|
|
 عشرة مسارات سوداوية للثورة السودانية
|
عشرة مسارات سوداوية للثورة السودانية
يوسف عمارة أبوسن
لطالما كنت ناقدا لسياسات النظام الحاكم ومستنكرا لما يقوم به من تصرفات حمقاء، لكن ليس إلي درجة الدعوة لإسقاطه
في هذه الأوقات -التي بفضله صارت كلها حرجة- فهذا النظام أوجد لنفسه بنية تنظيمية تغلغلت داخل الدولة السودانية بحيث
أي هزة تصيبه قد تؤثر علي جسم الدولة ككل، وأي محاولة لإضعافه أو إشغاله عن أداء دوره في ظل هوس داخلي يجتاجه
من مؤامرة تستهدفه سيكون مبررا للتنصل من تعهداته تجاه العملية السياسية وتعبئة دوائره بمفهوم قد يزيد البلاد وبالا علي وبالها.
هناك عشر سيناريوهات أرجو من من يقرأها وضع نسبة أقل من 50% لحدوثها والخروج بنسبة كلية من النقاط العشر وقياس حال
البلاد بنصف ما ذكر دعك من حدوثه كاملا والذي هو مؤكد وحدث في كل التغييرات السياسية التي حدثت في تاريخنا العربي وفي
ثورات من حولنا فبعضهم غير العلم والنشيد وبعضهم غير المناهج وبعضهم حرم ألوان معينة في اللبس.
فلو سقطت هذه الحكومة -وهذا لن يأتي إلا عبر فاتورة باهظة تنتهي بفصل سابع ودخول مريح لتحالف كاودا مدعوما من دولة الجنوب-
أقول لو سقطت سيقوم من يخلفها بما يسمي (التطهير) وهو ديدن كل (الفورات) وهذا التطهير سيكون كالآتي:
0/ فاتورة الولاء وعربون الطاعة للخارج سيكون هو تسليم كافة المطلوبين للمحكمة الدولية وتنفيذ خريطة الجنوب كما وردت كاملة
وهذا سيضيف أعضاء جدد للنظام السابق سيكونون بالطبع من أعداء الثورة.
1/ تفكيك بنية الخدمة المدنية وخلق صالح عام جديد لإبعاد عناصر الجبهة الإسلامية وهذا يضيف كثيرا للانفلات الأمني وينمي الصراع
الاجتماعي بصعود متسلقي الثورة في مواقع ليسوا أهلها لها.
2/ تطهير الجيش من عناصر النظام السابق وهذا يعني حل هيئة الأركان والإستغناء عن قادة الوحدات والأسلحة ووضع قيادات جديدة
موالية (للثورة) أو قديمة جدا أو من داخل الجيش تلتزم باثبات ولائها وتصفي حساباتها في نفس الوقت.
(وسأخبرك لاحقا أين يذهبون؟).
3/ حل جهاز الأمن والدفاع الشعبي لأنها مؤسسات النظام السابق
4/ سن قوانين للتشفي السياسي كإزالة آثار مايو في الثمانينات وإجتثاث البعث في العراق والعزل في مصر وبها سيتم تجريم كل
من (كان) طرفا في أي عمل يمت بصلة للنظام السابق..
5/ إعفاء مدراء الجامعات والقائمين علي المؤسسات الدينية الرسمية وحل البرلمان وإعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية والصحفية.
6/ تشريد كل الرأسماليين الجدد وكل من يشك بأنه إستفاد من النظام السابق بأي شكل كان سعيا من (الثوار) للانتقام ممن أجاعهم.
7/ سيسوء الوضع الإقتصادي قليلا لدرجة ندرة كل شئ وربما يتحسن في ظرف سنة عندما تتدفق الإعانات الخارجية ويعلن عن
أن البلاد صار منطقة كوارث.
8/ ستحكم البلاد بقانون طوارئ (حتي حين) وستكون الشرعية الثورية للأقوي من قادة المليشيات وسيختفي صوت ثوار الشارع ليعلو
صوت ثوار الجبال.
9/ أخيرا سيكون من مكملات الفورة محاربة المعارضة المسلحة والتي ستكون من عناصر الوحدات المنحلة (جهاز أمن ودفاع شعبي وعناصر حزبية موالية)
حتي يتقسم السودان إلي بؤر قتالية شمالا ووسطا وشرقا وجيوب إستنزاف متفرقة في شرق الخرطوم وشمالها وفي جنوب دارفور وشرقها
وشمال كردفان ومناطق المسيرية في خطوط التماس.
تحقق أي من البنود أعلاه يجعل اي سوداني عاقل يرفض الفكرة من أساسها منتظرا صندوق الإقتراع، وثقتي في نفسي وبني وطني تجعلني
أثق بأن هذه (الفورة) لن تنجح حتي وإن خرجت البغلة من الإبريق لأن كل من له علاقة بالوطن أو بالبنود أعلاه سيقف ضدها.
أنا ضدها من أجل بلادي ومستقبل أجيال تحاول البداية من الصفر ضدها من أجل مفهوم (الدولة) لا العصابات ضدها في سبيل توطيد أركان النظام وسيادة حكم القانون ضدها من أجل وضع لبنات التعافي الإقتصادي والسياسي، فمن ينوي الدفع بنا إلي ما يحسبه جنة التغيير فأنا لست مستعدا لقبول المخاطرة بمستقبل وطني فوطن في الكف خير من ألف حلم طائر.
والسلام
|
|
 
|
|
|
|
Abdulrahman Eldaw
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست