جاءت الثورة في ثياب الواعظينا و قالت بما لا يدع مجالا للشمشرة لااا للرقيص و السهر و الحفلات و هيا للعمل نأكل مما نزرع نلبس مما نصنع ، عندما يأتي الموسم القادم نخرج للشوارع نغني للحصاد و سيرى الكسلان اي منقلب سينقلب حينما نغني زرعته وحدي و حصدته وحدي . نفاق الثورة لا يختلف حوله لصان فالطماطم المتوفر في السوق وارد لبنان و السراويل من الصين.. و هذا كله لا يهمّ ، ما يهمّ حقاً النفاق، فلم يصرح كبيرنا الذي علمنا الحت بأنه محض رقّاص، وهذا أيضاً لا يهم ما يهم و يوجع المصارين أنّ الريّس أظهر عداءً وحشياً للرقيص و الرقاّصين.. مضى الريّس في معاداته للرقيص و الرقاصين بعيداً حتى أبدع التلفزيون في أخراج الاغاني الراقصة للفنانين الراقصين بشكل مختلف
كان مخرجو البرامج الترفيهية ممنوعي من أظهار الفنان في حالة رقص و بما أن البعيو يرقص بحنجرته و لا يعي بنفسه وهو يرقص و لا مقدرة و لاسلطة له على نفسه و هو يرقص فقد ترك الناس سماع البعيو لأن الناس لا يأتيهم الطرب من صوت البعيو و انما تسري عدوى رقصه الناس و ترقص خلفه، قال ظريف حينها (سمعت ليك بي زول اشترى شريط للبعيو).. قبل اتفاق الريّس و الترابي بأن يتجه الريّس للقصر و الآخر للسجن كان مسرح الجزيرة يمتلئ الي حلقه بالجمهور الكل بلا استثناء منغمس في أنتظارهو ترقبه "الأمهات و الأباء طلبة الجامعة و تلاميذ المدارس الأساتذة و المعلمين المحامين و تجار السوق العربجية و بائعي الجرايد و الأكياس أصحاب المطاعم و الشماسة الشحادين و الأطباء، السواقين الكماسرة وعمال المباني" الكل درويش في حضرة حنان بلوبلو ، كانت التزاكر تنتهي في حضرة الشمس و لا ينتظر مغيب الشمس الا الكسالى الذين حتماً سيضيع عليهم عرض حنان الأنيق
كانت حنان تتبع تكتيك بموجبه تبدأ الأغنية دون رقص وتتبعها أغنية من ذوات الحت الخفيف و من ثم تفتح فونيّ رقيصها ثمانية بيستم.، حدث ذات حدث أن اتبعت هذا التكتيك و واصلت غنائها العاري من الرقيص الي الأغنية الثالثة ، فتحول المسرح لساحة حرب . أدركت حنان مدى جرمها فعالجت الغضب الجماهيري بِحت لم يشهده مسرح سوداني في التاريخ الحديث –عدا رقيص الريّس في زواج بنته- جاء بعد حنان و قبلها و خلالها مطربات استعصى عليهن الرقص فتركهم الجمهور نهشاً لجمودهم و حجابهم . ثمّ هبت ثورة الألغاز
وكان البيان الاول انذاراً داوياً بوقف الرقيص
و أعلنّ الريس بكل قوة أن الوقت للأنجاز و لأ أمل بلا عمل، أصبح على مخرجين برامج الترفية قطع صور نور الجيلاني و خضر بشير و صارت حنان بلوبلو عار كبير في جبين البلد عملت الثورة على اجتثاثها من اساسها و اختفت بموجب الجدولة الجديدة للأولويات كل المصادر التي قد تعوق الانتاج و البناء. كان التلفزيون يعرض حفلات و مهرجانات نور الجيلاني دون وجود نور الجيلاني فالكاميرات الاسلامية لا تصور الرقص و الفسوق و كدة!! و أصبحت الكاميرات تعرض عازف الجيتار ان كان ثابتاً و تصور عازف الأوكورديون لأن الآلة قادرة على هجره في الكرسي و لا يقدر على الهز و المز كما أشتهر عازفي الكمنجات لأن الكاميرات ادمنت تتبعهم في ظل رقيص نور الجيلاني و البعيو و الكبير الراحل خضر بشير و الكمنجة بطبيعتها تخنق عازفها فيصعب عليه الرقص و النقز..
ثم شوية شوية أندثر الرقيص المصاحب للغنا و الغناء المصاحب للرقيص.. تلاشت حنان بلوبلو التي كانت نجمة و تواردت الأخبار القادمة من جهة البعيو بأنه تاب و أطلق لحيته و أتجه للمديح علّ الغفّار يغفر له ما تأخر من ذنبه..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست