نظرية المحق تقرير مصير شعب جبال النوبة (1)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-15-2024, 00:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-03-2012, 01:16 AM

فقيرى جاويش طه
<aفقيرى جاويش طه
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 4868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نظرية المحق تقرير مصير شعب جبال النوبة (1)

    نظرية المحق تقرير مصير شعب جبال النوبة (1)
    ؤامرة و الوقوف ضد قراءة تحليلية نقدية
    Gogadi Amoga (أمين زكريا)
    [email protected]
    سوف نتناول فى سلسلة هذه المقالات:
    1- مقدمة عامة عن التآمر ضد شعب جبال النوبة تاريخيا.
    2- الاسلمة و التعريب القسرى المسيس و المؤسسات المنفذة لذلك و تأثير ذلك على هوية و وحدة شعب جبال النوبة.
    3- الاب فلب غبوش و الاستاذ يوسف كوه مكى محطات عظيمة فى نضال شعب جبال النوبة لا يمكن تجاوزها.
    4- ماذا وجد النوبة من مشاركتهم الفاعلة فى أكتوبر 1964 و أبريل 1985؟.
    5- هل الانقاذ امتداد طبيعى للاحزاب التقليدية فى المحافظة على دورة الصفوة مع تفاوت درجة التطبيق و التطرف؟
    6- من الذى استخدم من: المجموعات العربية فى الاقليم للمركز ام العكس؟.
    7- مؤتمر كاودا ديسمبر 2002م و اتفاقية نيفاشا كمحطلت فى مسيرة شعب جبال النوبة.
    8- لماذا يجب الوقوف مع الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان بجبال النوبة ؟
    9- ياسرعرمان التركيبة السيكوسوسيولوجية و هل هو مفيدا ام مضرا لشعب جبال النوبة و وحدته و الحركة الشعبية و مستقبلها و لماذا؟ رؤية نقدية لتجربة قطاع الشمال قبل انفصال الجنوب و بعده.
    10- لماذا يطالب شعب النوبة بحق تقرير المصير؟
    مقدمة:
    يقول علماء الاجتماع السياسى أن حرب التحرير تبدأ بالهوية و الارض، و الهوية تتجسد فى معانى و مظاهر مختلفة احدها الاسم و رمزيته ودلالات معانيه فى المنظومة الثقافية المعينه، و كما يقول علماء الانثروبولوجى ان من يسميك فانه يتحكم فيك ،و بالتالى فان الاسم يعتبر احد العناوين المهمه فى التنوع الثقافى بشرط الاعتراف المتبادل و عدم الغاء الاخر. قصدت من هذه المقدمة ان أشيد بابناء جبال النوبة الذين سبقونا فى ادراك هذه الحقيقة التاريخية التحررية عبر التمسك بالاسماء النوبية و الافريقيه، او الذين غيروا اسمائهم فى العشرين سنه الاخيرة سواء كان بالمناطق المحررة او بالولايات المتحدة الامريكية و غيرها من دول العالم، و كذلك الذين يستعدون لثورة تغيير الاسماء فى يوم النوبة الثقافى بامريكا فى السابع من يوليو 2012م والذى سيكون بداية لثورة ثقافية عالمية لن تتوقف.
    إن ما يعرف بمصطلح نظرية المؤامرة بشكلها المعروف حاليا ظهر فى بداية القرن العشرين، الا ان الممارسات التآمرية قديمة قدم الحياة نفسها، و ما يهمنا هنا و باختصار شكل المؤمرات التى حبكت ضد شعب جبال النوبة احد اعمدة الحضارة الكوشيه، فمنذ ما يسمى بدخول العرب الى السودان و الذى حوله نظام الانقاذ الى دخول الناس الى السودان فى اشارة واضحة لعدم الاعتراف بمن كانوا بالسودان، بل تطاول اهل الانقاذ و رئيسهم على الله وخلقة و اهل البلد و تاريخيهم عبر وصفه لهم بالحشرات، و دائما يردد المثل السودانى " مالك متطفل زى الحشرة"، و لا ندرى من هو الذى تطفل على السودان، و لن نسمع ان بشرا اصبحوا حشرا، و الله الذى فى خلقه شئؤن لم يفعلها حتى الان!!!
    دخول ما يسمى بالعرب الى السودان ارتكب عبرها اكبر تجارة للرق فى افريقيا عبر ما يسمى باتفاقية البقظ (البغض)، و التى لا نريد الغور فى تفاصيلها، و رغم من ان نوبة الجبال استطاعوا حماية انفسهم فى مناطقهم الحالية، رغم ان حملات الرقيق و تجارتهم لحقت بهم عبر المهدية و الزبير باشا و غيرها، و خطورة مستعربى السودان الذين بهم خليط من عبيد الجزيرة العربية الذين رافقوا عبدالله بن ابى السرح و بعض الخليط العربى النوبى او الزنجى النوبى،و لكن بحكم فقدانهم للغاتهم الافريقية سواء كانوا احباشا ام غيرهم، او بسبب ان بعضهم لا يملك لغة تعلما او اصلا سواء العربية، تكونت لدي معظمهم حالة نفسية مريضة متعالية متمسكة بالعروبة توهما، كحالة نفسية مستعلية، و كأقلية لكى تستمر فى سيطرتها على السودان فانها كان لها ان تستخدم كل انواع الدهاء و المكر الابيض منه و الاسود، عبر سياسات انبطاحية ########ية مصلحية كما حدث مع المستعمر التركى و الانجليزى المصرى، او غدرية هروبية كما حدث لاسماعيل باشا، او تفتيتيه كسياسات فرق لتسد و اعادة الانتاج كما حدث فيما يسمى بحملة حمدان ابوعنجه التأديبية و استمرار انماط من اشكالها الى وقتنا الراهن، او تخاذلية كما حدث فى ثورة البطل على عبد اللطيف( والده من النوبة و امه من الدينكا) باستثناء عدد قليل، و اقصائية تآمرية كما حدث فى مؤتمر الخرجيين و مؤتمرات الاربعينيات و ما تلاها ما يسمى باستقلال السودان، و هيكلة الدولة السودانية بشكلها الشائه الى وقتنا الحالى متضمنا المناهج التربوية و التنشئة الرسمية و غير الرسمية المدعومة بوسائل الاعلام و السلطة و المؤسسات الاقتصادية ..الخ لخلق تعالى زائف، و انتهت الان بمحاولات ابادة عرقية و مسخ ثقافى و ابدال سكانى.
    اذا حجم المؤامرة ضد شعب جبال النوبة بنطرياتها و غيرها له تاريخ طويل و بمستويات مختلفة، سوف نركز فى مقالاتنا القادمة على فترة ما يسمى باستقلال السودان، و ستكون الحلقة القادمة عن سياسة الاسلمة و التعريب القسرى.
    و نواصل
    Gogadi Amoga
    محاضر جامعى سابق- باحث و اختصاصى اجتماعى و انثروبولوجى/ امريكا.
    29-أبريل 2012م.
                  

06-03-2012, 02:19 AM

فقيرى جاويش طه
<aفقيرى جاويش طه
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 4868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرية المحق تقرير مصير شعب جبال النوبة (1) (Re: فقيرى جاويش طه)

    نظرية المؤامرة و الوقوف ضد حق تقرير مصير شعب جبال النوبة (2)
    الاسلمة و التعريب القسرى المسيس و المؤسسات المنفذة لذلك و تأثيره على هوية و وحدة شعب جبال النوبة
    قراءة تحليلية نقدية
    GogadiAmoga (أمين زكريا)
    [email protected]
    .
    تناولنا فى الحلقة الاولى مقدمة مختصرة عن الاستهداف التاريخى لشعب جبال النوبة، و تابعنا بعض الايملات و التعليقات فى بعض المنابر العامة و لهم الشكر بمن فيهم من فضح عنصريته و من لم يفهم ان الاخرين قد فهموا تفاصيل المؤامرة التاريخية، وشكرنا للاقلام المشيدة بحق الاخرين فى ان يكونوا اخرينو موضوع الاسم كحق انسانى و قانون طبيعى و فخور جدا ان يحمل ابنائى أسكو و أسو و زوجتى ملى تيه اسماءا افريقية و نوبية لها دلالاتها و معانيها، و معذرة لاصحاب الفهم المخلوط ما بين مفهوم الشعب و الاقليم و مكوناته و الاثنية، و الظلم التاريخى الواقع على شعب الاقليم، و آليات حق تقرير المصير التى سوف نتطرق اليها فى نهاية هذة المقالات، و هو ما اشار اليه أحد المعلقين انه يجب ان يصبر البعض و بدون انفعال و استباقا للخلاصة فى اعادة تشكيل السودان على المستوى الثقافى و الاقتصادى و السياسى.
    فلكى نتعرف على ثقافاتنا السودانية بإيجابياتها وسلبياتها، وندرك قدرتها على التحاور والتجاور و التبادل و التعايش السلمى مع الآخرين، فلا بد من دراسة و معرفة الثقافات الأخرى، بجانب نظرة الثقافات الاخرى لثقافاتنا أيضا فى إطارها العمومى و الخصوصى، و هو ما يمكن وصفه بأن الثقافات أو المجموعات الثقافية مهما كان حجمها و زمانها و مكانها فهى تشكل العمود الفقرى للإنسانية جمعاء، بل ما يسمى فى عالمنا المعاصر بالعولمة، ماهو إلا إمتداد طبيعى لتراكمات ثقافية، بدأت بثقافة إنسانية واحدة ثم توسعت ديمغرافيا و جغرافيا وبيئيا و إجتماعيا و إقتصاديا و سياسيا ...الخ، وشكلت ما يعرف بالعولمة أو الثقافة العالمية، التى بنيت على معطيات، لكنها يجب ألا تتجاوز النظرة النشوئية للثقافات و تاريخ و ماضى تشكلها، كما عليها ألا تتجاهل أى ثقافة مهما كان حجمها و تاريخ و عوامل تكوينها، و إلا فإن الصراع و النزاع سيكون النتيجة الحتمية لذلك.
    السودان بلد ملئ بالتعقيدات المتافيزيقية والنفسية والاجتماعية والبيئية ذات الابعاد السياسية المصطنعة، مما أثر فى التطور الطبيعى للخارطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لأن النخب السلطوية المركزية مستفيدة من هذه الوضعية لخلق تميز مزيف يضمن استمراريتها وسيطرتها على مقاليد الامور و إقصاء الآخرين او إعادة إنتاجهم بما يخدم مصالحهم الذاتية. ومن ثم فإن ديناميكية التحرر والتحول الفكرى والسلوكى القادمة من الاطراف يقابلها شراسة إستاتيكية وجمود فكرى مركزى يسيطر عليه ما يسمى بالنخب او الصفوة المركزية.
    وتنيجة لتلك التناقضات تظل المعادلة السياسية غير موزونة ولا تنبأ بتغيرات جادة تصب فى مصلحة الشعب السودانى، وللأسف فإن هذه النخب قد استخدمت العلم لخدمة استمرارية دوافعها الأنانية، وبالتالى فإن دوائر الصراع الثقافى وصراع الهوية ودولة الدستور والقانون والمواطنة سوف تدور فى دوائر مفرغة ولن يحدث تغيير ملموس إلا بتغيير أجهزة الدولة ونظرية المؤآمرة والأدوات التى تستخدم لأستمراريتها، لأن ما يدور فى جهاز الدولة بشكلة الحالى سوف يعيق من وحدة استقرار السودان آنيا ومستقبلاً، وبالتالى فإن الحاجة الى فهم جديد ووعى مستنير يتطلب مناقشة هذه التعقيدات بتجرد وذلك للخروج من واقع الأزمة السودانية المعاشة.
    مفهوم إعادة تثقيف الثقافات الذى نعدة مصطلح جديد نبحث فيه الان فى كتابنا هو مفهوم مغاير الى حد ما لمفهوم التبادل الثقافى المعروف الذى يتم وفق شروط محددة، بل هو مرحلة سابقة للحوار الثقافى نفسه، ومختلف بدرجة عن الصراع الثقافى، ومن ثم فإن المفهوم من خلال تناولنا يهدف الى إضافة علمية جديدة وتقديم حلول من منظور ثقافى لتعقيدات المشكلة السودانية و ازمة الهوية المشتركة.
    ويعنى مفهوم إعادة تثقيف الثقافات فى تفسيره البسيط تطوير معرفة الثقافات بالثقافات الاخرى، بمعنى تطوير الوعى بتنوع و خصوصية وعمومية الثقافات وعوامل تشكلها وتإثيرها فى توجيه سلوك و أفكار الافراد والمجتمعات وكنمط معيشى ايضا، مع ضرورة الإعتراف بواقعية هذا التنوع والتعامل معه، ومن ثم محاولة قياس مقدرة تلك الثقافات المتنوعة او المتعددة فى التحاور و الالتقاء والتبادل بعيدا عن الانانية والتعالى والدونية، لخلق جو تصالحى يعترف بالمعرفة الثقافية المتنوعة، و إعطائها فرصة للتعايش السلمى، مما يساهم فى وحدة وطنية حقيقية وهوية مشتركة تحقق المصلحة العامة للمجتمع، او انتزاعحق تقرير المصير اذا رفض المركز ادارة هذا التنوع، والمفهوم نفسه لا يركز فقط على الجوانب الإثنية أو اللغوية او الدينية، بل يتعداها ليشمل الحياة بزاواياها المختلفة إجتماعيا، وإقتصاديا وسياسيا ..الخ.

    فكثيرا ما يقع العديد من دارسى وكتاب حوار الثقافات فى أخطاء معالجة الثقافات المتنوعة او المتصارعة، لانهم قلما يرجعون الى تشخيص دقيق لجذور الأزمة الثقافية، ومن ثم فإن إنتقالهم الى مرحلة الحوار الثقافى مركزين على الصراع الثقافى دون مراعاة خصوصية وعمومية الثقافة وظروف واقعها الإجتماعى والإقتصادى والسياسى .....الخ، قاد العديد من الكتاب والدارسين الى إصدار أحكام قيمية مسبقة لا تتماشى مع تفسير الواقع المعاش، مما جعل من الحوار والحلول محاولات تهدئة آنية للنزاعات وسرعان ما تعود بصورة أكثر تعقيدا.
    و الملاحظ أن كثيرا من النتائج التى يصل اليها بعض الباحثين وخاصة السياسيين تشير الى إعتقاد بعضهم انهم اوصياء على المجتمعات و يمكن أن تتغير قناعة المجتمع تجاه قيمه وثقافته بصورة مفاجئة أو سريعة أو عبر إستخدام وسائل ترغيبية او ترهيبية عبر السلطة، متناسين أنها تكونت نتيجة تراكمات تاريخية أخذت زمنا وستبقى إذا لم تطرأ عليها تغيرات أيجابية يحسها المجتمع نفسه ويقتنع بها.

    وما قاد الى هذه المحاولة هو التعقيدات والواقع المرير الذى يعيشه السودان من صراعات وحروب تتذايد حدتها يوم بعد يوم، ساهمت السلطة المركزية و مؤسساتها بدرجة كبيرة فى إخفاق دور التنوع الثقافى و أهميته فى لعب دور هام وكبير فى إثراء الوطن إجتماعيا و إقتصاديا وسياسيا مما يحافظ على وحدته و أمنه. لذلك فإن سطحية المعرفة بمكونات الوطن كان حجر عثرة فى الاستفادة من تنوعه.
    فبالرغم من اهمية كل العوامل مجتمعة فى حل المشكلة السودانية، إلا أن تجاهل المكون الثقافى المتنوع فى دولة بمساحة السودان ذاد من تعقيد المشكلة وسيقابل برفض مستمر قد يطيل مرحلة الاقتتال والحروبات.
    وما تمت الاشارة اليه هو جزء من واقع الأزمة السودانية المعاش الذى تشكل منذ ما يسمى بإستقلال السودان وقبله، و إنعكس على كثير من الممارسات الإجتماعية والإقتصادية و السياسية و إستمر إلى يومنا هذا.
    وعلى الرغم من الدور الكبير الذى يلعبه العامل الثقافى بجانب عوامل اخرى فى تجنب وفض النزاعات و الوقاية منها، إلا أن الوقائع الآنية للنزاعات كواحد من جذور الأزمة فى السودان قد تنبئ بتفجر الوضع بصورة أكثر تطرفا لاحقا إذا لم تتم معالجته عاجلا و بصورةعقلانية تدير التنوع فى السودان بكل مستوياته، ويتيح مجالا تثقيفيا للثقافات ومن ثم حوارات هادفة مبنية على أسس معرفية بالتنوع وتبادل ثقافى طوعى يقود الى هوية سودانية ذات قواسم مشتركة.

    فالواقع الثقافى غير المتوازن الذى يظهر على مستواه الإجتماعى الشعبى بصورة ينظر إليها المجتمع بدرجة قبول نسبى، هو واقع غير مؤسس ولن يقود الى إستقرار دائم فى ظل الممارسات الرسمية المنعكسة على حياة الناس.

    محاولتنا فى تقيف الثقافات لا بد ان تتم عبر كشف الجانب المخفى و مخاطبة تلك القضايا الحساسة التى يتحاشها الناس فكأنهم "يغطون النار بالعويش" فإعادة تثقيف الثقافات كمدخل علمى بإعتبار أن الثقافة تلعب أدوارا متعاظمة فى تشكيل أوجه الحياة المختلفة، لا بد من كشف المستور و تحميل المسئولية للذين تسببوا تاريخيا فى طمس هوية الشعب السودانى، كما ان تثقيف الثقافات سيذيد من درجات الوعى بالتنوع و تحويله من عامل سلبى إلى إيجابى يساهم فى إستقرار الوطن بصفة عامة.

    يقول القائد/ يوسف كوه مكى فى اشرطة فديو موثقة انه حتى المرحلة الثانوية من عمره كان يعتقد انه عربيا، و لم يفطن لذلك الا بعد عدد من الممارسات و النعوت التى جاءت من معلميه فى المرحلة الثانوية بالخرطوم، فالسؤال الذى يطرح نفسه كيف و لماذا تشكل هذا الفهم؟ و لماذا انتفض يوسف فى ثورثه و قصيدته المشهورة " إفريقيتى)، فكوه يعلم التنوع الثقافى و يحترمه و ناضل الى ان توفى من جل حقوق الاخرين فى ان يكونوا آخرين، و ليس الاستلاب او الاستعلاء او القهر الثقافى و التهميش باشكاله المتنوعة.
    استطاعت مؤسسات الاسلمة و التعريب القسرى المسيس منذ دخول العرب السودان ان تعمل مدعومة باجهزة الدولة، فى عمل غسل ثقافى مبرمج عبر المناهج التربوية و التناقل و الحكم و المأثورات و تزييف التاريخ و الاحاديث الضعيفة، لتشكيل صورة ذهنية خاطئة تؤكد سمو العنصر العربى، و القصد الاساسى هو تحقيق سيكولوجية الانسان المقهور عبر خلق تراتبية اجتماعية زائفة، فيقال كل من تحدث العربية فهو عربى، فهل ينطبق ذلك على الالمان و الامريكان و كثير من السودانيين؟. عملت تلك المؤسسات بصورة ظاهرة و مستترة فى تنفيذ خططتها فى جبال النوبة لدرجة أقنعت الكثيرين حتى من ابناء النوبة ان النوبة عبارة عن 99 جبل و يتحدثون لغات ممتنوعة و ليس لهم شئ يربط بينهم سواء اللغة العربية!! السؤال الذى يجب طرحه لماذا يحمل كل النوبة اسما و احدا و هو النوبه و يفتخرون به جميعا و كلهم ابناء كوش و فى نفس الوقت جينيا يحبون بعضهم و يدافعون عن ثقافتهم و حضارتهم و ينفعلون مع تراثهم المتنوع حتى اذا لم يفهم البعض لغة الاخر، و لم يدخلون تاريخيا مع بعضهم البعض فى حروبا، فكيف جاءت اللغات المتنوعة فى جبال النوبة و كيف يمكن الرجوع للغة تجمع كل النوبة؟ الاجابة على هذه الاسئلة يعلمها عروبى السودان و علماء الانثروبواوجيا و اللغويات البرطانيين أكثر من النوبة انفسهم الذين انخضع العديد منهم عبر نظرية المؤامرة من قبل مهندسى تلك السياسة بالمركز و من خلال سياسة اضعف و فرق لتسد. فالنوبة الذين صنفهم العلماء الى 10 او 7 مجموعات لغوية هم جميعا ابناء حضارة كوش التى اعتنقت المسيحية لالف سنه (1000 سنه)، و كانوا يتحدثون لغة واحدة الى ان جاءت غزوة عبد الله بن ابى السرح و غزوات اخرى لاحقة فى كردفان فاحتمى النوبة فى هذه الجبال و التى كانت جزء من حضارة كوش الممتدة الى العديد من الدول الافريقية، و لكن غزوات تجارة الرقيق و نهب الثروات التى حاولت تتبع النوبة فى مواقعهم الحالية اصطحبت من يعرفون لغات النوبة اصلا ام تعلما ليقودونهم (لذلك سميوا بال########ين)، بما فى ذلك اشارات و لغات التفاعل الرمزى (شبيه بالاذاعة و توصيل الاخبار فى زمننا هذا)، سواء كان عبر النحاس او الطبول او النيران او الاصوات و التى تستخدم فى الافراح و الاكراه بما فيها غزوات الاعداء و تجار الرقيق، و لكى يقاوم النوبة فكان لا بد حماية انفسهم عبر تطوير لغات محلية تجنبهم شر العدو، فطورت كل مجموعة مفردات اللغة و خاصة المتعلقة بالامن و مع مرور الزمن اصبح هناك تحور فى لغات النوبة التى صنفت الان الى 7 مجموعات اساسية، و ظلت كثير من المصطلحات غير المرتبطة بامنهم مستمرة بشكل موحد او باختلاف بسيط فى النطق و على سبيل المثال (الجمل و العنقريب ...الخ) و هو ما يسهل مهمة مركز لغات جبال النوبة الذى لعب دورا كبيرا فى توثيق لغات جبال النوبة بالحروف اللاتينية، الى البحث لانشاء قاموس يجمع المفردات اللغوية المشتركة وغير المشتركة لانشاء لغة تدرس فى المدارس، مع وجود اللغات المحلية و اللغات الاخرى، و شعب النوبة له من العزيمة و القدرات لتنفيذ ما هو مفيد لشعبهم، و سوف نبذل كل جهدنا مع مراكز الابحاث العالمية و اليونسكو و ادارة الشعوب الاصيلة بالامم المتحدة لفتح منافذ باعتبار ان شعب النوبة واحد من اعظم الشعوب العرقيه ، حيث يرى علماء الانثروبولوجى و خاصة العالم البرطانى تونى بارنيت الذى اجرى دراسات مقارنه فى كل انحاء السودان توصل فيها الى ان اكثر مجتمع قابل للتطور اذا اتيحت له الامكانات اللازمة هو مجتمع جبال النوبة، و رغم أن هذه الدراسة تعد اضافة ايجانية فى الرصيد المعرفى والانسانى العالمى الا ان مركز السلطة فى السودان استخدمها فى تحطيم و تدمير شعب جبال النوبة بكل اثنياته فى كافة المجالات التربوية و الصحية و التنمية و الخدمات و الطرق ...الخ و استمرار الظلم بحرب الابادة الذى ينفذ حاليا و هو مخطط، حتى لا يستقر هذا الشعب و يتعلم و يقوى اقتصاديا و سياسيا و يطالب بصورة جماعية بكل حقوقه بما فيه حق تقرير مصيره.
    مؤسسات الاسلمة و التعريب المسيس فى جبال النوبة:
    حينما حاول الانجليز فى فترة الاستعمار تدريس ابناء جبال النوبة قبل و بعد سياسة المناطق المقفولة باللغات المحلية او اللغة الانجليزية، رفض شماليو السودان الذين تقريوا الى المستعمر بعد ثورة 24 و قبلها اكثر من 22 ثورة فى جبال النوبة تجاهلها كتاب تاريخ السودان و لم يشيرون لها الا فى سطور اختصرت فىثورتى السلطان عجبنا و الفكى على الميرواى، و بالتالى، اصبح مؤسسات المركز و المستعمر اقرب الى بعضهما من حيث اسلوب التعامل مع شعب جبال النوبة، ليخرج مستعمرا برطانيا من الباب و يستمر مستعمرا اسلاموعروبيا ، فما هى مكانيزم الاسلمة و التعريب التى اعتمد عليها المستعمرين الجدد:
    1- مؤسسة التاجر (الجلابى): و الجلابى هو الذى يجلب الخير لنفسه عبر غش وخداع الاخرين و اطلقت على الانتهازيين الشماليين الذى كانوا يستغلون بساطة الناس و استغفالهم لتحقيق مكاسبهم التجارية(كشراء الدجاجة بقرشين و من ثم تلوين الريش و بيع الريشه بقرش!!) و الثقافية و السياسية كمشروع متكامل مع المركز لفرض السيطرة بمستوياتها المختلفة، لذلك تجدهم ينهبون مقدرات الشعب و ثرواته و يعمرون فى شمال السودان، و هذه المؤسسة بفعل دعم المركز و مؤسساته استطاعت ان تتغلل فى المدن و القرى. و كان الغالبية العظمى من النوبة لا يعرفون اللغة العربية ، و كان مداخل كثير من التجار للتقرب و التاثير على المجتمعات هو تعلم بعض او كل لغاتهم المحلية لخلق نوع من الثقة و وسائل اتصال لتحقيق اهداف الاسلمة و التعريب، و دائما ما يستغل التاجر او الجلابى المواطن البسيط فى الشهور التى يفقد فيها الناس مخزونهم الاستراتيجى الموجود فى السويبه او السعيبة (مخزن) فى الفترة من شهر 7- 10 اى فترة ما قبل الحصاد عبر الاستدانة (الجروره) لبعض المسلتزمات الضرورية، و لكى يتحصل الشعب على بعض المستلزمات الضرورية كالشاى و البن و السكر و طحن الذرة لمن تبقى له من عيش، ياتى الاستغلال الاقتصادى و الثقافى المبرمج، حيث ترفع اسعار السلع لدرجة كبيرة، و طالما ان اهل القرية ليس لهم من التجارب التجارية على مستوى القطاعى و الاجمالى يأتى الاستغلال المبالغ فيه من قبل الجلابى، بل انه يستغل فيه بساطة البعض الذين يروجون لانسانيته و اظهاره بمظهر البطل المنقذ فتصل الاستدانه الى اضغاف مضعفة من السعر الرسمى، و احيانا مقايضة خرافية بالمحصول، مما يجعل دوران الاستدانه مستمرا و خاصة لمحدودى الانتاج و قليلى الانتاج لاى اسباب طبيعية كقلة المطر او الجراد او دودة القطن او فشل السمسم ...الخ، و رغم هذا الاستغلال الاقتصادى الا ان الاخطر فى ذلك ان سمعته تزداد بصورة توحى بمظهر المساعد و قد كانت سببا فى ان يقدم المجتمع فى العديد من مناطق غرب السودان بما فيها جبال النوبة الجلابة ليمثلونهم فى البرلمانات و مجالس المدن و الارياف!!!، و الاخطر فى مشروع التعريب المرتبط بمؤسسة الجلابة هو ان الاستدانة (الجرورة) يجب ان تتم عبر تسجيل الاسماء فى دفتر و هو أحد المداخل الاساسية لتغيير الاسماء، حيث يستغل التاجر آنذاك امية اهل القرية فيوحى لهم ان اسماءهم النوبية لا يمكن كتابتها بالعربى (فمثلا اسم امبجو أنقلو) يحول الى محمد على مثلا بغرض استمرار الاستدانه و تمييزه عن الاخرين، و بالتالى يحفظ انبجو اسمه الجديد كمحمد على، و حينما ياتى للمرة الثانية للاستجرار فعليه ان ينطق اسمه الجديد حتى يفتح التاجر صفحته و بالتكرار يحفظ التاجر الاسم و يبدأ فى تحية محمد على و غيره باسمائهم الجديدة، و بعد فتره يبدأ فى نشر اسمه لصاحب الطاحونة و اللورى، و من هنا يثبت الاسم و تبدأ مآساة تغيير الهوية من هنا.
    2- مؤسسة التعليم (المدرسة):
    هذة المؤسسة كانت واحدة من اخطر مؤسسات الاسلمة و التعريب المسيس، فاستغلال رغبة الاباء فى تعويض اميتهم فى الدفع بتعليم ابناءهم رغبة ان يصيروا معلمين او ممرضين او قضاة او ضباط ...الخ، استقبلتها مؤسسة المدرسة بثلاثة اشياء اساسية فى كثير من مناطق جبال النوبة الاولى مرتبطه بتغيير الاسماء و طمس الهوية و الثانية بالتعريب و الثالثةبالاسلمة المسيسة، اذا ان معظم شعب جبال النوبة قبل خمسين سنه فما دون و خاصة فى قراهم لم يتحدثوا العربية الا بعد دخولهم المدرسة، و كثيرين منهم كانوا يدينون بالمسيحية او المعتقدات الافريقية حولتهم مؤسسة المدرسة فى صورة خداعية بان الاسماء العربية مرتبطة بالدين الاسلامى و هو مجافى تماما لتاريخ الاسلام فالرسول محمد كان اسمه محمدا فى الجاهلية اى قبل الاسلام و عمر كان عمرا و ابوبكر كان ابوبكرا و مسيلمه كان مسيلمة، و سلمان الفارسى كان يحمل اسما فارسيا و لم يغير و صهيب الرومى كان يحمل اسما روميا و لم يغير، و حتى صورة الديانات الاخرى كانت تشوه بصورة كبيرة فى تلك المدارس حتى فى الزمن الذى عاصره العديد من اجيالنا، حينما يخرج المسيحيين من حصة التربية الاسلامية و كذلك فى الانشطة التربوبة و فى وجبات الطعام، تجد ان تعامل الاساتذه الشماليين للمسيحيين كان فظا و كثيرا ما يدخلون فى مشادات مع الاساتذة من ابناء المنطقة. و الاخطر من ذلك تماشيا مع قرار مال الدقنية و الهواء الذى كان يفرض على شعب جبال النوبة حتى فترة السبيعنيات، أصدرت توجيهات من المركز لمدراء المدارس و الذين كان اغلبهم من الشمال بالا يتحدث ابناء النوبة فى مدارسهم و داخلياتهم اللغة العربية، مما خلقت هالة و رعب فى وسط اطفال المدارس و جعلت كثيرين منهم يتنازلون عن التحدث بلغتهم و حدث لهم اهتزاز فى هويتهم، و كان هنالك ما يسمى بالعلامة السوداء و هى عبارة عن لوحة خشبية صغيره كان يكتب عليها فى بعض المدارس (حمار) و بها خيط تعلق فى عنق آخر متحدث بلغته و يعرض فى طابور الصباح، و بعد حديث ضابط الطابور يحمل هذا الطفل اربعة و يجلد عشرة جلدات على مرأى من كل المدرسة ليكون عبره و عظه، و هذا غير ترديد ان اللغة العربية هى لغة اهل الجنة، و منافسات و مسابقات و ليالى شعرية تمنح فيها الجوائز و الهدايا. هذا باختصار و بدون تفاصيل كان نوعا من العمل الممنهج. هذا غير ان كلمة نوباى التى كان يرددها بعض المستعربيين الشماليين تطلق لما يسمونهم الاعجام علنا و فى ظهر فصحاء النوبة، فى محاولة للفصل بين النوبة انفسهم فى اطار سياسة فرق لتسد، و لكن العقل الباطن للعروبيين ان النوبة نوبة فى النهاية، و هو ما انطلى على الكثيرين من ابناء النوبة الذين حظيوا بقدر من التعليم و اعتبروا انفسهم و هما بانهم افضل من اخوانهم الاخرين و اقرب الى مؤسسات الجلابة مما سهل من اعادة انتاجهم بما يتناسب مع عقلية الجلابة و يباعدهم ان اهلهم. هذا غير استغلال الاساتذه و التجار و أأمة المساجد و التمرجية للطلاب و اهل القرية فى نفائرهم التكافلية لحرث و حصاد مزراعهم و بناء منازلهم.
    3- مؤسسة المستشفى (الحكيم):
    تاريخيا و لقلة المتعلمين من ابناء جبال النوبة كان سببا ان يكون المساعد الطبى (الحكيم) من شمال السودان، ليخدم منظمومة الاسلمة و التعريب القسرى، فتغيير الاسماء يتم ايضا فى المستشفيات، فالمرضى رجالا و نساء الذين يحملون اسماءا نوبية و نجوا من شرك مؤسسة التاجر و المدرسة سواء لعدم حوجتهم للاستجرار او لم يكن لهم ابناء فى عمر المدرسة او غير راغبين لادخالهم المدارس لسبب ما، فان المرض و خاصة الملاريا و الولادة المتعسرة للنساء تجبرهم للتعامل مع مؤسسة الحكيم، و دفتر الحكيم كان مدخلا لتغيير الاسماء لتلقى العلاج و صرف الجرعات الاسبوعية او الشهرية بحجة ان الاسماء النوبية لا يمكن كتابتها استغلالا لامية الشعب.
    4- مؤسسة الجامع:
    على الرغم من ان الدين لله و الوطن للجميع، الا ان هذا الامر لم يخطر على بال النخب الاسلاموعروبية الشمالية، و التنوع الذى يتحدث الكثيرين عن الاعتراف به و الفشل فى ادارته كلمة حق اريد بها باطل من واقع المشاركة، حيث اتضح اخيرا ان معظم المنظمات الاسلامية و الوكالات الاغاثية الاسلامية هى مؤسسات امنية استخدمت فى تعريب و تشريد و نقل و قتل الكثيرين الذين نعرفهم من اساتذه و موظفين و ممرضين و نعرفهم بالاسماء و من كان وراء قتل من او تشريد او نهب او نقل اسر و سياتى يوم محاسبتهم.
    مؤسسة الجامع فى فترة الخمسين عاما الماضية كانت تعمل بالتنسيق بين مؤسسة التاجر او الجلابى و مؤسسة المدرسة و الحكيم فى تبادل معلومات الاسلمة و التعريب، و كان التاجر هو الاخطر لقربه من الانسان العادى البسيط و التاثير عليه عبر احتياجاته اليومية، فهو راس حربة تغيير الاسماء و الديانات، عبر لعب دور المنقذ و فراج الكرب للبسطاء، فبعد تسمية امبجو بمحمد على، يبدأ فى نعت محمد على بالرجل الطيب و ان اسمه على النبى الكريم، و يدعوه الى زيارة المسجد فى يوم الجمعة، و لان امبجو(محمد) و سكان القرية قد نعتوا التاجر باعتباره حلال الكرب، فتأتى تلبية الدعوة للمسجد مجاملة، فما يحدث داخل المسجد بعد اداء صلاة الجمعة هو ان يقوم التاجر باعلان اسلام امبجو (محمد) ليهلل و يكبر الجميع و تنهال بعض التبرعات و تكثر زيارات اصحاب المشروع الاسلاموعروبى الى دار امبجو محملة بالهدايا، مما يرسل رسالة الى آخرين بان هؤلاء خيريين و هكذا تتم عمليات التعريب و الاسلمة المسيسة، و التى يتبعها ارسال شيوخ الى مناطق و قرى اخرى الى ان دخلت المنظمات الامنية باسم الدين الاسلامى و الاغاثة و بدأت تنفذ مشروعاتها الاسلاموعربية المسيسة بصورة علنية و انتهت بمشوعها الحضارى العنصرى الفاشل.
    نادى الجلابة فى المدن و بعض اجتماعات البيوت فى القرى كانت مدخلا لتقييم دور هذه المؤسسات فى سياسة الاسلمة و التعريب.
    كل ذلك يتم فى غياب تام للوعى كما ذكر الشهيد القائد/ يوسف كوه مكى لدرجة ان المثقفين فى المدن و الذين نال بعضهم قدرا من التعليم كانوا ايضا ضحايا لمشروع الاسلمة و التعريب المسيس، على الرغم ان الناس لهم حرية التعبد و اختيار الدين والاسماء التىتناسبهم بصورة سليمة و غير مضرة بخصوصيات الاخرين.
    قد يستغرب البعض ان مثل هذه الاشياء تمت فى مناطق كثيرة من السودان و خاصة جبال النوبة و لكن هذه هى الحقيقة و الواقع، و ان لا يستغرب الناس ان نظام الانقاذ هو امتداد طبيعى فما بين العلامة السوداء التى كان يكتب عليها حمار و حشرة البشير اكثر من اربعين عاما، تؤكد لماذا يعيش الناس مع شعب يخالف حتى الله و الديانات فى وصف البشر بالحيوانات و الحشرات ألم يكن من الافضل أن يلتفوا حول تقرير المصير، فالانقاذ هى تمومة مشروع عروبى اسلامى متطرف و مسيس و صل الى مرحلة الابادة الجماعية مرتين فى خلال عشرين عاما و المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين. فالنوبة ضحية مؤامرة تاريخية كبيرة فتحليل اس المؤامرة هو المخرج الوحيد لوحدة تجعلهم ينالون حقوقهم و بكل ثتقة و جدارة و اقتدار.
    ونواصل ....
    GogadiAmoga
    محاضر جامعى سابق- باحث و اختصاصى اجتماعى و انثروبولوجى/ أمريكا
    الموافق 1 مايو2012م
                  

