولم أعرف أسمه إلا بعد عام كامل .. ولا أحد يعرف أسمه الحقيقى ولا أدرى لماذا يخفى أسمه لكنى عرفت فيما بعد أن كل الشعب الأمريكى يختار له ما يسمى بالأسم الصغير وقد أخترت لنفسى أسم صغير هو "بر" مأخذواً من أسمى والكل هنا يعرفنى بهذا الأسم .. تعلمت الكثير من المدير "تونتى فايف" فى كيفية بيع الأزياء والخوذات والبدل والأحذية والأحزمة للزبائن .. وقد عرفت كيف أرفع رصيد ماهيتى بما يسمى بفتح كروت إئتمان للشركة .. ولكل كرت أفتحه لزبون جديد يكون نصيبى 5 دولارات .. فصار همى أن أفتح ما لايقل عن عشرة كروت فى اليوم لكى أرفع ماهيتى .. أضف أن ماهيتى أيضاً تزيد بنسة 5 فى المئة إذا تخطيت الحد الأعلى للمبيعات فى الأسبوع .. قلت أها هذا المكان فيه قروش .. وبدأت أرصد كيف أحقق نصيبى منها.

    كان بمول "هيكس" حوالى ثلاثين دكاناً مثل الذى أعمل به .. مثل محلات الأسسورات، الساعات، ملابس الرجال الكاشوال واللبس للنساء والأدوات المنزلية، الديكور وغيرها .. ومن خلال وضع خطة لهدفى أن أستخرج من كل زبون 5 دولارات بفتح كرت أئتمان له .. خططت أن يكن لى أصدقاء فى جميع الأقسام وكنت أذهب لأى قسم وأتونس مع من فيه وأتعرف عليهم وأعرفهم بنفسى .. لم يمض وقت طويل حتى عرفت كل من بالمكان وكونت شبكة تربط كل الدكاكين .. فيها نساء ورجاء وعمال يأتون بالمنتجات وغيرهم. وكنت إذا ما جاءنى ذبون ويريد شراء اشياء من دكان أخر رافقته إلى ذلك الموقع ثم أسلمه لأحد أصدقائى أن يقم نحوه باللازم وأطلب منه أن يرد لى الزبون بعد قضاء حاجته .. ودائماً يأتى الزبائن ويشكروننى بعد قضاء حوائجهم. فصار أصدقائى يرسلون لى الزبائن إلى دكانى فى ملابس الرجال وأقم أنا باللازم نحوهم وهكذا توسعت علاقاتى ..

    كان أروع شيئ أن "التيم" الذى خططت له به جيمع خلائق الأرض .. كان من بينهم "ناهيد" الهندية، "فريدا" الأسبانية، "جيم كودى" زنجى أمريكى متقاعد، "تمارا" أيرانية شيعية، "أحمد" صومالى، وهناك رواندى، ومورتانى ومغربى وواحد أفغانى، وكانت هناك "فيلين" من فيتنام، "ماريا" من الفلبين، "آستير" الحبشية، "مريم" الصومالية، "مارثا" يهودية، "ماركوفا" من صريبيا .. وعيييك قائمة طويلة. كان كل هؤلاء الخلائق لا يعرفون بعضهم إلا من ملامحهم لكنى نجحت أن أوطد علاقاتهم مع بعضهم البعض وكنت أخذ أحدهم من مكانه وأذهب به للأخر وأعرفه به .. وسرعان ما ساعدتنى تلك الشبكة فى شيئ أخر لم أتوقعه فقد تم أنتخابى مديراً للتأهيل الداخلى .. وهو منصب يقوم صاحبه بأستلام كل الموظفين الجدد والعمل معهم جبناً إلى جنب والأجابة على أسلئتهم وحل الأشياء التى تعترضهم ..فأصبحت تزدادت عضوية شبكتى بصورة تلقائية بحضور كل فوج جديد من الموظفين الذين أصبحت لهم معلماً وكنت أنتقى منهم أصدقاء لضمهم إلى شبكتى.

    كان أكثر ما يزعجنى من أفراد المجموعة هى "تمارا" الأيرانية الشيعية لكنى لا أبدى أنزعاجى بصورة واضحة أبداً .. فهى أمرأة فى منتصف الثلاثينات من عمرها .. غير متزوجة جميلة جمال مبهر .. لكن "تمارا" لها خصال أقرب إلى الجنون منها إلى النصاح .. فهى رغم تدينها وحفظها لصورة النجف فى حقيبتها وصور مثل الحسن والحسين أو الأمام على وغيرها كما تدعى .. ولا أعرف أن كان تلك الصورة حقيقة هى للحسن والحسين وسيدنا على، أو من صنع خيال الناس، لكنها كانت تؤمن أيمان قوى بحضور الصور كأشياء للعبادة. كان ما يزعجنى أن "تمارا" تقاتل مقاتلة مرير وتثير حروب شعواء إذا ما حاول إحد أفراد المجموعة أو غيرهم أستدارج زبون ليفتح له حساب جديد .. فهى لا تلعب فى القروش ولا تسمح بأن أى زبون يريد أن يفتح حساب جديد إلا يكون من نصيبها .. فكان أغلب مجموعتى يشتكون منها كل يوم. لكن دون ذلك، "تمارا" إنسانة لطيفة لا تفارق البسمة شفتاها فهى توزع البسمات كيفما ينبغى للزبائن الذين معها أو المارين بدكانها .. وكان هدف أساسى من تدريبنا التأهيلى أن يعرف ضابط المبيعات كيف يبتسم الواحد فى وجه الزبون بسمة صادقة وأن يشعر الزبون بأنه فى دفء وحنان وفى مقام "فريندلى" وكانت "تمارا" تجيد تلك الصنعة بصورة تثير ضغينة الأخرين .. فقد كانت هى ضابط مبيعات فى أيران قبل حضورها للولايات المتحدة فهى تمارس مهنتها بمنتهى الروعة .. ولهذا السبب مع أنى جزء من وظيفتى الجديدة هى المحافظة على صباط المبيعات فأننى لا أبالى ظاهرياً بأى سلوك أخر لها ضد الأخرين وأنتظر حتى تصفى حساباتها وتقلع ما تقلع من زبائن وتفتح كروتها ثم نأتى لمداوات أثر فلعة "تمارا". كان الجميع معها كالمطرقة والسندان وهى تدير حروب داحس والغبراء معهم حتى وصل الحال بإمرأة من شرق أسيا وزوجها رجل دبلوماسى أمريكى أشتغلت فى نفس المكان مع "تمارا" أن تتصل وتحضر المباحث الجنائية ضد "تماار"، وحينما رأت تمار المباحث طار لبها وسقطت على الأرض مغشياً عليها حتى أحضرنا لها الأسعافات الأولية .. لكن أخيراً نجحت "تمارا" من طردها من المكان جملة .. كان مستر جيم يحب "تمارا" حب شديد فهو يأتى إلى مكانها وهى تشتغل جوارى، فيقول لى "براظر أدم" هذا الفتاة جميلة وأنا أحبها لكنها لا تحبنى وأراك تتحدث إليها .. هل لك أن تحدثها عنى .. وهى تبتسم بسمتها العريضة وتقول: "خلاص بقيت فى الرمم، يا أخ ما تشوف ليك قبر تنحشر فيه"، يسألنى يقول لى: "ماذا قالت عنى"، أقول له: "قالت أنها تعتبرك أخاها الأكبر وإنها تحترمك وأنت إنسان محترم وذو مكانة" .. ثم يقول: "هى تقدرنى لكنها لا تحبنى"، أنا اقول له: "لا هى تحبك"، لكن "تمارا" لا تجامل .. "شوف يا أدم ما تشبك فينى الراجل، أنا ماناقصة مشاكل" ثم يسألها "لو أنت تحبينى تعالى أحتضنينى" تقول له: "لا .. لا أحتضن الرجال". ثم يلتفت علىّ "أنتم يا براظر تعملوا فى شنو !" أقول له: " طيب يا مستر جيم نعملوا شنو؟ .. يقول مستر جيم: "سوم ون كاتش ها .. لازم أن يقبضها شخص" .. وهنا تضحك "تمارا" بصوت عالى .. ثم تقول: "طيرة ياربى عشان يقبضونى .. الناس ديل مخبولين ولا عقولهم جنت". فهى تجيد العربية والفارسية.

    غداً نواصل ..
    بريمة

    (عدل بواسطة بريمة محمد on 04-05-2012, 08:40 PM)

                  

04-05-2012, 09:37 PM

حافظ انقابو
<aحافظ انقابو
تاريخ التسجيل: 02-04-2012
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    ول أبا بريمة
    واصل يا أديب
    مستمتعين معاك





    ..........................
    الحاقد ضينق
    مداخلاتك ذي التراب في الاكل
    بالله أطلع من البوست دا
    خلينا نستمتع
                  

04-06-2012, 04:04 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: حافظ انقابو)

    ول أبا حافظ
    سلامات ..
    Quote: ول أبا بريمة
    واصل يا أديب
    مستمتعين معاك

    شكراً يا ول للمؤاذرة .. وجاييكم بالمزيد.

    بريمة
                  

04-06-2012, 06:02 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    نواصل قصتى ..

