مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 00:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2012, 06:20 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر..

    فى أعتقادى أن الخطوة التى قامت بها قوي الاجماع الوطنى نحو وضع خارطة البديل بعد إسقاط نظام الطغمة الفاسدة هى خطوة فى الاتجاه الصحيح، و كان يجب ان تتم قبل هذا الوقت بسنوات عديدة. و كنت من قبل قد ناقشت مقترحات الحكومة القومية و الاجابة عن سؤال من هو البديل فى بوستات سابقة، و سوف اقوم بايراد الكثير منها فى هذا البوست، علها تساهم فى مناقشة الهم الوطنى الحالى، لإيجاد مخرج للمأزق الخطير التى تمر به البلاد فى هذا الوقت الحرج.


    Quote: اتفقت القوى السياسية السودانية المعارضة على ملامح فترة ما بعد نظام الرئيس عمر البشير، عبر مرحلة انتقالية من 3 سنوات يتم خلالها صياغة دستور جديد، كما اتفقت على إنشاء مجلس لرأس الدولة من 7 أشخاص يمثلون جهات السودان المختلفة.
                  

06-14-2012, 06:36 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: سعد مدني)

    من النقاط المهمة التى يجب أن نركز عليها هى:

    تفعيل دور التعبئة الجماهيرية للتغيير القادم عبر نظام محكم ينتشر فى كافة ولايات السودان و يبشر بالبديل الديمقراطى
    حكومة انتقالية لمدة ثلاثة سنوات
    مناقشة تكوين الحكومة القومية الانتقالية و أجهزتها المختلفة.
    البدء بكتابة ملامح الدستور الانتقالى.
    رسم ملامح ترتيب البيت السودانى بعد ذهاب المؤتمر الوطنى من سدة الحكم.
    تكوين حكومة ظل حتى بدء الفترة الانتقالية.
    تكوين مجلس للمعارضة بالخارج و اختيار قيادة له لمساندة قضايا التغيير.
                  

06-14-2012, 07:00 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: سعد مدني)

    سوف ابدأ ب: تكوين مجلس للمعارضة بالخارج و اختيار قيادة له لمساندة قضايا التغيير

    + من المهم تكوين مجلس للمعارضة بالخارج يلم شتات كافة المجموعات السياسية السودانية التى تكافح من أجل البديل الديمقراطى
    + اسماء مقترحة لتكوين المجلس و بدء اختيار المجلس الاربعينى..
    مولانا سيف الدولة حمدنا الله
    الاستاذ فتحى الضو
    د. حيدر ابراهيم
    الاستاذ الحاج وراق
    الاستاذ عبد العزيز حسين الصاوى
    25% - 50% من القيادات النسائية بالخارج

    + يعمل المجلس إجمالاً علي دعم برامج التغير بالسودان، عبر كافة الادوات الممكنة من اعلام و افكار و دعم مالى و لوجيستى و دبلوماسى الخ..
    + بذل كل الجهود في الخارج من أجل دعم قضايا التغيير بالسودان و مساندة خيار الدولة الديمقراطية و نبذ النظام الديكتاتورى الذى يحكم السودان.
                  

06-14-2012, 07:20 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: سعد مدني)

    مقترح مرشحى المجلس الرئاسى

    السيدة جلاء الأزهرى
    السيد الصادق المهدى
    السيد محمد عثمان الميرغنى
    السيد عبد الواحد محمد نور
    السيد عبد العزيز الحلو
    السيد مالك عقار
    السيد موسى محمد خير
    السيد محمد مختار الخطيب

    الحكومة الانتقالية:

    نظام الحكم: نظام ديمقراطى

    تتكون الرئاسة من:
    1- رئيس الجمهورية
    2- نائب رئيس الجمهورية
    3- المجلس الرئاسى
    4- مجلس الوزراء

    السلطات الثلاث
    1- السلطة التشريعية
    2- السلطة القضائية
    3- السلطة التنفيذية

    تقسم البلاد الي ثمانية اقاليم هى:

    1- اقليم الخرطوم ( العاصمة القومية) و عاصمته الخرطوم
    2- اقليم الشمالية و عاصمته عطبرة
    3- اقليم دارفور و عاصمته الفاشر
    4- الاقليم الشرقى و عاصمته كسلا
    5- الاقليم الاوسط و عاصمته مدنى
    6- اقليم النيل الازرق و عاصمته الدمازين
    7- اقليم شمال كردفان و عاصمته الابيض
    8- اقليم جنوب كردفان و عاصمته كادوقلى

    يكون على كل أقليم حاكم اقليم و كافة الهيئات التشريعية و القضائية و التنفيذية

                  

06-14-2012, 07:41 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: سعد مدني)

    الأزمة السودانية.. التحديات والحلول

    الراكوبة
    06-14-2012 01:23 AM
    د. الشفيع خضر

    (1)
    تفاقمت الأزمة الوطنية الشاملة في البلاد، وطالت كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، ومع كل صباح جديد تزداد عمقا واتساعا. من مظاهر الأزمة:
    - انفصال جنوب السودان، وتداعياته الملموسة.
    - الحرب الأهلية على أشدها في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق.
    - استمرار الأزمة في دارفور، ورئيس السلطة الانتقالية يصرخ بأن اتفاق الدوحة في مهب الريح.
    - احتمال الحرب وارد بين دولتي السودان وجنوب السودان، مع تداعياتها محليا وإقليميا ودوليا.
    - الاقتصاد السوداني يسرع مترنحا صوب الإفلاس، خاصة بعد تخفيض العملة السودانية الأخير باسم تعويمها، ومع تفشي الفساد بصورة خطيرة، وارتفاع أسعار السلع الأساسية ووصول الضائقة المعيشية حدا من الضنك لا يطاق لدرجة العنف الجماهيري تجاه مؤسسات النظام كما حدث في الدالي وود النيل وغيرهما.
    - تفشي ظواهر خطيرة مثل: الهوس الديني وتكفير الخصوم، إثارة النعرة العنصرية والتي وجدت مكانا في مؤسسات وممارسات وخطاب النظام، تخوين المعارضين واتهامهم بمعاداة الوطن....الخ، مما يهدد بتمزيق نسيج المجتمع السوداني ويحوله إلى مجموعات متجابهة متنافرة تدير صراعاتها على أساس العنصر والانتماء العرقي، وهذا هو أقصر الطرق لتشظي الوطن وتفتيته.
    - قمع الحريات: مصادرة الصحف ومنع الصحفيين من الكتابة بقرارات من جهاز الأمن.

    (2)
    - السبب الأول والرئيس لتفاقم الأزمة الوطنية الشاملة في السودان في الوقت الراهن، هو استمرار هيمنة الحزب الواحد، حزب المؤتمر الوطني، على مقاليد الحكم لما يقرب من ربع قرن، وتبنيه لسياسات وممارسات فاقمت من الوضع، بما في ذلك الفشل في تنفيذ الاتفاقات الموقعة، والتي جميعها انتهت إما بكارثة، مثل انفصال الجنوب، أو عودة الأطراف إلى مربع الخلاف والصدام، مثل إتفاق جيبوتي، اتفاق القاهرة، اتفاق أبوجا، التوتر بعد اتفاق الشرق...الخ.
    - بعد خرطة الطريق المقترحة من الاتحاد الأفريقي، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2046، ستواجه
    البلاد باحتمالين: الأول، أن يفضي التفاوض إلى صلح حقيقي، بين الحركة الشعبية قطاع الشمال والحكومة، مما يتيح فرصة ذهبية للحل الشامل بمشاركة القوى السياسية كافة. والاحتمال الثاني، أن يفضي التصالح إلى شراكة بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال، مع الاحتفاظ بلافتة الحكومة العريضة كمجرد ديكور. وفي الغالب سيتبع هذه الشراكة الثنائية تشاكس ثنائي قد يدفع بالأمور لأن تطل علينا الشعارات التي تهدد وحدة البلاد مرة أخرى. وفي هذه الحالة، إما أن تعلن الأحزاب السياسية عن وجودها، فتسعى لفرض الأجندة الوطنية بالطريقة التي تراها مناسبة، وإما تقف موقف المتفرج المبعد عن دائرة الفعل السياسي، مما يعني استمرار الأزمة.

    (3)
    أعتقد أن لقاءنا هذا معني فقط ببحث ومناقشة سيناريو الحل التوافقي للخروج بالبلاد من أزمتها، إذ أن أي سيناريوهات أخرى فمكانها مواقع أخرى. ومباشرة أقول: إن أي مشروع لحل توافقي يخرج بلادنا من أزمتها الراهنة والطاحنة، يستوجب في البداية التوافق على أربعة شروط جوهرية، دونها لا تستقيم أي إمكانية لأي توافق، وهي:
    ‌أ- اعتراف النظام الحاكم بأن البلاد تمر بأزمة حقيقية، وأن وجوده على دفة الحكم لما يقرب من الـ 25 عاما، لم يعالج الأزمة، بل فاقمها، كما لخصناه في النقطة (1) من هذه الورقة.
    ‌ب- قناعة كل الأطراف بمبدأ المساومة والتسوية والتوافقية.
    ‌ج- قناعة الحزب الحاكم بأن التسوية التوافقية تعني في المقام الأول فكفكة نظام هيمنة الحزب الواحد لصالح دولة الوطن بمؤسساتها القومية، وذلك وفق تنفيذ إجراءات محددة تحقق ذلك.
    ‌د- تمتلاك الجميع، حكاما ومعارضة، للإرادة السياسية الضرورية للسير قدما في مشوار التسوية والتنازلات.

    (4)
    ضربة البداية لأي تسوية محتملة، تكمن في أن تتخذ الحكومة قرارين وتنفذهما، وهما:
    1- العمل على توفير المناخ الملائم لضمان نجاح أي عملية تفاوضية تفضي إلى تسوية، وهذا يشمل: إتاحة حرية التعبير، حرية الحركة، حرية التنظيم، إلغاء القوانين المقيدة وعلى رأسها قانون الأمن،...الخ.
    2- الاتفاق على وقف إطلاق النار قي مناطق القتال حتى يتم توصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين.

    (5)
    ملامح مشروع التسوية يشمل:
    أ‌- العمل على وقف الحرب كأولوية قصوى، والبدء في عملية تفاوضية تشمل جميع الحركات
    المسلحة، بما في ذلك الحركة الشعبية قطاع الشمال، وفق إعلان مبادئ يتفق عليه.
    ب‌- إعادة النظر في كل أجهزة الدولة بما يضمن قوميتها وعدم حزبيتها، ويشمل ذلك: القضاء، أجهزة الأمن والشرطة، القوات النظامية، الخدمة المدنية.
    ت‌- التحقيق والمحاسبة في قضايا الفساد والتغول على المال العام.
    ث‌- العدالة الانتقالية على أساس مبدأ الحقيقة والمصالحة، بالنسبة لقضايا الانتهاكات.
    ج‌- برنامج اقتصادي أساسه رفع المعاناة عن المواطن.

