الرابطة الشرعية للعلماء تسرق بيانها .. قراءة في البيان المسروق

Quote: التيارات الاسلامية يا صديقي حتى ظهر الشيخ حسن البنا كانت تيارات فكرية دعوية بحته .. ثم ظهر الشيخ بدعواه فاستهوت نفوس الشباب و اتهمه الخصوم انه تلقى دعما من المندوب السامي البريطاني. دعوة الشيخ البنا كانت اول دعوة نادت بمفهوم جديد للشريعة (الفهم المغلوط الذي لازلنا نرزح تحته ) ان الشريعة هي مجموعة عقوبات حدية لا منهاج حياة كامل. اخرجوا اماطة الاذى عن الطريق و رد السلام و حسن الخلق و غيرها من الشريعة و احتكروها في الحاكمية الجديدة. و لأن الشيخ و تلامذته في جمعية الشباب المسلم لم تكن لهم سلطة فقد استنوا لانفسهم طريق الدعوة السياسية للحصول على هذه السلطة. هذا الباب اصبح باب اجتهاد لكل حسب طاقته. فمنهم من بقي يطلب الحاكمية ليطبق شرع الله . و منهم من احبطته السياسة فاعاد انتاج مذهب الخوارج بتكفير من لم يحكم بما انزل الله ( طبعا منازلة الكافر اهون على القلب من النضال السياسي السلمي) و منهم من ذهب لتكفير المجتمع الوغد الذي يطيع هؤلاء الحكام و لا يلقي لنا نحن دعاة الجنة بالا. و من التكفير اللفظي اشتط البعض الى الفعل و القتل. و كان ما رأيته و علمته يا اخي. ارجع لتاريخ الاخوان الى كتاب لطيف لكنه متحامل اسمه " الاخوان المسلمين في الميزان" .. الكتاب متحامل جدا لكنه يوفر لك اسماء مراجع اخوانية عدة يمكنك ان تقرأ فيها هذا التطور. و ارجع في المراجعات المتأخرة ما كتبه الشيخ حسن الهضيبي في كتابه " دعاة لا قضاة" فانه مفيد. هكذا يا اخي ترى كيف فارقت التيارات الاسلامية التي كانت مهمتها العلم و التنوير و الدعوة الى الله مكانها في الدعوة لتنصب افرادها قضاة على المجتمع. و اللطيف ان هذه التيارات كانت اول من عاب على شيوخ الدين التقليديين الذين اقعدهم التقليد و نبذوهم بفقهاء الحيض و النفاس ( كان اول من قال ذلك احد طلاب جامعة فؤاد الاول في ندوة بدار الشباب المسلمين) فتلقفها الخصوم العلمانيين ليبنذوهم هم انفسهم بها بعد ذلك. هنا تجد ان هذه التيارات تتلاقى في الاصل الذي رضعت منه. و جاذبيتها و بريقها يأتي من انها ليست عسيرة الطريق تحتاج الى علم و دراسة و اجازات و حفظ و مجهود كما في الشكل التقليدي للتيارات الاسلامية. هذه تيارات اسلامية تضع الدنيا نصب اعينها. فتعفي من يجد صعوبة في حفظ القران من الحفظ و توجهه بالتدريب البدني لان الاسلام دين القوة. و توجه اللسن البارع ان يصبح خطيبا ليدعو الناس و لا داع لاضاعة زمنه في الحفظ و الشرح و الاجرومية و شرح النووي لمسلم. تخيل مقارنة هذا مع شيوخ عجائز يناقشون هل رواية عبد الله بن لهيعة مقبولة من غير حديث العبادلة الاربعة عنه ام لا ؟ و هل الطلاق المعلق يقع ام لا ؟ كان لابد لهذا المنهج الدنيوي البراق ان يجذب و يجتذب. حتى انه جذب شباب جماعة انصار السنة المحمدية فظهرت تيارات الشيخ الكودة و محمد مصطفى عبد القادر و غيرهما من المطالبين بدخول الجماعة كفاعل في العمل السياسي. كرهوا ان يكونوا فقهاء حيض و نفاس في الجامعات على حين يلمع اترابهم بالاسلام السياسي في الاركان. و انشقت الجماعة على نفسها بين اعجاب الشيخ الهدية رحمه الله بالشباب و محافظة الشيخ ابو زيد على دعوية الجماعة و مساجلة التصوف و البدع المعتقدية. هنا يلتقون و هكذا يفترقون. اما لماذا لا يدخلون في هذه التفاصيل فاظنك تحملهم شططا يا اخي. هذا كأن تسأل ما هو موقف الحزب الشيوعي من فتوى ارضاع الكبير. او رأي منظمة الصحة العالمية في تسجيل لاعب المريخ الجديد. انها امور خارج دائرة اهتمامهم. لا تسألني لماذا لكني اخبرك ان الواقع يقول ان اهل الحاكمية لا يهتمون بغيرها. المهم الحاكمية و ما سواها صغائر. و يستوي في ذلك المعتدلون ( كالاخوان المسلمين ) و المتطرفون ( كجماعة التكفير و الهجرة ). الشيخ الكاروري في ايام الانقاذ الاولى قال في التلفزيون ان بعض الناس يقولون ان هناك فساد. و نحن نقول هم نعم اي دولة بها فساد. الذي يهمنا ان الفساد كان في القصر فخرج من القصر الى الشارع. انه مبدأ يجعل الحاكمية هي كل شئ. هل سمعت مرة جماعة التكفير و الهجرة المصرية تتحدث عن الفساد او الفقر في مصر؟ بالنسبة لهم هذه ثانويات. و الحمد لله انهم لا يتكلمون فيها. فلو تكلموا لابدعوا و ادهشوا. فمن تكلم في غير ما يحسن افسد.