الثنائي/ د.( محمد جعفر +الصادق حسن).. بجمهورية مصر في الثمانينيات...تجربة ثرة يجب أن لا ننساها

Quote: كانت الظروف التى تم فيها اعتصام السفارة و احتلالها فى أول دورة للتجمع الوطنى فى الإتحاد العام ظروفا مختلفة تماما ،،، لها سماتها و خصائصها العامة و الخاصة الذاتية و الموضوعية المتفردة و التى يمكن التطرق لأهمها فيما يلى: 1- بينما كان غياب المركز الموحد للمعارضة السابق لحركةالجماهير واحدا من أهم أوجه القصور التى صاحبت إنتفاضة الشعب فى مارس/أبريل 1985 (حسب تقييم دورة اللجنة المركزية للحزب الشيوعى فى أبريل 1985 للإنتفاضة) و أن حركة الشارع سبقت وحدة المعارضة ،،، فإن وحدة تجمع القوى الطلابية فى الظروف و الحقبة التى نتحدث عنها كانت قد سبقت النهوض الجماهيرى العارم و العنيف الذى اجتاح الكيزان فى "المنصورة ، طنطا ، شبين الكوم ، الزقازيق ،الإسكندرية ،القاهرة" و هزتهم فى "أسيوط و المنيا" بل أنها (وحدة المعارضة) كانت عاملا هاما و جوهريا فى دفع هذا النهوض ،،، ففى مصر قد حدث التوافق بين الذاتى و الموضوعى اللازم للتغيير!، و لكن فى السودان فى 85 كانت الظروف الذاتية و لوحدها !!! التى دفعت إلى تفجيرالوضع و تغييره و أن تكامل الظروف الموضوعية جاء لاحقا و لكنه نشأ فى خضم حركة الجماهير التلقائية فى الشارع وليدا مشروعا لها،، فلم يحدث ذلك التوافق الذى يؤدى حتما و بالضرورة إلى التغيير!!، و ما نعيشه الآن فى إعتقادى الجازم هو نتاج منطقى لتلك الحالة من عدم التوافق! (ندوة أسيوط التى جابت كل مدن الجمهورية و فارسها طراوة "بعينه الثاقبة ،، بطنه الغريقة ،، ذهنه المرتب ،، و تحليله العميق" كانت ببساطة تحكى و تصور السودان الحالى الذى نعيشه الآن (هل تدلو بدلوك أيها الرفيق طراوة فى هذا التناقض؟؟؟ و النتائج التى ترتبت عنه و نعيشها اليوم؟؟؟). 2- كانت اللجنة السياسية المركزية لتجمع القوى الوطنية الطلابية والتى كانت تتكون من (الجبهة الديمقراطية ، الإتحاد الديمقراطى ، ج.ك.ط. الأنصار حزب الأمة، الناصريون، مؤتمر المستقلين) هى التى اتخذت قرار الإعتصام و خططت له وقامت بتعبئة جماهير الطلاب حوله بالتنسيق الكامل مع اتحادات التجمع الفرعية ، فالمجلس الستينى حينها لم يجتمع و اللجنة التنفيذية للإتحاد العام لم تتشكل بعد بشكلها الرسمى برغم أن المقاعد كانت موزعة سلفا بالطبع بين قوى التجمع. 3-"الثورة مستمرة و السادن يطلع برة" كان أهم شعارات تلك المرحلة التى دوت به أصوات الطلاب الوطنيين فى كل المجالات الطلابية و على اختلاف انتماءاتهم و اتجاهاتهم السياسية!!! فقد كان يعبر عن إمتداد جذوة الإنتفاضة بين هذا المستوى الجماهيرى العريض و قوامه 14 الف طالب و طالبة و هم على قناعة تامة بأن استمرار الانتفاضة لن يتحقق إلا بكنس آثار مايو و اجتثاثها من جذورها و الرمى بها فى مزبلة التاريخ ،،، فهى كالأفعى تخلع ثوبها فى كل موسم و تستبدله بثوب آخر مختلف اللون والرائحة التى سرعان ما تفوح برياح الردة و الفتنة و الخذلان ،،، من أين سندرى ،،،،،، أن صحابيا سيقود الفتنة فى الليل بإحدى زوجات محمد ،،، من أين سندرى ،،،،، أن الردة تخلع ثوب الأفعى صيفا و شتاءا تتجدد ،،، 4- و لعل الدروس المستفادة من هذه التجربة تتلخص فى: أ‌- كما خلصت دورة اللجنة المركزية للحزب الشيوعى فى يوليو 1971 (بعد حمامات الدم و المشانق التى فقدنا فيها قادة أفذاذ قلما يجود بهم الزمان) إلى ضرورة أن يتعلم الثوار والثوريين القدرة على ابتكار الوسائل المشروعة و الحاسمة لحماية ثوراتهم و تجاربهم الثورية و الجماهيرية. ب‌- أن الشعار الذى بدأ يتبلور إبان معركة التجميع فى 1973 بقيادة أبطال و فرسان من أمثال المناضل الجسور يوسف حسين و طرحته دورة اللجنة المركزية للحزب الشيوعى التى انعقدت بعنوان "الديمقراطية مفتاح الحل للأزمة السياسية" فى أغسطس 1978 بشكل واضح كقراءة موضوعية للواقع الثورى فى تلك المرحلة و درس مستفاد من تجربة يوليو 1971 ،،، 5 سبتمبر 1975 ، 2 يوليو 1976 ،،، و هو شعارنا الذى نفخر به و الذى لا يزال صالحا لهذا الزمان "نحو جبهة عريضة للديمقراطية و إنقاذ الوطن" ،،، وحدة قوى المعارضة هى الظرف الموضوعى الذى يجب أن نخلقه ،،، و لكن على أسس جديدة ،،، و بتكتيك و استراتيجية متكاملة للهجوم و أيضا للدفاع و الحماية ،،، "للكر و الفر". و نواصل ،،،،،،

(عدل بواسطة Atif Makkawi on 03-17-2008, 07:16 PM)