    (6)
    آليات التنفيذ تتضمن:
    1- حكومة قومية إنتقالية، يحكمها إعلان دستوري انتقالي، وتنفذ برنامج إنتقالي.
    2- مؤتمر قومي دستوري.
    3- مؤتمرات قومية تخصصية لمخاطبة قضايا الاقتصاد، خدمات التعليم والصحة ..الخ.
    4- البحث عن معادلة للتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية

                  

06-14-2012, 12:11 PM

Mohammed Awad
<aMohammed Awad
تاريخ التسجيل: 11-13-2009
مجموع المشاركات: 3441

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: سعد مدني)

    Quote: مقترح مرشحى المجلس الرئاسى

    السيدة جلاء الأزهرى
    السيد الصادق المهدى
    السيد محمد عثمان الميرغنى
    السيد عبد الواحد محمد نور
    السيد عبد العزيز الحلو
    السيد مالك عقار

    السيد موسى محمد خير
    السيد محمد مختار الخطيب


    اخير الانقاذ
                  

06-14-2012, 03:04 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: Mohammed Awad)

    Quote: السيد عبد الواحد محمد نور
    السيد عبد العزيز الحلو
    السيد مالك عقار


    محمد عوض لماذا لونت بالأحمر الأسماء اعلاه من دون بقية القائمة المقترحة؟ انها عنصرية بغيضة؟

    Quote: اخير الانقاذ


    من وجهة نظرى الشخصية، لو اتينا بالشياطين انفسهم لهذه القائمة، من المؤكد انهم ( اخير من الانقاذ)، شفت كيف...
                  

06-14-2012, 03:21 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: سعد مدني)

    فى فهمنا للتغيير
    ليس من المهم الاسماء المذكورة هنا و هنالك، بقدر اهمية (النظام ) system الذى سوف يطبق لحل إشكالية الحكم فى السودان، و هنا فى هذه الحالة هو النظام الديمقراطى الذى يضمن:
    التدوال السلمى للسلطة ( مربط الفرس)
    شفافية العمل العام ( منع الفساد الحكومى)
    قيام حكومة منتخبة بعد الفترة الانتقالية تمثل كل فئات الشعب السودانى بمختلف اعراقهم و اديانهم و توجهاتهم السياسية
    اعادة هيكلة الخدمة المدنية و القوات النظامية لتضم الاكفأ من مختلف اقاليم السودان المختلفة.

    (عدل بواسطة سعد مدني on 06-14-2012, 03:35 PM)

                  

06-14-2012, 03:23 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: سعد مدني)

    لو صاغوا دستور جديد اليعتبروني متمرّد من هسى ...







    ... المهم ....
                  

06-14-2012, 03:47 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    Quote: لو صاغوا دستور جديد اليعتبروني متمرّد من هسى ...


    يا تبارك دستور 2005 من الدساتير الممتازة جداً، و لكنه يحتاج الي تعديلات كثيرة . دستور 2005 قام تفصيلاً علي اتفاقية نيفاشا و به الكثير من البنود التى تتحدث عن جنوب السودان الذى اصبح الآن دولة منفصلة، لذا لابد من صياغة دستور جديد، يتضمن فى محتواه اهم المحاور و البنود المذكورة فى دستور 2005، خاصة وثيقـــة الحقــوق المذكورة فى الباب الثاني منه.
                  

06-14-2012, 03:54 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    Quote: السيد الصادق المهدى
    السيد محمد عثمان الميرغنى


    يا سعد مدني ازيك
    انت عارف الديناصورين ديل عندهم دور أساسي في أنو الشارع السوداني ما انتفض حتى الآن وصابر علي اللغوسة الحاصلة دي
    مقولة ثايتة اي زول في الشارع بقولها ليك ,,,, نحن نمرق عشان يجو يمسكوها ناس الصادق و الميرغني باردة



    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    غريبة انو الترابي هنا مافي ماكان تتمها بالمرة بي ثالثة الأثافي ده كمان
                  

06-14-2012, 04:17 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: محمد الطيب يوسف)

    Quote: انت عارف الديناصورين ديل عندهم دور أساسي في أنو الشارع السوداني ما انتفض حتى الآن وصابر علي اللغوسة الحاصلة دي
    مقولة ثايتة اي زول في الشارع بقولها ليك ,,,, نحن نمرق عشان يجو يمسكوها ناس الصادق و الميرغني باردة



    محمد يوسف سلامات، فى آخر ديمقراطية نزيهة كان السيد الصادق المهدى فى المركز الاول و السيد محمد عثمان الميرغنى فى المركز الثانى، و لا يمكن باي حال تجاهلم فى قائمة التغيير، و سيك سيك معلق فيك - كما يقول اهلنا الطيبين - و كما شرحت سابقاً لا يجب ان تهمنا الاسماء التى تحكم فى فترة الحكومة الانتقالية، بقدر ما يهمنا تكوين نظام ديمقراطى يؤسس لتدوال سلمى للسلطة، و ما يمكن ان يجنيه السودان من هذا الامر من استقرار سياسى و اقتصادى و وقف للحروب الدائرة الآن فى مختلف اصقاعه. و بعدين يا محمد بعد الانتخابات الحشاش يملأ شبكتو بحسب برنامجه الذى يطرحه للجماهير.
                  

06-14-2012, 04:39 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: سعد مدني)

    Quote: يا تبارك دستور 2005 من الدساتير الممتازة جداً، و لكنه يحتاج الي تعديلات كثيرة . دستور 2005 قام تفصيلاً علي اتفاقية نيفاشا و به الكثير من البنود التى تتحدث عن جنوب السودان الذى اصبح الآن دولة منفصلة، لذا لابد من صياغة دستور جديد، يتضمن فى محتواه اهم المحاور و البنود المذكورة فى دستور 2005، خاصة وثيقـــة الحقــوق المذكورة فى الباب الثاني منه.

    انت قريتهم؟ (الدستور أو الإتفاقية)

    إذا كان الدستور والإتفاقية بينصّوا بوضوح عن التعامل مع المواد الخاصة بالجنوب بعد الإنفصال ... دايرين تعدّلوا شنو بالضبط؟

    انا اقول ليك غيلان المركز المهجور ديل دايرين يعدّلوا شنو:

    دايرين يستبعدوا التصويت على السلطة التنفيذية بواسطة الشعب ويحيلوها لى ملعوب برلماني كما في ديموقراطياتهم الغابرة ...

    ولو عملوا كدا يعتبروني متمرد من هسى ... لو عندهم تعديلات غير دي ... قولوها لينا هنا نتناقش فيها في المنبر المفتوح دا ...




    ... المهم ....
                  

06-14-2012, 05:33 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    Quote: انت قريتهم؟ (الدستور أو الإتفاقية)

    إذا كان الدستور والإتفاقية بينصّوا بوضوح عن التعامل مع المواد الخاصة بالجنوب بعد الإنفصال ... دايرين تعدّلوا شنو بالضبط؟

    انا اقول ليك غيلان المركز المهجور ديل دايرين يعدّلوا شنو:

    دايرين يستبعدوا التصويت على السلطة التنفيذية بواسطة الشعب ويحيلوها لى ملعوب برلماني كما في ديموقراطياتهم الغابرة ...

    ولو عملوا كدا يعتبروني متمرد من هسى ... لو عندهم تعديلات غير دي ... قولوها لينا هنا نتناقش فيها في المنبر المفتوح دا ...


    ايوة قريتهم و ذاكرتهم كويس :) ، و كمان شوف انا قمت من راسى ساى كدة عدلت دستور 2005 كلو هنا

    لم افهم عبارتك ( دايرين يستبعدوا التصويت على السلطة التنفيذية بواسطة الشعب ويحيلوها لى ملعوب برلماني كما في ديموقراطياتهم الغابرة ...)، كيف يصوت الشعب للسلطة التنفيذية؟؟ ما كل الانتخابات الشعب يصوت عشان ينتخب ممثليه فى الهيئات التشريعية (البرلمان) و راس السلطة التنفيذية ( رئيس الجمهورية).
                  

06-14-2012, 04:44 PM

Mohammed Awad
<aMohammed Awad
تاريخ التسجيل: 11-13-2009
مجموع المشاركات: 3441

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: سعد مدني)

    Quote: محمد عوض لماذا لونت بالأحمر الأسماء اعلاه من دون بقية القائمة المقترحة؟ انها عنصرية بغيضة؟


    لونتهم بالأحمر لانهم بالنسبة لى كلهم عُملاء

    اما فيما يختص بالعنصرية فوجهة نظرك مقبولة


















    --------------------------
    يعنى نلقاها منك ولا من الحكومة!!
                  

06-14-2012, 07:14 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: Mohammed Awad)

    Quote: راس السلطة التنفيذية ( رئيس الجمهورية).

    طيب ما انت كويس ... بتسأل مالك؟

    دا التصويت الحارق جماعتك ... ودا محور التعديلات الدستورية وصياغة الدستور البيتكلموا عنها ... ولو حاولوا يلغوا الإنتخابات الرئاسية أو النظام الرئاسي عمومًا ... فليعتبروني متمرد على الدولة وغير معترف بسيادتها ومعلن الحرب عليها وأنادي بهزيمتها وإزالتها ... من الليلة قبل ما يسقطوا النظام ويكوّنوا دولتهم الجديدة ام دستور جديد ...

    لو عندهم تعديلات غير دي ... اطرحها هنا للنقاش ..




    ... المهم ....
                  

06-14-2012, 09:13 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    Quote: ولو حاولوا يلغوا الإنتخابات الرئاسية أو النظام الرئاسي عمومًا ... فليعتبروني متمرد على الدولة وغير معترف بسيادتها ومعلن الحرب عليها وأنادي بهزيمتها وإزالتها


    يا تبارك دا ما المهم شكل النظام الانتخابى - كاختيار رئيس الوزراء كما فى النظام البريطانى او انتخاب رئيس الجمهورية كما فى امريكا - كلو من اشكال الديمقراطية.. انت شكلك داير تتمرد و السلام، اتوقعتك تركز علي مبدأ فصل السلطات و سيادة القانون و (مبدا المواطنة) فى الدستور القادم لانهم عضم الديمقراطية وراسا.

    اقول ليك حاجة، كدى التجى الديمقراطية، الباقى كلو هين...
                  

06-14-2012, 09:26 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: سعد مدني)

    يعني تعديلاتكم في فصل السلطات وسيادة القانون ومبدأ المواطنة ... طيب جيب لينا مثال للمواد الدايرة تعديل ...

    Quote:
    يا تبارك دا ما المهم شكل النظام الانتخابى - كاختيار رئيس الوزراء كما فى النظام البريطانى او انتخاب رئيس الجمهورية كما فى امريكا - كلو من اشكال الديمقراطية..

    قد يكون في نظرك ما مهم ... بالنسبة ليّ وللمرحوم دكتور جون قرنق ولكتير من المتابعين ... هذا مكمن "أزمة الحكم في السودان" منذ الإستقلال ... هذه هي وجهة نظر والتر رودني وآخرون في أسباب التخلف والتهميش والفقر التي تأتي مع العلاقة الشائهة بين المركز والهامش في النظام البرلماني في كل افريقيا والعالم الثالث ...

    وشكل النظام الإنتخابي ما مهم بالنسبة ليكم لاكين بالنسبة لي هو ردة عن الديموقراطية وإيذان بتعريض البلد لمخاطر الماضي المظلم ... وسبب كافي لاستهجان الدولة وسيادتها والتمرد عليها والسعي لدكّ أركانها وتدميرها ... يعني تاني معارضة بريئة لنظام برلماني مافيش ... حرب وأعمال عسكرية بدون أي مشروع بديل أو اطروحة سياسية ... ونبدا من ورا الجكّو ... ومافي فرق بين تدمير الدولة عسكريًا أو إعلان نظام برلماني ... يعني كدا كدا الشعب ما خسران حاجة لو انا اتمردت ...

    ودا تقييم معياري لنظام حكم ليس فيه أي شخصنة أو انطباع سلبي عن شخص بعينه ...



    ... المهم ....
                  

06-14-2012, 10:11 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    Quote: هذا مكمن "أزمة الحكم في السودان" منذ الإستقلال ... هذه هي وجهة نظر والتر رودني وآخرون في أسباب التخلف والتهميش والفقر التي تأتي مع العلاقة الشائهة بين المركز والهامش في النظام البرلماني في كل افريقيا والعالم الثالث


    لا اعتقد بان النظام البرلمانى له علاقة بالتخلف والتهميش والفقر، هذه لديها مسبباتها المنفصلة عن هذا السياق، و قد يكون قد أختلط عليك الامر و اردت ان تقول بضرورة الحكم اللا مركزى و توزيع السلطات بين اقاليم السودان المختلفة قد يقلل قبضة المركز و يمنح الهامش مزيدا من الحرية فى صياغة قرارته التى تهم مواطنيه، و انا اوافق هذا الراى. يعنى القضية هنا بين الحكم المركزى و اللا مركزى و ليس بين النظام البرلمانى و النظام الرئاسى، كما تشير فى مداختلك اعلاه.


    "مكمن "أزمة الحكم في السودان" منذ الإستقلال" ليس فى وجود نظام الانتخاب البرلمانى اتثاء الديمقراطيات التى قامت فى السودان، و انما يكمن بصورة اساسية فى غياب تدوال السلطة فى السودان بطريقة سلمية لعشرات السنين التى سيطر فيها العسكر علي الحكم. ازمة الحكم تُحل فقط بالديمقراطية و مزيداً من الديمقراطية.
                  

06-14-2012, 10:56 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: سعد مدني)

    Quote: "مكمن "أزمة الحكم في السودان" منذ الإستقلال" ليس فى وجود نظام الانتخاب البرلمانى اتثاء الديمقراطيات التى قامت فى السودان، و انما يكمن بصورة اساسية فى غياب تدوال السلطة فى السودان بطريقة سلمية لعشرات السنين التى سيطر فيها العسكر علي الحكم. ازمة الحكم تُحل فقط بالديمقراطية و مزيداً من الديمقراطية.

    إذا كان ذلك كذلك ... فلديكم أقل من ثلاثة أعوام لتداول السلطة سلميًا ... تعالوا جيبوا تعديلاتكم دي في استفتاء شعبي ...

    أما إذا كان الأمر بصيغة:

    Quote: لا اعتقد بان النظام البرلمانى له علاقة بالتخلف والتهميش والفقر،

    إذن سيكون له علاقة بتمردي لا محالة ... فالموضوع تجاوز ما تعتقد وما لا تعتقد ...

    وقد اعذر من انذر ...



    ... المهم ....
                  

06-15-2012, 06:10 AM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    Quote: إذا كان ذلك كذلك ... فلديكم أقل من ثلاثة أعوام لتداول السلطة سلميًا ... تعالوا جيبوا تعديلاتكم دي في استفتاء شعبي ...


    الاستفتاء الشعبى مهم لاصباغ الشرعية علي الدستور، وانا من المؤيدين له، لكن تواجهه معضلة انو الامية الابجدية و السياسية و انعدام ثقافة الدساتير تنتشر علي نطاق واسع بين الشعب السودانى، و يحتاج الامر الي توعية ( مكثفة) وسط الجماهير بماهية الدستور و اهميته فى الحكم بالسودان، قبل طرح التعديلات الدستورية - او الدستور الجديد - للاستفتاء.

    مرة تانية النظام البرلمانى ليس له علاقة بالتخلف والتهميش والفقر ( بدون اعتقد )، و بعبارة واحدة السبب هو ( غياب الديمقراطية)، فالدول التى بها اقل نسب مئوية من التخلف و التهميش و الفقر هى الدول التى بها انظمة ديمقراطية مستدامة.

    و فى هذا المضمار، السؤال المهم جداً هو كيف يحكم السودان و ليس من يحكم السودان، و الاجابة واضحة و هى لاستدامة الاستقرار الاجتماعى و السياسى و الاقتصادى لابد من حكم السودان عبر النظام الديمقراطى، نحتاج الي نظام تدوال سلمى للسلطة به فصل للسلطات الثلاث، و حريات عامة، حتي يقيف السودان علي كرعينو و يناطح السحب، ودا ما كلام انشائى ساكت، هذا هو المستفاد من عصارة التجارب البشرية لحل مشكلة الحكم وسط العالمين.

    اما من يحكم السودان، فليس بالامر المهم - ليس مهما البتة - لأن الأشخاص تتغير بمرور السنين و السنين عبر التدوال السلمى للسلطة، و ما يبقي و ينفع الناس هو السيستم الذى يقي البلد شر الفتن ما ظهر منها و ما بطن، و السيستم ( النظام الديمقراطى) يتطور بمرور الزمن، و يتكون لدى العامة الوعى الديمقراطى، و تتضمحل شيئاً فشيئاً القبلية و العنصرية و الولاءات الطائفية، و يحل محلها وعي العامة بضرورة التصويت للذى يقدم برنامجه الافضل الذى يخاطب تحسين اوضاع الناس المعيشية.

    و ما تسمع كلام (بعض) الناس البقولو ( المعارضة سجمانة) و (البديل منو)، دا كلام للاستهلاك العام، و كلام خارم بارم، اضر ضرراً بالغاً بالوعى الشعبى و تصوره عن النظام الديمقراطى. مجمل الكلام يمكن تلخيصه فى: نحن دايرين نظام ديمقراطى - هيكل ثابت للحكم - لحكم السودان، هذا النظام يجيب (المعارضة السجمانة) - او الشيطان الرجيم ذاتو- علي سدة الحكم، مافى مشكلة، لانه اختيار الاغلبية، و الناس دايرة كدة ولازم نحترم اختيارها، و المهم هنا، هو - و عبر هذا النظام - توفر الحريات العامة - حرية الكلام و الصحافة و التنقل و الاعلام و باقى الحريات المعروفة - و وجود سيادة للقانون و نظام قضائى مستقل يحاكم اجعص موظف دولة تمتد يِدو للمال العام، هذا غير الفوائد العشر الاخري - المهمة شديد - التى تصاحب النظام الديمقراطى.
                  

06-15-2012, 07:01 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: سعد مدني)

    Quote: الاستفتاء الشعبى مهم لاصباغ الشرعية علي الدستور، وانا من المؤيدين له، لكن تواجهه معضلة انو الامية الابجدية و السياسية و انعدام ثقافة الدساتير تنتشر علي نطاق واسع بين الشعب السودانى، و يحتاج الامر الي توعية ( مكثفة) وسط الجماهير بماهية الدستور و اهميته فى الحكم بالسودان، قبل طرح التعديلات الدستورية - او الدستور الجديد - للاستفتاء.

    جحا قالوا ليهو خش الجنة قال: وحماري ...

    ياخي خطوة خطوة ... بالأول تعال ... بتبادل سلمي للسلطة بالقانون الساري ... تعال ....

    حتى وعّي الناس ...

    حتى جيب تعديلاتك الدستورية للإستفتاء عليها لشرعنتها وليس لإصباغ الشرعية عليها ... فالشعب هو أعلى سلطة تشريعية واستفتاءه ليس صوري ...

    بعدين مافي زول بيسأل - في نظام ديموقراطي - من سيحكم؟ لأن هذا السؤال تجيب عليه صناديق الإقتراع ... فما تحرق رزك في نقاش غير موجود ...

    السؤال السألناه:

    ما هي التعديلات الدستورية التي تتحدثون عنها؟

    دا مش بوست (مقترحات التغيير ... لمن يهمه الأمر)؟ ... طيب تعديلاتكم الدستورية دي باعتبارها "مقترحات تغيير" ... اكتبوها هنا عشان نناقشها ... أو كمان لو تعديلات سرّية ... قولوا لينا سرّية عشان نقنع من النقاش ...





    ... المهم ....
                  

06-16-2012, 11:01 PM

سعد مدني
<aسعد مدني
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 5380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    يا تبارك شكلك انت تنسي، رديت علي سؤالك دا قبل كدة و ذكرت انو الدستور ممتاز و يحتاج الي تعديلات المواد الخاصة بجنوب السودان

    Quote: يا تبارك دستور 2005 من الدساتير الممتازة جداً، و لكنه يحتاج الي تعديلات كثيرة . دستور 2005 قام تفصيلاً علي اتفاقية نيفاشا و به الكثير من البنود التى تتحدث عن جنوب السودان الذى اصبح الآن دولة منفصلة، لذا لابد من صياغة دستور جديد، يتضمن فى محتواه اهم المحاور و البنود المذكورة فى دستور 2005، خاصة وثيقـــة الحقــوق المذكورة فى الباب الثاني منه.


    مواد يمكن حذفها من الدستور:
    24ـ (ب) مستوى الحكم في جنوب السودان, الذي يمارس السلطة فيما يتعلق بأهل جنوب السودان وولاياته،
    الفصل الخامس
    حكومة الوحدة الوطنية
    أهداف حكومة الوحدة الوطنية
    79ـ يُشكل رئيس الجمهورية، قبل الانتخابات وبعد التشاور مع النائب الأول، وعلى الرغم من أحكام المادة 70 (1) من هذا الدستور، حكومة وحدة وطنية لتنفيذ اتفاقية السلام الشامل، تبرز الحاجة لتوسيع المشاركة وتعزيز الوحدة الوطنية وحماية السيادة الوطنية.

    تخصيص مقاعد حكومة الوحدة الوطنية
    80ـ يكون التمثيل في حكومة الوحدة الوطنية طبقاً لنسبة سبعين بالمائة للشمال وثلاثين بالمائة للجنوب وذلك على النحو التالي :ـ
    (أ) يُمَثّل حزب المؤتمر الوطني باثنين وخمسين بالمائة " تسعة وأربعون بالمائة شماليين وثلاثة بالمائة جنوبيون"،
    (ب) تُمَثّل الحركة الشعبية لتحرير السودان بثمان وعشرين بالمائة " واحد وعشرون بالمائة جنوبيون وسبعة بالمائة شماليين"،
    (ج) تُمَثّل القوي السياسية الشمالية الأُخرى بأربعة عشر بالمائة،
    (د) تُمَثّل القوي السياسية الجنوبية الأُخرى بستة بالمائة .
    اقتسام الحقائب الوزارية القومية
    81 ـ تُقتسم الحقائب الوزارية في مجلس الوزراء القومي وفقاً للقطاعات المبينة في الملحق (د) من اتفاقية السلام الشامل الذي يعمل به لأغراض حكومة الوحدة الوطنية فحسب، قسمة منصفة كماً ونوعاً وذلك وفقاً لأحكام المادة 80 من هذا الدستور .
    واجبات حكومة الوحدة الوطنية
    82 ـ تقوم حكومة الوحدة الوطنية بالواجبات التالية :ـ
    (أ) إدارة وتسيير الدولة ووضع وإنفاذ السياسات القومية وفقاَ لنصوص هذا الدستور،
    (ب) إنشاء نظام حكم ديمقراطي لا مركزي يأخذ في الاعتبار التنوع الثقافي والاثني والعرقي والديني واللغوي والمساواة بين الرجل والمرأة،
    (ج) أنفاذ اتفاقية السلام الشامل بالكيفية التي تجعل وحدة السودان خياراً جاذباً, وبخاصة لمواطني جنوب السودان, وتمهيد السبيل لممارسة حق تقرير المصير وفقاً للباب السادس عشر من هذا الدستور،

    117ـ (1) لحين إجراء الانتخابات، يتكون المجلس الوطني من أربعمائة وخمسين عضواً، ويخصص رئيس الجمهورية بالتشاور مع النائب الأول مقاعد المجلس وفقاً لنسبة سبعين بالمائة إلى ثلاثين بالمائة للشمال والجنوب وذلك كما يلي:ـ
    (أ) يُمَثّل المؤتمر الوطني باثنين وخمسين بالمائة ( تسعة وأربعون بالمائة شماليون وثلاثة بالمائة جنوبيون )،
    (ب) تُمَثل الحركة الشعبية لتحرير السودان بثمانية وعشرين بالمائة (واحد وعشرون بالمائة جنوبيون، وسبعة بالمائة شماليون)،
    (ج) تُمَثّل القوي السياسية الشمالية الأُخري بأربعة عشر بالمائة،
    (د) تُمَثّل القوي السياسية الجنوبية الأُخري بستة بالمائة.

    138ـ (ب) التأكد من شغل ما لا يقل عن عشرين بالمائة من الوظائف في المستويات الوسيطة والعُليا في الخدمة المدنية القومية، بما فيها وظائف الوكلاء، بأشخاص مؤهلين من جنوب السودان خلال السنوات الثلاث الأولي من الفترة الانتقالية، وتصل هذه النسبة إلي خمسة وعشرين بالمائة خلال خمس سنوات على أن تتحقق النسبة الأخيرة المشار إليها في الفقرة (أ) خلال ست سنوات،

    الوحدات المشتركة / المدمجة

    145ـ (1) تشكل وحدات مشتركة / مدمجة تتكون من أعداد متساوية من القوات المسلحـة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان؛ وتشكل الوحدات المشتركة / المدمجة النواة لقوات السودان في مرحلة ما بعد الاستفتاء إذا ما أكدت نتيجته الوحدة؛ وإلا فيتم حلها وتلحق العناصر المكونة لها بقواتها الأصلية.

    (2) تحكم اتفاقية السلام الشامل طبيعة ومهام وحجم وإعادة انتشار الوحدات المشتركة/ المدمجة .

    161ـ تكون اختصاصات حكومة جنوب السودان وفقاً للجدولين (ب) و (د) مقروءين مع الجدولين (هـ) و (و) من هذا الدستور والدستور الانتقالي لجنوب السودان واتفاقية السلام الشامل.

    الفصل الثالث، الجهاز التشريعي لجنوب السودان، إنشاء المجلس التشريعي لجنوب السودان

    _____________

    اجمالاً للكلام حسب وجهة نظرى الشخصية يجب علي المعارضة الاخذ بدستور 2005 مع تعديل بعض البنود التى تختص بالجنوب كما ذكرت اعلاه.

    و يا تبارك الدستور واحد من مقترحات التغيير، دايرين نسمع منك مقترحات أخري تعالج اشكاليات الانتقال الي الدولة الديمقراطية، و تأسيس بديل قوي للحكم فى الفترة الانتقالية، بعد انهيار النظام.
                  

06-17-2012, 01:10 AM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: سعد مدني)

    Quote:
    (10) إذا جاءت نتيجة الاستفتاء حول تقرير المصير لصالح الانفصال فإن أبواب
    وفصول ومواد وفقرات وجداول هذا الدستور التي تنص على مؤسسات جنوب
    السودان وتمثيله وحقوقه والتزاماته ُتعتبر ملغاة.

    المادة (10) من الفصل السابع عشر (أحكام متنوعة) من الدستور الحالي ...

    المواد التي تسعى لإلغائها ... ألغاها الدستور الحالي منذ التاسع من يناير 2011 ...





    ... المهم ....
                  

06-17-2012, 01:20 AM

صلاح غريبة
<aصلاح غريبة
تاريخ التسجيل: 04-25-2010
مجموع المشاركات: 7663

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    وانا موقعي وين

    ما مشكلة اقعد في القاهرة هنا وامسك ليكم اي حاجة هنا
                  

06-17-2012, 01:27 AM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: صلاح غريبة)

    لسة ما لبنت يا "غريبة" ... شكلنا حا نحتاج ليك كمسؤول إعلامي لحركة التمرد العسكري






    ... المهم ....
                  

06-18-2012, 03:18 PM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    .
                  

06-19-2012, 04:22 AM

تبارك شيخ الدين جبريل
<aتبارك شيخ الدين جبريل
تاريخ التسجيل: 12-04-2006
مجموع المشاركات: 13936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقترحات التغيير.. لمن يهــــــــمه الأمر.. (Re: تبارك شيخ الدين جبريل)

    يقول د. الواثق كمير:

    Quote: المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات


    [email protected]



    تهدف هذه المساهمة المتواضعة إلى تقديم تحليل موضوعى ونقدى يستكشف جذور وأبعاد الأزمة الوطنية السودانية المزمنة وإستشراف مستقبل البلاد، خاصة فى ظل تداعيات وتبعات إنفصال جنوب السودان وتأسيس دولته المستقلة.


    اللقاء التفكرى حول مآل الأوضاع فى السودان


    الدوحة، 26-27 مايو 2012


    نحو بناء دولة المواطنة السودانية

    إسقاط النظام أم... صناعة البديل؟



    مقدمة
    سبق الشعب السُّوداني الشعوب العربية الأخرى “الربيع العربي” بتحقيقيه لثورتين/انتفاضتين شعبيَّتين أسقطتا نظامين عسكريَّين استبداديَّين، في الستينات (1964) والثمانيات (1985) من القرن المنصرم. والشاهدٌ، أن الحرب الأهليَّة فى جنوب السودان ألقت بظلالٍ كثيفة على أسباب ودوافع الانتفاضة الشعبيَّة في شمال السُّودان الجغرافي. ولكن، لم تبلغ الثورة، في التجربتين، هدفها الرئيس في تأسيس واستدامة نظام حكم ديمقراطي حقيقي، يلبِّي طموحات قوى التغيير، بل ارتدَّت على أعقابها، ليعود حُكمُ الفرد أو الحزب الواحد، ويتعثَّر بناء دولة المواطنة والديمقراطية، المستوعبة لتعدُّد وتنوُّع مكوِّنات السُّودان السياسيَّة والإثنيَّة والدينيَّة والثقافيَّة، والفشل في معالجة كافة أشكال الإقصاء والتهميش لشعوبه. كما يرجع فشل الثورة فى تحقيق أهدافها، أيضا جزئيا، لإخفاق القوى الثورية، خاصة النقابية، من تحويل نفسها إلى كتلة سياسية منظمة ويعتد بها. وبالرغم من أن بعض الدارسين والمُحلِّلين يُرجِعون أزمة البلاد السياسيَّة إلى هذه “الدورة الخبيثة”، إلاَّ أن هذا الوصف يمثل مجرَّد أحد أعراض الأزمة الحقيقيَّة، الكامنة في تماثُل عقليَّة الطبقة السياسيَّة، خاصة النُّخب الحاكمة، سواءً جاءت بزي عسكري أو لباس مدني. فقد افتقرت هذه النُّخب للقيادة المُبصرة للرؤية الثاقبة، لبناء دولة المواطنة القائمة على الحقوق والواجبات المتساوية لكل السُّودانيين.

    ولكن، يظل انقلاب يونيو 1989 مختلفاً نوعياً وكيفياً عن ما حدث في المرَّتين السابقتين، فلم يكن انقلاباً عسكرياً مجرَّداً، أي مُتَّبعاً النمط التقليدي والمعهود للانقلاب عندما استولى الجيش على السلطة باسمه في 1958، وانقلاب نميرى في 1969، رغم ميوله الأيديولوجيَّة اليساريَّة. أما في 1989، فقد كان الانقلاب أيديولوجياً بحتاً للجبهة الإسلاميَّة القوميَّة كحزبٍ سياسيٍ له أيديولوجيته ورؤيته للمجتمع، جسَّدها نظام “الإنقاذ” في مشروعه “الحضاري”، الذي اتَّسم بالأحاديَّة والإقصائيَّة، وتقديم الحزب على الوطن، وشعار "إعادة صوغ الإنسان السودانى" الذى عبرت عنه سياسات "التمكين" والهيمنة التامة على مؤسَّسات الدولة السياسية والأمنية والخدمية والعدلية والإقتصادية، بما في ذلك القوَّات المسلَّحة، وما رافقها من شعارات الأسلمة والجهاد، مع تفشي الفساد وتجيير السياسات والممارسات الاقتصادية لصالح الشرائح والفئات الاجتماعية المرتبطة بالنظام. كما يقف نظام الإنقاذ كمسئولٍ مباشر في تسعير حدَّة الحرب، بتحويلها إلى حربٍ دينيَّة للمرَّة الأولى في تاريخ النزاع بين الشمال والجنوب، مع إشعال الحرب في دارفور وما صاحبها من معاناة إنسانيَّة، لحد إدانة رئيس الجمهورية من قبل محكمة الجنايات الدولية، وإهانة المرأة (خاصة فى مناطق الحرب)، إضافة إلى تصعيده لحملات تحُضُّ على التمييز العرقي والثقافي ضد غير المسلمين والمُنتمين لأصولٍ أفريقيَّة، وتبنى الدولة لخطاب سياسى إقصائى وإستعلائى. تتفق مع هذا الطرح قطاعات واسعة وسط الإسلاميين أنفسهم وفى داخل المؤتمر الوطنى، كما عبرت عنه مذكراتهم المتتالية وكتاباتهم الصحفية.

    تهدف هذه المساهمة المتواضعة إلى تقديم تحليل موضوعى ونقدى يستكشف جذور وأبعاد الأزمة الوطنية السودانية المزمنة وإستشراف مستقبل البلاد، خاصة فى ظل تداعيات وتبعات إنفصال جنوب السودان وتأسيس دولته المستقلة.

    اتفاقية السلام الشامل: الفرصة المُهدرة
    قاد فشل التجمُّع الوطني الديمقراطي فى “اقتلاع النظام من الجذور”، بواسطة الوسائل العسكرية، لاختياره هدفاً واقعياً يرمي إلى “تفكيك” النظام من الداخل عن طريق التحوُّل الديمقراطي، والتوصُّل لتسوية النزاع سلمياً عن طريق التفاوُض، وإن اتخذ مسارات متعدِّدة (نيفاشا، أسمرا، أبوجا، القاهرة). وبالرغم من الثقوب والثغرات التي شابت “اتفاقيَّة السلام الشامل”، خاصة كونها ثنائيَّة بحُكم أنها مُبرَمَة بين طرفين، إلاَّ أنها شكَّلت علامة فارقة في تاريخ السُّودان السياسي المعاصر. فالاتفاقيَّة التي تمثل نهاية لجمهورية السُّودان الأولى، أنتجت واقعاً دستورياً جديداً للانتقال من الشموليَّة وحُكم الحزب الواحد إلى الديمقراطية التعددية. ولا حاجة لي بأن أردِّد مقولة أصبحت في حكم البديهيات وهي أن جميع القوى السياسية المعارضة لنظام “الإنقاذ” قبل توقيع الاتفاقية، خصوصاً تلك التي كانت تعمل تحت مظلة التجمُّع الوطني الديمقراطي، اتفقت على إضافة الحلِّ السياسي المُتفاوض علية كأحد آليات التغيير والتحوُّل الديمقراطي، بجانب الانتفاضة الشعبية والعمل المسلح. فبالرغم من أن الاتفاقية تعد بمثابة “توافق” سياسي بين الحركة الشعبية لتحرير السُّودان والمؤتمر الوطني، إلا أنها وفَّرت الإطار المطلوب لمواصلة النضال من أجل بناء دولة المواطنة السُّودانيَّة، القائمة على المُساواة في الحقوق والواجبات، عن طريق العمل السياسي البحت، عوضاً عن الوسائل العسكرية والسياسية لمرحلة ما قبل الاتفاقية. وقد وصفها الزعيم الراحل للحركة بـ“السُّودان الجديد في حدِّه الأدنى”. فهي لا تعدو أن تكون آليَّة للانتقال والتحوُّل قد تقود إلى أحد احتمالين، أولهما: أن تُفلح جميع القوى السياسيَّة، بما فيها الحركة الشعبيَّة، ولو بدرجاتٍ متفاوتة من المسؤوليَّة، في استخدام هذا الوضع لتعميق القواسم المشتركة بين السُّودانيين، ومن ثمَّ الانتقال به نحو بناء سُودان ديمقراطي مُوحَّد (“السودان الجديد”). وثانيهما: أن تُخفق هذه القوى في تحقيق هذا الهدف ممَّا يسمح للأوضاع بالانحدار نحو الانفصال. وهذا هو ما حدث بالضبط، فقد أهدر شريكا الحكم، وباقى القوى السياسية، هذه الفرصة الثمينة، فانشطر الوطن وأضحى ما تبقى من السُّودان مهدداً بالتشظي في ظلِّ تركة مثقلة من القضايا العالقة وقضايا ما بعد الانفصال، ويُغيِّم عليه شبح الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، بل وبينه وبين دولة جنوب السُّودان الناشئة.

    يظل المؤتمر الوطني، بوصفه الحزب الحاكم والماسك بمفاصل السلطة ومؤسسات الدولة، هو المسئول الأول عن هذه الوضع، بمُماطلته في التنفيذ الصادق والأمين لاتفاقيَّة السلام كضمانٍ وحيد للانتقال لدولة المواطنة الحقيقيَّة، وبالتالي المحافظة على وحدة البلاد، ممَّا من شأنه تبديد مخاوف أهل الجنوب، وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق ودارفور، من التبعيَّة المستمرَّة، والتهميش، والحرمان من الحقوق، وضمان حريتهم، وتحقيق المساواة، والعدالة. ومن جهة أخرى، فإن الاتفاقية لا تراهن على مجرَّد الثقة في المؤتمر الوطني، بل تقوم على وجود الحركة الشعبية كشريك أصيل، يتساوى مع الشريك الآخر في حقوق وواجبات تنفيذ الاتفاقيَّة. فمن الصعب إعفاء الحركة عن مسئوليتها في عدم المثابرة في متابعة القضايا المتعلقة بالتحوُّل الديمقراطي، الذي نحسبه مفاعلاً رئيساً في الحفاظ على وحدة السُّودان، وإعادة هيكلة الدولة، وإنهاء التهميش الاقتصادي عبر القُطر، وتحقيق الوحدة الوطنية. ولا شك في أن انهماك قيادات الحركة، رغم إدراكنا لأسبابه وتفهُّمِنا لدواعيه ومُبرِّراته، في قضايا الجنوب مع شبه إغفال لقضايا الوطن الأخرى التي أولتها الاتفاقية حقها من الاهتمام، هو من بين الأسباب التي مكَّنت المؤتمر الوطني من الإغضاء عن تلك القضايا، وهو سعيدٌ بذلك. وحملت الممارسة السياسية الفعلية للحركة بعد التوقيع على اتفاقية السلام الشامل، خاصة بعد رحيل زعيمها التاريخي في أواخر يوليو 2005، العديد من المؤشِّرات الدالة على تراجُع الحركة عن مشروع “السودان الجديد” الذي ظلت تبشِّر به لأكثر من عقدين من الزمان، بل وتخليها عن النضال من أجل هدفها الرئيس لتحقيق وحدة البلاد على أسُسٍ جديدة، وتفضيلها للانفصال وإقامة دولة الجنوب المستقلة. وأيضاً للقوى السياسيَّة الأخرى، خاصة تلك التي كانت منضوية تحت مظلة التجمُّع الوطني الديمقراطي، نصيبٌ من المسئولية. فقد شغلت قوى المعارضة نفسها بالترتيبات الانتقالية لتقاسُم السلطة بين الشريكين، بدلاً عن تركيزها على استغلال مساحة الحريات التى أتاحتها الاتفاقية لتحقيق هدف التجمُّع الرئيس في التحوُّل الديمقراطى وترسيخ وحدة البلاد. بل قنعت هذه القوى بلعب دور المتفرِّج أو الحَكَم، عِوَضاً عن انخراطها الإيجابى كلاعبٍ فاعلٍ في عملية تنفيذ الإتفاقيَّة، وتحديد مواقفها بوضوح من القضايا المصيرية التي تواثقوا عليها في مؤتمر أسمرا للقضايا المصيريَّة (1995)، خاصة علاقة الدين والدولة، في سياق بناء دولة المواطنة السُّودانية. إضافة إلى أن العمل تحت الأرض أو خارج السُّودان قد أفقد هذه الأحزاب التواصُل مع قواعدها، كما أنها منقسمة على نفسها إلى أفخاذ وبطون، وتفتقر للديمقراطية بداخلها، ما أضعف دورها ومساهمتها فى إثراء الساحة السياسية. ومع أن أحداث كثيرة تنبئ بضلوع المؤتمر الوطني في محاولات لاستمالة بعض قيادات وشق صفوف هذه بدون استثناء، طالت حتى شريكه في الحُكم، إلا أن هذا لا يعني تجاهُل، بل يجب الاعتراف بأن تماسُك أي حزب سياسي أو تعرُّضه للانقسام تظل في المقام الأول مسئولية الحزب نفسه وقياداته! أيضا، تجدُرُ الإشارة هنا إلى أن الجهات المانحة الدولية لعبت أيضاً دوراً في خلق بيئة مواتية لتقسيم البلاد

    تداعيات انفصال الجنوب: جدوى العنف السياسي
    من ناحية أخرى، لم تفلح اتفاقية السلام الشامل، سواءً في التنفيذ أو التصميم، في معالجة كافية التحديات وأسباب الصراع في جبال النوبة، والأنقسنا، فضلاً عن سكان المناطق المُهمَّشة الأخرى في السُّودان، خاصة دارفور. هذا هو السبب الرئيسي وراء عودة العنف والتهديد بحرب أهلية جديدة، وربما صراع دولي بين السُّودان وجنوب السُّودان. إن كلا شريكي الاتفاقية يتحمَّلان المسئوليَّة عن هذه النتيجة المخيِّبة للآمال، ولو بدرجاتٍ متفاوتة. فوفقاً لشروط اتفاق الترتيبات الأمنيَّة، تمَّ تعريف الجيش الشعبي، بشكل لا لبس فيه، ككلٍ لا يتجزأ يتبع إلى جنوب السُّودان، بدون تحديد هوية وأصل المقاتلين، أي ما إذا كانوا ينحدرون من ولاية جنوب كردفان أو النيل الأزرق. في الواقع، المادة (20-2) من مرفق (1)، وقف إطلاق النار الدائم والترتيبات الأمنية ووسائل التنفيذ والملاحق، تقرأ: «إذا أتت نتيجة الاستفتاء لصالح انفصال الجنوب عن الشمال، يتعيَّن حلِّ الوحدات المشتركة/المُدمجة (JIUS) بعودة كل وحدة إلى قواتها المسلحة الأم لتمهيد الطريق لتشكيل قوات مسلحة منفصلة للدولتين اللتين سوف تتشكلان». لذا، كان الاتفاق صامتاً تماماً، وخلا من أي إشارة إلى مصير الآلاف من مقاتلي المنطقتين خارج الوحدات المشتركة المدمجة والمتمركزة مع وحداتهم الأم بالجيش الشعبي في جنوب السُّودان. في ضوء تفسيرات الشريكين المتعارضة لمعنى ومضمون مفهوم “المشورة الشعبيَّة” وغموض العملية السياسيَّة التي ينطوي عليها، كان ممَّا لا شكَّ فيه أن الانفصال المتوقع للجنوب سوف يُعجِّل بانفجار الأوضاع في المنطقتين. ومع ذلك، تمَّ إغفال وتجاهل دعواتنا المستمرَّة لقيادة الحركة الشعبية لعقد مجلس التحرير القومى، وضرورة حوار جاد وصريح حول هذه القضايا قبل حلول الاستفتاء. فقد تم الاعتقاد، خطأ، من قبل البعض فى قيادة الحركة الشعبية أن عقد إجتماع المجلس قد يقود إلى الانقسام داخل صفوف الحركة بسبب الانقسام في الرأي حول الانفصال بين الشماليين والجنوبيين. ولكن، خلافاً لهذا الفهم، لم نقصد بضرورة عقد الاجتماع، بأي حال من الأحوال، الوقوف ضد خيار ابناء الجنوب للانفصال، ولكن للمناقشة الصريحة لكيفية الإعداد للتعامُل مع التفجُّر المتوقع للأوضاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق في ضوء اتفاق الترتيبات الأمنية المتعثر وغموض عملية المشورة الشعبية.

    ومن المسلَّم به على نطاقٍ واسع، أنه تمَّ فرض الحرب على الحركة الشعبية-شمال في المنطقتين. فالقتال للدفاع عن النفس قد يصعُبُ تفاديه، كما أن الاستسلام ليس بخيارٍ خارج اتفاق الترتيبات الأمنية التي حددتها اتفاقية السلام بسقوفها الزمنيَّة. وفي حين لا يشكِّك أحد في أن الظلم والتهميش يُبرِّر ويُضفي الشرعيَّة على اللجوء إلى الكفاح المسلَّح، فإن الحرب مكلفة مادياً وبشرياً، وليست بفعلٍ للتبجُّح أو الاستعراض. كما أنى لا أميل للإعتقاد بأن نموذج الحركة الشعبية/الجيش الشعبى يمكن إعادة إنتاجه أو إستنساخ تجربة قيادتها الأسطورية والتى وجدت تجاوبا من كل السودانيين بمختلف أطيافهم السياسية، فلا الظرف والزمان يتشابهان.