06-03-2012, 02:21 AM

فقيرى جاويش طه
<aفقيرى جاويش طه
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 4868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرية المحق تقرير مصير شعب جبال النوبة (1) (Re: فقيرى جاويش طه)

    المؤامرة و الوقوف ضد حق تقرير مصير شعب جبال النوبة (3 و4)
    الاب فلب و الاستاذ يوسف كوه محطات عظيمة لا يمكن تجاوزها فى نضال شعب جبال النوبة
    و هل حققت أكتوبر1964 و ابريل 1985 تطلعات شعب الاقليم
    قراءة تحليلية نقدية
    Gogadi Amoga (أمين زكريا)
    [email protected]
    قد لا يدرى البعض ان نضال شعب جبال النوبة التاريخى من أجل التحرر و تحقيق مكتسبات ايجابية قديم قدم المؤمرات التاريخية التى أشرنا اليها فى مقالاتنا السابقة، و بالتالى يمكن القول ان الثورة و ادبياتها أصبحت مسأله اقرب الى الجينية فى دماء شعب النوبة متى ما توفرت ظروفها المربوطة بالظلم والاستهداف و الابادة، و هى الحلقة المعرفية المفقودة فى قراءة واقع هذا الشعب، الذى يعتقد الكثيرين ان بساطتة او طيبته او أميته، او اعادة انتاج البعض منه او قبولة للاخرين يعنى استغفاله او عدم وعية لنظرية المؤامرة التى تحاك ضدة. ولكن ما يميز شعب جبال النوبة هو قوة الصبر و التحمل و الرد لمن يعاديهم فى الزمان و المكان المحددين، فهو شعب قاد اكثر من 22 ثورة ضد المستعمر لوحده، استطاع ان يقبض أكبر تاجر رقيق فى المنطقة، فقد لا يعرف حتى كثير من النوبة انفسهم ثورة الكواليب و اسماء مثل ######ينو فى ثورة التيرا، و لا حرزاية زكريا و علاقتها بقبض الشين الحبرجك وسيط مؤسسات الجلابة فى تجارة الرقيق، و لايعرفون ثورة تالودى و مدلولاتها الاخلاقية و ثورة شاة و البرام و كرنقو و كجا و كيقا و ثورة هيبان و اطورو و الجبال السته و ثورات المورو و الاجانق و ثورة الدلنج و ثورة كادقلى وتلشى وكاو نارو و تقلى و المندل و الصبى و والى و تيما و جلد و تيمين و اللقورى و كمدا هذا بالاضافة لثورتى السلطان عجبنا و الفكى على الميراوى و الحركة الشعبية لتحرير السودان و التى تجسدت ثورتها فى كل الاقليم بمختلف اثنياته المتنوعة و مواقعه الجغرافية، و لن ينصف مزورى تاريخ السودان نساء ثائرات عظيمات كمندى و كداقلة و كامدرا، اضف الى ذلك الى ان النوبة قد تم استهدافهم بعد أحداث ثورة 1924م التى قادها نوبة و جنوبيين و بعض الشماليين بقيادة البطل على عبداللطيف الذى ينتمى الى اب من جبال النوبة و ام من الدينكا يسانده عبيد حاج الامين، و هى ثورة ذات ابعاد انسانية بمعنى انها لم تكن ذات بعد دينى، مما اعتبرها الانجليز انها ستكون اخطر من المهدية لانها ستجد تاييدا سودانيا متنوع ثقافيا و دينيا و جغرافيا غير مسبوق، مما يساهم فى ذيادة الوعى الجماهيرى لطرد الانجليز و خاصة ان ثورات ضد الانجليز قد اخذت حيزا و هددت مصالح الانجليز قبل قيام حركة اللواء الابيض فى العديد من اقاليم الهامش السودانى المختلفة. و هو ما جعل بعض الرموز الشمالية الاسلاموعروبية تتقرب من الانجليز وتخوفهم و تباعدهم عن الاهتمام بالمناطق المقفوله التى كان الهدف من تلك السياسة و فقا للانجليز هو حماية السكان الاصليين من تجار الرقيق العرب و تعليمهم و المحافظة على تراثهم و ثقافتهم.
    ان تجربة مؤتمر الخرجيين كانت اقصائية اسلاموعربية انبثقت منها الاحزاب الطائفية و التقدمية بسيطرة من ابناء الشمال و الوسط العربى المسلم، وبتقرب الاحزاب الطائفية من بريطانيا و مصر عبر تبادل منافع متمثله فى تعليم ابنائهم و فرض سيطرتهم السلطوية و التجارية مقابل التبعية الاقتصادية و السياسية الدولية، لذلك كان شكل الدولة و تركيبها شائها منذ ما يسمى استقلال السودان حيث نال الشمال العروبى اسلاموى عبر سياسة السودنة عدد 787 وظيفة من جملة 800 و ظيفة بنسبة 98.4% فى حين ان تعداد سكانهم لا يتجاوز 5% من نسبة سكان السودان وفقا لكل التعدادات السكانية الى وقتنا الحاضر، و ظل هذ الوضع الشائه الى وقتنا هذا، و وصل الامر فى ظل سياسة المؤتمر الوطنى الى احتكار وظائف محددة على اساس عرقى معروف فى السودان.
    و الاسوأ من ذلك انه حتى بعد ما يسمى استقلال السودان فان الممارسات الاستعمارية استمرت عبر المستعمرين الجدد و على سبيل المثال ضريبتى مال الدقنية و مال الهواء!! و هو ما قاد ابناء جبال النوبة الى المشاركة بصورة فاعلة فى اكتوبر 1994 املا فى ان تكون الديمقراطيه مخرجا، مما جعل رابطة جبال النوبة بالجبال و اتحاد جبال النوبه بالخرطوم انشاء حزب سياسى باسم اتحاد عام جبال النوبة بقيادة الاب فلب غبوش و آخرين ضم كل كل المكونات الاثنية بالاقليم و حقق فوزا معتبرا فى معظم دوائر الاقليم فى انتخابات عام 1965م، و رغم المجهودات الكبيرة التى بذلت فى انتزاع بعض المكتسبات كمدرسة تلو الثانوية و توسيع مستشفى الدلنج و كادقلى و بعض المدارس و العيادات فى مناطق متفرقة، الا انها كانت دون الطموح، كما ان فرص توظيف ابناء الاقليم على المستوى القومى و جدت معارضة كبيرة من الشماليين و مشروع طريق الابيض الدلنج كادقلى الذى اجيز فى تلك الفترة لم يجد طريقه للتنفيذ غير المؤسس الا فى منتصف السبعينيات، و كذلك إلغاء ضريبتى الهواء و مال الدقنية و هى شبيهه بالجزية بل أسوأ منها تمت فى السبعينيات بعد صراع عنيف. ايضا فلقد خلق اتحاد عام جبال النوبة نوع من الثقة و سط ابناء الاقليم و تحالفات مع احزاب دارفور و جنوب السودان و البجة كالكتلة الافريقية و الكتلة السوداء لتحقيق نوع من الضغط بصورة ديمقراطية من اجل مزيد من المكتسبات للهامش السودانى دون اللجوء الى العنف و استنادا للحقوق المشروعة التى اقرتها الامم المتحدة فى الاعلان العالمى لحقوق الانسان و التى تمثلت بنودها فى الاتى:
    1- يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء.
    2- لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. وفضلا عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي لبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلا أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود.
    3- لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه.
    4- لايجوز استرقاق أو استعباد أي شخص، ويحظر الاسترقاق وتجارة الرقيق بكافة أوضاعهما.
    5- لايعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة.
    6- لكل إنسان أينما وجد الحق في أن يعترف بشخصيته القانونية.
    7- كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة عنه دون أية تفرقة، كما أن لهم جميعا الحق في حماية متساوية ضد أي تميز يخل بهذا الإعلان وضد أي تحريض على تمييز كهذا.
    8- لكل شخص الحق في أن يلجأ إلى المحاكم الوطنية لإنصافه عن أعمال فيها اعتداء على الحقوق الأساسية التي يمنحها له القانون.
    9- لا يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفاً.
    10- لكل إنسان الحق، على قدم المساواة التامة مع الآخرين، في أن تنظر قضيته أمام محكمة مستقلة نزيهة نظراً عادلاً علنياً للفصل في حقوقه والتزاماته وأية تهمة جنائية توجه إليه.
    11- ( أ ) كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئاً إلى أن تثبت إدانته قانوناً بمحاكمة علنية تؤمن له فيها الضمانات الضرورية للدفاع عنه.
    ( ب ) لا يدان أي شخص من جراء أداة عمل أو الامتناع عن أداة عمل إلا إذا كان ذلك يعتبر جرماً وفقاً للقانون الوطني أو الدولي وقت الارتكاب، كذلك لا توقع عليه عقوبة أشد من تلك التي كان يجوز توقيعها وقت ارتكاب الجريمة.
    12- لا يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو لحملات على شرفه وسمعته، ولكل شخص الحق في حماية القانون من مثل هذا التدخل أو تلك الحملات.
    13- ( أ ) لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة.
    ( ب ) يحق لكل فرد أن يغادر أية بلاد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليه.
    14 - ( أ ) لكل فرد الحق في أن يلجأ إلى بلاد أخرى أو يحاول الالتجاء إليها هرباً من الاضطهاد.
    ( ب ) لا ينتفع بهذا الحق من قدم للمحاكمة في جرائم غير سياسية أو لأعمال تناقض أغراض الأمم المتحدة ومبادئها.
    15- ( أ ) لكل فرد حق التمتع بجنسية ما.
    ( ب ) لا يجوز حرمان شخص من جنسيته تعسفاً أو إنكار حقه في تغييرها.
    16- ( أ ) للرجل والمرأة متى بلغا سن الزواج حق التزوج وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب الجنس أو الدين، ولهما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند انحلاله.
    ( ب ) لا يبرم عقد الزواج إلا برضى الطرفين الراغبين في الزواج رضى كاملاً لا إكراه فيه.
    ( ج ) الأسرة هي الوحدة الطبيعية الأساسية للمجتمع ولها حق التمتع بحماية المجتمع والدولة.
    17- ( أ ) لكل شخص حق التملك بمفرده أو بالاشتراك مع غيره.
    ( ب ) لا يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفاً.
    18- لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة.
    19- لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.
    20- ( أ ) لكل شخص الحق في حرية الاشتراك في الجمعيات والجماعات السلمية.
    ( ب ) لا يجوز إرغام أحد على الانضمام إلى جمعية ما.
    ا 21- ( أ ) لكل فرد الحق في الاشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلاده إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون اختياراً حراً.
    ( ب ) لكل شخص نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة في البلاد.
    ( ج ) إن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة، ويعبر عن هذه الإرادة بانتخابات نزيهة دورية تجري على أساس الاقتراع السري وعلى قدم المساواة بين الجميع أو حسب أي إجراء مماثل يضمن حرية التصويت.
    22- لكل شخص بصفته عضواً في المجتمع الحق في الضمانة الاجتماعية وفي أن تحقق بوساطة المجهود القومي والتعاون الدولي وبما يتفق ونظم كل دولة ومواردها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والتربوية التي لاغنى عنها لكرامته وللنمو الحر لشخصيته.
    23- ( أ ) لكل شخص الحق في العمل، وله حرية اختياره بشروط عادلة مرضية كما أن له حق الحماية من البطالة.
    ( ب ) لكل فرد دون أي تمييز الحق في أجر متساو للعمل.
    ( ج ) لكل فرد يقوم بعمل الحق في أجر عادل مرض يكفل له ولأسرته عيشة لائقة بكرامة الإنسان تضاف إليه، عند اللزوم، وسائل أخرى للحماية الاجتماعية.
    ( د ) لكل شخص الحق في أن ينشئ وينضم إلى نقابات حماية لمصلحته.
    24- لكل شخص الحق في الراحة، وفي أوقات الفراغ، ولاسيما في تحديد معقول لساعات العمل وفي عطلات دورية بأجر.
    25- ( أ ) لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته، ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة، وله الحق في تأمين معيشته في حالات البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظروف خارجة عن إرادته.
    ( ب ) للأمومة والطفولة الحق في مساعدة ورعاية خاصتين، وينعم كل الأطفال بنفس الحماية الاجتماعية سواء أكانت ولادتهم ناتجة عن رباط شرعي أو بطريقة غير شرعية.
    26- ( أ ) لكل شخص الحق في التعلم، ويجب أن يكون التعليم في مراحله الأولى والأساسية على الأقل بالمجان، وأن يكون التعليم الأولي إلزامياً وينبغي أن يعمم التعليم الفني والمهني، وأن ييسر القبول للتعليم العالي على قدم المساواة التامة للجميع وعلى أساس الكفاءة.
    ( ب ) يجب أن تهدف التربية إلى إنماء شخصية الإنسان إنماء كاملاً، وإلى تعزيز احترام الإنسان والحريات الأساسية وتنمية التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات العنصرية أو الدينية، وإلى زيادة مجهود الأمم المتحدة لحفظ السلام.
    ( ج ) للآباء الحق الأول في اختيار نوع تربية أولادهم.
    27- ( أ ) لكل فرد الحق في أن يشترك اشتراكاً حراً في حياة المجتمع الثقافي وفي الاستمتاع بالفنون والمساهمة في التقدم العلمي والاستفادة من نتائجه.
    ( ب ) لكل فرد الحق في حماية المصالح الأدبية والمادية المترتبة على إنتاجه العلمي أو الأدبي أو الفني.
    28- لكل فرد الحق في التمتع بنظام اجتماعي دولي تتحقق بمقتضاه الحقوق والحريات المنصوص عليها في هذا الإعلان تحققاً تاما.
    29- ( 1 ) على كل فرد واجبات نحو المجتمع الذي يتاح فيه وحده لشخصيته أن تنمو نمواً حراُ كاملاً.
    ( ب ) يخضع الفرد في ممارسة حقوقه وحرياته لتلك القيود التي يقررها القانون فقط، لضمان الاعتراف بحقوق الغير وحرياته واحترامها ولتحقيق المقتضيات العادلة للنظام العام والمصلحة العامة والأخلاق في مجتمع ديمقراطي.
    ( ج) لا يصح بحال من الأحوال أن تمارس هذه الحقوق ممارسة تتناقض مع أغراض الأمم المتحدة ومبادئها.
    30- ليس في هذا الإعلان نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه.
    فشعب جبال النوبة وغيرهم من الشعوب المهمشة كان نضالهم التاريخى متماشيا مع الحقوق الواردة فى ميثاق الامم المتحدة و الاعلان العالمى لحقوق الانسان، و لكن العقلية الثقافية الاقصائية المتحجرة لاصحاب المشروع العروبى اسلاموى المتطرف ، تعمد فى انتاج الازمات، فالعقل لا يزدهر إلا بمقدار ازدهار الثقافة التي ينشأ عليها، فهي رحم العقل وهي قالب العواطف وموجه السلوك، فالجنين يحتضنه رحم أمه في فترة التخلق فيمده بما يغذيه وينفعه ويحتاج إليه، أما حين يغادر الفرد هذا المكان فإن رحم الثقافة يستقبله ويصوغه ليس دائماً بما هو أصح وأنفع، وإنما هي قوالب ثقافية تتوارثها الأجيال آلاف السنين وهي قد تكون قوالب عمياء وقد تكون بصيرة، إنها قوالب متنوعة وجاهزة يتشكل بها كل من تقذف بهم الأرحام إلى الدنيا. إن الثقافة تصوغ الفرد دون اختياره فيتشكل عقله ووجدانه بما يلائمها لا بما يلائم الفرد، انها تنقل الفرد من حالة الطبيعة القابلة لأية صياغة إلى نمط محدد من الأنماط الثقافية وبذلك يخرج من حالة القابلية الهلامية وينتقل إلى شكل محدد من أنماط العقل فيكتسب طبيعته الثانية الأكثر استقراراً وثباتاً، ويبقى أسيرا لها في الغالب طول حياته وذلك سواء كان عبر التنشئة الاجتماعية الرسمية او غير الرسمية. فالثقافة مستقلة عن الأفراد إنها الرحم الذي تتخلق به العقول وتصاغ العواطف وتتحدد الاتجاهات وتتكون الاهتمامات، إنها ذلك الاطار المرجعي الضاغط والجامع الذي يصاحب الأفراد منذ ولادتهم ويستمر معهم أو يستمرون معه إلى يوم وفاتهم لا يخرجهم منه تعليم ولا عمل ولا يخفف سلطانه سفر ولا انتقال ولا تجدي للفكاك من أسره شهادات عليا. أما المفتاح الوحيد الذي يعيد للفرد ذاته فهو امتلاك العقل الناقد الذي يتيح للفرد أن يراجع محتويات ذهنه ويعيد فحص عاداته وطريقة تفكيره فيبني وعيه بنفسه ويتحمل مسؤولية تكوين رؤاه ومواقفه وسلوكه، إن ذهن الفرد ليس ملك صاحبه وإنما هو ملك الثقافة التي صاغته إنه محاصر من حيث لا يدري فينشأ مغتبطاً بهذا الحصار الذي لا يحس به لذلك فإن أول وأهم واجبات الفرد أن يضطلع بمسؤوليته عن واقعه وعن مصيره وأن يستعيد ذاته ويشيد وعيه بنفسها، لذلك المعاد انتاجهم و المغسولين ثقافيا هم الاكثر ضررا لشعبهم، انهم يصدقون خصومهم و يشوهون اخوتهم، انهم يضعفون انفسهم ويقون اعدائهم، انهم يقتلون مفكريهم و ينحنون لجلاديهم، ولكن الفرد لن يضطلع بهذا العبء الاستدراكي الثقيل إلا إذا زالت غبطته بما هو عليه وأدرك أنه مختطف العقل والوجدان وأن قناعاته وعواطفه ليست من ابداع وعيه وإنما هي سابقة لبزوغ هذا الوعي، انه بهذا الاكتشاف المتأخر لعمليات التشكيل التلقائية والمخططة التي صاغت عقله ووجدانه يكون قد قطع نصف المسافة إلى استعادة ذاته ويبقى عليه أن يواصل بناء قناعاته بنفسه، وأن يتحرى الحقيقة ويلتزم بها حيثما كانت وأن يتقبلها من مصادرها الاصلية، و ان يحكم عقله و ليس عاطفته، و ان ينظر الى امامه ومستقبل شعبه باعينه و ليس باعين الاخرين. لهذا فان التحليل و النقد و المواجهه هو المخرج الوحيد للازمة الاخلاقية التاريخية فى هذا البلد الذى يسمى السودان، و ان لم تجد المعالجات الناجعة عبر احترام قدسية التنوع و التعامل معها و اقعيا فى كل المستويات فلن يكون مجالا لوحده و لا نيل للحقوق، فالدفاع عن التنوع الثقافي واجب أخلاقي لا ينفصل عن احترام كرامة الإنسان. فهو يفترض الالتزام باحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وخاصة حقوق الأشخاص المنتمين إلى الشعوب الاصلية. ولا يجوز لأحد أن يستند إلى التنوع الثقافي لكي ينتهك أو يحد من نطاق حقوق الإنسان التي يضمنها القانون الدولي، و الا فان حق تقرير المصير حق انسانى لشعب جبال النوبة كفلته له العهود و المواثيق ايضا.
    ظل الاب غبوش ورفاقه يناضلون عبر طرق متنوعة حققت نجاحات سياسية، و لكن اهم ما فيها انها نبهت شعب جبال النوبة الى حجم المؤامرة و وعتهم بخطورتها اذا لم يتوحد هذا الشعب و يلتف حول قضاياه، و قد عمل الاب غبوش على خلق موطأ قدم لشعب جبال النوبة مع الانانا فى جنوب السودان، و قد كان النقيب جون قرنق ديمبيور احد المتحمسين لمشاركة النوبة آنذاك، الا ان توقيع اتفاقية اديس ابابا فى مطلع السبعينيات اجلت المشاركة العسكرية مع جنوب السودان، و واصل الاب غبوش محاولاته عبر عدد من الثورات ظل يصفها العنصرين الاقصائيين بالمحاولات الانقلابية العنصرية و فى نفس الوقت يصفون محاولاتهم بالثورات حتى و لو كانت فاشلة!!.
    و هنا كان دور الشباب مهما فى مواصلة المسيرة النضالية بعد ان تأكد لشعب جبال النوبة ان التركيبة الثقافية الخاطئة و الاقصائية المتعمدة لعروبيي و مسلمى الشمال فى المركز، لن تتغير، كانت فكرة الكمولو لرفع الوعى الشعبى بحقوق المواطنة التى اقرتها الامم المتحدة او حتى الشائهة و الموضوعة فى القوانيين و الدساتير السودانية بغرض الزينة و التبرير فى انها جيدة و لكنها غير مطبقة، و هذه المسرحية منطلية على الجميع بما فى ذلك الدستور الانتقالى لنيفاشا. حيث برزت شخصيات شبابية ذات رؤى متفتحه كان من بينهم القائد يوسف كوه مكى، الذى لعب دورا كبيرا مع رفاقه عبر كل المؤسسات المتاحة فى زيادة مستوى وعى الشعب بحقوقه، و كان منفستو كوملو متصالحا مع التنوع و رفع مستوى الوعى الجماعى بقضايا الاقليم، و بظهور الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان بقيادة الدكتور العقيد/ جون قرنق فى 1983م، ظل الكوملو الذى تكونت لقيادته قناعة بضرورة النضال المسلح، ظل يرصد الخطاب السياسى للحركة الشعبية لتحرير السودان فى صمت و لمدة عام، حيث وجد تطابقا فى الرؤى و الافكار، قادت قيادة الكوملو الى اتخاذ قرار تاريخى للانضمام للحركة الشعبية لتحرير السودان، و على الرغم من اننا كنا الاصغر سنا و الاقل خبرة الا اننا كنا نعلم تفاصيل الخطاب و المكان و الاشخاص الذين صاغوه و كيفية المشاركة مع الرفاق فى جنوب السودان، و كان الاستاذ يوسف كوه مكى هو الشخص المكلف بايصال الخطاب للترتيب لبداية الثورة، و من دون تفصيل ان الهدف الاساسى كان هو تحقيق تطلعات و آمال شعب الاقليم، و كانت رؤية السودان الجديد المخرج لحل مشاكل السودان. جاءت ابريل 1985م و كان لغضب شعب جبال النوبة من نظام نميرى دافع كبير فى الخروج باعداد كبيرة و مؤثرة ادت مع الاخرين لانهاء حكم نميرى، و حتى لا يكون هناك فراغا سياسيا انشأ الاب غبوش مع العديد من ابناء الاقليم و بعض ابناء دارفور و جنوب السودان الحزب القومى السودانى، و الذى رغم محدودية امكانياته فقد استطاع ان يفوز فى معظم الدوائر الجغرافية فى الاقليم، و حقق تقدما جديدا فى فوز الاب فلب فى دائرة الحاج يوسف بمساعدة قوى الهامش السودانى، و حقق المركز الثانى و الثالث فى عشرات الدوائر على مستوى السودان و كان ترتيب الحزب الرابع فى البرلمان على مستوى السودان، الا ان اى تقدم سياسى على مستوى الاقليم يواجه بشراسة مركزية و خاصة من قبل الاحزاب الطائفية فكان تسليح المليشيات و غيرها من المؤمرات التى سنتطرق لها لاحقا.
    عموما استطاع القائد الاستاذ/ يوسف كوه مكى و رفاقه على الصعيد السياسى و العسكرى فى الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان من توحيد ابناء جبال النوبة فى المناطق المحررة و النضال من اجل تحقيق اهداف شعب جبال النوبة ورؤية السودان الجديد، و ان ذاك النضال لم يكن مفروشا بالورود و سوف نتطرق لذلك فى حلقة بعنوان اهمية دعم ابناء جبال النوبة الحركة للشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان.
    رغم اننا كتبنا مقالات عديدة عن الاب فلب و الاستاذ يوسف كوه تناولت مساهمتهما التاريخية الكبيرة فى تشكيل الوعى الثورى لشعب جبال النوبة، لا نريد تكرار ذلك، فالتاريخ جدير ان ينصفهما، و لكننى قصدت افراد هذه الحلقة المختصرة للتأكيد على رمزيتهما، وقدرتهما فى قيادة شعبهما فى ظروف حرجة و صعبة من تاريخ السودان، فتحت آفاقا لنضال ثورى سيستمر الى ان يحقق شعب جبال النوبة اهدافه العليا و التى احداها حق تقرير المصيرالذى لم يتردد الاب فلب و الاستاذ كوه فى المطالبه به بعد ان تأكد حجم المؤامرة التاريخية التى يحيكها مركز السلطة الاسلاموعروبى عبر سياسة فرق لتسد التى ينفذها و كلائهم المعاد انتاجهم او ربائبهم الذين يريدون تحقيق اهدافهم الذاتية و بطولاتهم الزائفة عبر نضالات شعب جبال النوبة.
    رغم الابادة العرقية التى يتعرض لها شعب جبال النوبة و شعوب اخرى يظن الكثير من معارضى النظام الشمالين الذين يتراوحون بين مهادنة النظام و دعمه و اجراء صفقات علنية و سرية معه كما كشفها قيادى فى المؤتمر الوطنى، بالاضافة الى توزيع الادوار بين المشاركة فى الحكومة و تغبيش دور المعارضة الهشة و اختراق ما يمكن اختراقه من الحركات الثورية فى الهامش، و رغم ذلك فانهم يناورون بالخروج للمظاهرات يريدون استغلال ابناء جبال النوبة الذين يؤدون دورهم العسكرى و السياسى سواء كان فى الميدان فى هزيمة النظام عسكريا و سياسيا و اقتصاديا و اعلاميا و فى المحافل الدولية، ولهم الريادة فى ذلك، و ما تبقى فى الخرطوم من مظاهرات و غيرها لاسقاط النظام يجب ان تكون القيادة فيه للتنظيمات و الاحزاب الشمالية و مؤسساتها، و من ثم فان الدعم الطلابى و الشبابى و النسائى و جماهير الهامش بمن فيهم شعب النوبة سيكون مكملا و معجلا برحيل النظام، ولعل شعب النوبة يستخدم نفس نموذج اجابة د. جون قرنق لاحزاب التجمع الوطنى الشمالية حينما طالبته ان يضغط بعدم تطبيق الشريعة الاسلامية فى الشمال ( التى يطلقون عليها دلعا الغاء قوانيين سبتمبر)، فرد لهم انه يتفق معهم الا انه فى وضعية الشمال فعليهم ان يتقدموا الصفوف و انه (اى قرنق) فى هذه الحالة سيقود من الخلف. ففى حالة ان احزاب الشمال فى محاولاتها استخدام الوسائل النضالية الاخرى كالمظاهرات و الاعتصامات و الاضراب لاسقاط النظام عليها ان تتقدم الصفوف، فلا نريد ان يكون شعبنا دروعا لتحقيق اهداف انتهازيى الاحزاب الشمالية، و قبل هذا و ذاك ما هى معايير ونصيب المشاركة دستوريا فى كافة المستويات سواء كان فى السلطة او الثروة او الادارة او السلك الدبلوماسى و القضاء و الاعلام و التربية و التعليم او الترتيبات الامنية و الشركات ...الخ. ان شعب جبال النوبة للذين لا يدرون انه اذا قرر ان يفعل عملا عن قناعة فعله و سينجحه، و ان اسهاماتهم كانت كبيرة فى مظاهرات أكتوبر 1964م، و ابريل 1985 م و كذلك على المستوى العسكرى الذى امن لانجاح تلك الانتفاضات، و لكن العائد كان ضعيفا بما فيه الاعلامى، حيث تسابق الشماليين للكراسى الانتقالية و حبك الترتيبات الانتخابية و المؤمرات لكى يستمروا فى السلطة باسم الديمقراطيات الهشة، فشعب جبال النوبة لدغ من هذا الجحر مرتين، و لذلك فان مصلحة نضالهم اصبحت مربوطة بحياتهم بالدرجة الاولى التى تتعرض للابادة من نظام المؤتمر الوطنى، و من ثم حقوقهم الاخرى اى بمعنى آخر ما ورد فى الميثاق العالمى لحقوق الانسان وغيرها، فى حين ان اولوية الاحزاب الشمالية هو المشاركة السياسية و الديمقراطية دون معالجة جزور المشكلة السودانية بصفة عامة و قضية شعب جبال النوبة بصفة خاصة، و هو ما ستنتاوله لاحقا فى هل الانقاذ امتداد طبيعى لاحزاب السودان التقليدية؟. لذلك تظل مشكلة شعبنا تدور فى دوائر مفرغة غير مبرره بين ديمقراطيات غير ناضجة وغير جادة و مجهضة من انقلابات عسكرية و بين عسكرين يأتون باسم السلام و لكنهم يؤججون نيران الحروب الابادية.
    نعود الى ما تمخض عن أكتوبر 1964 و ابريل 1985، انه رغم المشاركة الفاعلة لشعب النوبة فى المظاهرات لقذف تلك الدكتاتوريات الى مذبلة التاريخ، الا ان السؤال الذى ردده الاب فلب غبوش للدكتور حسن الترابى فى الستينيات حول الشريعة الاسلامية ما زال يراوح مكانه حتى الان، و ان ضريبة الدقنية و مال الهواء لم ترفع عن شعب النوبة من داخل البرلمان، و ان المشاركة الادراية و الدبلوماسية ...الخ وجهت بصد كبير فى فترتى ما يسمى بالديمقراطية، بل ان كبت الحريات و صل الى مرحلة لا يمكن تصورها، حيث تم اعتقال نوابا برلمانيين من جبال النوبة فى الديمقراطية الهشة فى الثمانينات بل ان اعتقالات و قتل و نقل و رفت و تشريد عدد كبير من ابناء جبال النوبة قد تم جزء كبير منه فى فترة ما يسمى بالديمقراطية الثالثة، بل ان فكرة الدفاع الشعبى و مصطلحات كالطابور الخامس قد تمت فى نفس الفترة و استمرت فيها الانقاذ بصورة اكثر تطرفا و صلت الى مرحلة الابادة العرقية. لذلك فان النوبة قد وعوا لدرجة انهم لن يكونوا ادوات تستخدم ضد مصالحهم الاستراتيجية، و ما لم يكن هناك عقد اجتماعى سياسى و دستور متفق عليه عبر مناقشة قضايا شعب جبال النوبة عبر مؤسساتهم التى تدافع عنهم عسكريا و سياسيا و منظماتهم دوليا، يراعى فيه وزن الاقليم الجغرافى الذى هو فى حجم دولة اسكتلندا و تعداده السكانى الذى يقدر باربعة مليون و نصف فى الاقليم و ما يقارب مليونيين بالخرطوم و حوالى مليونيين فى بقية انحاء السودان و هذه التقديرات التى تمت بصورة مدروسة تشمل جميع مكونات الاقليم و تؤكد تميز الاقليم سكانيا على مستوى السودان، كما ان ثرواته البترولية تشكل المصدر الاساسى لبترول السودان بعد انفصال الجنوب هذا بالاضافة الى البترول و اليورنيوم و الذهب و الحديد و غيرها من المعادن التى لم تستخرج بعد، اضافة للثروة الحيوانية و الزراعية و الغابية و السياحية، و فوق ذاك الثروة البشرية الغنية بتنوعها الثقافى المميز، و بالتالى ما لم يتم اعادة هيكلة الدولة السودانية و اعطاء شعب جبال النوبة تمييزا ايجابيا فى التنمية و الادارة و الخدمات و السلطه و الترتيبات الامنية، فان حق تقرير المصير هو الحل الوحيد لان يعيد الشعب كرامته و يعيش شعبه كمواطنيين من الدرجة الاولى فى وطنهم. لم يعد شعب جبال النوبة ادوات تستخدم لخدمة مصالح المركز، فالذين يرون ان من يكسب شعب النوبة فانه يكسب الصراع فى السودان كما اشار الى ذلك غازى العتبانى، نقول لشعب اقليم جبال النوبة آن الاوان ان تكسبوا انفسكم عبر وحدتكم لكى تحققوا طموحات شعبكم.
    و نواصل ...
    Gogadi Amoga
    محاضر جامعى سابق- باحث اجتماعى و انثروبولوجى/ امريكا
    الموافق 5 مايو 2012م
                  

