كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: الحبيب بكري في أول لقاء صحفي بالخرطوم يضع النقاط فوق الحروف (Re: لؤى)
|
الأحباب أبو الريش والعزيز لؤي شكراً جزيلاً على المرور والتسجيل واقتبس أيضا هنا ما ورد اليوم في عمود ودشاموق تكملة لعمود الأمس ******** تقول الحكاية أن خواجة اسمه (هارت مورت) وزميلة له اسمها (أوتا) جاءا إلى بادية الماهرية في عام 1979 بقصد إجراء دراسات اجتماعية وأنثروبيلوجية عن القبيلة.
وفي شهور قليلة صار الخواجة والخواجية ينطقان اللغة العربية كما يتحدثها بدو الماهرية، حتى مخارج الحروف هي ذاتها. واشترى هارت مورت وأوتا مراحا من الابل والجمال العناقيات، وصارا جزءا من القبيلة وكأنهما ولدا فيها، ينشقون مع القبيلة في الشتاء ويعودون في الصيف.
وكانا يعودان إلى ألمانيا لفترات قصيرة، لكن يرجعان إلى بادية الماهرية وإلى مراحهما. وفي عام 1984، سافر هارت مورت وأوتا إلى ألمانيا، ولما رجعا وجدا أن القبيلة قد رحلت بأكملها إلى بحر العرب، ومعها مراح هارت مورت وزميلته.
ولحق الخواجيان بالبدو في بحر العرب، وعادا معهم في خريف عام 1985 حتى أكملا دراستهما. وعادت الخواجية (أوتا) إلى بادية الماهرية في العام 1988 في زيارة قصيرة رجعت بعدها إلى ألمانيا للمرة الاخيرة .. وتوفيت.
أما هارت مورت فقد واصل رحيله شمالا وجنوبا مع البدو لسنوات طويلة، ووشم (أو وسم) قطيعه بوشم (أو وسم) الماهرية، وبذلك أعلن انتماءه رسميا للقبيلة، وسمي هارت مورت الماهري أو الخواجة الماهري.
وقد سجل هارت مورت كل هذا في كتاب لم يحظ بالترجمة، والكتاب دراسة مطولة لطبيعة البدو وحياتهم، وبه دراسة للآثار في منطقة شمال دار فور، وعنوانه (قبيلة الماهرية (mahria tribe).
يقول الخواجة هارت مورت في كتابه إنهم كانوا ينادونه في البادية بـالخواجة، فكان يرد (أنا ما خواجة أنا حلبي). ولما عاد هارت مورت إلى ألمانيا للمرة الاخيرة كان قد ترك وراءه مراحا موسوما بوسم الماهرية.
بعد هارت مورت جاء آخرون. جاء (آدم)، وهو شاب كندي فاز في الانتخابات البلدية قبل سنوات قليلة مرشحا من حزب (NDP)، ويتحدث اللغة العربية باللهجة البادية الماهرية، ويشارك في نشاط الجالىة السودانية التي دعمته في الانتخابات.
وفي العام 1997 جاء شاب آخر اسمه فرانك وشابة أخرى من ألمانيا، وهما حديثا التخرج لمتابعة مشروع دراسات هارت مورت وأوتا بتكليف من ذات الجامعة، واستأجرا بيتا في مدينة كتم، وكانا يعرفان أسماء كثير من أهل القبيلة، فكانا يسألان عن فلان وفلان وفلانة، فقد كتب هارت مورت أسماء أفراد كل الاسر. يقول الكاتب انه لا يدري أين هما الآن، لكن أينما كانا فقد كانا شخصين ودودين.
في مارس الماضي، وأنا أسرد هذه الحكاية، كتبت عن موقع (سودانيز اون لاين (www.sudaneseonline.com) الملحوظة الآتية : هذا الموقع واحة يستظل بها السودانيون في بلاد المهجر، وقد تأسس عام 2000، وهو موقع مشهور جدا وسط السودانيين في الخارج رغم انه غير معروف بصورة كافية داخل السودان. أسسه مهندس سوداني مقيم في الولايات المتحدة اسمه بكري أبو بكر. وفي أية لحظة تدخل علىه تجد فيه حوالى 200 شخص، جزء منهم أعضاء وجزء ضيوف علىه، وعدد أعضائه الكلي يتجاوز الثلاثة آلاف عضو بقليل. وهو يضم نخبة مميزة من المثقفين والادباء والفنانين السودانيين، منهم الفنان يوسف الموصلي، والفنان سيف الجامعة، والشاعر عبد القادر الكتيابي، والشاعر محمد الحسن سالم (حميد)، والاديب جعفر عباس .. وغيرهم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|