    إضافة إلى أن اعتماد خيار النضال المسلح كوسيلة أساسيَّة للتغيير يفرض على الحركات المُتبنية له أن تحدِّد أولاً الهدف من المقاومة المسلَّحة، والنتيجة المتوقعة، وآفاق وسيناريوهات المفاوضات. فهل تهدف إلى تحطيم القوَّات المُسلَّحة السُّودانية، وفي سياق هذه العمليَّة، تقوم بالاستعاضة عنها بالجيش الذي يناسب خصوصيات السُّودان الذي تسعى لبنائه؟ كانت هذه هي الأطروحة الأصلية للدكتور جون قرنق. ولكن، مع تطوُّر الصراع ضد نظام “الإنقاذ” تبيَّن له أن هذا الأمر غير واقعي ولا يمكن تحقيقه، ممَّا جعله يتراجع عنه، مفضلاً التسوية السياسية المُتفاوض عليها. وبالتالي دعت “اتفاقية السلام الشامل” إلى تشكيل الوحدات المشتركة المُدمجة، كآليَّة لدمج الجيش الشعبي والقوات المسلحة السُّودانية، لتكون بمثابة نواة لجيش السُّودان القومي في حالة اختيار الجنوبيين لوحدة السُّودان. وكان موقف الدكتور جون قرنق المبدئي، منذ عام 1972، يشدِّد على أن أي حلٍ في إطار “السُّودان الجديد” المُوحَّد يجب، أولاً وقبل كل شيء، أن يعترف بالأنيانيا، والجيش الشعبي في وقتٍ لاحق، كجيش مشروع لشعب جنوب السُّودان، وهو موقف عبر عنه بوضوح فى رسالتة إلى القائد العام لقوات الأنيانيا وزعيم حركة تحرير جنوب السودان في العام 1972. هذا هو بالضبط ما جرى التأكيد عليه في اتفاقية السلام الشامل. فقد كان المنطق الأساسي هو ضمان أن يكون لجنوب السُّودان “جيشٌ وطني” في حال إن اختار الجنوبيون الانفصال. وفي رأيي أن د. جون قرنق، من واقع معرفتي اللصيقة به، كان يسعى للوحدة وكأنه يعيش أبداً، بينما يعمل للانفصال وكأنه يموت غداً!. هذا هو أيضاً بالضبط ما تبيَّن في نهاية المطاف. ولذلك، كانت الرؤية مقنعة وثاقبة، والهدف من الكفاح المُسلَّح مُحدَّداً بدقة ووضوح. ولكن، يظل هذا النهج غير قابل للتطبيق على الوضع في المنطقتين، إلا إذا كان الهدف النهائي هو توحيد جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور في دولة فدراليَّة جديدة، وهذا أمرٌ يصعُبُ تحقيقه على أرض الواقع، ولم تدعُ له أي من الحركات المُسلَّحة، على الأقل حتى الآن.

    وإلاَّ، فهل يهدف العمل المُسلَّح، على شكل حرب عصابات، إلى ممارسة ضغوط متواصلة، جنباً إلى جنب مع جهود المعارضة السِلميَّة لبقيَّة القوى السياسيَّة السُّودانية، من أجل إسقاط النظام في الخرطوم، أو ارغامه على الاستجابة للتغيير؟ إذا كان هذا هو الحال، يظل من المهم التطرُّق لعددٍ من الأسئلة التي تبحث عن إجابات، ومخاطبة بعض التخوُّفات، أذكر هنا بعض منها:
    • في ضوء النظام المؤسسي الهش للدولة السُّودانية، مع وجود القوَّات المسلحة السُّودانية كقوة مهيمنة، وكقوة وحيدة متماسكة، يفصل خط رفيع بين إسقاط النظام، الذي لم يبذل مجهود لتعريفه بدقة، وانهيار الدولة السُّودانية نفسها. فحتى التجانس الإثنى واللغوى والدينى لم يعصم الصومال من السقوط فى عالم الدول.
    • هناك حاجة لقياس مدى استجابة الناس في المناطق المتأثرة بالحرب، والرأي العام في البلد كله، فيما يتعلق بالمقاومة المسلحة وما يترتب عليها من عواقب وخيمة.
    • ألن يتحوَّل تصاعُد الصراع المسلح في المنطقتين في نهاية المطاف إلى حرب شاملة بين دولتي جنوب السُّودان والسُّودان، ممَّا يُعَدُّ نذير شؤمٍ بالنسبة للشعب في كلا البلدين؟ وعلاوة على ذلك، فإن اندلاع هذه الحرب سيكون بمثابة هدية مجانية لحزب المؤتمر الوطني، وهو المشهود له بالبراعة في التعبئة السياسيَّة والعسكريَّة وإضفاء الشرعية على الحرب بحُجَّة توحيد وتعزيز “الجبهة الداخلية”. وهذه التعبئة لن تكون فقط ضد الجنوب، ولكن سيتم استخدامها لإسكات وترهيب أعضاء ومؤيِّدي الحركات المُسلَّحة، بل وجميع محبي السلام في البلاد. وبالفعل، فقد بدأت هذه الحملة في أعقاب الأحداث الأخيرة في هجليج. لا شكَّ أن ذلك سيكون يوم عيد لـ“منبر السلام العادل” البغيض، ويشكل أرضاً خصبة للأصوليين والمتطرِّفين. وبعبارة أخرى، فإن استمرار النزاع المسلح يؤثر سلباً على آفاق التحوُّل الديمقراطي، وسوف يقلل كثيراً من احتمال حدوث انتفاضة شعبية في السُّودان.
    • ليس سراً أن توفير قاعدة لوجستية خلفية، والدعم السياسي والدبلوماسي من الدول المجاورة، ضرورة لنجاح أي حركة مسلحة ضد النظام الحاكم في كل التجارب الأفريقية. فلولا توفر هذه العوامل، وتأييد المنطقة ككل، والمجتمع الدولي لمطلب الجنوبيين فى حق تقرير المصير، خلال الثمانينات والتسعينات، لما تمكَّنت الحركة الشعبية والجيش الشعبي من المحافظة على حرب عصابات طويلة الأمد. أما الآن، فقد تغيَّر المشهد الإقليمي والدولي بشكل كبير، ويبدو أن العالم قد نفذ صبره وسئم من الحروب والاقتتال، مفضلاً التسوية السياسية عن طريق التفاوض. إلى جانب ذلك، وضع انفصال الجنوب، قبل حلِّ القضايا السياسية العالقة لاتفاقية السلام الشامل واستكمال عملية فك الارتباط مع الجيش الشعبي والحركة الشعبية-شمال، وكذلك الحركات المنطلقة من دارفور، الدولة الجديدة في موقف حرج سياسياً وأخلاقياً فيما يتصل بتعاطفها ومساندتها لهذه الحركات. ولذلك، المشروع أن نسأل: هل جنوب السُّودان، في ضوء التحديات الهائلة الخاصة لبناء الدولة، والأمن، ومشاكل الإدارة السياسيَّة والاقتصاديَّة، والتناقضات الداخليَّة، بالإضافة إلى الضغوط الإقليميَّة والدوليَّة، قادر على تقديم الدعم المستمر لهذه الحركات؟
    • إن الحرب، أو حتى مجرَّد العلاقات المتوترة بين البلدين، قد وضعت الحركات المسلحة في وضع صعب، وذلك لأن الإعلان عن أي عملية عسكرية سيُنظرُ إليها على أنها فعلٌ من أفعال التواطؤ مع دولة أجنبية معتدية، وبالتالي تشويه صورة هذه الحركات بما يلقي بظلالٍ كثيفة من الشك على مصداقيتها. حقاً، فالتصوُّرات غالباً ما تكون أقوى من الحقائق. الى جانب ذلك، فإن العالم الغربي يشعر الآن بأن الحركة الشعبية-شمال، على وجه الخصوص، تستخدم الحرب لخلق مأزق المساعدات الإنسانيَّة التي تدعو في نهاية المطاف إلى، وتضفي الشرعية على التدخُّل الأجنبي. وفوق كل ذلك، سيؤدي استمرار الحرب في نهاية الأمر لاستنزاف وتدمير قاعدة الموارد البشريَّة، وبالتالي مستقبلاً قاتماً للشعوب التي تقاتل هذه الحركات لحماية مصالحها.

    من ناحية أخرى، لا يمكن للنضال المسلح أن يحقق هدفه المتمثل في الإطاحة بالنظام بدون دعمٍ سياسيٍ من كل القوى السياسية العازمة على التغيير، بما في ذلك الإسلاميين بمختلف اطيافهم. يفترض إسقاط النظام، من واقع التجربة السُّودانية في 1964 و1985، توافُق وإجماع كل القوى السياسيَّة. ففي عام 1995، عندما تمَّ التوقيع على إعلان أسمرا للقضايا المصيريَّة، توحَّدت تقريباً كل القوى السياسيَّة السُّودانية في الدعوة إلى “اقتلاع” النظام. وبالمِثل، ما كان للحركة الشعبية أن تدرك استقلال جنوب السُّودان بدون الحصول على دعم جميع القوى السياسيَّة السُّودانية للعمل المُسلَّح وحق تقرير المصير.