    كان فى المول يكثر قوم لوط من الرجال والنساء .. وكان صديقى مستر "جيم" بمثابة كاشف الألغام بالنسبة لمعرفتهم فهو لا يخطأهم وأينما رأى واحد منهم أخبرنى أن فلان الذى تم تعيينه أنه واحد منهم .. وكان هناك واحد منهم كبير فى السن يدعى "نيكولاس" أو "جيمس" وهو يشتغل معنا فى قسم ا لرجال فى محلات الملابس الداخلية .. فكان شخصى ومستر "جيم" نذهب إليه ونسألوه أن كان هذا الشخص أو ذاك من أولئك القوم .. وأى نوع من تلك الأقوام، هل سالب أو موجب .. أو منشار ذو حدين طالع يأكل نازل يأكل .. كان نيكولاس لا يخجل مننا ويعرف أننا نعرف عنه مثل الأخرين، فكان يحدثنا أن فلان كذا والأخر كذا .. وهو لا يقول كلام مطول عن الواحد يكفى فى بعض الأحيان يشير إلينا بأنه من الفصيلة (أ) السالبة أو (ب) الموجبة أو المجموعة إكس ذات الأغراض المتعددة .. يضحك مستر "جيم" ثم يقول "ألم أقل لك أنى أشتم رائحتهم" .. ومتى ما عرفت أحدهم يكون حددت طرائق تعاملى معه، فأنا لا أتحدث كثيراً فى حضرتهم ولا أحكى أى نوع من النكات أو الفزلقات التى تجرنى إلى ما لا يحمد عقباه. كان من أولئك القوم رجل أبيض وسيم يدعى "جيف"، وهو يقول أن الذى يتزوجه أنسان كثير الطلب ويصعب التعامل معه .. وكنت حينما أراه يتحدث عن زوجه الرجل، كان لا يفضل إلا أن أتقيئ مصارينى من الطمام، فكان فمى يمتلئ لعاب كالمسعور وتزغلل عيونى وألعن اليوم الذى أتى بنا هنا إلى حيث يشهر ############ كل خزعبلاته فى الملأ .. لكن من يقدر أن يقل شيئ! إنها أمريكا بلد الحريات بلا منازع وأن هؤلاء القوم لهم حقوقهم وجمعياتهم وأماكن تواجدهم ومنظماتهم ولا يستطع إنسان النيل منهم .. فهم أمنين مطمئنين فى مالهم وسربهم.

    كانت صديقى الحبشية الأرتيرية "آستير" تقول لى أنى أراك تخشى هؤلاء الناس، ثم تقول هم أناس عاديين مثلهم مثل غيرهم، أقول لها لا أريد التعامل معهم ولا أستطيع .. كانت "آستير" تعمل فى قسم الأحذية الرجالية ومتى ما رأت أحدهم جاء إلى دكانى وتأبطنى شراً تأتى "آستير" مثل رسول الرحمة وتتأبطنى هى قائلة: "ماذا تقولون للبوى فرند بتاعى". و"آستير" جميلة وهى فوق الثلاثين من عمرها وكانت مضيفة فى الطيران الأثيوبى قبل حضورها للولايات المتحدة وهى متزوجة وأم لأطفال، تجيد التعامل مع جيمع صنوف البشر .. وكانت تقول لى إذا ما قلت لهم أنك "البوى فريند بتاعى" سوف يهربون عنك فى الحال وكانت خطتها ناجحة معى .. "آستير" لا تحب "تمارا"، فهى تقول عنها إنها إمرأة خرقاء .. والسبب ان "آستير" الحبشية هى نجمة المبيعات فى "هيكس" على مستوى الثلاثين دكان داخل مبنى "هيكس"، فهى تفوز بجائزة أفضل ضابط مبيعات فى كل مرة ولكن ظلت "تمارا" تنافسها اللقب بسبب بسمة "تمارا" الساحرة وخفة ظلها وجمالها .. وللحقيقة هن الأثنين نساء جميلات ويمتلكن مؤهلات أكاديمية لكن لعامل سن "آستير" أصبحت أكثر خبرة فى الحياة وهى تستطيع أحكام قبضتها على زبائنها بصورة مريحة ليس ك "تمارا" التى فى بعض الأحيان تتأبط الزبائن عناقاً حاراً ونحن لا نسمح بذلك لأنه تخطى لخطوط وسياسات العمل فى التعامل مع الزبائن.

