محمد عبد الخالق بكري يكتب عن الإضراب السياسي والعصيان المدني ....

Quote: اربع طرق اتبعتها سلطة الانقاذ لاعتراض وتفشيل الاضرابات والتحركات النقابية . الطريقة الاولي هي الواسطة والاجاويد وقد حدثت في اضراب عمال الصمغ العربي حيث لعبت النقابة دور الوسيط في في نوفمبر 2010 . ترتب على هذا الاضراب الاستقالة الاختيارية للسيد منصور خالد من رئاسة مجلس ادارة شركة الصمغ العربي . وحدثت ايضاً في اضراب عمال وموظفي هيئة المياه في سنار في أغسطس 2011 حيث اجتمع مدير الهيئة مع النقابة وعرض مرتب شهر زائداً ما عرف بمنحة الرئيس وكانت مطالب العمال متأخرات مرتب شهرين هما مايو ويونيو من نفس السنة ورفض العمال العرض . الطريقة الثانية ، محاولة احلال العمال او العاملين المضربين بكادر مدرب على القيام باعمالهم وحدثت هذه المحاولة في اوائل موجة اضرابات عمال السكة حديد بعطبرة في ديسمبر 2009 حيث كلفت السلطة كتيبة الدفاع الشعبي ، وقد تم تدريبها من قبل العمال انفسهم ، بتشغيل الورش . رفضت كتيبة الدفاع الشعبي تنفيذ الاوامر بكسر الاضراب ونجح الاضراب . ووعدت السلطة بتقديم افراد كتيبة الدفاع الشعبي لمحاكمات عسكرية . حدثت محاولة احلال كادر مدرب في اضراب الاطباء في مارس 2010 وفشلت لشح الكادر الملتزم بحزب المؤتمر الوطني مع شمول الاضراب . الطريقة الثالثة وتحدث بعد نجاح الاضراب في بعض الصناعات والاعمال الحرة حيث تزعم النقابة المتخازلة ان القائمين بالاضراب مندسين وطابور خامس وتألب الجمهور عليهم في الصحف والاعلام . وهذا ما قالته نقابات سائقي واصحاب الحافلات الاهلية بعد نجاح اضرابهم في العاصمة في نوفمبر 2010 وتجاوزهم للنقابة ، بدأ الاضراب بحملة توقيعات في المواقف . الطريقة الرابعة طبعاً هي العنف البدني واعتقال اللجنة القائدة للاضراب وبعد ذلك السجن والتشريد . الامثلة لا تعد ، ولكن حدث ان انتزع الاطباء بعض قيادات الاضراب من عربات رجال الامن بالقوة كما حدث حول مسجد المراغنة في بحري ابان اضراب الاطباء . وحمت جماهير المعلمين عدد من قياداتها من الاعتقال في اعتصام برج المعلم في مارس 2012. لم يذهب دم علي فضل هدراً وكذلك علي الماحي السخي والعشرات من النقابيين والنقابيات الذين عذبوا وشردوا . فهاهي الحركة النقابية السودانية تمور بالحياة وواهم من يظن انها ماتت .