مولانا أحمد هارون.. والٍ من ذهب... لنرفع القبعة لها احتراما

Quote: حكاية الحاكم هي دوماً تطبع صورة سلبية عند عامة الناس، وللناس في ذلك ألف حق وهم قد شهدوا تجاربهم التي لم يسلم من سوئها إلا القليل الذين رسموا صورة زاهية للحاكم على النقيض من تلك الصورة الشائهة فأحبهم الناس وهتفوا بحياتهم وزحفوا بالملايين تحت راياتهم وإمارتهم وعدلهم وطهارتهم وصدقهم، وظلوا أوفياء لشعوبهم وللقيم الحميدة التي رفعت من شأنهم وسط مواطنيهم في هذا الزمان السيئ من المستحيل أن تجد حاكماً يرضى عنه شعبه ويثق به ويقبل الحياة القاسية التي يحياها ما دام العدل هو سيد الموقف والزهد والتجرد والإرادة النافذة هي خصال حاكمهم، وما دام هو باعث الأمل وقائد النهضة والإنجازات التي بدأت تطرق حياة الناس لأول مرة. السيد أحمد محمد هارون والي ولاية جنوب كردفان والمرشح لمنصب الوالي في الانتخابات التكميلية التي ستجرى في الثاني من مايو القادم. هذا الرجل يطلق عليه الناس في تلك الأنحاء لقب (مولانا) ويرجع هذا إلى عمله بالقضاء في مفتتح حياته العملية، قبل أن يلج إلى عالم السياسة، وقد كنت ألتقط أخباراً متفرقة عنه كانت ترسم صورة متصالحة مع الصورة الذهنية الزاهية التي أتصورها للحاكم، ولم أكن أتوقع أن تقترب خطواتي أكثر من الرجل وتجعلني في وضع أستطيع من خلاله لملمة تفاصيل مذهلة عن حياة هذا الحاكم من طراز فريد. وجدت أن الرجل يبدأ يومه بعد صلاة الفجر مباشرة، وقد ينعقد اجتماع قبل أن تستجمع الشمس أطراف مدينته كادقلي، ووجدت الرجل يفكر بطريقة مغايرة لتلك الطرائق التي يفكر بها رصفاؤه من حكام الولايات والوزراء في هذا البلد، وهذه الطريقة المميزة تقوده دوماً إلى الاختيارات الصحيحة والتقديرات السليمة والنجاح، ووجدت الرجل ينجح في قيادة مرؤوسيه وقد اجتمعوا على رؤية واحدة وذهن جمعي بفضل الحوار والنقاش الكثيف الذي يمارسه الرجل معهم في كافة القضايا بشفافية مطلقة، حتى تنهض القناعات وتتجه النوايا مخلصة لربها ووطنها وأمتها، فيتدافعون نحو مسؤولياتهم بإرادة لم أعهدها في غيرهم وتوكل على الله لا تحده حدود واطمئنان عجيب وبعد نظر قد يحسبه المستعجل تراخياً والمتهور ضعفاً وما إن تمر الأيام والأشهر والسنوات حتى يستيقن الناس أنهم بين يدي حاكم يتمتع بقدرات كبيرة وقراءة متعمقة وذكية تنفذ نحو غاياتها بسلاسة ويسر. أنجز الرجل في جنوب كردفان المستحيل وأقام صروحاً وشيّد طرقاً وقبل كل ذلك قدم تجربة فريدة في الحكم جعلت معارضيه يتقدمون صفوف تأييده قبل مناصريه ولا يختلف عليه الناس وإنما يجمعون عليه بمن فيهم المرشحون لمنصب الوالي ومنافسوه وعلى رأسهم مرشح الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو. اليوم في حياة مولانا أحمد هارون يحمل في ثوانيه ودقائقه وساعاته ما تنوء به الأشهر وتعجز ويحمل الرجل من الحلول لكل مشكلة ما يجعلها تقضي عليها وإلى الأبد بدون (خمة نفس) فهو يستسهل ما يضخمه الناس ويهابونه وأراه ينهك جسده بهذه الهمة الوثابة والإرادة النافذة وهو الآن يقاتل عن شعب السودان بأكمله في معركة مصيرية تتجاوز صناديق الانتخابات ومنصب الوالي لهذه الولاية العزيزة من أرض الشمال العزيز، يقاتل في معركة فصولها أكبر وأعقد مما نتصور وأدق، ستشكل ملامح المستقبل وأكاد أجزم أن ما يمضي فيه (أحمد) تحول كبير وعافية لوطننا ستعلي من شأنه وتمضي به بعيداً في طريق المجد وستحصد الأجيال القادمة ما يزرعه (مولانا) في جنوب كردفان. جلست إلى مائدة الرجل ووجدتها بسيطة سيدها (العدس) وأنامله وجدتها لا تتجاوزه أبداً حتى نهض وحمد وشكر وأكرم وفادتنا ونحن سعداء به أيما سعادة وقد اطمأنت قلوبنا على جنوب كردفان.