الى الذين تسللوا الى جامعة فاس المغربية -نداء عاجل

Quote: * رحلة العمر وحلم السنين {2} ************** العودة إلى فاس ========= بسم الله الهادي للحق ..أصحابي وخلاني ، كان شوقي لفاس ..كشوق الصحارى العطاش للسحاب المدرار ، فالعودة الى فاس فيها الكثير من الشوق المشحون بالتوق إلى اللقيا وبالحنين الدافق إلى الذكريات الخالدة .استقبلتني فاس بالأحضان ولسانها يقول ..عرفنا وجهنا فيك فأهلا بالرجوع للربوع ..وجدتها معطرة بأبخرة الصوفية ..وفرقعة بين أصابع أهل الله . وعبق البخور والصوت الشذى يمدح عليك صلاة الله ياخير من سرى ... دخلت تلك المدينة التي سكنت القلوب وبي من الشوق والصبابة ما لايوصف وأنا أعود إليها بعد عقد كامل من الزمان ...وزدادت السعادة هذه المرة أن كنت للوالد رفيقا في رحلة هي له أمنية الدهر وحلم السنين . ولايدري حجم السعادة برؤية تلك المدينة عندما أطلت مناظرها من على البعد إلا الله سبحانه وتعالى ..فقد كانت فرصة صادقة حقيقية لم تمنعه من البوح بها والتحدث عنها جهرا ، فالتفت ركاب البص بوجوهم نحوه يستمعون الى ذلك الصوت الذي يمدح مدينتهم بكل الثناء وجمال الوصف . لقد كتبت لأحفاد الشيخ التيجاني الذين تعرفت بهم أثناء اقامتي في فاس ولبعض الأصدقاء مخطرا إياهم بأن والدي سوف يزور المدينة ولعلها فرصة سانحة أن تلتقيهم هنالك فجأء الكرم المغربي بأسرع مما يتخيل ، بأن يكون الوالد ضيفا لديهم خلال إقامته هناك ..فكان الأخ الدكتور أحمد حميدوش ، الأستاذ بمعهد الحسن الثاني للبيطرة بالرباط ، والذي التقيته في امريكا وسكنا سويا بعض الوقت ..كان في استقبالنا بالدارالبيضاء هو ووالده وأخوته وأخواته ..وأصروا على إستضافة الوالد يوم اويومين قبل التوجه للرباط ..وفي الرباط قضينا يوما في ضيافة الأخ احمد تمكن فيها الوالد من زيارة زاوية ضريح سيدي العربي بن السايح ، وهو أحد خلفاء الشيخ احمد التيجاني ..وعند وصولنا فاس ، كان في استقبالنا بمحطة البص الأخ الأستاذ المقدم الحسين أمرتيب ، وهو من الذين تعرفت عليهم أثناء إقامتنا في فاس ، فهيأ للوالد كل أسباب الراحة وكان يرافقه في كثير من زياراته وجولاته حول المدينة خاصة تلك المواقع التي لها ارتباط بالشيخ احمد التيجاني وتاريخه . وقد مثلوا الكرم المغربي الأصيل ولسانهم ينشد قولهم والذي يعبر عن كرمهم وحسن ضيافتهم : منزلنا رحب لمن زاره ونحن فيه سواء والطارق وكل الذي فيه حلال له إلا الذي حرمه الخالق فلهم الشكر ، فكما كانوا في استقبالنا كانوا في وداعنا وليس ذلك التصرف أيها الأحباب بشئ غريب لديكم ، فقد عشتم مثله ولمستم بانفسكم ذلك الكرم الصادق الأصيل .ولله الحمد والفضل والمنة فقد استمتع الوالد مثلي بالزيارة ، قضى معظمها داخل زاوية بالمدينة القديمة كما أنه زار بعض المواقع التاريخية ، ولبى بعض الدعوات من أهل فاس وزار احفاد الشيخ وبعض الأصدقاء التيجانية وسجل له البعض زيارة في مقر إقامته بمنزل الأخ الشيخ الحسين امرتيب .. وقد أعجب الوالد بما راى وشاهد وهو في ذاك العمر وقد كنت أرافقه الى الزاوية واتركه هناك في كثير من الأحيان ليتفرغ للذكر والدعاء وأعود إليه في المساء لأخذه بين تلك الأزقة الضيقة الى الدار . وقد كنت أنتهز ذلك الوقت لإعادة ذكرياتي في المدينة . وأزور بعض المواقع والمعالم .ومثلي مثلكم في هذه الظروف فالذكريات تتداعى وتنداح وهاهي فاس أمامي وكما كانت دائما كالبحر في أحشائه الدرر كامن ولكل منظر وموقع بالمدينة ذكرى ..وذكرى حبيب ..مع كل خطوة في شوارع المدينة اجترار لذكريات تتداعى : ونواصل الرحلة ******* مختار البكري ********** طلبة سودانيين ووقفة على ربى مدينة فاس القديمة