    ومع ذلك، فإن تشكيل “الجبهة الثورية السُّودانية” ينُمُّ عن السعي لبناء تحالفٍ من “القوميات المُهمَّشة” التي يمثلها حاملو السلاح، في حين تدعو الجبهة كل القوى السياسيَّة السُّودانية للانضمام إلى صفوفها، و«رفض مسار التسوية السياسيَّة الجزئيَّة مع نظام حزب المؤتمر الوطني، واعتماد نهج شاملٍ لتغيير النظام في مركز السلطة بالخرطوم». ولكن، في ظلِّ الوضع السياسي الراهن، لا يوجد توافُقٍ في الآراء بين القوى السياسيَّة السُّودانية على هدف “إسقاط النظام” من خلال العمل المسلح، من جهة، وافتقار الجبهة الثوريَّة لوضوح الرؤية والنهج بشأن التعامُل والتحاوُر مع هذه القوى في ضوء الاختلاف في الرأي حول طرق التغيير. فباستثناء التصريحات المعمَّمة عن ضرورة التعامُل مع القوى السياسيَّة المعارضة، لم يتم تحديد آليات بعينها لهذا الغرض، أو تحقيق نتائج ملموسة حتى الآن. كما أن قرار بعض الشخصيات المعارضة للانضمام إلى الجبهة لا يبدو أنه قد أتى بقيمة مضافة أو غيَّر صورة الجبهة في أعيُن كثير من الناس، إذ لا يزال يُنظَرُ إليها كمنبر حصري للمُهمَّشين على أساس عرقي وإثني، أي أنه يعبِّر عن “متلازمة الجنوب الجديد”. أما بخصوص وسائل التغيير، فقد أعلنت الجبهة الثوريَّة عن التزامها بتكامُل النضال المسلَّح مع العمل السياسي والمدني. ولكن، منذ أيام التجمُّع الوطني الديمقراطي، فقد ظلَّ هذا التكامُل مجرَّد شعار وهدف بعيد المنال، يفتقر إلى المنهجيَّة الواقعيَّة، أو آليَّة للتنفيذ على أرض الواقع. فالجبهة لم تكشف النقاب عن أي استراتيجيَّة واضحة في هذا الصدد. ومنذ تشكيل الحركة الشعبيَّة في عام 1983، كانت هناك حوار حول الحاجة لجمع الشعوب المُهمَّشة في منبرٍ واحد، ولكن ليس بالضرورة في شكل تحالفٍ منظم، مبني على أسُسٍ عرقيَّة أو إثنيَّة، يتبنى الكفاح المسلح. في رأيي، من المهم إعادة النظر في مفهوم “التهميش” بهدف تجاوز التعريف الضيِّق له على أساس العرق أو الإثنيَّة، الذي يتجاهل الطبيعة المعقدة للمفهوم ومضامينه الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة، وبالتالي يستبعد الفئات المُهمَّشة الأخرى، بما في ذلك العمَّال والمزارعين والمستأجرين الزراعيين والرعاة والمهنيين... إلخ، في المجتمع السُّوداني. إلى جانب ذلك، هناك قوى سياسيَّة أخرى من المناطق والقوميات المُهمَّشة لا تنتمي أو تؤيد الجبهة، أو أي من الحركات المُكوِّنة لها، وهذا بدوره يطرح السؤال: كيف يتم النظر إلى، والتعامُل مع هذه القوى، وما هو شكل التواصل المقترح معها؟ أم سيتم صرف النظر عن هذه القوى ونبذها باعتبارهم مجرَّد أتباع موالين للمؤتمر الوطني؟ ومن المهم هنا الإشارة إلى أنه في مرحلة ما بعد استقلال جنوب السودان، على سبيل المثال، يبدو أن الحكومة التي تقودها الحركة الشعبية قد وجدت أنه من الضروري أن تستوعب شخصيات بارزة من مجموعات “السلام من الداخل”، أعداء الحركة بالأمس، بل وبعض منهم كانوا من الوزراء الاتحاديين وأعضاء في حزب المؤتمر الوطني نفسه.





    آفاق التغيير ونُذُر تفكُّك السُّودان:
    إسقاط النظام أم صناعة البديل؟!

    إن عدم الوضوح في تحديد هدف “إسقاط النظام”، في ظلِّ تصاعُد العمل المسلَّح ودق طبول الحرب بين الشمال والجنوب، مع غياب التوافُق بين، والرؤية المشتركة للقوى السياسية المعارضة، يحمل مؤشرات تنذر بتفتت السُّودان. فلا توجد بالبلاد مؤسسة واحدة شرعية ومتماسكة، ربما باستثناء القوَّات المسلحة السُّودانية، (على الرغم من المحاولات المستمرَّة للجبهة الإسلامية والمؤتمر الوطني لتسييسها وأدلجتها وطمس هويتها الوطنيَّة)، بمقدورها إدارة عملية انتقالٍ سلمي للسُلطة. ولعلَّ المواجهة الأخيرة في هجليج واستعادة الجيش لها بعد احتلالها بواسطة الجيش الشعبي لجنوب السُّودان، قد أضفت على القوَّات المسلَّحة السُّودانية صورتها القوميَّة. وبعبارة أخرى، فإن ضعف مؤسسات الدولة السُّودانية، والتكوين السياسي المعقد للبلاد، وغياب الثقل الموازن المُوحَّد لهيمنة المؤتمر الوطني على المركز، والافتقار إلى وحدة القضيَّة والهدف والأساليب بين القوى السياسيَّة، وما نشهده من استقطاب سياسي بين مختلف المتصارعين على السلطة، يجعل الخط الفاصل بين سقوط النظام وتفكك الدولة رفيعاً جداً. وهكذا، في ظلِّ هذه الظروف، يمكن لسقوط النظام، وما قد ينجم عنه من فراغ في السلطة، أن يقود حتماً إلى صراع دامٍ على السلطة من قبل التنظيمات المسلحة المتعدِّدة من أجل السيطرة على الخرطوم، وأجزاء أخرى من البلاد، وهو ما سيكون من المستحيل كبحه أو التحكُّم فيه.

    بات تغيير النظام وشيكاً وحتمياً. بادئ ذي بدء، فإن النظام منهكٌ ومحاصر في الخرطوم، لتعرُّضه فعلياً لضغوط على جبهات متعدِّدة على الأصعدة العسكريَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة، بينما ينتابه قلق متزايد حول احتمالات الانتفاضة الشعبيَّة، على شاكلة الربيع العربي، وهو احتمالٌ لم يعُد تُنكره حتى بعض القيادات البارزة في الحزب الحاكم، ولا سيَّما في ضوء الأزمة الاقتصاديَّة المتصاعدة، خاصة في أعقاب وقف ضخ بترول الجنوب. وهكذا، يتعرَّض النظام لضغوط متزايدة من القواعد الشعبية للحزب، بل وفي صفوف الحركة الإسلامية، التي جاءت به إلى السلطة، وكذلك من قوى المعارضة السياسيَّة، بالإضافة إلى المجتمع الإقليمي والدولي. وعلاوة على ذلك، تتجه معظم القوى السياسيَّة الساعية لتغيير النظام، فضلاً عن قطاعات واسعة من الإسلاميين، بما في ذلك أولئك الذين ينتمون إما للمؤتمر الوطني أو المؤتمر الشعبي، وأولئك الذين لا ينتسبون لأي من الحزبين، وإن كانت تفتقر إلى اتفاق على جدول أعمال ورؤية وبرامج مشتركة، أو على وسائل التغيير.

    من جانب آخر، فإن الأحزاب السياسيَّة ليست هي التي تُسقط الأنظمة الحاكمة الاستبداديَّة والقمعيَّة، ولكن الشعب، وقُواه المدنيَّة الأخرى، هم الذين يتحمَّلون دائماً مسئولية الإطاحة بالأنظمة الديكتاتوريَّة العسكريَّة من خلال الانتفاضات الشعبيَّة. وتدُلُّ تجربتنا في 1964 و1985 بوضوحٍ على أن الأحزاب السياسيَّة لا تحرص على الانضمام إلى الثورة، إلا عندما يتبيَّن لها أن سقوط النظام الحاكم قد بات وشيكاً. ومع ذلك، ففي كلتا الحالتين عادت هذه الأحزاب السياسيَّة للسلطة، لتحصد ثمار الانتفاضة وتكييف النظام السياسي وفقاً لحساباتها الحزبيَّة الضيِّقة، ومن ثمَّ الإخفاق فى معالجة مشاكل البلاد المتراكمة من منظور وطني، خاصة الحرب الأهليَّة التي توسَّعت رقعتها لتشمل، ولأول مرَّة، مناطق تقع في الشمال الجغرافي. فقد أسهمت، على وجه المثال، السياسات الإقصائية وأحادية النظرة التي درجت عليها حكومات الخرطوم المتعاقبة في تبغيض الجنوبي في الشمال وتنفيره من الوحدة. زاد من ذلك الشعور، خرق كافة حكومات المركز لكل تواثق واتفاق، أو مشروع اتفاق سلام أقرَّته مع ممثلي حكومة الجنوب، بدءً من مؤتمر جوبا 1947، وإعلان الاستقلال 1955، ومؤتمر المائدة المستديرة 1965، واتفاقية أديس أبابا للحكم الذاتى 1972، واتفاق الميرغني– قرنق 1988. ومع ذلك، تملك هذه القوى الحزبية قواعد شعبية يُعتَدُّ بها، في الوقت الذي تشهد فيه الآن ديناميكية داخلية وتحرُّكات إصلاحيَّة استجابة لمطالب القواعد الشعبيَّة الداعية للمشاركة والشُمول في عملية صنع القرار.

    كذلك، قدَّم لنا الربيع العربي ثلاثة من الدروس المهمة. أولاً، بعد سقوط النظام، تحقق القوى السياسية الأكثر تنظيماً الفوز في نهاية الأمر بحصولها على نصيب الأسد من قسمة السلطة، في مقابل خيبة ظن القوى “الثورية”. ثانياً، سبق وقوع الانتفاضات الشعبيَّة، في ليبيا وسوريا واليمن، مشاركة الثوار المسلحين. ثالثاً، ضرورة التواضع على عملية لوضع الدستور تشارك فيها كل القوى الوطنية ولا تعزل أحداً، وذلك لوضع حجر الأساس لبناء نظام حكمٍ سياسيٍ جديدٍ يستوعب الجميع.

    أؤكد من جديد بأن أزمة الحكم المزمنة في السُّودان منذ 1956، في جوهرها ترجع للفشل التاريخي للنُخب السودانية، وخاصة أولئك الذين تسنَّموا مقاليد السلطة، سواءً كانوا من العسكريين أو المدنيين، في صياغة رؤية واضحة وتفصيل إستراتيجيَّة سليمة لمشروع وطني توافقي لبناء دولة المواطنة السُّودانية الحديثة. وبالتالي، أصبحت قوى المعارضة نفسها جزءً لا يتجزأ من هذه الأزمة. فقد فشلت الطبقة السياسية السُّودانية في ابتدار حوارٍ شاملٍ ومفتوح وجاد نحو صناعة بديل وطني وصياغة دستور توافقي، في عملية تتسم بالشمول وقائمة على المشاركة، بما يعكس التنوُّع المتعدِّد في السُّودان، وبناء نظام سياسي يقوم على التبادل السلمي للسلطة يضع حداً للقتال الدامي والحرب بين السُّودانيين.

    لذلك، فإن التحدِّي الحقيقي الذي يواجه الحركات المسلحة وبقية القوى السَّاعية للتغيير، في هذا المنعطف التاريخي الحاسم، لا تكمُنُ في مسألة “إسقاط النظام” فحسب، بل في “صناعة البديل” المقنع والمُلهم والقادر على حشد الشعب السُّوداني من حوله، وبالتالي تجنب سقوط الدولة السُّودانية نفسها.

