الترابى إبليس عصره ... كاريكاتير

Quote: حديث المدينة كرتي.. يصرخ..!! عثمان ميرغني اتجاهان متناقضان.. من باريس وزير خارجيتنا الأستاذ علي كرتي صرخ في العالم، وقال: (الوضع في السودان حقاً خطير.. واقتصادنا ينهار).. لكن أمس وفي نفس الوقت، أصدر بنك السودان بياناً لتطمين الشعب السوداني.. برر فيه ارتفاع سعر صرف الدولار بأنه أمر طارئ بسبب تدفق مرتدّ للعملة المحلية من دولة جنوب السودان.. والأموال الضخمة التي دفعت للجنوبيين –في الشمال- على سبيل مكافأة نهاية الخدمة.. ويحاول الجنوبيون تحويلها لأي عملة صعبة ليتمكنوا من الانتقال بها إلى دولتهم الجديدة.. أو أي مكان آخر في العالم.. وقال بنك السودان: إن الأوضاع ستعود إلى ما كانت عليه بمجرد انحسار موجة تحويلات أبناء جنوب السودان. هذا التناقض في حد ذاته مشكلة.. في الداخل البنك المركزي يقول: (لا مشكلة) وفي الخارج وزير الخارجية يستنجد بالعالم ويقول بملء فيه: (ألحقونا). حسناً.. كيف يساعدنا العالم وهو يعلم أننا نخوض حرباً أهلية في ثلاث جبهات.. دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.. نفس هذا العالم كان أجبر من قبل شركة "تلسمان" الكندية الخروج من "كونسورتيوم" البترول بشبهة أن إنتاج النفط يغذي الآلة العسكرية في جنوب السودان.. كيف يساعدنا العالم؟؟ لو كنا دولة مستقرة.. متراضية من نفسها.. فيها حكومة دستورية.. ومعارضة دستورية أيضاً.. تتنافسان وتتشاكسان وفق القانون والدستور.. ربما لوجدنا تعاطفاً كاسحاً من العالم كله.. وحتى بدون تعاطف.. العالم كله سيطمع في استثمار أمواله في أرضنا.. لكن الواقع أننا دولة تمسك نيران الحريق بما تبقى منها بعد انفصال الجنوب.. وتكاليف الحرب لا تنتظر الشيكات الآجلة ولا الخطط الخمسية.. هي تكاليف حتمية شرسة تمتص خيرات البلاد –مثل دراكولا- مصاً.. الدكتور التجاني الكارب .. المحامي المعروف.. قدم مقترحاً جديراً بالنظر.. يرى أن الدولة خلال السنوات الماضية ساهمت في ضم الآلاف إلى قوائم الأثرياء.. وأنه حان لهؤلاء الأثرياء أن يساعدوا الدولة في تخطي أزمتها.. الفكرة بسيطة أن تطرح لهم الدولة سندات آجلة.. على أن تسترد بعد أن يستعيد الاقتصاد عافيته.. وأجد في مقترح د. الكارب كثيراً من المنطق.. فأموالنا السودانية متخمة بها بنوك ماليزيا وأوروبا.. عشرات المليارات من الدولارات يملكها السودانيون في الخارج.. فلماذا نتوسل إلى العالم أن يمنحنا من فضله.. لماذا لا يعيد الأثرياء –وغالبهم من عضوية حزب المؤتمر الوطني الحاكم نفسه- أموالهم إلى البلاد.. وتمنحهم الدولة صكوكاً قابلة للتداول لحين ميسرة.. صرخات وزير خارجيتنا في باريس.. ومن قبله طلب البنك المركزي للعرب أن يغذوا شرايين بنوكنا بأربعة مليار دولار.. لن تجدي.. و(ما حكّ جلدك.. مثل ظفرك).. الأجدر أن نستعيد أموالنا في الخارج.. هذا .. أو الطوفان.. والوضع كما قال وزير الخارجية: (حقاً خطير..)! التيار