    من خلال صداقتى لمستر "جيم"، أكاد أكون جمعت أسماء كل قوم لوط وأخواتهم المثليات فى المكان .. وأنا بهكذا فعل أظن أننى أحصن نفسى ضد هؤلاء المفسدين الفاسدين. معرفة الشر هى أهم وسيلة لأتقاءه .. لكنى فات علىّ أن أعرف الذين يجلسون داخل المكاتب من المدراء الكبار، فهم فيهم كذلك أناس بايظين تب .. ذات يوم، نزلت أسعار الملايات فى تخفيضات كبيرة، وبحكم المدام حديثة عهد بالولايات المتحدة ومازلت فى ذهنها الميلايات الأمريكية المطرزة بخطوط مستقيمة طولية، قلت أن أشترى لها مجموعة كمفاجعة .. ذهبت إلى هناك وأخذت كمية من الملايات وذهبت إلى دكان عجوز شمطاء أفغانية الأصل فى قسم الديكور وحالما وضعت أشيائى سألتنى هل أنت تخدم معنا فى "هيكس"؟ قلت لها نعم وأخرجت لها بطاقة المكان .. تركتنى العجوز وذهبت إلى مكتب نائب مدير المكان .. وقالت له قبضت على أحد ضباط المبيعات يخلط البضاعة المخفضة مع أخرى ويريد أن يتحايل علىّ .. قال لها المدير ويدعى "إى جى" أن تسألنى أن أحضر .. جاءت العجوز وقالت لى: "أن المدير إى جى يريدك أن تحضر إلى مكتبه"، سألتها من يكن إي جى وما سبب ذهابى إليه؟ .. لم تجبنى. دخلت على الرجل فحييته وحيانى ثم أجلسنى فى كرسى .. ثم قال لى من أين أتيت بالأشياء التى تريد شراءها؟ قلت أتيت بها من غرفة التخفيضات .. قال لى أنت خلطت بين أشياء مخفضة وأشياء غير مخفضة وهذا يعرضك للمساءلة .. قلت له لا علم لدى بأيهما مخفضة وأيهما غير مخفضة وهذا هو السبب الذى جعلنى أئتى إلى هذه المرأة التى أشتكتنى لك، أريد منها أن تعرفنى ماهى الملايات التى فى تخفيض والأخرى التى ليس فى تخفيض وأضفت له يجب أن تعرف هذا المرأة عملها .. وهذا ليس من عملى لأننى أشتغل بقسم الرجال! .. ذهب المدير وجاء بفايلى فى المكان وأطلع عليه، ثم شكرنى دون حجج كثيرة وقال لى أذهب لها وخذ منها ما تريد من المشتريات التى هى فى "سييل" فى تخفيض. ذهبت إليها وأنا أشد أغتياظاً عليها مما فعلت بى، أشتريت ما أردت .. ثم تلفت يميناً وشمالاً لم أر أنسان جوارى ثم قلت لها: "يا عجوز يا شمطاء يا حقيرة، هل تظنى أن إنسان مثلى مسلم يسرق؟" قالت لى "ماذا يدرينى أنك لا تسرق، هنا لقد قبضت عشرات السارقين". قلت لها: "أن عينتك هذه هى التى تجيب المشاكل للمسلمين والأجانب فى مثل هذا المكان .. وحلفت لها لو تعرضت لى مرة أخرى سوف أجعلها تترك المكان" ثم ذهبت. ذهبت المرأة مرة أخرى وأشتكتنى لنفس الشخص، وقالت أنى أعتديت عليها وأنها تريد أن ترفع الشركة شكوى ضدى. خرج الرجل بنفسه ثم أتانى وجدنى متمالكاً نفسى وذو رابطة جأش قوية .. قال لى ماذا حصل؟ قلت له: لا شئ؟ .. قال لى، لقد قالت أنك تريد أن تضربها ؟ .. قلت له هذه أمرأة كاذبة وأن هذا المكان فيه عدة كمرات أذهب وراجعها .. راجع المدير بالفعل الكميرات ولم يجد حتى أثر أو إشارة واضحة أنى سببتها .. فقد كنت أحنى رأسى وأكيل لها أو أجعل نفسى ألتفت لجهة أخرى ثم أسمعها كل ما أريد. لم يستطع أن يفعل المدير شيئ ضدى. لكن المصيبة ا لكبيرة طلع الرجل أكبر زعيم لقوم لوط فى "هيكس" .. وهو بدوره يدير شبكة من كل هؤلاء الماكويسين داخل المكان .. وأخبرهم عنى أننى تعاملت بصورة غير كريمة مع أمرأة عجوز .. وأصبح الأمر كأننى أفرق بين الناس على أساس العمر وهذا جزء من نضال الجماعة أياهم ..

    ذهبت لمستر "جيم" وأخبرته بأمر "إى جى"، وضع مستر "جيم" يده فوق رأسه ثم قال لى: "الوداك ل إى جى شنو؟"، قلت له أشتكتنى المرأة الأفغانية العجوز، قال لى "الوداك للعجوز شنو؟، ثم أضاف هذه لا يذهب لها أى إنسان". قلت له: "وما بال إى جى .. قال لى هذا زعيم القوم!". خبط رأسى، ثم سألت مستر "جيم"، أها يا مستر "جيم" الحل شنو؟ قال لى تانى كل يوم يتلحك .. رددت عليه يتلحنى فى شنو؟ .. قال لى: "سوف تشوف بعينك". الزول صار يتلحنى حقيقة كل يوم وأخر، حتى صار الأمر ملفتاً للنظر لصديقاتنا اللائى يعملن معنا .. وحينما يرينه يقلن يا أدم ألبد، وكنت أختفى وسط الملابس ولكن لا فائدة فهو ينادينى بصوت عالى وجهور وإن لم أحضر يعدنى غائب عن المكان .. أحترت فى أمرى. قررت ترك المحل برمته .. لكن الأصدقاء قرروا أن يدبروا لى مكيدة وأن يجعلوا من "آستير" هى ال "قيل فريند" بالنسبة لى وهى تأتى مباشرة لى لأنها قريبة من مكانى، كلما حضر "إى جى" وتقف إلى جوارى وتقول أمامه أن "أدم هو البوى فريند بتاعها"، وتوحى بأنها تعرف القصة كلها وأن تلك المرأة العجوز تخلق مشاكل لكل ضباط المبيعات .. كان خطة الزول ############ أن يجرجرنى فى الحديث حتى أنصاع لأمره وهو بذلك يبحث عن شيئ فى نفس يعقوب يريد أن يقضيها .. وهناك حاجت فينى كل محاسن البقارة فى الدواس الذى أعتبره حيمداً فى هذه الحالة، وقلت لهم لو سألنى سوف أبعجه بالسكين التى نفتح بها الكراتين للاشياء الجديدة .. جودية تقوم وجودية تقعد عشان يثبتونى من الزول الما كويس.

