|
بالقرب من اوماك الامن يضرب ثلاث شقيقات بالسياط واهانتهن واعتقالهن
|
ليلة أول أمس عند الساعة الثامنة مساء هجمت كلاب الامن المسعورة على المظاهرة التى كانت تسير بالقرب من أوماك على ناحية الرياض بالخرطوم ، كانت ثلة من الكلاب المسعورة ، كلاب بشرية من الفاقد التربوى والاخلاقى والانسانى ، ربما كلاب السكك ارحم منها واكثر عفة ووفاء ، جاءوا يحملون السياط وبدأوا فى الهاب ظهور النساء والفتيات بهذه السياط ، وقعت ( أ ) على الارض من الضرب فجرجروها على الاسفلت حتى ادميت ساقيها وكتفيها ، ثم صاروا يضربون اختها وشقيقتها ( أ ) ايضا على ظهرها وساقيها حتى تورمتا وكذلك شقيقتهما الثالثة ومن ثم اخذوهما فى عربتهما وتحلقوا حولهما وصاروا ينتاشوهما بالالفاظ الجارحة والنابية والاهانات والتحرشات اللفظية التى تعف الالسن عن ذكرها ، اقتادوهما الى وكرهم وهناك بدأت دوامة الاستجواب والسخرية منهما ، مكثوا معهم حتى الواحدة صباحا فى ذلك الوكر الممتلىء بأحقر الكلاب البشرية ، فاقدى المروءة والانسانية ، ذوى النفوس الممتلئة قيحا وعفنا .
هؤلاء هم أبناء المشروع الحضارى وحراسه الذين بشرتنا بهم الانقاذ عند مجيئها بأنها ترغب فى احلال قيم الارض بقيم السماء ، هؤلاء هم من سعت طوال ثلاثة وعشرين عاما فى تربيتهم بسمتها وصفاتها وحقنهم بجيناتها ، ولدوا هكذا مشوهين الاخلاق ، منبتين عن قيم الشعب السودانى الذى يكرم المرأة ويرعى الجارة ويقرى الضيف ويعين الملهوف .
هؤلاء هم أبناء نافع وقوش حسن ضحوى ومحمد عطا المولى ، لم ينبتوا هكذا فجأة من رحم حدأة اوقعتهم من السماء ولا من ضبعة قذفت بهم فى جوف حفرة ، بل جاءوا نتيجة لقاح افكار نافع وعلى عثمان وتابعيهم بجسم الانقاذ ، لم يأتوا طاهرى الفكر والعقيدة ، بل جاءوا من لغة نابية مسفة تقول بلحس الكوع والدغمسة وتشهد وتسمع لغة التنابذ بين وزير الاوقاف ومدير الاوقاف من بين قاعة المجلس الوطنى واوراق الصحف ، علموهم ان نهب اموال الشعب ليست حرام وان سب الحرائر حلال وان الاخلاق هى مخلوقة من شريط مطاطى وان فقه الضرورة لم يشرع الا لهم .
هؤلاء جاءوا هكذا لقاح بين مخلوق لا انسان ولا حيوان ، مخلوق فى جمجمته هلام من سخام واوساخ واوضار وعفن ، وفى ما بين صدره حجر من صوان ، مخلوق عينه من حديد وجفنيه من خشب ، اظفاره وانيابه تسيل منها الدماء .
ايتها النساء الجميلات ، السياط التى الهبوكن بها هن اوسمة على اجسادكن
ايتها النساء الرائعات الجروح التى ادمت من ظهوركن هن قلائد من شعبنا
ايتها النساء ، حرائر بلدى لقد كنتن صادقات مع انفسكن ، كنتن صامدات ، انا اعرف ان العيب لا يأتيكن من اى جانب كنتن ، بل انتن وجه بلادى المشرق ، حمرة شفق المغيب يستمد لونه منكن ومن نضالكن الممتد من سنوات ، ومن احساسكن وشعوركن الرقيق كالماء والصلب كالماء ، اعرفكن تضعن الندى فى موقع الندى والسيف فى موقع السيف .
شلت الايادى التى ضربتكن .
شلت الالسن التى اخرجت قيح الكلمات فى وجهكن
|
|
|
|
|
|
|
|
|