كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: كيف يفسد إتحاد الصحفيين واقع الصحافة و يتآمر علي الصحفيين؟ (Re: طه جعفر)
|
منذ المصالحة الوطنية في 1977 ابتدأ الاخوان المسلمون بقيادة الترابي في التغلغل في أجهزة الدولة للرئيس الثور جعفر نميري. تسربت معلومات حول ان بعض الادارات في وزارة التربية قد تلاعبت في إجراءات القبول و أسهمت في ادخال اعداد كبيرة من عضوية الاتجاه الاسلامي لكليات مثل التربية و القانون و الطب لتغيير مراكز القوي التنظيمات النقابية. عندما كنت طالبا في جامعة الخرطوم و كان دخول المكتبة، الحرم الجامعي و الداخليات يتم بالبطاقة الجامعية و بلاشك التصويت في انتخابات الاتحاد . خلال التسعينات من القرن الفائت استشرت ظاهرة رجال الامن الذين يمنحون بطاقات جامعية و كان ذلك في فترة عمادة الكتور الجوخ ( عميد الطلاب). التنظيمات السياسية لها اساليبها في التحقق من هوية الطلاب. لأن لأي طالب في جامعة الخرطوم ملف في مكتب القبول الداخلي هذا الملف يجيء من مكتب القبول الخارجي المرتبط بوزارة التعليم العام، و للطالب ملف آخر في عمادة الطلاب ( شئون الطلاب) وللطالب ملف ثالث في الكلية المعنية. نقول إن عمادة الطلاب كانت مسئولة عن اعطاء الهويات المزورة لأن كل من تم فحص هوياتهم كانت لهم ملفات في عمادة الطلاب و ليس في مكتب القبول او الكليات. معروفة صلة عمادة الطلاب باتحاد الطلبة. باستخدام هذه الطريقة كان يتم أدخال منتسبي الأجهزة الامنية و عضوية الاتجاه الاسلامي للجامعة و احيانا يفلتون و يستطيعون التصويت في انتخابات الاتحاد حتي. ما يكشفه الطلاب من هذا النوع من التزوير لا يعدو ان يكون قمة جبل الجليد فقط. الان و في اتحاد الصحفيين الصحفيون، الفاعلون مهنيا لا يتجاوزون ال300 صحفي و عدد عضوية اتحاد الصحيين التابع لجهاز الامن هو ال5000 لذلك ستكون انتخابات اتحاد الصحفيين محسومة لمصلحة النظام و هذا الحال نفسه ينطبق علي اتحاد المحاميين . هذا النوع من التزوير و انواع أخري اجرامية هو الاسلوب الذي يستخدمه الاسلاميون لايهام الجماهير بأن لهم مساندين. عملت مدرسا في مدرسة الشهداء في بحري و هي ثانوية للبنات في الاعوام من1991 الي 1993 و في أحد الايام كنت مناوبا عن الادارة بمكتب المدرسة. جاءني مجموعة من رجال الامن و قالوا لي يتوجب عليك اخراج الطالبات للمشاركة في مسيرة تندد بالعدوان اليوغندي علي البلاد ( اسمها مسيرة الردع). رفضت بدعوي أن الطالبات لن يغادرن المدرسة الا بإذن ابائهن. هددني رجال الامن. فقلت لهم لا استطيع ارغام البنات علي الخروج. المهم طلبت لهم شايا و قلت لهم سأذهب الي الصفوف و اقوم باخطار الطالبات و بالفعل اوضحت للطالبات حقيقة الامر و او ضحن لهن لوائح المدرسة. رفضت الطالبات الخروج بالرغم من الدفارات التي كانت مرابطة عند ابواب المدرسة. في خلال فسحة الفطور تجمع المدرسون بالمكتب و بدأ نقاش عناصر الامن الذين اسشاطوا غضبا. غادر رجال الامن و جاءوا بعد حوالي نصف الساعة برسالة من مكتب ادارة ثانويات بحري بخطاب يفيد بأن المدارس ستكون مغلقة بعد انتهاء فسحة الفطور. المهم تجولت مع زملائي في فناء المدرسة و جوار كشك الفول و تكلمنا مع الطالبات حول الامر. المهم لم تذهب من الطالبات معهن الا البنات اللائي لا يهتممن لا بلوائح المدرسة او بما يقوله اولياء امورهن و لم يتجاوزن العشرة. المهم اضطررنا لمغادرة المدرسة بعد التأكد من ذهاب الطالبات خشية ان يعود رجال الامن لاعتقالنا و بالفعل في الايام اللحقة تم اعتقال احد زملائنا و تمت معاكسة المدرسة اداريا بصورة مفجعة. هذه هي طريقتهم في نزوير ارادة الجماهير. هذه الحوادث تقف شاهدة سقوط الاخلاق و الاجرام عند عضوية الحركة الاسلامية و مؤتمرها الوطني.
طه جعفر
|
|
|
|
|
|
|
|
|