    كان من بين الأصدقاء رجل كبير فى السن وهو أفغانى الأصل يسمى يحيى كان سفير أفغانستان فى واشنطن قبل أن أستيلاء طالبان على مقاليد الحكم؛ كان حكيماً وكان يقل لى لا تشتغل به وأسفهه سوف يترك التحشرك فى أمرك .. لكن الحل جاءنى من أصغر صديقة فى مجموعتنا وهى "فيلين" الفيتنامية، فهى طالبة جامعية فى فصلها الدراسى الأول وهى صغيرة السن وصغيرة الحجم وقصيرة القامة.. وهى ضمن الذين دربتهم وضممتها إلى مجموعة أصدقائى .. كانت "فيلين" نكته تتحرك مشياً على الأقدام .. "فيلين" تستطيع أن تحول أحرج المواقف وتلبسه لبوس النكته فيصبح الأمر مضحكاً .. جاءت "فيلين" من الطابق العلوى، الثالث، إلى طابقنا الأرضى وسمعت خبر أن الرجل يتلحنى .. فجاءت ومعها حزمة من الحلويات الفيتنامية ووضعتها فى طاولتى وقالت لى أنها من صنع والدتى .. وكانت كل مرة تذهب إلى عطلة ثم تأتى تأتينى بمثل تلك الحلويات وتكتب عليها "إلى صديقى أدم" إن لم تجدنى .. كانت ذات وجه مستدير وبراءة طفولية وناعمة البشرة ويتهدل شعرها الأسيوى (نقطة نظام: الكلام دا ما غزل بل حقيقة) .. كانت "تمارا" تكرهها ، تقول عنها أنها مثل تمثال "بودا" .. عادت "فيلين" إلى دكانها وتشتغل دكان يسمى أسم يقارب أسم السمبتيك "يقال له بتيت" وهو للنساء نحيلات أو صغيرات القامة الجسمانية .. فالأشياء فى ذلك المكان يرتيدها السمبتيكات مثل "فيلين" نفسها، أتصلت بى وقالت لى أن أحضر إذا ما وجدت فرصة فأنها لديها شغلة صعبت عليها .. وهذا جزء من عملى اليوم مساعدة ضباط المبيعات .. تركت كل شيئ وذهبت لها لمساعدتها. وجدت أعدت العدة أن تحضر الرجل المتلحنى إلى مكانها وأن تجعلنا نتحاوروا فى وضع غير رسمى حتى تستبين أسباب تخوفى من حشر الرجل أنفه فى أشياء تخصنى، بالفعل حضر "إى جى"، وكان منتشياً .. عملت "فيلين" كل فزلقاتها لتلطيف الجو ثم دلفت إلى المهم وقالت له هل تعرف صديقى أدم، فقال لها نعم لقد تعرفت عليه مؤخراً وعرفت أنه أنسان مثقف وواعى ورجل نشط. ضحكت "فيلين" وقالت له "وخلاص دا كل العرفت عنه"، قال لها نعم، معرفتى به حديثة عهد ولكن أمامنا متسع من الوقت .. قالت له: "قالت له أن أدم من الرجال المستقيمن .. هو أسترييت" .. أولئك القوم يفهمون هذه الكلمة كالشيئ المنزل فى قاموس تعاملهم .. وهى تعنى أن الأنسان لا يمارس ما يمارسون أبداً. أطلق "‘إى جى" بعض الهمهمة ثم هم بالأنصراف لكنها رفضت أن تتركه يذهب .. وقالت له : "هل بأمكانك أن تساعده أن يتقى تقاطعات الهابى قايس، فهو رجل مسلم ومتدين ويعتبر تصرفاتنا الأمريكية تمس بمعتقداته" .. أنفجر الرجل بعنف قائلاً: "أن القاديمين الجدد لا يفهمون ثقافتنا الأمريكية وأنهم يسيئون إلينا من حيث يعلمون أو لا يعلمون" .. وكلام كتييير رصاه الرجل رص. ثم انصرف .. قالت لى أذهب لقد كشفت له كل شيئ ولن يمر بمكانك أبداً بعد اليوم. صار الرجل حتى سلام الله لا يسلم علىّ وإذا سلمت عليه لا يرد، قلت فى نفس دار ما غشاك شر .. صرت من هناك أسمى "فيلين" باسم " ماى آنجل .. ملاكى" .. وهى مبسوطة من هذا الأسم ولكن كلما تراها "تمارا" وهى مارة بمكانى تقول لى "شيخك بودا جاء" ثم تضحك ضحكة غريبة ثم تغادر قبل أن تحضر "فيلين".

    غداً نواصل ..

    بريمة
                  

04-06-2012, 10:53 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)



    ****

    بريمة
                  

04-08-2012, 05:58 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)



    ****

    بريمة
                  

04-08-2012, 11:04 AM

singawi

تاريخ التسجيل: 02-18-2002
مجموع المشاركات: 2226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    تحياتي يا بريمة

    حفظك الله وأحبابك وردك لبلدك سالم غانم

    مستمع أنا بمشاركتك هذه التفاصيل ومعايشة التجربة
    واصل بارك الله في عمرك وعملك .
                  

04-08-2012, 11:34 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: singawi)

    الأخ singawi
    سلامات ..

    Quote: تحياتي يا بريمة

    حفظك الله وأحبابك وردك لبلدك سالم غانم

    مستمع أنا بمشاركتك هذه التفاصيل ومعايشة التجربة
    واصل بارك الله في عمرك وعملك .
    ألف شكر على المتابعة والمؤاذرة ..