    في الواقع، كان الراحل الدكتور جون قرنق، رغم سعيه لإعادة هيكلة السلطة في المركز، مدركاً بأن بناء البديل العملي هو شرط أساسي للإطاحة بنظام الحكم. وأنقل باستفاضة من أحد خطاباته (القاهرة، ديسمبر، 1997): «جميع السودانيين باتوا مقتنعين بأن نظام الجبهة يجب أن يذهب. ولكن، يظل السؤال: بماذا نستبدله؟ الطريق إلى الأمام هو تعزيز التجمُّع الوطني الديمقراطي، إذ لابد أن يكون لنا هيكل ليحل محلَّ الجبهة القوميَّة الإسلاميَّة، بحيث يصبح بديلاً مجدياً، كيان مقنع لكم أنتم، للشعب السُّوداني في المقام الأول، وفي المرتبة الثانية لجيراننا، وأخيراً للمجتمع الدولي بأسره. وذلك لأن العقل يتساءل: لا نريد نظام الجبهة الإسلامية، ولكن ماذا نضع في مكانه؟ ما هو البديل؟ وهو سؤالٌ مشروع. إذا قلتُ لكم أن الحركة الشعبية هي البديل، سيقول الناس “ولكن الحركة تنطلق من الجنوب، وهي بعيدة جداً في الأحراش، ولا يمكن أن تستلم السلطة في الخرطوم”. وهذه إجابة مشروعة وصحيحة، فالحركة الشعبية/الجيش الشعبي لا يمكنها استلام السلطة وتشكيل حكومة في الخرطوم. وإذا قلت حزب الأمة، أو الاتحادي الديمقراطي، سيكون الرد: “ولكن هؤلاء قد كانوا في السلطة بالأمس، وأنهم لا يملكون القدرة على الحُكم”. وإن قلت “القوى الحديثة”، فسيُثار السؤال: “ومن هم هؤلاء؟”، وينطبق هذا على الحزب الشيوعي وعلى أي تنظيم سياسي آخر. وهكذا، يحتار العقل، فالحل لن يكون عن طريق كل مجموعة بمفردها، مهما كانت تعتقد في نفسها. هذه المجموعات ضرورية، ولكن ليس هناك بتنظيم يفي بالغرض، أو يصلح أن يكون بديلاً، بمفرده». هكذا، ثمَّة سؤالٍ يطرح نفسه بقوة ويستدعي التفكير فيه والتفاكر حوله: هل يحقق إسقاط النظام الهدف الرئيس فى المضى نحو بناء دولة المواطنة السودانية وهل نعتقد حقيقة أننا نملك البديل كما وصفه جون قرنق بهذه الكلمات؟

    الفرصة الأخيرة للحفاظ على وحدة السُّودان: ضرورة الحلِّ السياسي
    ظلَّ السُّودان يشهد، منذ استقلاله في 1956، ظهور وتصاعُد الحركات الإقليمية والإثنيَّة المسلحة، خاصة فى جنوب البلاد، والتي أسفرت عن معاناة إنسانيَّة كبيرة، وأكبر عدد من اللاجئين والنازحين في أفريقيا. تحدَّت هذه الحركات الاحتجاجيَّة، وطعنت في شرعيَّة الدولة والنُخبة الحاكمة من وسط السُّودان، والمهيمنة على مركز السلطة. فقد انتهجت النُخب الحاكمة سياسيات أفضت إلى إقصاء قطاعات واسعة من أهل السُّودان من المشاركة في الحكم، وبالتالي تهميشها في المجالات السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، ممَّا حرَّض المُهمَّشين إلى اللجوء للمقاومة المسلحة، إذ لم تعُد هذه القطاعات الواسعة مشاركة أو صاحبة حق في حكومات يفترض أنها تمثلها. وبالتالي، لا تطالب حركات المقاومة، في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، في الوقت الراهن فقط بحقوق المواطنة المتساوية، لكنهم يطالبون أيضاً بالاعتراف بالحقوق الخاصة، بما في ذلك حقهم في الأرض، وبإدارةٍ لشئونهم بقدر من الحكم الذاتي، والحفاظ على هوياتهم الإثنية و“القومية”. فقد أخفقت دولة ما بعد الاستعمار فى وضع سياسة شاملة للمواطنة لديها القدرة على تجاوز التقسيمات الإثنيَّة والعرقيَّة الموجودة العنصريَّة والعرقيَّة من خلال إطار قومى للوحدة الوطنية (أنظر Amir Idris, "Rethinking Identity, Citizenship, and Violence in Sudan", Int. J. Middle East Stud. 44/2012)

    تتطلب معالجة الأزمة العامة للعُنف السياسي المُسلَّح في السُّودان حلاً سياسياً، يستدعي بدوره إعادة تعريف الدولة بطريقة تضمن إدارة سليمة لتعايُش الهويَّات المتداخلة في سياق بناء دولة المواطنة السُّودانية القائمة على تساوى المواطنين/ات في الحقوق والواجبات والمساواة أمام القانون والدستور، بغضِّ النظر عن الجنس أو العرق أو الطائفة أو الدين أو القبيلة والطبقة الاجتماعيَّة. وهذا يعني ابتداءً إعادة هيكلة السلطة المركزيَّة بصورة تضع في الاعتبار مصالح كل المناطق والقوميات المُهمَّشة، سواء أولئك الذين حملوا السلاح أو الذين ظلوا يعارضون سلمياً، وتعزيز لامركزيَّة السلطة بإعادة تنظيم العلاقة بين المركز في الخرطوم والأقاليم بما يتيح المشاركة العادلة في السلطة والثروة.

    لذلك، أرى أنه يتوجَّب علينا، كأولوية ملحة، مناقشة كل الخيارات المتاحة وعلى رأسها وقف الحرب والتوصل لتسوية سياسية عادلة، كشرط أساسي للتغيير نحو بناء دولة المواطنة السودانية. وقد أيدت جميع القوى السياسيَّة السُّودانية، والمجتمع الإقليمي والدولي، التفاوض كأداة سياسية من أجل تسوية سلمية للنزاع. وأذكر هنا أنه عندما تعرَّض الراحل د. جون قرنق للانتقاد بسبب قبوله التفاوض مع نظام الإنقاذ، كان دائماً يرد بقوله: “لساني هو جزء من أسلحتي، فلماذا أحرم نفسي من هذا النوع من السلاح؟”. ومع ذلك، فإن الوصول إلى اتفاق عادلٍ ومستدام يستدعي، وبالضرورة:
    أولاً: البدء على الفور في صياغة ترتيبات دستوريَّة جديدة في سياق عملية تتسم بالتوافُق والشمول والشفافيَّة والمشاركة الواسعة لكل القوى السياسيَّة والمدنيَّة لتلبية إرادة وتطلعات الشعب السُّودانى بتعدُّد وتنوُّع مُكوِّناته، كمدخلٍ لتحقيق الحل السياسي الدائم للنزاع المسلح في كل أنحاء البلاد، وكفرصة أخيرة لبناء مقوِّمات دولة تقوم على الديمقراطيَّة والتداول السلمي للسلطة، وترفع يد الحزب عن الدولة ومؤسساتها وتفصل بين السلطات التشريعيَّة والتنفيذيَّة والقضائيَّة، وتكفُلُ الحريات، وتضمن حيدة وقوميَّة القوَّات المُسلَّحة والخدمة المدنيَّة. ولعلَّ المؤتمر الوطني يُدركُ أنه غير مُؤهَّلٌ بمُفرده، أو مع الموالين له، في إنجاز هذه المهمة التاريخيَّة في ظلِّ احتكاره الكامل للمؤسَّسة التشريعيَّة وسائر سلطات الدولة، وليهتدي بتجارب الإسلاميين في دول الربيع العربي في هذا الصدد، خاصة في مصر وتونس.
    ثانياً: يجب أن تتم المعاملة مع، ومعالجة الصراع المسلح في كل المناطق، وخاصة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، كقضية سودانيَّة بحتة قائمة بذاتها، بعيداً عن حشره في النزاع مع دولة الجنوب، أو حصره فقط في المسائل الأمنيَّة. فقد انخرط أبناء المنطقتين في الحركة الشعبية وجيشها الشعبي عندما كان السُّودان موحداً، خاصة والحركة تأسَّست على رؤية قوميَّة تدعو لوحدة السُّودان على أسُسٍ جديدة، ممَّا جعلها تجذب قطاعات واسعة من المؤيِّدين من شمال السُّودان الجغرافي. فمقاتلو الجيش الشعبي من المنطقتين كانوا، ولا زالوا، يقاتلون من أجل قضايا عادلة ومشروعة لثلاثين عاماً، وليس لهم ناقة أو جمل في انفصال الجنوب وتكوين دولته المستقلة التي لم تُكمل حتى الآن عامها الأول. وعلى المؤتمر الوطنى، بصفته الحزب الممسك بزمام الأمور، أن لا يحبس نفسه فى نصوص وإجراءات الإتفاقية التى تلزم الجيش الشعبى بلإنسحاب جنوبا بدون إعتبار لهذا العدد الكبير من المقاتلين المنتمين أصلا للسودان أو مطالبة حكومة الجنوب بتجريدهم من السلاح. فسيظل هؤلاء مواطنيين سودانيين لهم حقوق ويكابدون مظالم مشروعة دفعتهم لحمل السلاح من أجلها، وليس للحرب بالوكالة عن أحد. حقاً، هناك فرق بين التقيد بلإجراء الصحيح وفعل الشئ الصحيح، خاصة وأن القضية فى جوهرها تمس الوطن وتماسك مكوناته، ولن يغفر التاريخ لمن يقدم النصوص على المعنى.
    ثالثاً: إن ضرورة مقاربة الصراع المسلح في السُّودان بمَعزِلٍ عن النزاع المحتدم مع دولة جنوب السُّودان لا تعني، بأى حالٍ من الأحوال، غضَّ الطرف عن حتمية إقامة علاقة إستراتيجيَّة منظمة ومؤسسيَّة (structured relationship) بين دولتين مستقلتين، متمثلة في بناء كيانين قابلين للحياة سياسياً واقتصادياً، وذلك بالبناء على الاعتمادات (interdependencies) التاريخية المتبادلة بين الشمال والجنوب في المجالات الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة، مع الالتزام بالقيم الأساسيَّة والمتطلبات الضروريَّة لمثل هذه العلاقة.
    (AUHIP: Framework for Resolving Outstanding Issues Relating to the Future of Sudan and the Implementation of the Comprehensive Peace Agreement)

    خاتمة
    ومع ذلك، يظل الهدف النهائي للحل السلمي هو بناء تيَّارٍ وطني عريض يُشكِّل بديلاً صالحاً للنظام، وهي مهمة تتطلب مشاركة واسعة وحوار صريح وجاد وسط وبين وجميع القوى السياسية السُّودانية، لا يَستَثنِي أو يُقصِي أحداً، والاتفاق على الآليات الضروريَّة واللازمة لتحقيق التوافق الوطني على القواسم الوطنيَّة المشتركة. إنها الفرصة الأخيرة للمؤتمر الوطني، بحُكم تحكُّمه في مفاصل الدولة والسلطة، خاصة بعد إخفاقه في الإيفاء بمستحقات تنفيذ اتفاقية السلام الشامل وتحقيق السلام المستدام بعد انفصال الجنوب، لتجنيب البلاد مخاطر التفكُّك والتفتُّت، بعد أن باتت الكتابة واضحة على الجُدران! ولا أرى مبرِّراً لتخوُّف بعض قيادات الحزب من نيفاشا أخرى، طالما كان الهدف الرئيس هو المحافظة على وحدة السُّودان، ولا ما يمنع الاستفادة من أخطاء نيفاشا الأولى وسد الثغرات بإحكام، فالعيب لم يكن أبداً فى وثيقة وروح الاتفاقية، ربما، إلا فى مخيلة منبر السلام العادل!.
    ////////////////

    المصدر: سودانيل




    ... المهم ....
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de