06-03-2012, 02:26 AM

فقيرى جاويش طه
<aفقيرى جاويش طه
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 4868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرية المحق تقرير مصير شعب جبال النوبة (1) (Re: فقيرى جاويش طه)

    نظرية المؤامرة و الوقوف ضد حق تقرير مصير شعب جبال النوبة (5)
    قراءة تحليلية نقدية
    هل الانقاذ امتداد طبيعى للاحزاب التقليدية فى المحافظة على دورة الصفوة مع تفاوت درجة التطبيق و التطرف؟
    Gogadi Amoga (أمين زكريا)
    [email protected]
    فى الحلقة السابقة أشرنا الى نظرية المؤامرة التاريخية ضد شعب جبال النوبة فيما قبل ما يسمى باستقلال السودان و بعده سواء عبر الانقلابات العسكرية او ما يسمى بالديمقراطيات، فالبرلمانات و المشاركة السياسية او الانقلابات العسكرية التى تسلمها الاحزاب السياسية للعسكر او تتراخى فى التصدى لهم كانت جزء من لعبة سياسية لها فصولها، فعبود فى نوفمبر 1958م سلمت السلطة له من قبل الاحزاب الطائفية و سلمها لهم فى أكتوبر 1964م، و نميرى سلمت له بعد تراخى فى مايو 1969، ليستلمها سوار الذهب فى ابريل 1985م ليقوم بتسليمها للاحزاب الشمالية فى 1986، و من ثم تتراخى هذه الاحزاب و تسلتمها الانقاذ فى يونيو 1989م، و هذا الامر يشبه الى حد ما دورة الصفوة التى أشار اليها عالم الاجتماع الايطالى فلفريدو باريتو برواسبها و مشتقاتها، و لذا فان مبرر ان الديمقراطيات لم تنضج قول مردود على مردديه لانها لا يمكن ان تستمر و تحمى جماهيريا فى ظل العقلية و الثقافة الاسلاموعروبية شمالية الاقصائية التى لم تعالج جذور المشكلة السودانية، بل ان جل تفكيرها منصب فى تامرها ضد الهامش و الاطراف و استخدامهم عبر مكانزيمات محددة لاستمرار تلك السيطرة، و من اراد ان يقنع نفسه من ابناء الهامش المعاد انتاجهم او الارزقية و خاصة بعض الاقلية من ابناء جبال النوبة بان تلك الانظمة سيرجى منها فانهم سيظلون مغيبيين الى مماتهم، و سيكونون باستمرار كمبارسا فى هذه الدائرة المغلقة سياسيا، و ما لم تتغير تلك العقلية الثقافية المركزية المضلله، فان السودان بعد ارتفاع درجة الوعى فى الاطراف سينقسم الى دويلات. و ربما يتساءل البعض لماذا تقوم بعض المحاولات الانقلابية من بعض الشماليين و خاصة فى فترتى مايو و الانقاذ؟، فنميرى الذى كان يعتقد بانه ربيب بيت انصارى كانت الطائفية تعتقد انه لا يمتلك سندا سياسيا و يمكن الانقضاض عليه بالضغط السياسى ليسلم كما فعل عبود او عبر انقلاب عسكرى باعتبار ان لهم قيادات كبيرة و ولاءات داخل الجيش، فغدر بهم نميرى فى احداث ود نوباوى و الجزيرة ابا فى مطلع السبيعنيات التى راح اغلبية ضحيتها الغرابة، و من ثم محاولة هاشم العطا فى السبيعنيات التى اعتبرتها الاحزاب الشمالية الطائفية و الدينية التى طردت الشيوعيين من داخل البرلمان انهم بضعفهم اذادوا ضعفا حينما استهدفهم نميرى بعد ان كانوا يده اليمنى. و ما ان احست الاحزاب الشمالية ان نميرى استمرأ حلاوة السلطة و بدأ يفكر فى استمرار ابدى، بدأت محاولات متعددة و كانت محاولات الاسلاميين بقيادة حسن حسين و عدد من ابناء الغرب وخاصة كردفان، فشلت و انتهت بمقتل حسن حسين و عدد من ابناء الغرب، و زج عدد كبير من ابناء الغرب فى السجون و نفى بعضهم بطريقة ما بعد انتهاء فترة سجنهم، و من ثم كانت محاولت ما يسمى بالجبهة الوطنية (التى سماها نميرى بالمرتزقة) بقيادة محمد نور سعد، حيث كان معظم مكونها القتالى من ابناء غرب السودان و دارفور بالتحديد، يلاحظ ان معظم المحاولات المذكورة وغيرها يكون فيها حطب النار و وقودها هم ابناء الهامش و الغرابة، و ان نجحت فسيأتى اولاد البحر لذلك انطبق مفهوم الجلابة السياسى عليهم (لانهم يجلبون الخير لانفسهم على حساب نضال الاخرين)، و هذا الامر مستمر الى و قتنا هذا، ففى الوقت الذى تدفع الاحزاب الشمالية سابقا الغرابة و غيرهم من ابناء الهامش فى وجه مدافع المعركة تجدهم يعقدون صفقات المشاركة مع الانطمة الدكتاتورية فى البحار، و ينصبونهم أأمه للسودان و يرسمونهم فى المال و يضعون قواننين سبتمبر المستهدفة للضعفاء و المتغاضية عن افاعيل الياقة البيضاء، و حينما تنقلب الدائرة يسمون عملاء نفس النظام الذى هم جزء اساسى منهم بالسدنة و مهربى الفلاشا، و يعقدون المحاكم الصورية بعد ابريل 1985م التى لم تقود القتلة لحبال المشنقة ولا حتى للسجون!!، و مع الاسف الشديد فان الحزب الشيوعى الذى كانت له مواقف خاصة بعد طرده من البرلمان فى الستينيات، تحولت تلك المواقف الى عروبية وخاصة فى فترة الانقاذ الاخيرة، بمعنى انه روض فى ظل سياسة تبادل الادوار و تحقيق المصلحة الشمالية الكبرى. و ما ذكره الكتاب الاسود فى المفاصلة ما بين القصر و المنشية فى عام 1999م كانت احصاءات و ارقام واقعية و لكنها لم تشير بصورة تحليلية نقدية للمشروع الاسلاموعروبى الشمالى و خطورة استمراره على وحدة السودان. و فى هذا المجال سنتعرض لاجتماع شهيرعقده الدكتور مجذوب الخليفة فى التسعينيات فى استراحة و زارة الزراعة بشندى و الذى كان خاصا بابناء الشمالية فى كل الاحزاب السياسية و حضرة أحد ابناء شمال كردفان الذى كان اسلاميا و منظما منذ ان كان طالبا ثانويا الى ان تخرج مهندسا زراعيا، و حضر الاجتماع بدعوة اعتقادا منه ستناقش قضايا تنظيمية هامة، ، وبعد التكبير و التهليل، بدأ الخليفة حديثه مشيدا بحضور ممثلى كل التنظيمات و الاحزاب، موضحا ان الانقاذ جاءت من اجلكم و عليكم الوقوف معها، مطالبهم بخلع جلاليبهم الحزبية و لبس جلباب الشمال، مشيرا ان الانقاذ جاءت من اجل الشمال، ذاكرا ان ما يا يسمى بالديمقراطية لن يحقق طموحاتهم و ان الاحزاب الطائفية كانت فى السابق ترسل اسماء مرشحين شماليين( ليس اشخاصا) زمن الانتخابات من الخرطوم الى الجزيرة ابا و كردفان و دارفور و النيل الازرق و شرق السودان، ليفزونهم ارضاءا لاسيادهم الذين يخدعون بالتبرك على احذيتهم و اثارها و ماء و ضوءهم، ذاكرا انه رغم استمرار تمسك البعض فى تلك الاقاليم بالاحزاب الطائفية الا ان ارتفاع مستوى وعيهم النسبى قادهم فى انتخابات 1986م الى انتخاب ابنائهم باستثناء الجزيرة ابا، و بالتالى رغم سيطرة العنصر الشمالى على مفاصل الدولة كانت سيطرة الغرابة على البرلمان و الوزارات لها اثرها الكبير فى القرارات التى لم يمكن سهلا تمريرها لخدمة شمال السودان، أما الانقاذ و الحديث ما زال لمجذوب الخليفة فانها المسيطرة على المجلس الوطنى الانتقالى و تمرر القرارات بنعم لكل الاعضاء، و المالية تحت سيطرة الانقاذ لتمرير كل ما يطلبه الشمال من تنمية و الاعلام فى يدهم لتضليل كل متشكك بان عمران الشمال من ابنائهم المغتربين مع اننا نعلم ان بعض المقتربين عاجزين حتى عن بناء غرفه، مشيرا الى انجاز طريقى الانقاذ الغربى و الشرقى و الكبارى و السكه حديد و المستشفيات و المطارات و المصانع و الشركات و ثلاثة جامعات مكتملة الكليات فى ولايتن عدد سكانهما اقل من ولاية واحدة فى غرب السودان، و لهم فوق ذلك حق المنافسة على مستوى الجامعات الولائية و بالعاصمة و لهم نسبة 20% للقبول فى التمييز الاقليمى لكل جامعة وسياسة التعريب قصد بها فرض امر واقع فى التعليم على الجنوبيين و النوبة و الدارفوريين و غيرهم و ان سياسة التعليم العالى قصدنا بها تركيز كليات فى تلك الاقاليم الطرفية للتربية تخرج خرجيين متشربين باللغة العربية و لا يستطيعون المنافسة عن قناعة فى سوق العمل الدبلوماسى و شركات البترول و المنظات الدولية و غيرها، و ان التدريب و التأهيل و الدراسات العليا على المستوى الداخلى و الخارجى تتم السيطرة عليها و تكون الاولوية فيه لابناء الشمال، هذا غير الوظائف و القروض و الهبات التى يتحكمون فيها، محذرا انه من اراد ان يركب رأسة و يسير فى جوغة المعارضة فهذا يعنى انه ضد المصالح العليا لاهله و سوف نتصدى له بكافة الوسائل، و ما كان من ابن كردفان المخموم بالمشروع الحضارى الزائف الا ان لملم اطرافة و عاد الى قريته فى كردفان معلما بمرحلة الاساس كشئ يمكن ان يقدمه لاهله فى حدود امكاناته كما يفعل الاخرون.
    بالاضافة الى المثال المذكور نستشهد بتعليق اخذناه قريبا بالنص من صحيفة سوادنيز اون لاين الالكترونية فى يوم 17/1/2012م من احد المعلقين من ام درمان الذين صحى ضميره اثناء حملة الابادة العرقية ضد شعب جبال النوبة قائلا:
    ( سودانى امدرمانى منذ 15 ساعة 17 دقيقة
    قول الحقيقة واجب ومطلب دينى ولذلك الحق يقال فى حق النوبة ان يقرروا مصيرهم لأنقاذ ما تبقى من ش**** الذى دفع فاتورة استقلال السودان بكثرة ثورته ضد التركية والانجليز وفاتورة مشروع دفاع السودان المتمثل فى بناء المؤسسة العسكرية الوطنية التى تحولت بعد تمرد النوبة الى مؤسسة ح******ة ت****ر وتدافع عن قضايا عرقية ودينية فى عالم العروبة ، و ان الحقيقه التى اريد ان اقولها قبل مماتى ان احد اصدقاء خالى تحدثوا قبل شهرين فى صالون ثرثرة رجال السياسة ان المشروع الاستراتيجى الذى وضع فى مؤتمر الخريجين عام 1938 م الذى تم فيه تصنيف القبائل السودانية بغرض اضعافها مابعد الاستغلال وتدمير بناء اقتصادهم وتدمير هوياتهم ووضع تخطيط استراتيجى لاندماجهم داخل المنظومة العربية هذه كانت الأستراتجية الاولى كخطة ( أ ) والمدى الزمنى يستغرق ( 20 عام ) ويغلب فيه عامل الدين والتعليم المنهجى دور رئيسى فى ذلك ، وحال عدم نجاحها بسبب تاثير حركة التحرر فى الجنوب يجب استخدام الخطة ( ب ) هى ****ارة عن خلق عدم استقرار فى تلك المنطقة وتشريد ابناءها لاحداث حاله من عدم التعليم وحظر حركاتهم الاجتماعية التنويرية ويقولون ان هذا الامر نجح فى الديمقراطتين الاولى والثانية ولكن فى منتصف التسعينات البنج فك وبدات الانقاذ من غير استشارة عصبة المفكرين الاستراتيجين استخدام البعد الدينى للتفريغ بين النوبة المسلمين والمسيحين وقال احد المتحدثين مع خالى ان استخدام البعد الدينى هو ضمن الأستراتيجيات ولكن الانقاذ لم ترجع لمعرفة تفاصيل تنفيذ الخطة بالبعد الدينى وافسدت كل خطط عصبة المفكرين الاستراتيجين وكان احد الحاضرين طرح سؤال عن مستقبل اهداف عصبة المفكريين ؟ قد اختلفوا فى الاجابات واختلفوا فى ما بين استمرارية الجسم او انهاء مهمتة وان الخلاف الأول فى ظل تقدم الوعى لابناء النوبة الذى امتلكوا ادوات الصراع السياسى والعسكرى والثقافى من الص**** تمرير اى اجندة لتحقيق الاهداف والطرف الثانى يرى ان اسلوب استخدام القوة سيؤدى الى استسلامهم والتيار الثالث تحدث عن محور التفاوض والسلام وبعد عشرة سنوات تطمئن قلوبهم ونستانف نشاط العصبة بطريقة غير مباشرة ما دام منهج التعليم مستمر بنفس النهج والاخرين يروا على مستوى الوعى فى وسط المتعلمين وغير المتعلمين من ابناء النوبة ادركوا تفاصيل طبيعة الصراع وهنالك ازمة ثقة حقيقة بينهم وبين مرجعيات الفكر العروبى والدينى وكان اكبر مخاوف فى نقاشهم هو مسالة تطور افكار حق تقرير المصير بشكل عصبى ويستجيب لهم المجتمع الدولى وتبقى كارثة حقيقية لانهم اشاروا الى نتائج ملتقى المثقفين المصريين والسودانيين قبل فترة فى القاهرة وجاء فى تصريح احد النشطاء انه اذا استمر هذا النظام يمكن ان ينفصل جبال النوبة والنيل الازرق قبل دارفور والكلام والمؤامرات كثيرة فى هذا وانا قبل اسبوع شاركت فى ندوة فى جامعة النيلين وتفضلت بمداخلة ان سياسات كل الحكومات المتعاقبة لم تقف مسالة االانفصال عند الجنوب وقلت لهم انا من اولاد عرب ومسلمين واتحدى اى زول حسب قراءتى لتاريخ النوبة ان يجعل النوبة يتراجعوا ويعيشوا فى مربع الفرضيات وتحدثت مع احدا طلاب جبال النوبة فى الثالثة قانون اسمة نبيل وطلبت منه ان ينظم ندوة بعنوان مستقبل جبال النوبة وانا وهو نكون متحدثين رسمين ولكنه لم يستجيب و الظاهر انه خائف رغم علمى هو ليس حركة ش****ية ولا مؤتمر وطنى ولكن شاب فاهم طبيعة الصراع وانا مستعد انزل مقال بكل التفاصيل ولكن أسرتى وخاصة خالى جزء من هذا المشروع ولكن هذه هى حقيقة مشروع الدوله السودانية لم يتم اجازته لتكون دوله وطنية جامعة لكل السودانيين وانا ضد فكرة المفكريين الاستراتيجين التدميرين للامم والتحية لكل ابناء النوبة الثائرين الرافضين لظلم مشروع الدوله السودانية ناقصة الاركان والسودان لايمكن ان يستقر دونما النوبة ياخذوا حقوقهم) (انتهى الاقتباس).
    و رغم علمنا بتفاصيل اخطر من ذلك نترك هذا الامر للقارئ و لا تعليق حول معلومات يدركلها الكثيرين، حيث ان مكاتبات كثيرة سرية ما بين المركز و الاقليم اشارت للعديد من اساليب التفرقة و الاستقطاب و خاصة قرب نهاية المرحلة الانتقالية، فخطاب طه لهارون و تهديد نافع للجنة الانتخابات المركزية و الولائية بعد هزيمة المؤتمر الوطنى من الحركة الشعبية لتحرير السودان فى كافة المستويات، وحديث الدغمسة للبشير فى القضارف فى ديسمبر 2010م الذى اعلن فيه ان السودان بعد انفصال جنوب هو دولة عربية اسلامية و لا يريد ان يسمع كلمة التنوع الثقافى الذى تطرف خاله الطيب مصطفى حينما قال انه حينما يسمع عبارة التنوع الثقافى فانه يتحسس مسدسة، و تم ابن اخته المقصر حينما قال فى مدينة المجلد فى يوم 27/4/2011م اثناء دعمه للحملة الانتخابية لمجرم الحرب احمد هارون حيث قال البشير ان لم نفذ بصناديق الاقتراع سنفوذ بصناديق الذخيرة ( و اللبيب بالاشارة يفهم)، و كما ان استراتيجيين امثال الدكتور حسن مكى يحذرون من الحزام الزنجى الذى يطوق العاصمة فى بلد سمى بلون زنجيتهم، و ان عنصريين أمثال الطيب مصطفى يطردون الجنوبيين الذين هم ااصل منهم فى هذا البلد، و الاثنيين الاسود الذى يردده كانت احداثة من صناعته و ما فعله يوم الثلاثاء بحق الجنوبيين العالم يدرك تفاصيله، و امنيين ينتقمون من الاطفال الابرياء الذين يسمونهم الشماسة بالتعذيب المهين بعد دخول قوات حركة العدل ام درمان فى علم 2008م، و يقتلونهم بالسم و الكيميائيات فى عام 2011م خوفا من اشعالهم المظاهرات كما فعلوا فى ابريل 1985م. و قائد فى تنظيم شبابى من ابناء الشمال تحدثت معه مباشرة اكد حجم التفاوت فى التعامل بينهم و بين ابناء جبال النوبة و بقية الهامش السودانى حينما يتم القبض عليهم من الاجهزة الامنية حيث كان صادقا فى شكل التفرقة فى التعذيب و الاساءات التى تصل الى مرحلة القتل، و تحالف جوبا الذى استضافته و رعته جوبا يسئ لها عبر هجليج و يدعم قوات المؤتمر الوطنى فى بيان واضح و صريح باسم هيئة الاجماع الوطنى، و أحزاب تهتدون و تفلحون ما بين المشاركة الجزئية و المعارضة الهزيلة، اما ناس سيدى الذين لا يفرقون ما بين شمال كردفان و جنوبها و نيلها الابيض و ازرقه فحدث و لا حرج!!!
    و الكل يعلم ان مليشيات المراحيل و الدفاع الشعبى و تسليح بعض القبائل تم فى عهد ما يسمى بالديمقراطية الثالثة و تم التطرف فى استخدامة فى عهد الانقاذ لخلق فتنة بين مكونات شعب الاقليم لاضعافهم و استقطاب ما يمكن استقطابه، و فتوى الابيض فى عام 1992م لماذا لم تصدر من هيئة علماء السلطان بالعاصمة ان لم يكن هدفها خلق فتنه بين ابناء كردفان لاضعافهم.
    و لكن تكمن المشكلة فى ان المعاد انتاجهم و كمبارس السياسة اهم مغيبون لدرجة انهم غير واعين، ام واعون ولكن تنقصهم الجرأة لكى يتحررون؟.
    ان السودان بلد متعدد المجموعات الأثنية واللغوية والدينية، ولكن بدلا من الاستفادة من هذا التنوع لخلق شعب ذو هوية متميزة عن غيره، إلا أن إصرار النخب الأقلية التى حكمت السودان وتتطلع لحكمه آثرت على الإبقاء على نظرية المؤامرة والتعالى الثقافى المتوهم وتذويب الآخرين داخل المنظومة الإسلاموعربية المسيسة مستغلة جهل الناس وقدريتهم لابقاءهم فى أسفل درجات السلم الإجتماعى لضمان تبعيتهم الأبدية، وهى محاولات نجحت الى حد كبير من خلال ممارسات الخداع السياسى ولم تواجه إلا فى العشرين سنة الأخيرة من قبل عامة الشعب السودانى المخموم والذى عبر عن سخطة بالثورة فى مواقع مختلفة من السودان.
    ولكى يضمن اصحاب ذاك الخطاب السياسى الإسلاموعروبى إستمرار اجندتهم الخفية فإنهم يتصيدون المتميزيين من أبناء الريف والهامش السودانى عبر وسائل مختلفة منها المال والوظيفة والمصاهرة وغيرها للإستفادة من تميزهم وإعادة إنتاجهم بما يخدم منظومتهم. لذلك فإن بعض أبناء الأطراف أو الهوامش المتميزيين كانوا أدوات إستخدمت ضد التطور الطبيعى لاهلهم وأعيد إنتاجهم عبر أنظمة سياسية دينية أو طائفية، ولقد استفادوا كأشخاص بفهم أنانى ضيق، بل لعبوا أدوارا سلبية وبتبريرات غير منطقية لجر أهلهم لتلك التنظيمات بإقناعات غير واقعية لم يجنى منها الريف والهامش السودانى بلا إستثناء إلا سوءا فى احواله المعيشية والتعليمية والتنموية، وكلما أحس المركز بتراخى أو تراجع المعاد إنتاجهم من الريف فإنه يحركهم بأدواته لزيارات ميدانية ماكوكية لأهلهم وخاصة فى زمن الأزمات والحروب والإنتخابات، لذلك فإن دائرة التطور التلقائى والطبيعى مفقودة لأن مفاتيح المجتمعات يعاد إنتاجهم بطريقة ذكية ويستغل فيها ثقة أبناء المنطقة المعينة فى إبنهم المعاد إنتاجه لإقناع الجماهير بأن مصلحتهم مرتبطة بذاك الخطاب السياسى، بل يذهبون الى أكثر من ذلك فى التشكيك و القتل السياسى والاعلامى للمقتدرين على التغيير من أبناء الهامش،مما أثر فى كثير من مثقفى الهامش وبرر بعضهم بصورة واهية انتمائهم لتنظيمات المركز او هروب و انزواء بعضهم او قبول قدرهم الاستعبادى المصنوع، و هو يؤثر فى الثورة التى تحتاج لتجدد الفكر والادبيات فى كل مرحلة من مراحلها، و لن تتطور دولة او حزب او قضية بدون مراجعات فكرية.
    فالرسالة والخطاب السياسى الذى يستخدمه اصحاب السلطة لاحتواء تطور الاطراف يختلف بين كل مجموعة و إثنية ودين، فكل يفصل له مقاسا يتناسب مع الخم السياسى الذى يترآئ فى مظهره منطقيا ولكنه فى واقعه خبيثا، وحتى داخل المجموعة الواحدة او الاتجاه الجغرافى الواحد يستخدم المركز عدد من خطابات التباعد بينهم بما فيه تفضيل قبيلة على اخرى او دين على اخر اوبقعه جغرافية على اخرى و هكذا، وهو نوع من التذاكى السياسى المكشوف.
    و بالمقابل نجد ان النخب المركزية الشمالية قد كسرت حاجز الإختلافات السياسية بينها حتى ولو كانت تنتمى الى تنظيمات سياسية مختلفة عبر المصاهرة والقرابة والمصلحة الإقتصادية وفاقدى الهوية والمعاد إنتاجهم، وهو ما يظهر جليا داخل الأحزاب الطائفية والدينية والعقائدية الشمالية حيث نلاحظ الكثير من التقاطعات تؤكد ان منهاج التفكير الاسلاموعروبى المسيس لا خلاف جوهرى بداخلة، وبالتالى فإن درائرة اللعبة السياسية مغلقة ومتداولة على المستوى البنائى التنظيمى وعلى مستوى أجهزة الدولة وصناعة القرار سواء كان ذلك عبر الانظمة الشمولية الدكتاتورية او الديمقراطيات الهشة، لذلك يفتقد او يتم تناسى عامل المحاسبة حتى فى حالات القتل والابادة لأنها جميعا تتم فى الأطراف وبأبناء الهامش نفسهم، بمعنى السناريو فى مسرح العمل السياسى هو مسألة تسليم وتسلم للسلطة، ورغم الدهاء أو التذاكى السياسى للنخب المركزية فى تقاطعات علاقاتها داخليا، إلا أن إستمراريتها مربوطة عسكريا وإقتصاديا بالهامش عبر الذين يعاد إنتاجهم ليحركون اهلهم كحطب للنار فى الأزمات التى تخلق فى الأطراف لزعزة أمنه وإستقراره وإيقاف تنميته وبالتالى تطوره الطبيعى. لذلك فإن الثورات التى قادها ثوريين من الأطراف ضد المركز فى الاطراف جند لهم نفس أبناء جلدتهم ليقاتلونهم، وبالتالى فإن القتلى من الطرفين هو تدمير لطرف واحد عمليا وخلق نوع من التباعد النفسى والالتقاء مما يسهل من عملية الاستقطاب بمسميات دينية أو إثنية أو مصلحية، ويستفاد من الفئة المهمشة المنبوذه طرفيا فى تحقيق منعة عسكرية و أمنية وتدوير العملية الاقتصادية فى مزارع ومصانع ومؤسسات الصفوات الحاكمة.
    وبالتالى فإن سياسة ضرب العبد بالعبد والمهمش بالمهمش وغيرها من مسميات العقل الباطن للنخب الشمالية المركزية السياسية الفاشلة ما هو إلا محاولات متكررة لتغييب الأطراف عن حقوقها وتفكيكها وتخلفها وإبعادها عن بعضها البعض لتكون أداة طائعة تخدم بالوكالة الأجندة الضيقة للنخب السياسية الزائفة فى المركز.
    هذه التعقيدات النفسية خلقت تراتبية إجتماعية مشوهة وتركيبة ثقافية فاقدة للهوية، وبالتالى أصبح طابع الإنتماء لتنظيمات النخب السلطوية المركزية ذو إرتباط نفسانى أكثر من هو واقعى، وبالتالى إنصب التفكير فى التطور الذاتى للنخب أكثر منه للشعب لتضمن سيطرة إقتصادية وإستمرارية فى السلطة حتى ولو كان بصورة تداولية وهو ما حدث فى السودان.
    أما كمبارس العملية السياسية المركزية من الهامش فهم نخب فقدوا الثقة فى أنفسهم من أجل التغيير بأبناء الهامش الذين هم الأكثر عددا، وبالتالى إتخذوا أقرب الطرق النفسية لتؤكد قربها من المجموعة الأولى وتميزها عن أبناء الهامش أنفسهم، رغما أن إعادة الأنتاج لا تخرجهم عن دائرة النظرة الدونية حتى لو تم تزويجهم أو مصاهرتهم والدليل على ذلك ما نراه من وضعيتهم على مستوى التدرج فى المنظومة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية حتى لو كانوا متفوقين فكريا وعلميا وعمليا، وهم يدرون ذلك، وما فرفرات أبناء دارفور وكردفان داخل المنظومات الطائفية والدينية والعقائدية السياسية الشمالية للوصول الى رئاسة تلك التنظيمات والحصول على مواقع مؤثرة وصانعة للقرار فعليا لا شكليا ما هو إلا محاولة فاشلة تنقصها الجرأة السياسية الثورية فى قيادة تنظيمات بنفسها أو الانضمام لتنظيمات الهامش التى أضعفت بسببهم، فهم فاقدى الثقة فى ذواتهم على الرغم من أنهم خلقوا قاعدة جماهيرية هشة لتلك التنظيمات، ومع أنها تمت عبر طرق خداعية انانية فإنها تكسرت نتيجة للوعى الشعبى التلقائى وأصبح هذا الكمبارس المسخر كادوات لخدمة النخب المركزية يواجه من قبل الشعب، ورغم تخلخل وضعيتهم النفسية إلا أنه يساورهم الخوف الكبير للتخلى عن تلك النخب المركزية الشمالية و احزابها خوفا من ضياع وضعيتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الشائهة. فإنه بجانب ما ذكر نجد أن النخب المركزية تستخدم معهم أساليب الترغيب والترهيب لأنهم يمتلكون جزء من اسرار النخب المركزية بما فيها المخططات ضد أهلهم بينما تمتلك تنظيماتهم الاسرار الكلية عنهم لاستخدامها فى أغتيال شخصياتهم وجعلهم كبش فداء بسناريوهات حتى أمام أهلهم، وبالتالى فإنهم يستسلمون للظلم والمرارة والجلوس فى أدنى درجات السلم الاجتماعى والسياسى وتأتى البيوتات الطائفية والأحزاب الدينية بأبنائها وبناتها لتدربهم لخلافتهم ويظل هؤلاء المعاد إنتاجهم يتظاهرون بمعارضة هذه الوضعية شكليا وينعتون هؤلاء فى جلساتهم الخاصة بأولاد البحر والجلابة وينتقدونهم من خلفهم ولكن تنقصهم الجرأة للإفصاح عن ذلك فى إجتماعاتهم العامة أو مبارحة تلك التنظيمات، مما خلق فى دواخلهم شخصيات متضاربة وصراعات فى دواخلهم تنتهى بالأمراض والأزمات القلبية، ودائما ما يقنعون أنفسهم بمبررات واهية يربطونها بتاريخ آباءهم واجدادهم داخل تلك التنظيمات وهى محاولات تطمينية ذاتية اكثر منها واقعية.

