|
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد (Re: adil amin)
|
النهج : محدوديتها من منطلق الحدودية التاريخية للتشكيلة الرأسمالية وليس من منطلق أخر. نــقـــد : بالضبط ، فالهجوم على الديمقراطية الليبرالية كان ينطلق من موقعين : الموقع الأول من الطبقة العاملة والماركسية، باعتبار أن السلطة بيد البرجوازية بفعل علاقات الإنتاج القائمة في المجتمع، طبيعة ملكية وسائل الإنتاج, توزيع الثروة . .الخ، وأنه لن تحل القضية الاجتماعية إلا من خلال الثورة الاجتماعية ، حيث يتبع ذلك شكل جديد من الديمقراطية ، نمط جديد من الممارسة الديمقراطية . والموقع الآخر من منطلق البرجوازية الصغيرة، وهى تنتقص من الديمقراطية الليبرالية وتتحدث عن التغيير الاجتماعي، لكن في إطار مصادرة أساس الديمقراطية الذي انتزعته الجماهير بنضال مرير جدا ، وبدلا من استكماله، تسعى لفرض دكتاتورية شريحة معينة من البرجوازية الصغيرة تحت شعار أنها تحقق العدالة الاجتماعية في مواجهة الديمقراطية الليبرالية التي عجزت عن تحقيق العدالة الاجتماعية. هذا النمط من الخداع عاش عليه النميرى خلال السنوات الأولى من حكمه. وهو النمط الذي جرب في بلدان عربية أخرى . اعتقد ليست لدينا أوهام أو غموض حول هذه القضية، سواء في الشكل الفلسفي أو الأيدولوجى أو الاقتصادي. لكن نعتقد أن أي تغيير اجتماعي نقدمه يجب أولا أن يحافظ ويدعم ويحمى ما اكتسبته الجماهير من حريات وحقوق أساسية وأن يستكمل ذلك بالتغييرات الاجتماعية , الديمقراطية الاقتصادية ، الديمقراطية الاجتماعية. هذه الصيغة قد تبدو مجردة ، لكن بدون حلها حلا جذريا وسليما لا اعتقد أن الثورة الوطنية الديمقراطية (سواء في السودان أو في منطقتنا ) ستجد طريقا سهلا تسلكه نحو وجدان الجماهير وتعبئتها وتنظيمها واستنهاضها . ، ففي فترة من الفترات طرحت الأمور وكأن قضية التنمية نقيض للديمقراطية ، وكأن أي حديث عن الديمقراطية يفتح الباب لنشاط الثورة المضادة في ظل الأنظمة الوطنية وقيل أن الذين ينادون بالديمقراطية والتعددية يريدون أن يكشطوا الثورة أو يسقطوا النظام الثوري . هذا ما كان النميرى يردأ صباح مساء قائلا أن كل من يطالب بحقوق أساسية أو حريات ديمقراطية يرفع راية الرجعية والرأسمالية والعودة للنظام الرأسمالي والظلم الاجتماعي . لنأخذ تجربة السودان بصورة محددة: ناضل ست سنوات ضد الحكم العسكري الأول واستعاد الحريات والتعددية الحزبية على النمط البرجوازي . ثم ناضل ست عشرة سنة في ظل نظام نميري واستعاد التعددية والحريات والحقوق على النمط الليبرالي. هذه مكاسب للشعب السوداني يجب أن لا يقلل منها أو ينتقص منها . لأن الشعب السوداني استفاد فائدة قصوى من الحريات في تطوير حركته الجماهيرية ووعيه السياسي وبناء تحالفاته وكشف المظالم الاجتماعية والسياسية، وخاصة في الريف. فعندما أتحدث عن الديمقراطية لا أعنى فقط ما يهم مجموعات المثقفين من حرية الرأي وحرية التعبير ، لكنى أتحدث من زاوية حقوق الفلاح في قرية نائية في أن يتقدم للقضاة ، وينشر في الصحف مظالمه ويحافظ على عاند إنتاجه برغم الاستغلال الرأسمالي وشبه الاقطاعى، عن طريق توحده في اتحاد أو نقابة أو في أي شكل من أشكال التنظيم الجماعي الذي تتيحه الديمقراطية الليبرالية. هذا في مواجهة ما جرى بناه من حكم عسكري يميني أول ثم حكم عسكري بدأ يساريا ثم أخذ يتجه نحو اليمين بذات الشعارات الخاصة بتحالف قوى الشعب العاملة و العدالة الاجتماعية و الاشتراكية .
