تدافع اهل الدوحة فى ظل غياب من اختاروهم للجالية (صور)

Quote: قدرُ الرجال وشماتة الأبناء هجليج هي أحدى مكونات الجغرافيا للوطن الأبي الذي توحدت صفوفه باعتداء غاشم كان سبباً في أن يجعل وحدة الصف الداخلي أهم مكتسبات المرحلة والتي تطلب أن نقدر أصحاب النزعة الوطنية والذين فضلوا الانخراط في دعم قواته المسلحة لدحر العدوان وآخرون فضلوا المساومة وتأييد الباطل وقد كانوا قلة والحمد لله . أخوتي الكرام ما قادني للكتابة اليوم هي المفارقات التي عشتها عندما كنت واحد من المجموعة التي منحها سفير السودان بدولة قطر شرف تمثيل لجنة لدعم قواتنا المسلحة من خلال المقيمين بدولة وفي هذه السطور اروي قصة سوداني أصيل كنت من محظوظاً بلقائه . بعد إعلان اللجنة العليا لأول اجتماعها بمبنى السفارة كنت حريصا على الحضور المبكر وبينما أتجول في حرم السفارة فإذا برجل أشعث أغبر تجاوز الستين من العمر يتجول على مقربة مني جاش بخاطري من هيئته بأنه واحد ضمن العاملين بالسفارة ولم أعر الأمر اهتماماً كبيرا وشعرت بالرجل يقترب مني ويدور الحوار التالي : الرجل : اسمع يالأخو قالوا اليوم في نفرة لقواتنا المسلحة . أجيب له : هل أنت واحد من أعضاء اللجنة العليا . الرجل : لا يا ولدي لكن قالوا الجماعة اليوم النفرة وأنا جيت على هذا الأساس . شخصي : لا يا أبوي بكرة النفرة الكبرى واليوم اجتماع اللجنة فقط . الرجل : لكن بكرة ما بقدر احضر لأني شغال وجاي اليوم بالمواصلات وساكن بعيد . شخصي : ساكن وين الرجل : ساكن بعد الحرس الأميري . شخصي : يا عمنا لازم تحضر وتبلغ المعاك يحضروا غداً . الرجل : لا البركة فيكم شخصي : جزاك الله خير وربنا يديك العافية ( وبينما انا أودعه وأذهب في طريقي لقاعة اللجنة فإذا بالرجل يناديني ) الرجل : الأخو . لو تسمح دقيقة بس شخصي : أتفضل يا حاج آمر ( فإذا بالرجل يناولني دعم مادي ) الرجل : انا بكرة ما بقدر احضر امسك دي مساهمتي للقوات المسلحة . وهنا تحبس العبرات أنفاسي وتدمع عيناي وأصر على أن يقوم بتسليم هذه المساهمة لسعادة السفير وانطلق وهو برفقتي واطرق الباب ويأتي سعادة السفير بتواضعه المعهود واحكي له القصة بكاملها فيتأثر وينتابه ما أنتابني ويقول والله انت أفضل منا جميعا وربنا يتقبل منك ويدعوه للحضور يوم غدا فيقول الرجل والله شغال وانا استخدم المواصلات العامة وسكني بعيد والبركة فيكم. شخصي : طيب يا عمنا صلي معانا وانا مستعد أوصلك بعد اللجنة . الرجل : لا والله انا بمشي بالمواصلات بس أدوني خاطركم . السفير : متأثرا وكاد يجهش بالبكاء مخرجاً العبارات ارتجالاً ربنا يتقبل منك وأنت أفضل منا جميعا . ومشى الرجل وصحبته للخارج وسألته شخصي : يا حاج انت بتعرفني الرجل : لا شخصي : طيب لماذا منحتني هذا المبلغ دون سابق معرفة ما خايف انها ما تصل لي مكانها . الرجل : يا ولدي الجابني من اخر الدنيا وجمعني بيك وبي سفيرنا ماقادر يوصلها للقوات المسلحة . شخصي : طيب اديني اسمك عشان أسجل مشاركتك الرجل : اكتب فاعل خير شخصي : طيب تلفونك الرجل : يا ولدي انا عايزك تسجل رقمي بس عشان اعرف يوم النفرة الكبرى لانو إخواني هناك منتظرين يعرفوا اليوم . شخصي : إنشاء الله . أحبتي الكرام إن ما دعاني لسرد هذه الرواية بتفاصيلها هو مفارقات الأقدار التي جعلت من هذا الهَرِم بأن يمنحنا قوة في زمن تكالبت علينا المحن والابتلاءات ومن أقرب المقربين ؛ من مجموعة كانت تكتب وتأيد ما حدث في هجليج بعكس ما ذهبوا له وهو توحد الصف الداخلي والتفاف الشعب بكل أطيافه وألوانه حول قواتهم المسلحة وهي تدحر وتلقن الدرس لكل من تسول له نفسه في أن يتجرأ على جغرافيا الوطن . ومن المفارقات ايضاً الخروج العفوي للشعب السوداني عصر الجمعة وتوجههم لمبنى القيادة المسلحة مهنئين وشاكرين لأبنائهم بهذا النصر المجلجل وزرع الرعب في نفوس الأعداء . ولكن هنا أتقدم بسئوال من يزرع الرعب في أعداء الداخل ؛ فنفرة الشعب مع قواته المسلحة أفرزت لنا مزيج من المفارقات بين من ينفر بكل همة لدعم قواته المسلحة ومن يسعى للتقليل من همتها ودورها في الذود عن الأرض والعرض وكأن الأمر لا يعنيهم . وهنا مفترق للطرق بين من يدعّون الوطنية وهي بريئة منهم . وإذا كان اليوم المؤتمر الوطني على أسدة الحكم فغدا غيره ويبقى الوطن هو الجامع لكل أبنائه ونزود عنه بكل ما نملك من قوة ونأتي لنختلف فيما بيننا على إدارة البلاد بالطرح والاختلاف والرؤى دون المساس بالسيادة التي تتمتع بها قواتنا المسلحة أو التشكيك فيها ككيان ظل يحمينا من كل المارقين . أخوتي الكرام : أستوقفني موقف مجلس الجالية السودانية الجديد بالدوحة في عدم المشاركة بالنفرة الكبرى لقواتنا المسلحة عبر نداء الوطن وكأن الأمر لا يعنيهم بل وجاء نفرُُ منهم مؤيداً للعدوان وواصفا قواتنا الباسلة الهروب من ساحات الوغى فهيهات هيهات لما تريد أن تسوق وتروج من خلال هذا الطرح البغيض . ولك العذر كل العذر إذ أنك لم تحظى بشرف تمثيل السودان ضمن قواته المسلحة أو النظامية الأخرى ورأيت تدافعهم لساحات القتال دون التفكير فيما هو أمامهم قوات ترى في الموت شهادة وفي حمى الأوطان جهاد وتبحث عن شرف الاستشهاد في سبيل الوطن غاية لا يدركها إلا من يصطفيه الخالق . الأخوة بمجلس الجالية الجديد لدي أسئلة تحيرني . الم نكن ضمن الذين سوف تمثلونهم في المجلس المنتخب ! ألم يحرى بكم أن تستوقفكم الهمم وتنخرطوا مع اخوانكم في نداء الوطن ؟ هل يعقل بأن يكون التمثيل للمقيمين السودانيين بمنأى عن السودان كوطن أفرزنا جميعاً ؟ هل انتماءاتكم الحزبية بمنأى عن أحزاب المركز ( السودان ) ؟ هل تمثلون أنفسكم فقط أم الجالية بأكمالها ؟ هل يعقل بأن تمنحون الثقة من مجتمع الجالية الذي اتخذتم منه موقف تجاه الوطن ؟ أتمنى من الذين خانهم تقدير الموقف بالاعتراف والعودة لأن فيكم أناس نقدرهم ونكن لهم كل احترام ونسمى بأن نشكك في وطنيتهم ولكن السودان وطن للجميع فيجب الوقوف في الأوقات المفصلية والتي تمثل مفترق بين أن نكون أو لا نكون .