    ومازلت أكتب .. تابعونى حتى يعرف الناس بعض قفشات عن أمريكا .. من يريد الحضور يأتى على بينة علماً أنه من الصعب وضع أمريكا فى قالب واحد.


    بريمة
                  

04-09-2012, 02:20 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    نواصل .. قصتى

    كان ضمن أصدقائى هناك أثنين صومالين، أحدهما يسمى أحمد والأخر يسمى وردى، وهناك أربعة صوماليات .. ومن بين كل شعوب الأرض إننى أشعر إنى أقرب للصومالين من أى جنس أخر، حيث أن الأخوات الصوماليات أخوات بالنسبة لى قبل أن يكن صديقات، منهن زهراء ومريم الطويلة ومريم القصيرة وسرور وليلى. كان أحمد يسمى "التيم" الذى كونه شخصى، بمجموعة المنبوذين، فهو يعتبرنا نحن منبوذين من قبل دولنا مثل السودان والصومال، الهند، الحبشه، أرتيريا، صريبا، البوسنة، الفلبين وفيتنام وكوبا وغيرها وأنا أقول له لا نحن تحالف الأصدقاء وفى بعض الأحيان تحالف الضعفاء وفى بعض الأحيان تحالف المهمشين .. كان أحمد لا يعتد بعلاقته مع أى واحد فى المجموعة إلا شخصى، وهو يقول لى لو أنت ترتكت المكان سوف يفركش هذا التحالف بين يوم وليلة. ويستمر حوارى معه للحفاظ على تحالف الأصدقاء حتى تعم فوائده ونقدموا أجندة أخوتنا فى الغربة.

    فى "هيكس" لدينا تراث فى التسويق ينبنى على مستوى الزبون المادى، ونحن نقرأ الزبون قبل ما يفتح فاهه .. من مستوى ملابسه ومفاتيح سيارته وحذاءه وربطة عنقه ونوعية العطور التى يتعطر بها وغيرها كثير، يعنى حينما تقف أمامنا نحن نقيمك مادياً هل ترتدى قميص بخمسة دولارات أم بخمسين دولار؟ هل أنت تلبس حذاء عشرين دولار أم ثمانون دولار؟ هذه الأشياء تعطينا مؤشرات جديدة وسوف يتم تحرينا عن حالتك المادية بعد أن نتحصلوا على عنوانك ووظيفتك .. هناك 36 مؤشر أقتصادى نحن ندرسها فى الزبون، وكنت أصنف تلك الأوصاف إلى مجموعتين هى مجموعة الدلائل الكبرى والصغرى؛ ومتى ما أثبت أن هذا الزبون من العيار التقيل على طول يحق لى أن أخرج تصريح عبارة ورقة مكتوب عليها كود سرى، ثم من حقى أن أضع ذلك الكود فى صدر أى من ضباط المبيعات وهذا يعنى أن ضابط المبيعات يجب عليه أن يذهب مع هذا الزبون أينما ذهب والتسوق معه طالما هو موجود داخل "أستور هيكس" ويمكنه الذهاب معه حتى إلى سيارته لشحن البضائع له أو مساعدتة فى بعض الأشياء حتى خارج إطار البيع والشراء فى الأستور .. وهذا يعنى أننا نرصد هذا الزبون بأن يكون زبون دائم لنا ومن أهم الأشياء التى سوف يأتينى بها ضابط المبيعات هو عنوان الزبون ومكان سكنه الدائم وعمله وما يريد أن يشتريه فى الست شهور المقبلة .. يعنى رصد دقيق، وشركة "هيكس" سوف تقوم بأرسال مجلة المبيعات واوقات التخفيضات وغيرها للزبون باستمرار. كان أحمد هو أفضل خياراتى عندما يكن الزبون من الدول العربية وشمال أفريقيا، لكن كان أحمد فى كثير من الأحيان يحاول أستغلال هذا الوضع وفى بعض الأحيان حينما تعجبه "جكسوية" وأنا أعرف هو لا يستطع أن يخرج بالكثير منها لكنه يصر أن أضع له الديباجة حتى يتسوق معها، وحينما أرفض فى بعض الأحيان يخطف الديباجة منى ويجرى فى السلم الناقل الذى يوجد فى المكان جوار مكان عملى وهو يعرفنى أننى لا ألاحقه لكى لا ألفت الأنتباه إليه. كان يعجبنى حينما يكمل تسوقه مع الزبون ثم يأتى بالمعلومات المطلوبة وهو منتشى يضحك، ويقول: "ها أخوى جبت خبره الزبون، وهو يضحك ها ها ها" .. ويسمعنه الأخوات الصوماليات اللائى يقلن لى أنت تحابى أحمد وهو يهدر فيهن باللغة الصومالية المميزة بتفخيم حرف العين حتى يقرش الحلق وهو كأنه يقول: "هيع ها .. هوع هاه " إلى أخر الأصوات السماعية للغة الصومالية. كان أحمد، يتصرف كما البعير الأجرب أو مقطوع الذيل، كلما مر بجوار إحد ضابطات المبيعات يخبطها بما يحمل من أشياء ويقل لها "أشتغلى تمام يا كسلانه" أو شيئ من هذا القبيل وتدور المشكلة، لكن أحمد سرعان ما يهرب من المكان حتى لو جرياً إلى حيث مكان عمله.