بالتأكيد فإن الأفضل للعامل السوداني والفلاح السوداني هو النظام الديمقراطي الليبرالي . فما تحقق له من حريات وأحزاب ونقابات وانتخابات وبرلمان يفتح المجال واسعا لصراعه ضد قوى الرأسمالية السودانية وشبه الإقطاع السوداني والاحتكارات الأجنبية, هذا الحلف الحاكم. فالشعب يشعر و يقتنع ذاتيا بما هو مفهوم لدينا . يقتنع بأن القوى اليمينية تضيق ذرعا بالحربات وبالنظام البرلماني الذي تحكم بواسطته ، لأنها تحس يوميا أن الحريات والحقوق والتعددية والبرلمان يفتح أمام الحركة الجماهيرية مجالا أوسع لاستقلالها الذاتي عن النفوذ الطائفي والقبلي - هذان الشكلان المميزان من البنى الفوقية اللذان تحافظ بها القوى اليمينية على نفوذها . ومع كل يوم يمر تحاول الجماهير أن تنعتق من الوصاية القبلية والطائفية وتؤسس ، ولو بشكل جنيني، نزعة الاستقلال هذه في طابع مؤسس، مثلا ، رابطة أبناء قبيلة ما . ورابطة من هذا النوع تحمل اسما قبليا قد تبدو للمراقب متخلفة، لكنها نزعة للخروج من الإطار القبلي. فمصطلح القبيلة نفسه يأخذ شكلا جديدا ، تعبيرا عن القسم الذي بدأ يعي أن مصالحه تقع خارج أطار النفوذ القبلي ، لكنه يرتبط بجماهير قبيلته. وهذا نوع من التحول البطئ في القطاع التقليدي ، في الاقتصاد المعيشي ، وله مدلول ثوري كبير في اتساع الحركة الجماهيرية، والأشكال المستقبلية لتيحالف الطبقة العاملة وجماهير الريف. فداخل هذه الرابطة تجد الطلبة والعناصر المستنيرة والعمال والموظفين والمثقفين، ولن تجد أبنا ء بيوتات الإدارات الأهلية، أبناء الارستقراطية القبلية . ( الإدارة الأهلية من قادة القبائل اتخذتها السلطة الاستعمارية في العشرينات أداة للحكم غير المباشر لجباية الضرائب والعشور ومنعتها سلطات إدارية وقضائية) . فالروابط تعبير عن تطور داخل القبيلة تقود الأقسام المستنيرة من أبنائها ، تعبير عن استقلال ذاتي. ويدور داخل الروابط صراع : البعض يريد أن يحافظ على المظلة الطائفية من موقع الاستقلال داخلها ، والبعض ينزع للخروج من تلك المظلة والاعتماد على السند القبلي. ففي دارفور(*) مثلا عشرات القبائل العربية وغير العربية المرتبطة بشكل أو بآخر بطائفة الأنصار وحزب الأمة. وكان مركز حزب الأمة يحدد مرشحي الدوائر البرلمانية في ذلك الإقليم. لكن أهل الإقليم أخنوا يرفضون الترشيح من المركز ، وبدأوا يقولون : نحن نختار المرشحين. وقد كان رأينا أن هذه النزعة نحو الاستقلال صحيحة جدا ، وسوف تتعلم تلك الجماهير من خلال تجربتها الذاتية كيف تختار الأفضل والأحسن من بين أبنانها. وما كان لهذا الشكل من نزعة الاستقلال لدى الجماهير القبلية أن يظهر لولا وجود الحريات والأحزاب والنظام البرلماني الذي وفر المناخ المناسب لتحرك هذه الجماهير من أسفل وضيق الفنات العليا في المؤسسة الطائفية القبلية من الحريات والحقوق الأساسية ، ناتج عن نزوع تلك الجماهير نحو الاستقلال. القضية الثانية الأساسية أن كل مناضل عاقل معلم تماما أنه كلما توفرت حريات أكثر واجهت الطبقة العاملة ظروف أفضل لتطوير حركتها النقابية ووعيها السياسي حتى عندما تكون العناصر الانتهازية مسيطرة على قيادة النقابات. وكذلك الحال بالنسبة لحركة الثقافة والفكر والعاملين في الإدارة وجهاز الدولة. الظروف الديمقراطية دائماً الأفضل بالنسبة لتطور الوعي السياسي . ثمة مسألة تبرز: هل عن طريق الديمقراطية الليبرالية والنظام البرلماني ستحل القضية الاجتماعية ، تحل قضية الثورة الاجتماعية ؟أ هذا غير وارد لسببين : الأول أن القوى اليمينية الحاكمة تحاول إفراغ النظام البرلماني من أهم مقوماته التعددية حرية الرأي، توزيع السلطات التشريعية والتنفيذية و القضائية ، إنها تضيق بالقضاة المستقل وتتغول على السلطة التشريعية ، تضيق بالحريات وتصدر القانون بعد الآخر للحد من هذه الحريات. هذا الوضع أدى إلى أزمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) درافور هي اقليم غرب السودان على الحدود مع تشاد غرباً وليبا شمالاً