    أما الجانب الإجتماعى والثقافى والنفسى من خلال تلك التراتبية المتوهمة لصفوات المركز هى محولات لتضرب على نفسها طوقا من التميز والتعالى عبر دوائر واوصاف تهميشية نسبية تبدأ ببنى جلدتهم وتطرف بشدة كلما إبتعدت عن دوائر المركز، حيث نجد أوصافا رغم واقعية بعضها إلا أن طبيعة مكان وزمان وموقف التعبير بها يؤكد دلالات غير معناها كالغرابى والكردافى وأدروب والحلبى والبقارى والجنوبى والنوباوى والطقش والخادم والعب و أن البعض قد خلقوا بعد الذباب (الضبان) وغيرها ما هى إلا مسميات لتثبيت دونية الآخرين وإنطلقت تاريخيا من المسيطريين على أجهزة الدولة، وتم تثبيت هذه الادعاءات عبر المنهج والتناقل الشفهى والمكتوب وتستخدم بعناية فى مستويات توحى للفئات المذكورة ان هذا هو قدرها فى درجات السلم الإجتماعى وهو ما يسمى بالقهر الثقافى والإجتماعى المكتسب، وبالتالى فإن الصعود الى درجة أخرى مرتبط بالتقرب من جهاز الدولة وإظهار الطاعة له كأداة تستخدم تحت أغراض متنوعة وقد تم ذلك فى حالات كثيرة، ولكن الواقع يؤكد ان برمجة درجات السلم الإجتماعى والتدرج السياسى لها حدودها وسقوفها لأبناء الأطراف مهما كان ولاءهم وإنتماءهم بل حتى إقتتالهم لأهلهم وإنهم فى خاتمة المطاف سيكنون ضحايا الأنظمة المركزية وخاصة أمام المجتمع الدولى وهو ما نشاهده هذه الايام رغم الإصرار غير المنطقى.
    لذلك كان تركيزنا فى القضايا الثقافية باعتبارها سابقة للسياسة، كما ان السياسية لا يمكن فصلها عن الاطر الثقافية التى تراعى التنوع و التعدد و التاريخ و البيئة و الانسان كعوامل اساسية، و انتقال الثقافة عبر الحمل و الاتصال و الاشعاع لا يعتمد على مبدأ قوة السلطة، بقدر ما يعتمد على الانتخاب الطبيعى فى ظل اتاحة فرص متكافئة للثقافات للتجاور و التحاور و التبادل و تثقيف بعضها ببعض دون تحيزيات، و هو ما يجنب حدوث صراعات مستقبلية، و يقلل من مكانيزمات جدلية المركز و الهامش للحفاظ على الترابيات الاجتماعية المزيفة و التى يركز فيها المركز كما اشار لذلك الدكتور أبكر أدم اسماعيل على الاتى:
    1- أعادة الانتاج: و هو عملية اعادة انتاج الناس داخل البنية الهيكلية المؤسسة على التراتبية الاجتماعية للحفاظ على العقلية المركزية، و استمرارها فى وجه التناقضات التى يعززها الصراع التلقائى بين المركز و الهامش، واستيعاب هذه التناقضات من خلال تحويل محددات الثقافة- الثوابت- الى اسلحة ايديولوجية لتبرير التراتبية الاجتماعية، و فى حالة ظهور افراد متفوقين بين افراد الهامش او العامة يتم استيعابهم فى المركز او هامشه، ليتحولوا الى جزء من المركز و يبقى وضع العامة فى حاله.
    2- الترميز التضليلى: و هو فى الواقع عملية تمثيلية يستعملها المركز عند استشعاره ببوادر التمردات و التغيرات لاضفاء شرعية و استمرارية الاوضاع، و ذلك من خلال شكلين:-
    أ- تمثيل العدل: كأن يقوم الحاكم مثلا بالانتصار لفرد من العامة فى قضية معينة، أو مشاركة العامة فى بعض امورهم مثل الطقوس الاجتماعية و الدينية كإظهار زائف بان درجات المساواة و العدل مكفولان، فى الوقت الذى تظل توجهات الواقع هى هى.
    ب- إدخال بعض مكونات ثقافة الهامش فى الخطاب الرسمى للمركز، لاعطاء انطباع بالمشاركة الثقافية و إخفاء حقيقة القهر الثقافى.
    ج- الاستقطاب و القمع: فى حالة ظهور التمردات و محاولات الثورة التى تهدد الاوضاع برمتها، فإنه يتم الاستقطاب و القمع للافراد و الجماعات الثائرين و ذلك من خلال محاربتهم أيدلوجيا بتشويه حقيقتهم، أو ماديا من خلال استعمال الجيوش.
    أما ميكانيزمات الهامش لمواجهة المركز فيمكن اختصارها فى الاتى:-
    1- المقاومة السلبية: من خلال الاحساس بوطئة الواقع و الاحساس بالظلم يبدأ التمرد عليه، و السعى للحصول على اوضاع أفضل، من خلال وسائل سلبيه مثل الهروب و الهجرات، او محاربة الواقع من خلال الاساءة اليه عبر المأثورات الشعبية مثل الامثال و النكات او عبر الاداب و الفنون، او الاستنجاد بالالهه و الدعاء ضده و الامنيات و الاحلام بزواله.
    2- إستشعار الذات و الوعى بالظلم و العمل على تغييره من خلال التنظيم و المطالبة للضغط على المركز لتغيير الاوضاع.
    3- الحرب: عندما تشتد وطأة الواقع و تتعمق التناقضات تقوم بعض الجماعات بالعمل على الانقلاب على الاوضاع بالقوة و من ثم الحرب.
    4- الثورة: عندما تنضج عوامل المقاومة تقوم الثورة، و هى التغيير الشامل الذى يهدم التراتبية الاجتماعية القديمة و معاييرها ليقيم على اثرها تراتبية جديدة على اسس و معايير جديدة.
    و لعل المتابع لنظرية المؤامرة، و استمرار دورة الصفوة وتوزيع الادوار، فان النخب الاسلاموعربية شمالية، تميل الى استغفال الهامش بما فيه شعب جبال عبر مشاركات كمبارسية فى السطلة اطلقنا عليهم مصطلح "الجراتق للرجال و الضريرة للنساء و هما مكملان للعرس و لكنهما غير ضروريات فان و جدهما العرسان يتم العرس و ان لم يجداها ايضا يتم العرس"!! و عبر شق الصفوف من خلال مؤامرة فرق تسد.
    و فى حالة تقدم الاطراف و خاصة شعب جبال لنيل حقوقه وخاصة حق تقرير المصير فتحاك و تذداد المؤمرات، فلقد اشار الدكتور منصور خالد فى أحد مقالاته التى يقيم فيهل تجربة التجمع الوطنى الديمقراطى و مؤتمر اسمرا للقضايا المصرية فى عام 1995م حيث عرض حق تقرير المصير للشعوب المهمشة بما فيها جبال النوبة ولكنها رفضت من قبل الاحزاب كحق للشعوب المهمشة باستثناء جنوب السودان، و هى التجربة التى لا ينبغى ان تنطلى على تحالف كاودا، فالاحزاب و التنظيمات و الافراد الاسلاموعروبين الشماليين الذين يعتقدون ان وجودهم سيكون بعدا سياسيا يدحض افتراءات المؤتمر الوطنى و مخاوف الصادق المهدى، فقراءتهم لن تكون صحيحة، فان اتى هؤلاء بجيوشهم او بمن يقف خلفهم لاستخدام ادوات النضال الاخرى بفعالية فستكون المعادلة الى حد ما موزونه، اما ياتون افرادا فانهم سيكررون نموذجا اسوأ من التجمع الوطنى لان الفضاء السياسى الذى يحاولون الانطلاق منه هو نفسه الفضاء المهادن او المنبطح مع المؤتمر الوطنى سواء كان بصورة مباشرة ( ابناء المهدى و الميرغنى) او بصورة مباشرة كحزب الميرغنى او بصورة حريفة لكنها مكشوفة كقوى الاجماع الوطنى، و هذه الحقائق التى اشار اليها الدكتور منصور خالد يجب ان تكون عظة، حيث ذكر ان:
    اول تفاعل جمعي بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والتجمع الوطنى الديمقراطى كان في القاهرة (أبريل 1990م)، من بعد لقاءات ثنائية عديدة تمت بين الطرفين في اديس ابابا ونيروبي. في إجتماع القاهرة إلتقى وفد التجمع الوطني وفداً من الحركة الشعبية، وأوردت الحركة خلاله أفكاراً بدت لوفد التجمع أمراً غير مألوف.
    فحين كان يرى ممثلو التجمع أن قضية السودان ستحل بعودة الديمقراطية بشكلها المعروف: استرداد الحقوق المدنية (حرية التجمع، حرية التعبير، حرية الضمير)، ثم الانتخابات، رأت الحركة أن في منظومة حقوق الإنسان حريات تعلو على الحقوق المدنية على رأسها الحقوق الطبيعية. ما أرادت الحركة قوله هو أن الإنسان قبل أن يتمتع بحقوقه المدنية، لابد له من أن يكون (To be)، أي يتمتع بحق الحياة (security of life) وهو أول الحقوق الطبيعية. ولربما رأى البعض في إثارة ذلك الأمر سفسطة فلسفية، ولكن الذين ظلوا خلال أربعين عاماً منذ الاستقلال يحاربون في الجنوب، و الشرق والغرب، لم يفعلوا ذلك من أجل استرداد الحقوق المدنية بل من أجل حقهم في البقاء، دون تقليل من أهمية الحقوق المدنية. لا نريد بهذا إنكار دور قوى وطنية عديدة في الدفاع عن، وحماية مصالح المستضعفين، وإنما نود فقط التنبيه إلى المغالطة الكامنة في الظن أنه متى ما أتيحت الفرصة، عبر الانتخابات، لهذه القوى لكي ما تستولي على، أو تسترد السلطة سيصبح حال البلاد لبناً وعسلاً. هذا الظن دحضه سعى تلك الجماعات لأخذ حقها بيدها، بالعنف حيناً (الحروب الأهلية)، وبالسياسة أحيانا أخرى (تحالفات قوى الريف في البرلمان). وذلك خير دليل على عدم ثقة هذه الجماعات في منهج التغيير عبر الانتفاضات بتحالفاتها اللوبية ومواثيقها التي تعنى الشئ وضده. الخلاف الثاني كان حول تقويم الانقلاب. فحين كانت قوى التجمع من الأحزاب الشمالية والنقابات تتحدث باعتبارها صاحبة حق تاريخي في الحكم والسياسة ، لم تأخذ تلك القوى في الاعتبار أن القوة التاريخية لا تعني شيئاً في موازين السياســة.القوة الحقيقية في السياسة هـي تلك التي تتمتع بها الجماعة فـي اللحـظة الحاسـمة (in the material time). في ذلك قال قرنق أن انقلاب البشير أحدث تغييراً نوعياً لأنه انقلاب قام به حزب ذو أيديولوجية إقصائية شعارها من ليس معنا فهو ضدنا. أضاف أن الحديث عن تغيير نظام الإنقاذ عبر انتفاضة جماهيرية يساندها الجيش بانحيازه لجانب الشعب يغفل متغيرات هامة ينبغي أن لا تغيب عن فطنة عاقل، خاصة وحزب الجبهة الإسلامية يعرف جيداً مقاتل نظامه من تجارب الانتفاضات الجماهيرية التي شارك في بعضها. هذه المتغيرات هي: أولاً: حزب الجبهة القومية الإسلامية ليس فقط حزباً سياسياً بل هو حزب مسلح. فإذا افترضنا جدلاً أن ذلك الحزب لا يمثل أكثر من خمسة بالمائة من أهل السودان، وإذ افترضنا والحال هذه، أن خمسة من هؤلاء يحملون غدارات لا كلاشنكوفات تصبح المعركة محسومة لصالح الخمسة. ثانياً: لتحييد الجيش قام نظام الإنقاذ بعمليتين متوازيتين: الأولى هي إفراغ الجيش من كوادره التي لا يأتمن، والثانية هي خلق جيش مواز، بل جيوش موازية، يلجأ لها عند الضرورة: قوات الأمن، الدفاع الشعبي، المجاهدين، مجندي الخدمة الوطنية. ثالثاً: أن الإنقاذ أصبحت له قوة اقتصادية بسبب سياسة التمكين وهي قوة لا تملكها الأحزاب الأخرى، كما له أصدقاء قادرون وراغبون في دعمه. رابعاً: فلاح النظام في إعادة هيكلة النقابات أفرغها من محتواها، كما أن سيطرته النسبية على الحركة الطلابية وتسليحه لعناصر منها أفقد العمل المعارض قوة كانت فاعله في الانتفاضات. وإن كان في الماضي لله جنود منها السيخ، فله بين الطلاب في عهد الإنقاذ جنود يحملون الكلاشنكوف، ويجيدون استعماله. ما أراده قرنق ليس هو تثبيط الهمم وإنما إبلاغ رفاقه التجمعيين أن التاريخ لا يقف عند أكتوبر 21 وأبريل 1985م. مثل ذلك القول بدعة في نظر فقهاء الانتفاضات في السودان، إذ أن لذلك الفقه عند فقهائه ثوابت لا يمكن تجاوزها، وقطعيات معلومة لا ينكرها إلا مهرطق. ولئن خابت عند أرباب العقائد الثوابت المنسوبة زعماً للدين، فما بالك بالثوابت السياسية المتوهمة. كبديل للإستراتيجيات التي ألِفَها السياسيون في الشمال وأبوا مفارقتها رغم تبدل الأزمنة تم الاتفاق في النهاية على أن يكون منهج العمل هو:أولاً: النضال المسلح (العمل العسكري) والذي تقوم الحركة بالجزء الأكبر منه لأسباب تاريخية. فالعمل العسكري – الجماهيري لم يكن أداة من أدوات النضال ضد الحكومات في الماضي (كان ذلك قبل بروز حركات دارفور).ثانياً: العمل الجماهيري الذي يحقق عائده بصورة تراكمية ثالثاً: العمل الدبلوماسي رابعاً: الحل السلمي المتفاوض عليه، وبهذا ترك التجمع الباب مفتوحاً لحل سلمي. ما هي الغاية من النضال ضد النظام عند الحركة الشعبية؟ بالقطع ليس هو عودة الديمقراطية بوجهها القديم، أي السير قُدماً إلى الوراء، إن جاز التعبير، كما حدث في غير انتفاضة. لهذا كان لابد من التراضي على برنامج حد أدنى يعمل التجمع على إنجازه، وبعد نقاش طويل تم الاتفاق على برنامج يتناول مجمل القضايا المعلقة في مجالات السياسة، و التنمية، و الإدارة. المعالم الرئيسة للبرنامج الذي أقره التجمع، في مؤتمر أطلق عليه أسم مؤتمر القضايا المصيرية، هي: • حق تقرير المصير كحق أصيل وأساسي وديمقراطي للشعوب (وليس فقط لجنوب السودان- رغم ان قوى سياسية رفضت تمريره الى الاقاليم الاخرى)، والاعتراف بأن ممارسة ذلك الحق توفر حلاً لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة، وتسهل استعادة وترسيخ الديمقراطية والسلام. • اتخاذ موقف موحد من خيارين يطرحان على استفتاء: الفيدرالية والكونفيدرالية كنظام للحكم.• المساواة الكاملة بين أهل الأديان، والاعتراف بتعدد الأديان واحترامها، ومنع أي فعل يحرض على إثارة النعرات الدينية أو العرقية• ابتناء كل الحقوق السياسية والمدنية على أساس المواطنة.•• وضع برامج للفترة الانتقالية تتناول الاقتصاد، السياسة الخارجية، برامج إزالة آثار نظام الجبهة القومية الإسلامية، ميثاق العمل النقابي، قانون الصحافة والمطبوعات. هذه البرامج شكلت اقترابا شاملاً من قضايا السودان التي ظلت، كما سلف القول، تُرحَل من نظام إلى نظام، ومن عهد إلى عهد. لهذا يصح القول أن فصائل التجمع قد عقدت العزم على أن تعالج مجتمعة الأخطاء التي ارتكبتها فرادى. مع ذلك، ظل رئيس الحركة يقول هذا برنامج جيد ولكن تحقيقه رهين باستعادة الفضاء السياسي الذي تحتله الإنقاذ، وذلك لا يتأتى إلا بتفعيل أدوات النضال التي أقرها التجمع. ليس هذا مَقاماً لمقالٍ عن كيف تم تفعيل “النضال”، أو كيف استجد التجمع في تحقيق أهدافه الطامحة ومنها “اقتلاع النظام من الجذور”. ذلك الهدف العملاق كان يتطلب لإنجازه جهداً عملاقاً، وهذا ما لم يتحقق كما تقول النتائج. تكفي، إذن، الإشارة إلى أمرين هامين: الأمر الأول هو الشكوك التي ظلت تتواتر حول مصداقية بعض قيادات التجمع في المضي بالأمر إلى نهاياته بعد أن يؤول إليها الحكم، أي بعد “الاقتلاع من الجذور”. والثاني هو طفوح بعض الأعراض التي أبتلى بها الجسم السياسي السوداني، خاصة في فترة الديمقراطية الثالثة، والتي كان لها اثر ضار على العمل العسكري والسياسي معاً.حول الموضوع الأول سألت الادارة الامريكية الميرغنى "ما هو الضمان في أنكم ستنفذون البرنامج الذي أقررتموه في أسمرا عندما يؤول إليكم الحكم". قال الميرغني: “الضمان هو الالتزام السياسي من ثلاثتنا (شخصي والصادق المهدي وجون قرنق)”. وكان هناك حسن إدراك أغلب قيادات التجمع، بمن فيهم الميرغني، للنتائج غير المستحبة التي يمكن أن يقود لها التخلي عن برنامج القضايا المصيرية. بيد أن حدثاً طرأ بعد لقاء الميرغني مع رايس، ألا وهو انسلاخ رئيس حزب الأمة عن التجمع بل وإعلانه عقب اتفاقه مع البشير في جيبوتي ” نداء الوطن” أن ذلك الاتفاق حقق 90% من برنامج التجمع، اى انه حقق في ساعة واحدة ما كان التجمع، بمن فيه حزب الأمة، يسعى إلى تحقيقه عبر نضال طويل أعدت له الجيوش وما (استطعتم من قوة). ليته قال أنه فتح باباً لتحقيق برنامج أسمرا، خاصة وليس في إعلان جيبوتي ما هو أكثر من العموميات التي كانت تحفل بها المواثيق التي انتهت جميعها بحق إلى مزبلة التاريخ. مثل هذه التصريحات لا تعين على تكذيب الظنون حول مدي التزام كل فصائل التجمع بما تعاهدت على إنفاذه من قرارات أسمرا. و نقصر الحديث عن احد العوامل التي أعاقت العمل العسكري كثيراً، رغم الإسناد المادي والمعنوي الكبير لذلك العمل من جانب الأصدقاء. ذلك العامل هو غيرة بعض العسكريين من الدور الرئيس الذي كان يلعبه الجيش الشعبي في الجبهة الشرقية ولأسباب موضوعية مثل: حجم جيش الحركة، إعداده للقيام بحرب غير نظامية، تمرسه القتالي (battle-hardiness)، انضباطه تحت لواء قيادة واحدة معلومة. ذلك الموقف كاد أن يقود إلى انسحاب الجيش الشعبي، لاسيما عندما طلب قائد عسكري شمالي ، لا خلاف في قدراته العسكرية، من القائد سلفاكير ضم جيش الحركة لفصيله، وإيلاء القيادة لذلك الضابط ذي القدرات التي لا تنكر. ولئن تركنا الغيرة جانباً، فالله أعلم بالسرائر، ونسبنا الأمر للطموح نقول أن الطموح أمر مشروع، أما الطموح الجامح الذي يقفز فــوق نفسه (o’er leaps itself)، يؤذى من يجترحه. تلك كانت هي مأساة ماكبث. ذلك الموقف الطامح الذي كاد أن يحمل القائد سلفا على سحب قواته إلى من حيث أتت يعبر عن شئ آخر هو عدم الحساسية السياسية خاصة في ظل موروثات ثقيلة من الظنون. فأكثر من ثلثي فصيل الجيش الشعبي في الجبهة الشرقية (ما يربو عن السبعة آلاف مقاتل)، كانوا من أبناء الجنوب في حين بلغ من جاء منهم من الشمال(بمن في ذلك قائدهم عبد العزيز الحلو) اقل من الثلث. وبحجمه ذلك كان فصيل الحركة العسكري هو اكبر فصيل في الجبهة الشرقية، وهكذا ظل إلى أن تم ترحيله بعد اتفاقية السلام وفق ما نصت عليه تلك الاتفاقية بشأن إعادة انتشار القوات. هذا أمر نذكره بغير قليل من الأسى لأنه حرم التجمع من دعم فصيل انتسبت إليه مجموعة من خيرة مثقفي السودان كانوا يتطلعون إلى تغيير هيكلي في السياسة السودانية، وكان لقرنق تقدير كبير لبعض المدنيين والعسكريين في ذلك الفصيل. الحساسية نحو الآخر هي التي حملت قائد الحركة جون قرنق على رفض اقتراح تقدم به مبارك المهدي بأن يصبح قائد الحركة رئيساً للتجمع وهو يقول “ليس من اللياقة أو الحكمة السياسية أن أصبح رئيساً لتجمع يضم الميرغني”. ولما طلب منه أن يكون نائباً للرئيس اقترح كبديل عنه لذلك المنصب الفريق فتحي احمد علي إذ كان من رأيه أن ضباطه وجنوده لن يرضوا أن يصبح قائدهم هو الرجل الثاني في ميدان هم فيه القوة الضاربة الأكبر ( انتهى الاقتباس من مقال الدكتور منصور خالد بعنوان التغيير السياسى فى السودان).
    اذا برؤية تحليلية ان الجانب النظرى فى مقرارات اسمرا كل لابأس بها، و لكن نضوج الفكرة فى محتواها التبيطقى لحد ما تعارض مع اشكالية التغيير الاجتماعى و العقلية الباطنة لمعظم النخب الشمالية السودانية فى الالتزام بتطبيق ما تم الاتفاق عليه، و هو من الاسباب التى ادت لانفصال جنوب السودان، و قد تؤدى لانفصال مناطق أخرى، اذا ان اتفاق السلام الشامل رغم ما تعرض لنقد من قوى سياسية بدوافع انانية، الا ان تطبيقة الامثل كان قد يكون سببا فى اعادة بناء هيكلة الدولة السودانية باسس جديدة و عادلة، مما يحافظ على وحدة الوطن، فهل ستكرر نفس الاخطاء التى قادت الى انفصال الجنوب و ظهور جنوب آخر، ام ان السودانيين سيعون الدرس و ينتقلون من الحلول السطحية الى الحلول المتعمقة و الجذرية للمشكلة السودانية، و رغم تفاؤل قلة فى امكانية حدوث تغيير عبر الانتقاضة او ما يسمونه بالنضال المدنى، الا ان قرائن الاحوال تقول ان مؤسسات الاحزاب الشمالية ظلت تردد ذلك و فى نفس الوقت تشارك و تقاوض و تدعم مواقف المؤتمر الوطنى سرا و علنا، و قد ظل المؤتمر الوطنى بين مدحها و فضحها بتمويلها و نبذ قيادتها بالسجمانيين، و اكد المؤتمر الوطنى علنا و سرا مساندة الدول العربية و الاسلامية التى دعمت الربيع العربى انها تقف معه فى خندق واحد بل ان البشير اعلن فى اكتوبر 2011م من القضارف ان تحرير طرابلس تم بدعم سودانى 100%، و ان الاسلحة التى استخدمت فى ليبيا اعيدت للسودان و الكل شاهدها فى دنقلا و تم استخدامها فى النيل الازرق و جبال النوبة، لهذا فان البشير يردد ان الربيع العربى قد تم منذ العام 1989م و بالتالى حسب قوله المنتطر عليه ان يلحس كوعه لان انتظاره سيطول!! و لم يواجه تحدى البشير باى خطوات عملية من كل الاحزاب الشمالية و مؤسساتها و ما يعرف بهيئة الاجماع الوطنى بل انهم ينتظرون و ينظمون انفسهم لسرقة ثورة الهامش اذا ما استطاعت اسقاط النظام لكى تدور دورة الصفوة التى اشرنا اليها سابقا، !!، فهذ الربيع العربى غير انظمة عربية بانظمة عربية و دكتاتورين باسلاميين، و لكن وضع السودان مغاير، فاذا تم التغيير فانه سيكون من الاقلية الى الاغلبية و من الاسلاموعروبيين الدكتاتورين العنصريين الدمويين، المصنفين فى قائمة اللارهاب و المطلوبين للمحاكم دوليا الى السودانيين و هو ما يرفضه اصحاب المشروع العروبى اسلاموى. لذلك فان المطالبة و العمل على حق تقرير شعب جبال النوبة ضرورى للانفكاك من دولة تحاك فيها المؤمرات ضدهم من زمن بعيد و الى وقتنا الحاضر، و ان ترديد امتلاك كل السودان التى تنطلى على كثير من ابناء الهامش و خاصة جبال النوبة هى كلمة حق اريد بها باطل لن تتم فى ظل العقلية التآمرية التى اشرنا اليها بالادلة و البراهين كفضيحة تاريخية.

    و نواصل ..
    Gogadi Amoga
    محاضر جامعى سابق- باحث اجتماعى و انثروبولوجى/ امريكا
    8 مايو 2012م..
                  

06-03-2012, 02:29 AM

فقيرى جاويش طه
<aفقيرى جاويش طه
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 4868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرية المحق تقرير مصير شعب جبال النوبة (1) (Re: فقيرى جاويش طه)

