|
Re: التجربة المسرحية الهولندية السودانية عولمة ياا.مصعب الصاوى (Re: على عمر على)
|
الرمز الأسطورة
اختار العرض ثيمة التمساح كثيمة مفتاحية رابطة بين الماضي الأسطوري للتمساح كحيوان عرف في الحضارات السودانية القديمة كرمز (للخطورة والبأس) وفي الوقت ذاته هو رمز للفحولة بالنسبة للرجل ورمز لخصوبة الأنثى كذلك إذا يفتق من مسك التمساح العطر الأنثوي السوداني المميز الذي طورت المرأة السودانية تقنياته منذ فجر الحضارات السودانية وحتى اليوم. التمساح رغم ما يحيط به من أساطير ومعتقدات شعبية خرافية إلا أنه مع ذلك حيوان واقعي يعيش بيننا في النيل وليس كالتنين الصيني كائن خرافي لا وجود له إلا في المخيلة. تم تصميم التمساح بحيث يتحرك ويعبر ويربط بين هذه العوالم المتداخلة فضلاً عن أن النيل نفسه مثّل بانوراما طبيعة عمقت الحضور الرمزي الفني لمجسم التمساح الذي أعيد تصميمه بصورة رائعة جعلت الجمهور يصفق لمجرد مروره داخل العرض.
ثنائية الطقس والاجتماعي
زاوج العرض بين عدة دلالات منها الطقسي ومنها الاجتماعي مستفيداً من الدلالات الوظيفية للماء كعنصر من عناصر الحياة ورغم أن النيل شكل بانوراما واقعية لمكان العرض إلا أن هذا لم يمنع ضمن تصميم المكان أن توجد بحيرة صغيرة تتوسط فضاء العرض مثلث هذه البحيرة كذلك إحدى مناطق التمثيل الأساسية بل صارت تمثل مكاناً مرجعياً في سينوغرافيا العرض.
حول تلك البحيرة تم تجسيد مشاهد عاطفية إنسانية بين عنصري الوجود (المرأة والرجل) وعلى تخومها دارت حلقات الصراع بين السلطة والمجتمع المحي بالبحيرة وداخلها تمت طقوس أشبه بطقوس العبور كالتعميد والطقوس التطهيرية إذ أن الماء في الرمزية الدينية ينطوي على قيم خلاصية من (الخلاص) Diliverence.. الماء في التراث الديني المشرقي وسيط كوني لانتقال الرسالات من نبي إلى آخر ما جاء في معمودية يوحنا المعمدان التي انتقلت عبرها رسالة العهد القديم إلى العهد الجديد (ظهور المسيح). وهكذا تمتلئ البحيرة التي تتوسط فضاء العرض ليس بالماء فقط الذي يلعب داخله وحوله الممثلون وإنما تمتلئ بعشرات الدلالات الطقسية والاجتماعية عبر الامتداد الزمني والمكاني للعرض بفضاءات موحية.
ثنائية الواقع والفنتازيا
كما جسد العرض ثنائية الطقسي والاجتماعي سعى كذلك لتأكيد ثنائية أخرى هي ثنائية الواقعي والمتخيّل أو (الفنتازيا) فرغم أن الحياة حول النيل كانت تسير بسلاسة النسيم إلا أن هذا لم يمنع ظهور المفاجأة هنا وهناك، المفاجأة التي تجعل بعض الكائنات تقتحم على هؤلاء الناس حياتهم الهادئة الوادعة قبالة النيل سواء اقتطعت هذه المفاجأة من صلب الواقع (الرقشة وما تحمل من شخوص يشكلون تهديداً وجودياً للمجموعة) أو ذلك الكائن الأسطوري التمساح الذي حملت ملامح تصميمه صورة التنين تارة وصورة الديناصور أخرى وصورة التمساح الواقعي أيضاً وبين تلك الخيوط اللا مرئية التي تراوح بين عالمين تتشكل مصائر الشخوص ويتحدد حاضرها ومستقبلها كذلك.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
التجربة المسرحية الهولندية السودانية عولمة ياا.مصعب الصاوى | على عمر على | 04-22-12, 10:32 PM |
Re: التجربة المسرحية الهولندية السودانية عولمة ياا.مصعب الصاوى | على عمر على | 04-22-12, 10:35 PM |
Re: التجربة المسرحية الهولندية السودانية عولمة ياا.مصعب الصاوى | على عمر على | 04-22-12, 10:39 PM |
Re: التجربة المسرحية الهولندية السودانية عولمة ياا.مصعب الصاوى | على عمر على | 04-22-12, 10:43 PM |
Re: التجربة المسرحية الهولندية السودانية عولمة ياا.مصعب الصاوى | على عمر على | 04-22-12, 10:47 PM |
Re: التجربة المسرحية الهولندية السودانية عولمة ياا.مصعب الصاوى | على عمر على | 04-22-12, 10:51 PM |
Re: التجربة المسرحية الهولندية السودانية عولمة ياا.مصعب الصاوى | على عمر على | 04-22-12, 10:56 PM |
Re: التجربة المسرحية الهولندية السودانية عولمة ياا.مصعب الصاوى | على عمر على | 04-25-12, 08:35 AM |
Re: التجربة المسرحية الهولندية السودانية عولمة ياا.مصعب الصاوى | على عمر على | 04-25-12, 08:36 AM |
Re: التجربة المسرحية الهولندية السودانية عولمة ياا.مصعب الصاوى | على عمر على | 04-25-12, 08:42 AM |
Re: التجربة المسرحية الهولندية السودانية عولمة ياا.مصعب الصاوى | على عمر على | 04-25-12, 08:44 AM |
Re: التجربة المسرحية الهولندية السودانية عولمة ياا.مصعب الصاوى | على عمر على | 04-26-12, 09:14 AM |
|
|
|