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-10-12, 10:59 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-10-12, 11:03 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | عمر ادريس محمد | 04-10-12, 03:38 PM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-10-12, 03:51 PM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-10-12, 03:58 PM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | معتصم ود الجمام | 04-10-12, 04:08 PM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | رؤوف جميل | 04-10-12, 06:01 PM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | مبارك عثمان | 04-16-12, 12:55 PM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-11-12, 10:59 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-12-12, 10:04 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | aydaroos | 04-12-12, 10:26 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-12-12, 10:33 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-12-12, 10:39 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-12-12, 10:43 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-12-12, 10:46 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-12-12, 10:49 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | aydaroos | 04-12-12, 01:02 PM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-16-12, 10:36 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-16-12, 10:41 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-16-12, 11:11 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-16-12, 11:15 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-16-12, 11:18 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | aydaroos | 04-16-12, 11:57 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | aydaroos | 04-16-12, 12:11 PM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | صبحي اسكندر | 04-16-12, 12:07 PM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | aydaroos | 04-16-12, 12:29 PM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | aydaroos | 04-17-12, 07:09 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-17-12, 10:14 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-17-12, 10:22 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-17-12, 10:26 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-17-12, 10:30 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-17-12, 10:38 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-18-12, 11:23 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-18-12, 11:26 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-18-12, 11:37 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-18-12, 11:39 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-22-12, 11:20 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-22-12, 11:23 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-22-12, 11:28 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-26-12, 11:37 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-28-12, 01:03 PM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-26-12, 11:58 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | أبو ساندرا | 04-30-12, 09:13 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-30-12, 11:55 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-30-12, 12:07 PM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 04-30-12, 12:26 PM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 05-01-12, 08:26 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 05-04-12, 06:47 PM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 05-05-12, 11:31 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 05-05-12, 11:53 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 05-07-12, 09:38 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 05-11-12, 06:15 PM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 06-21-12, 09:16 AM |
Re: هكذا تكلم محمد ابراهيم نقد | adil amin | 06-25-12, 11:42 AM |
|
|
|