    نظرية المؤامرة و الوقوف ضد حق تقرير مصير جبال النوبة (6)
    المجوعات العربية(البقارة)) و المركز من استخدم من فى الاقليم؟
    قراءة تحليلية نقدية
    (امين زكريا)Gogadi Amoga
    [email protected]
    نظرية المؤامرة التاريخية فى جبال النوبة لن تقف عند الاستهداف المركزى لشعب النوبة وحدهم سواء كان عبر المشروع الاسلاموعروبى شمالى و مؤسساته بالاقتتال المباشر او الغسل الذهنى و اعادة الانتاج، ولكن امتدت لتشمل استخدام المجموعات الاثنية المتنوعة و خاصة بعض البقارة عبر خداع و بيع ضعاف النفوس سواء كان عبر اشعارهم بتميزهم خلقا و دينا، او تخويفهم بان النوبة يريدون ان يقتاونهم او يطردونهم من الاقليم، و رغم علمنا بتاريخ دخول كل المجموعات العربية و الحوازمة على وجه التحديد الى جبال النوبة و موقعة البركة بالابيض التى تحاربت فيها تلك القبائل و القول الشهير للملقب بابو إيدا دم (كرداى طلع حجرة)، و الاستقرار فى جبال النوبة التى كانوا ياتون اليها مجيئا و ذهابا عبر مرحاليين شهيريين و معروفين، و لنا من الوئائق و البحوث الموثقة التى تؤكد ذلك، بالاضافة الى ان اول فلاتى جاء الى الجبال هو سعيد طنتى مكه (اى ولد بنت مكه) و كان شحاذا و استقر فى منطقة ######ا على مدخل كادقلى، و بعض من قبائل الحوازمة تنتمى اصولها الى البرقو و يوجد ما يسمون باولاد نوبة، وحدثت تحالفات مع النوبة سواء كانت ايجابية او سلبية و سميت بعض خشوم البيوت بالحلفاء، كما ان الصراعات التى تمت قديما فى منطقة غريقة(المجلد) او التى تعرف بدينقا ام الرجال قادت بعض المجموعات من النوبة الى الاستقرار فى الجبال بما فيها ابيى التى كانت تطلق عليها تلك المجموعة بلغتها الارض الجرداء (نا إتى) و منذ تلك الفترة التى امتدت طويلا لم يحدث ان دخل النوبة فى صراع باسم الاثنية مع البقارة و كذلك البقارة على الرقم من دخول البقارة مع بعضهم البعض فى العديد من الصراعات، و ليس المجال للتفصيل و لكن يمكن القول ان المصالح الرعوية و الزراعية والاجتماعية قادت الى التصاهر و تبادل المنافع، بل ان نائب رئيس اتحاد عام جبال النوبة فى الستينات كان هو الناظر اللكى من الحوازمة كما ان نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان الان هو آدم كرشوم من المسيرية و ان العديد من ابناء البقارة قد كانوا فى و ظائف دستورية و تشريعية و فى المفوضيات من نصيب الحركة الشعبية فى الفترة الانتقالية، و الان الالاف من المسيرية و الحوازمة يقاتلون فى صفوف الجيش الشعبى لتحرير السودان، بمعنى آخر ان مستوى وعى غير المغيبين مرتفع و مرتبط بالمصالح العليا للاقليم، و الظلم و التهميش و الفقر على مستوى الاقليم، ففى عام 2007م بلغت نسبة الفقر فى اقليم جبال النوبة 90% و اذدات فى نهاية 2010م الى 95.4%، و هذا يؤكد ان التهميش و الفقر و المعاناة يتأثر بها كل سكان الاقليم الغنى بموارده البترولية و المعدنية بما فيها اليورنيوم و الذهب و الحديد بجانب الاراضى الزراعية الخصبة و المنتوجات الغابية بما فيها الصمغ و الثروة الحيوانية و السياحية، حيث اشارت دراسة فى عام 2005م الى انه اذا وجهت موارد الاقليم لتنميته فان مستوى دخل الفرد فيه سيكون افضل مستوى دخل الفرد السوسيرى، و هى حقائق علمية لها قياساتها بحجم السكان على الموارد ...الخ. و اذا ما حدثت تنمية فانها تحدث لكل الاقليم، و السؤال الذى يطرح نفسه لماذا لم يتم ذلك؟ فكثيرين مغيبون فالمدارس ان وجدت فهى لجميع المجموعات الاثنية و كذاك المستشفيات و الطرق...الخ و لكن رغم نظرية مؤامرة مثلث حمدى، الا ان بعض المجموعات العربية خدعت تاريخيا من المركز للاستخدام لتخلف الاقليم و خلق صراعات متوهمة، للوقف مع مؤمرات المركز، لشغل كل السكان بصراعات داخلية، حتى لا يتحد سكان الاقليم للمطالبة بحقوقهم بما فيه حق تقرير المصير، و تفاصيل هذا الامر كثيرة فطن لها بعض الواعين من ابناء المسيرية و الحوازمة منذ زمن طويل و كان تمويلهم للجيش الشعبى بكل الاحتياجات و المعلومات فى الحرب الاولى بما فيها الذخيرة.
    فما هى الاليات التى يتبعها المركز فى سياسة فرق تسد و جوع ######ك يتبعك:
    1- مهاجمة بعض قرى النوبة، مستقلة ان المجموعات العربية يمكن تسليحلها بالفهم العروبى، عبر مليشيات المراحيل و الدفاع الشعبى، مما يعطى مبررا ان الدولة غير ضالعة فى هذا الامر، و فى نفس الوقت يعلم المركز ان ابناء جبال النوبة المنتظمين داخل الجيش الشعبى هو تنطيم له رؤيته و فلسفة تعتمد على التنوع و به من المجموعات العربية، و بالتالى لن يتم الرد على اساس اثنى، و حالات كثيرة تم اسرها من ابناء البقارة الذين كانوا يتجسسون و يقاتلون مع قوات المؤتمر امر يوسف كوه اطلاق سراحها فى الحرب الاولى، باعتبار ان الكثيريين ضحايا لمؤمرات المركز، و لقد اشار احد الاساتذة و الباحثين من ابناء الحوازمة فى مقال بعنوان القول الفصل فى التعايش بين النوبة و البقارة فى اقليم جبال النوبة بالقول (( وهناك شريحة اخرى انا اعتقد بانها خطيرة على السلم لانها احست بالضيم والضرر/ وهي مجموعات الدفاع الشعبي، التي كانت تحرك من قبل النظام لتحارب بالاصالة، هذه المجموعات حصل لها احباط وشعروا بانهم استغلوا، وهؤلاء عددهم كبير جداً وفيهم عدد كبير انضم للحركة الشعبية من اولاد الحوازمة والمسيرية، وفيهم اخرون حتماً (في السوق) يريدون الانضمام إلى أية جهة. وربما ذهب بعضهم الى حركة العدل والمساواة، ومنهم من كون حركة خاصة به مثل حركة شهامة التي تكونت من داخل المسيرية و لها علاقة بالمؤتمر الشعبي، لان مؤسسها كان من المؤتمر الشعبي، الان توفى لكن الحركة في ظل الحراك الاجتماعي موجودة وليست مرتبطة باشخاص). و مظاهرات الفولة و بابنوسة و المجلد و احتجاجات المواطنينن و نقدهم للمركز و مساندة الكثيريين منهم للحركة الشعبية فى الانتخابات و وقوف الكثيرين ضد المؤتمر الوطنى او مقاطعة الانتخابات مؤشرات ايجابية كان لها مدلولاته.
    2- العمل الامنى و الاستخباراتى: رغم و جود بعض النوبة المأجورين به، الا انه يركز على البقارة لخلق نوع من العداوة لانه مربوط بالتصفية الجسدية (القتل)، و التاريخ يشهد عملاء استخبارات منهم من مات بطريقة غريبة،فحادثة دلوكة فى الحرب الاولى حينما كان جيش النظام مسترخيا تحت شجرة اذا بطلقة تخرج من مكان مجهول لتصيب احد افراد الاستخبارات فى راسه فاخرج لسانه طويلا و تبول و تغوط فى ملابسه و ظل يردد الى ان مات "النوبة سامحونى فلقد قتلت ابرياء"، و فى مستشفى كادقلى شاهدنا بام اعيننا طفل لضابط صف استخبارات من البقارة كان يعذب الابرياء من النوبة ما يسمى (بالطيارة قامت) ولد و اياديه ملتصقة من الخلف و مات بعد ايام، ليجن ذلك الرجل و يصير تائها فى سوق الرهد ابودكنه و يموت معتوها بالدبيبات لم يأبه به من نفذ لهم اجندتهم و اخر قطعت اذنه !!، و محافظ كادقلى فى التسيعنيات عبد الوهاب عبدالرحمن (من شندى)، الذى كان يستقل ابناء البقارة فى الاستخبارات فى مسرحيات كان يلبس فيها الكاكى و من ثم يذهب الى المزارع القريبة من كادقلى و معه مصورين، فيجدون العجزة ويقومون بقتلهم و من ثم ربطهم و جرهم بالعربات فى ميدان الحرية مرددين التهليل و التكبير بقبض العملاء و المتمردين، ذاك المحافظ الذى كان يردد ان قرار الموت و الحياة يصدر من مكتبه (بمعنى انه هو الذى يحيى و يمت)، فبعد تعيينه وزيرا فى الشمالية و فى طريقه للتسليم و التسلم اصطدمت سيارته بجسم غريب لم يعرف حتى الان ما بين ام روابة و الابيض و مات ومن فى العربة، و جمع جسمه اطرافا بعد ان قطعت العربة، و ابراهيم شمس الدين الذى استهتر بوفاة القائد يوسف كوة فى لندن فى 31 مارس 2001م و اصفا اياه بالهالك، ليموت بعد اسبوعا" بعد ان تفجرت طائرته" حريقا بالنار التى لا يعذب بها الا الله، و رغم عملى فى الفترة الانتقالية كمستشار سياسى للحركة الشعبية فى الاقليم و هى وظيفة سياسة و ليست دستورية و نتيجة لتنشيطنا لندوات التوعية و استقطاب اعضاء للحركة الشعبية صدر توجيه من المركز تنفذه الاستخبارات بكادقلى بتدمير السيارة التى كنت استقلها بما فيها من شخصى و حراس و سائق، ليكشف المحاولة الاخيرة الفاشلة ضابط بالجيش الشعبى برتبة عقيد بالصدفة اثناء محاولاته انقاذ مواطنيين داخل عربه اتوس مقلوبة بالقرب من الكرقل فى طريق الدلنج كادقلى، حيث توفى اثنان فى الحال و الثالث كان فى حالة خطره قيل ان المؤتمر الوطنى قام بتصفيته اخفاءا للمؤامرة المكشوفه بتفاصيلها، و بداخل العربه3 كلاشنكوف و اربجى و عربون 30 مليون و حسب افادة الشخص الثالث حينها ان 40مليون اخرى سوف تدفع اذا ما تم تنفيذ العملية و ثلاثتهم من عناصر الاستخبارات و من البقاره، و مليشيات من منطقة الحمرة فى عام 2007م تاتى مسلحة الى كادقلى نتيجة مشكلة بين شخصين و تحتل مكتب الوالى و ميدان الحرية، قادت الى تحرك القوات المشتركة للجيش الشعبى من تافرى و لولا انسحابهم لكانت هنالك كارثة، و نفس المجموعة تعتقل محافظ تالودى(حركة شعبية) فى الفترة الانتقالية و لكنهم رغم كل التعامل لم يتعظوا، فلقد زج بهم المؤتمر الوطنى فى حربه الابادية الاخيرة، انتهت بدك المنطقة و اصبح بعض اهلها شحاذين فى الابيض بعد ان كانوا اعزاء، و قوات الاحتياطى المركزى (ابو طيره) الذين تم احضارهم من حجر العسل و الخرطوم كان دليلهم استخباريون و امنيون من ابناء البقارة و التكارير و بعض الملاقيط من الجلابة عبر سيارات مظللة يستخدمونها و يشيرون عبر استخدام التلفونات الى الشباب من النوبة و اعضاء الحركة الشعبية، حيث قتل الكثيرين بما فيهم نميرى فلب و شقيقه امام مبنى الامم المتحدة حيث انهما كانا يعملان بها و على مسمع و مشهد من القوات المصرية، و ابو طيرة ماتوا بالمئات و فر ما تبقى منهم من ارض المعارك تاركين سيراتهم و عتادهم العسكرى. و هارون نفذ هاربا فى معركة العتمور، و تلشى فى الحرب الاولى و التيس و الاحيمر و غيرها هى نماذج بسيطة تؤكد ان الظالم طال الزمن ام قصر سيجد جزائه.

    4- تحطيم المؤسسات و الاستقطاب الاثنى: ان فكرة اضعاف القوة الاقتصادية لشعب جبال النوبة من المركز عبر اتهامات منها الطابور الخامس و التمرد و النقل و الرفت من الخدمة تحت ما يسمى بالصالح العام دائما يقابلها المخدوعين من ابناء البقارة بانها تساهم فى افقار النوبة فمثلا وقف المحالج و حل مؤسسة جبال النوبة الزراعية وتعطيل مصنع نسيج كادقلى رغم نجاحها و تحويل مدرسة تلو الثانوية الى معسكر للدفاع الشعبى و نقل و تشريد المعلمين و الممرضين و الكوادر الاخرى، اضرت كثيرا باقتصاديات الجميع و التنمية و الاستقرار و التعليم و الامن نفسه، فكثير من ابناء البقارة لا يعرفون ان القوة الاقتصادية تعنى ان منتوجات الابقار من لحم و لبن و سمن و جبن و تجارة بصورة عامة ستجد طريقها للسوق فى حالة توفر مال فى يد العمال و الموظفين، كما ان الظلم يعنى النضال و التمرد على الوضع القائم و هو ما يعيق حركة الرعى بجوانبها الاقتصادية و حياة الحيوان ذو العلاقة النفسية و الاجتماعية كأسلوب او نمط معيشى، و خاصة فى مجتمع الامية ضارية فيه الى اخماسه، فالرعى كنمط معيشى و يعتمد على الترحال لفترات تصل الى 8 شهور بين الاقليم و جنوب السودان تحتاج الى وعى كبير باهمية المصالح الاقليمية كما اشار الى ذلك الاستاذ/ ادم كرشروم فى اخر لقاء مع راديو دبنقا فى الشهر الماضى. كما ان النوبة مجتمع زراعى و بالتالى فى حالة عدم و جود استقرار فان اسعار كل السلع و خاصة الذرة كغذاء ر ئيسى سوف تترفع و تؤثر على الجميع. و لعل التجار الذين تعرضوا لمحاكمات وصلت للاعدام و السجن المؤبد و سجن عدد من ناشطى المسيرية هذه الايام بسبب تجارة الحدود بعد تصريح على عثمان (اضرب لتقتل) و القوانيين التى اجازها ما يسمى بالمجلس الوطنى تؤكد ان سياسة المؤتمر الوطنى تسعى لافقار شعب الاقليم و مناطق التماس بعد توتر علاقاتها مع الجنوب الذى احتكرت فيه المؤتمر الوطنى التجارة سابقا سواء كان بالقطارات او برا او بحرا او جوا و الكل يعلم هذه الحقائق، و البيان الاتى لابناء المسيرية بعنوان الانقاذ تحاصر المسيرية و تفرض عليهم الجوع و التفتيت هو نموذج لمستوى الوعى بحجم المؤامرة و نصه (

    بيان مهم


    ألحق إعلان "حالة الطوارئ" على الحدود مع دولة الجنوب الذي أعلنته حكومة الإنقاذ، ضرراً بليغاً بمنطقة المسيرية التي تعتمد بشكل كبير على التجارة مع الجنوب.
    إن أعلان حكومة الخرطوم الطوارئ في المنطقة أتى انتقاماً من أبناء المسيرية وشبابهم الذين رفضوا الإستجابة لدعوات "التجييش"، ورفضوا استخدامهم "دروعاً بشرية" لحماية النظام.
    لقد حولت الحكومة الظالمة الأستاذ/ طبيق الحسن من معلم ومربي للأجيال إلى "أمير حرب" ومنحته تمويلاً مفتوحاً لإغراء الشباب ودفعهم نحو محرقة الحرب العبثية التي يقودها النظام هناك. ######رت له كل الإمكانات المتاحة في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة بما في ذلك مدينة "المجلد" من شح المياه وضيق الحال المعيشي، إذ بلغ سعر برميل الماء داخل المدينة (25) جنيه بالتمام والكمال
    وحين فشل النظام وأمراء الحروب الذين بذل لهم كل شئ، استدعت سلطات الأمن في يوم 5 مايو الجاري كل تجار المنطقة وحاولت ارهابهم لتوقيع "تعهدات" بعدم ممارسة التجارة الحدودية، التي لم تتوقف طوال سنين الحرب العجاف.
    ومارس النظام وأجهزته أساليباً شتى من الإرهاب والإغراء ضد التجار من أبناء المسيرية، وحين لم يستجيبوا لإرهابها وإغراءاتها، هددهم بتطبيق قوانين "الطوارئ"عليهم عبر المصادرات وتقديمهم لمحاكمات عسكرية.
    ولم تكتف السلطات بالتهديد بل اعتقلت كل من البشرى إيدام البشرى ختم، سيد حمدين، آدم عبدالرحمن نجم "دقشم" ومعهم آخرين، وترحيلهم بعضهم إلى الخرطوم ووضع الباقون رهن الإعتقال تحت طائلة قوانين الطوارئ.
    إذ أن دعاة الحرب والنازيون الجدد يرغبون في إعادة ترتيب المنطقة بما يخدم مصالح بقاء نظامهم في الحكم، لذلك لا يتورعون في استخدام آلياتهم الغليظة وأموالهم الحرام ضد شعب المنطقة وضد أبناء الجنوب، عن طريق شراء الذمم وضعاف النفوس، والتسبب في انشقاقات داخل المجتمع المحلي.
    لقد ظل تجمع أبناء المسيرية بالمهجر يراقب ما يحدث من محاولات تفتيت المنطقة وزرع الشقاق بين أهلها، وعليه نطالب أهلنا في المنطقة بالآتي:
    ـ الوقوف ضد محاولات تفتيتهم وتقسيمهم وشرزمتهم من قبل أجهزة أمن النظام.
    ـ الحرص على خلق حالة من الإستقرار على الحدود، ومد جسور التواصل مع دولة الجنوب شعبياً ورسميا.ً
    إن الإلتزام بهذا يحقق لسكان المنطقة الإستقرار ويضمن لهم مصالحهم التي يهدف النظام وأزلامه ضربها دون ثمن حفاظاً على استمراره.

    حفظ الله المنطقة وأهلها من شرور الإنقاذ ومكايدها ..

    تجمع أبناء المسيرية بالمهجر

    "المملكة المتحدة، الخليج العربي، كندا، مصر، الولايات المتحدة الأمريكية، استراليا".
    7/5/2012م
    بريد إلكترونى) [email protected](
    (انتهى عرض نص بيان ابناء المسيرية)
    5-التقسيم والتمييز الادارى الاثنى ::يعتقد مهندسو المركز الفاشلين و خاصة فى ظل نظام المؤتمر الوطنى ان اللعب بشعب الاقليم عبر التقسيم الادارى للاقليم زمانا و مكانا انه سيخدم مصالحهم، و يضعف شعب االاقليم، و لكن الحقيقة ان ذلك يزيد من مستوى الوعى و متغيرات كثيرة منها التعليم و الاحتكاك الخارجى و الواقع المتخلف فى الاقليم قاد حتى المعاد انتاجهم و عبدة المركز و الكمبارس يتسألون لماذا يلجأ النظام دائما للحيل الخداعية و التضليلية للتقسيمات الادارية متى و كيفما شاءوا دون استشارة سكان الاقليم، بل ظنا منه ان ذلك سينطلى على بعض العناصر العربية لكى يسهل استقطابها لنظامه العنصرى الدموى الذى و صفه الاديب و الشاعر فضيلى جماع فى مقابلة مع راديو دبنقا بثت فى يوم 8 مايو 2012م، ذاكرا انه:
    لا يمكن مواجهة ثقافة العنصرية وممارستها في السودان إلا بذهاب النظام القائم:

    حيث وصف السودان بأنه دولة عنصرية ذات تركيبة جهوية وقبلية ، لم تصل بعد الى مرحلة القومية .
    واتهم فضيلي في مقابلة مع ، الاعلام الرسمي بتجاهل الاثنيات والقوميات السودانية المتعددة ، وعدم إتاحة الفرصة لها لنشر ثقافاتها و لغاتها و تراثها.
    وأوضح ان الاعلام اصبح تبعا لذلك مسخرأ لخدمة شريحة صغيرة جدأ من حيث التركيب العددي في المجتمع السوداني ، وذكر ان هذه الشريحة الصغيرة أصبحت ثقافتها هي المسيطرة وتسمى تبعا لذلك بالثقافة السودانية ، وبالأدب وبالغناء السوداني .
    وأكد فضيلي جماع ان العنصرية التي يعنيها تنطلق من خلال تحكم المركز في وسائل الاعلام ، وبالتالي فرض ثقافته وعدم السماح للاطراف بأن تعبّر عن ثقافاتها ، أو ان تتكلم بلغاتها ، أو ان تتغني بغنائها .
    واكد انه وحتى وفي حال السماح للاطراف والثقافات الاخرى بالتعبير ، فإن ذلك يتم بتسميتها بالتراث ويتم وضعها في برامج معينة ، وفي أوقات ميتة.
    وردا على سؤال كيفية القضاء علي ثقافة العنصرية وممارستها في السودان ، أكد فضيلي جماع ان الحل يكمن في قيام دولة مدنية ديمقراطية تعترف بالكل و بتوجهاتهم الثقافية والسياسية والدينية . وقال ان ذلك لن يكون الا بذهاب النظام القائم في الخرطوم من السلطة . (انتهى اقتباس جماع).
    و لقد علق الاستاذ شوقى بدرى الذى يسميه اهل الهامش بالانسان المتجرد و صاحب الضمير الحى لمحاربة الظلم عبر كشف الحقائق التاريخية فى السودان و مواجهة العنصريين، و نهجه المميز هو الذى يصلح حال السودان اذا ما تجرد مثقفوه من دفن الرؤوس فى الرمال، حيث علق على تصريحات جماع مؤكدا العنصرية فى السودان فى مقال كتبه فى يوم العاشر من مايو من هذا العام ذاكرا
    ( تطرق الاديب فضيلي جماع لمشكلة العنصرية في المجتمع الشمالي . و الشوفينية الاثنية و العنصرية في شمال السودان لا يخطئها إلا ميت ، لأنها موجودة . و أنا قد قضيت ما يقارب من الخمسة عقود في الحديث و الكلام عن هذه المسألة . رواية الحنق التي كتبتها و أنا في الثامنة عشر من عمري . و نشرت قبل أكثر من اربعة عقود ، و هي أول رواية سياسية في السودان ، و تتطرق لهذه المشكلة. قدماء اليونان قالوا ان الادب هو مركبة يجره حصانان ، هما العقل و الحكمة . و قال طاغور شاعر الهند و فيلسوفها و حكيمها أن الأدب هو المبضع الذي يعالج الآم الحياة . و الأديب فضيلي جماع يمسك الآن بهذا المبضع لكي يعالج هذه المشكلة.
    لقد قضيت طفولتي و صباي و جزء من شبابي بجنوب السودان . و عندما رجعنا الى أمدرمان مع بداية الخمسينات اندهشت لحد الصدمة بشيئين . المرة الأولى عندما شاهدت صندوقا يتحدث و يغني و يعزف الموسيقى ، و هو الراديو الذي لم يكن متوفراً في الجنوب . في امدرمان و في حي بيت المال ، استمعت لأول مرة لأغنية عائشة احمد موسى ( عني مالو ) . و اليوم كنت استمع الى شريط عائشة الفلاتيه في سيارتي . و كنت و انا صغير احسب صوت عائشة الفلاتية و عائشة الفلاتية أروع انسان . و لكن الشئ الآخر الذي ادهشني و اصابني بصدمة ، هو ان الناس كانت تتحدث عن الفلاتة بطريقة سلبية . و يقولون (اقفل الباب ما يجي فلاتي يسحرنا او يدينا عين ) . و كان البعض يتقزز من مشاهدة الفلاتة صدمت أكثر و انا طفل صغير عندما عرفت بأن الجنوبيين يوصفون بالعبيد . و لا يتمتعون بالاحترام . عندما كنّا نعيش في رومبيك التي تفتحت فيها عيني على الدنيا ، لم نحس من الجنوبيين بأنهم يفرقوننا أو يعاملوننا كشخص مختلف . وجدنا منهم الحب و الحنان . و شمل هذا الشلك و النوير و الزاندي و المورو و الباريا و كل قبائل الجنوب التي تعاملنا معهم.
    و لم أكن أعرف ان هنالك فرق بين البشر . والدتي رحمة الله عليها كانت تتكلم عن بلدها و تكثر الكلام عن مدينة تلودي ، التي كان والدها الدنقلاوي سر تجار البلد . و حوشهم يلاصق جامع تلودي . و كنّا نحس بحب خيلاننا و أهل والدتي لجبال النوبة و أهل جبال النوبة . و بعض ابناء خيلاننا كانت امهاتهم نوبيات . و والدي ابراهيم بدري قبل زواجه من والدتي كان متزوج بمنقلا بنت السلطان عمر مرجان في رومبيك . و هي والدة عمر ابراهيم بدرى. نعم ، حقيقة لقد صدمت و أنا صغير عندما شاهدت الشرطة تقود بعض ابناء النوبة الى النيل في المنطقة امام المسرح القومي الآن . و يجبرونهم على الاستحمام . و على حلق شعورهم . و يرشونهم بالمبيدات بواسطة عمال الصحة . و ما أن تنتهي المهمة حتى يأتي البوليس بمجموعات جديدة . و قالوا لنا ان هذا بسبب مكافحة الحمى الراجعة التي ينقلها القمل . و كان البعض يستفز ابناء النوبة و يغني لهم أغنية ( حداد زينو و بالفنيك رشو ). و بعض الضحايا كانوا من غرب السودان . و هؤلاء عرفوا في السودان بود حداد . و هي كلمة مسيئة.
    كنت اتسآءل و انا طفل صغير ، لماذا لا يأخذ البوليس أهل البادية ؟ . و ثيابهم بلون الأرض التي يطؤنها . و هم لا يغسلون ثيابهم ابداً حتى تتكسر بين ايديهم . و الرد كان ( ديل اولاد عرب ما بقبلوا الاهانة) ) لقد عشنا في وسط السودان . و أفهمونا بأننا اولاد البلد . و هذه تعني اننا نوع خاص من البشر ، و أن الآخرين دخلاء . و نحن الذين سكنّا في المنازل الكبيرة و كان لنا الخدم و سيارة و سائق في بداية الخمسينات ، كان من المفروض أن نعيش معزولين من الآخرين . و أن لا نختلط بأولاد الشارع . و لكن لحسن حظي كان والدي دينكاوياً بالأنتساب يتحدث لغة الدينكا و هو الذي وضع قواعدها و كتبها و كان يدرسها في كلية غردون . و كان اسمه ماريل . و لا ننادية في البيت إلّا بنج و نعني الرجل الكبير . و الدتي رحمة الله عليها كانت تحب أهلها النوبة كثيرا ، لأنها تربت في جبال النوبة . و من الممكن جداً أنني لو لم اكن طفل لهذين الشخصين ، لكنت مليئاً بالشوفينة و العنصرية.
    كثيراً ما أبكى عندما اتذكر تؤام الروح بله . و أنا لم ابكي عند وفاة والدي أو وفاة والدتي . و لكن عندما اتذكر تؤام الروح بله يسيل دمعي لأنني اتذكر مواقف كثيرة مرّ بها ذلك الرجل السامي . فبينما نحن جلوس في المنتزة الذي كان يمتد من ركن بيت الخليفة الى ركن مستشفى الدايات في شارع الموردة ، أتى رجل بوليس و بلهجة غير امدرمانية قال لتؤام الروح ( تعال هنا يا عب ، انت شغال وين ) . فقال بله بأدبه المعهود ( انا ما شغال انا طالب في المدرسة ) . و كان طالباً في مدرسة الأحفاد.
    تؤام الروح بله كان احسننا ادباً و زيّاً . و إمتاز بالشجاعة و الكرم و النخوة و احترام الاخرين . و في مدرسة ملكال الاميرية كان كثير من الجنوبيين خيراً منّا في الدراسة و الرياضة و حسن التصرف . و كان يؤلمنا و نحن في الشمال ان هنالك من يصف هؤلاء بالعبيد و الحيوانات . و ليس غريباً ان يوصفهم البشير بالحشرات .
    انا يمكن ان افهم شعور أو احساس الاستاذ فضيلي جماع . فلأكثر من أربعة عقود تعرضت في اوربا لما يتعرض له أهل الغرب و الجنوب من اضطهاد . و لكن ألمي لا يمكن يرقى لألم الآخرين . لأن الاساءة تكون مؤلمة جداً عندما تحدث لك في وطنك و بين أهلك . التحية و التجلة للأستاذ فضيلي جماع). (انتهى الاقتباس من مقال الاستاذ شوقى بدرى)



    فشكل مديرية جنوب كردفان القديم قسم عدة مرات بغرض الاستقطاب السياسى و الفتن على اساس اثنى، فمناطق الى السميح كانت تتبع للاقليم تاريخيا، لتفصل بجانب جبل الداير و ابو زبد و تضاف الى شمال كردفان، و ثم يأتى تقسيم كردفان نفسها فى عهد نظام المؤتمر الوطنى دون مشاورة اهلها، و بعد ان تاكد للمؤتمر الوطنى ان لعبة ضم غرب كردفان بغرض اضعاف جنوب كردفان لسيطرة المركز على الاثنين و اضعافهما عبر صراعات داخلية بينها و شغلهما لنهب ثروتهما و سلطتهما بعد انتخابات مزورة، و بالتالى التلاعب بكافة فصول برتكول المنطقة و خاصة الترتيبات الامنية، اذ بالمؤتمر الوطنى يكون هذه الايام لجنة برئاسة اللواء معاش السمانى الوسيلة قامت بزيارة ميدانية لوضع تصور لفصل غرب كردفان، فحتى يتابع القارئ فواصل نظرية المؤامرة بفصليها الاول و الاخير فسوف نشير الى:-
    الفصل الاول: حل غرب كردفان و تذويبها فى جنوب كردفان، اهم الاسباب:
    1- حينما طالبت الحركة الشعبية فى الاقليم اثناء المفاوضات بارجاع حدود مديرية جنوب كردفان القديمة و تسمية الاقليم بجبال النوبة رفض المؤتمر الوطنى و بعد توسط المفاوضيين، عمل المؤتمر الوطنى مع قيادات من ابناء البقارة المنضمين للمؤتمر الوطنى و الارزقية من النوبة و البقارة على حد سواء على حل ولاية غرب كردفان وهو ما عقد و قلل مشاركة فعلية للسلطة الاقليمية و المركزية و التنمية و الترتيبات العسكرية كما جاء فى بترتكول الولاية وفقا لاتقاقية السلام الشامل و الذى نشير فيه الى قضايا اساسية متعلقة بهذا الامر:
    أ- أن يكون اسم الولاية: جنوب كردفان/ جبال النوبة، و هى محاولة مركزية لتذويب اسم جبال النوبة التاريخى و المتعارف عليه دوليا( و هو اشبه بشريكى شركة السجائر العالمية بنسون و هدكس و لان بنسون كان الاكثر اسهما وضع اسمه اولا و اصبح اسم السجائر بنسون، فالولاية عبر الاعلام اصبحت جنوب كردفان).
    ب- بسبب نضال شعب جبال النوبة الكبير داخل الحركة و الجيش الشعبى لتحرير السودان جاءت اتفاقية السلام الشامل و برتكول الاقليم خاصة و لكن ماحدث على مستوى توزيع نصيب البترول تم تجاوز النوبة كمجموعة اثنية، حيث اعطى المسيرية نسبة 2%، و دينكا نقوك 2%، و كل الاقليم بما فيه من مجموعات اثنية 2%، و واقعيا لم بعرفوا حجم البترول و كم نصيبهم و لم يتحصلوا حتى على وظائف عماليه فى شركات البترول.
    ج- رغم ان الاتفاقية اعطت الاقليم اكثر من 40 سلطة حصرية، الا انها فى ظل مؤامرة المؤتمر الوطنى كانت شكلية، و لذلك الذين كانوا يصفون الوضع بتشاكس الشريكين كانت نظرتهم ضيقة، فهناك طرف واحد يمتلك كل مفاتيح تنفيذ الاتفاقية و لكنه لا يريد خيرا للاقليم. كما ان نسبة المشاركة فى السلطة الاقليمية كانت بنسبة 45% للحركة الشعبية، و 55% للمؤتمر الوطنى، حيث عمل المؤتمر على تمييز ابناء البقارة و خاصة المسيرية لخلق حالة استقطاب و تميز زائف و بتحكم مركزى يسيطر عليه نافع على نافع للتباعد السياسى و الاجتماعى و خلق صراعات مفتعله بين كل فترة و اخرى، فباستثناء رئيس المجلس الولائى و احيانا وزيرا واحدا خلال الفترة الانتقالية عمل المؤتمر الوطنى سيطرة العنصر العربى فى الجهازين الدستورى و التشريعى و ايضا على مستوى مكاتبه السياسية، و هو هدف ليس استراتيجيا سياسيا، و انما عدم ثقة فى ابناء النوبة داخل المؤتمر الوطنى الذين سمعوا باذانهم اكثر من مرة ان النوبة نوبة ان طالت عمامتهم ام لحاهم، و كما ان المؤتمر الوطنى يعلم مخطط قريش و التجمع العربى للواهمين من البقارة فى انهم بامكانهم القضاء على ما يسمونهم بالزرقة و وصفهم للجعليين و الشايقية و الدناقلة بالثالوث الذى يجب ان يتم القضاء عليهم فى عام 2020م، فالجلابة فاهمين مخطط قريش فى مهادنتهم و العمل على التباعد بين النوبة و النوبة و النوبة و المركز، لان الجلابة يعتقدون ان الوقت مناسب لتقوية العناصر العربية لاضعاف الطرفين و من ثم الانقضاض عليهما، لذلك يركز فى تسليح البقارة بالكلاشات و ليس بالدبابات و الاسلحة الثقيلة. فالثالوث و مركزه مثلث حمدى و الزرقة او القبائل الافريقية كلهم على علم بخطط التجمع العربى و الجنجويد اللذان يعرفهما الجميع، (حيث نشأ التجمع العرب في بداية الثمانينيات من القرن الماضي ، وحدد هذا التجمع أهدافه وإستراتيجياتة في منشورات باسم قريش 1 و2، وتتلخص في أن الحكومات المتعاقبة في السودان، حالت دون مشاركة هذه القبائل في حكم السودان لمدة تناهز القرن، وأن مثل تلك الحكومات ستظل تتشبث بحكم البلاد إلى الأبد، وأن المطلوب من الجميع هو التسامي على الانتماءات الفكرية والطائفية في سبيل تحقيق الأهداف النبيلة ومنها: الهدف المرحلي المتمثل في الاستيلاء على حكم ولايات الغرب الستة في دارفور وكردفان. والهدف النهائي ويتمثل في الاستيلاء على الحكم في السودان في سنة 2020م.
    إن إستراتيجية تحقيق أهداف هذا التجمع تتمثل في القيام على مستوى السياسة الداخلية بمهادنة السلطة القائمة والاستيلاء على مراكز القرار. وإبراز الدور القومي العربي في التصدي لقبائل الزرقة في الغرب، وأن التجمع العربي هو خط الدفاع الأول ضد المتمردين من القبائل الأفريقية. وتوسيع فجوة الثقة بين المركز وأبناء القبائل غير العربية بدفع القيادات من أبناء الزرقة إلى مزيد من التطرف، وشل حركة المرافق الخدمية في مناطق الزرقة بحيث يشعرون بعجز الحكومة عن توفير أبسط مقومات الحياة. ومهادنة القبائل الجنوبية، وبخاصة الدنكا خوفاً من المصادمات العنيفة. وتشديد الخناق على أبناء جبال النوبة (جنوب كردفان) وقبائل الزرقة في دارفور، وذلك لتفريغ هذه المناطق من سكانها والاستيلاء عليها، وإفساح المجال للعرب لامتلاكها، والتحكم في أي قرار بشأن هذه المناطق المذكورة. وبقاء القيادات البارزة من القرشيين في المؤتمر الوطني الحاكم. وضرورة ترقية الأداء المالي لقريش. أما على مستوى السياسة الخارجية فإستراتيجية تحقيق ذلك تقوم على أساس تقوية التنسيق والتشاور مع القرشيين في دول الجوار، وتطوير التفاهم الإستراتيجي مع الجماهيرية الليبية، على هدى ما اختطه البقلاني أصيل والشيخ بن عمر. وتطوير برامج سباق الهجين والاستفادة في توثيق الروابط مع الأشقاء في دول الخليج.
    اما الجنجويد فهي ميليشيات من المسلحين من قبائل البدو الرحل العربية، القادمة في الأصل من شمال دارفور ودولة تشاد، وفي الماضي كان هؤلاء الجانجويد يمثلون جماعات كانت تعيش على هامش الحياة في دارفور وتقتات من النهب المسلح، ومع اندلاع الأحداث في دارفور، تعاظم دورها وأخذ طابعاً سياسياً عنصرياً. فهم يهاجمون القرى الأفريقية وينهبونها، ثم يقتلون سكانها ويحرقون مساكنهم، وبذلك يدفعون من تبقى منهم للهرب فيحتلون أراضيهم، وبذلك يغيرون من ديموجرافية المكان لصالح القبائل العربية، وهنا يلتقي هدفا الجانجويد والتجمع العربي. فإذا ثبت أن الحكومة السودانية تنسق مع الجانجويد، كما هو ظاهر، تصبح طرفاً ثالثاً في هذا الحلف الجيوسياسي، وما يترتب عليه من منافع اقتصادية تتمثل في الاستيلاء على الأراضي الزراعية الخصبة التي هجرها سكانها. ويرى البعض أن الجانجويد قلما يهاجمون المسلحين في الحركتين المتمردتين، فهم يركزون على المدنيين العزل، حتى أنهم يتتبعون الهاربين منهم عشرات الكيلومترات داخل الأراضي التشادية، وأحياناً تهاجم الجانجويد بعض القبائل العربية التي ترفض الانضمام إليها، اوتفضل الحياد).
    و فى حقيقة الامر ان هذه الفئات من تلك المجمعوعات تواجه المثقفين من ابنائهم الواعين بشكل الصراع التاريخى و ابعاده بمعنى ان رؤيتهم القاصرة لا يمكن تعميمها على فئه واعية و مستنيرة و مدركة لحجم المؤامرة التاريخية ضد الاطراف، و هناك الكثيرين من ابناء البقارة عملوا على حماية و دعم و نقل و تسفير كثير من ابناء النوبة فى هذه الحرب و سيأتى اليوم الذى سنشكرهم فيه، و لتأكيد ذلك فاننا نورد هذه المشاركة للاستاذ الشاعر فضيلى جماع فى مقال كتبه فى يوم 4/5/2012م مدافعا عن شعب جبال النوبة فى مقال بعنوان ارفعوا أيديكم القذرة ، عن شعب جبال النوبة يقول فيه (
    الدولة السودانية امتهنت الفشل منذ ميلادها لأنها أتقنت صناعة الحرب ضد مواطنيها، ولم تنتصر في معركة سلم واحدة. ليقل لي أدعياء الوطنية والوعي الزائف: أي حرب ضد عدو خارجي خاضها جيش بلادنا منذ تأسيسه حتى لحظة كتابة هذه السطور؟ علماً بأننا نجاور – بعد انفصال واستقلال الشق الجنوبي- عشرة أقطار‘ تحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم! أليس غريباً ألا تقوم حرب – ولو تحرشاً- مع جار؛ بينما يملأ دخان البارود سماء بلادنا جنوبا وغربا وشرقاً؟!
    عذراً.. فإن القصد من هذه التقدمة القصيرة أن نشير إلى أنّ كل تلك الحروب شيء وما ينضح به إناء حرب الإبادة الدائرة الآن في جبال النوبة أمر آخر.
    إن حرب الإبادة ليس بالضرورة أن تقضي على الأخضر واليابس في فترة وجيزة. هنالك حروب إبادة تأخذ النفس الطويل:
    Genocide by attrition
    غارات على القرى، قتل وسحل واغتصاب ، ثم ما يعرف بمعسكرات السلام (يحشر فيها المواطنون عنوة بعد تدمير قراهم وحرق مزارعهم وسلب مواشيهم). كل أولئك حدث في حرب حكومات المركز في الأربع عقود المنصرمة من تاريخ أمتنا.. لكنه حدث مرتين وبفظاعة وقسوة لا حدود لهما من نظام الاسلامويين الحالي. حرب أشعلتها حكومات النخبة في الخرطوم ضد شعب أعزل من سكان السودان الأصليين، يبلغ تعداده المليون ونصف المليون نسمة ، وفرض عليه فوق ذلك تهميش لم يعش مثيلا له غير قلة من شعوب السودان. ومن المفارقات أن جبال النوبة تقع جغرافيا (قبل انفصال الجنوب) وسط السودان تماماً، وفي مساحة تمتاز بثرائها وخصوبة أرضها. لكن ظل الإنسان هناك – حتى بواكير السبعينات نهبا للجهل والمرض. أليس من المعيب أن تجبي حكومات الخرطوم الإتاوات والضرائب من إنسان جبال النوبة بينما يعيش البعض حياة أشبه بحياة إنسان العصر الحجري!؟ وإلى وقت قريب، كانت تتفشى بجبال النوبة وفي أكثر من منطقة نائية أمراض الجذام ويمشي بعض الناس عراة ، ليس حباً في التعري ولكن بسبب الجهل والفقر. وحين ترفع صوتك بأن هناك تهميشا يفوق الوصف ، ينبري لك بعض أنصاف المثقفين وبعض أنصاف السياسيين ليقولوا لك دون حياء أن مناطق كثيرة في السودان مهمشة. ويضيفون: الشمال النيلي نفسه مهمش بصورة مريعة!!
    وهل أنكرنا ذلك؟ فقط نقول إن التهميش "خشم بيوت" ، فليس من له كسوة ويسكن بيتا من الطين والآجر كمن يمشي عاري الجسد وتشن عليه حرب شعواء لمجرد أنه طالب بحقوقه كآدمي!
    معظم الحروب في تاريخ البشرية مصدرها الصراع على الموارد (الثروة). غني عن القول أن لعاب حكومات النخبة السودانية قد سال كثيرا على موارد منطقة جبال النوبة. في الثمانينات أعيد قانون لملكية الأرض صدر عام 1925 سرقت بمقتضاه الحكومة السودانية أراضي هبيلة من مالكيها من سكان المنطقة (النوبة) وحولتها لمحاسيبها من التنفيذيين والتجار والأفندية! وقد أدى الغبن بالكثير من شباب الجبال منذ السبعينات حتى منتصف الثمانينات للالتحاق بحركة كومولو (صارت فيما بعد الحركة الشعبية لتحرير السودان – جبال النوبة، بقيادة يوسف كوة مكي.) كما إن مشروع هبيلة للزراعة الآلية سطا أيضا تحت القانون إياه على اراض سهلية كانت عماد قبائل البقارة والنوبة للرعي والزراعة معاً..حيث تزاحم الإثنان على مساحات جديدة يريد النوبة استخدامها للزراعة ويؤمها البقارة تعويضا للمرعي الذي فقدوه ، فيحدث الإحتكاك وتقوم الحرب بينهما بعد أن عاشا معا في وئام لأكثر من ثلاثمائة عام. ليس ذلك فحسب بل إن حكومات النخبة بالخرطوم عمدت إلى إثارة الوازع العرقي بين النوبة وبعض قبائل البقارة (الحوازمة والمسيرية الزرق وأولاد حميد).. وخلق مليشيات من القبائل ذات الأصول العربية- لا حباً فيهم، ولكن ليخوضوا حرباً بالوكالة ضد إخوتهم نوبة الجبال. المضحك – المبكي أن عماد الجيش الذي يحارب هناك هو من أبناء النوبة والبقارة! هل من "مسخرة" أكثر من تلك!!
    في عام 1992م أعلنت حكومة الإسلامويين في السودان حرباً جهادية شنت بمقتضاها غارات لحرق القرى وإفشال مواسم الزراعة المطرية في جبال النوبة. بل إن قوات ومليشيات النظام الحاكم فرضت حصاراً لسنوات قامت بمقتضاه بتمشيط القرى وترويع سكانها.. بل إن حالات اغتصاب عديدة قد سجلت فيما بعد. ولم يكشف عن هذه الحرب البشعة إلا بعد قيام منظمة (آفريكا رايت) بتسجيل زيارة للمنطقة وكشف المستور للعالم. ثم جاء عقب ذلك الفيلم الوثائقي للبي بي سي والذي قام بتسجيله الناشطان في حقوق الإنسان: الصحفية والإذاعية جولي فلينت والدكتور أليكس دوفال. ولابد أن نشير هنا إلى الجهد المقدر لناشطين سودانيين في تحرير معظم مقالات كتاب: الغذاء والسلطة في السودان ، وهم: ميكائيل ميدلي ، يوهانس أجاوين ، حمدان محمد جمعة ، أوردسي حمد ، وشول قاكمار..هذا الكتاب الذي فضح حرب نظام الترابي- البشير آنذاك ، وسياسة الإبادة الجماعية عن طريق الإنهاك وإفراغ الأرض من أهلها على المدى الطويل. تلك فترة شهدت فيها المنطقة هجرة السكان الأصليين نحو الشمال ليعملوا خدما في المنازل أو عمالاً بأجر متدني في الزراعة الآلية.
    (مشروع هبيلة الذي أقامته حكومة جعفر نميري ومن بعدها حكومة البشير باستصدار قانون حيازة الحكومة لأرض بور- القانون الصادر عام 1925). أو أن يتم تهجير المواطنين عنوة من قراهم إلى ما يعرف بمعسكرات السلام. جدير بالذكر أن الجوع كان دائما هو سلاح حكومة الخرطوم في أن تجعل المواطنين يذعنون للأمر الواقع. وقد واجه النوبة سلاح الجوع الذي فرضته الحكومة ما بين 1990 و1993.. أربع سنوات بالتمام والكمال. حكا الشهيد يوسف كوة- قبل رحيله بعام واحد- حكا لكاتب هذا المقال أنهم ما كانوا يواجهون حرب الإبادة فحسب ، بل إن هويتهم كشعب أفريقي أصيل كانت مستهدفة أيضا. انتشرت المنظمات الطوعية التابعة للنظام في المعسكرات الجبرية في محاولة لإعادة صياغة مجتمع المنطقة وأسلمته، علما بأن غالبية ضخمة من النوبة يعتنقون الإسلام ..لكن لم تسلم المساجد والكنائس من جحيم غارات الأنتينوف.
    نفس الحرب القذرة تعود اليوم بالباب الخلفي بعد أن كشف العالم مراميها في التسعينات وكبح جماحها. لكن ما يجهله النظام الحاكم في الخرطوم أن موازين اللعبة قد تغيرت هذه المرة. لم يعد شعب جبال النوبة – وقد انتصرت إرادتهم من قبل – موطئاً لحذاء السيد. فقد عرف شعب جبال النوبة معنى أن تكون سيدا في دارك. قام النظام هذه المرة بحرب لي الذراع وكسر العظم، لكنه فيما يبدو وجد أن الذراع قد قويت وأن العظم لم يعد رخواً.
    يا ناشطي حقوق الإنسان ويا منظمات المجتمع المدني في كل ركن من بلادنا ، ويا حملة الأقلام الحرة ، ما تقوله أجهزة النظام وصحفه فارغة المحتوى شيء وما يجري من حرب قاسية في جبال النوبة الآن شيء آخر. مليشيات النظام غير قادرة على إعادة نفس سيناريو التسعينات، لكنها في ذات الوقت تنهب وتحرق وتقتل في الأرض التي تطأها. إنها حرب قذرة يقودها نظام فاقد لكل شرعية – محلية أو دولية- ضد شعب يقاوم بكل ما في المقاومة من شرف واعتزاز. شعب لم يرفض الآخر في تاريخه لكنه يريد أن يحافظ على هويته مثل كل الشعوب والإثنيات على هذا الكوكب. حان وقت أن يسمع العالم صوت الحق والعدالة عن هذه الحرب المنسية. إن النظام يعيد نفس سيناريو حرب الإبادة في دارفور وجنوب النيل الأزرق. فلنقف ضد المحرقة قبل أن يشهد ضدنا التاريخ) (انتهى اقتباس الاديب فضيلى جماع).
    ج- برتكول الاقليم فى اتفاقية نيفاشا اكد على قيام صندوق تنمية قومى مدعوم دوليا يذهب 75% منه لجنوب كردفان/جبال النوبة و النيل الازرق، ويتم الاشراف عليه دوليا بعد اصدار قرار رئاسى بانشائه و مكون محلى صغير، و طالما الصندوق و التنمية بمفهومها الكبير سوف توحد شعب الاقليم و تطوره، فلقد تغاضى المؤتمر الوطنى قيامة بجانب مفوضية الاراضى، و قام بانشاء صندوق تنمية غرب كردفان و لم ينمى جبراكه و ثار ضده المسيرية انفسهم؟.
    د- رغم حل ولاية غرب كردفان و مشاركة كبيرة للمديريين العاميين و رؤساء الادارات منهم، الا ان التطبيق للاتفاقية ابقى مديريين عاميين آخرين بالفولة، و هو ما قاد الى خلل فى دولاب العمل الادارى بالولاية، كما ان دورات انعقاد المجلس التشريعى دورية بين كادقلى و الفولة، و هى الولاية الوحيدة فى السودان التى يحدث فيها هذا الامر، اما جانب التناوب على منصب الحاكم فلقد نصت الاتفاقية صراحة على التناوب كل 18 شهر (سنه و نصف) جيث سلمت الحركة الشعبية المؤتمر الوطنى بعد سنه و نصف، و رفض المؤتمر الوطنى التسليم بعد نهايته فترته (18شهرا)، و استمر من 2007 الى وقتنا الراهن، اما التناوب فى رئاسة المجلس التشريعى فلقد استغل المؤتمر الوطنى عدم وجود نص صريح فى الاتفاقية يشير الى التناوب فإنفرد بالمنصب طلية الفترة الانتقالية على الرغم من ان نسب السلطة التشريعية و التنفيذية ثابته، حيث ان المجلس التشريعى كان به 30 عضوا من المؤتمر الوطنى يشكلون نسبة 55% و 24 عضوا من الحركة الشعبية يمثلون 45%، اما المفوضيات و الخدمة المدنية فلقد كانت السيطرة للمؤتمر الوطنى، بالاضافة الى المشاركة المركزية فان المؤتمر الوطنى كان يلجأ للاستقطاب على الاساس الاثنى الانحيازى او المعاد انتاجهم من ابناء النوبه بداخله.
    ه- بند الترتيبات الامنية: لم يكن المؤتمر الوطنى جادا فى تنفيذ هذا البند كما ورد فى اتفاقية السلام الشامل، فالاتفاقية اقرت قوات مدمجة مشتركة 3000 جندى من كل طرف على تسحب باقى القوات الفائضة، حيث سحب الجيش الشعبى فائضه الى جاو، اما المؤتمر الوطنى فلم يحدد عدد جنوده بل عمل على مضاعفتها، و زيادة عدد نقاطه التى كانت حوالى 105 نقطة عسكرية، و حسب نص الاتفاق كان يجب ان تقلص الى 15 و يتم توزيع القوات المدمجة المشتركة فيها و هو ما لم يحدث نتيجة لتعنت المؤتمر الوطنى، اما الشرطة و ترتيباتها، فقد عبث بها المؤتمر الوطنى رغم المجهودات التى بذلتها قيادات الحركة الشعبية. بل ان المؤتمر الوطنى عمل على دعم الدفاع الشعبى و بعض المجموعات العربية بالسلاح، بدلا من تجريد سلاحها كما ورد فى الاتفاقية.
    و- التعداد السكانى و الدوائر الجغرافية: كان هذا الامر الذى طلبنا فيه قيادات الحركة الشعبية التركيز عليه منذ يناير 2005م، لاننا كنا نعلم عقلية المؤتمر الوطنى و تنبأنا بعدم التنفيذ الجيد للاتفاقية، كما ان مراجعة الاتفاقية ديمقراطيا كان يجب ان يتم فى نهاية السنة الثالثة و بداية السنه الرابعة، اى قبل استفتاء جنوب السودان وابيي، و لكن المؤتمر الوطنى ماطل عبر تزوير التعداد السكانى حتى لا يطالب كل سكان الاقليم بنصيبهم العادل فى التنمية و الخدمات و السلطة، و محاولة التأكد من نتيجة استفتاء الجنوب ليبنى عليها مؤامراته فى ابيي و جبال النوبة و النيل الازرق، فقد عد السكان فى التعداد الاول ب 1400000(مليون و اربعمائة الف) رفضت الحركة الشعبية نتيجة التعداد السكانى التى تجاوزت قصدا مناطق الحركة الشعبية تخطيطا لتجاز الدوائر الانتخابية، حيث تم اعادة التعداد السكانى و رغم عدم دقته الا انه اضاف ما يقارب ضعف التعداد الاولى حيث كان العدد حوالى 2508000 (اثين مليون و خمسمائة و ثمانية الف)، و حسب تقديرنا اقل ايضا من التعداد الحقيقى، ايضا حاول المؤتمر الوطنى التلاعب عبر انشاء محافظات و توزيع الدوائر بصورة غير عادلة، و رغم ذلك خسر الانتخابات رغم شراء الذمم و محاولات التزوير المتكررة، فذهب لخيار رئيسة الثانى فى حالة عدم الفوز بصناديق الاقتراع فالخيار الثانى الفوز بصناديق الذخيرة و قد خسر الرهان فى الاثنيين.
    ز- - قضية ابيي: موضوع المسيرية عند المؤتمر الوطنى ليس موضوع حقوق و لا مواطنة و لا مرعى و لا ماء اوغيره (كلمة حق اريد بها باطل) انما موضوع تاجيج نيران من خلال التوقعات التى ذكرناها، فالمؤتمر الوطنى يريد بترول ابيي و تعطيل برتكولها و عدم استفتاءها كمدخل لتدمير الاتفاق، فالمؤتمر الوطنى وقع اتفاقا فى المحكمة الدولية و بعودته عمل على هدمه، و شن حربا على المنطقة قبل استقلال الجنوب اعتقادا منه انها ستكون مساومة، فقد اعاق المؤتمر الوطنى بطمعه مصالح المسيرية و الدينكا التاريخية قبل ظهور البترول اللذان لم يستفيدا منه حتى الان، حيث تعطلت التجارة و الرعى و العلاقات الاجتماعية و غيرها و هو جزء من مخطط التآمر على الاطراف.
    و باختصار المؤتمر الوطنى قصد بحل ولاية غرب كردفان اضعاف البرتكول و استخدام المسيرية كخميرة عكننه و حصانا لتزوير الانتخابات و اجهاض المشورة الشعبية، الا ان توقعاته قد خابت و خسر عسكريا و وضع نفسه فى وضع اقتصادى سيئ و بالتالى فان محاولة اعادة غرب كردفان حيلة اخرى.
    الفصل الثانى: اعادة غرب كردفان و دوافعها:
    أ- المسيرية الذين كان يعتقد المؤتمر الوطنى سيكونون دميه فى يده تفاجأ ان هنالك انواع من المسيرية، و ان مصالحههم تقتضى التعاون مع الحركة الشعبية فى جنوب السودان و جبال النوبة بل الانضمام اليها كما فعلت مجموعات كبيرة، كما ان الذين حاولوا تضليل المؤتمر الوطنى بانهم قيادات فى داخله، اكتشف المؤتمر الوطنى انهم منبوذين جماهيرا لوقفهم ضد مصالح اهلهم.
    ب- حاول المؤتمر الوطنى استفزاز النوبة بتمييز المجموعات العربية بالسلطة و الادارة و صناديق التنمية، الا انه وجد ان النوبة شعب مغاير يحب الخير و النماء لكل المهمشين، و فى الواقع لم يكن هنالك خيرا او تنمية للمسيرية.
    ج- الانتصارات الكبيرة التى حققها الجيش الشعبى و شعار اسقاط النظام بالخرطوم عبر الجبهة الثورية (تحالف كاودا)، يرى المؤتمر الوطنى ان انشاء ولاية ذات بعد استراتيجى، يمكن استخدام سكانها كدروع بشرية ذات معرفة طبوغرافية المنطقة للتصدى للحركات الثورية و تؤخر من تقدمها نحو المركز. بالاضافة الى استخدامهم فى حرب ابيي المتوقعة باعتبارها حسب المؤتمر الوطنى شماليه و تقع فى ولاية غرب كردفان.
    د- فى اطارالضغوطات الدولية و القرارات العالمية و الاقليمية لحل قضايا النزاعات، يحاول المؤتمر الوطنى كعمليه استباقية اخراج مناطق البترول من اى قضايا تفاوضية مستقبلية بشأن ملف جبال النوبة، حيث اكدت الحركة الشعبية فى برامجها فى الانتخابات السابقة انها فى حالة فوزها ستطالب ب 50% من نصيب البترول لشعب الولاية، و بالتالى باعادة غرب كردفان فان ذلك يعنى حسب المؤتمر الوطنى خروجها من ملفات التفاوض مما يعنى ان المسيرية و غرب كردفان سيخرجون من المولد بدون حمص، باعتبار انهم غير معنيين بالتفاوض، كما انها محاولة لاحراج المسيرية داخل الحركة الشعبية الذين عليهم الاستعداد لكل السناريوهات المحتملة.
    ه- المؤتمر الوطنى يريد اخراج احمد هارون من الولاية و ربما تنصيبه منصب مستشار للرئيس، عبر تعيين احد ابناء جبال النوبة المنضويين داخل المؤتمر الوطنى واليا ارضاءا للاصوات التى رفضت استمرار هارون، وخلق مواجهة بين النوبة و النوبة لاضعاف تطلعات شعب الاقليم، خلق صراعات داخلية. بالمقابل يحاول المؤتمر الوطنى نفخ الروح للذين عارضوا حل ولاية غرب كردفان سابقا و الذين يطالبون بعودتها.
    و- رغم ان اللجنة كما ذكر رئيسها انها سترفع تقريرها للبشير الاسبوع القادم حسب ما ورد فى صحف الامس، الا انها ستواجه بمسائل اساسية:
    - المجتمع الدولى الذى شهد توقيع نيفاش وا يتابع مبررات المؤتمر الوطنى لحل ولاية غرب كردفان هو نفسه ربما يضغط لحل مرضى فى خلال الثلاثة اشهر القادمة. و بالتالى قدوم المؤتمر الوطنى على خطوة كهذه فى هذا التوقيت ستحسب ضده فى تعقيد الازمة.
    - المؤتمر الوطنى يسعى الى التقسيم على اساس اثنى و سيواجه عقية مناطق كثيرة كان قد اتبعها لغرب كردفان و بها مجموعات كبيرة من النوبة كلقاوه و الحجيرات و السنوط و ابو زيد و غيرها، كما ان التقسيم قد يجعل شعب جبال النوبة يطالب بمناطق تم تناسيها فى فترة المفاوضات السابقة كجبل الدائر و مناطق اخرى، كما ان مواطنى النهود و دارحمر رفضوا التبعية لولاية غرب كردفان ولهم من الصراعات التاريخية مع المسيرية بل طالبوا بصورة رسمية عبر ناظرهم عبد القادر منعم منصور بولاية مستقلة عاصمتها النهود.
    - المسيرية بالحركة الشعبية و حركات دار دارفور اصبحوا رقما لا يمكن تجاهله بالاضافة للاحزاب الاخرى فى حالة الشروع فى هذا الامر، يعنى ان الامر سيحتاج الى تفاوض و اتفاق و خاصة انهم يحملون سلاحا.
    و خلاصة القول ان المؤتمر الوطنى يعتقد انه يستطيع استخدام المسيرية و تضليلهم متى ما اراد، و فى نفس الوقت هنالك درجة كبيرة من الوعى و متغيرات سياسية فى خارطة المنطقة و تقاطع انتماءات سياسية و تبادل للمصالح تجعل من سكان الاقليم، وضع المصالح المشتركة بعيدا عن الروح التآمرية المركزية. و قد يكون حق تقرير المصير هو الخيار الامثل للجميع لان التآمر سيكون على مستوى خشوم البيوت كما حدث للمسيرية فى العام الماضى و بداية هذا العام.
    و نواصل ...
    Gogadi Amoga
    محاضر جامعى سابق- باحث اجتماعى و انثروبولوجى
    الموافق 15 مايو 2012م.
                  

06-03-2012, 02:31 AM

فقيرى جاويش طه
<aفقيرى جاويش طه
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 4868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرية المحق تقرير مصير شعب جبال النوبة (1) (Re: فقيرى جاويش طه)

    نظرية المؤامرة و الوقوف ضد حق تقرير مصير شعب جبال النوبة (7-أ)
    مؤتمر كاودا ديسمبر 2002م كمحطة هامة فى مسيرة شعب جبال النوبة
    قراءة نقدية تحليلية
    Gogadi Amoga (امين زكريا)
    [email protected]
    لاهمية هذه الحلقة عملنا على تقسيمها لجزئين، حيث سنتناول فى الحلقة القادمة برتكول الاقليم و فقا لاتفاقية السلام الشامل (نيفاشا). .
    شهد العام 2002م احداث هامة فى مسيرة جبال النوبة النضالية، فقبلها بحوالى ثمانية أشهر توفى القائد/ يوسف كوه، و كان قد تم قبل فترة من وفاته تعيين القائد/ عبد العزيز الحلو كحاكم للاقليم (المناطق المحررة)، و شهدت تلك الفترة عدد من الجولات التفاوضية، كانت اتفاقية سويسرا بين حكومة جمهورية السودان و الحركة الشعبية لتحرير السودان/جبال النوبة، و التى سميت اتفاقية و قف اطلاق النار بجبال النوبة، و تمت بعد اجتماع بدعوة من حكومة سويسرا الكنفدرالية و الولايات المتحدة الامريكية بمدينة بورجنستوك السويسرية بين 13-19 يناير 2002م، و يعتبر الاتفاق جس نبط لحكومة الخرطوم، و اهم ما ورد فيه هو وقف اطلاق النار و العدائيات بين كل القوات فى جبال النوبة بمراقبة دولية لفترة ستة اشهر قابلة للتجديد بهدف ترقية مساعى الوصول لحل سلمى شامل و عادل للصراع، و يضمن وقف اطلاق النار حرية حركة المدنيين و البضائع بما فى ذلك المساعدات الانسانية فى كل ارجاء جبال النوبة. و دون ان نفصل بنود الاتفاقية الا ان اهم ايجابياتها انها فتحت الباب لايصال المساعدات الانسانية لشريحة كبيرة من سكان المنطقة و اوقفت الطيران الحربى للمؤتمر الوطنى الذى استهدف النساء و الاطفال و ادى لمقتل 13 طفل فى فصل تحت شجرة، كما انها جعلت السكان يمارسون حياتهم الزراعية و الانشطة الاخرى بدرجة من الاطمئنان، بجانب التواصل بين شعب جبال النوبة فيما بينهم و العالم الخارجى، و رغم بعض الخروقات التى قام بها المؤتمر الوطنى و مليشات الدفاع الا ان قيادة الجنرال النرويجى و ليامسون للقوات العسكرية المشتركة، و توفر طائرات مروحية و وسائل اتصالات و حركة، ساهمت بصورة كبيرة فى تنفيذ الاتفاق بشكل مرضى لحد ما.
    و كان للدور الكبير الذى قامت به قيادة الحركة و منظمة النوبة لاعادة التعمير و التنمية فى الاتصال بابناء جبال النوبة فى الداخل و الخارج و استشارتهم فى كثير من القضايا التى تهم الاقليم اثره البالغ فى توحيد رؤية شعب جبال النوبة للتوحد حول القضايا المصيرية، و قد تصادف ذلك خروج اعداد كبيرة من ابناء الاقليم الى دول المهجر فى اروبا و امريكا الشمالية و استراليا بجانب مصر و لبنان و ليبيا و افريقيا، حيث نشطت روابطهم بصورة كبيرة خاصة رابطة جبال النوبة العالمية بامريكا و تضامن ابناء جبال النوبة فى اروبا، و استطاعت ان تقدم مساعدات فى مجالات متنوعة لا سيما التعليم و الصحة، اضافة الى عكس قضية جبال النوبة عبر عدد من الوسائل سواء كانت الاعلام او مقابلات المؤسسات الامريكية و الاروبية و المصرية و الدولية و غيرها ، و فى امريكا تم ذلك التنيسق مع مركز مكافحة الابادة العرقية و معهد الدبلوماسية متعددة الاغراض بواشنطن و هو مقر مكتب رابطة جبال النوبة العالمية آنذاك. و قد كلفت رابطة جبال النوبة العالمية بامريكا من قبل قيادة الحركة الشعبية للقيام بدور تنسيقى مع النشطاء السياسيين و الطلاب و المرأة فى داخل السودان لتوحيد الصفوف و الضغط دوليا حتى ينال الاقليم حقوقه عبر المفاوضات، التى كان المؤتمر الوطنى يحاول عبرها شق الصفوف لاضعاف الموقف التفاوضى، حيث اثار توقيع الاتفاق الاطارى لبرتكول مشاكوس فى 20 يوليو 2002م، تساؤلات كبيرة فى اوساط الكثيرين من ابناء جبال النوبة، اذ ان المؤتمر الوطنى بعد ضغوط كبيرة وافق على حق تقرير مصير شعب جنوب السودان دون المناطق المهمشة الثلاثة ( جبال النوبة و النيل الازرق و أبيي)، هروبا من قضايا التنوع و فصل الدين عن الدولة، و كان يهدف ايضا لاضعاف الحركة الشعبية لتحرير السودان، من خلال سياسة فرق تسد و استخدام اعلامه فى تخوين شعب جنوب السودان فى التخلى عن رفاق دربهم الطويل، و هى محاولة من المؤتمر الوطنى الغرض الاساسى منها هو شق الحركة الشعبية و اضعافها بصراعات داخلية، مما يمنحه وقتا لتجميع انفاسه حيث انه كان يعيش فى اسوأ حالاته العسكرية ميدانيا و سياسيا بعد مفاصلة القصر و المنشية و محاصرا دوليا دبلوماسيا و اقتصاديا و موضوع فى قائمة الدول الداعمة للارهاب.
    ولكن من الناحية الموضوعية استهدف بروتوكول مشاكوس في فقراته التطبيقية خمس قضايا ريئسية اشار اليها الدكتور منصور خالد فى مقال نشر فى 21 يونيو 2003م بعنوان مشاكوس خارطة الطريق الوحيدة لقبول النظام و طنيا و تطهيره دوليا و هذه القضايا هى:
    1- قضية السلام العادل.
    2- قضية الوحدة الطوعية عبر ممارسة الجنوب لحق تقرير المصير، وبعد فترة انتقالية يعمل فيها الطرفان على جعل الوحدة خياراً مغرياً لأهل الجنوب.
    3- قضية الديمقراطية التعددية كمنهج للحكم في الفترة الانتقالية وما تليها من فترات والتأكيد على سيادة حكم القانون والالتزام دستورياً بمواثيق حقوق الإنسان.
    4- قضية نظام الحكم خلال تلك الفترة مع توصيف للخطوط العامة لسلطات الكيانات الحاكمة: الكيان الشمالي، الكيان الجنوبي، الكيان الوحدوي (متمثلا فى حكومة الوحدة) مع ترك التفصيلات للتفاوض .
    5- قضية الدين والسياسة والتي إستُهل الحديث حولها بديباجة تعترف بأن "السودان قطر متعدد الثقافات و الاعرق و الديانات و اللغات "، وتؤكد أن الدين لن يستخدم كأداة للتفرقة، ولا شك في أن إفراد فقرة خاصة فى البروتوكول للحريات الدينية بدلاً من الاكتفاء بالإشارة إليها كجزء من الحريات المدنية التي تتضمنها مواثيق حقوق الإنسان المشار إليها آنفاً، يعني الاعتراف بأن لتلك القضية أهمية خاصة.
    ويضيف د. منصور خالد حول المناطق المهمشة، بأن الصلف السياسي ذهب بالجماعة الحاكمة إلى أن تنسب لنفسها ـ مع كل الخيبات السياسية ـ عصمة تبيح لها سلطاناً يعلو على الإرادة العامة رغم اعتماد دستورها الراهن الإجماع الوطني مصدراً للتشريع. بموجب تلك العصمة حددت الجماعة الحاكمة للناس خطوط حمراء في المأكل والمشرب والملبس والحل والترحال لا يتجاوزونها أبداً وتطبق في كل أقاليم الشمال والجنوب التي يسيطر عليها النظام. ورغم أن تلك الخطوط الحمراء قد رُسِمت، كما قيل، وفق أحكام الشريعة، إلا أنها طبقت على المسلم دون ضوابطها الشرعية، وعلى غير المسلم دون حجة أو مشروعية. فلا عجب أن كان من أهم نقاط الخلاف حول حقوق المناطق المهمشة (خاصة جبال النوبة والنيل الأزرق) موضوع القوانين التي تحكم هذه المناطق و ضرورة توافقها مع رغائب اهلها و عاداتهم و ارادتهم الحرة. تلك القوانين الجائحة أُلحِقت في واحد من هذين الإقليمين (جبال النوبة) بفتاوي نسبت للإسلام وهي تسئ إليه بالغ الإساءة مثل الفتوى التي أصدرها، بإيعاز من النظام، أئمة المساجد بالأبيض في 27/4/1992 يكفرون فيها مسلمي جبال النوبة الذين انضموا للجيش الشعبي ويبيحون سبيهم ومصادرة أموالهم. لهذا، عندما يقول المتحدثون باسم النظام في مفاوضات السلام أن نظامهم لن يتراجع أبداً عن تطبيق الشريعة في الشمال بما فيه هذين الإقليمين، فأنه يتجاهل أن أنظار المتحدثين باسم هذه المناطق لا تتجه إلى شئ وهمي اسمه الشريعة، وإنما تتجه تواً إلى الممارسات التي لم يعرفوا معها دعة، وإلى القوانين التي لم يعرفوا معها أمناً، والتي طرأت عليهم في هذا العهد.
    من جانب آخر، نقدر أن أهل الجبال وجنوب النيل الأزرق لا يرغبون في الانفصال عن دولة السودان. كما أعلنت الحركة أنها لا تعتبر هاتين المنطقتين جزءاً من الجنوب الجغرافي (حسب التعريف السائد لحدوده منذ
    اول يناير 1956) لهذا، فلئن طالب الإقليمان بالانضمام إلى الكيان الجنوبي خلال الفترة الانتقالية، ووفق ما سيقرره أهلوهما طواعية (عبر استفتاء)، فلا يجب أن يفهم هذا إلا في ظل المعطيات السياسية الراهنة:
    أولاً ظل الإقليمان يحاربان كجزء لا يتجزأ من الجيش الشعبي ولهذا تصبح قضيتهما السياسية أيضاً جزءاً لا يتجزأ من معادلة السلام.
    ثانياً يُقَدِر أهل المنطقتين الذين شاركوا أهل الجنوب الضراء، أن الجنوب سيحظى بعناية خارجية خاصة خلال الفترة الانتقالية، إلى جانب الثروة الجديدة التي مَنَ بها الله عليه، ولهذا يتمنون أن يكون لهم نصيب أيضاً في السراء و إلا "طلعوا من المولد بدون حمص".
    فالحكمة تقضي بأن يحرص الحاكم أو السياسي الشمالي على إدراك ما يدفع أهل هاتين المنطقتين إلى المواقف التي يتخذون، ثم التعامل مع تلك المواقف بناءً على هذا الإدراك. ولربما تقضي الانتهازية الواعية أيضاً بالتجاوب في نهاية الأمر، مع ما يطالب به أهل المنطقتين أولاً لأنه لا يضير كثيراً أن تبعت المنطقتان الكيان الجنوبي أو الشمالي إن بقى السودان موحداً. وثانياً لأن اضافة الثقل السكاني الكبير لأهل جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق إلى الكيان الجنوبي سيرجح كفة دعاة الوحدة عند ممارسة تقرير المصير (انتهى الاقتباس من د. منصور خالد).
    واقع الحال كان يقول ان عقلية المؤامرة الاسلاموعروبية الشمالية دائما تفترض الغباء فى الاخرين، و تدعى معرفة مصالحهم اكثر منهم، و بالتالى حينما فشل المؤتمر الوطنى فى الخطة (أ) الرامية الى شق الحركة الشعبية عبر سناريو مشاكوس الذى اعتبرته الحركة الشعبية مكسبا حتى و لو كان جزئيا، لان تحرير و استقلال ما يقارب ثلث السودان من قبضة المستعمرين الجدد افضل، و طالما النوبة شاركوا فى تحرير جنوب السودان فحتى لو انفصل الجنوب فسوف يكون موطنا آخر للنوبة فى السراء و الضراء، و الحقيقة الاخرى ان لم تاتى الوفاة المفاجأة للدكتور قرنق و طبقت اتفاقية السلام على افضل صورة فربما لن يقع الانفصال، ثم ان الجنوب و جبال النوبة و النيل الازرق، كان وجودهم بالحركة الشعبية ممرحل بمعنى ان البداية كانت بالجنوب كامتداد طبيعى لحركة الانانا منذ الخمسينيات و ان هنالك اصواتا تنادى بالانفصال فى كل مراحل نضال الجنوب بما فيها من هم داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان، و رغم تشابه ظروف الظلم و التهميش، الا ان كل اقليم او جبهه لها خصوصيتها و ظروفها و مصالحها و معطيات ملعبها السياسى رغم ايمانهم بمنفستو السودان الجديد، و ما يؤكد ذلك ان جبال النوبة حينما عزلت دوليا و حرمت من برنامج شريان الحياة و كان هنالك نقص كبير فى العتاد العسكرى و غيره، جمع القائد/ يوسف كوه شعب جبال النوبة فى المناطق المحررة، ليتفاكروا فى وقف النضال او مواصلته و ترك لهم مطلق الحرية فى اختيار القرار الذى يناسبهم، و بعد نقاشات متنوعة حسمت امرأة فى جبال النوبة الامر بانهن كنساء سيواصلن النضال اذا ما قرر الرجال عكس ذلك، فقرر الجميع مواصلة النضال. لذلك حينما فشلت الحيل التآمرية للمؤتمر الوطنى عبر بوابة مشاكوس، لجأ للخطة (ب) و هى شق صفوف النوبة و كل سكان الاقليم عبر قيام المؤتمرات والاجتماعات داخليا و افريقيا و التعبئة الاعلامية ، بجانب استقطاب ضعاف النفوس و وعد بعض الاحزاب و الافراد فى المنطقة بمساندة مخططه المسيئ للحركة الشعبية على ان يمنحههم نصيبا فى السلطة اذا ما ساندوه ضد ارادة شعب الاقليم فى المناطق المحررة و الخارج و بعض المناضلين فى الداخل، فعقدت اجتماعات فى القصر الجمهورى كنا نعلم ادق تفاصيلها و اجتماعات فى ما يسمى المجلس الانتقالى للسلام كنا نتحصل على محاضرها كما هى و حتى اجتماعات البيوت ودور الاحزاب و مؤتمر كمبالا لاحقا و جولات و صولات و اجتماعات الوفود فى كينيا و غيرها كانت تصلنا ادق تفاصيلها. و تبنينا فى رابطة جبال النوبة العالمية بالتنسيق مع القائد/ عبد العزيز الحلو و منظمة النوبة للاغاثة و اعادة التعمير قيادة خط ايجابى لتبنى الحقوق المشروعة لشعب جبال النوبة وتنظيماتهم خارجيا و داخليا و كلفنا بترتيب تلك الحوارت بحكم معرفتنا بكل القيادات الشبابية و الطلابية و النسوية و الادارات الاهلية و الحزبية فى الداخل لتكوين رؤى مشتركة و موقف تفاوضى قوى داعم لمستقبل و مصير جبال النوبة، و قد خصص القائد/ الحلو يومين فى الاسبوع للاتصال المباشر معه بمشاركة أنقوكا لندى جكارى (النجومى المكى سابقا) و كومى الاعيسر (محمد اسماعيل سابقا) و تيو دود العسل (طالب حمدان) و اسعد كومى و أحمد فضل المولى (طورش) و احيانا شالوم ديكا ( سالم الياس سابقا) و شخصى قوقادى اموكا (امين زكريا سابقا)، و كنا نناقش مع اعضاء الحركة الشعبية و الرابطة من ابناء جبال النوبة المتواجدين فى امريكا و بعض الدول الاخرى و ذلك بغرض التشاور فى العديد من القضايا بما فيها التحركات على المستوى الدولى و طرح المؤتمر الوطنى حل ولاية غرب كردفان لاحقا و وحدة كل شعب الاقليم بمختلف اثنياتهم و الوان طيفهم السياسى حول القضايا المصيرية للاقليم...الخ. و كنا نتحاور حتى مع المختلفين سياسيا مع الحركة الشعبية و المعاد انتاجهم و المغيبين!!!
    و صدرت العديد من البيانات فى عام 2002 كان اهمها البيان الاتى:
    بيان مشترك الى المجتمع الدولى ووسطاء مبا حثات السلام السودانية

    بسم الله و بسم الوطن

    تنظيمات و روابط جبال النوبة السياسية والاجتماعية داخل السودان و دول المهجر

    نريد أن نوضح ان ابناء جبال النوبه فى تاريخهم القديم والحديث لم يختاربأرادتهم الأنتماء للشمال العربى المسلم, حيث كانت منطقة جبال النوبة ضمن المناطق المقفولة خلأل فترة الأستعمار بجانب جنوب السودان الجغرافى و جنوب النيل الأزرق - حيث تمثل هذه مجتمعة الجنوب السياسى, ولم يشارك احد من ابناء جبال النوبة فى وضع مسودة استقلأل السودان فى 1956, أو المساهمة فى اى دستور او قانون سودانى حتى الأن.
    و كما أوضحنا رؤيتنا كتنظيمات سياسية و اجتماعية حول مباحاثات السلأم ووضعية جبال النوبة خلأل الست سنوات القادمة كل بصورة منفصلة، الأ اننا عزمنا ان نصيغ رؤانا موحدة فى هذا البيان تعبيرا عن ارادتنا و استجابة لتطلعات القواعد السياسية و الأجتماعية و ذلك على النحو الأتى:-

    1- ابناء جبال النوبة ناضلوا تاريخيا وسياسيا وعسكريا ومازالوا يناضلون بعشرات الالاف فى صفوف الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان فى كافة الجبهات الاستوائية،بحر الغزال،اعالى النيل جنوب النيل الازرق وشرق السودان وجبال النوبة. كل ذلك دفاعا عن النفس من التطهير العرقى و الابدال السكانى و تحقيقا للحريات و خاصة الدينية، و احتجاجا على التهميش التنموى و السياسى الذى وقع على المنطقة.

    2- قضية جبال النوبة لا يمكن فصلها عن قضية جنوب السودان السياسى و جنوب النيل الازرق و ابيى نسبة للارضية الافريقية و النضال السياسى و العسكرى التاريخى المشترك و المعاناة والتهميش و الابادة العرقية و انتهاكات حقوق الانسان و الاضطهاد العرقى والدينى من كل الانظمة الشمالية العربيه الاسلامية التى حكمت السودان مما ادى الى فقدان الثقة مع الشمال العربى الاسلامى و خاصة مع حكومة الجبهة الاسلامية المتطرفة. كما ان الحكومة تريد ان تفصل قضية جبال النوبة والنيل الازرق و ابيى عن قضية الجنوب السياسى لكى يسهل لها لعب دور فى خلق خلافات بين المجموعات الافريقية خلال الفترة الانتقاليه
    و إضعافها و من ثم الانقضاض عليها فى النهاية (سياسة فرق تسد). و كذلك للنيل من حرية المجموعات الافريقية، و المسخ الثقافى باستخدام كل الوسائل التعليمية و الاعلأمية او بالابادة العرقية و تفريغ المنطقة و الاسترقاق و التهميش السياسى و التنموى و السيطرة على موارد المجموعات الافريقية و استغلالها فى اغراض الحرب الابادية(فهم يريدون الارض و ليس سكانها).).

    3- حكومة الجبهة الاسلامية مازالت و حتى الان و بعد توقيع اطار مشاكوس تصف جميع ابناء النوبة غير المنتمين لها بالداخل بالطابور الخامس "الداعم للحركة الشعبية" و المتواجدين بالخارج بعملاء امريكا والغرب، كما ترفض و بصورة منظمة توظيف ابناء النوبة و خاصة الخريجين و اهمالها المتعمد و التام للطلاب و التعليم فى المنطقة و خارجها. فهى حكومة فاقدة للمصداقية و مستغلة لوسائلها الاعلامية فى تضليل الرأى العام.

    4- حكومة الجبهة الاسلامية لجات الى الدول العربية لمساعدتها بحجة انها تحمى الامن القومى العربى و الاسلامى و تقويتها فى هذا الجانب، مما يعنى بصراحة و وضوح تأليب العنصر العربى الشمالى الذى يشكل اقليه فى السودان لقهر المجموعات الافريقية الاخرى المشكله للاغلبيه و اخضاعها بالقوة و هذا امر يؤدى الى تزايد حدة الصراع مستقبلا ونقله الى صراع عربى افريقى.

    5- حكومة الجبهة الاسلامية لديها مرامى خبيثة ورا ء فصل قضية جبال النوبة من جنوب السودان السياسى و ذلك لكى يسهل لها الانفراد بجبال النوبة والانقضاض الكامل عليها و ابادة و ابدال سكانها او تبعيتها الكاملة بالقوة للشمال العربى المسلم و كذلك النيل الازرق و ابيى.

    6- حكومة الجبهة الاسلامية تدرك انها فقدت السيطرة الكاملة على الجنوب الجغرافى الغنى بموارده البترولية والغابية و المائية و الحيوانية ....الخ و ذلك من خلال التوقيع على الاطار العام لمشاكوس والاقرار بحق تقرير المصير، لذلك لجات الحكومة للتعريف الجغرافى للجنوب حتى تتمكن من السيطرة على اقليم جبال النوبة الغنى بموارده البشرية و البترولية و الحيوانية و الغابية و المعدنية خاصة اليورنيوم الموجود بكميات كبيرة فى منطقة ميرى(مرفق صورة من الدراسات العلمية لذلك)، و قد افتعلت الحكومة
    مشكلة فى الاسابيع الماضية حينما قامت القوات المشتركة الدولية (جى ام سى) فى تشييد مدرسة بمنطقة ميرى ، مما يؤكد ان الحكومة ترفض قيام اى نهضة تعليمية فى المنطقة كما ترى ان تواجد القوات المشتركة فى المنطقه سيكشف من مخططاتها للاستيلأء على اليورانيوم و استخدامه مستقبلأ فى اغراض مدمرة للانسانية, و لذلك فهى متمسكة بجبال النوبة بهدف نهب مواردها و استغلألها مستقبلا استغلالا غير رشيد خاصة فيما يتعلق بصناعة الاسلحة الكيمائية و البيولوجية و الجرثومية و النووية .. الخ, مما يمهد لها الطريق لاعادة السيطرة وفرض نفوذها من جديد ليس على جنوب السودان الجغرافى فحسب بل على افريقيا كافة.
    7- حكومة الجبهة الاسلامية ترفض ان يحكم ابناء جبال النوبة المنضويون تحت لواء الحركة اقليمهم، كما ترفض ان تشارك تنظيمات جبال النوبة السياسية بالداخل فى حكم المنطقة والمشاركة فى الحكومة المركزية باجهزتها السياسية و التنفيذية فى الفترة الانتقالية و ذلك لكى تمرر سياساتها فى المنطقة بالطرق التى تراها مناسبة معها، وهو امر مرفوض لدى القاعدة العريضة السياسية والشعبية والعسكرية من ابناء جبال النوبة. واذا لم يضع المجتمع الدولى هذا الامر فى الاعتبار سوف يكون شرارة حرب من جديد مستقبلا أكثر ضراوه.
    8- حكومة الجبهة الاسلامية قتلت و شردت و هجرت ابناء النوبة و فصلت الكثيرين و دمرت كل مؤسسات المجتمع المدنى و البنيات التحتية وصفت المؤسسات الاقتصاديه لجبال النوبة, بل واباحت دماء النوبه وسبى نسائهم واطفالهم واغتنام ممتلكاتهم من خلال اعلان الجهاد و قامت بتوطين بعض العناصر الجدد غير النوبية، و تسعى الان الى عدم عودة الشباب المثقف و الطلاب للمنطقة فى محاولة للابدال السكانى و تغيير مسمى المنطقة لكى تؤكد للرأى العالمى ان المجموعات غير النوبية هم الاكثر عددا فى المنطقة و هذا امر مجافى للحقيقة و الوقائع التأريخية.

    9- تعمل حكومة الجبهة الاسلامية بالخرطوم جاهدة لشق صفوف أبناء جبال النوبة سياسيا واجتماعيا و ذلك بأستقطاب القليل من العناصر الهشة و النفعية و اغرائها ماليا و سياسيا مستغله فقرهم وعدم الوعى السياسى عند البعض الذى تسببت فيه والتطلعات السياسيه الوهميه للبعض الاخر لعكس رؤى مضادة لاراء النوبة الجماعية الرافضة للتبعية للشمال العربى المسلم فى الفترة الانتقالية.

    10- حكومة الجبهة الاسلامية ترمى الى قطع كل الأتصالات بين ابناء النوبة بالداخل و دول المهجر و الحركة الشعبية لتحرير السودان/ جبال النوبة فى محاولة لخلق نوع من التباعد الفكرى بين ابناء جبال النوبة حول القضية مستغلة امكاناتها المالية و الاعلامية فى ترويج الاشاعات و الاكاذيب عن عدم تلاقى الافكار الجماعية للنوبة و هذا امر مرفوض. فهنالك تنسيق جماعى موحد لمعظم المجموعات السياسية و الاجتماعية بالداخل و الخارج.

    لذلك يرى ابناء جبال النوبة الاتى:-

    1- عدم فصل قضية جبال النوبه عن جنوب السودان السياسى فى الفترة الانتقالية, و ان يحكم ابناء جبال النوبة المنضوين تحت لواء الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان و التنظيمات السياسية الممثلة للمنطقة اقليمهم بجانب مشاركتهم الفاعلة فى الحكومة المركزية باجهزتها السياسية و التنفيذية. و ان اى محاولة للفصل تعنى تحقيق طموحات حكومة الجبهة الاسلامية فى الخرطوم و لا تساهم فى جلب الاستقرار السياسى فى السودان، لان نظام الجبهة الاسلامية سيطبق اجندة الاسلمة و التعريب و السيطرة فى السودان و الامتداد الى افريقيا و الى دول العالم الاخرى، كما ان الوضع الديمقراطى لا يمكن الوصول الية اذا سمح المجتمع الدولى بتجزئة قوى السودان الجديد مما يطيل امد الحرب و معاناة الشعب السودانى.

    2- الرفض التام لمناقشة قضية جبال النوبه خارج الاطار العام لمشاكوس و ذلك لاشتمالها تعريف حدود جنوب السودان السياسى و ليس الجغرافى و هذا بالضرورة يتضمن جبال النوبة و جنوب النيل الازرق و منطقة ابيى. لذلك يرى النوبة ا همية سد الطريق للمد و السيطرة العربية الاسلامية التى تشكل اقلية فى حالة تماسك وحدة قوى السودان الجديد.

    3- ترى تنظيمات ابناء جبال النوبة ان بعض النداءات الاخرى بفصل قضية جبال النوبه عن جنوب السودان السياسى و مناقشتها خارج اطار مشاكوس هى نداءات حكوميه مغلفه برؤى افراد نفعيين وماجوريين من نظام الجبهه الاسلاميه المتطرف.

    4- ترى تنظيمات جبال النوبه أن قبول مناقشة قضية جبال النوبه خارج مشاكوس، سيكون جريمه فى حق شعب النوبه ووقوفا ضد حقوقه وارادته المشروعه وفقا للقوانين والاعراف الدوليه.علما بان اساس مباحثات السلام السودانيه الحاليه مدعومة بمبادرة السناتور جون دانفورث مبعوث الرئيس الامريكى جورج بوش بين الحركه الشعبيه والحكومه اتخذت جبال النوبه( الحركه الشعبيه والجيش الشعبى لتحرير
    السودان) كاختبار حقيقى للطرفين ونواة للحل الشامل والعادل للسلام فى السودان المطروح الان فى
    مشاكوس، لذلك من المنطق ان تناقش قضية جبال النوبه داخل مشاكوس.

    5- ترى تنظيمات جبال النوبة ان حكومة الجبهة الاسلامية و بعد التوقيع على مشاكوس فى 20 يوليو 2002 لم تغير من مواقفها المتطرفة فى اتجاهات الاسلمة و التعريب و الجهاد و تطبيق الشريعة الاسلامية فى شمال السودان العربى الاسلامى، لذلك يرفض النوبة كمجموعات غير عربية و تدين مجموعة كبيرة من سكانه بالمسيحية و الديانات المحلية تطبيق تلك القوانيين، اذ ان النوبة هم أكثر المجموعات التى تضررت من تلك القوانيين منذ تطبيقها عام 1983م.
    6- ان شعب جبال النوبة يطالب بحق تقرير المصير:
    أ- على أن تكون جبال النوبة منطقة ذات حكم ذاتى فى الفترة الانتقالية و يحكمها ابناء جبال النوبة المتواجدين بالجيش الشعبى و التنظيمات السياسية الممثلة للمنطقة، على ان يتم تمثيلهم بفعالية فى تشكيل الحكومة المركزية و اجهزتها التشريعية و التنفيذية و اقتسام الثروة، و يحق لشعب جبال النوبة بعد نهاية الفترة الانتقالية فى حال انفصال الجنوب، الاستفتاء للتصويت حول الانتماء للجنوب او الشمال او قيام دولة مستقلة فى الاقليم.
    ب- حماية دولية تحت البند السابع لفترة زمنية تحدد، مصحوبة بتنمية فى كافة المجالات على ان يدار الاقليم بواسطة الحركة الشعبية و تنظيمات الاقليم و مشاركة فاعلة مركزيا، على ان يتضمن خيارات الاستفتاء للانتماء للجنوب او الشمال او قيام دولة مستقلة فى جبال النوبة.
    كان هذا البيان فى شهر اغسطس عام 2002 حيث وقع علية 18 منظمة و تنظيم سياسى لابناء جبال النوبة فى الداخل و الخارج، و مهدت هذه الرؤية بجانب تعقيدات التفاوض، الى زيارة الجنرال سمبوى كبير مفاوضى الايقاد وبعض الوسطاء الى جبال النوبة، حيث ذكر بالحرف الواحد انه بعد مشاهدته لعدد و تدريب الجيش الشعبى فى جبال النوبة بالاضافة للبيانات المنفردة و البيان الجماعى، حيث ذكر سمبوى انه لم يكن يتوقع ما سمعه و قراءه و شاهده بعينه، وانه كجنرال لاول مرة يتخوف، ذاكرا ان هذا الشعب يجب ان تحل قصيته بصورة عادله، و الا ان السودان لن يشهد سلاما اذا لم يحقق هذا الشعب تطلعاته و طموحاته، و نقل سمبوى هذا الامر للمفاوضيين من نظام الخرطوم و الحركة الشعبية لتحرير السودان و الوسطاء و المراقبيين الدوليين.
    لتحويل الوحدة حول الحقوق المشروعة الى واقع عملت قيادة الحركة بالاقليم لقيام مؤتمر كل النوبة الذى عقد فى مطلع ديسمبر 2002، و كان للدور الكبير الذى لعبته منظمة النوبة لاغاثة و التنمية و اعادة التعمير بقيادة الرفاق نيرون فلب اجو و رمضان حسن نمر و لازم سليمان و اخرين، احد اسباب نجاحه، و قد كان شعاره الاساسى ان لشعب جبال الحق فى تقرير مصيرهم، فهو مؤتمر تاريخى حضره الغالبية العظمى من سياسى جبال النوبة يتقدمهم الاب فلب غبوش و الاستاذ محمد حماد كوه البروفسير الامين حموده و الاستاذ يوسف عبدالله و كل قيادات الحزب القومى و اتحاد عام جبال النوبة و منظمات المجتمع المدنى و الشباب و الطلاب و المرأة فى الداخل و الخارج من اروبا و امريكا، و بعض السياسيين و قدامى نواب البرلمان و الوالى السابق باب الله بريمة و الفريق عوض سلاطين، و سبق المؤتمر المئات من خريجى الجامعات و المعاهد العليا من الشابات و الشباب للتدريب العسكرى و العمل فى الادارات المدنية تطوعا. كما شاركت المرأة و الرجل بتمثيل شمل كل مناطق جبال النوبة المحررة.
    و تميز هذا المؤتمر بحضور قيادات كبيرة من يوغندا و كينيا و المناطق المحررة بالحركة الشعبية يتقدمهم الدكتور جون قرنق و د. بيتر أدوك و القائد ادوار لينو و القائد مالك عقار و القائد دانيال كودى و القائد تعبان دينج و القائد اسماعيل خميس و القائد أليو و القائد ياسر عرمان و الدكتورة سوسن محمد المكى بجانب حاكم الاقليم القائد عبدالعزيز الحلو و قيادات عسكرية و سياسية جاءت من الاقليم و خارجه بالاضافة الى الجنرال و ليامسون قائد القوات المشتركة و عدد كبير من المراقبين الدوليين.
    فما هى الاهداف الاساسية لذاك المؤتمر :
    1- توحيد رؤية شعب جبال النوبة حول موقف تفاوضى موحد.
    2- طالما الحركة الشعبية لتحرير السودان هى المفاوض الوحيد الذى عبر انتصاراته عسكريا و الضغط الدولى ارغمت المؤتمر الوطنى للجلوس لطاولة المفاوضات فكان لا بد ان تناقش الحركة الشعبية جذور المشكلة مع القيادات السياسية للاقليم ، و الحصول على تفويض للدفاع عن القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات.
    3- المطالبة بحق تقرير المصير لشعب الاقليم و هو الشعار الاساسى الذى ارتداه المؤتمرين فى فنايلهم.
    4- توحيد 3 من احزاب الحزب القومى السودانى بجانب اتحاد عام جبال النوبة .
    5- قضايا الارض و حقوق الانسان و المرأة و اللغات و الثقافة ...الخ.
    قسم المؤتمر الى لجان و سكرتاريات بصورة منظمة و قد كان لنا شرف التكليف لادارة المؤتمر بجانب العميد موسى عبد الباقى رئيس مجلس التحرير آنذاك و العميد كوجا توتو (مريم يوحنا سابقا) احدى مسئولات المرأة و شخص آخر، و تم نغطية المؤتمر بصورة اعلامية كبيرة و شكلت فرقة موسيقى الجيش الشعبى و المورلات و غيرها من الفنون و التراث ابعادا مميزة.
    و اهم ما خرج به المؤتمر:-
    1- الاتفاق حول المطالبة بحق تقرير المصير بعد مناقشة جذور المشكلة تاريخيا و القضايا المطروحة و تعنت المركز فى التعامل بجدية مع قضايا الاقليم بل السعى لابادتهم و ابدالهم سكانيا، و يجب مواصلة النضال بكل الطرق للوصول الى طموحات شعب الاقليم بكافة مجموعاته الاثنية.
    2- اندماج اربعة احزاب فى حزب سياسى واحد تحت الحزب القومى السودانى المتحد برئاسة الاب فلب عباس غبوش و نيابة الاستاذ/ محمد حماد كوه، و البرفسور الامين حموده دبيب و الاستاذ/ يوسف عبدالله جبريل، بعد اجتماع مغلق و مطول اداره القائدان دانيال كودى انجلو و ادوارد لينو ابيي و كنت حضورا، و تم تكليف الرفيق ادوار لينو و شخصى لصياغة خطاب وحدة الاحزاب و عرضه لهم لاعتماده، حيث قرأه القائد لينو للمؤتمرين و سط لحظات تاريخية كبيرة امتزجت ببكاء مدنيين و عسكريين رجالا و نساء (سوف نكتب بتفاصيل ادق لاحقا عن تلك اللحظات).
    3- طالما كان التفاوض محصورا بين نظام الخرطوم و الحركة الشعبية، فوض المؤتمرون الحركة الشعبية لتحرير السودان و الدكتور جون قرنق فى حالة التفاوض المغلق بينه و على عثمان للتفاوض نيابة عنهم استنادا على مقررات المؤتمر، و ان يكون للحزب القومى السودانى دورا استشاريا مثل فيه فى جولات التفاوض كل من الاب فلب غبوش و الاستاذ محمد حماد كوه و الاستاذ عبد الرضى عجبنا و الباشمهندس عثمان عبدالله تيه، و كانت لهم ادوارا ايجابيه رغم تعنت المؤتمر الوطنى فى العديد من الملفات.
    3- خطاب د. جون قرنق ديمبيور كان حدثا تاريخيا ذاكرا مآثر الاستاذ يوسف كوه مكى و شهداء شعب جبال النوبة فى كافة جبهات القتال لا سيما جنوب السودان مؤكدا لولا صمود شعب جبال النوبة فى وجه الانقسامات التى حدثت فى التسعينيات، لم يكن فى هذه اللحظة و جودا فاعلا للحركة، مشيرا الى ان النوبة الذين و قفوا معه فى النضال و القتال سوف لن يخذلهم فى الكلام ( التفاوض)، و بعدها اجتمع د. جون قرنق اجتماعا مغلقا مع ثمانية من قيادات متنوعة من جبال النوبة و كان لنا شرف حضور ذاك الاجتماع.
    4 - البيان الختامى كان شاملا لاهم مقررات المؤتمر، مؤكدا فى دبياجته، انه و منذ انهيار مملكة كوش و مماليك النوبة، هى المرة الاولى التى يجتمع فيها شعب جبال فى اراضية المحررة و بارادة حره للنظر فى مستقبلة، و قد كلف المؤتمر الرفيق ياسر عرمان و شخصى لصياغة البيان الختامى الذى تلاه للمؤتمرين الاستاذ محمد حماد كوه، و سط لحظات تاريخية و تلاحم نادر بين كل مكونات الحضور عسكريين و مدنيين.
    5- شهد المؤتمر حضور دولى و اقليمى كبير و تم تغطية المؤتمر تغطية إعلامية
    كبيرة مباشرة و بالاتصالات بكافة الوسائل عبر الاذاعات و القنوات و الصحف و الصفحات الالكترونية و غطى دوليا عبر الندوات و الاجتماعات و مهد لمؤتمرات اخرى على مستوى الاقليم والعالم. و اصبحت قضية شعب جبال النوبة محورية و ذات اهمية دولية، و كانت المرة الاولى فى تاريخ حضور وفود الحركة الشعبية لتحرير السودان الى امريكا ان يحضر قائدا من جبال النوبة لامريكا ممثلا فى حاكم الاقليم القائد/ عبد العزيز ادم الحلو فى وفد مكون من القائد/ د نيال دينج نيال و شخصه، بمبادرة امريكية حضر فيها وفد مواز من نظام الخرطوم و كان ذلك فى ديسمبر 2002م اى بعد ايام من انعقاد المؤتمر، و وجدت تلك الزيارة التى مدها الحلو لفترة بعد المباحثات الرسمية ترحيبا و تنسيقا و انشطة كبيرة من رابطة جبال النوبة العالمية بامريكا.
    و نواصل ...
    Gogadi Amoga
    محاضر جامعى سابق- باحث اجتماعى و انثروبولوجى.
    الموافق 21مايو 2012- أمريكا.
                  

06-07-2012, 10:43 PM

فقيرى جاويش طه
<aفقيرى جاويش طه
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 4868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نظرية المحق تقرير مصير شعب جبال النوبة (1) (Re: فقيرى جاويش طه)








    نظرية المؤامرة و الوقوف ضد حق تقرير مصير شعب جبال النوبة (8)
    برتكول جنوب كردفان/جبال النوبة و لماذا يجب الوقوف مع الحركة الشعبية
    قراءة تحليلة نقدية
    (أمين زكريا)Gogadi Amoga
    [email protected]
    التحية لشهداءنا و الثورة تكمل عامها الاول و التحية لمناضلينا فى الجيش الشعبى لتحرير السودان و النصر أكيد.
    كما تابعنا فى المقالات السابقة ان العقلية الاقصائية الاستعبادية الابادية العنصرية المركزية الاسلاموعروبية كانت سببا رئيسيا فى يتحول النضال السياسى فى الاطراف او الهامش الى نضال عسكرى-سياسى بعد فشل كل المحاولات لجعل السودان و طنا يسع الجميع بكل تنوعاته و يتشكل فى كل مستوياته بعدالة و انصاف، و المعروف ان الحروب طال امدها ام قصر فانها تحدث تحولات فى عقلية الظالمين، الا ان الواقع السودانى ربما كان نشاذا لاى تنبؤء علمى او واقعى، فاستمرار عقلية التآمر و النفاق و الانتهازية و البيع و الشراء و التضليل و ادمان الفشل ظلت المتلازمة المركزية لاقصاء الهامش و لا سيما جبال النوبة سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا، و تسبب فى تخلف فى كافة مناحى الحياة، و بدون الاعادة او عرض بنود اتفاقية السلام الشامل و بالاخص برتكول الاقليم رأينا ان نشير فى نقاط تحليلية نقدية للبرتكول.
    1- المعروف ان الهدف الاساسى الذى ناضل و يناضل من اجله شعب جبال النوبة هو نيل حقوقهم عبر سودان يبنى على اسس جديده عادلة، و قد تحددت اليات النضال للوصول للاهداف، بما فيها الوصول الى حق تقرير المصير اذا رفض المركز التعامل مع قضايا الظلم التاريخى بواقعية.
    2- التفاوض هو احد الاساليب النضالية، و لكن التفاوض الذى يفضى لحل نهائى لا يتأتى الا بالاتى:
    أ‌- بقوة السلاح: فطالما صرح نظام الانقاذ الذى جاء عبر انقلاب عسكرى و بأيديولوجية اسلامية عروبية متطرفة، انه جاء بقوة السلاح و من اراد ان ينتزعة فعلية ان ياتى بنفس القوة، و بالتالى يكون النظام قد عطل العقل و العوامل الاخرى التى يمكن استخدامها لحل قضايا السودان، و كانه اراد ان يرسل رساله تقول عليكم القبول بشروطنا الظالمة المجحفة او اننا سنبيدكم، و حينما قال الحكماء "ان الحرية لا تمنح انما تنتزع" فانهم كان يدركون ان فى العالم مثل هولاء، فطالما كان ذاك هو الحال فان الخيارات المتاحة اما تكون عبدا او تنضال لتحرر كما قال باتريك هنرى فى كتاب صوت الحرية لمؤلفه ألن بتون" أعطنى حريتى او اقتلنى"”Give me liberty or give me death و هى لا تأخذ المعنى الحرفى، و لكن معناها اننى سأحارب بكل السبل لنيل حريتى حتى لو كلفنى ذلك التضحية بحياتى، فالحرب كان خيارا للتحرر و ليس رغبة فى الحرب.
    ب‌- يرى علماء السياسة ان الرجوع لجذور اى مشكلة و معالجتها بصورة نهائية تعد مدخلا فى نماء المجتمعات و استقرارها و تطورها، و يجب ان يكون هنالك مصداقية من الطرف الذى يمثل الجانب الحكومى اذا كان فعلا راغبا فى ذلك.
    و اقع الامر يقول ان المؤتمر الوطنى كان متجاهلا عن قصد القضايا التى طرحها ابناء جبال النوبة فى المفاوضات اى قبل التوقيع على اتفاقية السلام الشامل، لذلك يمكن القول ان اطالة امد الحروب و تكرارها يتحملها المؤتمر الوطنى رغم ان برتكول جبال النوبة لم يرضى و يرتقى الى طموحات شعب الاقليم لاسباب كثيرة ذكرناها سابقا، الا ان عدم تطبيق الاتفاق بالشكل الصحيح من قبل المؤتمر الوطنى، بل و تزويره للتعداد السكانى و الانتخابات و محاولة نزع سلاح الجيش الشعبى و تجاهل و مخالفة و انتهاك تنفيذ معظم بنود الاتفاق، و شن حرب ابادة عرقية ضد شعب جبال النوبة، كانت مؤشرات تنم عن غباء مركب للقائمين على السلطة فى المركز الذين بافعالهم حددوا خيارات الشعوب المهمشة و خاصة جبال النوبة فى ذهابهم او حق تقرير المصير للذهاب منهم.
    و كل المؤشرات المتعلقة بتطبيق الاتفاقية و تاخير جداولها الزمنية كانت تشير الى ان المؤتمر الوطنى كان مبيت النية لتدميرها بعد انفصال الجنوب، لذلك كان خطاب الدغمسة و ان لم نفذ بصاديق الاقتراع سنفذ بصاديق الذخيره، و سنطاردهم جبل جبل و كركور التى سبقت الانتخابات الولائية دليل واضح لضمور السوء.

    و كنا قد اشرنا و تنباءنا منذ توقيع الاتفاق فى رسالة فى يوم 26/1/2005م لقياداتنا بكينيا بان قرنق سيقتل و ان الحلو سوف يستهدف و ان البيع و الشراء و الاغتيالات و الانشقاقات و غيرها هى جزء من العقلية التآمرية المركزية، و وصينا بالتركيز على جوهر الاتفاق – التعداد، الانتخابات و المشورة الشعبية- و شرحنا كيف نبدأ الفترة الانتقالية و بمن نستعين حتى نصل لاهدافنا المرجوه، و حسب توقعاتنا قتل د. قرنق و استهدف الحلو من محاور و دوائر مختلفة و تم التلاعب بالتعداد و الانتخابات و راحت المشورة الشعبية شمار فى مرقة، و لم نكتفى بمذكرة 2005م، فلقد كررننا ما ذكرناه شفاهة و كتابة فى الفترة من 2006-2007م، و اضطررننا ان نكتب فى يوم 16/7/2007م مقالا عبارة عن رسالة للرفيقيين سلفا كير و باقان اموم كمحاولة تحليلية و تنبيهية لبعض القضايا الهامة و خاصة برتكول جبال النوبة و وجدنا ردا حينها، و تم ابتدار تلك الرسالة بإن المجهودات الثورية والفكرية التى صاغها المفكر الشهيد د./ جون قرنق ورفاقه بالحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان منذ نشأتها مرورا بالتطورات التى حدثت فى داخلها والتى كانت الأساس فى منفستو الحركة ورؤية السودان الجديد التى وضعت بعد قراءة تاريخية وإجتماعية وإقتصادية متأنية لصياغة دولة تعترف بالتنوع ويسودها دستور وقوانين تنظم شؤونها على أساس المواطنة العادلة فى الحقوق والواجبات.
    وقد حددت الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان الادوات والوسائل لبلوغ الأهداف المرجوة، و إستمر هذا النضال لزهاء 21 عاما توج بإتفاقية السلام الشامل كنواة لتحول ديمقراطى حقيقى يحافظ على بناء ووحدة السودان على أسس جديدة أو الإنتهاء بدويلات.
    وقد كان المد الفكرى والثورى للسودان الجديد سببا فى إنضمام الكثيرين من جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الازرق وشمال السودان للحركة الشعبية وتوج هذا المد بإستقبال جماهيرى غير مسبوق للقائد الشهيد د./ جون قرنق بالخرطوم.

    الإتفاقية:

    الإتفاقية لا بأس بها فى جانبها النظرى رغم و جود قصور و ان وجداولها الزمنية للتطبيق مميزة اذا تم تنفيذها كما هى، وهنالك بعض الملاحظات يمكن إختصارها فى الآتى:-

    1- الحركة الشعبية تعاملت مع الاتفاق بشفافية على أسسه المرجعية بينما تعامل المؤتمر الوطنى بوجهين يرميان الى تقليل الحصار العسكرى والجماهيرى المفروض عليه فى كافة جبهات القتال بجانب الضغط الدولى واستخدام سياسة كسب الوقت والتمويه، ففى الوقت الذى إنقسمت فيه صقور وخفافيش المؤتمر الوطنى بين مؤيدة ورافضة للإتفاق، وحتى لا ينقسم المؤتمر الوطنى داخليا فإنه عمل على التوقيع بالصورة التى ظهر بها وأن يكون التنفيذ عكس ذلك، ولعل إختلاف خطابى البشير ونائبه الاول فى يناير 2007م بمدينة جوبا لهو خير مؤشر لذلك.

    2- الحركة فقدت قائدها الكاريزمى ومفكرها الشهيد د./ جون قرنق فى ظروف غامضة يصفها محبيه بأنها مؤامرة دبرت لتحجيم الحركة وحصرها فى دائرة الجنوب بل لاحتوائها وتدمير الاتفاق، ومن جانب آخر فإن إستشهاد د. قرنق قد أراح الكثيرين من القوى السياسية التقلدية بما فيها المؤتمر الوطنى وبعض العناصر المضروبة داخل الحركة الشعبية نفسها، لان شخصية د. جون قرنق كانت كفيلة بخلق تحولات كبيرة تصب لصالح الشعب السودانى بصورة عامة. ولكى تحافظ الحركة الشعبية على استمراريتها فلم تتوانى فى إختيار القائد سلفاكير لعوامل عديدة يعرفها قادة الحركة الشعبية. ولقد اعاد استشهاد د. قرنق انفاس المؤتمر الوطنى والقوى التقليدية خاصة بعد شعورها بعدم السير الجيد للحركة الشعبية فى الخط الذى رسمه بعناية د. جون قرنق قبل وفاته سياسيا واقتصاديا واجتماعيا واعلاميا.

    3- الحركة دفعت بمعظم مفاوضيها فى مواقع دستورية وتشريعية وسياسية حرصا منها لتطبيق الاتفاق، الا ان معظم مفاوضى المؤتمر الوطنى يعملون فى حكومة ظل فسره كثير من المراقبين انه عمل لتقويض الاتفاق.

    4- المؤتمر الوطنى استغل بعض الفراغات و طموحات بعض ضعاف النفوس الموجودة داخل الحركة الشعبية، فعمل على احراج الحركة واحباط طموحات جماهيرها العريضة من خلال تجميد العديد من بنود الاتفاق والبرتكولات، وكذلك لجأ للعديد من الاساليب منها بث الاشاعات لخلق زعزعة وعدم ثقة داخل الحركة الشعبية من خلال الاتى:

    أ- الخلافات داخل الحركة الشعبية: إستفاد المؤتمر الوطنى من خلال تفاصيل معرفته للخلافات داخل الحركة الشعبية و بالتالى بدأ فى تصنيف الحركة على أساس ابناء قرنق وآخرين، ولم تفطن كثير من قيادات الحركة لهذا المخطط الا مؤخرا.
    ب- البيع والشراء: أسلوب لجأت اليه بعض القوى السياسية الشمالية تاريخيا للتعامل مع الاطراف مستغلة بعض ضعاف النفوس والفقراء غير المبدئيين، و الساحة السياسية الحالية لم تخلو من ذلك بغرض تفكيك الحركة الشعبية تدريجيا وببعض عناصرها.

    ج- التلميع الاعلامى: المعروف ان المؤتمر الوطنى متسيطر على ما يسمى بوسائل الاعلام القومية من اذاعة وتلفزيون وصحف ويوجهها بالطرق التى تتناسب معه، وبالتالى فان معظم انشطة الحركة الشعبية بما فيها انشطة النائب الاول لرئيس الجمهورية آنذاك لم تجد مجالا يذكر، وفى نفس الوقت يلعب المؤتمر الوطنى دورا اعلاميا مقصودا لبعض وزراء الحركة الشعبية الذين صنفهم بالضعف الادارى والسياسى لارسال رسالات بأنهم ناجحون وفى نفس الوقت يقوم المؤتمر الوطنى بشغل هؤلاء الوزراء باجتماعات ولقاءات وماموريات ماكوكية داخل وخارج السودان ويسيرون وزارتهم عبر وزراء الدولة والوكلاء والمديريين العامين وربما مدراء الادارات، بل و يعزلونهم عن جماهيرهم عبر فرض طوق من الموظفين والعاملين داخل الوزارة وبالتالى فان الرسالة الاعلامية للجمهور تؤكد ان الوزير يعمل بكفاءة عالية وفى نفس الوقت لم يكن له وجود يذكر ولا فهم او كفاءة سياسية وادارية.

    د- العداء والتشويه الاعلامى: وهى حملات اعلامية تشن بشراسة كمحاولة للاغتيالات السياسية للدستوريين والتنفيذيين والتشريعيين والسياسيين المؤمنيين ببرامج السودان الجديد والملمين باتفاقية السلام والساعين لتطبيقها حسب الجداول الزمنية المتفق عليها، وقد يصل هذا التشويه الى مرحلة التهديد المادى أحيانا.

    5- الانفلاتات والتهديدات الامنية التى تقوم بها بعض المليشيات فى جبال النوبة وجنوب السودان ما هى الا محاولات لشغل الاطراف بقضايا أمنية وتجميد التنمية فيها وخلق نوع من التباعد بين المجموعات الاثنية المختلفة مما يجعل البعض ادوات للمركز ويقلل من فرص التعايش السلمى بين ابناء الوطن والاقليم الواحد وهو ما ينبأ بإنهيار اتفاق السلام ( وقاد فعلا لانهياره).

    6- التشويه وعدم توضيح عائدات البترول فى جنوب السودان وجنوب كردفان والانصبة حسب الاتفاقية، بجانب اموال التنمية وصندوقها فى جنوب كردفان والنيل الازرق هى رسالة اراد المؤتمر الوطنى ان يرسلها لجماهير الحركة الشعبية بانه المسيطر على زمام الامور وان الحركة ليس باستطاعتها تقديم شئ الا عبر المؤتمر الوطنى وهو خرق صريح للاتفاق.

    7- مناوارات التعداد السكانى والانتخابات هى محاولات من المؤتمر الوطنى لجس نبض الحركة الشعبية والتنظيمات السياسية الاخرى لمعرفة مدى جاهزيتهم وخلخلتهم من خلال قوانيين الانتخابات فى محاولة للاستفادة من الثغرات والتعقيدات والتناقضات لاعطاء نفسه شرعية من خلال هذه البوابة رغم من اشتمال الاتفاقية على التعداد السكانى والانتخابات وفقا للجداول الزمنية المعروفة.

    8- إستمرار العقلية الشمولية والامنية وكبت الحريات الصحفية والتظاهرات لهو مؤشر لانهيار الاتفاقية فى أى زمان ومكان اذا لم تنتبه الحركة الشعبية والمجتمع الدولى لذلك (الحرب الاخيرة كانت نتيجة لذلك).

    الترتيبات الامنية:

    الترتيبات الامنية هى واحدة من الضمانات الكبيرة لاستمرارية ونجاح الاتفاقية واحداث التحول ولكنها عمليا لم تتم بالصورة المطلوبة لان المؤتمر الوطنى استطاع بممطالة وذكاء ان يتمادى فى ذلك، واستطاع المؤتمر الوطنى ان يمرر اجندته من خلال الاتى:-
    أ- رغم جدارة المفاوضيين من الحركة الشعبية وتعقيدات التفاوض التى ألم بالكثير منها إلا انه حسب تقديرى الخاص ان دمج القوات وانتشارها وانسحاب الفائض كان يجب ان يتم فى كافة الجبهات قبل دخول القوى السياسية من الحركة الشعبية حتى اذا استمر ذلك لمدة عام بعد التوقيع على الاتفاق وهو ما يعضد جهود تطبيق البنود الاخرى.
    ب- إنسحاب الحركة الشعبية بكامل عتادها من جبهة الشرق قبل انسحاب القوات المسلحة من الجنوب كان أحد الاخطاء الاستراتيجية والتكتيكية للحركة الشعبية ونجاح كبير للمؤتمر الوطنى لانه تخلص من قوة رادعة فى الشرق وقريبة من موقع اتخاذ القرار بالخرطوم و أضعف جبهة الشرق و دارفور ووضعهما امام امر تفاوضى لم تكن نتائجه ايجابية بالقدر الذى ينبغى اذا كانت قوات الجيش الشعبى موجودة بالشرق، كما ان الالتزام الاخلاقى للحركة الشعبية فى سحب قواتها من الشرق مقابل سحب القوات المسلحة للاعداد المتفق عليها حسب نصوص برتكول الترتيبات الامنية لم ينفذ الا شكليا وفى جنوب السودان فقط( وفقا للفترة من 2005-2007م لحظة كتابة المقال اى قبل انفصال الجنوب باربعة سنوات).

    3- حتى تلك اللحظة( 2007 و استمر الحال بصورة متفاوته نسبيا الى حين قيام الحرب) لم يتم دمج القوات المشتركة والشرطة والاجهزة الامنية فى جبال النوبة وجنوب السودان وجنوب النيل الازرق والعاصمة الخرطوم بالصورة المطلوبة وعدم وجود احصاءات دقيقة من قبل القوات المسلحة وهو ما يؤكد اختلاف عقلية المؤتمر الوطنى بين التوقيع وتطبيق الاتفاق، وهو ما سيهدد سير الاتفاق لاحقا( و هو ما حدث فى 5/6/2011).

    4- إستمرار وجود قوات الدفاع الشعبى والمليشيات والشرطة الشعبية هو خرق واضح للترتيبات الامنية ويحتاج الى مراجعة ( مستمرة حتى الان بمعنى ان حلها حبر على ورق فقط).
    الثروة:
    رغم وضوح بنود الاتفاق فيما يتعلق بالثروة بالنسبة للجنوب وجبال النوبة والنيل الازرق وخاصة فيما يتعلق بعائدات البترول فى جنوب السودان وجنوب كردفان بجانب صندوق التنمية( 75% من ماله تذهب لجبال النوبة وجنوب النيل الازرق حسب نصوص الاتفاق) والفصول المالية المتعلقة بالمرتبات والخدمات والتنمية فى جنوب كردفان والنيل الازرق، الا ان المؤتمر الوطنى قد تمادى فى عدم الشفافية فى محاولة منه لاحراج الحركة الشعبية والذى هو فى الواقع تدمير للشعب نفسه، وهو ما يتطلب من قيادة الحركة بذل مذيد من الجهود للضغط لانفاذ بنود الاتفاق( لكنها انصدمت بتعنت المؤتمر الوطنى و عدم رغبته فى تنفيذ الاتفاق).
    السلطة:
    1- السلطة ونسبها المعروفة طبقت فى مستوياتها العليا فقط اى على المستوى الدستورى والتشريعى الفوقى دون الممارسة الكلية على المستويات الاخرى والتى من المفترض ان تأخذ الحركة الشعبية فيها نسبة 28% على المستوى القومي و 70% على مستوى الجنوب و 45% على مستوى جبال النوبة/ جنوب كردفان والنيل الازرق و 10% لبقية ولايات الشمال. وعدم التطبيق الامثل لنصوص الاتفاق تسبب فى احباط جماهير الحركة وانتقادها لقيادتها.

    2- المفوضيات لم تكتمل حتى الان( 2007 و حتى نهاية الفترة الانتقالية، كما ان المفوضيات التى كانت موجودة آنذاك تعمل بصورة شكلية، وقد نجح المؤتمر الوطنى الى حد كبير فى شل تفكير الحركة الشعبية وشغلها بمفوضيتين وهما البترول وابيي بالاضافة الى موضوع الحدود، وبالتالى لم يكن هنالك حديث يذكر حول مفوضية الارض القومية والولائية ومفوضية الانتخابات والتعداد السكانى والخدمة المدنية وصناديق التنمية ......الخ ( و هو ما اثر لاحقا على الانتخابات).

    3- التناوب على رئاسة المجلس التشريعى لولايتى جنوب كردفان والنيل الازرق، حيث فقدت الحركة الشعبية حقها فى التناوب وكان مكسبا للمؤتمر الوطنى، وهذا البند هو من الاخطاء التى لم يتنبه لها المفاوضيين بنفاشا ولم ترد فى الاتفاق و وكان يجب ان تكون قياسا على منصب الوالى اى التناوب حسب جداولة المذكورة (فالحركة سلمت المؤتمر الوطنى منصب الوالى بعد سنه و نصف و استفرد به المؤتمر الوطنى الى وقتنا الحالى). وهى مسئولية تفاوضية و أخرى خاصة بتطبيق بنود الاتفاق والتوافق حول النقاط الخلافية.

    4- الخارجية:

    أ- المؤتمر الوطنى استطاع ان يشوه وجه الحركة الشعبية امام جماهيرها والمتعاطفين معها من الشعب السودانى والمجتمع الدولى وخاصة الولايات المتحدة الامريكية، من خلال تصريحات وزير الخارجية و بعض سفرائها بما فيها واشنطون فى تلك الفترة (2007)، ليرسل رسالة ان الحركة الشعبية غير ثابته فى مواقفها المؤيدة لدخول القوات الدولية لدارفور، فكيف يرفض وزيرها ذلك وما هو موقف رئيس الحركة وامينها العام من ذلك، وكيف يسئ سفيرها فى واشنطون لحركات دارفور التحررية بل للادارة الامريكية مع العلم بان الحركة الشعبية هى أم الحركات التحررية فى السودان ولها علاقة مميزة مع امريكا، ومن يتحمل مجئ هذا السفير لواشنطون (فى تلك الفترة) التى لا يعرفها ولا تعرفها ولا يعرف الانشطة الكبيرة التى قام بها نشطاء الحركة الشعبية وتنظيمات الهامش وكانت احد اسباب الضغط لاجبار الحكومة السودانية على التفاوض الذى كان سببا فى اختياره سفيرا لاعظم دولة فى العالم، وهو شخص انتقدته الحركة الشعبية بواشنطون قبل ابناء دارفور الذين اساء اليهم، فمن يتحمل هذه المسئولية( و قد تم استبدال ذاك السفير).

    ألم تكن نفس حكومة الخرطوم عبر وزير خارجيتها التى رفضت وحلفت بكل ما تملك بعدم دخول جندى واحد من الامم المتحدة لدارفور وهى نفسها ترسل وزير خارجيتها الى دولة البحرين العربية وترسل وكيل وزارته لقبول القوات المختلطة فى أديس ابابا الافريقية لتؤكد للعالم ان المؤتمر الوطنى متعاون مع القرارات الدولية، لتحرج الحركة الشعبية دوليا وتقول لها ان الوزير الحقيقى هو وكيل الوزارة وليس الوزير نفسه، وان المكتب القيادى للمؤتمر الوطنى ومجلس شورته هو حكومة الظل التى تسير السودان متى وكيفما شاءت؟.

    ب- التصريحات التى أدلى بها القائد/ سلفاكير فى اوسلو حول الحظر الاقتصادى الذى أعلنه الرئيس الامريكى روج لها وفسرها المؤتمر الوطنى عبر وسائل الاعلام بصورة شوهت وجه الحركة الشعبية لدى الادارة الامريكية ( استطاعت الحركة الشعبية حينها عبر مكتبها و وفودها ان توضح الحقائق المشوهة من المؤتمر الوطنى للادارة الامريكية).

    ج- تقاضى وزير الخارجية( آنذاك) عن تعيين سفراء وأعضاء فى السلك الدلوماسى وفقا لنسب الحركة الشعبية واقاليمها السابقة وخاصة من جبال النوبة والنيل الازرق كان فيه إجحاف لنضال هذه الشعوب وأرسل رسالة خاطئة يجب على رئيس الحركة الشعبية وامينها العام مراجعة ذلك. وهى من الاشياء التى استغلها المؤتمر الوطنى كمحاولة لخلخلة الحركة الشعبية داخليا ( التغيرات التى اجرتها الحركة الشعبية حدت من ذلك).

    د- طالبنا فى 2007م ان يكون هنالك تمثيل لابناء جبال النوبة و النيل الازرق وجودا بمكاتب التنسيق فى الخارج، فهى مكاتب كامتداد طبيعى لممارسة الدبلوماسية والعلاقات فى مستويات اخرى، و تمهيد لعكس قضايا تلك المناطق فى حالة انفصال الجنوب، و اشرنا على انه طالما الجيش موحدا فى الفترة الانتقالية فلا بد ان يكون العمل خارجيا موحدا ايضا.
    5- حق تقرير المصير والاستفتاء والمشورة الشعبية:
    الاتفاقية كفلت حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان وحق الاستفتاء لشعب أبيي والمشورة الشعبية لشعب جبال النوبة/ جنوب كردفان وشعب النيل الازرق، وحددت جداول زمنية لهذا الامر، وهونصر سياسى مهما كانت نسبية و درجات قبوله، الا ان الوصول الى هذه المراحل وتحقيق المكاسب فيها مرتبط بالتطبيق الامثل للاتفاقية ومراحلها وجداولها الزمنية وليس فقط بمرور السنوات المذكورة لممارسة هذا الحق، بمعنى مثلا ان حق تقرير المصير بعد ستة سنوات والمشورة الشعبية بعد اربعة سنوات، ولكن لن تكون هنالك مشورة شعبية او حق تقرير المصير بدون الالتزام بالترتيبات الامنية وعمل المفوضيات بفاعلية وكذلك الحدود واجراء التعداد السكانى والانتخابات ....الخ.
    وبالتالى فإن الدائرة المفقودة عند الكثيريين وخاصة بعض الرفاق أنه بدون نصر سياسى للحركة الشعبية على مستوى السودان وليس على مستوى الجنوب فقط و أعنى بذلك الانتخابات على مستوى البرلمان القومى وبالتالى مجلس الوزراء ورئاسة السودان والبرلمانات الاقليمية، وهو ما سيساعد على صنع قرار الدولة لممارسة هذا الحق الذى سيقود لسودان موحد على اسس جديدة او قيام دولة لجنوب السودان بطريقة سلسه، ولقد استغل المؤتمر لحد كبير عدم دراية الكثيرين بهذه الخطوات وبدأ يغازل بعض الجنوبيين بالحركة الشعبية لاهمية التعاون معهم لانه الموقع على الاتفاقية واذا فشل فى الانتخابات فلا توجد ضمانات من التنظيمات الرافضة للاتفاق فى اعطاء هذا الحق لشعب جنوب السودان، وهو غير صحيح لان الاتفاقية محمية دوليا. وعلى الحركة ان تضغط لتطبيق الاتفاقية لان حق تقرير المصير والوصول اليه مشروط بقضايا أخرى سابقة له من بينها قوة الحركة فى كافة انحاء السودان. لذلك فان محاولات المؤتمر الوطنى فى تحجيم الحركة الشعبية فى حدود الجنوب الهدف منها شل الحركة فى مواقع اخرى من السودان، و تكرار سناريو أروك تون وكاربينو كوانين ويرى بعض المراقبين أن هنالك مساومة داخلية هدفها تفكيك الحركة الشعبية من خلال تحجيمها جنوبا والاستفادة من التناقضات الموجودة بين الجنوبيين انفسهم داخل الجنوب وبعض الرافضين لحق تقرير المصير من الجنوبيين والساعيين لانشاء احزاب اخرى رغم عضويتهم الشكلية داخل الحركة الشعبية. وبالتالى حتى ولو تم الإعلان عن دولة جنوب السودان من طرف واحد بعد الستة سنوات أو قبلها فى حالة مماطلة المؤتمر الوطنى فقد يعتبر خرقا للاتفاق وإن الحرب ستعود مرة أخرى وقد يفقد الجنوب حلفائه وهو ما يهدف اليه المؤتمر الوطنى خاصة فى ظل عدم اكتمال الترتيبات الامنية وبنود الاتفاق بشكلها الصحيح ولم يتم حسم امر الذين يتظاهرون شكليا بولاءهم للحركة الشعبية( الحركة الشعبية و عت لهذا الامر و عملت على عزل و تبديل و زرائها و اعادت بعض قياداتها من الخارج الحلو و نيال دينج نماذجا).

    قوى الهامش:
    اشرنا فى رسالتنا فى 2007م الى ان السودان مقبل على تحولات مستقبلية فى نواحى متعددة، لذلك كانت نظرة الشهيد د./ جون قرنق ثاقبة حول تشجيع انشاء منبر قوى الهامش بامريكا والذى يضم عدد من التنظيمات، وقد كان ذلك بحضور واشراف الرفيق باقان اموم فى فبراير 2004م والذى قام بدوره بدور ايجابى، ولقد لعب المنبر ادوارا كبيرة فى امريكا، الا انه حان الاوان للالتقاء بقيادات هذه التنظيمات فى الداخل والخارج والتنسيق للمرحلة القادمة من خلال الحوار والمؤتمرات الهادفة( القائد باقان اعطى اهتماما خاصة لهذا العمل و ظل متواصلا معه الى انفصال الجنوب).
    جبال النوبة/ جنوب كردفان:
    1- نبهنا فى عام 2007م الى ان مشاركة ابناء جبال النوبة ضعيفة داخل اجهزة الدولة المركزية وخاصة القصر الجمهورى ورئاسة الوزراء والامن والمفوضيات والخارجية و الداخلية و المالية و البترول و الشركات الحكومية...الخ، و تحتاج لوقفة ومراجعة ( هى مواقع مهمة تؤكد المواطنة و ان الاتفاق حقق تحول على مستوى المشاركة فى السلطة).

    3- نبهنا فى عام 2007م الى اهمية مشاركة فاعلة بحجم نضال شعب جبال النوبة داخل مجلس التحرير و المكتب السياسى والتنفيذى للحركة الشعبية، حيث لم يكن للنوبة دور ملموس فى صناعة القرار وعكس قضاياهم وهو ما يتطلب تحرك سريع فى هذا الامر.

    4- اوصينا فى عام 2007م بضرورة ان يلعب ابناء جبال النوبة دورا فى برتكول أبيي نسبة لعلاقتهما مع الدينكا النضالية و المسيرية من حيث الجغرافيا و الاجتماع و الاقتصاد و السياسة (حالة الاستقطاب الحاد من المؤتمر الوطنى قاد االطرفان الى الاحتكام الدولى و ما زال هذا الملف مستمر التفاوض حوله حتى الان فى اديس ابابا).
    5- تماطل المؤتمر الوطنى فى دمج الخدمة المدنية والشرطة والقضائية ومفوضية الارض ودمج القوات وانتشارها( بل حاول حلها و تجريدها و فقا لخطاب الفريق عصمت فى نهاية مايو 2011م اى قبل موعدها المحدد فى الترتيبات الامنية فى ابريل 2012م، و التى كان يجب ان تعالج وفقا لمخرجات المشورة الشعبية).

    6- نبهنا فى عام 2007 الى ان قضية التناوب على منصب حاكم الولاية يسير بطريقة غامضة ولا يعرفها أحد وتتطلب تدخل من رئيس الحركة الشعبية وامينها العام، وتوضيح الحقائق حولها لجماهير الحركة الشعبية بالاقليم( مع معاكسة المؤتمر الوطنى حكمت الحركة الشعبية سنه و نصف و حكم المؤتمر الوطنى اكثر من اربعة سنوات و نصف).
    7- اشرنا فى عام 2007م الى ان العودة الطوعية مهمة لعوامل كثيرة وهنالك مماطلة من اجهزة الدولة وهو ما يتطلب من رئيس الحركة الشعبية توجيه الاجهزة المعنية وخاصة وزارة الشئون الانسانية التى تؤول للحركة آنذاك بجانب المنظمات العالمية للمساهمة فى ذلك( المؤتمر الوطنى كان ممسكا بكل شئ و بالتالى فان معظم الوزارات كانت شكلية مما ادى الى استقالة و زير الصحة و وزيرى رئاسة مجلس الوزراء).
    قصدنا ان نشير ان الحركة الشعبية و الجيش الشعبى لتحرير السودان فى جبال النوبة قد بذلت جهدا مقدرا لانتزاع حقوق شعب جبال النوبة بكل ما تملك من سبل و وسائل، سواء كان ذلك بالتفاوض او برتكول الاقليم وفقا لاتفاق نيفاشا الذى لم يلبى الطموحات العليا لشعب الاقليم بسبب تعنت المؤتمر الوطنى و تضليله لبعض ابناء الاقيم، و رغم ذلك فان المؤتمر استخسر التطبيق الامثل له بل عمل على تدميره و استهداف شعب الاقليم بتحرشات بدأت فى امدورين فى يوم 5/6/2011، بهدف تجريد الجيش الشعبى لتعلن حربا موجها بصورة عنصرية من داخل كادقلى فى يوم 6/6/2012م ضد اثنية النوبة و عضوية الحركة الشعبية، لتستهدف قتل المواطنيين الابرياء اطفالا و نساءا و عجزة عبر ابادة عرقية منظمة استخدمت فيها احدث الاسلحة بما فيها الممنوعة بجانب الطيران و حرق و تدمير الممتلكات و المزارع و المنازل فى محاولة لسياسة الارض المحروقة و الابدال السكانى و نهب الموارد، انها حرب عنصرية تقافية و حرب موارد، السؤال الذى يطرح نفسة و يجيب عليها، كيف يكون الحال اذا لم تكن هناك حركة و جيش شعبى يحمى هذا الشعب، اذا من المنطق ان يقف شعب جبال النوبة و محبى التحرر و الانعتاق من العبودية مع الحركة الشعبية لانها المدافع الوحيد لارض و عرض و حقوق شعب جبال النوبة الذى يصفه رئيس المؤتمر الوطنى بالحشرات، فهل يعى المغيبيين من ابناء جبال النوبة/ جنوب كردفان، انه بعد مرور عام من حرب الابادة العرقية كم قرية و مدينة حررت و كم طائرة للمؤتمر الوطنى دمرت و كم دبابة قبضت او دمرت و كم عربة و مدفع و ذخيرة قبضت قبل ان توجه لصدور اطفالهم و بناتهم و اخواتهم و زوجاتهم و امهاتهم و اخوانهم و ابائهم، و كم مرتزق و مستوطن جديد قتل قبل ان تدنس رجله جبال النوبة الطاهرة، و كم من الموارد سرقت و ستسرق، ان لم يكن هنالك ابطالا من جبال النوبة يدافعون عنهم، فلهم التحية و هم يلقنون عدوهم القريب و البعيد دروسا فى التضحية من اجل الاخرين و فى صمت، و سنظل نشاركم بالكلمة و المال و الاعلام و كل ما نملك من علاقات دولية و فضح المأجورين و المطبالاتية و الارزقية و المعاد انتاجهم الى ان تتحق تطلعات هذا الشعب الصامت عبر اسقاط النظام او تقرير مصيره.
    التحية للشهداء و الابطال الذين قدموا انفسهم رخيصة، و التحية لصمود مناضلينا فى ذكرى عامهم الاول
    و ثورة حتى النصر.
    Gogadi Amoga
    محاضر جامعى سابق- باحث اجتماعى و انثروبولوجى/ امريكا
    الموافق 6/6/2012م.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de