الثنائي/ د.( محمد جعفر +الصادق حسن).. بجمهورية مصر في الثمانينيات...تجربة ثرة يجب أن لا ننساها

Quote: حوالى السابعة و النصف صباحا كنا و رفيقى محمد طه أمام السفارة مباشرة،، الأبواب موصدة و لا أحد هنالك بخلاف رجل الأمن الوحيد الذى كان من السهولة إيهامه بأننا من بعض أولئك المراجعين الذين يبكرون فى الحضور ليحجزوا مواقعهم الأمامية فى صفوف المراجعين الطويلة عندما تفتح السفارة أبوابها أمامهم بعد مرور نصف ساعة تأخير على الأقل من مواعيد العمل الرسمية المعلنة كما هو معتاد ،،، و بعد "صباح الفل و الياسمين" جلسنا على الحافة الأسمنتية للجدار المثلث ذو السياج الحديدى المقابل مباشرة لمدخل السفارة ننتظر و نترقب القادمين من ناحية محطة البترول المطلة على شارع القصر العينى "الإتجاه الرئيسى للسفارة". التكليف كان واضحا بالنسبة لنا،، المبيت فى مكان واحد،، و التبكير فى اليوم الثاني و فى موعد أقصاه الثامنة صباحا بالحضور للسفارة ، مراقبة تدفق الطلاب على السفارة،،، مراقبة الأمن و التحركات المضادة ،،، تقدير العدد الكافئ اللازم للاقتحام،، التعبئة و التمهيد للاقتحام ،،، تنفيذ الاقتحام بأكبر عدد من الطلاب لداخل السفارة و التمركز فى الطوابق العليا "الأول فما فوق" ،،، تشكيل قيادة للطلاب داخل السفارة ،،، تأمين الأوضاع الداخلية ،،، و توفير وسائل الحماية ... ساورنا القلق فى الساعات الأولى،،، فتدفق الطلاب كان قد بدأ بطيئا جدا ،،، و الدقيقة كانت تمر علينا كأنها ساعة ،،، و نحن فى سباق حاسم مع الزمن، بين مدى سرعة السفارة و حلفائها من قوى (الثورة المضادة) على اتخاذ الإجراءات المضادة للتصدي للاعتصام ،،، و بين سرعة توافد الأعداد الكافية من الطلاب اللازمة لتنفيذ الاقتحام، و لكن الإيمان بعدالة القضية ،،، و وحدة الطلاب و العزيمة و الإصرار التى لمسناها إبان فترة التحضير للاعتصام كانت تهزم مشاعر القلق فينا و تقضى عليها تماما خاصة كلما أطل علينا من ناحية طرمبة البنزين فوج جديد من أفواج الطلاب وهى تتقدم بخطى ثابتة نحونا بسحنتها السمراء و ملامحها التى يسهل تمييزها من بين ملايين السحنات و الملامح فى كل مكان و فى كل زمان ،،، انضم إلينا ضمن المتدفقين على السفارة الرفيق المناضل الجسور،، و بكل ما تعنيه هذه الكلمة "جسور" من معانى ،،، الرفيق "ود الجعلى" ،،، و مع تزايد توافد الطلاب و بالرغم من أن بوابة السفارة الرئيسية كانت لا تزال مغلقة،،إلا أننا قد لاحظنا القلق الذى بدأ يساور حارس الأمن بشكل ملحوظ و تزايدت حركته إلى و من داخل السفارة،، و سرعان ما لاحظنا إنضمام بعض عناصر الأمن الأخرى من داخل السفارة (من دون أن نعلم بكيفية دخولهم للسفارة أو حتى وصولهم لها) و هم يحملون العصى "بكسر العين و الصاد" و بدأ يظهر معهم بعض العاملين بالسفارة جيئة و ذهابا،، فتيقنا تماما بأن الخبر قد "شاع ،،، و عم القرى و الحضر"،، آمنا تماما لحظتها بأن ساعة الصفر "التى كان يصر على تحديدها كردفانى فى اجتماعات اللجنة السياسية المركزية" قد حانت ،،، و أن البأس قد اشتد احمرارا،،، و يبس الميسم من شدة استقامته ،،، على قول عمر بن الخطاب و هو يعلن اسلامه لنبى الاسلام محمد "لقد إحمر البأس و استقام الميسم" ،،، و كان هذا هو الوقت المناسب لتوجيه الضربة الأولى ،،، باليد اليسرى لعمر الفاروق "الذى فرق بين الحق و الباطل" و هو يلوح بسيفه و يهتف بملء فمه "من أراد أن تثكله أمه ،،، و ترمل زوجته،، و يأتم أبنائه،،، فليلحقنى وراء ذلك الجبل" ،،، فالضربة الأولى يجب أن تكون سريعة ،،، مسموعة ،،، موجعة ،،، فقد كان الفاروق عمر بن الخطاب "إذا مشى أسرع ،،، و إذا تكلم أسمع ،،، و إذا ضرب أوجع" ،،، قررنا لحظتها النزال "و نحن فى ديرة الخصم" فالمعركة معركتنا و نحن المالكون لزمام المبادرة فيها ،،، و لنا لوحدنا فقط القدرة و الحرية الكاملة لتحديد زمانها و مكانها،، فهم"العسس و من آذرهم" مأجووووورين ،،، و ما ناس كتال (بضم الكاف و فتح التاء) ،،، الكتال بدورله غبينة ،،، و الغبينة كانت متوسدانا "بكسر السين" ،،، غبينة يونس ود الدكيم لمن رسل لى ونجت باشا و قالو "إلى ونجد باشا كبير المشاركة (بفتح الميم و الشين) ،،، يوم ما نلاقوكو،،، ندقوكو دق،،، و نربوكو رب ،،، و نشربوكو شراب ،،، و نبلعوكو زت "بتشديد الزين و تسكين التاء"،،، و نواصل ،،،،،،