|
Re: السليك: أن تكون لصاً أفضل لك من أن تكون صحافياً في السودان!!! (Re: Abdlaziz Eisa)
|
Quote:
أعزائي /عزيزاتي.. رفاق الكلمة، وزملاء المهنة، وأصدقاء الإنسانية تحية للكم جميعاً على مشاركتكم لي احتفالي بباكورة أعمالي الأدبية، رواية ” مراكب الخوف، وفي البدء أشكر الزملاء بنقابة الصحفيين المصريين الذين خصصوا لنا هذا المنبر، ونتنمى أن تتواصل أواصر الحوار والتعاون ما بين شطري وادي النيل، كما أشكر الأخوة بمكز الخماسين للتنمية الشاملة، الذين اجتهدوا في أن يكون هذا العمل بين أيادينا، وتحية خاصة للصديق مصطفى خولي، والصديق صابر نايل. وتحية إلى الصديقة أسماء الحسيني/ جسر العبور بين شعوب الوادي، وصاحبة المبادرات الشعبية التي يحفظها لها التاريخ. ومع الاحتفاظ بالألقاب، أحييكم جميعاً، فرداً فرداً، وصديق وصديقة، أشد اياديكم، يداً يدا. وبعد ذلك ؛ قد يُطرح سؤالٌ علي شحصي، وهو لماذا الرواية؟. أو لماذا الأدب؟. هو سؤال طرحه كثيرون، من أصدقائي وصديقاتي، و من القراء، الذين يشاركونني هم الكتابة، لأنهم يعرفون جانباً واحداً من شخصيتي، وهو جانب الصحافي السياسي، ولا أزعم بأنني سياسي محترف، إلا أنني أستيطع أن أزعم أني لي موقف، وأدّعي بأنني؛ لا أمارس السياسة بمفهومها التقليدي، لكنني أمارسها عبر التعبير بالكتابة، أكثر من الدخول في منعطفاتها الوعرة، وأعتبرها موقفاً وجودياً، ومصيرياً، ولا أرى قيمة لكاتب، أو صحافي من غير موقف، ولا أرى منطقاً في معنى ” الحياد”. و” الحياد ” عندي ، موقف ملتبس بين “الخير والشر”، و مرتبك بين” الجمال والقبح”، وهو بالتالي ، موقف متواطئ مع الجلاد ضد الضحية، ومع السجان ضد السجين، ومع القاهر ضد المقهور، وما أكثر المقهورين في بلادي!. تلك البلاد التي كانت تُوصف بأنّها “أكبر البلدان العربية والأفريقية، لكنها صارت قابلةً للتقزم، بسبب أولئك الأقزام الذين أرادوا تقزيمها، فتناقصت من أطرافها، ففقدت ثلث مساحتها، وذهبت غاباتها الإستوائية، وذهب معها أبنوسها، وعبقها، وصار بعد ذلك أدباء في قامة فرانسيس دينق، والبنت المجنونة ستيلا قايتانو عرضةً في سوق المزادات السياسية، ولعبة التوازنات الداخلية، ليفقد السودان مع غاباته، ونفطه، وجغرافيته أُدباء بقامة الأبنوس، وطعم الأناناس ؛ لأنّ السُلطة الفاشية، والعنصرية في الخرطوم أنتزعت جنسايتهم!، واسمحوا لي هنا أن أناشد كل أدبائنا السودانيين الجنوبيين، وفنانينا في فرق وارباب، وكواتو” قائلاً ” كونوا “سودانيين” مثلما ظل فنانا العظيم، ورمزنا الكبير الراحل محمد وردي. وتمددوا فوق النيل، وحلقوا فوق أشجار نخيل بلادي وأبنوسها، وارفعوا شعار شاعرنا الراحل محمد سالم حميد” وكأس المودة تدور من حلفا لي راجا”، ومثلكم لا يحتاج إلى ورقة، كي تثبت هويته. فما الانتماء!. وما معنى الانتماء!. وهو تساؤل بطل رواية ” مراكب الخوف ” مجدي، حين قرر أن يقذف ببطاقته في جوف النيل حين أحس بالقهر والقمع، وسيطر عليه الاحباط، لكنه حين فعل، وجاء إلى منزله، هتفت اخته باسمه مسرورةً، ليظل الانتماء هو الانتماء، والهوية هي الهوية، دون احتياج إلى صك وطنية، أو أختام سلطان لتثبت هويته!. و بمناسة أدبائنا وفنانينا في الجنوب، أنوه إلى أن الغابة التي رحلت أشجارها جنوباً؛ في التاسع من يوليو 2011، كانت تلك الغابة تشكل أحد ثنائية أهم المدارس الأدبية السودانية، وهي ” الغابة والصحراء”. وهي أول أسئلة الهوية، والانتماء، ولا يزال السؤال معلقاً” . والوطن كله معلق فوق مقصلة التشظي الإسلامية، وتحمله ” مراكب الخوف، وسط دروب وعرة،وبحار لا أمان لها، وأمواج عاتية، ورياح عنيفة، والمراكب مثل الناس، يتحكم الخوف في مجاديفها، وهنا لا أحد يأمن أحد، والمدينة لا تأمن طرقاتها، والطرقات لا تأمن المارة،والمارة لا يأمنون أنفسهم”.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|