|
Re: (الدرويش الصغير)Jimmy Durham: The Sergeants' Boy from Sudan (Re: jini)
|
Quote: أول أسود يلتحق بالجيش البريطاني - الدرويش الصغير
حتماً لا نستطيع ان نتحكم في أقدارنا ولا يمكننا معرفة ما يخبئه لنا الزمان ، وهذا ما حدث لذلك الصبي الذي تم إلتقاطه من داخل قارب خشبي تعرض لكتيبة مشاة انجليزية يقودها النقيب دي ليزل - وهي الحامية التي تم إرسالها لمساعدة غوردون باشا في حربه على جيش المهدية ولكن قبل وصولها لمدينة الخرطوم تلقت خبر مقتل اللورد غوردن فلم يكن من المجدي متابعة المسير وجاءت الأوامر بالعودة لمصر - في طريقهم سمعوا بتحرك قاربا به مجموعة من قوات المهدية ويحمل اسلحة ، قرر قائد القوة الجنرال ويلزي إرسال قوة لمهاجمة القارب مكونة من عشرين من الجنود الخيالة وخمسة وعشرين من الجنود المشاة (تابعة لقوة المشاة درام وهي مدينة تقع شمال شرق بريطانيا ، تحركت القوة ناحية الهدف وبعد مضي فترة شوهد القارب ، تمت محاصرته وقذفه بالنيران مما أدى لمقتل من كان به وفرار البقية . عندما اقتربت القوة من القارب لم يجدوا به سوى شيخ هرم يستلقي جريحاً وصبي لم يتعدى السنتين ، يقول قائد القوة "على القارب لم نجد سوى طفل صغير لم يُكمل السنتين وبمجرد مشاهدتنا رفع يديه ناحيتنا وهو يُردد بوم بووم موتوا موتوا ، مقلداً صوت المدفع" ويتابع دي ليزيل حديثه " كانت حيرتي شديدة فكيف التصرف حيال هذا الطفل فسلمته للرقيب ستيوارت وأمرته بأخذه مع بقية الجياد والعودة للطريق" . قبل وفاة الشيخ الجريح أخبر القوة بأن الطفل اسمه مصطفى والده احد شيوخ بربر وقد قُتل بالرصاص عند مهاجمة القارب وان والدة الطفل وشقيقه قد تمكنا من الفرار . ذاك الرقيب أطلق اسم جيمي على الطفل الصغير (مصطفى) وهكذا سرى عليه هذا الاسم جيمس فرانسيس دورام وكانت هذه الحادثة خلال العام 1886 ، وهكذا كان يُناديه بقية الجنود (جيمي الدرويش) . هؤلاء الجنود أحبوا مصطفى وقرروا الاحتفاظ به معهم ، فتبرعوا بجزء من مرتباتهم للعناية به وتربيته ، في القاهرة طُلب من سيدة قروية معرفة عمر مصطفى فقالت بعد معاينة اسنانه بأنه يبلغ السنة والنصف فقرروا ان يكون تاريخ ميلاده هو الاول من يناير 1885 بعد فترة جاءت الاوامر للقوة بأن تلتحق بالقوات البريطانية في الهند مما حدا بهم ترك مصطفى - الدرويش الصغير - بمصر وادخاله مدرسة تابعة للإرسالية .
وعندما تحركت الكتيبة نحو الهند رافقهم جيمي معهم وهناك التحق بمدرسة خاصة بأبناء العسكريين ، تابع مصطفى دراسته وعند مقدم العام 1898 رافق الجيش لمندالاي . وفي بورما اراد جيمي - مصطفى - الالتحاق بالجيش ، وحيث ان الملكة فيكتوريا كانت على علم بقصته ومتابعة لها فقد اصدرت استثناء يُعد تاريخياً مكّن جيمي من الحصول على قرار خاص من الجيش اصبح بموجبه جيمس فرانس دورام أول أسود يلتحق رسميا بالخدمة العسكرية وأول جندي أسود في تاريخ الجيش البريطاني ينضم إلى الخدمة الكاملة ويحمل الرقم 6758 . كان هذا القرار قد صدر في يوليو من العام 1899 حينها كان جيمي يبلغ الرابعة عشر من عمره .
وبالرغم من أن الجيش البريطاني كان به ملوني البشرة (سود) ولكنهم كانوا يخدمون فقط في سلاح الموسيقى وبعض المهام البسيطة ولكن لم يكن مصرح لهم الخدمة بنفس امتيازات البيض . بعد بورما خدم الجيش في ويلينغهام و الهند في هذه الاثناء كان جيمي قد عُرف كرياضي athletic وبعدها عاد الى انجلترا في العام 1902 ، Jimmy at Aldershot 1904
ولكن للاسف لم يستطع التكيف مع البيئة الجديدة نظراُ لأن جسده كان متعود على الأجواء الحارة فلم يستطع معايشة تلك الاجواء والصقيع في شمال انجلترا فأصيب بالتهاب رئي أودى بحياته في عمر لم يتجاوز السابعة والعشرين
في تلك الاثناء قبيل مماته جيمي تزوج من جين قرين في العام 1908 وهي أخت نقيب في جيش بقاعدة بيشوب اوكلاند وأنجب فتاة أطلق عليها اسم فرانسيس والتي عاشت حتى العام 1998 .
برغم تلك القصة المميزة لشخص عاش حياته بطولها وعرضها وتعرض للكثير ولكن ما أحذنني ان ذاك الفتى أُقتلع من بيئته وفي متن المقال ورد أنه تم تعميده وسمى جيمس فرانسيس مما يدل على أنه تم تنصيره وهو ابن شيخ بربر الذي يحفظ القرآن ، هذا الصبي انقطع من بيئته واهله ففي حديث الشيخ الجريح قبل مماته قال ان امه وشقيقه تمكنا من الهرب اي أن الطفل له اسرة وربما يكون له عدة اخوة يعيش احفادهم ليومنا هذا وهم لا يعرفون عنه شيئا .
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|