رسالة مفتوحة الى الرفيق صدقي كبلو واعضاء الحزب الشيوعي ...
الحبيب الرفيق الدكتور صدقي خالص الود وكامل الاحترام لقد عاهدت نفسي على الصدق معكم ومنذ سنوات. ولم أتهيب الكتابة عنكم في كل منزلق... وعن تأكيد وتجديد عشمي في شخصكم المناضل.... والمقام هنا ليس لتقديم واجب التقدير والاعجاب والوفاء لما قدمته وما زلت تقدمه لشعبنا ..... وبنكران ذات وتواضع وإلتزام لا يتزعزع.... وسجلك في ذلك لا يخفى على أحد ولا يحتاج لتذكير الناس به. ولقد وجهت نقدي العلني - والمرير - لك مرات ومرات.... . وذلك لأني أعتقد بأن شخصك الكريم عندما خرج للحياة العامة لم ولن يتهيب كلمات الحق... وإن جاءت من جهات لا يهمها شئ غير تشويه انجازات الاحباب والرفاق ..... وأعلم مقدار صبركم على المكاره ..... ومنها بعض ما واجهتك به... لم أتردد في نقد سجلكم خلال العمل في المغفور لها بأذن الله "المنظمة السودانية لحقوق الإنسان"؛ ولم أتردد في تنظيم حملة تضامنية مع "أبو شذى ومازن".... ولم أتردد في مواجهتك عندما غادرت بريطانيا وأنت في قيادة الحزب فيها (م س) في وقت حرج خلال الانتخابات ...الخ.... وتركت الساحة لضعاف النفوس والطحالب التي تجاهلت حملة "الرفيق نقد" الانتخابية ... وهرولت خلف "الرفيق غمران" .... والمنطلق في الأول والآخر هو العشم في أن تكون عند حسن ظن الجماهير بك..... وأنا اصنف شخصي الضعيف واحدا منهم. الخطاب التالي والموجهة إلى السادن "شمو" أصابني بالدهشة والانزعاج.... بل لا أبالغ ان قلت بالاستفزاز و"الإشمئزاز".... منذ متى أصبح عمالقة النضال وأنصار الجماهير يكتبون "عرضحالات الرجاء والمناشدة "لتنابلة السلطان" و"ارزقية" الإنظمة ولاعقي أحذية "الجنرالات"... ولا حول ولا قوة إلا بالله.... فأنا لا أحتاج لتذكير شخصكم المناضل بمن هو "شمو" وما هو سجله في خدمة الانظمة الديكتاتورية.... ذلك معلوم للقاصي والداني وليس هو محل رجاء أو عشم لتتوجه إليه بالنصيحة واطلب الهداية. لن أزيد عن ذلك وأنت سيد العارفين. هل تتذكر حديثي معك في مطلع التسعينيات؟ ..... لقد قلت لك أيها الرفيق أن كشف وتعرية إنقلاب الانقاذ والصراع معها لن ينجح إلا بمواصلة كتاباتك المبسطة عن تأريخ وجذور "الإزمة" .... ومواصلة كشف الفئات الاجتماعية التقليدية والطفيلية المنتفعة من اعادة انتاجها واستمرار العنف ومسلسل الحروب الأهلية والجرائم ضد شعبنا.... ورجوتك التفرغ لتلك المهمة..... قلت وقتها وأعيد مرة أخرى ما قلته قبل 20 عاما. ذكرت لك بأن "جبهة النضال الفكري هي ساحة المعركة وأن الاقتصاد هو عين عاصفة الدائرة"... ورجوتك على الرغم من الضغوطات انتهاكات حقوق الإنسان ان لا تختار ذلك الطريق وتتحول إلى "ناشط في مجال حقوق الإنسان" .... بل بأن تتفرغ لمواصلة ما بدأت خلال الفترة التعددية من مجهود في جبهة النضال "الاقتصادية".... قدمت فيه بصورة مدهشة تعقيدات الازمة في البلاد وما يحيط بطلاسم الوضع الاقتصادي بوضوح وبساطة ... مما انعكس في انتعاش الحركة المطلبية وتقوية ساعد النقابات وفتح فرص ازدياد الوعي بين أوساط القوى المهمشة والقوميات المضطهدة في البلاد.... انني ما زلت ارجع إلى أرشيف مقالاتك في "الميدان" بعد كل هذه السنوات - دون مبالغة - لكي افهم خلفية تصفية جسدية لمناضل أو تجريد حملات لقتل أهلنا في دارفور أو جبال النوبا أو النيل الأزرق.. أو حتى أفهم خلفيات النزاع الجاري حول هجليج....الخ. أن ما كتبته في صفحات "الميدان" وقتها لم يسقط بالتقادم .... بل يقدم الوضع الراهن الدليل على صحة كل سطر فيها ..... لقد قلت لك وقتها ان المرحوم الدكتور سعد الدين فوزي كان من أفضل علماء الاقتصاد الذين سخروا علمهم لفك طلاسم الواقع السوداني ... وأن الدكتور محسن كان معلما مبشرا إلا ان الدينار الكويتي كان ساحرا ... وأن الدكتور إبراهيم النور كان وعدا ونهجا مبشرا للتفرغ للمهمة معك ... ولكنه فقد الأمل في "الحزب الشيوعي" وغادره مع العشرات ... وتحول إلى أستاذ متفرغ في الجامعة الأمريكية بالقاهرة... ولكن أنا على قناعة راسخة بأن مجال معرفتك ومساهماتك في الاقتصاد السياسي السوداني ... ومعرفتك وإلتزامك الصارم وانحيازك الراسخ بنهج التغيير يضعك في مرتبة متميزة تماما .... انه من المؤلم ان تتوقف مجلة الحزب الاقتصادية والجماهير في أشد الحوجة إليها... وان تتحول أيها الاقتصادي العالم النحرير - مع التقدير لنشطاء حقوق الإنسان - إلى مجرد ناشط في ذلك المجال.... بل تحولت بتلك الرسالة إلى كاتب "عرضحال مناشدة للسدنة" .... مجالك إيها الرفيق العزيز هو الإستمرار في فك طلاسم "الاقتصاد السياسي السوداني"... في مواصلة تقديم البدائل لسياسات "اقتصاد الإزمة" الذي تحاول مؤسسة "الجلابة" إلى تقديمه كمقرر إجباري "إلهي مقدس" لجماهير الشعب ... ومن خلال ذلك تقدم أكبر خدمة لناشطي حقوق الإنسان داخل وخارج السودان... اتوسل إليك هذه المرة ....وأعيد حديثي إليك على الرغم من مرور السنوات ... ان تتوقف عن مناشدة أمثال السادن المحترف "شمو"... وأن تتفرغ لمواصلة أصدار "النشرة الاقتصادية" للحزب الشيوعي ... والإستمرار في الكتابة المتخصصة في مجال الإقتصاد السياسي ... ولترجمة رسالة الدكتوراة الخاصة بك إلى اللغة العربية.... واعادة طباعة وتنقيح مقالاتك في "الميدان" ... وتحويلها إلى مصدر لتوسيع دائرة الفهم لما نحن فيه .... وينبوع وعي يحول تيار الشباب الجارف الذي خرج في وداع الرفيق نقد إلى أساس وركيزة نحو سودان السلام العادل والديمقراطية المستدامة والعدالة الاجتماعية. مع خالص الود..... مخلصكم ص. ع. ب كيمبردج؛ المملكة المتحدة

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]