    كان هناك نظام ينبنى على أنك تطلب من الزبون أن كان يود أن يكتب شيئ يشكرك فيه على ما قدمت من خدمة جليلة بالنسبة له .. وحينما يكتب الزبون يضاف كرت الشكر إلى مجموعة كروتك السابقة وتفرز هذه الكروت عددياً فى نهاية الأسبوع والذى يفوز يأخذ جائزة مالية ويتم وضع نجمة أعلى مما يحمل .. فإن كان يحمل نجمة فضية سوف يعطونه نجمة بيرقندى وإن كان يحمل بيرقندى يعطونه نجمة ذهبية .. وهكذا .. كنا فى "التيم" نعمل كزبائن لبعضنا البعض ونكتب عن مجموعة الأصدقاء كروت شكر، نحن نعمل بالضبط مثل أعضاء منظمة حقوق الأنسان، المنظمة تشير إلى منتسبيها بكتابة خطابات جماعية إلى رئيس دولة ما بسبب مخاطبته فى قضية ما، جميع أو أغلب الأعضاء يفعلون .. وبهذه الطريقة يتدرج أصدقاءنا فى السلم الوظيفى ويترقون حتى لا تفوتهم الفرص .. كان أحمد يضحك بأعلى صوته إذا ما أحرزنا هدف ورقينا أحد الأصدقاء، وكنت أغمز لهم بعينى أن يقللوا الصراخ حتى لا يشكف أمرنا .. ولكن فى نهاية الأمر أصبح أمرنا شبه مكشوفاً وتعاملت معنا الشركة بشفافية تامة بأعتبارنا أننا بنينا "تيم" عمل جماعى ممتاز يستطيع الأنجاز وأصبحنا مثل النقابة العمالية فى مكان العمل.

    كان "التيم" فى بعض الأحيان يقيم وجبات جماعية، كان كل شخص يحضر طبق ثم نتناول وجبة الغداء فى مكان واحد فى اللوبى العام ويحضر الجميع فى بعض الأحيان .. وكان أحمد و"تمارا" من نجوم هذه المناسبات وكان أحمد ينادى بصوت عالى أن يقوم أخونا أدم بمباركة الطعام وأنا أقول "بسم الله" نبدأ .. ثم ينادى أحمد إلى "مارثا" اليهودية أن تبارك الطعام .. وهى لا تقول أنها يهودية ولكن نحن نعرف ذلك، فهى تقرأ شيئ من التوراة سراً ثم تقول "أيميين" ويؤمن خلفها أحمد بصوت عالى "آميييييين"، ثم ينادى لصديقى "جيم" لقرأ شيئ من أيات الكتاب المقدس فيفعل ثم يؤمن "أيميين" ثم يؤمن أحمد "آميييين" مثل مع يفعل مع مارثا .. كنت فى بادئ أمرئ لا أستصيغ أن أكل من أى طبق غير أطباق المسلمين ولكنى أخيراً وجدت أن اليهود لا يأكلون الخنزير ويذبحون كما يذبح المسلمون فصرت أكل طعامهم .. وكانت الأخت الهندية "ناهيد" تذكرنا دوماً بآيات ( وطعام أهل الكتاب حل لكم) ... ويقول أحمد ونساءهم حل لكم .. وأنا أقل له كذاب .. مافى أية تقل بذلك ويبدأ النقاش حول الأديان وغيرها.

