|
|
 الجنرال البشير ... حديث الباطــن وتداعياته
|
الجنرال البشير ... حديث الباطــن وتداعياته
سرعان ما انحسر التضامن الشعبي مع البشير بعد ان صحي الشعب السوداني علي حقيقة ان الجيش لم يقاتل ولم يكن هنالك انتصار في هجليج خاصة
بعد ان بثت قناة الجزيره القطريه شريط فيديو يعرض دبابات واسلحه ثقيله اخري للجيش الشعبي تسير بهدوء تاركة هجليج خلفها . لم يعد خافيا علي الكثيرين
ان البشير ووزير دفاعه كانا يبحثان عن نصر متوهم يستيعدان به جزء ولو ضئيل من التأييد الشعبي المفقود. خطورة ما ارتكبه البشير ووزير دفاعه وبعد افتضاح
الامر بأن احدا لن يصدق جيشهم في اي معارك قادمه بعد ان افتضح حديث البشير عن معارك وانتصارات متوهمه خدعوا بها الشعب الذي لا زال يعتقد ان
جيشه قادر علي الدفاع عن البلاد وهي إكذوبه فضحها احتلال هجليج وفشل الجيش في استعادتها ثم تنازل عنها الجيش الشعبي طواعية استجابة لوساطات
دوليه. السؤال الاساسي هو كيف تمكنت دوله وليده تقودها ( الحشرات) حسب تعبير الجنرال البشير من احتلال اهم منطقه استراتيجيه في البلاد لاكثر من
عشره ايام وفشل الجيش في استعادتها بعد سبع محاولات، ثم تنسحب منها استجابه لضغوط دوليه. واذا كانت (الحشرات ) تستطيع ببساطه احتلال أهم
منطقه في البلد ويهرب (الجيش) من أمامها، فذلك يعني أن دولة الجنرال البشير وجيشه اقل من نمور من ورق وان بلاده اصبحت بلا جيش وان ما
يسميه الجيش عاجز تماما حتي مواجهة جيش من ( الحشرات)..!
واكثر ما يكشف (نازية) الرجل هو حديثه في الابيض عن تأديب الجنوبين وقيادتهم بالعصا في رمزيه معروفه في الثقافه العربيه، ولك ان تتخيل
أن رئيس دوله في الالفيه الثالثه يصف دوله اخري ومواطنيها بالعبيد الذين يتوجب تأديبهم بالعصا!
في حديثه الغث المتهافت المليء بالشتائم بحيث لايمكن ان يقوله شخص عادي في اندايه دعك من ( رئيس دوله) وصف الرجل قادة دولة
جنوب السودان بالحشرات التي يجب ابادتها. ومع رفضنا التام لما قاله الجنرال في حق مواطني دولة الجنوب وقياداتهم، إلا اننا نترك لهم الرد
علي ما قاله وإن كنا نعلم انهم لن ينحدروا الي هذه الدرجه من ساقط القول. لكننا نود ان نتناول حديثه عن وصفه لمكونات الجبهه الثوريه
( الحركه الشعبيه شمال، وبقية الحركات الثوريه في دارفور) بالحشرات.
من نافلة القول ان مكونات الجبهه الثوريه وقبل ان يعلنوا ثورتهم علي اوضاع راؤوا انها تستحق الثوره عليها واعلنوا الكفاح المسلح بعد ان قفلت
السبل السلميه في وجههم، هم مواطنيين سودانيين مثلهم مثل الاخرين. البشير في رعونته المعهوده نسي ان هؤلاء مواطنيين تقع عليه مسؤولية مخاطبة
تظلماتهم. فبدلا من أن يدعوهم – مثلا – لوضع السلاح وحل القضايا بالتفاوض وجه وزير دفاعه بإبادتهم كالحشرات. وكانت بعض الرجرجه والدهماء
التي اخرجها جهاز الامن بجانب بعض مصاصي الدماء من ازلام البشير يهتفون، يهللون ويكبرون لدعوة الرجل للاباده العلنيه لمواطنيهم في مناطق تقع تحت مسؤولية الحكومه.
اللافت للنظر في حديث الجنرال هو دعوته للمواطنيين للانضمام لحملة الاباده التي اطلقها. النداء في داخله يكشف عن احجام المواطنيين عن حملات التنجنييد التي دعي
لها الجنرال سابقا إذ لو كان المواطنون قد استجابوا للنداءات السابقه لما احتاج الجنرال لدعوتهم من جديد بل كان شكرهم عن استجابتهم. بل يطرح النداء سؤالا محوريا هو
اين هذا الجيش الذي يتفاخر به الجنرال حتي يضطر الجنرال لدعوة المواطنيين للتطوع من اجل إباده يسعي لها في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور.
الجانب الاخر في حديث الجنرال وعن عودته لجوبا وتحريرها هو احساسه الكامن بالهزيمه امام الحركه الشعبيه وجيشها. فالجنرال فشل من خلال قتال استمر
لاكثر من عقدين في هزيمة الجيش الشعبي واضطر في نهاية المطاف علي سحب كامل جيشه من مناطق جنوب السودان وقبل مجبرا بعملية تقرير المصير التي
يحاول الان تصحيحها كما زعم في حديثه. عقدين من القتال فشل فيهما جيش الجنرال ومليشياته من احراز اي نصر نهائي علي ( الحشره) الشعبيه وعاد جيشه
يجرر اذيال الهزيمه تاركا اغني منطقه في البلاد تعادل مساحتها مساحة دول جنوب افريقيا، لكنه الان جاء ليتباكي علي منطقه صغيره لا يهمه اهلها الذين تركهم
تحت رحمة قوات الجيش الشعبي بعد فرار قواته، بل يهمه ما في باطن ارضها من ثروات يعيش عليها هو وزمرته من مصاصي الدماء والمجرمين في الخرطوم.
تداعيات حديث البشير عن نيته الكامنه ومن معه بإبادة المواطنيين في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق، قادت مباشرة الي اتصالات بين قيادات الجبهه الثوريه
وقوي دوليه للبحث في منح هذه المناطق التي يزمع البشير ابادتها حق تقرير المصير! وربما تشهد الايام القادمه تطورات مهمه في هذا الاتجاه.
ودون شك لا يوجد هنالك شخص معتوه مثل هذا الجنرال الذي يعلن علنا عن نيته في ابادة مواطنيه والطلب علي رؤوس الاشهاد من وزير دفاعه برفع تقرير
الإباده له قبل الخريف. من الطبيعي والمتوقع ان تجد اي دعاوي يرفعها اهل هذه المناطق لحق تقرير المصير الاستجابه من جهات دوليه عديده. وبالقطع منح
الجنرال اهالي وسكان هذه المناطق ورقه ظلوا يبحثون عنها لعقود ودونهم الان ان يباشروا العالم بكامله ويعلنوه بما ينتويه الجنرال في حقهم.
احداث هجليج اكدت ايضا أن الجنرال لا برنامج له غير الحرب، لم يتحدث الرجل مطلقا عن نيته لعقد اي سلام او مفاوضات الامر الذي يبشر باندلاع
حروب عده بين مليشياته وبين الجبهه الثوريه التي ينتوي ابادتها كالحشرات. من الواضح ان بلاد السودان مقبله علي حروب لن تبقي ولن تذر وعلي الذين
خرجوا يهللون ويرقصون مع الجنرال ان يستعدوا ليكونوا وقودها هم وابنائهم.
|
|
 
|
|
|
|
جلال نعمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست