|
Re: الكيزان × الميزان (Re: عمر صديق)
|
عندما دخل الشيخ / حين الترابي مع جعفر نميري في تحالفه الأخير برتبة مستشار كان الدخول صفقة لانهاء عهد العدائيات بين الاسلاميين الذين يتزعمهم ونظام مايو الذي ضرب الرقم القياسي في التحالفات مع مختلف الأطياف ... حينها شهدت الفترة مولد جريدة ألوان التي يملكها الزميل حسين خوجلي .. وبرز معه على السطح عدد من الكتاب الاسلاميين من خلال المجلة أمثال الراحل احمد سليمان أطاب الله ثراه والذي افتتن الناس بقراءة عموده ( ومشيناها خطى ) . الاسلاميين بدأوا بإقناع المشير جعقر نميري بتطبيق قوانين الشريعة الاسلامية ... تلك القوانين التي أثارت جدلا واسعا في الشارع السوداني وبدأها الرئيس النميري بإغلاق الحانات المنتشرة وصبّ ما تحويه على مياه النيل في يوم مشهود .. ثم بعد ذلك ساهم سوء التطبيق في كثير من السلبيات التي لانزال نعايش الكثير من آثارها حتى يومنا هذا . القرار في حدّ ذاته وضع الشريعة موضع خيار محرج للعلمانيين الذين ترتكز شعبياتهم على مجتمع وإن مال نحو رغبة التّفلّت إلا أن تكوينته الأساسية لاتقبل رفض الشريعة .. ولذلك سارع العلمانيون إلى سلخ صفة الشريعة عن تلك القوانين التي تم تطبيقها والتي أصبح الرئيس بموجبها أمير المؤمنين وألصقوها بعامل الزمن لا الدين فأسموها قوانين سبتمبر . ما أثار الجدل فعلا أن تلك القوانين إستعانت من الشريعة بالجانب العقوباتي فقط ( شديد العقاب ) وأغفلت عن الجانب المهم والأساس وهو جانب اللين والرحمة والترابط والمحبة ( غقور رحيم ) فقطعت الأيدي ودقّت الأعناق وتمت تسوية خصومات بها أشهرها إعدام محمود محمد طه وحظر حركة الجمهوريين وإستتابة مريديها والتضييق تماما عليهم . ليس هذا هو الجدل الأول الذي أنتجنه هذه الجماعة التي أنشأها حسن الترابي في خمسينيات القرن الماضي ولكنه كان قد أثار جدلا واسعا من قبل بإعلان ميله لانفصال الجنوب في وقت كان فيه الحديث عن هذا الأمر محرما . وترتكز فلسفة د/ حسن الترابي في أن الجنوب الذي يعج بنسبة كبيرة من المسيحيين واللادينيين هو ما يعيق تطبيق الشريعة الاسلامية باستدرار عطف المجتمع الدولي من ملته الدينية للوقوف معه ولذلك يريد التخلص منه ليتمكن من تطبيق الشريعة على الشمال المسلم الذي لايجد الآخرون مبررا لمحاربة تطبيق الشريعة فيه ومن ثم ينطلق بعد ذلك لتصدير الشريعة إلى الآخرين بدءا بدول الجوار وانتهاءا ببلاد العم سام . التطبيق السيء لما أراده الترابي في عهد مايو كان كافيا لقيادة الإتحاد الاشتراكي إلى حتفه ومواراته الثرى في انتفاضة إبريل .. ولكن الظروف كانت خادما قويا للشيخ المحظوظ الذي احس النميري بما ورطه فيه فانقلب عليه وفضذ التحالف وأودعه السجن . جاءت الانتفاضة وخرج الشيخ من سجنه ليجنّب جماعته شرّ المحاكمات ويدخل شريكا ثالثا في السلطة رغم تحالف القوى السياسية مجتمعة عليه في دائرة جبره الصحافة التي دخلتها القوى السياسية بمرشح واحد فأسقطته ولكنه رغم ذلك أمسك بزمام المعارضة الشرعية التي نزعمها وبرز فيها علي عثمان محمد طه النائب الأول للبشير حاليا . ونواصل .....
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 04-30-12, 08:14 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عمر صديق | 04-30-12, 09:04 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 05-05-12, 04:41 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 05-05-12, 05:08 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 05-05-12, 05:18 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 05-05-12, 05:24 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 05-05-12, 05:26 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 05-05-12, 05:31 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 05-05-12, 05:33 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 05-05-12, 05:39 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 05-05-12, 05:41 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 05-05-12, 05:43 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 05-06-12, 10:00 AM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 05-06-12, 05:42 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 05-09-12, 11:01 AM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 05-10-12, 11:03 AM |
Re: الكيزان × الميزان | المكاشفي الخضر الطاهر | 05-10-12, 06:44 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 05-21-12, 07:28 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 05-27-12, 11:03 AM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 06-01-12, 12:49 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 06-02-12, 07:51 PM |
Re: الكيزان × الميزان | عبدالدين سلامه | 06-04-12, 10:22 AM |
|
|
|