    فى كل عام تمر علينا جمعة بعينها تسمىى الجمعة السوداء، فى تلك الجمعة تتم تخفيضات كبيرة ويتزاحم الزبائن فى المول لدرجة لا تجد مكان تضع فيه رجلك .. فى تلك الجمعة يجمع "هيكس" ما يفوق مئة ألف دولار فى اليوم وكان لزاماً علينا أن نتخطوا ما حققناه فى العام الماضى، فإذا ما فعلنا فأننا نأخذ جائزة وترقيات جماعية .. يفتح المول أبوابه باكراً ويستمر التسوق حتى الواحدة صباحاً ويكون كل ضباط المبيعات حضور .. فى ذلك اليوم يصيبنا إرهاق وتعب لم نر له مثيل منذ حضورى إلى الولايات المتحدة. إحد تلك الجمع تأخرنا كالمعتاد وحينما خرجت إلى سيارتى لحق بى أحمد يقل لى ليس هناك مواصلات وإنه يريد أن نوصله ثم جاءت صديقتنا "فيلين" بنفس الطلب .. قلت لأحمد دعنا نوصل "فيلين" فهى قريبة من "هيكس" ثم نواصلوا مشوارنا نحو مدينته هو ثم أواصل طريقى .. ذهبنا وأنزلنا "فيلين" بسلام ثم قفلنا عائدين للشارع الريسى الذى يؤدى إلى مدينة ليزبيرغ (التى بدأت بها هذا البوست)، المدن التى نسكن فيها شخصى وأحمد جميعها تقع على هذا الطريق .. وفى أثناء عودتنا للشارع العام وأنا أسوق قد أخذتنى غفوة عابرة من شدة التعب فى أشارة الحركة وكذا حصل لأحمد .. حينما صحيت وجدت أشارة الحركة قد فتحت فأخذت فيها شمالاً وواصلنا سيرنا، لكن قد حصل شيئ عجيب .. فقد دخلنا من الشارع الجانبى، فى جانب الشارع ذو الأتجاه الواحد للعربات التى هى متجهه نحونا .. وسرنا فى ذلك الزمن المتأخر بسرعة رهيبة نحو كمية من العربات التى تتجه نحونا بنفس السرعة .. ولكن برحمة من الله فقد جاء رجل شرطة فى مقدمة العربات القادمة وأطلق شاراته وأنواره وصفافيره .. وبدأ يعمل حركة زقزاق فى الشارع أمام العربات القادمة حتى أوقفها فى محلة ليس فيها إشارة حركة ... ثم تحرك ببطء نحونا وأنا داقش دقش نحو عربة الشرطة .. وفجأة تبين أحمد الأمر وصرخ يا ألهى يا ألهى .. وقفت مستغرباً من أحمد .. لأعرف أننى أسير فى الأتجاه المعاكس .. وقفنا فى النجيلة بين الشارعين المتوازيين .. تحرك رجل الشرطة حتى وقف على مقربة مننا .. ثم نزل وأشار للعربات بالتحرك .. وظل مرابطاً فى سيارته .. لم تمض خمس دقائق حتى أمتلأ المكان عن بكرة أبية بعربات الشرطة وصارت الأنوار تعمى بصر الأنسان .. تقدم نحونا شخص واحد منهم بينما أحتمى البقية خلف سياراتهم وهم مدججين بالأسحلة .. فى ذلك الوقت قلت لأحمد أن يسكت ولا يتكلم وإنى سوف أتكلم .. وأحمد يقول لى سوف يتم كلَبشتك والذهاب بك إلى الحراسة ويتم أخذ رخصتك .. وأشياء كثيرة وأنا أقرأ فى سورة يس وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً .. وصلنا رجل الشرطة وأمرنى بإن ننزل الزجاج فى شباك العربة ففعلت .. قال لى أين رخصتك؟ أعطيتها له .. ثم سألنى من أين جئتم؟ وإن كنا سكرانين؟ وإن كنا نستطيع أخذ أختبار نسبة الكحول فى الدم؟ أجبت له بالأيجاب .. قال لى لماذا أنتم متأخرين فى العمل هكذا؟ قلت له هى الجمعة السوداء .. فعرف السبب. ذهب الرجل وعمل بحث عن سجلى فى السواقة وغيرها .. وجد كل شيئ نضيف .. أنا سائق جديد عهد بالسواقة! .. قال هل يعقل أن ليس لك أى سابقة؟ قلت له ليس لدى أى سابقة .. قال خذ رخصتك .. أخذتها .. قال دور عربتك دورتها .. ثم قال أستدر إلى الخلف، فأستدرت .. قال لى إذهب إلى إشارة الحركة التى أتيت منها ثم أعمل "يو ترن" أقفل راجعاً ففعلت .. حينما حضرت بموازاته جاءنى مرة أخرى .. وقال هاهى رخصتك نضيفة رددتها لك كما أستلمتها منك .. ولن أعطيك أى عقوبة سواقة ولن أضع لك أى نقطة .. ثم قال صاحبتكم السلامة! .. لم يصدق أحمد، فأمسكنى من رأسى بكلتيى يديه وهو يهز فى رأسى، الله الله .. وأنا أوقفه لا يا أحمد راسى لفا .. يا أخ أقيف ! ومازال أحمد يهز فى رأسى أمام البوليس، حتى تبسم رجل الشرطة وقال "قو قو قو" .. فسقت العربة وذهبنا لأهلنا.

    غداً نواصل ..
    بريمة

    (عدل بواسطة بريمة محمد on 04-09-2012, 08:00 AM)

                  

04-22-2012, 00:23 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)


    نعود إلى قصة الكابوى .. كأستراحة محارب.

    بريمة
                  

04-22-2012, 04:24 AM

Amin Salim
<aAmin Salim
تاريخ التسجيل: 02-03-2012
مجموع المشاركات: 677

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    تحياتى يا بريمه

    واصل السرد الممتع

    اخوك فى الدنقر الواحد امين
                  

05-05-2012, 06:47 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: Amin Salim)


    تحياتى يا أمين
    Quote: تحياتى يا بريمه

    واصل السرد الممتع

    اخوك فى الدنقر الواحد امين

    جاييكم بالمزيد بإذن الله ..


    بريمة
                  

05-16-2012, 04:55 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)


    ****

    بريمة
                  

06-27-2012, 12:40 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)


    أستراحة محارب ..

    بريمة
                  

07-03-2012, 07:06 PM

ياسر الامير ابوجكة
<aياسر الامير ابوجكة
تاريخ التسجيل: 08-06-2007
مجموع المشاركات: 9

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا بقارى كاوبوى .. والكابويات فى أمريكا أعترفوا بى (هنا قصتى)! (Re: بريمة محمد)

    فعلا يا بريمة (ياقريبي ) كابوي بقارة
    بس تخاف تجي في المركز الثالث
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de